عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-21, 09:19 PM   #525

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

جلست ندى على السرير بتعب بينما تمسد أسفل بطنها، تتأوه بخفوت في حين كان علي يمسح وجهها بالمنشفة والذي غمرته بالماء من لحظات بعدما كانت تحاول أن تفرغ معدتها مما فيها دون جدوى، لتجد أنه مجرد إحساس لا أكثر، وضع المنشفة جانبا وازاح خصلات شعرها البنية عن جانب وجهها ثم سألها:
" تشعرين بتحسن!"
التفتت له بتعب بينما تقول:
" أنا بخير مجرد وجع بسيط سيزول بعد قليل!"
داعب وجهها بأنامله ثم همس:
" سأجهز لك شيء دافيء وغدا سنذهب إلى طبيب!"
هزت رأسها بلا بينما تعتدل لتصعد على السرير ليقوم علي بلهفة ويأخذ ساقيها يرفعهما على السرير، ثم يدثرها بالغطاء قبل أن ينحني قربها ويطبع قبلة عميقة على جبينها، جلس على طرف السرير ثم قال لها بحنو:
" بل سنذهب لطبيب، أنت متعبة منذ ساعات والألم لم يزل بعد! لا اعلم لم تصرين أن لا يراك طبيب"
" الأمر لا يستدعي!"
همست بها ندى ليرد علي مستنكرا:
" ماذا تقولين يا ندى؟! ولو مهما كان في نظرك لا يستحق وجب الاطمئنان!"
وقف من مكانه بينما يقول:
" والآن سأجهز مشروب دافيء!"
رمقته بنظرة طويلة بينما يخرج من الغرفة ثم تحسست بطنها بأمل تهمس بخفوت:
" هل ما أتوقعه صحيح!؛ معقول سيأتي أول طفل من الأثنى عشر!"
جاهدت كثيرا كي لا تخبر علي حتى لا تعشمه فيحزن حتى أنها إلى الآن لا تستطيع تجريب الاختبار الذي اشترته من الصيدلية حين كان علي بالعمل، تحتاج لضعف طاقتها لتفعل هذا، لا تعلم لما القلق، كان عليها استخدام الاختبار في وجود علي كي يشجعها على ما لم تستطع طوال اليوم، أرخت أهدابها تفكر بأنه من الأفضل أن تستمع لكلام علي ويذهبا للطبيب كي يطمئنهما، قطع شرودها صوت خطوات علي الذي قال وهو يقترب:
" اشربي هذا سيكون جيد لك!"
رمقت المشروب بتفحص حين وضعه على على الكومود لينظر لها بدهشة فيما يقول:
"لماذا تنظرين هكذا ؟!"
هزت كتفيها بينما تقول:
" علي، لا أريد قرفة!"
ضيق عينيه قائلا:
" تحبينها، رأيتك مرات قبل زواجنا تشربينها!"
مطت شفتيها وقالت:
" هذا قبل الزواج لكني سمعت أنها تسبب تقلصات في الرحم!"
لم يفهم علي للحظة بينما هي أضافت وهي تبعد الصينية:
" لن أشربها حتى أطمئن من الطبيب!"
شهقة عالية من علي، يحس بقلبه يرتجف وهو ينحني يضم وجهها بكفيه قائلا بفرحة واضحة:
" ندى، أنتِ ….؟!"
هنا علمت بأن حديثها قد أظهر ما كانت تنتوي إخفاءه لترد عليه موضحة:
" لا أعرف يا علي، مجرد شك!"
أسبلت أهدابها وهي تعتدل، تفتح درج الكومود ليترك علي وجهها بينما يتساءل عما تفعل حين أخرجت الجهاز الصغير لاختبار الحمل الذي ابتاعته وقالت:
" اشتريت هذا اليوم لكن لم أقو على استخدامه!"
غمز لها قائلا:
" تحتاجين لتشجيع!"
ابتلعت ريقها وضمت نفسها لصدره قائلة:
" سننتظر لنزور الطبيب!"
ضمها علي برفق وهمس بلطف شديد:
" كما تحبين قلب علي!"
أبعدها بهدوء عن صدره قبل أن يعتلي السرير ويتمدد جانبها، يفرد ذراعه أسفل رأسها ويضمها له ، يحس بقلقها فضمها له قائلا:
" كل ما يأتي الله به خيرا يا ندى، ثقي في ذلك لذا نامي قريرة العين!"
