عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-21, 09:12 PM   #522

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

ما إن خرجت ياسمين من الغرفة حتى التفت أحمد ينظر لنغم التي تغط في نومها، طالت وقفته حتى أنه لم يع كم مر عليه من الوقت قبل أن يستدير تجاه باب غرفتها ويسير إلى المطبخ كي يعد مشروبا دافئا ربما هدأ من ارتجافة جسده التي يعي بأنها لم تكن من برد الشتاء أو من نزوله المسبح البارد بل من كل تلك المشاعر التي تتأجج في بدنه..
بعدما اعد المشروب الدافئ توجه إلى غرفة مكتبه ثم فتح الباب الذي يفصل بينه وبين غرفة نغم كي يتابعها ثم توجه إلى المكتب، جلس على المقعد الوثير وارتشف القليل من الفنجان ثم وضعه أمامه قبل أن ينظر إلى باب الغرفة التي تقبع فيها نغم ويشرد قليلا، مسد خلف رأسه بتعب ، يكذب كل ما يجول في عقله، فالقطة الشرسة لن تفعلها!؛ لن تقتل نفسها ابدا..
لكن رفضها الواهن لمساعدته كان يرد على أفكاره التي تكاد تفتك بعقله، بعثر كل ما يتكهن به وفتح الشاشة الخاصة بالكاميرات المحيطة بالفيلا، وبالأخص تلك التي عند حوض السباحة!..
ظل وقتا لا يعلم مدته، يحدق في الشاشة بينما يلمسها بأنامله المرتجفة، كأنه يمنع نغم من بكاؤها ومخاوفها، صراعها، يمنعها من أن تلقي بنفسها راضية، النغم انكسرت اليوم وهو لم ينتبه وتركها وحدها، ارتد بظهره على الكرسي، الألم يسري في كل خلية فيه، صدق حدسه الذي تمنى لو كان خطأ!.
وقف من مكانه بحدة حتى ارتد الكرسي بعنف، ليلتفت للنافذة يتساءل كيف غفل أنها كانت في قمة ضعفها، انهيارها، كيف لم يتوقع شيء كهذا!؛ ألأنه يراها قوية، حتى القوي تهتز الأرض أسفله في يوم كهذا ما باله بالنغمة الناعمة كيف يكون حالها!.
ترك مكانه وتوجه حيث تنام، بخطوات ثقيلة سار نحوها ، سحب الكرسي وجلس جانب السرير، أحنى جذعه مستندا بذراعيه على ركبتيه وظل يحدق في نغم، كم يراها ناعمة؛ بريئة؛ هشة كثيرا، زفر بعمق بينما يشبك أنامله وهمس لها بصوت خفيض:
" أتعلمين يا نغم، ماذا فعلتِ اليوم في!"
صمت برهة وكأنها سترد تسأله ما الذي فعلته ليرد هو بصوت أجش:
" هززتِ الجبال التي بنيتها منذ سنوات!"
زفر بعمق وتأمل وجهها الشاحب بينما يضيف :
" لم تفعلها إمرأة سواكِ، لم تهز إحداهن روحي كما فعلتِ أنتِ، أنتِ استثناء يا نغم؛ استثناء جاء ليزلزل جبل الجليد!"
تململها في نومها جعله يتوقف عن الحديث لينحني يضبط الغطاء عليها، يتساءل في نفسه ما الذي يفعله!!؛ أيحدثها عما يحس به وهي نائمة؟، عاد لجلسته يرد على نفسه بصمت؛ بلى سيفعل لأنها حين تنظر له بعينيها تتجمد الكلمات على شفتيه وتعود مشاعره إلى قيدها، يوقن بأن ما حدث اليوم ربما هو السبب في مواجهته لنفسه، ليسمع لسانه يردد ما يكذبه منذ التقاها أول مرة في المول، ذاك اليوم الذي اقتحمته ببرائتها لتكن ذكرى دافئة وسط عاصفة هوجاء كادت تودي بحياته.
تتحرك يدي نغم في محاولة أن لا تغوص في الأعماق، تخبط في الماء، لتصعد للسطح، تتنفس الهواء الذي ينسحب من صدرها، ما الذي فعلته!؟، أهانت عليها نفسها!؟؛ تخبط في الماء بكل قوتها وهي تعاود سؤالها، كيف هانت عليها روحها، كيف ضعفت بتلك الطريقة!؟.
"انتحرتِ يا نغم!؟، ها أنا فزت"
صوت هالة التي تتموج صورتها أمامها بشماتة يصدح في عقلها بصخب فتزداد تخبطا في الماء!؛ تبكي فلا تدري إن كان هذا هو دمعها أم الماء التي تغرق فيه لكنها تشعر بوجنتيها تحرقها وهي تنظر لوجه حاتم المعاتب يهمس لها بابنتي فتهتف باسمه؛ أبي حاتم، سامحني..
لكنه يبتعد؛ يبتعد كثيرا، يرحل عنها وهي تبرد فتزداد اهتزازة جسدها، تغوص في العمق، تغادر حياة للتو بدأتها، عائلة فتحت لها أبوابها، لا ، لا تريد الرحيل هكذا!؛ تغوص وتغوص فتخبط في الماء، ستصعد للسطح وتتنفس وتطلب السماح من نفسها التي هانت عليها بلحظة ضعف!..
صوتها المكتوم لا يخرج من حلقها وهي ترى طيف حاتم يبتعد، ترى أحمد يقبل عليها، تبحث عن صوتها الذي يرفض الانصياع لطلبها فتنادي عليه بعينيها أن أنقذني، دوما تفعل فلا تتركني اليوم، تجاهد ليسمع ندائها الصامت فتتحرك بغير هدى حتى أحست بكفين دافئين يلمسان يديها!؛ صوت أحمد يقترب كثيرا منها، ينادي باسمها، تبحث داخلها عن نغم التي طالما كانت قوية، تجابه كل أوجاعها، تحس بلسانها لا يطاوعها كي تنادي أحمد ينقذها لكنها عاندته بقوة من حديد وانطلق صوتها من حنجرتها بصرخة دوت ممتزجة باسم أحمد!!.
اسمه من بين شفتيها بتلك الاستغاثة هز كل كيانه، ارتجف في وقفته دون وعي منه، يحس بالقيود تنفك واحد تلو الآخر، يكاد يضمها بين ذراعيه، لتنصهر داخل أضلعه، تنسى كل ألم مر عليها.
شهقة عالية شقت صدر نغم بعد ندائها لتفتح عينيها التي تقابلت مع عيني أحمد الدافئتين، ينظر لها بقلق شديد، يهمس باسمها بصوته الأجش، يهدأ منها ويخبرها أنها بخير، للحظة لم تستوعب ما هي فيه،نائمة على السرير، يدا احمد تتشبثان بكفيها المرتعشتين بينما ينحني قربها، جسدها كله يتألم، نظرت حولها بتشتت، عيناها تدور في محجريها، تهمس:
" لم أمت!"
هز أحمد رأسه نافيا وقبض على كفيها بلطف قائلا :
" أنتِ هنا!"
صوته الأجش أعادها من تشتتها، تحملق في عينيه اللتين ترمقانها بتفحص شديد، تعلو أنفاسها بصخب، تتمتم بكلمات غير مفهومة بينما تسحب يديها من كفيه وتحاول استعادة ما حدث والذي بدا لها مشوشا.
نظر أحمد لكفيها اللتين تنسحبا من يديه بارتجافة واضحة، فتركها وابتعد عنها ليجلس مكانه على الكرسي المجاور لسريرها يمنع توترها .
ساد صمت ثقيل بينهما لا يقطعه سوى أنفاس نغم المضطربة بينما تشعر بأحمد يحملق فيها بتمعن، اعتدلت بجلستها لتستند على ظهر السرير، تحس بالعرق يتفصد من كل خلية فيها، تتهرب من النظر له، تخاف أن يسألها عما حدث وتضطر للكذب الذي سيكون حملا ثقيلا فوق أوجاعها حين قاطع هذا الصمت صوته الأجش وهو يقول بهدوء شديد!:
" كيف وقعتِ في حوض السباحة يا نغم؟!"
نظرت له مجفلة،تفكر بأنه لم يسألها عن حالها، لم يظهر على ملامحه القلق عليها رغم أنها تذكر جيدا كيف كان حين التقفها من الماء؟، كيف كان حينما أفرغت الماء من حلقها لكنه الآن مختلف، هاديء وهو يسألها بنبرة ثابتة هزتها بينما تتهرب من النظر في عينيه الفاحصتين اللتين ستكتشفان كذبتها ما إن تنظر له لذا همست بنبرة حاولت أن تكون هادئة:
"انزلقت قدماي …"
أرخت أهدابها تمنع إجهاشها بالبكاء واعترافها بوهنها الذي قادها لما فعلت بينما أحمد أطبق على شفتيه يمنعهما من الصراخ فيها وتأنيبها كطفلة سحبها عنادها إلى الهاوية، زفر بعمق وقال بصوت عميق:
" راهنت على قوتك يا نغم!؛ راهنت أنكِ أقوى من تلك الرياح العاصفة التي أرادت انتزاع ثقتك في نفسك.."
حدقت فيه نغم بتشوش، لا تجد ما ترد به!؛ الحيرة ظهرت في عينيها وهي تسأله بصمت ما الذي يعرفه ؟! لتردف بعد ذلك بنبرة متلعثمة:
" وأنا لا زلت قوية بشمهندس..!"
قاطعها أحمد بنبرة بدت عالية جعلتها تنتفض في مكانها:
" تكذبين يا نغم، تكذبين!"
ابتلعت ريقها الذي بات كأشواك في حلقها بينما ترى ملامحه غاضبة كما لم ترها قبل..
صمت أحمد لحظة يتأمل وجهها الذي بدا شاحب كالأموات، يداها اللتين تقبضان على الأغطية الوثيرة تمنع ارتجافة جسدها الواضحة له، يذكر كيف كان حاله وهو يفقدها، تلك العنيدة لم تفهم أنها ليست وحيدة وتكذب الآن أن قدميها انزلقت، تلك الكذبة هو الآخر اخترعها لياسمين رغم أنه وقتها لم يرها ولم يتيقن من سبب وقوعها لكن على أي حال كان عليه إيجاد تبرير لأخته، نفض كل هذا عنه وشبك أنامله ثم قال:
" تكذبين على نفسك لأنك لستِ قوية فلو كنت كذلك ما ألقيت بروحك في الماء يا نغم ولا تكذبي ما أقول لأنني رأيت كل هذا منذ قليل بالكاميرا!"
أغمضت عيناها بقوة، تمنت لو انشقت الأرض وابتلعتها، لا تستطيع مواجهته ولا مواجهة نفسها، تعي فداحة خطأها، لكن هل بيدها استعادة الوقت لتستعيد نفسها من تلك الهوة، وفوق كل هذا مؤكد بأن أحمد رآى صراعها وألمها عبر تلك الكاميرا، كم تشعر بالعري، احتضنت نفسها تمنعها من الارتجاف بينما أحمد تأملها برهة بوجع اخفاه سريعا عندما أخرجها من شرودها قائلا:
" هل هذه القوة التي تدعيها يا نغم!"
هنا فتحت عينيها ونظرت له غير مصدقة، أنه لا يجد لها عذر واحد، يؤنبها بقسوة حتى بنظرته التي عادت لجمودها لتهتف به:
" بلى، أكذب، أكذب لأنني لا أستطيع مواجهة نفسي قبلك، لقد ضعفت حين وجدتني وحيدة تائهة؛ بلا هوية!"
تلك المرة كانت تنظر له في عمق عينيه اللتين بدا عليهما الغضب ممتزج بشيء حاولت فهمه لكن لم تركز كثيرا في ذلك حين قاطع نظرتها له صوته الأجش:
" قلت لكِ لستِ وحيدة، أنا هنا!"
ضغط على آخر كلماته بينما يضيف:
" أنتِ اسمك وحده هويتك ولست بحاجة حتى لإسمي لاستكمال ذلك لكني قلت لك أنا من يشرفني ارتباط اسمي بكِ، إذن ما الذي حدث؟!"
تعلقت دموعها على أهدابها وهمست:
" لم أكن أوافق أن أتزوج شفقة أو لتخفيف الذنب عنك بشمهندس!"
ضحكة قصيرة جدا كانت رده وهو يرد عليها بدهشة:
" هل تظنيني مجبرا على ذلك!!"
هز رأسه وتابع مستنكرا وهو يعتدل في جلسته يستند على ظهر الكرسي:
" ما الذي يجبرني!؟، شفقة أم ذنب!؛ أنت تسمعين ما تقولين!؟"
استدارت بوجهها عنه؛ تحس بأنه يقيد لسانها بنبرته الثقيلة التي تضغط على الحروف وكأنه يضغط على أعصابها حين أضاف هو:
" نغم…"
اسمها بذات النبرة التي تجعلها تتساءل عن ماهية هذا الإحساس الذي يتسرب داخلها وهو ينطقه جعلها تلتفت له، تتعلق بوجهه حين استطرد:
" كنت أستطيع التخلص من احساس الشفقة والذنب بأي طريقة غير الزواج!"
دارت عيناها في محجريها، تحاول سبر أغواره وفهم ما يدور داخله دون فائدة في حين أنها تشعر بأنه يقرأها بسهولة فهتفت به بحدة دون إرادتها :
" تحت أي مسمى سيكون زواجنا!"
هنا لاحت على زاوية شفتيه شبح بسمة وزال الجمود ثم قال بهدوء مفرط:
" دعي المسمى حتى تجديه يا نغم، إلى ذلك الحين لا ترهقي نفسك في التفكير بمسميات!"
كانت لا زالت تشعر بالتخبط، الخوف من المجهول ومن كل تلك المشاعر التي تمتزج داخلها فتتحول لموجة عاتية تهزها بينما تهمس بكلمات غير مرتبة توحي على ترددها ليتنهد أحمد بعمق ثم قال:
" نغم، زواجنا سيتم حين تتحسن حالتك، رغم أنه كان من المفترض أن يكون غدا…"
صمت لحظة ينظر لوجهها المذهول وجسدها الواضح عليه الارتعاشة بينما تفغر فاها بعدم استيعاب حين استطرد:
" لكن سننتظر حتى تتعافي "
كانت لا تصدق ما ينطق به، يحدد كل شيء دون سؤالها أو رغبتها فربما رفضت، نعم سترفض، لا لن ترفض ستوافق فلا سبيل لها سواه!؛ أحمد بات له مكان في حياتها شاءت أم أبت، بطريقة ما دوما منذ التقاها ينتزعها من كل أوجاعها، ربما هذا مسمى مؤقت لزواجهما؛ منقذها لكن لو أعاد عليها ذات الطلب دون أن تشعر بأنه يأمرها أو يضغط عليها لتوافق أو أنها ضعفت فرضيت بما لم ينطق به، أسبلت أهدابها تخفي ما يعتمل في داخلها عن عيني أحمد الذي لاحت بسمة على جانب شفتيه ثم قال:
" نغم، أنا لا أضغط عليك ولا أحدد عنك ما يجب لكن لدي يقين بأنكِ موافقة؛ موافقة يا نغم !؟'
هزت رأسها باضطراب حين نظرت له وهمست تسأله بينما يكاد صوتها يختنق في صدرها :
" أوافق على ماذا!"
انحنى بجذعه، يستند على ساقيه بذراعيه ثم قال ببطء شديد زاد من توترها:
" أن تكوني زوجتي على سنة الله ورسوله!"
تلك الكلمات تهزها ، تدور الدنيا بها حتى أنها أغمضت عينيها للحظة، قبل أن تفتحهما لتتلاقى مع عينيه التي بدت في انتظار رأيها، حاولت البحث في دهاليز عقلها عن كلمات ترد بها أو نقاشه لكنها وجدت نفسها كلما تجادلت معه بشيء خسرت أمام رأيه، علت أنفاسها حتى كادت تغادرها حين قالت بتلعثم؛ بلى.
ليرد ببطء:
"بلى، ماذا…..، أريد سماعها صريحة!؟"
حدجته بنظرة غاضبة رغم أنها امتزجت بأخرى كانت لينة بينما تقول :
"بلى، أوافق على الزواج منك بشمهندس!"
تنهد أحمد في راحة حين قاطعت نغم ذلك بكلماتها المتلعثمة:
" لكنه يبقى على ورق بشمهندس!"
مع كلماتها تلك أغمضت عينيها بقوة واطبقت شفتيها في خجل شديد، تحس بأن وجنتيها تنصهران فيما ابتسم احمد بحنو شديد قبل أن تفتح عينيها ليرسم ملامح الجدية في لحظتها قائلا!:
" حتى نجد مسمى لزواجنا…!"
حدقت فيها بدهشة، تحاول فهم مقصده الذي بات مشوشا لها أو هكذا ظنت حين هتفت به وقد عادت بعض من قوتها:
" ماذا تقصد بشمهندس!؟"
وقف من مكانه ، يشبك يديه خلفه قائلا:
" لا تفكري كثيرا نغم!"
كادت تنطق ليقاطعها قائلا:
" نغم، لا توجد زوجة تنادي زوجها بألقاب…"
اتسعت حدقة عينيها وهي ترفع وجهها له ، لا تستوعب ما ينطق به، بينما أحمد تأملها براحة مستمتعا بتوترها ووجنتيها اللتين لاقا عليهما احمرارهما الطبيعي، عيناها الخضراوين كانتا لامعتين يعاندان صاحبتهما ويعلنان موافقة حقيقية على كل ما ينطق به حين قاطعت نغم كل أفكاره وهي تقول باعتراض:
" لست زوجتك بعد، بشمهندس!"
ضغطت على كل كلمة بقصد منها ليبتسم لها أحمد بطريقة أثارت القشعريرة على طول عمودها الفقري من شدة ثقته عندما قال بنبرة هادئة:
" خطيبتي، صحيح يا نغم!"
هزت الأخيرة رأسها بلا فانحنى قليلا هامسا قربها بمسافة أمنة حين أغمضت عينيها وهي تسمعه يقول:
" منذ لحظات ناديت باسمي مفردا يا نغم ، أكنت ضيف في أحلامك…!"
فتحت عيناها تحملق فيه بينما تتمنى لو هدأت أنفاسها، تتذكر مناداة عينيها وشفتيها لأحمد في حلمها كأنه الوحيد القادر على انتزاعها مما تعاني حين اعتدل احمد يرحمها مما هي فيه ويزفر بعمق يغير الحديث بطريقة أجفلتها:
" نغم، حينما يسول لك عقلك بإنهاء حياتك!"
هنا احتقن وجهها بينما يكمل:
" تذكري أن هناك أشخاص تحبك ستحزن، ياسمين التي لم تتحمل مجرد سماعها بأنك وقعت دون قصد!"
لم يترك لها فرصة للرد حين التفت عنها وسار بهيبته التي بدت واضحة بكل خطوة وهي تنظر لطيفه بينما يخرج من الغرفة.
انزلقت نغم بهدوء لتتمدد على السرير بعد كلمات أحمد التي كانت كإفاقة لرأسها المشتت، تعي بأنه لن يثق في قوتها مرة أخرى بسهولة!.
★★★
ألقى أحمد بجسده المرهق على السرير، لقد كانت ليلة طويلة تكاد أن لا تنتهي، ثقيلة حتى وافقت نغم على الزواج ليحس بأن كل تعب ليلته تبخر مع موافقتها.
نظر في سقف الغرفة، يرى نظراتها المختلطة ما بين غضب وفرح متردد وتمنى لو تركت فرصة لسعادتها الحبيسة لكنه سيفعل هذا يوما ما ويساعدها سيجعلها تبتسم من كل قلبها!.
نظر لساعته التي أوشكت على السابعة صباحا قبل أن يتناول هاتفه ويطلب رقم بعينه ليأتيه الرد سريعا مرحبا بينما رد هو:
" صباح الخير سيد ناصر!"
أجاب الأخير التحية لكن بدا عليه القلق حيث الوقت الباكر الذي يتصل فيه أحمد، اعتدل الأخير في جلسته ثم قال:
" سيد ناصر، طلبت منك أن تبدأ في اجراءات هذا الرجل المدعو كريم!"
أجابه ناصر بسرعة ومهنية :
" وبالفعل هذا ما حدث وتحت اشرافي!"
أطبق احمد على شفتيه قبل أن يقول:
" الرجل يمرح ويعيش حياته وكأن لم يحدث شيء!"
" سيحدث بشمهندس، لكن تعلم بأن تلك اجراءات ثم أن اقناع طليقته بحد ذاته كان في حاجة لوقت، لذا لا تقلق!"
قالها ناصر بثقة ليتنهد أحمد في راحة قبل أن يغلق الهاتف بعد سلامه ليطلب رقم آخر….!!
ما إن أغلق الهاتف حتى وضعه على الكومود و ألقى بجسده مرة أخرى على السرير، يغمض عيناه يرجو راحة نقصته الليلة السابقة بينما يهمس:
" أنتِ من وقفتِ في طريقي هالة فلتدفعي القليل مما لم أرد فعله قبل!"
يتبع💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس