عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-21, 10:22 PM   #167

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 711
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

خرجت من السيارة بهدوء وهي تقفل الباب من خلفها بصمت لترفع بعدها حدقتيها الخضراوين باتجاه الواقف بالجهة المقابلة لها وهو يغلق الباب امامه بقوة ناظرا لها بتلك الابتسامة الهادئة والتي تغزو ملامحه الصلبة بجاذبية عادت لتدك حصونها من جديد وهي تتلاعب بأوتار مشاعرها بنغمات خاصة لا تخرج سوى امامه ، لتخفض من فورها نظراتها بحياء استبد بها لوهلة وهو يلون شحوب ملامحها بتلك الحمرة الطاغية والتي تنافس ألوانها القاتمة بلون التوت البري وخاصة عندما يتفتح فوق برعم صغير ليصبح حلو المذاق وناعم الملمس وبلون زاهي خاطف للأنظار .

تحرك بهدوء وهو يسير باتزان ثابت حتى مقدمة السيارة ، ليقول بعدها بصوت اجش خافت ما ان وقف امام السيارة
"هل ستبقين واقفة هنا طويلا ؟ وبالحقيقة انا لا امانع فعل هذا ولن افوت عليّ فرصة التمتع بالنظر لكِ واشباع عينيّ برؤية طلتكِ الجميلة والتي لا تنافس احد بالحفلة"

عضت على طرف شفتيها بلونهما التوتي بتوتر شديد قبل ان تومأ برأسها بلحظة بصمت وهي تكمل سيرها نحوه بهدوء وبخطوات متخايلة بأناقة شعر بها برفرفة ثوبها الفاتن حول ساقيها....لتقف بعدها بجانبه بتردد وهي ترفع رأسها نحوه بابتسامة جميلة تألقت اكثر بملامحها الساحرة مثل كل شيء بها اليوم...قبل ان يقابلها بنفس نظراته القوية والتي دامت لعدة لحظات ليرفع بعدها ذراعه امامها بدعوة للقبول لمشاركة السير معه بطريقة تملكية....وما هي ألا لحظة حتى شعر بيديها تحاوطان ذراعه بقوة اناملها وهو تزيد من ضمها تلقائيا بعثرت كيانه واشعلت فتيل مشاعره للحظة غادرة...ابتسم من فوره باتساع منبهر وهو يعود بنظره للأمام ليكمل سيره معها بهدوء وبصمت المكان والذي كان يحاوط مسيرتهما الليلية القصيرة وكأنهما خارجان من حفلة زفافهما للتو .

ما ان وقف بمنتصف البهو الواسع حتى وزعت نظراتها تلقائياً بأنحاء المكان لبرهة وهي تهمس بخفوت حائر
"اين هي سلوى ؟ ألم تعد بعد مع عائلتها !....."

اجابها الذي كان ينظر لها بقوة وبابتسامة غزت ملامحه بلحظة
"لقد ذهبت مع عائلتها بالفعل ، ولكن ليس إلى هنا بل للمنزل لأنها تود قضاء هذه الليلة عندهم"

اومأت برأسها بشرود وهي تهمس بحزن لا إرادي امام عينيه المتربصتين لها
"رائع ان يكون لديك عائلة تسند ظهرك بها"

قطب جبينه بجمود لوهلة وهو يدور بعينيه لا شعورياً بتفاصيل ملامحها الحزينة والقريبة للذبول الشاحب والمختلفة تماما عن شكلها الملوكي بالحفلة ، قبل ان تعتلي ملامحه ابتسامة جانبية بلحظة وهو ينحني بلمح البصر بجانب اذنها ليهمس بتجويفها بصوت اجش مسلط
"حسنا ولكنكِ نسيتِ بأن الفتاة بعد الزواج يصبح زوجها هو سندها وكل شيء بحياتها ولو طلبت منه النجوم فهو سوف يحضرها لها بإشارة واحدة منها ، فهو كله قد اصبح طوع امرها منذ رهنت حياتها بأكملها له ولعائلتها الجديدة والتي ستنمو بوجودها"

رفعت عينيها الخضراوين المتسعتين ببريق باهت نفض الحزن عنهما بلحظات ، لتتبعها بعدها بابتسامة رقيقة بارتجاف وهي تهمس بمحبة بالغة
"انت لا تتوقف عن ابهاري حقا ! انت انت....."

اوقف باقي همسها بأصبعه السبابة وهو يضغط بها على منتصف شفتيها هامسا بقوة وهو يكمل باقي كلامها
"اعلم انا رائع ، وقد سمعتها منكِ مرتين للآن ، أليس لديكِ شيء جديد تقدميه لي عوضا عن الجمل الكلامية الممتنة !"

عقدت حاجبيها بارتباك وهي تعض على طرف شفتيها بعبوس مرتجف ارسلت الحرارة بأصبعه بلحظة والذي ابعده من فوره عن مجرى انفاسها وعن ملمس التوت بشفتيها ، ليخرجه من حالته صوتها الناعم والذي ارتشف آخر ذرة من صبره الجبار وهي تهمس برجاء خافت واصابعها تتلاعب بكم قميصه بنعومة مهلكة
"لقد قلت بأنك سوف تحقق لي اي شيء اطلبه منك حتى لو طلبت منك ان تحضر لي النجوم نفسها ، لذا هل حقا ستستطيع فعل هذا وتنفذ لي طلبي ؟"

زفر انفاسه بتصلب وهو يحرك رأسه بعيدا عنها لبرهة ليقول بعدها بلحظة بثقة يشعر بها ستوديه للهاوية
"اجل اطلبي ما تشائين يا جميلة ، فأنا عند كلمتي وعندما اقول شيء انفذه بدون اي تراجع"

اخفضت نظراتها بعيدا عنه لبرهة بشرود اكتسح ملامحها بلحظة ، بينما كان الآخر يراقبها بحاجبين مرتفعين بتفكير قبل ان يهمس بابتسامة جادة بمرح
"اسمعي بخصوص طلب النجوم لكِ فهو امر شبه مستحيل ، فأنا ليس لدي شركة شراء تعمل على بيع النجوم وألا لما كنت بخلت عليكِ بهذا الطلب صدقيني......"

قاطعته بضحكة صغيرة بمرح وهي ترفع حدقتيها الخضراوين واللتين عادتا لإشراقهما هامسة بعبوس ممتعض
"بالطبع ليس هذا ما قصدته فأنا اعلم جيدا بأنك من المستحيل ان تبخل عليّ بطلب مهما كان ! بل كنت اريد ان اطلب منك فقط ان توصلني لغرفتي لو سمحت ، فهل هذا صعب عليك تنفيذه ؟"

ارتبكت ملامحه بلحظة وكأنه قد تلقى للتو الضربة القاضية على كيانه الملهوف وهو يعود للابتسام بقدر ما يستطيع من اتزان ، قبل ان يمد ذراعه امامها بتنحنح قائلا بصوت واثق يتخلل به الارتباك
"إذا كان هذا طلبك فلا بأس ، وكما قلت انا عند كلمتي"

اومأت برأسها بابتسامة اعتلت محياها برقة وهي تتمسك بذراعه بتشبث ، ليوجه تفكيره بسرعة بعيدا عنها بتصلب وهو يسحبها باتجاه السلالم بجمود ما يزال يحاول المحافظة عليه لآخر لحظة .

دخل للجناح الخاص بها بخطوات جامدة وهو يسحبها معه قبل ان يقف بلحظة امام باب غرفتها وهو يقول بابتسامة هادئة برفق
"وها قد وصلنا لغرفتك يا جميلة ، يمكنكِ الآن الدخول والراحة بسبات طويل بعد الإنهاك الطويل والذي استنفذ منكِ كل طاقتك من اجل حفلة شقيقتك والتي لم تتوقفي عن العمل بها على مدار ثلاث ايام متواصلة"

احنت عينيها بعيدا عنه وهي تفلت ذراعه لتضم قبضتيها معا هامسة بوجوم متردد
"هل كنت قاسية معك بتلك الفترة والتي رفضت بها كل وسائل الصلح ؟"

تجهمت ملامحه لوهلة وهو يشيح بنظراته جانبا قائلا بجمود صخري ما ان تذكر كل ما حدث بالسابق
"حسنا لقد تجاوزتِ كل مبادئ الادب والاخلاق بتصرفاتك معي ، والتي قد تدفعني لأغضب عليك العمر كله وانتِ تضعين الحواجز بيننا غصبا بدون اي مبرر وكأنكِ تحاولين محو حقيقة وجودي بحياتك ! وهذا ضايقني بشدة وخاصة بأنه يخرج منكِ انتِ تحديدا يا روميساء ومن فضلتها على زوجتي الاخرى بسبب الفروق بينكما ! ولكن ماذا حدث الآن ؟"

شحبت ملامحها بلحظة وهي تضم قبضتيها معا بقوة لتهمس عندها بتوتر متوجس
"انا فقط كنت افكر بأنه.... ، اقصد سوف اشرح لك كل شيء فيما بعد فقط ما ان اتأكد"

ادار حدقتيه نحوها بتصلب دام للحظات قبل ان يعبس بتجهم اكبر وهو يهمس بخشونة قاسية بدأت تنضح بصوته بعد ان استبد به الغضب منها وعليه
"ماذا تقصدين يا روميساء ؟ وبماذا تهذين الآن ؟....."

قاطعته بسرعة من امسكت بيده بكفيها معا وهي تهمس بابتسامة مرتجفة بتوسل
"انا اعدك بأن اخبرك بكل شيء ، قد يكون بالغد ، ولكن الآن اريد ان اعوضك"

تغضن جبينه بجمود بدون ان تلين ملامحه وهو يهمس بحيرة واجمة
"ماذا يعني هذا ؟......"