كلمات علي كانت تتوغل في قلب ندى كالسحر لتسبل أهدابها تناشد النوم الذي يصارعه تفكيرها، أحست بكف علي تلامس يدها المرتاحة على بطنها ! لتختلس النظر له فوجدته قد أغمض عينيه، ظلت تحدق فيه للحظات، تتمنى لو كان ما تتمناه حقيقة وترى السعادة في وجه علي بطفل يجمعهما وعلى تلك الفكرة أغمضت عينيها هي الأخرى، تحلم بطفل يشبه علي، شكلا وروحا !.
★★★
ما إن انتهى العشاء ، أصر صلاح أن تبيت سمر وزوجها في الغرفة التي دوما ما كان يبت فيها عمران فوق السطح حيث سيكونا أكثر حرية ورغم رفضهما إلا أنه لم يستمع لهما لتكون في النهاية الغرفة هي الملاذ لمبيتهما ليسبق عمران بالحقائب يضعها في الأعلى ثم عاد لها حين تأخرت في الصعود!.
تصعد سمر السلالم بثقل شديد ومع كل درجة تحس بنفسها تكاد تقع، تحمد الله بأن ذراع عمران تلتف حول خصرها وإلا كانت الآن تهبط الدرجات التي صعدتها أو تقع أرضا، فكل درجة من هؤلاء تحمل ذكرى مُرة عليها، تذكر نفسها وهي تصعد كي تحدث عمران ليلة عقد قرانهما فتنحبس الأنفاس في صدرها، تحاول أن تطردها لتتنهد بعلو بينما يتابعها عمران بحزن على حالها، يعي بأن كل ألامها تعود نوبة واحدة، هو الآخر يحس بألم يسري في صدره دون إرادته، يدرك بأن عليهما تخطي هذا الأمر سويا، يديهما تتمسك ببعضها كي لا ينهارا، يحتاجا لدعم بعضهما، اختلست سمر النظر له لتجد وجهه بدا متغيرا بعض الشيء وكيف لا تعرفه وهو حبيبها الذي أصبح جزء منها، تمنت لو هرولت عائدة لقريتهم حيث بيتهم، تاركة كل الذكريات الأليمة خلفها، هنا يقبع وجعها!.
توقف كلا منهما على أعتاب السطح، ينظران للمكان بتشتت شديد، تحس بذراع عمران تقربها له فتنظر له بوله، هذا الرجل دوما عند حسن ظنها، فكرت بأنه ما إن يصعد لهنا سيغادر ذراعه خصرها لكن العكس يحدث، ذراعه تلتف بلطف حول خصرها لتديرها له لتسبل أهدابها عنه، جاهد بكل قوته أن يجعل ما حدث هنا سابقا مجرد ذكرى لا تشوش على علاقته معها، هو يحبها ومدرك لمدى حبها له، يوقن لكل التغير التي جاهدت كي تصل له، يثق في سمر الجديدة التي حولت ما كان بينهما من حاجز صلد إلى حب ينمو كل لحظة ، تسقيه دون سأم أليس عليه هو الآخر تخطي الحاجز المؤلم..
هنا رفع وجهها بأنامله لتتشابك عينيهما لتتعلق بها سمر مليا حين همس:
" سمر، كلانا يعلم بأن هنا مؤلم لنا!"
أطبقت عيناها بقوة حين سمعته يقول:
" لكن حبنا يمحو تلك الفترة من حياتنا يا سمر!"
فتحت عيناها ببطء و نظرت لموضع قدميها، تذكر صرخة عمران لتنهمر دمعتها على أنامله هامسة:
" أتراك سامحتني يا ابن عمي!؟"
قابلها الصمت مليا ليهتز قلبها خوفا قبل ان يجيبها:
" لو لم أفعل ما كنتِ أصبحت زوجتي بما تعنيه الكلمة من معنى !"
تعلقت بوجهه بينما يتابع:
" علينا مساعدة بعضنا لتخطي هذا، هنا سيكون محطة دائمة لنا حين نزور أبيك فلو لم نفعل ستكون كل مرة أشواك لنا!"
تهربت من النظر في عينيه، ودست أناملها في شعرها الذي قد فكت عنه حجابه بينما تسير بعيدا عنه عند المنضدة التي جمعتهما بعشاء يوما ما، وقتها كلا منهما كان يخاف النظر في وجه الآخر، جلست على الكرسي ولامست المنضدة بتوتر تصفعها الذكريات واحدة تلو الأخرى، تمسح دموعها التي تنهمر دون إرادتها، تسمع عتاب عمران، ترى قدمه وهي تدهس سيجارته حين كان يحدثها يومها، تغوص في المقعد وهي تستعيد نظرته الغاضبة، يخبرها بأن ربما هناك امرأة تعلق بها وهي أخذت مكانها فازدادت شهقتها، اقترب منها عمران ليسحب كرسي ويجلس قبالتها، يمسح وجنتيها حين نظرت له قائلة :
" عمران!"
همس بخفوت:
" نعم…"
جاهدت كي تمنع الحديث ولا تسأل هذا السؤال الملح على عقلها والذي قد تكون إجابته كسر لظهرها لكنها لم تستطع إلا أن تنطق به حين قالت:
" هل حقا كانت هناك أنثى في حياتك وأنا أخذت مكانها!"
هنا ارتد عمران في جلسته، يحس بتوتر شديد، يرجو لو استطاع أن يحكي لها قصة ابن عمها العاشق لها لكنه لم يقدر على النطق بينما يرى الخوف في عينيها، قلق من فقدانه، قلق من أن تكون أخرى تعيش في قلبه وهو الذي لم يعرف الحب إلا لها ومعها، تنهد يمنع توتره ثم همس:
" دعي الماضي مغلق عليه بابه يا سمر، دعينا لا ننبش فيه!"
أحست سمر بالندم الشديد أنها سألته، التفتت عنه تنظر للأضواء التي تنعكس على سطح بيتهم، تكتم آهة عالية تكاد تشق صدرها حين أحست بكفي عمران تحتضن يدها لتعود للنظر في عينيه الدافئتين اللتين تمنت لو تقبلهما لكنها أحست بأنها سارقة، هنا يذكرها بسرقتها الشنيعة!؛ هنا يؤلمها!؛ هنا كنصل سكين حاد يؤلم جسدها، انتفضت من مكانها لتتحرك من أمام عمران تذهب تجاه السور، تلفحها نسمات الهواء الباردة، تتطاير خصلات شعرها حين تحرك عمران ووقف خلفها ليديرها له قائلا:
" سمر، هكذا سنظل حبساء الماضي!"
" اليوم تأكدت بأن هنا كأشواك لي، هنا يذكرني بوزري، بسرقتي وأنا آخذ حق غيري!"
هتفت سمر مختنقة ليرمش بعينيه لا يصدق ما تقول ليمسك ذراعيها وينظر في عمق عينيها قائلا بتأكيد:
" ابنة عمي لم تكن يوما سارقة!"
ابنة عمه، نطقها أم تحلم!؛ لقد منع قولها منذ هذا اليوم، أخبرها حينها بأنها لا تستحق أن يقول لها ابنة عمي، الآن نطقها أم يخيل لها، تبسم لها بحنو ولثم شفتيها بخفة قبل أن يستطرد:
" ابنة عمي، أنا أعطيتك قلبي طوعا فلا تخافي أبدا!"
قالها مرة أخرى، ابنة عمي، قلبه لها طوعا وليس إكراها، على هذه الأفكار تعالت نبضات قلبها كما لو كانت تجري في سباق حين حملها فجأة بين ذراعيه لينتزع منها شهقة وهي تتعلق برقبته بينما يقول بصوته الأجش الممتزج بعاطفته الحارة وهو ينظر لوجهها الحبيب:
" ابنة عمي، علينا وضع ذكريات حلوة بهذا المكان!"
أحست بدموعها تجف وهي تضم رأسها لصدره بينما يسير بها لغرفة نومه التي طالما رافقته أحلامه، وضعها برفق على السرير ثم همس قرب أذنها:
" سيشهد كل إنش في هذا المكان على حبنا يا ابنة الجبالي!".
★★★

انتهى الفصل وعذرا للتأخير وأتمنى أن ينال إعجابكم ولا تنسوني من رأيكن ليعوضني بعض من تعب كتابة الفصل مرتين وفي ظل الظروف التي كانت هذا الأسبوع وإن لم ينل اعجابكم أتمنى ان تلتمسوا لي عذرا 🙏🤗💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس