عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-21, 09:37 PM   #166

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

تنهدت بهدوء وبابتسامة حالمة كانت تعلو ملامحها بنعومة وبنظرات مأسورة بالمشهد امامها قيدها بغلالة احلامها البعيدة....وكأنها تشاهد احد افلامها العاطفية والمشحونة بكيمة كبيرة من المشاعر الجياشة وبخيال ساحر يرهق القلوب الناظرة لها بمكان بعيد عن الواقع وخلف شاشات التلفاز الصماء....والذي تمنت كثيرا فيما مضى ان تصبح جزء من عالمهم الآخر والموجود خلف تلك الشاشة....وكل هذا كان يحدث فقط خلف شاشة جامدة بدون اي حياة وهي تعبث بكل انواع مشاعرها المرهفة والوليدة بطفولتها الحالمة....ولكن ماذا عن الآن وهي تشاهد هذا المنظر امامها والبعيد عن احلامها الخيالية والذي فاق كل توقعات احلامها الطفولية ؟ وهو يتجسد امامها على شكل هذين العروسين الراقصين بانسجام ملفت للأنظار وكأنهما قد خرجا من مقطع من فيلم حي ليمثلوا هذا العرض امامهم وليس بداخل قطعة جهاز صماء لا تمت للواقع بصلة ؟!

ارتجفت زاوية من ابتسامتها بهدوء وهي تواصل نظرها بتلك الهالة المحيطة بها والتي غلفت جسدها لوهلة بألواح من جليد باردة لأول مرة تشعر بها ، لتمنعها من السعادة لفرحة صديقتها او الشعور بشيء آخر سوى بالخواء والذي سكن باقي احلامها الجميلة وما تبقى منها حي بداخلها ...

رفعت يدها تلقائيا وهي تمسح خديها المحتقنين بصمت من كبت دموعها فوق تكتلات روحها ، وهي تتسابق للخروج بحرارة من مقلتيها العسليتين الحالمتين بدون ان تفتح لها المجال للفرار وبهذه المناسبة والتي تعيشها الآن والتي لا تطلب اي دموع ستفسد جمال هذه اللحظات الفريدة !

اخفضت يدها وهي تلتفت بوجهها باتجاه التي كانت تقول بابتسامة هادئة برفق
"تبدو ماسة سعيدة أليس كذلك رغم كل الرفض والعناد والذي تحاول ان تظهره امام الحفلة ؟ وهي لا تعلم بأن هذه الحفلات لا تتكرر كل يوم !"

اومأت الجالسة امامها برأسها بشرود وهي تعود للنظر بحزن لنفس الوجهة هامسة بخفوت رقيق
"اجل صحيح ، فهذه الحفلات ليست مقدرة للجميع ان يعيشها ويحتفظ بذكراها لتكون اجمل بداية لحياتهما القادمة ، والتي حتى بهذه الذكرى البسيطة لم يوفقوا بها !"

عقدت الاخرى حاجبيها وهي تحاول تفسير كلامها الاخير بتركيز حائر ، لتقول بعدها بلحظات بابتسامتها الهادئة بنبرة حنان تخصها فقط للمقربين منها
"إذاً اخبريني عن حياتكِ قليلا يا صفاء ، واعتذر على تأخري بالمباركة لكِ بزواجك بالرغم من انه ليس هناك اي شيء يعذر تأخري ، ولكني مع ذلك سعدت كثيرا عندما علمت بأمر زواجك فأنتِ دائما ستبقين بمرتبة ماسة عندي وامركِ يهمني مثلها تماما"

ابتسمت بامتنان ممزوج بالحياء وهي تهمس برقة وبسعادة عادت لتلون محياها من جديد لماضي ما يزال يحتل جزء من عالمها الحالم
"شكرا لكِ يا روميساء ، ولا تقولي مثل هذا الكلام والاعتذار مرة اخرى فأنا حالي ليس افضل منكِ فقد تأخرت كذلك بالمباركة لكِ بزواجك ، وكما قالت ماسة فنحن نعلم جيدا بظروف بعضنا والتي تمنعنا عن التواصل الدائم بيننا ، وشكرا حقا على اهتمامك يا روميساء"

اتسعت ابتسامتها بصمت وهي ترفع حاجبيها السوداوين بتأني قبل ان تهمس بابتسامة جانبية بمرح
"هل اصبحتِ تتكلمين مثل طريقة ماسة يا صفاء ؟ الحقيقة لم افاجئ فأنتِ تقريبا تلازمين تلك الفتاة الجليدية بكل لحظات حياتكِ ، لذا ليس من الغريب ان تتحولي لنسخة باردة اخرى عنها وليس فقط مثل طريقة كلامها !"

اتسعت حدقتيها العسليتين بانشداه لوهلة قبل ان تبتسم بدون ان تصل الابتسامة لروحها وهي تقول بمرح مزيف
"اجل هذا ما حدث حقا ولكن مع ذلك تبقى شخصية ماسة افضل من شخصيتي بكثير فهي على طبيعتها وبدون ان تختلق اي تصنع"

انتفضت من غمامتها ما ان شعرت بيد تمسك بكفها فوق سطح الطاولة وصوتها يتبعها بتوجس قلق
"صفاء هل انتِ بخير ؟ وهل تعانين من مشاكل بحياتكِ الزوجية ؟ صارحيني يا صفاء ولا تبقي صامتة !"

ابتلعت ريقها بقوة بدون ان تتأثر بالغصة والتي نحرت روحها وهي تحارب لتخرج على العلن ، لتنفض بسرعة غمامة الحزن عنها وهي تقول بابتسامة باهتة بدون اي حياة
"انا بخير يا روميساء ، وبخصوص حياتي الزوجية فهي بأفضل حال ومستقرة تماما بدون اي مشاكل ، ولكن بعض الامور التافهة قد تأثر بنا ونحملها اكبر من حجمها لتفسد علينا بعض من مباهج الحياة وبدون ان نقصد ذلك او نتعمد فعل هذا"

تجمدت ملامحها بلحظة وهي تشرد بنقطة معينة وبكلامها الاخير والذي كان يقصدها هي بالخصوص بالنسبة للأمور التافهة والتي كانت تحملها اكبر من حجمها ، حتى دمرت بالنهاية بعض من السعادة والتي كان من المفروض ان تعيشها مع زوجها ببداية قصة اكتمالهما والتي كانت على وشك ان تكون من اجمل لحظات حياتهما ؟ وهي تشعر بنفسها قد اصبحت نسخة عن والدتها والتي كانت اكثر ما تجيده بحياتها هو تدمير لحظات سعادتها وذكرياتها الجميلة بالحياة بدون اي داعي لذلك ، وهي تتناسى بأن الشخص يعيش بهذه الحياة مرة واحدة فقط ولن تتكرر له مثل هذه الفرصة مجددا !

رفعت عينيها الخضراوين بهدوء باتجاه التي كانت تربت على كفها وهي تهمس بحيرة
"روميساء اين شردتِ ؟"

ابتسمت باهتزاز وهي تسحب يدها بهدوء لتقول بعدها بلحظة بصوت ثابت
"ليس هناك شيء مهم يا عزيزتي ، اخبريني انتِ بما يشغل بالكِ هكذا فأنا اشعر بكِ قد تغيرتِ كثيرا عن السابق ؟"

حركت رأسها بالنفي وهي تتلاعب بأصابع كفيها بارتباك هامسة بخفوت مبتسم
"صدقيني ليس هناك شيء مما تفكرين به يا روميساء ، بل كل شيء بأفضل ما يمكن اؤكد لكِ"

تغضن جبينها بعدم اقتناع وهي تزفر انفاسها للحظات ، لتقول بعدها بابتسامة صغيرة بحنان
"حسنا يا صغيرتي بالرغم من انني لست مقتنعة بجوابك ، ولكن كل ما اتمناه حقا ان يكون كلامكِ صحيحاً"

اومأت برأسها بصمت وهي ترفع يدها بارتجاف لتعيد خصلات شعرها الطويلة لخلف اذنها بدون ان تنصاع لها ، وهي تعود للتمرد بعيدا عن اذنها من كثافته لدرجة شعرت بها بالألم وهي تشدد على خصلاتها بدون إرادة منها والتي قد تنسيها بعض من الألم القابع بداخلها الآن .

انتفضت بمكانها لا شعوريا وهي تخفض عينيها للهاتف والذي كان يصدر صوت الرنين فوق سطح الطاولة امامها ، لتخفض يدها من فورها وهي تلتقط الهاتف ناظرة باتساع احداقها للاسم المنير بشاشته ، وما هي ألا لحظة فقط حتى انتفضت واقفة بمكانها بعنف جعل الجالسة امامها ترفع وجهها نحوها بتوجس ، لتقول بسرعة التي كانت تبتسم بارتباك وهي تنقل نظراتها بينها وبين الهاتف بخوف شل حركتها
"لقد جاء زوجي وعليّ الذهاب بسرعة ولا استطيع الانتظار....."

قاطعتها بهدوء التي كانت تبتسم بجدية وروية
"اهدئي يا صفاء ، لا داعي لكل هذا الذعر ، يمكنكِ الذهاب بالطبع ولستِ مضطرة لحضور الحفلة لنهايتها"

ترددت قليلا وهي تخفض الهاتف هامسة بوجوم مرتبك
"وماذا عن ماسة ؟....."

قالت بسرعة بابتسامة جادة ما ان فهمت مقصدها
"لا تقلقي يا صفاء فأنا سأخبر ماسة بدلا عنكِ عن سبب مغادرتك وعدم مقدرتك للبقاء لوقت اطول وسأوصل لها سلامكِ الحار"

تنهدت بهدوء وهي تبتسم لها بامتنان صامت قبل ان تتحرك من فورها بعجلة ما ان عاد الهاتف للرنين بيدها ، وهي تلوح لها بيدها الاخرى مغادرة باتجاه المسار المؤدي لخارج القاعة .

ذبلت ابتسامتها بهدوء ما ان اختفت عن نظرها تماما ، لتشيح بعدها بوجهها جانبا وهي تتنهد بخفوت غير معبر واصابعها تتلاعب بخصلة مجعدة عند جانب وجهها بوجوم صامت .

تشنجت ملامحها لوهلة وهي تقبض على يدها الممسكة بخصلة شعرها بلحظة ما ان شعرت بهبوط ثقل على كتفيها من يدين قويتين سمرت اعضائها وعظامها المتحنطة بالكامل ، لتلتفت بنصف وجهها ببطء وهي تسمع انفاسه الهادئة من خلف اذنها بوضوح ، لتبتسم تلقائيا بنشوة غريبة احتلت ملامحها بثواني وهي تهمس بخفوت
"واخيرا شعرت بغيابي يا احمد !"

عضت على طرف شفتيها ما ان توقفت الانفاس لوهلة ليتراجع بوجهه بعيدا عنها بتأني ، قبل ان يقول بجمود بارد اصبح يقابلها به عادةً
"رائع يا روميساء تحاولين ان تلعبي معي لعبة جديدة وكأن الأمر ممتع ! ولكني لن اجاري تصرفاتك بعد الآن"

عبست ملامحها بذهول عند كلماته الاخيرة وهي تستدير بذات اللحظة التي كان يوشك بها على المغادرة ، لتتمسك بذراعه بسرعة وهي تهمس بلحظة بعبوس خافت
"هل انت غاضب مني لأني لم انصت لكلامك وذهبت للحفلة لوحدي بدون انتظارك ؟"

مرت لحظات صمت قصيرة قبل ان يلتفت بنصف وجهه وهو يهمس بخشونة ساخرة بدون اي تعبير
"وهل هناك سبب آخر يدفع زوج للنفور من زوجته ومن تصرفاتها والتي تجاوزت بها ضرتها الأولى ؟ وكأنها منافسة بينكما من سيكسر زوجها اكثر !"

انفرجت شفتيها بارتعاش مع اتساع حدقتيها الخضراوين وهو يدفع يدها بعيدا عن ذراعه ، وما ان ابتعد قليلا عنها حتى تسمر بمكانه لبرهة ما ان وصلته الهمسة الخافتة من الجالسة خلفه بحزن
"انا اعتذر يا احمد"

زم شفتيه بجمود صخري وهو لا يصدق ما يحدث معه وما ترسله تلك الفتاة بداخله من اهوال لم يعد يستطيع كبح جماحها بداخله عابثة بكل ما يحمله كيانه وقلبه من انجذاب نحوها اصبح يدور بفلكها وحدها ! لينفض بسرعة هالة سحرها عنه وهو يستدير بكامل جسده امامها بقوة ، قبل ان تقع عينيه على صورتها الجميلة كما توقع مع لمحة حزن طفيفة والتي سلبت عقله بالكامل منذ ان وقع تحت هالتها بالصباح وهي تزيد سحر وفتنة بنظره لم يعد يستطيع التكهن بنتائجه .

زفر انفاسه بخشونة وهو يحيد بنظراته بعيدا عنها غصبا بعد ان انهكت تفكيره المشتت لوهلة ، بينما كانت (روميساء) تنظر له بحزن صامت وهي تنهض ببطء عن مقعدها ، قبل ان تتقدم امامه بتمهل وبحذر شديد وهو يتجاهل حتى النظر لها بجفاء فاق قدرتها على الاحتمال من هذا الشخص والذي لم يتوقف يوما عن تدليلها وامطارها بكل انواع الاهتمام بقاموسه لم تجربه بحياتها سوى معه .

وما ان كانت على وشك الكلام حتى قاطعها الذي التفت نحوها بقوة وهو يقول بنظرات عميقة غامضة
"هل ترغبين بالرقص ؟"

ارتفع حاجبيها السوداوين بصدمة حتى وصلتا لمنابت شعرها وهي تحاول استيعاب طلبه بتشوش دام بينهما لدقائق ، وبدون ان يعطيها القدرة للتفكير اكثر كان يمسك بيدها بصمت وهو يضغط عليها بقوة قائلا بابتسامة جامدة بهدوء
"وهذا سيكون الاعتذار اللائق على تصرفك الاخير ، ام انكِ لا تهتمين بمسامحتي لكِ من عدمها ؟"

حركت رأسها باهتزاز بعد ان بعثر تفكيرها لوهلة وهي تحاول الكلام بارتباك ليخرج بهمس خجول واثق
"اكيد اهتم بمسامحتك فأنت زوجي ورضاك عندي هو اكثر ما اسعى إليه"

اتسعت ابتسامته بتصلب وهو يجول بنظراته بها بقوة تملكية بعد ان عاد لملامح الهدوء والرضا بعيدا عن القسوة السابقة والتي كانت تحيط به ، وكأن العتاب والغضب قد اختفى بلحظة خاطفة عن تفكيره وبكلمة صغيرة منها تثير به الاعاجيب ، ليسير بعدها وهو يسحبها معه باتجاه الساحة قائلا بصوت اجش هادئ تاقت كثيرا لسماعه
"إذاً فلتحاولي اقصى ما تستطيعين ليشفع لكِ زوجك ويكون راضي عنكِ تماما ، بعد ذلك الكم من الوقاحة والتي تحملتها منكِ كثيرا"

اتسعت ابتسامتها بحياء وهي تعض على طرف شفتيها مفكرة فقط بكلامها الاخير والذي يخص الذكريات الجميلة والتي عليها صنعها مع زوجها...والتي لن تتكرر مجددا بهذه الحياة والتي لن نعيش بها سوى مرة واحدة بالعمر...لذا لن يمنعها عن فعلها احد ولا التفكير بشيء سوى ارضاء زوجها والذي اصبح محور حياتها يوماً ....

_____________________________
وقفت عند باب القاعة وهي تتلفت من حولها بعينين متسعتين بتوجس بظلام المكان المحيط بها....قبل ان تقع على السيارة السوداء القابعة بالطرف الآخر من الطريق....لتسير من فورها بعجلة اقرب للجري وهي تتمسك بطرفي ثوبها بتشبث قبل ان تصطدم بلحظة بكتف احدهم ظهر امامها على حين غفلة....دفعها للتعثر بطرف ثوبها الطويل وهي تقع على ركبتيها بقوة وشعرها منسدل من حولها بكثافة وتحت ركبتيها يحميها من اذى السقوط ومن النظرات والتي ستكون مسلطة من حولها الآن ومن إحراج اللحظة وكل ما تتمناه ان تختفي من امام انظار الجميع فورا وحالاً...

رفعت عينين مهتزتين امام الذي مد يده نحوها والسبب بسقوطها وهو يقول بابتسامة انيقة بدون اي شعور بالندم على ما سببه لها والذي يبدو من الطبقة الاجتماعية المخملية والتي ملئت الحفلة من اشباهه
"انا اعتذر منكِ يا جميلة ، هيا اعطني يدك لأساعدك"

عبست ملامحها بجمود وعدم راحة وهو يتابع كلامه ببساطة بالغة وكأنه معتاد على التكلم مع الفتيات والتي لا يمت بهم اي صلة
"يبدو بأنني من الاشخاص المحظوظين بوقوع الاميرة النائمة بين يديّ !"

اتسعت عينيها بانشداه مصدوم مع شحوب ملامحها المفاجئ لم يدم سوى للحظات قبل ان تلمح اليد والتي امسكت بيده الممدودة لتلويها خلف ظهره بلحظة وهو يديره ناحيته بقسوة ، ليقول عندها بقتامة هادئة من بين اسنانه بحدة نافرة قشعرت بدنها
"كيف تتجرأ على اللعب مع زوجتي يا عديم المروءة والرجولة ! وايضا تحاول استدراجها بحيلة حقيرة بعد ان وجدت تسلية جديدة تلهو بها ، يبدو بأنك قد اتيت للشخص الخطأ والذي سيعلمك قوانين الأدب على اصوله لتحترم حرمات الرجال واللواتي ليسوا لعبة بأيدي امثالك ؟"

فغرت شفتيها بارتجاف شوش الرؤية امامها بدموع حبيسة وهي تنظر للرجل والذي كان يحاول تحرير ذراعه من خلف ظهره هامسا بارتباك اختفت معها هيمنة وغرور طبقته الاجتماعية
"اتركني انت لا تعلم مع من تتكلم ! وايضا انت لا تعرفني حتى تتكلم عني بتلك الطريقة والتي تمس بسمعتي ومكانتي ، فأنا لست من هذا النوع والذي تلمح له وليس لأني كنت اساعد زوجتك تتكلم عني بهذه الطريقة الدنيئة....."

زاد تأوه الرجل ما ان شدد اكثر على ذراعه خلف ظهره حتى بدأت تسمع صوت طرقعة عظام ذراعه ، وهو يهمس بوجهه بانفعال حاد دب الرعب بأوصالها وكأن شيطان قد تلبسه فجأة
"كرر ما نطقت به الآن وسأنقل جثتك لأقرب مشفى من هنا وبدون اي تفكير بمكانتك بمجتمعك الرخيص والذي سيختفي ما ان يعلموا برحيلك عن العالم ! والذي سيريحهم كثيرا من امثالك ومن الذين لا يستحقون العيش بهذا العالم والذي سيعيثون به فسادا"

ارتبكت ملامح الرجل بذعر بدأ يتجلى على محياه بأبشع صوره وهو يسقط قناع الثقة مع الغرور ليظهر الضعف المختبئ خلف المكانة العالية ، ليقول بعدها بتعثر نادم وهو يحاول تهدئة ثورته قبل ان تقضي عليه بدون اي ذرة شفقة على حاله
"لا داعي لتضخيم الأمر هكذا من اجل سوء فهم صغير وانا اعتذر حقا على التعرض لك ، فقد كنت احاول مساعدة زوجتك والتي اصطدمت بها بمحضي الصدفة عند مدخل القاعة ولم اقصد ازعاج اي احد منكم"

ارتفع حاجبيه للحظات وهو يتنفس بجمود جليدي بدون ان تلين ملامحه الصخرية ولو قليلا ، ليدفعه بعدها بلحظة بعيدا عنه بقسوة حتى كاد يلقيه ارضا مثل خرقة بالية وهو يتبعه قائلا بصوت اجش مشبع بالكره والاشمئزاز معا
"إياك وان ألمحك امامي مرة اخرى لأني عندها لن اشفق على حالك ابدا ، وإذا كنت تريد ان تمرح باللعب مع الفتيات اشباهك فهناك الكثير منهن بانتظار فقط إشارة منك ، وبالمقابل لا تحاول العبث مع الفتيات الشريفات واللواتي لا يرغبن بمصادقة امثالك وألا صدقني سأجعلك تندم على الساعة والتي ولدت بها"

توقف الرجل باتزان وهو يومأ برأسه باهتزاز مرتاب بدون ان يصدر اي ردة فعل اخرى ، لكي لا يعود هذا المختل لتقييده مجددا وليس بعيدا عنه ان يقتله بدون اي رأفة كما قال !

قال بعدها الذي عاد ليصرخ بخشونة وهو يلوح بذراعه جانبا بقسوة
"والآن اغرب عن وجهي"

نفض الرجل سترته بارتباك وهو يعدلها ليغادر من فوره باتجاه مدخل القاعة بخطوات ثابتة لم تخفي تعثرها الواضح ، بينما التي ما تزال جالسة على الأرض بسكون كانت تشاهد الذي غادر بعيدا بعيون عسلية مهتزة برعب شلت حركة باقي اطرافها ببرودة الارض من تحتها ، لتنتفض برأسها لا إراديا وهي توجه نظراتها للذي كان يقول بذات قسوته ما يزال الغضب ينضح بنبرة صوته
"هيا تحركي يا بلهاء ، هل اعجبكِ الجلوس على الارض هكذا لتجلبي المزيد من انظار الآخرين نحوكِ ؟"

عضت على طرف شفتيها بألم تمنع ارتجاف جسدها العنيف والذي ما يزال متأثر بذبذبات قسوته مع الرجل والذي لم يخطأ سوى بأنه اصطدم بها بدون قصد ! لتقف بعدها باستقامة وهي تعيد خصلات شعرها المنسدلة لخلف اذنيها بصمت موحش .

تنهدت بهدوء وهي تنظر له وهو يغادر باتجاه سيارته بدون ان يضيف كلمة اخرى ، لتتبعه من فورها بخطوات متخاذلة باتجاه سيارته المركونة عند الطرف الآخر من الطريق والخالي تماما من المارة .