قاطعته مجددا وهي تشدد على قبضته بكلتا يديها قائلة بابتسامة ناعمة بارتجاف
"اريد ان تنام معي هذه الليلة ، فقد طالت كثيرا آخر مرة جمعنا بها الليل معا مثل اي زوجين طبيعيين ، فهل تنفذ لي هذا الطلب ؟"

ارتفع حاجبيه بصدمة مستنكرة مما يسمعه منها لم تدم سوى للحظة قبل ان ينفض يده بعيدا عنها ! وهو يقول بتصلب قاتم بدون اي تعبير
"ماذا تقصدين بهذا التصرف يا روميساء ؟ انا لن اتحمل منكِ المزيد من التلاعب بمشاعري فهذا ليس ممتعا ابدا ! يكفي الاخطاء الفادحة منكِ والتي صدرت بالآونة الاخيرة ، ولن انسى ابدا رفضكِ لي وتفضيل ان اذهب لضرتك الثانية لأفرغ بها رغبتي بكِ ، وهذا كان بالغ القسوة والاذلال بالنسبة لي......."

قاطعته بسرعة بنحيب وبدموع بدأت تلمع بمقلتيها الواسعتين بارتجاف شفتيها
"لا يا احمد ارجوك ان تسامحني ، انا لم اقصد ان يحدث كل هذا ، ولكني كنت منهارة بشدة ولم اعي ما افعل لأنه......"

صمتت عن الكلام وهي تلعق شفتيها بارتجاف طغى على جسدها بأكمله ، لتضيق بعدها عينيه بخطر وهو يقترب منها اكثر هامسا بنبرة جامدة بترقب
"ماذا يا روميساء تابعي ؟ لماذا كنت منهارة ؟ هيا تكلمي ؟......"

زفرت انفاسها بغصة وهي تشيح بوجهها جانبا هامسة ببرود متعمد
"ليس بالأمر المهم ، ولكن الاهم ان تنفذ لي طلبي وتكون عند كلمتك"

تجمدت ملامحه لوهلة قبل ان يعقد حاجبيه بغموض ليهمس بعدها بتصميم قاسي
"لن انفذ لكِ اي طلب قبل ان تعترفي وتقري بكل ما يجول بفكرك من اسرار تخبئينها بداخلك وخلف قوقعتك هذه ، وألا لا تحلمي بأن اسامحك عن كل اخطائك السابقة !"

رفعت عينين مشدوهتين بارتباك قبل ان تهمس ببكاء مرتجف وهي تحرك رأسها بالرفض
"لا يا احمد لا تفعل هذا معي ، فقط امهلني للغد لأتأكد وبعدها سأخبرك بكل شيء"

ارتفع حاجب واحد بوجوم وهو يزفر انفاسه بنفاذ صبر ذاق ذرعا منها قبل ان يستدير بلحظة بعيدا عنها وهو يقول بهدوء بارد حفر بملامحه ببهوت
"حسنا يا روميساء عندما تكونين مستعدة لأخباري بكل ما يعتمل بداخلك ، فأنا عندها سأكون بانتظارك وغير هذا لا تحلمي ان يعود كل شيء كما كان ، فأنتِ منذ رفضتني بتلك الليلة فقد دمرت عندها ذاك الرباط الذي يجمعنا وانا لا اريد ان اعيد تلك المرحلة من حياتي مجددا ، فأنا بالنهاية لست لعبة بين يديك ترغبين بها بالوقت الذي تريدينه وترفضينها بالوقت الذي تشائين !"

زمت شفتيها بشهيق صامت وهي تشاهد الذي رحل من امامها بلمح البصر بعد ان رفعها لعنان السماء بلحظات غادرة بحنانه المتدفق بكلماته والتي تقطر محبة تخصها لها لوحدها فقط ، قبل ان يتركها ورقة حزينة يابسة متخبطة بمسارات الحياة ومشاكلها بدون ان تحدد وجهتها الحقيقية بهذا المكان ، لتنطق بعدها بحزن تجلى بخضار احداقها الندية وهي تنظر لمسار خروجه بدون اي تعبير
"لقد اخلف بوعده ولم ينفذ طلبي ! وهو الذي وعدني بأن يحضر لي النجوم ولكنه لم يكن عند كلمته ، وكل ما اردته هو اعادة مسار حياتنا كما كان ولكن يبدو بأن قدري البائس له رأي آخر بهذا ؟"

_______________________________
كانت تجلس فوق طرف السرير بسكون تام بدون اي حياة وهي على هذه الحالة منذ وقت طويل لم تعد تستطيع حساب دقائقها والتي كانت تمر ببطء شديد عليها وكأنها دقائق لا نهائية ! وكل ما تفعله هو التنفس برتابة مهلكة مشبعة بدفء الغرفة والتي مزجت مع برودة انفاسها الجليدية المغلفة فوق طبقة روحها ، وهي تشعر بها تحاول التسرب بجزيئات اطرافها لتنفذ لدواخلها بدون إرادة منها لتذيب بواقي الجليد الغائم بأروقة روح اتعبتها صراعات الحياة ...

وقفت فجأة بحذر وهي تسير ببطء امام المرآة مع صوت حفيف اطراف ثوبها الطويل بصمت المكان المهيب...لتصل اخيرا امام المرآة الطويلة والتي اظهرت صورتها بالكامل من شعرها المشدود حتى اطراف ثوبها المستدير من حولها مثل هالة ساحرة تحيط بها طبقات من شيفون ينافس لمعان النجوم بليلة كاتمة سوداء مثل هذه الليلة .

ضيقت عينيها الزرقاوين بلحظة وهي ترفع اصابعها تلقائياً قبل ان تتلمس بهما على شفتيها بشرود ساكن وهي تلاحظ عودتهما للونهما الطبيعي بعد ان مسح عنهما طلاء الشفاه القاني بين موجة قبلته المجنونة والتي كادت تقضي على انفاسها....لتضغط بلحظة على شفتيها بعنف طفيف بأصبعها السبابة وهي تهمس امامه ببرود ساخر
"لقد اخطئت كثيرا بدخول هذا الرهان معي بدون استئذان ، إذاً تحمل نتائج رهانك هذا والذي لن يسر احد !"

تحركت عضلة بشفتيها لا شعوريا ببسمة خافتة يتخللها الحياء على ذكرى همساته الاخيرة والتي علقت عند طرف اذنها بخصوص غزله عن نكهة شفتيها بلون الكرز ، لتنضب ابتسامتها بلحظة باحتضار وهي تعود للامبالاة والتي اتقنتها على مدار سنوات بدون الشعور بما يحوم من حولها من مشاعر فياضة مكنونة بالبشر لم تلمس روحها يوما ، ام هي التي لم تحاول استقبالها كجزء من حياتها يوما !

قبضت على يدها فجأة ما ان اخترق صمت روحها المعزولة صوت رنين هاتف الفندق والذي طغى على الاجواء الصامتة بالغرفة الدافئة ، لتحرك حدقتيها الزرقاوين جانبا بعدم مبالاة وهي تحدق بالهاتف الارضي بجانب السرير بجمود منتظرة انتهاء مقطوعة نغمته المزعجة والتي شوشت عليها غلالة صمتها .

وما ان توقف للحظات فاصلة حتى عاد للرنين مجددا بنفس الصخب ، لتستدير بعيدا عن المرآة وهي تتأفف بنفاذ صبر قبل ان تتجه من فورها للهاتف الموضوع بجانب السرير ، لتلتقط عندها سماعته بلحظة وهي ترفعه لأذنها هامسة بجمود خافت
"السيد شادي الفكهاني غير موجود بالجناح ، فهو قد خرج ما ان جاء استدعاء منكم"

تغضن جبينها بريبة ما ان وصلها صوت ضحك انثوي خافت لم يدم سوى للحظة قبل ان يصلها نفس الصوت الانثوي هامسة بسخرية واضح
"اخبريني كيف هو اول يوم لكِ بعد الزفاف ؟ هل انتِ سعيدة مع زوجك ؟"

عقدت حاجبيها بحدة اشد وهي تشعر بالخطر المحدق اصبح يحيط بها وبغريزتها تنتفض بعنف ، لتقول من فورها ما ان استعادت زمام امورها وببرود جليدي نافضة كل ما يحيط بها
"ومن انتِ لأفصح لكِ عن تفاصيل حياتي الزوجية ؟ ومن سمح لكِ بمحاولة التجسس على حياتي والاتصال بهاتف الفندق الذي اقطن به ؟ يبدو بأنكِ قد اخطئت بالرقم وهذا وارد او انكِ من الجنون ومن اصحاب العقول الفارغة لتجربي بالتلاعب بحياة الناس !"

مرت لحظات قبل ان يعود من بالطرف الآخر للكلام بنفس الصوت الضاحك بأنثوية وهي تهمس بخفوت مغري
"اهدئي يا عزيزتي ولا تغضبي هكذا ، فأنا افعل كل هذا لصالحك صدقيني ، واتصالي بكِ فقط لأقدم لكِ العون والنصيحة قبل فوات الآوان ، فأنتِ فتاة مثلي وعلى فتيات الجنس الواحد مساعدة بعضهم البعض ضد الجنس الآخر"

تشنجت ملامحها لوهلة بجمود صخري قبل ان تهمس بابتسامة باهتة وقد ضاقت ذرعا من كل هذا
"حسنا شكرا لكِ على هذا العرض الرائع بوقت لا احتاج به لأفكر بأي مشاكل قد تعكر عليّ مزاجي ! وكل ما اريده هو ان ترحلي وان لا تعاودي الاتصال هنا مرة اخرى ، وشكرا لكِ على تفهمك"

وقبل ان تعيد السماعة مكانها سبقتها التي قالت بصوت جاد به نبرة غرور
"ألا تريدين ان تعرفي ما لذي يفعله زوجكِ الآن كل هذا الوقت تاركا عروسه لوحدها بغرفة بالفندق بأول ليلة بزفافهما ؟ والذي كان من المفترض ان يقضيه معكِ بكل تفاصيله !"

تصلبت ملامحها باستهجان وبغضب بدأ يجتاح روحها الباردة بانتفاض ، لتضع السماعة بلحظة بجانب اذنها بقوة وهي تهمس بغضب مكتوم
"من انتِ ؟ ولماذا اتصلتِ بي ؟ هل انتِ متواجدة بالفندق الآن ؟ وهل شادي معكِ ؟ تكلمي قبل....."

قاطعتها بسرعة بصوت خافت لم يتأثر بفورة غضبها وهي تهمس ببساطة سلسة
"اهدئي وانا سوف اجيبك عن كل اسئلتكِ ، وكما اخبرتكِ فأنا بصفك وقد اتيت لمساعدتك هنا ، ولكي تكوني اكثر حذرا بالحياة التي انتِ مقبلة عليها"

ارتفع حاجب واحد ببرود بدون اي تعبير وهي تتمتم بوجوم نافذ الصبر
"هل سوف تتكلمين ام لا ؟ فأنا لن انتظركِ طويلا"

هدئت انفاسها للحظات بصمت بدأ ينفذ منها قبل ان يعود صوتها الانثوي المتعالي ليقطع صمتها وهي تقول بنبرة اكثر صلابة وخفوتا
"انا ادعى قمر الرياض وواحدة من عشيقات زوجك السابقات ، فالذي لا تعرفينه بأن شادي الفكهاني كان لديه قائمة طويلة من عشيقات وصديقات مسجلات باسم عشيقات شادي الفكهاني ! فليس هناك احد يرفض مصادقة شخص مشهور ومن سلالة عائلته وخاصة بأنه كان يتمتع فيما مضى بشعبية كبيرة بين الفتيات لم يحظى احد من قبل عليها ، وهذا كله كان تحت قانون التسلية والمواعدة والترفيه بعيدا عن فكرة الارتباط الرسمي ، وللأسف بأني كنت احدى هذه التجارب الفاسدة والتي دمرت حياتي يوما !"

لم تتحرك اي عضلة بتقاسيم صفحة وجهها الباردة وكأنها موجة برود اكتسحت تفاصيل حياتها بدون ان تشعر بأي شيء سوى بهياج طفيف غلف روحها بغلالة قيدت حركة اطرافها ، وقد كانت تتوقع ان تكون هذه حياة اغلب الرجال بهذا العالم القاسي الذي تحياه والذي يطغى عليه المجتمع الذكوري والمسيطر على الجنس الناعم والذي يخضع له بإشارة واحدة منهم ، ولكن لم تعلم ما هو سبب كل هذا الهياج المفاجئ والساكن بروحها بدون سابق إنذار ؟ وكأن روحها قد سحقت بقبضة احدهم لتغوص بأعماق امواجها المجنونة بدون رحمة ! فهل خاب ظنها بذلك الرجل والوحيد والذي تجاوز حدودها وفك اسرها ليصبح زوجها بهذه الليلة تحديدا ورغما عنها ؟!

عبست ملامحها بلحظة وهي تهمس بخفوت متناقض عن كل ما يلوج بدواخلها من منطق
"هل هذا كل ما لديكِ ؟ إذا كان هذا حقا سبب اتصالك ! فقد اخطئتِ بشدة بطلب هذا الرقم فهذه القصص عن العشيقات والحماقات لا تهمني بشيء !"

ردت عليها من فورها بنفس الصوت الساخر بغرور وكأنها تحاول تحدي مدى صبرها معها
"لا يا عزيزتي هذا ليس سبب اتصالي بكِ وهو ليس موضوعنا ، لقد اتصلت بكِ لألفت نظرك بأن زوجك من بين كل علاقاته مع العشيقات والفتيات وتلك الشعبية والتي تخلى عنها بمرور السنوات والتي لا تساوي شيئاً امام العلاقة الوحيدة والتي جمعته مع طبقة دنيا من عاملة بسيطة كانت تعمل معه يوما ، ولكن الامر المؤسف والصادم بشدة هو وصول الانحطاط بعلاقته معها عندما تجاوز كل الحدود المعروفة عند الاصدقاء ولأبعد مما كنا نتخيل ولأول مرة يفعلها ! ولم يكن احد يتوقع بأن يربط نفسه بالالتزام بالاهتمام بأحدهم طيلة حياته ، فقط من اجل حماية الجنين والذي يتكون بينهما وهي ثمرة هذه العلاقة المحرمة والتي لا يعلم عنها احد سوى عدد محدود جدا......."

قاطعتها من خرجت عن صمتها اخيرا باستنكار ممزوج بالذهول احتل كيانها فجأة بغضب مفترس
"اخرسي ولا كلمة ، من اين احضرت كل هذا الجنون المحدق والذي تتفوهين به امامي ؟ هل ترينني حمقاء حتى اصدق كل هذا الكلام الحقير والذي تحاولين ان تلصقيه بالشخص الذي اصبح زوجي الآن !"

تنفست بتهدج لثواني وهي تقبض بيدها الحرة على قماش ثوبها بقوة شرسة عادت لتستولي على اعماقها ، ليقطع كل هذا صوت من بالطرف الآخر وهي تهمس بجدية وروية بدون ان تأبه بكلامها الاخير
"انا اقدر كل ما تمرين به من انفعالات وموجات ذهول فليس هناك من عقل يصدق مثل هذا الكلام ! ولكنها الحقيقة والتي عليكِ معرفتها مسبقا قبل ان تبدأي حياتك مع زوجك الجديد والذي ليس هو ألا معشوق الفتيات ، وانا واثقة بأنه يفكر بإدخال افراد آخرين بحياته معكِ لتصبحي مجرد عبدة عنده ومجرد نزوة مثل جميع من قبلها ستزول قريبا....."

عادت للكلام فجأة بأنفاس حادة وبذهن علق عند نقطة معينة بعقلها الهائج
"انا لست عبدة عند احد ، لذا صححي مقولتكِ هذه مجددا ! واخبريني الآن اين هو زوجي ؟ وكيف علمتِ عن كل هذه المعلومات"

ردت عليها من بالطرف الآخر بهدوء جاد
"لا بأس يا جميلة ، وبخصوص زوجك فهو الآن عند عشيقته القديمة والتي تحمل له طفل يحتم عليه الالتزام بالاهتمام بكل تفاصيلها من اجل ابن شادي الفكهاني القادم....."

قالت من فورها بخفوت جليدي بدون ان تعطي اهتماما لكلامها الاخير
"وماذا كان دورك بحياته ؟ مجرد نزوة ايضا !"

صمتت للحظة قبل ان تعود للكلام بخفوت بارد
"اجل مجرد نزوة ليست جديرة بالذكر"

زفرت انفاسها بفوران على وشك حرقها حية وهي تمسح بيدها على قماش ثوبها تارة وتشدد عليه بانقباض تارة اخرى ، لتسمع بعدها صوتها الخافت وهي تهمس بجدية وبتباطء
"اسمعي إذا كنتِ لا تصدقين كلامي وهذا من حقك ، فأنا لدي الدليل على كلامي ، هناك صندوق هدية وصلت لكِ مع الهدايا والتي وضعتها معهم لتكون شاهد على كلامي ، ولون غلاف الصندوق بالأحمر الامع يمكنكِ الاطلاع على المحتوى بداخله والحكم عليه جيدا ، والآن حظا موفقا يا جميلة ، واتمنى ان اكون قد افدتك حقا"

تجمدت ملامحها لبرهة وهي تبعد سماعة الهاتف بصمت لتعيدها لمكانها بهدوء ساكن متناقض عن كل العواصف والتي تجول بداخلها ، لتبتعد لا شعوريا وهي تتحرك آلياً باتجاه الهدايا المتكومة عند زاوية الغرفة من اشخاص متفرقين لم تعلم للآن صلتهم بها ؟

وقفت للحظات قبل ان تجثو على ركبتيها بسكون وهي تمسك بيديها الصندوق ذو الغلاف الاحمر الامع ، لتفتح من فورها الغلاف بقوة اقرب للعنف ليتبعه الصندوق بلحظة وهي تفتحه بوجل ينتابها لأول مرة ، امسكت بعدها بلحظات بصور فتوغرافية كثيرة لثنائيات متعددة بدون ان يتغير شكل الرجل الثابت بجميع الصور فقط الفتاة تتشكل بكل صورة واخرى ، لتعود بعينيها على الصندوق بلمحة خاطفة وهي تمسك بيدها الاخرى صورة صغيرة تختلف عن الاخريات بمحتوى الصورة والتي كانت تحوي شكل جنين برحم والدته واضح .

تصلبت شفتيها برجفة احتلت ملامحها لوهلة وهي تهمس لا إراديا من بين اسنانها المطبقة بحقد تشربت به ملامحها باتجاه جنس الذكور عامة
"لن تفلت بفعلتك هذه يا شادي الفكهاني !"

______________________________
كان يسير ببهو الفندق الواسع بخطوات ثابتة قبل ان يقف امام طاولة الاستقبال بملامح باردة بجمود الجليد وبتعابير غير مقروءة ، ليرفع بعدها رئيس الاستقبال رأسه بوجل على صوته البارد بتساؤل صخري
"اين هي ؟"

اجاب من فوره ببعض الارتباك وهو يشير باتجاه منطقة معينة بذراعه قائلا بأدب
"انها تجلس على المقاعد منذ مدة ، واصرت كثيرا على رؤيتك بوجه السرعة بدون ان تتزحزح من مكانها"

حرك رأسه نحو الجهة التي اشار إليها وهو يحدق بالفتاة الجالسة فوق مقاعد الانتظار لا يظهر شيء من ملامحها بسبب هبوط رأسها للأسفل بصمت تام ، ليقول بعدها بجفاء بدون ان ينظر للرجل امامه
"لا بأس انا سوف اتصرف معها"

تحرك بعدها قبل ان يسمع تعليقه باتجاه الجهة والتي تجلس بها الفتاة بخطوات سريعة بدأت تخبو بثواني ما ان اقترب منها اكثر ، ليقف بعدها امامها تماما وهو يحيد بنظراته للحقيبة الكبيرة القابعة بجانبها قبل ان يعود بنظره للتي لم تشعر به بعد ، ليزفر بعدها انفاسه بضيق لبرهة قبل ان يقول بحدة اكتسحت ملامحه فجأة على مرأى رؤيتها بكل مرة
"ما لذي اتى بكِ إلى هذا الفندق بهذا الوقت من الليل ! ولماذا تريدين رؤيتي بهذا الوقت وانتِ تعلمين بالظرف الذي نمر به الآن ؟"

انتفضت بحركة طفيفة لوهلة قبل ان تقف على قدميها وهي تهمس بخفوت اقرب للانتحاب
"انا اعتذر بشدة ، ارجوك ان تسامحني على مجيئي لك بهذا الوقت الغير مناسب ابدا وخاصة بأن اليوم كان حفل زفافك ، ولكن الظروف هي التي اجبرتني على اللجوء لك صدقني......"

قاطعها بهدوء حاول استجلابه امامها وهو ينظر بعيدا عنها بدون ان يعيرها اهتماما
"حسنا كفى ، والآن اخبريني ما هو سبب مجيئك إلى هنا بهذا الوقت تحديدا ؟ فأنتِ تضيعين وقتي لا اكثر !"

رفعت وجهها ببطء وهي تنظر له للحظات قبل ان تضم قبضتيها معا لا شعوريا وهي تحاول تنظيم الكلام برأسها هامسة برجاء حزين
"لقد اضطررت للهروب من منزلي فقد كان يصلني بالأيام الماضية الكثير من الرسائل المجهولة وتهديدات بالقتل من عائلة والدي بسبب معرفتهم بأمر الطفل ، بالرغم من اني لم اخبر احدا عنه وعن نسبه الحقيقي ! وقد وصلني اليوم تحديدا اتصال من رجل مجهول يدعي بأنه يعرف حقيقة طفلي ومكان سكني وعملي ، وإذا لم اسقط الطفل بغضون يومين فهذا سيكون آخر يوم بحياتي ، لهذا انا خائفة بشدة من ان يفعلها ويصل لي فأنا لن اتحمل فكرة خسارة طفلي ابدا"

كان الواقف امامها يشرد بعيدا عنها بحاجبين معقودين بحدة وبملامح لا تعبر عن شيء ، لتعبس ملامحه بلحظة وهو يتمتم بصوت اجش ساخر
"أليس كل ما يحدث بسببك انتِ وبسبب حفاظك على الطفل للآن بدون ان تتخلي عنه ؟ وهو يجلب لكِ كل انواع المشاكل والمتاعب وخاصة عندما تنجبينه ليعيش المتبقي من حياته بدون نسب او عائلة ، بماذا كنتِ تفكرين عندما وقعتِ ورقة زواج غير مضمون !"

عادت لتخفض رأسها بوجوم عابس وهي تهمس بلا حياة
"لم يكن هناك احد ليرشدني على الطريق الصواب ، لقد اتبعت حدسي فقط وحاجتي للأمان والعطف من اي احد وكل ما حرمت منه منذ سنوات...."

قاطعها بحدة نافذة وهو يشدد على اسنانه بازدراء واضح
"كفى كذباً يا وفاء ام اقول ميرا مونتريال ! فلا تنسي بأنني قد اصبحت اعلم كل شيء عنكِ ؟ والمراوغة والكذب معي الآن لن تفيدك بشيء ، فأنتِ التي جلبت كل هذا بنفسك عندما قررت الهروب من حياتكِ السابقة والتي كنتِ تعيشينها لتبني حياة جديدة بمكان آخر مبنية على الاكاذيب والترهات لم تدم طويلا ، لذا كل ما اقوله لكِ تحملي نتائج افعالك بنفسك"

مرت لحظات ساكنة عليهما قبل ان يصله همسها بصوت خافت لا يكاد يسمع
"هل هذا يعني بأنك لن تساعدني يا شادي ؟ ألن تساعد شقيقتك !......."

انتفض بوجهه نحوها لتبتلع باقي كلامها بارتعاش قبل ان يهمس بلحظة بابتسامة ملتوية بجمود
"لا تقولي تلك الكلمة امامي مجددا ! سمعتي يا ابنة جيهان"

اومأت برأسها باهتزاز بدون كلام وهي ترنو بنظراتها نحوه بارتباك مذعور وبصمت تام خيم عليهما طويلا ، لتخرج صندوق الذكريات بينهما وكل معاناة الأيام الماضية ما ان انكشف سرها المدفون والذي حافظت عليه لثلاث سنوات منذ دخولها لهذا العالم وبعيدا عن عائلتها والتي هربت منها خوفا وبطشا من مصير اسوء من الموت دفعها لتنزع رداء العائلة والمبادئ عن حياتها لتلصق نفسها بهوية اخرى غيرتها من الفتاة الثرية للفتاة البسيطة العاملة والشبه يتيمة ، ولم تكن تعلم بأن الحياة اقسى مما توقعت وهي تواجه الوقعات والصفعات الواحدة تلو الاخرى والتي انتهت بإنكار شقيقها نسبها به ووجودها بحياته ! ذلك الشقيق والذي حاولت كثيرا البحث عنه والتعرف عليه عن قرب وكل ما يربطها به هي صلة الأم ، ولكن ما ان وصلت لهدفها حتى تراجعت من خوف المواجهة لتدفن حينها سرها بعيدا بدون ان تظهره لأحد ، ولكن يبدو بأن كل شيء نرغب به لا يدوم طويلا وليس هناك من سر يبقى مخفيا بهذا العالم للأبد ؟

رفعت رأسها بسرعة ما ان قال الواقف امامها وهو يوجه لها نظرات مطمورة بالكره القديم وبملامح جليدية
"لا اعلم من اين ظهرتِ بحياتي ! فأنا لا اعلم عنكِ شيئاً وما كانت نواياكِ بإخفاء هويتك الحقيقية عني كل هذه الفترة الطويلة ؟ ولو لم تصلني معلومات عنكِ من خارج البلاد بالصدفة لما كنت علمت بكل هذا وبأنكِ تكونين ابنة جيهان الهاربة منذ ثلاث سنوات ! ومع ذلك انا فعلت ما يمليه عليّ الواجب اتجاه ابنة جيهان وامنت على حياتك وكل ما تحتاجينه من مستلزمات وضروريات حتى انه اصبح لديك رصيد كامل بالبنك والجمعية الخيرية يؤمن حياتكِ لسنوات ، لذا رجاءً ابتعدي عن حياتي بالكامل وتصرفي معي كما كنتِ تفعلين من قبل وكأنه لا شيء يربط بيننا ولم يتغير شيء عن السابق"

رفعت عينين دامعتين نحوه وهي تحاول السيطرة على قوتها الخائرة هامسة ببحة بكاء
"لقد كنت اعلم بأن هذه ستكون ردة فعلك ! لذا لم اتجرأ يوما على البوح بهويتي امامك ، ولكنك اكتشفت الأمر بنفسك بالنهاية"

ردّ عليها من فوره بقسوة غير مقصودة
"لماذا إذاً دفعتني لاكتشاف هويتك ؟ لماذا لم تبقيها سرا لنهاية حياتنا ؟"

قبضت على يديها بانتفاض وهي تنظر للأسفل بسكون تام مع بعض الشهقات المحتضرة ببكاء والتي خرجت عن إرادتها الحرة ، ليقطب بعدها جبينه بلحظة وهو يرفع يده ليمسد بين حاجبيه باضطراب مشتت ، قبل ان ينفض ذراعيه للأسفل بحركة عنيفة وهو يقول بصوت اجش صارم
"حسنا لا بأس ، سأدعكِ تقيمين هنا بالفندق لمدة مؤقتة حتى نجد سكن آخر لكِ ، وبالمقابل لن تتكلمي مع احد ولن تكشفي عن هويتك لأي مخلوق لأني عندها لن اتسامح معكِ مجددا ، وايضا لن اقبل منكِ بأي مراوغة جديدة او كذب لا داعي منه ، هل فهمتِ ما احاول ان اوصله لكِ يا ميرا ؟"

زمت شفتيها بارتجاف ممتقع وهي تومأ برأسها بطاعة تامة ، وما ان استدار بعيدا عنها حتى همست من فورها بامتنان شاحب
"شكرا لك يا شادي ، كنت اعلم بأنك لن تخذلني"

تجمدت ملامحه وهو يلوح بيده بلا مبالاة قبل ان تنخفض بلحظة ليعود للسير باتجاه طاولة الاستقبال ، بينما الساكنة بمكانها كانت تمسح وجنتيها من الدموع باضطراب وهي تهمس بابتسامة حزينة بندم
"سامحني يا شادي ، سامحني يا شقيقي ، لم اكن ارغب بفعلها صدقني !"

امسكت بسرعة بمقبض الحقيبة وهي تسير بها باتجاه صاحب النظرات الجامدة بدون اي مشاعر تعلو ملامحه الساكنة ، ولم ينتبه كليهما للعيون الزرقاء الباهتة والتي كانت تقف بزاوية بعيدة من البهو الواسع وهي تراقب كل شيء امامها بجمود صامت يرافقها معه الظلام المحيط بها والذي يجعلها غير مرئية كما كانت دائما بحياة بعض الناس ، وما هي ألا ثواني حتى تبدلت الغيوم بمقلتيها الزرقاوين للون قاتم مموج بلون المحيط قبل ان تغادر بعيدا عن المكان بصمت كما جاءت ، وبدون ان ترى التي تجاوزتها بعيدا وهي تنظر بأثرها بابتسامة اتسعت تدريجيا بخبث واضح وهي ترفع الهاتف لجانب اذنها هامسة بنبرة انتصار برقة انثوية
"مبارك علينا نجاح الخطة يا ابنة الوزير ، ولا تنسي مكافئتي المالية والتي وعدتني بها ، فأنا لن اتنازل عن ارباحي والمجهود الذي بذلته بهذه الخطة"

نهاية الفصل وبانتظار آرائكم بفارغ الصبر 🌹🌹


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس