عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-21, 01:11 AM   #217

عمر الغياب
alkap ~
 
الصورة الرمزية عمر الغياب

? العضوٌ??? » 312449
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 751
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond repute
افتراضي



أزهرتُ بهطولك – الـجُزء الثاني

مساء رقيق مثل رقتكم
مساء نهايات ، و البدايات
صدمات قوية ذا المرة...
والي بتحلل لها هدية بارت باسمها تكشخ فيه...


***








***





" أشعر ، أستمر ، أفهم ، أتعمق "




(28)




نعود قليلاً .. إلى ما حدث قبل الستة و عشرون السنة..

تمنيت من فرط شعور بأنني وهج لا أشعر بكلماتهم ، ولا أدري بم أكتبك يا النايف ! لقد قلت مرة أن الانسان يفقد قدرته على الكلام حين يكون متزناً.. لكنني أستمر بالكتابة لأن مثلك لا يستحق أن يكتب ويمحيك من سطور.. حاولت أن أفهم إصرارهم برجوعي إليك.. لكن كنت لهم بالمرصاد .. الأيام تتوالى ، والدتك غدير يقال أنها خالتي لكن وقفت بيني وبينك وتنقطع الصلة بيننا فـ امي نورة أصبحت لا تراها بعد أن تممت زواجك. أن أتعمق بجرحك وثقت بنفسي ، والانتصار حليفي لأني أنا قائدتها.



حينها علمت بأن الحياة انتهت ما بيننا..


بعد مرور شهر أجد هدوء حضورك يا وهج يناقض ضجيج غيابك..
لأنك أجمل وأنتِ مركونة في زاوية الغياب.. لا أعلم لماذا اعتزلت النساء من بعدك كأن الله خلق قلبي لقلبك...
تعلمين يا وهج أن الفراق بيننا أمرٌ محتوم لذلك اصنع معك ذكرى أتنفسها في غيابك.. ثلاث سنين كانت مُرة دونك.. لا تظلمين حُبي لك..
أعلم كنت جاهلاً عُدِ أحتاجك ها هي والدتي قهرت مننا لتفاجأني بأنها قدمت بخطبة بنت الجيران التي لمحتها في زواجنا.. يا لها من أضحوكة.. أشتاق لبعضي الذي يسكن داخلك هلا أعدته لي؟ يا وهج!!

ما أحدثه غيابك يا الحبيبة ثورة فاقت ثورات العالم كلها...

أعترف لك أصبحت أسير بلا ضلع بلا قلب.. ناقص جداً دونك!!!
أحتاج ألف عام يا وهج ألف عام حتى أستوعب فكرة غيابك فكيف بفراق يشتتننا !!! عُدِ لنايفك.. فهو مرهق جداً...

حين أخذت القرار الصارم حتى أصل لبيت خالتي نورة... ضغطت برنين على الجرس حتى تفتح لي الخادمة...

بهدوء أردف " مدام وهج في موجود!!! "
الخادمة " يس سير... "
و بتنهيدة " اوك أنا في انتظار مجلس رجال.. قولي بابا ياسر يبغى أنتي.. في مفهوم... "
لتهز الخادمة رأسها..

ثواني أصبحت كالسنين.. حينما رأيتك توقفت عندما وجدتني...
نبضات تنبض... نهضت من أجلك واقتربت لأشدك لأحضاني...
وهج بصدود " النايف.. ممكن تبعد.. ما يحق لك تحضني! ما يحق لك تلمسني أساساً... "
اقبل العينين و الوجنتين.. ثم نظرة لعينيكِ مباشرة..
وبخبث " قوليها بوجهي... وعد راح ابتعد.. بس قوليها بوجهي... "
وهج التي ثبتت نظراتها وبكل راحة " طلقني يا ولد خالتي.. أنا ما أنفع لك. واظن أنت بعد... "
ابتلعت النار التي تحرقني و بوجع " كذا خلاص يهون عليك كل شيء.. حتى حبي لك ما يشفع لك... "
وهج بتعب " النايف أرجوك... ترى تظل ولد خالتي فقط.. طلقني... "
بوجع وأنا أتأمل ملامحها لحفظها بقلبي " أنتِ طالق.. طالق.. طالق.. "
ابتعدت بوجع... وغادرت بألم... رحلت وقلبي تركته بين يديك يا وهج... هل تعلمين الآن أحسست بالوجيعة الكبيرة .. فـ يارب اجبر مصابي..





***


ورقة طلاقي بين يدين ياسر أخي

ابتسمت له " تقدر الحين يا أخوي تبارك لي.. ، وبعد يحق لك تروح انت و زوجتك ترجع لبيتك. لأني ما راح اجلس بالرياض.. بـ كمل دراسات عليا ببريطانيا وأمي معي.. وما علينا خوف.. "


كان بالبداية معارضاً.. لكن ابتسم، حينها رافقني ولم يتركني..
وبعد أن ثارت قوانين القبائل كان اللقاء مع عميل في السفارة السُعودية ببريطانيا .. كان بسيط ومختصر الدهشة وجدت بأن لي قصة مُشابهة معه.. فمنذ تقابل مع أخي ياسر و تآلف أرواح منذُ الوهلة الأولى.
تعمقت الصداقة بينهما..

مرت سنتين.. و أثناء وصولي للسعودية تحديداً الرياض
تفاجأت بحضور ياسر
بهدوء ياسر " وهج ترى جاي لك عريس، لا تردين الحين.. فكري و استخيري.. "
ابتسامة " مين؟ "
ياسر " عبدالكريم.. صديق الغربة.. "
بهدوء " ياسر.. يا أخوي مابي زواج الله يسعد قلبك.. انا ما عادني لي شدة.. هموم و مسؤوليات انا في غنى عنها.. "
ياسر ممسك بيدي " يا أخوك ها المرة ما راح اغصبك .. انتِ حرة قرارك.. بس بعد ما هوب حلوة تجلسين كذا.. فكري وخذي وقتك.."




بعد مرور شهر تقريباً ، وتفكير المستمر وراحة الكبيرة كل بعد صلاة استخارة.. اخبرته بأنني موافقة.
تزوجت من عبدالكريم وكان ونعم صديق و رجل و الأخ و زوج.. انجبت منه خمسة فتيات وشابين..
وهكذا تمر بنا السنين ما بين زيارتي لوالدتي نوره واختي الجوهرة ، وحمولتي..
عشت حياةً رتيبة و هادئة..



***




في الوقت الحالي


برياض تحديداً في احدى المستشفيات






كان مستلقياً على سرير.. نائماً بملامح مُجهدة..
وقفت على رأسه وبغضب " يا عمك وشوله هجوله تالي الليل.. يعني ما تهجدون إلا بمصيبة.. "
أحمد بحرج " يا عمي انت تعرف البدر.. ما عاد يهمه إلى جلسة البر.. "
الفياض أبو محمد " يا عمك تجمعوا بملقط.. ولا الوجيعة ذا.. "
وبعكاز عمه الغازي.. ضرب به كتف البدر..
وبغضب " قم يا الرخمة.. قم نايم لي على لسعة ثعبان.. وذيب يتهجم عليك.. قم يا سويد الوجه.. "
فتح عينه البدر بضيق .. حاول أن يستوعب أين هو؟ وليه يحس رأسه ثقيل.. وصوت توبيخ والده..
محمد وهو يمتص غضب والده " يُبه الله يهديك. هذا هو صحى.. البدر انت طيب؟! "
بصوت ثقيل " ابوي!!! محمد وش جابكم فيذا!!!؟ وراه رأسي كذا بنفجر من صداع.. "
الفياض أبو محمد " قم بس قم .. ما فيك إلا العافية.. مير خوفت أمك على الفاضي.. خرجه يا محمد وانت يا أحمد تعال معي.. "








***




بعد يومين..


بمجلس الحريم.. في بيت رائد الخيال


كنت ارضع طفلي مشعل.. ، فـ الفياض صغير نائم ، و المهرة صغيرة كذلك نائمة ، وتركي بين أحضان المربية نيري..
اقتربت والدتي البتول وهي تضع صينية الطعام أمامي..
وبهدوء " يا ميره يا أمك.. اكلي يا بعدي.. وخلي مربية تأخذهم لغرفتهم.. خلاتك الليلة جايين زوارة.. "
ابتسمت بحب لها " الله يحيهم.. "
مع دخول اخي الجموح مع زوجته السمو.. والتي اقتربت من طاولة وسط المجلس.. وضعت الفأزة بزواية المجلس ثم اقبلت نحوي
وتصافحني.. ابتسمت ، وانا احضنها
بحب " الف الف مبروك زواجكم.. سامحني ما حضرت .. "
السمو تبتسم برقة " يا قلبي يا بنت عمي.. معذورة، ومبروك ما جبتي .. عسى الله يحفظهم لك.. "
واجيب " جعله آمين.. "
قبل رأسي الجموح وبخجل " يا أخوي بعدني شباب ،وشوله تحب رأسي.. "
الجموح بتهكم " بعد ما شاء الله ام لأربع أطفال لزوم حبة رأس.. "
ضحكت " عقبالكم.. "



***

فخامة الاستقبال.. الورود الموضوعة فوق كل طاولة.. شموع البياض تقف بـ أناقة..
جلست على إحدى الارائك.. وجلس بجانبي الجموح مبتسم وهو يمسك كفي..
بهمس " الجموح خلاص حبي فك يديني.. فشلة.. "
الجموح بتملك خاص بعروق الخيال..
ابتسم " ها ميره تنصحينا نجيب اربع مثلك.. "
ضحكت ميره ،هي تلقط خبث اخوها
و بمحبة " توكم عيشوا حياتكم.. بعدين السمو هي تقرر يا الجموح.. "
الجموح بتلاعب " كلامك عين العقل.. "
وقفت ، وشد فنجال القهوة ودلة القهوة...
واشرب فنجال الخامس.. وابتسم على حكي ميره ، و الجموح..
البتول " يا أمك الجموح خذ مرتك و سافر .. هذا هي ام الفياض طيبه ، ما عليها شر.. وخالد ولد عمك ما هوب مقصر إن شاء الله.. "
الجموح ينظر لعين امه ، من ثم نظر لعيني
وبخبث " ما عليه يا ام الجموح.. لاحقين على سفر.. العمر قدامنا.. "
بهدوء " عن إذنك يُمه.. "
البتول بمحبة " الله يسهل دربك يا بنتيتي.. "



***


خرجت بتعب ، صداع كنواقيس تنبض برأسي اتجهت مباشرة لقسم الخاص بي.. فتحت الباب ،جلست بصالة داخلية على الكرسي الفردي..
سمعت نغمة رسالة.. اقتربت واجدها من اخي البدر..
" يا العروس وشلونك يا اخوك؟ المهم ابيك بموضوع ضروري.. متى ما كنت فاضية ارسلي وبدق عليك.. "
اتصلت مباشرة عليه.. ليفتح الخط


***


على الجانب الآخر


أمسك بمقود السيارة بدون وجهة..

وبغموض " وشلونك يا السمو؟ "
السمو بصوت البحة " لوني زين.. وش فيك البدر اقلقتني؟! "
بضيق " ابد .. لي يومين برا البيت.. ابوك ها المرة أخذ خاطره علي و بزود.. "
السمو بوجع " عساه خير! وش مسوي بعد!! "
ضحكت بسخرية " خبرك حبي للبر.. مير أبوك جلسة محارب.. شرطه يقول لك جلسة المقلط انت وخويك وإلا ، لا تمسي عندي.. "
ضحكت السمو " الله يوسع صدرك.. والله ما يعرفك إلا أبوي حبيبي.. بكره بجي ،نتفاهم.. بعد اعقل انت بعد كل يوم وثاني ما نشوفك.. "
بضيق " أي اضحكي ما هوب انتي الي تنامين برا البيت.. "
السمو " ما علينا .. سامي حبيبي وشلونه؟ للحين على وضعه! "
بضيق " وذا أخوك نفسيته المشلولة.. ما غير محمد اخوك عسى ما نطلع من جزاه.. "
السمو بعتب " محمد يحس بتقصير .. يبي يكفر عن ذنبه.. على العموم انتبه على نفسك.. لحظة البدر وش رأيك تجي هنا بيت عمي! "
بقهر " والله انك خبل! وبنت عمك وحرمة عمي .. صعبة يا السمو! "
السمو " والله يا البدر ما أشوفها شيء.. بكلم الجموح إذا وافق تدل درب.. "
بتنهيدة " يا بنت الحلال بشوف لي أي فندق ابات فيه اليوم.. ولو انه ما ادني مبيت الفنادق.. "
السمو بغضب " ماله داعي يا البدر.. هذا هو الجموح أنتظر.. بكلمه وبعطيك خبر.. "
ليردف " على خير إن شاء الله.. سلام.. "



***

على الجانب الآخر..

ضحك بداخله ثم رفع سماعة الهاتف
أحمد " و ش بغيت يا نشبة؟! "
بملل " أبو إبراهيم عمك الفياض طردني.. نرجع للبر من جديد.. "
أحمد بغضب " تعقب بدير انثبر بمكانك ما احنا ناقصين وجع رأس.. وعمي الفياض ما قصر الله يحفظه عطاني من الهوشة لين قلت بس... يذكرني بأبوي عسى الله يرحمه.."
بضحكة سخرية " ايه يعني جاك نصيب.. الله يعين.. ما غير أدوج بسيارة.. "
أحمد " حياك عندي يا البدر!!! تجلس بالمقلط... "
بتفكير " يا ولد ماعندك أهلك!!! ماهو يضايقهم!!! "
أحمد بلهجة سورية " ليك تعال يا ابن عمي.... "
ضحكت له " أفا شكلك من كثر ما اتابع مسلسلك سوري نسيت اسمه.. الله لا يعقبنا يا ولد اهجد.. "
أحمد " لا يكثر بربرتك تعال.. أنتظرك.. "
ابتسمت له " يا ولد مابي ازعجك!!! "
أحمد بابتسامة " أحلى إزعاج لا تتأخر.. "
براحة " أجل بجيب العشاء معي.. وش تبي حاشي والا مرقوق... عسى الله يكرم نعمة بس.. "
أحمد " تعقب والله ما تجيب معك شيء.. هذاني حلفت يا بدير تعال كذا برجولك.. "
بتفكير " ليه بتكلم خالتي مابي كلافة يا ولد.. ترى ادور لي مكان ثاني... "
أحمد بغضب " والله ثم والله يا البدر لو جبت معك شيء ترى ما تشوفني ابد... "
ضحكت " طيب .. طيب يا نشبة.. مسافة طريق وأنا عندك... "




***










على الجانب الآخر




ابتسمت متجه للصالة المعيشة...
وزمجرة " يا أم أحمـــــــــد.. يُمَه يا حلوة اللبن... "
لتخرج والدتي وهي تمسك بالملاس
أم أحمد " وش بلاك يا أحمد .. أبي اسوي العشاء لأخيك عبدالعزيز... "
ابتسمت " وينها عنك حور؟!!! "
أم أحمد " بعدها تذاكر تعرف الماجستير الي اخذته ماهو هين... "
بعتب " أقلها تساعدك يُـمَه.. "
أم أحمد " اترك اختك بحالها.. وراه ناديتني !!!؟ "
بهدوء " رفيقي البدر جاي عندي واحتمال كبير يبات هنا... "
أم أحمد بفرحة " ذا ماهو بولد عمك الفياض صديق أبوك عسى الله يرحمه.. "
بهدوء " ايه هو بنفسه جاي لمنا... "
أم أحمد " واخزياه أجل عزمه يتعشا معك... بسوي لكم الحاشي.. الله رايد يأكل معنا.. "
قبلت يديها ورأسها " الله يقويك... أجل بخليك بطل على حور... "
أم أحمد " اتركها تعرفها ما تداني أحد ينغص عليها.. هي لا جاعت تنزل هنا للمطبخ... "
ضحكت " ايه يا أم أحمد يا حبي لك للحور مأخذه دلع كله.. "
أم أحمد وهي ترفع حاجبها " الله يهديك بس... "





بعد ساعتين...


أغلقت الأوراق وأشعر أني منهكة يالله.. هذا الصداع يؤلمني... يجب أن أخذ مسكن.. بحثتُ بالأدراج لأجد الحبوب منتهية..
خرجت وأشد خطواتي... فكان منزلنا من طابق واحد...
مشيت نحو المطبخ وإذا اشم رائحة زكية...
نظرت للخادمة والتي كانت تغسل المواعين...
بملل " حليمه فين ماما عود ؟! "
حليمة " ماما عود في روح عند اخ أنت عزوز ... "
ابتعدت وبتعب " طيب خلاص لا خلصتي تنظيف من المطبخ اطفي كل الانوار.. "
نعم كنت صديقة الكتب والأوراق.. وليس لدي شهية لأتناول الطعام أريد مسكن يهدأ من ثورة هذا صداع اللعين ...
تركت نظارتي طبية على طاولة المكتب...

خرجت من المطبخ وبيدي كوب من الماء...
عندما مشيت نحو صالة.. ومررت نحو باب المجلس مفتوح... أثار استغرابي..
بملل " افف يا حليمة عادتك لا نظفتي المجالس تركتي الانوار والعه... والكهرباء تزيد على حساب .... "
مشيت بخطوات... وجدت فرشة على الأرض ووسادة...
بقهر " اففف يا حليمة بـ ينخصم حسابك ذا شهر ... وش ذا الفوضى!!!! معقولة أحمد ينام هنا!!! "
أمسكت بفرشة الأرضية والوسادة.. وعندما نويت أن أقف... وجدت هيئة شخص
كان كل ما يخطر في ذهني بأنه ( حرامي... )

****

بصدمة من دخولها فكنت جالس على نهاية المجلس... المرة الأولى عندما رأيتها بمنتصف شعرها الأسود الحالك
ناعماً.. وبجامة تزيدها أنوثة.. دخولها وعدم رؤيتها لي... حاولت أن أتنحنح بصوتي... علمت بأنها لم تنتبه لي
وحينما التفت إلي .. صرخت بخوف....

***

اقترب مني بنظرات مصدومة وهو يشير لي بصمت ... ولكن زادت صرخاتي بخوف....
ليقترب مني واضع أصابعه فوق فمي " اسكتي لا يسمعك أحد.. لا تفضحينا.. يا بنت اششششش.. "
بنظرات مصدومة.. ومع اقتراب أحمد ...
ليشدني لأقرب مكان وهو دورة المياه ليغلق مفاتيح الإضاءة..
البدر وبهمس " اسكتي.... وش جابك هنا!!!! "
وبدموع والخوف وصداع الذي بدأ يقرع بقلبي " أحمــــــــــد "
البدر " أنا رفيق أخوك أحمد اسكتي.. لا تفضحينا حسبي على عدوك.. ماني حرامي يا المجنونة... خلاص خلي أخوك يروح عقب بتلحقينه اسكتي...."
بخجل لأدفعه وأخرج.... وأجد أحمد بعيون متسعة...
أحمد بغضب " وش كنتي تسوين هنا!!!!!!!!! "
بخوف " ما كنت أدري فيه أحد... سامحني يا أخوي.. "
واغادر بكل جنوني...

لـ أخرج بوجه أحمر من الارتباك... " أحمد ما صاير شيء.. "
أحمد بقهر " سموحة يا البدر.. والله إني منحرج منك.."
مدين لي أنت يا أحمد بحياة جديدة..
يا صاحبِ لا تقلق.. فهي قد سرقت قلبي كما سرقت نظرها...

أحمد " يا ولد البدر... "
منحرج منك " اسمعني.. الاهل يحتاجوني اعذرني يا أخوك... "
احمد بغضب منه " والله ما تخرج... "
ثم أمسك بالفرشة ليقوم بوضعها على الأرض...
أحمد " شوي وراجع لك.. البيت بيتك يا البدر لا تستحي وأنا أخوك.. "


***



أحمد الذي كان يطرق باب غرفتي...
بضيق " افتحي الباب يا حور.. أفتحي... "
أمسح دموع الخجل " أحمد والله ما كنت ادري انه به عندك.. والله.. أساسا نزلت عشان حبوب الباندول .... مير شدتني الانوار مشغله احسب حليمه تركتها كذا بالعاني.... "
أحمد " طيب يا حور مصيرك تفتحين الباب واعلمك أن الله حق... "


***




بالمساء – تحديداً بمنزل مشعل...


كنت أنظف الطبق الممتلئ الدخان وأجمع الأشياء السيئة التي جعلتني ضعيفة... للظروف التي أغلقت أبوابها بوجهي.. وجعلتني هشة....
أنه حزن فاق الوجع.. أمسكت بملابسه المرمية بمقلط شباب... من أي طينة خلقت يا مشعل؟؟؟ كيف لقلبك أن ينام وهناك آخر يضيق منك!!! قل لي يا مشعل بربك ما الجنون؟؟؟ أشتاق وأحن وأتمنى اللقاء بأخي ووالدي عمر وأمُي مهياف التي اشتقت لرائحة يدها...

فهو قد استيقظ... وعندما لم يجدني نائمة بقربي أمسكني وهو يشد بشعري....
مشعل بغضب " يا بنت الذين وراه ما نمتي.... تتهربين مني.. تعافين قربي يا أفنان... "
بكيت وأنا أرى موجة جنونه " مشعــــــــل الله يخليك لا تعلي صوتك.. ما صدقت وسن و روان نايمين... "
مشعل " وبعد تردادين ... قومـــــــي جهزي لي رأس شيشة وهاتيها هنا... قومــــــي... "
ابتلعت الضيم منك ... لكن لم أعد أستطع تحمل أكثر من ذلك....
مشعل " قومــــي جعلك للبلا.. "
مسحت دموعي بقهر منه.. أختنق دون أن يشعر بي أحد...

جهزت طلبه...
وبـ أمر منه " أجلسي قدامي.... "
ثم ينفث السم بوجهي....
وبضيق " بكره ساعة 12 تكونين جاهزة تحت.. بصلي الجمعة ونروح عند أبوك... بس هذاني أحذرك تتشكين لهم... "
ثم أخرج السلاح من جيبه الأيمن من ثوبه...
ويوجه نحو رأسي " اطلق عليك طلقتين... وصدقيني يا أفنان تراني بايعها فـ كفي شرك... "

تحت سقف الخذلان المستمر لا أسعى إلا أن أمسك بقبلي خشية أن يقع من الخوف....
كيف لي أن أبكي يا مشعل منك... وأن أطبطب ما بي؟؟؟؟ كيف وأنا صديقة نفسي.. أحاول أخفي دموعي علي!!!
مشعل " هاه وش قررتي يا أفنان ؟؟؟؟ "
بخوف " الي تأمر فيه.. بس حبيبي ممكن طلب... "
مشعل " بعد لك وجه تطلبين... بعدين متى صرت حبيبك.. كل يوم تكلمين بساعات مع مين هاااااا ؟ "
اغمضت عيني بخوف وأنا أتلقى ضربة جديدة على وجهي.... من ثم شد شعري " انطقي من كنتي تكلمين؟؟؟؟ "
بسخرية " ليه ما تعرف إني كنت أكلم صديقتي... "
ليضربني ويجعلني تحت قدميه ويركل بكل قوته.... حاولت أضم نفسي... أحميها من ضربات... لم أشعر بأنني في عالم الأموات... فتياتي صغيرات لا أريد أن يشاهدون والدتهم تعنف من قبل من يكون الصدر الحنون لهن.....
مشعل بغضب ابتعد عني... بعد أن جعلني كجثة هامدة بلا حركة... خرج مغلق باب المنزل...
حاولت أن أنهض لأبكي بوجع " يارب .. يارب ما عادني أتحمل يارب يارب يا من ترى حالي وضعفي .. تفكني من شره... يارب بموت والله بموت قهر..... يارب..... "




***




يوم جديد....

كيف جعلني حبك يا السمو أشعر بأنه يكفيني .. فكنت أحبك بصمت
رأيتك ممسكة بطفلة المهرة صغيرة. كنا جالسين بصالة... في أمان
لتتأتي الخادمة نيري...

السمو وهي تحاول أن أمسك بطفل تركي الرضيع...
بغيض " بالله عليك تجين تأخذينه.. أنا وش يعرفني بالبزارين!!!! "
لتضحك بحب " الجموح حبيبي.. يا زينه يا ناسو.. بالله ما يشبه لخالد كثير... "
نظرة لها وبمكر " والله أنا الي يا زين وأنا ماسكه ولد خالد... ميـــــره.. تعالي خذي ورعك.... "
لتمسك ضحكتها " الجموح ابليز حبيبي.. حرام هي بعدها مشغولة ترضع بمشعل .... "
بهمس " لا تحكين كذا عشان لا تصير لك علوم ما تعجبك... "
بخجل " خلاص بسكت.. الجموح ممكن طلب... "
لتبتسمي لعيني " إذا قدرنا عليه.. ليش لا!! "
لتردف بجنون وعين خبيثة " أبي أشوف حلالي.. قصر النفود... "






***


نهاية البارت الثامن و العشرون
موعدنا ثلاثاء إذا ربي أحياني...
وقصر البارت لغرض بنفسي... حللوا كويس وقيموا..
في نجوم قريبة بتكون ذا المرة بحظ مين؟!!!


***

همسة أخيرة : “همسة محبة/ " ولا تأمننَ لِرفقةِ أحدٍ؛ حتىٰ تراهُ في ثلاث ؛
‏شِدة تُصيبك ، ونعمة تصيبه ، وجفوة بينكم ".”


***

عمر الغياب / عَـبَير


عمر الغياب غير متواجد حالياً  
التوقيع
ولي في الكتابة، خمسة الروايات :
المواجع والظنون - أزهـرتُ بهطولك
من يقنع الظلال؟ أنك فـ أهدابي
على ضِفَّة لوحة انتظار! وفي لحظاتٌ تُحَيك بهما الأَشواقُ
حنينٌ بقلبي
رد مع اقتباس