دخلت من باب السيارة لتجلس فوق المقعد بصمت وهي تشعر بجلوسه بجانبها بنفس الصمت القاتم ، ليشغل بعدها محرك السيارة وهو ينطلق بها بعيدا عن طريق القاعة ، وبعد مسافة قصيرة قطع الصمت الذي قال بجمود بدون اي تعبير
"لما تأخرتِ بالخروج من القاعة ؟ ألم اخبركِ بأن تنتظريني امام مدخل القاعة بعد ربع ساعة ! حتى اضطررت للاتصال بكِ عشرات المرات وانتِ تتجاهلين جميع اتصالاتي ؟"

زمت شفتيها بوجوم وهي تتلاعب بالهاتف بيديها هامسة بخفوت رقيق
"لقد مر الوقت بسرعة ولم اشعر به ، ولم اسمع رنين الهاتف جيدا من الضوضاء بالقاعة"

حاد بنظراته نحوها بجمود بدون كلام لبرهة قبل ان يقول بعدها بلحظة وهو ينظر امامه بتصلب قاتم
"هل استمتعتِ بالحفلة والتي كنتِ تصرين على الذهاب لها ؟"

حانت منها التفاتة باتجاهه بحيرة بدون ان تتأكد من سؤاله لتتلقفها عينيه من فورها بحدة صامتة وهو يشملها بنظراته مرة واحدة قبل ان يعود بلحظة للنظر امامه وبعيدا عنها ، لتحرك رأسها للأمام بسرعة نافضة شعور الفوضة والتي ارسلها بعينيه فقط من نظرة واحدة بعثر كل ما بداخلها من مشاعر واحاسيس لا تشعر بها سوى بوجوده ولا تخرج بطنين نبضاتها حتى كادت تخترق اذنيها المرهفتين .

قالت بعدها بثواني بابتسامة صغيرة باحمرار
"اجل استمتعت كثيرا ، كان حفلا خياليا شبيه بأفلام الحب !"

انحنت عينيها العسليتين عند آخر كلماتها وهي تخرج بأنين خافت لتشعر عندها بهدوء نبضاتها والتي انحصرت بداخل شرخ روحها منذ مشاهدتها لذلك العرض العاطفي والحيّ امامها قبل قليل ، ليترك غصة بروحها لن تتخلص منها قريبا بجانب جرح قلبها الدامي والملهوف للحب .

قطب جبينه بوجوم عندما شعر بهالة حزنها تحاصر الاجواء بالسيارة بدون ان يفهم مصدرها الآن بعد ان حضرت تلك الحفلة والتي اصرت بشدة على حضورها ! فماذا حدث معها الآن لتكون بهذه الصورة المكسورة ؟

نفض الأفكار عن رأسه وهو يركز بالطريق امامه ببرود جليدي اكتسح ملامحه بلحظة بدون ان يهتم بما يلوج بداخله ، لتعبس ملامحه لوهلة ما ان اوقف السيارة بسرعة بمنتصف الطريق وهو يشتم بغضب .

التفتت التي كانت سابحة بحزنها لتنزعها بعيدا عن احلامها وهي تهمس بحيرة خافتة
"ماذا هناك ؟ لما توقفت ؟"

ضرب المقود بقوة وهو ينزع حزام الأمان قائلا بتجهم واضح
"انتظريني ثواني وسأعود"

حركت رأسها بهذيان بدون ان تفهم اي حرف مما ينطق به لتتشبث بذراعه بلحظة لا شعورياً ما ان فتح الباب بجانبه وهي تهمس باستنكار مذعور
"إلى اين تريد الذهاب وتركي هنا وحدي بهذا الطريق المقطوع ؟ ارجوك لا تخرج الآن"

التفت نحوها بعبوس واستهجان وهو ينفض ذراعه بعيدا عنها قائلا بخشونة آمرة
"هل جننتِ يا صفاء ؟ لقد قلت لكِ بأني سأخرج قليلا واعود فهناك ما يعيق حركة السيارة ! لذا توقفي عن التصرف كالأطفال"

وقبل ان تنطق بكلمة اخرى بقلبها المنقبض بذعر كان يخرج من السيارة بأكملها وهو يتجه من فوره لمقدمة السيارة بلحظات وامام نظراتها ، لتحرك بعدها جسدها للأمام وللخلف بانتفاض لا إرادي وهي تعض على طرف شفتيها بذات الوقت بتوتر مفرط ، وعينيها فقط معلقة امامها بظله الظاهر من اضواء السيارة الامامية وهي ما كانت تعطيها بعض من الراحة بقلبها النابض برعب مما يجري من حولها ، وهي تحاول تجاهل الاصوات الخافتة بعقلها عن المكان الساكن المتواجدين به والمقطوع عن البشر تماما والذي سمعت عنه الكثير من القصص بث الرعب بأطرافها ببرودة جمدت كل شيء من حولها او شعور آخر بداخلها .

انفرجت شفتيها بأنفاس ذاهلة ازدادت تخبط وبنبضات قلبها والتي تكاد تخترق صدرها ما ان اختفى الظل تماما من امامها بلمح البصر والذي كان يبث لها بعضا من امانه ، لتحاول الدوران بمقلتيها العسليتين والتي بدأت بتجميع دموع الخوف وهي تحاول البحث عن اي اثر له او اي ضوء يقودها له بالمكان الساكن بدون اي حياة .

شهقت بهلع اوقف نبضات قلبها لثواني ما ان سمعت صوت عواء الكلب يقصف بأذنيها بجانب نافذتها تماما ، لترتمي بلحظة تلقائيا على المقعد بجوارها وهي تصرخ بنحيب مرتجف
"يا إلهي ! ساعدوني ! ابعدوا هذا الكلب عني"

هدئت تشنجات جسدها المذعور قليلا ما ان بدأ صوت الكلب يبتعد تدريجيا عن مجرى سمعها ، لتسمح بعدها لنفسها بالتنفس براحة لحظية ويدها تضغط تلقائيا على موضع قلبها المتقافز بشدة مثل صوت دقات الساعة برأسها .
لتعود للانتفاض مجددا وهي ترفع رأسها للنافذة بجانب مقعد السائق والذي كانت تميل عليه بلحظة رعبها ، تنهدت بسعادة ما ان وجدت امامها (جواد) وهو يطرق على زجاج النافذة بنفاذ صبر واضح ، لتفتح بسرعة الباب بجانبها وهي تمد يديها معا لتدفعه بكل ما تستطيع من قوة بلحظات .

فتح الباب بقوة وهو ينظر لها بحاجبين معقودين هامسا بغيظ
"ما لذي تفعلينه بالضبط ؟"

زمت شفتيها بإحراج وهي تتراجع بجسدها لتجلس فوق المقعد بثبات وهي ما تزال تتنفس بتخبط واضح لم تخرج من تأثيره بعد وهي تسمعه يقصف بأذنيها ، ليتكلم بعدها الذي عاد لتحريك السيارة وهو يهمس بجفاء
"ما لذي حدث معكِ لتصرخي بهذه الطريقة ؟"

نظرت له بارتجاف ما يزال يسيطر على جنبات جسدها الملسوع من تلك اللحظة وهي تهمس بتلعثم واضح
"لقد كان هناك كلب ، وانت اختفيت فجأة بعدها !...."

قاطعها بحاجبين مرتفعين وهو يهمس بتعجب ساخر
"هل يعقل بأن يكون كل هذا الرعب من صوت كلب ؟ لا تقلقي لقد كان كلب تائه عن اصحابه وانا ابعدته عن الطريق ، لذا لا تخافي فلن يعود الكلب"

اومأت برأسها بتشتت وهي تفرك كفيها معا هامسة بخفوت متوجس
"ولكنك قد غادرت ! اين ذهبت ؟"

ابتسم ببهوت وهو يشعر بشيء غريب بصوتها الحزين وكأنها ترتجف بنطق الاحرف ليقول بعدها بلحظة بدون اهتمام حقيقي
"لقد كان هناك جذع شجرة مكسور بالطريق ، ولقد اضطررت للخروج لإزاحته عن طريق السيارة لكي نستطيع اكمال طريقنا بسلام"

لعقت طرف شفتيها لا شعورياً لوهلة وهي تنظر امامها بنشيج انفاسها والذي يخرج من صدرها بارتجاف لا إرادي ما يزال يطغى عليه ، ارتجف جسدها مجددا باللحظة التالية وهي تقفز شاهقة متمسكة بذراع الجالس بجانبها باندفاع ما ان عاد صوت الكلب ليتردد بالأرجاء وكأنه مصر على لحاقها مثل كابوسها ، لتتجهم لوهلة ملامح الجالس خلف المقود وهو يحاول العودة للطريق والذي حاد عنه للحظة قبل ان يهمس ببرود حاد
"ما هذا الذي تفعلينه يا صفاء ؟ هل فقدتِ عقلك !......"

همست بانتحاب منتفض التي زادت من تشبثها المجنون بذراعه وهي تدفن وجهها بكتفه بذعر استبد بها
"لقد سمعت صوت الكلب مجددا ، انه يطاردني يريد ان يؤكل من لحم البشر كما يفعلوا قاطعوا الطرق وتلك الشجرة خدعة منهم ليوقعوا بنا....."

صرخ الذي ارتفع حاجبيه بعدم تصديق مما يسمعه وهو ينظر لها باستياء واضح
"من الذي اخبركِ بهذا الكلام الساذج !"

تعقدت ملامح (جواد) بصراع واضح وهو يشعر بتشنجات جسدها وشهقاتها الخافتة هامسة بخفوت باكي وكأنها تعيش بعالم آخر لا ينتمي للبشر بصلة
"لقد اخبرني شقيقي بذلك فهو دائما ما كان يخيفني بهذا النوع من القصص بطفولتي حتى اصبحت جزء من واقعي ، لذا لا احب ابدا العيش بالظلمة او البقاء لوحدي بمكان مقطوع لكي لا تؤكلني الكلاب الجائعة والتي تلاحق الفرائس الضعيفة وسهلة المنال"

تنهد بجمود صخري وهو لا يفهم حقا صحة ما يسمعه من تفاهات وتخاريف ينطقه لسانها الاحمق ! لينزع بعدها يده عن المقود وهو يمسك تلقائيا بيدها المستكينة بحجرها ليرفع حاجبيه بلحظة بوجوم حانق وهو يتلمس نبضات معصمها المتقافز مثل ارنب مذعور خائف .

ليترك بعدها معصمها على مضض وهو يكمل القيادة بصمت قاتم وبثبات ضاع بلحظة بين طيات شعرها المستريحة عند حجره بدون ان يبعدها عنه....وهو يشعر بها من حوله وعليه وبداخله تكاد تخترق عظام كتفه بقسوة رقيقة سحرته بطاقتها الخيالية والتي دائما ما تحيطه بها لتكون هذه المرة اكثر وقعا على قلبه واكثر قسوة على روحه....وكل ما يفكر به فقط هو كمية السيطرة والتي عليه التحلي بها مع هذه المخلوقة والتي ارتمت على حياته لتزيده جنونا !...بدون ان يفكر بالساعات القادمة والتي عليه تحملها مجبرا بنومه بعد ان زرعت تلك الشرارات الحارة بداخله والتي عليه التعايش معها مستقبلا ومرغما وهي تقض مضجعه....وهو الذي لم يذق للنوم طعم منذ اول ليلة جمعته بها ؟...

______________________________
بعد ان حل المساء ستاره دخلت للغرفة بالجناح الفخم والمجهز بكل انواع الزينة والاثاث مع الديكور الخاص بجناح العرائس وحديثي الزواج وهو من افضل فنادق شهر العسل واجملها بالمنطقة بأكملها...وعينيها تدوران بتمهل ثابت بغرفة النوم الدافئة بإضاءة خافتة بلون ذهبي باهت والتي تبعث على المشاعر الحميمية وكل ما هو مكبوت بالغرفة بألوان ناعمة متموجة بين الذهبي الباهت والبني القاتم والتي تلون بها قماش الستائر واغطية السرير....لتقع عينيها بالنهاية على بتلات الازهار الحمراء والمغطاة فوق ملاءة السرير بتناثر ناعم وبطريقة مغرية ودعوة مبتذلة لتجمع بين الزوجين بأول ليلة لهما بهذا العالم الحالم والذي لم تختلط به يوما وهو يصيبها ببوادر الغثيان....وكل ما يجول بفكرها الآن وتخشاه بشدة عدم مقدرتها على الاستمرار بهذه الحرب المواتية والتي اصبحت اقوى بكثير من مقدرتها على المقاومة او الاحتمال !

اندفعت فجأة بقوة باتجاه السرير الواسع وبلمح الصبر كانت تدفع كل البتلات والنفايات عن ملاءة السرير حتى نزعت الملاءة بأكملها لا شعوريا عن الفراش بعنف لتلقيه ارضا ببساطة....قبل ان تجلس عليه بوجوم حانق وهي تكتف ذراعيها فوق صدرها وشفتيها الحمراوين بلونهما الدموي ترتجفان تلقائياً بفعل الهياج والذي ما يزال يسيطر على اطراف جسدها واعضاءه مثل لهيب حارق على وشك صهرها حية بتناقض برودة بشرتها الجليدية وكأنها تعيش على نقطتين بعيدتين بحياتها بدون ان تحدد اي منهما له السيطرة على جسدها الخاوي والذي لم تملك يوما حق ملكية التحكم به....مثلما سيحدث معها الآن وهي توقع صك ملكيتها لغيرها .

حبست انفاسها لثواني معدودة ما ان سمعت صوت خطوات اقدام احدهم بالخارج وهو يتجه نحو الغرفة المتواجدة بها بخفوت حذر ، حررت انفاسها بلحظة من انحصار الدماء بروحها والذي كاد يغشيها ويفقدها وعيها ، وهي تتابع خطوات الذي دخل للغرفة بصمت قاتم قبل ان يتبعها هدوء تام بالأجواء وصمت اكثر وقعا على قلبها والذي يكاد ينفجر من فرط شعورها الآن وبهذه اللحظة والتي تسبق ساعات نهاية استقرار حياتها الظاهرية .

نطقت فجأة بجمود هامس وبعد ان استبد بها الإجهاد الجسدي
"هل سوف تتكلم ام ستبقى صامتا هكذا ؟"

مرت لحظات قبل ان يقطعها الذي كان ينظر لها بتدقيق حاد وهو يهمس بصوت بارد بهدوء البحر
"وماذا تريدين مني ان اقول ؟"

عقدت حاجبيها ببطء واجم وهي تهمس من بين اسنانها بقنوط وبارتجاف طغى على كل اطراف جسدها
"قُل اي شيء وارحمني من هذا الصمت المقيت !"

مرت لحظات صمت اطول عن السابق قبل ان يصل لها صوته بالبرودة المختزلة بداخلها وهو يهمس ببرود جليدي
"ظننت بأنكِ تفضلين الصمت بحياتك اكثر من الكلام الغير مجدي والذي ليس له داعي !"

زمت شفتيها بارتعاش حتى قبضت على قماش الفراش الداخلي لا إراديا لوهلة وهي تهمس بابتسامة هاوية
"ومن اخبرك بهذا الأمر ؟"

اجابها من فوره ببساطة هادئة
"لقد خمنت هذا لوحدي على فتاة تفضل كتمان السر والموت معه على ان تبوح به لأحد بحياتها الصامتة وبدون ان تأتمن به لأحد حتى لشقيقتها الوحيدة"

عضت على طرف شفتيها بارتجاف هز جنبات روحها الخاوية حتى وصل لعضلة جفنيها وهي تخفضهما هامسة بخفوت باهت
"احيانا يصل الانسان لحد الاكتفاء والذي يدفعه للانهيار من وضع دام بحياته لأقصى مدة من الممكن ان يتعايش معها ، لذا لا ينفك حتى يحاول بكل جهده ان يتخلص من اسوار ذلك الوضع ويعكسه للأفضل والذي يتماشى بحياته قبل ان يخسر آخر ذرة من كيان انهكه الطغيان"

خيم الصمت عليهما مجددا بشكل اكثر ظلمة على روحها قبل ان يصلها بلحظة صوته مع ذبذبات الدفء بالغرفة وبسحر خاص اسرها بهالته
"اهلا بكِ بعالمي يا ماسة الفكهاني ، فأنتِ الآن قد اصبحتِ رسميا وامام الجميع ألماسة شادي الفكهاني"

اتسعت مقلتيها الزرقاوين مع استدارة وجهها بذات اللحظة وهي تنظر له لأول مرة بانشداه غيم على ملامحها الثلجية لثواني ما ان وقعت اسر عينيه والتي تلونت بلمحة ببريق سريع بسواد عميق وبسحر وجوده وهيبة مكانته بعائلة عريقة تجمع النسب والجاه والعز معا تحت مسمى النشأة والنسل من دماء اكبر العائلات ثراء بالمجتمع ، وبهذا اليوم تحديدا والذي ظهر بها صاحب اكبر حفل يتصف به الوسيم العازب والذي يحمل عرق دماء عائلته النبيلة والذي لم يسبق له الزواج من قبل ، ليحدث ضجة بالصعيد العالي وهو يقرر الزواج اخيرا ومن مستوى لا يقرب لمستوى عرق عائلته ولو قليلا ! لتكون الصدمة الاكبر لكل الحاضرين بالحفلة والتي ما حضروها سوى ليكتشفوا تركيبة العلاقة والتي تجمعهما معا والتي دفعت العازب الوسيم لينفض عنه رداء العزوبية بعد سنوات طويلة من الجفاء العاطفي والحرمان رغم كل المتوفرات والماديات والتي تخوله ليتزوج من اجمل فتيات البلد !...

تنهدت بهدوء وهي تحاول نفض السيطرة والتي احاطها بها لوهلة لتنظر بعيدا عنه بتأفف وهي تهمس بنفاذ صبر
"ما هذا الذي افعله ؟"

ولم تشعر بعدها بالذي اغلق باب الغرفة من خلفه بصمت قبل ان يتقدم نحوها بخطوات قوية وملامحه تتابع كل ذبذبات جسدها المشدود وكل ارتجاف يخرج منه تحت ذلك الثوب الضخم ذو الطبقات المتراكمة من الشيفون الامع وامام عينيه المترقبتين بافتراس ، وما ان وقف امامها تماما حتى قالت الجالسة بمكانها وهي تهمس بوجوم عابس
"ماذا كان ذلك العرض والذي قدمته امامي من لحظة ؟"

اومأ برأسه ببساطة وهو يميل للأمام قليلا هامسا بابتسامة ملتوية بقوة
"لقد كنت احاول الاندماج بعالمك قليلا واقتحام الصمت المحيط بكِ على الدوام ، ومن اجل ان نبدأ بداية سعيدة بدون اي اسرار او غموض يحول بيننا"

رفعت رأسها نحوه بقوة وهي تتمتم بابتسامة صغيرة بضيق
"لا تحاول فعل شيء فأنت تضيع وقت كلينا لا اكثر"

ابتسم بهدوء لبرهة وهو يخفض نظراته بحيرة للملاءة ولبتلات الازهار المتناثرة من حولهما بفوضة لا تناسب رقي ونظافة المكان ، ليعض بعدها على طرف شفتيه وهو يتمتم بحاجب مرفوع بتعجب ساخر
"انا ارى بداية هذا الزواج الرائع والذي يدل على المجازفة والتي دخلت بها لجحر القطة بروح رياضية قوية !"

تجمدت ملامحها وهي تقابل نظراته المسلطة نحوها لتقول عندها بابتسامة متسعة فوق شفتيها الدمويين بسعادة منقطعة النظير
"إذاً انت المخطئ لأنك اخترت اللعب والعبث مع هذه القطة المجنونة والتي لا تقبل بالرهان"

اتسعت ابتسامته مع ارتفاع حاجبيه بتحدي سافر انضح بملامحه بجاذبية ساحرة زاد بريق عينيه الهائجتين ، ليرفع بعدها يده تلقائياً وهي تحط على جانب وجهها وحفيف انفاسه بدأ بضرب تفاصيل ملامحها بدفء سرى بأنحاء جسدها ليتبعها بصوت اجش واثق بعث التناقضات بدواخلها
"وانا مستعد لدخول اي حرب تحددها زوجتي العزيزة مقابل الحصول على كامل متعتي بهذا التحدي"

انفرجت شفتيها قليلا قبل ان تضيع آخر انفاسها بقبلته الجائحة والتي اعتقلت شفتيها الحمراوين بقوة هجومه الغير محسوب والمختلف عن هجومه السابق والذي ازهق كل برودة روحها الخاوية والتي امتلأت بشتى انواع المشاعر المجنونة....لترفع بعدها قبضتيها عاليا وهي تهبط بهما على كتفيه لا إراديا لتتمسك بلحظة بقماش سترته بأناملها بعنف....وهي تحاول التماسك امامه بقدر استطاعتها بدون ان تمنع نفسها من الارتشاف من حلاوة تحديه الساحق والذي طغى على كل ارتجاف وتشنج بعث ذبذباته بدفء القبلة والتي رفعتها لعنان السماء بلحظة اذابت كل جليد قسوتها...وهي تسمع همسه الخشن بين كل قبلة واخرى بجنون جارف
"اعشق الاحمرار بشفتيكِ مثل نكهة الكرز ، واليوم يبدو اكثر احمرارا عن السابق مثل لون الدم"

كانت تحاول التقاط ما تستطيع من ذرات الهواء بين قبلاته المتلاحقة بدون ان يسمح لها بالابتعاد عنه إنش واحد وهو ينقض على شفتيها بطريقة لم تعهدها منه من قبل !

انتفض بعدها باستقامة بعيدا عنها بلمح البصر ما ان صدح صوت رنين هاتف الجناح بجانب السرير ، ليرفع بعدها يده وهو يتخلل شعره بقسوة هامسا من بين اسنانه بحنق بالغ
"ماذا الآن ؟ سحقا !"

انتفضت وهي تعتدل بجلوسها ناظرة بلهاث ذاهب الأنفاس للذي كان يمسك بهاتف الجناح الارضي وهو يجيب عليه بغيظ واضح ، لتضيق بعدها عينيها بعدم استيعاب مشوش لوهلة ما ان اغلق الهاتف بغضون دقائق بغضب قبل ان يخرج بلحظة باندفاع لخارج الغرفة بأكملها بصمت مريب ، ليتركها ساكنة بمكانها تحاول اعادة زمام امورها بدون فائدة وكأنها قد تحطمت لمئة جزء وشظية وفقط روحها هي التي ما تزال تهفو للمزيد من المشاعر ولقبلة تعيد مسار حياتها من جديد من تشتت غلف عقلها بالكامل ونسي كل منطق كان يعيش عليه من قبل ! وهي تفكر فقط بالتحدي المعلق والذي لم ينتهي بعد بينهما ! وإلى اين سيحول الآن ؟

يتبع...........


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس