عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-21, 12:07 AM   #81

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





كان خايّف من كل هالوضوح معها ، ولكنه قال بنبّرة يملأها الضيق : يوجعني قلبي من طاريه يا دُجى ، يملأني الضِيق كلما لمحت كايّد يغرق فهد بالصور وبكل لحظة يصوره ويوثق لحظاته ، داري إن كل هالصور محلها الأساسي نظرات سلطان ، يوجعني قلبي لاتذكرت إني بحرمه من حفيّده وبيّراقب تفاصيله من خلف الشاشات ، تلميحاتهم ونظراتهم توجعني يا دُجى
أخاف من كل هالشعور ، أخاف من كل هالقهر الي بقلبي يكون بقلبب سلطان ، أخاف إن وجعي يزوره كل ليلة مثل مايزورني
" تنهدت وهي ترفع كفوف يدها وتمررها على وجهه بحنية وهي تمسح عليها بلُطف وكإنها تمسح على جروحه ، بكل مرة تنبّهر من شخصيته لإنه بكل مرة يضيق لإنه خايف إن الشخص المعني يعيش نفس ضيقه!" : خل خطاويّك هالمرة جريئة ولا تلتفت لنداء الوجع الي يناديك من وراك ، عطه ظهرك ووجهك ونظراتك خلها لقلب أبوك ، أنت متشفق على شوفه وبعد كل هالبُعد والسنين الي مرت تستاهل تشوف ولدك بحضنه صح؟
"ميل شفايفه بخفوت وهو يحتضن كفوفها الي على وجهه وقال بتنهيّدة ": وظنّك بيقبل بشوفتي ؟ بيرضى فيني من جديد ؟ ماهو بمغرقني بالعتب واللوم على السنين الي خليته يعيش بمرارتها بدوني؟
" هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم بهُدوء " : لاوالله بيضحك لطواريك وبيبتسم لخطاويك ، ماهو بوقت عتب ولا بينكم لوم أصلاً ، كل واحد منكم لقى الوجع اللي يكفيه ويوفيه ، ماعاد عندكم قدرة لأجل تغرقون غيركم بالحسايّف والندم والمشارييّه ! أنت خذ فهد له
وكبّر ظنونك الطيّبة بإن شوفته بعد كل هالسنيّن بتهد أوجاع ولارح تبني حسايّف ، الي راح ماله رجعة يا وهّاج ، ودام لك نية بالقُرب إقرب .. أنت القُرب منك يستاهل نمهد له طريق ومسافة ونهيىء له قلوب وأرواح ، قُربك من شخص يعني قُربه من السعادة من الي له قلب يردّك علمني يا البهُور؟
"ضحكت بهدوء لحظة اللي خانته كلماته وتبّعثرت بوسط حنجرته وعجز يلاقي رد يوفيّها حق الضماد اللي ضمدت به كل جروحه وأكتفى بإنه يقبل كف يدها بكل عُمق وسط ضحكتها الخافتة ، إقتربت بعدها وهي تثبت رأسها على كتفه اليمين وتناظر لفهد النائم بسلام على كتفه اليسار وهي تتنهد بهدوء " : لازارك شك من خطوتك له ، خذني معك لأجل أكون لك اليّقين
لأجل كلما نويّت تتراجع أذكرك بمن هو وهّاج ، أعلمك عن البُهور بعيوني
"أبتسم إبتسامة هادية تلاشت من بعدها كل طواري الهم وأنبنى سراج الأمان اللي تمرد ضوءه ووهّجه على كل زوايا رُوحه لإنها فهمت رغم فُتات مشاعره وضعف تعبيره وقلة حيلته ورغبته الكبيرة !



كان عندها القدرة الكبيرة والمُطلقة على ترويّض كل أوجاعه لذلك لييييه يخاف وقلبه دُجى ؟" اللي كان البقاء بجانبها أمرًا حنونًا و دافئًا كوشاحٌ في فصل الشتاء"
-
-

من بيّن زوايا السجن ، والي كثر ما يحمل كم هائل من الضيّق كان يحمل كم هائل من الذكريات !
وحِمل الذكريات على القلب أكبّر من حِمل الضِيق !
كان متِكي بطرف جسده على المِركاد وبيدينه محتوي كوب الشاهييّ الخادر وسرحان ليّن وصل بسرحانه للإسبوع الي مضى ، ولكنه صحى من سرحانه بسبب صاحبه اللي دق طرف المِركاد وهو يقول بإبتسامة : يارجل عسّى هالبسمة ما تغيّب ، لك إسبوع وأطباعك متغيرة
ولا الوجه الي من دخل عالمكان عابس وضايّق ليه متغير ؟ معقولة زيارة وحدة غيرتك؟
ناظره وقاص ووده يضحك بصوت عالي ، يرقص ، يغني ، يشعل المكان طرب .. زيارة غيرته؟ طبعاً بتغيره وبتشعل كل صدره فرح ! أهله اللي مرت شهورر طوييلة متناسينه وغايبيّن عنه زاروه ، وبرغم إن وديّع كان يرسل له كل إحتياجاته إلا إنه كان رافض تماماً شوفته! لأجل كذا كانت ليالي الإسبوع الي مضى غييييّر !
زيارة محملة بكم هائل من العتب والمشارييّه والحساييّف ؛ ولكنه كان راااضي ومبّسوط فيها!
لإن كل هالمشارييّه معناها إنه ما زال غالي على قلوبهم ! مازال له منزلة ومقام وما نسوه!
مادام بقلوبهم عليه عتبّ يعني ما زال له حب !
أخذ يبتسم وهو يناظر صاحبَه اللي تعرف عليه بين هالزوايا وهز رأسه بإيجاب : صارت هالليالي تهون بعدما كانت كبيَرة علي !
تنهد بخفوت وهو ينقل نظراته لإبريّق الشاهييّ وأخذ يسرح من جديد على طوارييّ جيتهم
على ضحكته المصدومة لحظة الي أعلن الحارس عن زيارة له ، عن فرحته اللي تركته يبّدل ملابسه بفرح ويتعطر ويسارع خطواته كإنه طفل يركض لعيديته ، عن إمتداد البّهجة بروحه لحظة الي عانقت عيونه الجسَد الأنثوي المستقر على طرف الطاولة ، وبجنبها جسَد رجولي ضخم ملتف بالبياض
وقف قدام الباب وهو يتنفس بعجلة وإبّتسامة طاغية مستقرة على ثغره ولاتلاشت ولا أختفت حتى بعدما لمح نظراتهم له ، محملة بكم هائل من العتب والضيّق
تقدم بهدوء وجلس قدامهم ، وهو ملاحظ تعابيَر وجه وديع الجامدة والي متفجر فيها الضيّق
والي كان نتيجة صدمته بمعرفة بريّق بإن المتسبب بوجعها هو وقاص ! نتيجة دهشته وفجعته لما بكت على كتفه وهي تتّرجاه يأخذها له ! بعد هالصمت الهائل والبُعد وبعد كل هالوجع والصد بتروح له هي !
#لابد_يا_سود_الليالي_يضحك_حج اجك



أسابيع غايّبة عنهم وماكان غير صوتها اللي حاضر زوايا بيّتهم ، وبوقت زيارتها لهم تطلب تقابله هو دون غيره ؟ طيّب وكسرة الخاطر؟ وضيق الكون عليها؟ ودموعها الي للآن ماجفت؟ خوفها وحسّرتها وإنهيارها؟ وإن نست كل هذا كيف تنسى الأثر الي باقي على وجهها ؟
سكبّ جل عتبه ولومه على بُرهان اللي أرخى لها حبّل الكلام وعلّمها عن سوايا وقاص ، لإنها ما تستاهل تذوق طعم السكيّن الحاد بظهرها
ألتفت وهو يتأممل وجهها وملامحها الباهتة ، نظراتها التاييّه والعاتبة وهي تراقب وقاص وتفاصيّله اللي إنهدت بسبب زوايا السجن اللي قلّصت فرحته وراحته ! وميلت شفايفها بخفوت لحظة اللي قال بإبتسامة : حيّا الله إخواني ، إستبشر الكون بجيتكم ، نورتو ياعيوني
وين أمي ؟ عسّاها بخير وطيبّة؟ليه ماجاءت معكم؟
وديّع تنهد بهدوء من طواري أمه اللي تايهه بهمومها والي تكاثرت عليها لدرجة غاب وعيَها عن هالدنيا وماعادت تحس باللي حولها ، وجودها بالبيَت كان مثل الشبّح وأغلب وقتها كان بزوايا المكان الي يحتوي أمها ! لذلك كانت همومها أكبر من تفكيرها بوقاص الي موقنة إنه بخيّر وطيب لذلك طواري وقاص تلاشت بشكل تدريجي من بيتهم لولا حضور بريّق الي رجع هالطاري ، هز رأسه بإيّجاب وقال بهدوء : طيّبة
أبتسم بخفوت وهو يشبك يدينه ببعض ، وكان وده يسأل "ليه قطعتوني؟" ولكن ماله وجه أبداً
لذلك أكتفى يتأملهم بصمت حتى ذاب الصمّت بوسط ثغر بريّق الي قالت بهدوء : ليه يا وقاص ليه؟
عقد حواجبه بإستنكار من تطرقها للسؤال وعجز يفهم مقصدها لذلك ناظرها بتساؤل وهي أبتسمت بقهر وقالت : ليه هدمت حلم غيّرك ؟ وليه رضيت تكسر قلوب وتوجع أرواح ؟ كنت أخَبّرك أبو القلب الطيب وإن كان لسانك يقول حكي فقلبك ما يقصده ، ليه طعنت بالظهر وليه صرت غدّار ؟
بلع ريقه بصعوبة وشتت نظراته للمكان وهو يضغط على يده بكل قوة وهي أكملت بقهر : ليه ماندمت؟ ليه ما تحللت من ذنبّك؟ ليه بقيت ساكت وراضي بسواياك؟
ضحكت من شدة قهرها وقالت بغضب : حتى لما شهدت على بكاي كنت تصد من خوفك حتى لما أنهرت بين يدينك رميتني وأنت السبب بعناي وشقاي ، حتى لما بديت تندم وتتضايق كنت تكسرني عشان ما تتوجع أنت
رضيّت يتوجع كل الي حولك ولا يزورك ضيَق ، شهور طويلة أدور لك عذر لأجل أجمّلك فيه وأغفرلك ولكن مالقيت يا وقاص ، ليه ماتركت لي طرف خيّط أتشبث فيه وأقدر أسامحك عقبه ؟ ليه كسّرت كل مكان فيني لدرجة ماعاد لأحد قدرة على جبّره؟
كان مكتفي بتسريّب التناهيد من وسط جوفه وهو يستمع بكل ضيّق لعتابها ، اللي غض الطرف عنه شهور طويلة والحين مايقدر يغّض لا عن حكيها ولا بحتها وصوتها اللي تجر العبّرات بين نبراته!



أكملت وهي تحاول تتماسّك وما تنهار من جديد على أعتابه وضغطت على كفوفها وهي تقول : كنت أحسبك ظهري وسندي ، ليه بسواياك كسرت هالظهر ياخوي ؟ ليه خيّبت الهقوة ودمرت كل هالحياة بعيني ؟ ليه سلبتني الثقة من كل الي حولي؟
بلع ريقه وديّع بصعوبة وأخذ يضغط على يدها وهو يهمس لها : خلاص لا تبّكين ما يستاهل
زمّت شفايفها بقوة وهي تصد بنظرها عنه لما تنازلت دموعها ودمرت وجنتها فمسحتها بكل قوة وهي تلتفت وتقول له من جديد : عطني سبّب واحد لجشعك وضيق قلبك ؟ برر لي ليه كنت حقير للدرجة المخيفة هذي ؟ لو إن الحريّق خذى روحي وروحها ، كيف بتتحلل من ذنوبنا كيييف ؟
رمش بصعوبة وضربات قلبه المخيفة أرهبته وضيّقت عليه نفسه ، حاول يتكلم ولكن الغصّات تراكمت بحلقه لدرجة سدّت ممر الكلام ونظراته كانت تكفي وتوفي لحكاويه ، نظرات الندم والحسّرة !
عضت على شفايفها وهي تنزل عيونها وتضغط على كف وديّع بكل قوة وبلعت ريّقها بصعوبة وهي تأخذ نفس بتعب ، هالكلام الي بصدرها منّعها عن الحياة شهور طويلة وسلبها لذة النوم ولذة العيّش ، لإنها كتمته عجزت تستعيّد طاقتها بعده ، ولإنها قررت تحرره أختارت الشخص الصح لأجل ترمي الجمر على قلبه ، جمل ما تزيد عن خمسين كلمة كانت مصدر لتعاستها وتوقف الحياة بعيونها بس لإنها كتمتها بصدرها وماباحت بها!
قالت بتنهيّدة وهي ترفع رأسها وتناظره : ماهو بمتعب؟ تكون بهالمكان لإنك دمرت حياة أختك شهور طويلة؟
لمحت لمّعة الدمع بعيونه وإحمرار يده المخيف من شدة ضغطه عليها وبلعه لريقه بشكل صعب وجداً ، تسلل لمسامعها نبّرة صوته المُهلكة والمُتعبة والمسلُوب حقها بالراحة : إلا والله متعب لدرجة ودي أهد هالسجن علي ويكون قبري ، والله يهلك لدرجة حتى النفس كإنه نار بجوفي ، من يقول لك ماهو بصعب؟
ناظرها بإنهاك والندم يتشرب ملامحه بشكل هائل ومُخيف : وأنا واللي خلق الندم بعروقي ماكان لي علم بوجود أحد بالمكان ، أنا حقيّر والذنب كاسيني وأنا عارف هالشيء لإني حرقت مكانها ، ولكن ورب العبّاد ماكنت أدري بوجودكم فيه .. فيه أحد وده يحرق روحه بهالدنيا يابريقّ؟
تمردت دموعها بضيّق من كلامه لإن نظراته المهلوكة كانت كفيّلة بإن قلبها يحن عليه ولكن جرحها يحرقها بشكل مخيف لدرجة ماهي قادرة تعفُو ، هزت رأسها بالنفي وهي توقف وتقول : لاضاق قلبه وأختار نفسه على اللي حوله ، اي يحرق روحه وأهله ودينه بعد يا وقاص
ناظرت لوديّع الي قال بهدوء وبرغم كل الموقف الي حصل قدام عينه كانت جامد وثابّت : خلاص ؟
هزت رأسها بإيجاب فوقف وهو يناظر لوقاص بهدوء للحظات طويلة


عض على شفايفه بقهر كونه ماهو قادر يبّقى جامد في ظل إنكسار وقاص للدرجة ذي ولكن ما بيده شيء له لذلك قال بصوت خافت : أنتبّه لنفسك
عُقبها ثبت كفه بكف بريّق وسارع خطواته لبرى غرفة الزيارة وسط سكون وقاص وضيقه
كانت هالزيارة وهالحوار تحرير للكتم الي عاشته كُل هالاشهر والي عجزت تكمل باقي حيَاتها وهو بقلبها! لذلك تخفف الحمل عن رُوحها وقدرت تستعيد بقايا روحها الي تلاشت بسبب سوايا وقّاص ، قدرت ترجع نظرتها الرقيّقة للحياة وقدرت تناظر لحياتها مع بُرهان بنفس النظرة الأولية !
أما وقاص بعد زيارتهم هذي أرتاح ولو بالشيء القليل ، كونها وآخيراً عرفت وآخيراً عاتبته ورمت كل الي بقلبها عليه ولو إنه جمّر ، راضي أتم الرضا مادّام بتكون بخير بعد كل الي حصل !
-

بيّن حدود الريّحان والنِعناع ، واللي كانت حديقتهم الخاصّة مُكتظة بهالنوع من الزرع بشكل هائل، كان أكبر محاسن حظهم هو مشاركتهم بحب الأشياء نفسها ؛ لذلك كانوا دائماً على وِفاق ، وفاق الحب !
كان ينقل نظرات هاديّة للمكان ، ويسرق الوقت من عمره كونه تخلى عن جلوسه بمقهاه هالوقت بس لأجل يجلس معها !
أبتسم بهُدوء لما تلونت عيُونه بلون الخضار ثم تدرج اللون حتى تحول للبيّاض ،البيّاض الشفاف والي كان بجانب فناجيل الشاييّ الي بجنبه؛ وماكانت غيّر أكياس الشاييّ الي فرغها منه بالإبريّق وبقى بين مرأ عينيه الأكياس وبس !
ميَل شفايفه بخفوت وهو يقبض على المِرسام وهو يناظر بنظرات هادية للأكيّاس كونه يحاول يلقى شيء يناسب تفاصيلها الصغيرة ؛ بطبيَعة بنيّان كان دائماً يحب يربط الأشياء الي يحبّها ببعض
مابعمره حبّ شيء وماربطه بشيء ثاني ،وبرغم إن الرسم ماكان هواية ولا شيء يحبّه ولا حتى شيء يتفنن فيه ، ولكن تلهفت له روحه لما تأمل الأكياس لأجل كذا جهز له هالجلسة ؛ ومن بدأ يخط بالمرسّام الشكل الي بباله وهو يدندن بكلمات كانت بأطراف لسانه خلال آخر الأيام
وكلما دندنها يلاقي نفسه يضحك بدون وعيي منه
" تضحك على لهجتي لاقلت مأجورة ، واليوم قدهي بلهجتنا إتحداني؟"
كان هذ أكثر بيت يكرره من بين كل الأبيات كونه صار يحس إنه يخصّه ومكتوب لأجله وعشانه
ما زال يذكر ضحكتها بأول لقاء لهم سوى ، وكإن هالضحكة ترافقه بكل ساعات يومه ، وللآن يعيش منافستها له بكلمات لهجته وكإنها ولدت وترعرت بوسط الجنوب !
رفع رأسه لما سمع خطواتها وتبّسم وهو يوقف ويتجه لها : وحيّا الله الركن الشمالي .. الله يجعل يومـ...
ذابت بقايا جُمله بوسط حلقه بسبب..
-
-


ذابت بقايا جُمله بوسط حلقه بسبب نظراتها القتّالة وأخذ يبّتسم بورطة وهو يحك طرف ذقنه ويقول : يومش بخير وصحة وسلامة ومن العايدين
ضحكت بهدوء بسبب ترقيعه للموضوع بطريقة واضحة ومضحكة بنفس الوقت وهي تجذب كفه لكفها وتخطي معه خطواتها لوسط الحديّقة وهي تتنهد بهدوء : حاول تتناّسى هالدعوة يابنيّان ، والله ماهي بصالحي كثر ماهي تكسر ضلوعي
شهق بخوف وقال بصدمة : الله يجعلني أفقد...
سكت بسبب ضربتها القوية على كتفه وهو أبتعد عنها وهو يضحك بكل قوة ويحك طرف كتفه : والله هالدعوات ملازممتني من صغري ، ماتعرفين إن الجنوب أساس الدعوات ؟ يعني الله يسبَق بي ويطعني عنش ماهيب من عروقنا منتشية؟ ترى نتعامل بالدعوات حنا والله
ميّلت شفايفها بخفوت وهو أشر على خشمه وهو يجلس بجنبها : أبد أبشري على خشمي وإعتبري إني فسخت إتفاقي مع هالدعوات ، أهم شيء ما يضيّق لش خاطر
أبتسمت بهُدوء وناظرت للإبريّق الي بجنبه والشاييَ المنتثر على الطاولة الصغيّرة والألوان المُبعثرة وحتى أكواب الشايَي اللي مشروب منها
كونه كان يبدل بينها بين كل لحظة بسبب إندماجه بالرسم وقبل تتسائل ، أبتسمت بشهقة وهي تأشر على الأكيّاس بإنبهار وهي تناظره بدهشة بينما هو رفع كتوفه بإبتسامة غرُور وقال : تناسيتي إنش متزوجة شخص يدينه تطول كل شيء ؟ أي شيء تبغينه تلاقينه عندي
مجموعة إنسان بوسط إنسان وكلما بغيتي شيء بس قولي أبي .. تلاقيني أصير اللي تبينه
ضحكت بهُدوء وهي تتأمله للحظات ، ثم بعد صمت قليل إنحنت بنظراتها للفوضاء واللي لأول مرة تحب فوضاء للدرجة هذي ؛ كانت آسِرة
ومُدهشة ومُذهلة ، كانت مزيّج مابين الرقة والحنيّة مابيّن الهيّبة والجمال
لأول مرة تلاقي شيء صغيّر للدرجة هذي مُلفت أضعاف حجمه !
أخذت الأكياس بين يدينها وهي تبتسم بخفة وهي تقول : حللوة ووالله مازاد حلاها غير إنها من بين كفيّنك
ضحك وهو يهز رأسه بإحراج وأخذ يتأمل نظراتها المنّدهشة فعلاً كونه أول مرة يتفنن بشيء قدامها فتبّسم وهو يقول : إن كأنش بتنعجبين بأقل سواياي ، فأكبرها وش بتسوين ؟
أبتسمت بضحكة وقالت وهي ترفع كتوفها : وش أكبَر أفعالك؟
ميَل شفايفه للحظات وهو ينقل نظراته للمكان وقال بضحكة : تعرفيّن ؟ عندي عضلات تشيل الكايَدات
ناظرته بإستغراب من كلامه وعدم فهم كونه تطرق لشيء خارج نطاق كلماتهم ولكن قبل تتكلم إنتشرت ضحكاتها المفجوعة والصاخبّة وهي تتمسك بكل قوة بعُنقه كونه بحركة بسريعة وقف وهو يجذّبها له ويأخذها لحضنه وهو يقول بضحكة كونها ضغطت على عنقه بكل قوة : أفا يالعلم ، يعني نيّتي أستعرض قوتي عندش
وأنتي نيتش تمخشيَيني؟ " تخدشه"



ضحكت وهي تضغط عليه أكثر كون ضحكاتها كانت نابّعة من خوفها فعلاً ، لإنها ماتوقعت تصرفه وهي بنفسها تخاف من هالدوران فكيف وهي حامل؟
أبتسم بضحكة وهو يخفف دورانه فيها وناظرها وهي مغمضة عيونها ومثبتة رأسها على كتفه بخوف وهو يضحك : طيّب لحظة ، ليه خايّفة مانيب فاهم؟ تراش بيّن يديني!
رفعت رأسها وهي تسترق النظر ، ومن لمحته وقف ضربت على كتفه بقهر وهي تقول : هذا إستعراض قدرات بالله عليَك ؟ مالقيت غيري ثُقل تأخذه ؟
أبّتسم بخفوت وهو يقول : ما أعدّش ثقل كونش تشابهيّن الطير بالخفة ؛ ولكن تصرفي نابّع من رغبتي بمعرفتش
ناظرته بإستغراب وهو أبتسم بهدوء وقال : أشيّل الكايدات والثقال وأشيل الدنيا كلها على ضلوعي وما أشتكي وهذا صحيَح ،ولكن هذا كله بكفة
وأنتي بالكفة الي مستعد أطيّح فيها كل الي على ظهري وأخذش أنتي والي من صُلبي في حضني
لأجل كذا لا تخافين،أنا بإذن الله أكبّر من كل هالي تفكرين فيه
أبتسمت بخفة كونه قدر يليّنها من ناحية خوفها بكل مرة ينطق فيها دعوة ؛ وكإنه ينبّهها إن الثقة في الله أكبَر ، ثم الثقة فيه !
لأجل كذا ضغطت على كتفه ولكن هالمرة بحنيَة وهي تبسم بخفة وقال : وماعدّت غير شهررين ؟
متى بتنتهي هالسبّعة أشهر لأجل نلتقي
أبتسمت بضحكة لما فهمت مقصده ، ومسحت على بطنها بعشوائية وهي ترفع كتوفها : متى بتعدي ؟ أنا أسابّقك باللهفة
رفع طرف حاجبها بغرور وقال : محد بهالدنيا يسابّقني فيها أنا بالذات ، أنا أكثر المنتظرين على أعتاب أحبابي
ضحكت وهي تهز رأسها بتأأيييّد بينما هو تبّسم من خاطره ، كونها غمّرت وجهها بطرف كتفه بهدوء وكونها هي بالذات بحدوده!
-
-
بحدود الجامَعة ، واللي كان كايّد يناظر لأطراف جواله يتحرى الوقت ؛ أخذ نفس ونفثه بصعوبة
لإن الوقت يمر بضيق بهالوقت بالذات ، لإنه يبي يطلع من الجامعة وبس !
من إستأذن الدكتور حتى جرّ خطواته بكل سرعة وبعدم إهتمام باللي حوله وهو يسحب رجله بكل حرص ويتجه لبرى المبّنى ، يدور للأشخاص الي يحبّهم
كونه طوال اليوم يفقد حسّهم بسبب إختلاءه بمواده الدراسيّة! وكونه ما يقدر يكون علاقات صداقة ولا زمّالة لحرصه الشديد على ذاته ونفسه
ولولا إن لافي كانت شخصيته غير ، وقدر يتغلب على الحصّن المنيع الي مأسسه كايَد على قلبه
وقدر يتركه يتخلص من قوقعته ويبّني علاقات مع حوله ؛ ولكن هالعلاقات كانت محدودة وبس
لإنه مشتري راحة رأسه وباله ، وما يبي ناس زيّادة بحياته
لذلك كانت حياته الجامعيّة شبة مملة ، وكان هدفه فيها ينتهي منها بالدرجات اللي بتأهله يكمل حلمه على أكمل وجه،وبس !



خرج يجر خطواته المُتعثرة ويدينه مثبته على حدود جيبه يسرق من طرف جيبه البّسمات بخفة ، وبوسط سرحانه رفع رأسه بإستنكار بعدما إنشّدت عقدة حاجبه بطريقة مُريبة ، ومن لمح لافِي واقف بحُرم الجامعة بسيارته الخاصة بشغله وببدلته الرسميّة متكي بطرف جسده على السيارة ورافع يده اليميّن وهو يأشر له بضحكة ويعلي صوته بدون حرج : ياااكاايَد ، يابن سلطان
تعاللل يا خويي الكفو ، حيييا الله هالوجه الرضي
كسّى كايد الإنحراج كون كل الخارجيَن إنتبهو للافي ووجهو نظراته لكايَد بإستغراب ، سارع خطواته بحرج وهو يسحب طرف لافي ويقول : غربّل الله بليسك ، باقي نظهر على المحطات التلفزيونية!
ضحك لافي وهو يضرب التحيَة لكايّد ويقول : ياخييَ الود ودي والله ، عشان الكل يعرفك ويبّدأ مجدك ، تستاهل تعيش هالشعور
ضحك كايَد وهو يأشر له يركب : يارجل أركب قسم بالله من يصير لك خوييّ لازم يودع التواضع
أبتسم لافي بضحكة وقال وهو يرفع كتفه بغرور : يستاهل الغرور يسكن كتوفنا ياكايَد ، أنت تجهل مقامك؟؟
أبتسم بخفوت وكان بيسأل عن سببَ تواجد لافي ولكن سبَقه لافي وهو يقول بإبتسامة هاديَة : تعرف أنت ، اليوم أول يوم دوام رسمي لي ولاكان ودي أختم هاليوم غير بمقابلك ، تعرف أنت وجه الحظ الخاص فيني
ضحك بإحراج كايَد ولافي أبتسم بهدوء وهو فعلاً صادق بكلامه : وعاد جيَت أشوف أوضاعك بهالجامعة وأسأل عن أحوالك ، علمني لو حد مضيّق عليك لأجل أجرجره بالمحاكم
أبتسم بضحكة وقال : تحسب نفسك جرجير؟
سكت لافي للحظات يفهم معنى كلام كايّد ومن فهمه تغيرت ملامح وجهه ونزع قبعته عن رأسه وهو يرميها على كايَد بكل قوة ويقول : إركب إركب ، الشرهة ماهيّب عليك علي أنا ، جايي لشخص ماعنده ذرة عقل مثلك ، إركب يا إمعة
ضحك كايّد من قلبه وهو يأخذ القبعة ويقبَلها بضحكة وهو يقول : ماسوت فيك العسكرية خير
ولا لافي السامج ماصارت تعجبه نكاتي الي تعلمتها منه ؟ كبببّرنا والله
ركب كايّد وألتفت للافي اللي كان ساند ظهره على الدريسكون وكاتم ضحكته بصعوبة ، ومن ألتفت لكايَد وتلاقت نظراتهم ، تفجرت ضحكاتهم الهائلة بنفس اللحظة ؛ الضحكات الي خلفت دموع كثيفة بسبب كثافتها وكثرتها
كانوا يضحكون بشدة لدرجة عاجزين يلقون سبب مقنع لكثرتها ، وبعد دقايَق طويلة عجزو فيها يسيطرون على ضحكاتهم قال لافي وهو يمسح على وجهه بتعب : وين وجهتك؟
أبتسم كايَد وهو يتنحنح بعدما خفت بحّة صوته من شدة الضحك وقال بخفوت : البَهاء
ضرب لافي الدريسكون بإبتسامة وقال : اي والله اشتقنا لعمنّا سلطان ، مشيينا يالطيب


أبتسم بخفة كايّد وهو يتأمل لافي بإمتنان فضيع ، كونه فعلاً الصاحب الي لأجله ممكن يتخلى عن كل شيء ولا يرف له جفن !
-
-
بين أركان غيّهب الليل ..
كانت مستريحة تحت ظل شجرة الليمون ، مُتنعمة بالنظر في تفاصيَل فهد ، بين كل لحظة ولحظة تبتسم بسبب نسّمات الهواء اللي يتبعثر بين ذراتها ريَحة ورد الفُل والي مازاد هالمكان غير عذُوبة فوق عذُوبة أصحابه!
كانت تضحك بإفراط وهي تمرر يدينها على خد فهد وتسولف معه وهي تتنهد بفرح : شبية جدك ، ماهو بالإسم وبس حتى وجهك ، وتفاصيّلك تشبه جدك وحيل
ضحكت بفرح وهي تأخذه لحضنها بإبتسامة : وهذا مُنى عيني ، تخيل لامنك ولد وهّاج وأفعالك وارثها منه ومن جدك ؟ ياويل حال هالقلب
أبتسمت بضحكة بسبب غُصن اللي قالت بصدمة : يشبه بابا وهَاج مو جد فهد
سكتت للحظات وهي توقف وتوقف جنب رأس دُجى وهي تتكتف وتناظر لفهد ومن بعدها أبتسمت بغرُور وهي تقول: وأصلاً يشبهني أنا أكثر وحدة ، بكرة إذا كبّر فهد بيحبني أكثر وحدة في الحياة عشانه يشبهني
أبتسمت بخفوت دُجى وهي تسحبها من معصمها وتتركها على طرف حضنها وهي تدغدغها بضحكة وسط إفراط غُصن بضحكتها ومحاولتها الهرب ولكن دُجى كانت مثبتتة بإبتسامة ، وبعد لحظات توقفت دُجى وهي تزيَح غصلات شعر غُصن عن وجهها وتقول بحنيّة وملاحظة نظرات غُصن : تحبين فهد ؟
هزت رأسها بكل قوة وهي توقف وتجلس جنب فهد وهي تتنهد بطفولية وتبتسم بفرح : كنت ما أحبه عشانه بيأخذ بابا وهّاج مني ، بس الحين أحبه كثير كثيير مررة
رفعت رأسها وناظرت لدُجى بإبتسامة وهي تقول : أشعر بجانبه بالكثير بالمرح
ضحكت غُصن على تعبيرها وألتفت بعجل لحليمة اللي وقفت بجنبهم ، وكانت بتوقف لولا إن حليَمة نهتها وقالت بإبتسامة : خليَك جالسة يابنيتي ، جايبة لك كوب شاهي يحبّه قلبك
أبتسمت بخفوت وحليمة إنحنت وتركت كوب الشاييّ بجنبها وأخذت تقول : أم سارة نادتني لجمعة أهل الحي ، ودك تروحين معي ؟
ناظرتها بإبتسامة كونها صارت بأبّسط التفاصيل تخصها وتراعي شعورها بكل فرصة مُتاحة ، مستشعرة إن الراحة إنحنت بغُصنها بوسط قلبها ، تغير خالتها كان أكبر مُنى لها ، ماتظن إن بعد كل هالأُلفة معها بيكون بخاطرها شيء ! إكتفت بإبتسامة وهي تقول بخفوت : مرة ثانية ياخالة ، بنتظر وهّاج
هزت رأسها بإيجاب ولما ناظرت لغُصن قالت بإمتغاظ : لامارح أروح معك ياجدة ، ببقى عند فهد ، عشان سارة كانت تقول ماعندي أخو صغير مثلها
والحين أنا عندي مارح أروح لها
ضحكت حليمة وهي تمشي عنها بضحكة على تصرفاتها بيّنما دُجى ناظرت لغُصن وهي تضحك على تفكيرها الغيُور



بعد دقايّق طويلة إنفتح الباب وتهادت خطواته بإتجاههم وسط ضحكة غُصن الصاخبة الي تحمل كم هائل من الفرحة وركضها السريع لأجل تلتقي بحضُنه وهو مامانع بالعكس إحتواها بكل قوته وسط إبتسامته الخافتة ، تقدم بعدها بإتجاه دُجى وهو ينحني لها ويجلس بجنبهم وهو ينقل نظراته الهاديّة لهم ، إبتسمت بسبّبها دُجى وهي تضغط على كفوفه وتقول بهدوء : غيّرت الوجهة ؟
ناظرها بهدوء للحظات وهز رأسه بالنفي ولكن التردُد كان لنظراته نصيّب ؛ لأجل كذا إبتسمت بخفوت وهي توقف وفهد بحُضنها ، وبكفها الثاني سحبّت كف وهّاج بكفها وأخذت تقول بإبتسامة : أنا خطوتك الواثقة ، إستغلني
ناظرها للحظات وأبتسم بعدها بهُدوء وهو موقن إنه مابيقدر يكمل هالخطوة لوحده .. هذا عُمر الي بقى فيه بعيّد ، كيف بيرضى بالقُرب بكل هالسهولة ؟
-

بوسَط أركان البّهاء .. المكان اللي إعتكفت جميع المشاعر على أعتابه سنيّن طويلة ، والي رفضت تتزعزع وتطفو لأجل تمر من على العتبة
كانت دائماً متوارية خلف الأنظار ، باقية بالخلف
تتلهف وتشتاق وتموت من الوِحشة ولكن ماتقدر تقرب ؛ لإنك كلما حاولت تقرب تلاقي قلبك يعتصر من فُرط الوجع
بشعور بشع العُنصر المسيطر عليه كانت ذكرياتك ، والي من شدة وجعها تنسى وتعُوم بالقهر والضيّق
ولكن إنك تكون بوسط هالمكان من جديد ، بخطوات واثقة ويحتضن ضلُوع صدرك قطعة من قلبك ؛ هذا الي ما خطر على باله سنيّن طوييييلة ولا لاح طاريها لخاطره أبداً
كان واقف بجنب باب الراكب الأمامي ويناظر لدُجى اللي مدّت له فهد وعيُونها مُصغرة نتيجة إبتسامتها الطفيّفة ، قالت على إثرها بصوت خافِت : خل لقاء فهد بجده حنيّن يا وهَاج
ميّل شفايفه بتنهيدة ، وأخذ يبَلع ريقه بصعوبة لما توسّط فهد حضنه ، حسّ بقلبه ينقبض وصدره يضيق ويعلن توسط القهر جوفه ككل مرة !
ولكن قبل يعاود أدراجه ويهرب كالعادة قبّضت غيّهب الليل كفوف يدينه بكل قوة وهي تقول بخفوت : أنت أقوى من الذكّريات يا وهّاج ، أنت حاضرك قوة وماضيّك قوة ؛ لأجل كذا تناسى وإنسى ولو إن النسيَان صعب
ولكنك تبي تخطي خطوة وأنت تدري إنك أكبّر من كل هالخوف والخطوات بعد ، أنا هنا بنتظرك مع بنتك
وأنت خل اللقاء مع جدّ فهد يتوججّ بحضورك ، سنيَن عدت وأنت تستاهل يكون لك بال متطمن مرتاح
تستاهل تضحك وكل جوارحك تضحك ، كمل الخطوة يابعد كل العيُون والقلوب ، كمّل يا أبو غُصن
أبتسم وإشتدت إبتسامة لحظة الي ألتفت لغُصن الي فزت من الخلف وهي جاهلة عن محور حديثهم ولكنها قالت بفرحة : كمّل يا أبو غصن



أبتسم وإشتدت إبتسامة لحظة الي ألتفت لغُصن الي فزت من الخلف وهي جاهلة عن محور حديثهم ولكنها قالت بفرحة : كمّل يا أبو غصن
ضحك بهدوء ضحكة تناسّى عُقبها كل خوفه ، وأخذ يهز رأسه بإيجاب ويتنهد وهو يبتسم بخفوت ، ألتفت بعدها وهو يثبت يدينه على خلف ظهر فهد وهو يخطي خطواته الـ"واثقة" بإتجاه البَهاء .. الخطوات الي تبّدلت من التعُثر للنهوض ومن الضيّق للسعة ، من الوجع للضمّاد
ومن القهر للرحابة ؛ ماكان يدري هل السبب كون بيدينه يحتضن فهد ، وكان فهد مصدر هالثقة الكبيرة كلها ؟
أو لإنه يدري إن خلفه ظهر وجبل وسند لامال ولا طاحت به ذكرياته وتعثر لقاه يسنده بكل رحابة صدر ؟ ماكان يدري وش السبّب الأساسي ولكن الي يعرفه إن الثقة اللي توزعت على أجزاء روحه ماكانت هينة ولا قليلة ولاحتى بسّيطة ؛ كانت كثيفة بشكل هاااائل لدرجة إنه تخطّى مازن موظف الإستقبال وأتجه بصمت للغرفة الي تحتوي جسَد أبوه ،وسط صدمة وذهول مازن
اللي وقف وهو يرمش بفجعة ويتخطى مكتبه وهو يركض ورى وهّاج بكل دهشة ومن لمحه يفتح باب الغرفة ويدخله حتى مسّك رأسه بصدمة وذهول مرّه بكثرة : الرجل الي كان يمر من جنب هالباب ويتغير لون وجهه من الضيق
كيف هالمرة دخل والإبتسامة على وجهه ، سبحان مغير الأحوال ؟
جر خطواته للخلف ومازالت الدهشة تسّيطر على تعابير وجهه ، ماهو قادر يستوعب إن الرجل اللي بقى غريّب وبعيد سنين طويييلة ، كيف صار اليوم جزء من الأهل بكل بسّاطة!
-
-
بيّن أركان غرفة سُلطان بوسط مبّنى البهاء اللي ضم حنايا جسّده سبّع سنيّن ، كعادته يطفُو جسده الخاوي من الحياة على أطراف السرير الأبيض ، ينقل نظراته المتحريّة لوصول كايّد بأرجاء المكان ، يدري إنه كل يوم بهالوقت بالذات يجر خطاه له بكل لهفة لأجل يعرف آخر أخبار حفيّده ، أكبر مشاعر الفرح تحتضن صدره يومياً وبكل ليلة لإنه يدري إنه بيلتقي كل يوم بشيء يثلج صدره،بعدما كانت أيامه خاويه من الفرحة ومليئة بالفراغ واللاشيء ، صارت مُحملة بالبّهجة ، الفرح ، السرُور
صار الإنتظار المُحبب له هو إنتظار سماع خطوات كايّد المُتعثرة تتجه له ! من لما تهادى لسمعه صوت إزاحة عرُوة الباب للأسفل وإندفاعه للأمام حتى ألتفت بعيُونه المتلهفة لحضور كايّد ونطق بدون وعي : وآخيراً جييَت !
ولكن ذابت الجُمل بوسط حلقه ، وتلاشت كل مفاهيمه ، تلخبّطت دقات قلبه ، وإنهارت كل جوارحه بوسط جلده ، إخترق الذهول صدره لدرجة عمَ صمت مُخيف وهائل أرجاء المكان ! كان يناظر لوهّاج"محزمه وأكبّر عياله ، ذنبه الأولى بهالدنيا وأكبر عقاب له"بدهشة وعدم فهم إخترق كل أجزاءه



واقف بكل هيّبته المُعتادة بجنب الباب ، يحتضن ضلوع صدره قطعة لحم صغيرة ولكنه متمسك فيها بكل قوة ،يناظر بنظرات هادية للمكان وعاجز يناظر للشخص اللي يكسو جسده اللحاف الأبيض
من شدة إضطراب مشاعره وكثرتها وكثافتها وحتى إن النار الي لوثت ظهره بألسنتها قبل سنين هبَت نسايمها الحااارة وأحرقت ظهره وجوفه هاللحظة ؛ أرتجف قلبه إرتجاف هائل كان بسببه بيجر خطُو البعد عن المكان ، ولكن من أنحنى بنظراته لفهد اللي شد بوجهه الصغير على صدره حتى تنهد تنهييييّدة عمييييقة وهو يرفع رأسه للسماء ويدعي بالثبّات .. الثبّات اللي بيخليه يكمل خطواته وبيخليه ينقل نظرات اللهفة لملامح أبوه اللي تعثرت حييياته بسببها سنوات طويييلة !
عض على شفايفه بكل قوة وهو يغمّض عيونه بكل شدة لما سمّع الشهقة المصحُوبة بالنبرة المضطربة والمرتجفة الي وصلت نبرات الرجفة هذي لحدود قلبه وأهلكته بكل فضاعة : وههّااج ياا ولدييي
فتح عيونه بعد لحظات بسّيطة وهو يأخذ نفس بكل قوة ويزفره بكم هائل من التعب " آه يا أبوو وهَاج ، آهه منك يا يُبة"
أخذ يتقدم خطوات مُتعثرة بإتجاه سُلطان وهو يبّلع ريقه بصعوبة ويشتت نظراته للمكان ، كان عاجز عن النظر لوجه أبوه ولولا سُلطان الي قال ببَكاء : ناظرني يا بوك ، أنت حلم ولا علم ؟
أنت جار خطاك لأجلي ؟ أنت صدق قبالي ؟
ناظرني والله مالي قدرة أحرك هالجسد العليل لأجل أجي وأتحسّس أثرك
ناظر بخفوت للمكان وهو يقبض بكل قوة على يده يحاول يتماسك وما يذوب في فضاعة هالشعور ؛ مُهلك ومُثير للشفقة ومُوجع ولكنه كان يعيشه كل ليلة ، كل ليلة كان يدري فيها إن أبوه يعيش هالتعب وهو بعيد عنه
بكل ما يحمله قلبه من الذنب والضيّق رفع رأسه وألقى بنظرات التعُثر على وجه أبوه ، ولكنه صد بكل قوة وهو يعض على شفايفه بقهر الي بدأت ترتجف بشكل هائل ومُضطرب ، الدمَع بلل شيب وجهه ودمَره بكل كثرة ، وعيونه تلونت بالحمّار الشديد من شدة ذرف الدموع بكثافة بهالوقت البسّيط ، شفايفه كانت ترتجف من شدة اضطراب مشاعر وهالمنظر كان كثير على قلب وهَاج الحنييييّن !
قال سلُطان اللي بلع ريقه بتعب وأبتسم ودموعه مازالت تغرق طرف وجهه : يا لهفتي وشوقي على وجهك يا ولديي ، ياذنبي الي كلما تحللت منه ما تبته ، يااكبر شوقي لك يا عزيي وسندي وعزايي بهالدنيا إنك ولدي .. وآخيراً جيت يا أبوك
وآخيراً لقيتك وشفتك قبل أذوب وأتلاشى من هالدنيا ،"ميييّة هلا يا أبو فهد من مطلع العمر للحين " يامرحباً بك يا ولد سلطان
رفع رأسه بعدما إستشعر إن حرارة العالمين إجتمعت بكل فضاعة وإستقرت بمحاجر عيونه بكل جراءة وبدون ما تترك لك مجال للرفض



كان يظن إن عيونه بتحترق من شدة حرارة دموع اللي أحرقت جوفه وروحه قبل تحرق ملامح وجهه الي مرت عليها .. كانت دائماً دموعه عزيزة عليه ويعّزها بكل كثرة ولا يحب إنها تبّلل شعر وجهه
ولكن هاللحظة هذي بالذات عزّ عليه كلام أبوه أكثر من عزه لدمعه ! الكلام الي كان يتمناه ويتشفق لأجله ويّبكي عشانه وينهار من لهفته وهو بعمر السبّع .. تهادى لسمعه وهو بعمر السبّعة والعشرين سنة !
أنحنى بنظراته وعانقت عيونه عيون أبوه ، اللي شهدت على الدمع واللوعة والحسسّرات ، أكمل سلطان بقهر أُصطحب بالضيّق العارِم : لا تبكيني يا بوك ، والله إني ما أستاهل دمعة
لا تشقيني ببكاك فوق شقااي ياولدي ، لا تزيد الحسّرة حسسراات ، تعال لي وأنت تضحك
قربّ مني وصوت ضحكتك هو اليي ينسمع ووجهك الضاحك هو الي ينشاف ، لا تبارييّ الوجع بدموعك والله بتهزه وتهزمه
أخذ وهَاج نفس بصعوبة وهو يرفع رأسه للأعلى ويمسح دموعه بطرف شماغه وهو ينحني برأسه من جديد ويحاول يرتبّ فضاعة مشاعره ، يحاول يصفصف كلماته الي تبّعثرت وسُفك حقها بالترتيّب ، يحاول يلاقي مُصلطحات توصف وضعه ويلاقيي فيها وجهة جُمله الصحيحة ! ولكنه عاااجز .. عاااجز قدام هالكم الهائل من المشاعر ، واللي من شدة كثرتها وكثافتها كانت الكلمة الوحيَدة اللي تسللت من بينها : عساك طيَب ؟
ضحك من بيّن بكاءه وهز رأسه بإيجاب وهو يضحك بشدة وإمتزجت ضحكته بدموع وجهه ، إمتزج ضحكه ببكاءه وهو يقول : بخيير وطططَيب ويعلم الله ماصرت بخير في حياتي كثر هاليوم ، منورني ومشرفني أبو فهد ، ليييه ما أصير طيّب ؟
قرت عيني يا وهّاج ، قرت عيني يا ولدي إقرب تعال سّلم علي
قرب وهّاج ووقف قدامه للحظات وهو يّبلع ريقه بصعوبة ، كان دائماً ما يقرب أبوه منه للدرجة هذي إلا لانوى يوجعه أو يكسر عظامه ، مايقرب له للدرجة ذي إلا لاكان معصب وذايب من غضبه
لذلك حاول يتفادى هالشعور وينساه برغم إنه عاشه لأكثر من واحد وعشرين سنة ، ولولا دموع أبوه الي أوجعته ماكان إنحنى وقبّل رأسه بكل خضوع وأرتفع بجسده من جديد
ذايّب قلبه وسط ضلوعه لإن سُلطان المَهيب بقوته وجبرُوته وعظمته الي كانت تنتشر بالمكان ، يسكن جسده هذا السرير من سنين طويلة بكل ضعف بعدما تلاشت وذابت قوته
ماكان يدري إنه من أسباب بُعده عن أبوه هو خوفه بإنه يشوفه بهالحالة بدون مايعمي الوجع عيونه! كان خايف يخطي خطواته بإتجاهه ويلاقي مجد سُلطان أُبيّد وتساوى بالأرض !
ولكن مصير هالخطوات تجي ، مصير الأبواب الي ظل على أعتابها سنين تنفتح ومصير المسافة تنطوي ، مصير الوجيييّه الي تغربلنا من لهفتنا على إحتواءها بيّن كفوفنا نشوفها !



بعد دقايّق طويلة إستمر فيها وهَاج يكابد عناء هالشعور واللهفة الي إمتزجت بندم وشوق وضيّق ، قال وهّاج بهدوء وهو ينحني بفهد لسُلطان : جاييّك لأجل تروي ضمى شوقك بشوفة حفيَدك ، جاييَك لأجل تشبع عيونك بوجهه
أبتسم سُلطان والي أصلاً ماغابت البّسمات عن وجهه أبداً من لحظة دخول وهَاج ، لإنه وإن بقى ينتظر ويتأمل سنين طويلة حضوره ماتوقع إنه فعلاً يجي بصدر رحب وببسمة عذبة وبين يدينه يحتضن ولده ! ماكان يعرف إن وهّاج اللي دمر طفولته وماضيّه وحاضره بيجي لأجل يلتقي فيه والبسمة على وجهه! هذا مُناه ولكن ماتوقع إن هالمُنى بيوم من الأيام بيّلقاه!
أخذ نفس بكل قوة وتنهدّه بكثافة هائلة من لما قربّ وهاج وهو يترك فهد على صدر أبوه ، ولكنه عض على شفايفه بكل قوة لحتى إستشعر طعم الدم بثغره من شدة ضغطه على شفايفه باللحظة اللي لمح وجهه أبوه يتلون بلون البّكاء الحاد ، كان يبّكي بكل قوته من اللحظة اللي غمّر فهد حضنه ، إنهار بشكل هائل ومُخيف جداً
حصونه الضعيّفة الي إستمرت لسنين طويلة إنهدت بشكل مُضني لحظة الي ألتف صدره بضلوع حفيّده ، ما أنقطع سيّل دموعه ولكنه صاحبها شهقّات عالية وعنيّفة وهزة جسّد مخيفة من شدة بكاه ، وسط دموع وهّاج الي عجز يسيطر عليها وعجز يكبّتها ، ضغط على كتف أبوه بكل قوة وهو يقول : لا تبّكي يبة وأنت القوي ، لا تبّكي وتغير نظرتي عنك تكفى
بّكى أكثر من إستشعر يدين وهَاج تضغط على كتفه ، لإنه مازال مُقر ومُعترف بذنبه وأكبّر ذنوبه إنه كان أبو وهّاج ، أكبر ذنب لسلطان بهالدنيا إنه كان أببب لذلك لحظة الي إستشعر وجود وهّاج الحنيّن معه ضاق به كونه اكثر لإنه يدري إنه ما يستاهل هالحضور ولا هالوقفة ولا هالحنييّة
كان بكاءه الحاد نابّع من ندمه وحسّرته على سنين عياله الي دمرها بضيق أُفقه وإستماعه لكلام الي حوله وقهره على عياله ، ماكان قادر يتحلل من هالذنب بالذات لإن عُنفه على عياله مازاااال أثره باقي للحين وبيستمر ليّن آخر يوم بحياتهم-
-
-
من أمام بوابة البّهاء ، إستقرت سيارة لافي قدامها ونزل هو يدندن ويقول : والله له وحشة خالي سلطان
قاطعه كايّد بضحكة وقال : أنت متى بتستقر على لقب؟ مرة عمك ومرة يصير خالك؟
تأفف لافي وهو يقول بطفش وتمُلل : يارجل مرة يصير عمي بالخطأ ، والمرة الثانية أتذكر إنه زوج خالتي فيصير خالي وبعدين..
سكت بصدمة لما تخطاه كايّد وهو يجر خطواته بسرعة وسط إستنكاره ، ولكن من لمحه يتجه للسيارة السُوداء والي على طول ميّزها بسبب الطفلة الي خارج رأسها الشبّاك مشى بعجل معه والخوف مستقر بصدره ؛ هو بنفسه يعرف بعض معاناة وهَاج الي أجبرته يصرف الخُطى عن هالدرب !



وقف بسبب كايَد الي عقد حواجبه وناظر لغُصن وهو يقول بذهُول : دُجى معك؟
غُصن الي طايرّة من فرحتها بوجودهم بسبب الملل الي كانت تعيشه هزت رأسها بإيجاب ورفعت ذراعها بحيّث تسمح لكايّد يأخذها ولكنه تخطاها بصدمة وهو يركض بكل طاقته بإتجاه الغرفة وقلبه بينفجر من شدة الضغط والتوتر اللي عاشه بثواني بسّيطة ، وسط عقدة حاجبه لافي وإستنكار دُجى وضيّق غُصن
واللي لولا لافي اللي ضحك لعل يخف شدة ضيق غُصن وأخذها بحُضنه وهو يسحبها من السيارة ويقول : شفتي ؟ مالك الا خالك لافي كففو ينقذك اذا سحبو عليك الوحوش
ناظرته بطرف عينها وكانت بترد عليه وتهاوشه لولا إنها درت إن مالها غيره هاللحظة فعلاً
أشر لدُجى تنزل وفعلاً نزلت وتوجهت له بإستغراب وهي تقول : علامه كايّد ؟
رفع كتوفه لافي بعدم فهم ومشى مع دُجى لداخل البَهاء وهم ينقلون نظراتهم الباحثَة عن كايّد ! والي من لمحو ملامحه مشدوُدة والدهشة مستقرة بكل أوردة وجهه فهمو نوايا شعوره ، كونه فعلاً تخطى الإستقبال وركض وهو يتنفس بكل صعوبة وحدقات عيونه مازالت مُتسعة بفجعة وصدمة ، يجر خُطاه بكل قوة وسرعة برغم عجز عظامه حمل جسده ، من خلفه لافي وبحضنه غصن وجنبه دُجى ، وصل بعدها لحدود الغرفة وما أنتظر جذب عروة الباب بكل قوة وفتحه وهو يكتم نفسه ومن لمحهم أخذ نفس عميَييييييييق وبكل قوة زفره ودموعه هلّت بكل كثافة على وجهه !
هالمنظر كان تحت أنظار لافي الي تزعزعت كل عظامه من محلها وأنتفضت بشكل هائل ومخيف ، خطى بعدها خطوات مُسرعة وهو يوقف جنب كايّد ويناظره بخوف قبلما يناظر للغرفة : علامك ؟ وش صاير ؟ ليه ترتجف؟
قاطعه كايّد وهو يميل شفايفه بإنهاك ولهفة عاشها لمدة سنين طويلة وهو يرفع يده ويأشر على وهّاج الي جالس بجنب سُلطان وفهد بحضنه ويسولف معه بكل هُدوء : وهّاج مع أبوي يا لافي
ألتفت بعدها لافي ولمحهم ثم أبتسم وهو يضرب كتف كايّد بضحكة : الله يقطع إبليسَك وين المشكلة؟..
سكت وهو يناظرهم بذهول ومن لمحهم وأستوعب الموقف لما قفزت غُصن من حضنه وركضت لهم وهي تضحك بفرحة توّسطت بعدها حضن وهّاج وهي تنشر ضحكاتها بالمكان حتى تزعزعت ضلوعه من شدة رهبته : بابا وهّاج ، تعرف جد سلطان؟
ضحك من كلامها سُلطان ، بيّنما هو أبتسم لها بخفوت وألتفت بعدها لكايّد اللي يمسح دموعه بحرج وهو يبتسم لها ببَكاء ، رفع يده وهو يأشر له بضحكة : تعال ، والله عرفت إنك أخوي بدون مانحلل حتى
مافهم كايّد كلامه ولكن وهَاج كان مقصده إنهم عاطفييّن لدرجة دموعهم تحكي مشاعرهم





"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس