عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-21, 01:43 PM   #1321

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الاول


الفصل الثلاثين


بعدما انتهت من مساعدة تهاني في الاعداد لزيارة مريم وخالد لمنزل ابيها… اتجهت فدا مع اسرتها الصغيرة لزيارة شهيدة وناجي الأسبوعية
لن تنكر فدا انها بحق متفاجئة بشهيدة التي كانت لسنوات تستنكر من اسلوبها وطريقتها الحادة مع ناجي ورضا
متفاجئة بكم الندم الذي تلمسه في محاولات شهيدة المستميتة للإصلاح من نفسها ورأب الصدوع في عائلتها
وتستعجب من دوران الأيام وعدم ثباتها علي حال
ففي نظر الكل لسنوات كانت أمها مثال الامومة الممتاز وصورة الزوجة الاصيلة والتي تحاول النساء التشبه بها … وشهيدة هي النعجة السوداء التي يرونها فاشلة كأم أولادها بعيدون عنها ومطلقة…ومتزوجة من رجل يتنقل بين أحضان اخريات
تسترجع فدا ما كانت تسمعه عن شهيدة وتصدقه وهي تعض أصابع الندم.. بل وتشعر داخليا ان لشهيدة عندها اعتذار
ألم تكن هي نفسها من تلك الإناث التي حملن شهيدة بمنتهي الاجحاف خطأ زواج ناجي المتكرر…
"مسكين ناجي… تزوج ثانية لانه غير سعيد مع زوجته"
مبدأ مناف لأي عقيدة ومبدأ ومع ذلك اعتنقته مع أغلبية النساء ضد بنت جنسهن… ناسين انه ما اذا وضعت واحدة منهن في الموقف ذاته لكانت ثارت رافضة للاستمرار
بينما في نظر نفس تلك النوعية من النساء … كانت أمها بطلة تستحق التبجيل وهن يرددن
" مسكينة راوية… تغربت لأجل زوجها.. وخاب املها في بناتها"
لذا لم تجد فدا الا ان تردد ذلك الدعاء الذي تستكين له روحها
" يا مقلب القلوب… ثبت قلبي علي دينك"
ابتسمت لفاضل وهي تترجل من السيارة بعدما فتح لها الباب متأففا ككل مرة يحضرن لزيارة امه… متحججا
بأن " لاداع للزيارة وانا اراها في المحلات دوما "
ولكن فدا تأبي الا ان ترسخ تلك العادة الأسبوعية للزيارة..حتي ترسيها منهاجا للسنوات القادمة و هي تحتسب أجر أصلاح العلاقة بين فاضل وامه
باب الجراج الحديدي مفتوح كالعادة لانه لايستخدم كجراج بل كغرفة معيشة ذات ارائك مريحة وتلفاز وباحة خلفية صغيرة مجهزة كمطبخ كي لا تضطر شهيدة للطبخ داخل المنزل فيعبأ بروائح القلي وخلافه… فكرة يعتنقها اغلب ساكني البلد
ولكن الغريب اليوم.. حين دخل فاضل وفدا ومعهم عبدالله…انهم لاحظوا اختفاء المطبخ تماما .. وأصبحت الباحة الخلفية فارغة الا من صندوقين ضخمين من الكارتون المقوي
فسأل فاضل بإندهاش بعد سلام آلي علي أمه التي استقبلتهم بنفس الفرحة التي تستقبلهم بها كل أسبوع
" ماذا يجري هنا! وأين المطبخ!"
ليجيب ناجي الذي خرج من البيت بحقيبة معدات ثقيلة
" أمك ياسيدي ايقظتني من الفجر كي…."
قاطعتت شهيدة بحماس وهي تجذب عبدالله لحضنها بحب صادق
" لقد جمعنا المطبخ وخزنها في العلية… وكنا في انتظار عبدالله كي يساعد ناجي في نصب الألعاب"
ليلاحظوا أخيرا مع اشارتها للصناديق… مكتوب علي احدهما " ترامبولين" وعلي الاخر" جول "
صرخ عبدالله بفرحة وهو يري ناجي بالفعل وقد اخرج اجزاءا من الجول كي يبدأوا في تركيبه … ليعود عبدالله مندفعا لحضن شهيدة
" لقد رغبت في واحد مثله منذ زمن… شكرا يا خالة شهيدة"
فتطالب فدا عبدالله مشجعة
" علينا ياعبدالله ان نناديها " جراني " من الان فصاعدا حتي لا يختلط الامر علي البيبي حين يولد"
ثم سارعت مؤكدة
" هذا إن كانت تسمح طبعا"
بدا وكأن شهيدة… تلك الباردة الجاحدة التي تركت أولادها منذ عشرين عام يتذوقون مرارة اليتم وهي علي قيد الحياة… بدت كمن لمس النجوم بأطراف أصابعه او كمن فاز بجائزة عاش يتمناها وهي تختنق بالدمع جاذبة عبدالله لحضنها ثانية مرددة
" شكرا.. شكرا"
انشغل عبدالله وناجي في تركيب الألعاب.. بينما دخلت شهيدة وفدا لاعداد الطعام
فجلس وفاضل علي الاريكة يراقب ناجي وعبدالله يعملان في انسجام وصوت امه وزوجته يصلانه من المطبخ الداخلي
ولكن صوت أفكاره اكثر صخبا
خوفه وقلقه علي نزيه.. ارتباك مشاعره تجاه شهيدة
هل سيسامحها ويفتح قلبه لمحاولاتها لتوطيد العلاقة معه… لا يدر سوي ان ام النكد التي تبتسم له من داخل البيت.. جعلته قادرا علي المسامحة
جعلته فاضل اخر اكثر تقديرا لذلات البشرمهما عظمت



" ان تدفع لينة لخالد " الجهازية" او مهره"
جملة مريم الحازمة بهدوء… كانت كافية لتعكير الأجواء.. وكان هذا ما لاح لخالد علي وجه لينة ونظراتها العصبية والتي جعلته يهتف مبررا
" امي لا اعتقد اننا هنا في استراليا نحتاج لاتباع تلك العادة"
ليلاحق غسان غير متيحا لمريم فرصة الرد
" كما اننا مسلمون وموحدون بالله…. والمهر عندنا للفتاة لا للرجل"
وقبل ان يأخذ غيرها منصة الحديث… استنكرت مريم مؤكدة
" الحمدلله علي نعمة الإسلام يا غسان… ولكنك تعرف جيدا أهمية " الجهازية" في اعرافنا… وكم من عادة وعرف تعتقونه كعرب لا يمت للاسلام بصلة"
ثم ألتفتت لخالد مؤكدة بحدة
" وانت! انت تتحدث عن كوننا في استراليا كأن لا أحد يعرفنا ولا نحن نعرف أحدا… ناسيا ان المجتمع الباكستاني كله هنا يعرفك ويعرفني غير الأقارب اللذين استقدمناهم علي مر السنوات"
هتفت تهاني مازحة علها تستطيع تخفيف حدة الموقف
" تتحدثين عن ابنك وكأنه علم من الاعلام"
ولكن مريم التي كانت اكثر من جدية ابتسمت لها ابتسامة صغيرة فخورة وأكدت
" هو كذلك فعلا"
اخذ غسان ناصية الحديث ثانية مؤكدا تحت وطأة صمت لينة وابيها
" يا مريم اعاود القول اننا مسلمون وإن كان لأحد عند الاخر مهر… اذن فللينة الحق.."
بدا للجميع ان مريم تتمسك بموقفها ولا تنوي التزحزح عنه وهي تؤكد
" وأنا لايمكنني التنازل عن الجهازية… يكفي تنازلات .."
هنا قاطعها والد لينة بصرامة
" تنازلات ! لا يا ست مريم العفو ان يطلب منك أحدا ان تتنازلي… فهذا ابدا لا يرضينا… ولذلك نرفض ان تتنازلي ونرفض الزيجة التي تضطرك لل… تنازل"
نطق الكلمة الأخيرة من بين اسنانه وبدا للجميع وكأنه علي حافة الانفجار
لذا استعاذ بالله واستطرد
" البيت بيتكم وما نحن سوي ضيوف… لذا.."
ألتفت للينة وهو يقف آمرا
" هيا يالينة.. سنخرج للتنزه قليلا اريدك ان تريني معالم البلد"
وقفت لينة بالفعل وهي تشعر بأنفاسها تتلاحق وتهدد بنوبة فزع جديدة.. فتتطلع في خالد كعادتها حين يداهمها هذا الشعور علها تهدأ
ولكن خالد كان هو نفسه علي وشك الدخول في نوبة فزع وهو يري الموقف برمته يخرج عن السيطرة… فوقف كما وقف غسان وتهاني وهو يحاول التخفيف من وطأة الموقف موجها كلامه لابو لينة
" عماه بالله عليك انتظر …"
فقطاعه والد لينة وقد علا صوته بعصبية رغما عنه
"لا ياخالد… لاداع للمزيد من الحديث .. فالارتباط بإبنتي شرف … لا نوعا من التنازلات "
مسح خالد جبينه وهو يشعر بالامر برمته قد خرج عن السيطرة فألتفت لملاذه…لمن علمته كل خصلاته الحميدة وهذبت فيه كل ذميم
اليوم ينظر اليها متسائلا بخوف وتوسل…متسائلا بصدق وينتظر إجابة
" هل يستحق التمسك بعادات مقيتة كتلك … خسران الحب؟ ألم تضحي هي يوما بتلك العادات وهي تتخلي ان ارستقراطيتها وتتزوج.. حلاق؟"
نظرته المتوسلة وتساؤله الخائف كان كافيا لها كي تقيم
الوضع … وتسأل نفسها هل الزواج من باكستانية يستحق ان يضحي ابنها بالحب الذي عثر عليه بعد طول انتظار
هي لم تكن تنتوي ولا للحظة إفساد الزيجة … كل ما ارادته ان تخبر لينة من البداية انها لن تتنازل عن تقاليد وعادات تربت عليها لأجل ان تراضيها… تخبرها انها ان ارادت الزواج بوحيدها عليها الانخراط فيهم وليس العكس.. فقطعا لن تقبل مريم الا ان يكون احفادها باكستانيين مئة بالمئة
لذا طالبت والد لينة برصانة
" حلفتك بالله يا أبو لينة ان تجلس… ربنا وكيلي اني لم آت اليوم لافساد الزيجة كما تتخيلون… كل ما في الامر اني.."
ثم صمتت لتهتف بلهجة نزقة
" هلاجلستم جميعا … رقبتي تؤلمني من النظر اليكم"
جلس الواقفون وقد اصبح الجو مشدودا متوترا… وقبل ان يتحدث أي شخص غيرها … بدأت مريم في شرح وجهة نظرها بطريقة متلطفة
" يا أبو لينة لم أقصد ما فهمت… ما عنيته وبمنتهي الصراحة ان لينة ستعيش في مجتمعنا نحن… نعم نحن هنا في استراليا لكن كل باكستني سيدني يعرفوننا وقد ساعدهم عامر رحمه الله او خالد في الاستقرار… وكل تلك العائلات كانت تتمني خالد لبناتها.."
لمس خالد مرفق امه كي تتوقف عن الحديث وهو يلاحظ لينة تكاد تطلع علي امه اشعة ليزر من شعرها … ولكن مريم لم تصمت بل استطردت شارحة
" والان تأت "فتاة " ليست من جنسيتنا لتتزوجه …"
هنا قاطعتها لينة بإباء
" يا خالتي انا لم آت ولم أذهب…المدير هو من طلب مني الزواج وانا اقسم بالله لم أسع لذلك بأي طريقة… ومع احترامي الشديد لك… لكني لست مجرد " فتاة""
رأسها المرفوع وقامتها المشدودة… وكأنها قائد حربي يستعد لخوض معركة
ابتسمت مريم ابتسامة حقيقية وقلبها يتحرك لتلك القصيرة الابية… فتجيب
" انت اميرة البنات انت شهزادي"
ارتبكت لينة للحظة ومريم تناديها بنفس نداء خالد لها… خالد الذي بدا لأول مرة في حالة تراه عليها … وقد تعرق وجهه حتي ألتصقت شعر غرته بجبينه … حتي اشفقت لينة علي وضعه
استطردت مريم وهي توجه الحديث لابو لينة
" ما قصدته اني لا اريدها منبوذة من مجتمع ستعيش فيه هي وأولادها باذن الله… مجتمع يراها ليس فقط من جنسية اخري ولكنها كذلك لم تتبع اهم عاداته واعرقها… عادة تنحني الرؤوس وتطير الرقاب لاجلها"
بغيظ هتفت تهاني
" عادة بشعة يا خالتي… ويروح ضحيتها أرواح بريئة"
فتقر مريم
" لم ننكر هذا يا توني… ولكن لن آتي انا و أغير تلك العادة.."
ثم ألتفتت لأبو لينة تسأله
" كم عادة مجحفة في بلادكم يا سيدي تضطرون أسفين ان تسيروا عليها! في زواج او في غيره!"
لتحاجيها توني بغيظ من الفكرة
" كيف ستتحطم اصنام تلك العادات وكل منا يخشي اتخاذ الخطوة! وكل منا يتجابن ويقول.. سأتمسك بها وادعو الله ان يغيرها غيري!"
ليجيب أخيرا والد لينة موجها كلامه لتهاني
" الوضع ليس بالسهولة التي تتخيلين يا بنيتي… وكلام أم خالد صحيح… "
ساد الصمت والكل يفكر في كلمة تحول دفة الحديث بطريقة إيجابية … لتتسلم تلك الدفة مريم معلنة وهي تمد يدها لحقبيتها وعينيها لا تفارق وجه خالد الشاحب في صمت كأنه… أصيب أخيرا بالتعب
تعب وسقم بعد طول محاولة
" تفضل يا سيدي… "
وللحظة كتبت شيئا في وريقة من دفتر ثم قطعتها وسلمتها لابو لينة
" هذا شيك بنكي بمبلغ اثنتي عشر الف دولارا… تصرفه لينة وفي احتفال الجهازية تسلمني نصفه امام المدعوين والباقي مهرها"
رفع والد لينة كلتا كفيه في اشاره رفض مؤكدا
" لن نقبل أموالك يا ست مريم.. لانني وابنتي حين رفضنا الفكرة لم يكن لاجل المال… والان ان تقبلناها فلأنك شرحت وجهة نظرك التي اقنعتني بالفعل… وتجعلني علي استعداد لدفع المبلغ المطلوب"
أخيرا تحدث الصامت ذي اللسان المعقود من يأسه
" هل يعني ذلك انك توافق يا عمي علي زيجتي من لينة"
تطلع أبو لينة في ابنته للحظات.. وقرأ في وجهها خوف وارتباك … فأعلن منهيا الموقف
" دع لنا فرصة نفكر ونتشاور مع أمها في البلاد"
وقد بدا واضحا للجميع انه اكثر ميلا للرفض منه للموافقة




ثلاثة أيام مروا عليهم … مروا كأنهم حلم… لولا ذلك الكابوس المصغر كلما قررت ايقاظه
لذا جلست جويرية..علي المكتب اللطيف الذي اعده لها تشاي في غرفة النوم كي تستخدمه للدراسة او العمل.. جلست جويرية في بذلة سوداء حريرية … ذات بنطال فضفاض.. وبلوزة بلا اكمام وذات فتحة عنق كريمة جدا وكملت اناقتها البيتية برباط رأس حريري يغطي شعرها علي الموضة مع قرطين من " الهولاهوب"
وقررت كتابة بعض الاستراتيجيات التي تساعدها علي تخطي غيظها من ايقاظه في ساعة او يزيد كل يوم… خاصة وقد قاربت الاجازة علي الانتهاء
اول استراتيجية كانت
" التركيز علي ملامحه وانت توقظيه يا چو"
فملامح تشاي حتي في نومه تذيب ثليج قلبها بطبيعيتها الاخاذة
" التركيز فيما…. يفعل بعد الاستيقاظ"
تخضب وجهها الجامد لمجرد الفكرة… فبعيدا عن سعيه الدائم للاقتراب… فللحق يحاول شحاته تعويضها بشتي الطرق تماما كما يفعل في تلك اللحظات وهو يقف في المطبخ يعد لها نوعا من العصير يطلق عليه " القنبلة" جربه حين زار مصر اخر مرة
صوت الخلاط غطي علي صوت جرس الانتركم فلم يسمعه تشاي … لذا سارعت چو للهاتف الداخلي تسأل
" من هنا؟"
ليأتيها أصوات نسائية متداخلة لاتفهم منها سوي انها تتحدث الصينية قبل ان يصلها اسمه " تشاي"
فسارعت چو للمطبخ تناديه
" شحاتة اظن أحدا من عائلتك هنا"
فكان دور شحاتة ليسارع للهاتف الداخلي ويسأل بالصينية ثم يتحدث لثوان ويفتح الباب شارحا لچو بإعتذار
" جدتي وعمتي وزوجة عمي… لم يتصلوا قبل الحضور حتي يضمنّ اني لم اخبر امي"
في لحظة كانت جدة تشاي وعمته وزوجة عمه يقفن عند الباب لا يتوقفن عن الثرثرة باللغة الصينية سريعة الرتم
رسمت چو علي وجهها الابتسامة وهي ترحب بهن
كانت كل واحدة منهن حتي الجدة تحمل الكثير من اللفات القماشية الملونة.. وفجأة عم الصمت وجدته توجه لها الحديث بغضب… جعل چو تلتفت لتشاي مستفسرة
مسح تشاي وجهه وسمي بالله مترجما
" جدتي تخبرك ان عليك الدخول فورا لتغيير اللون الأسود الدي لا يصح ان ترتديه قبل ان ينقضي شهر علي الزواج"
ومدت الجدة لها لفة متحدثة وهي تضرب تشاي في كتفه كي يترجم
" تقول انها كانت واثقة ان زوبا لن تشرح لك العادات والتقاليد لذا استعدت لذلك"
كادت چو التي تناولت من الجدة اللفة ان تفتحها لتر ما بها… لتعالجها الجدة بضربة علي ظاهر يدها فاجأت چو خاصة وتشاي يضحك شامتا وشارحا
" لايمكنك فتح اللفافة امامي"
تبدلت ملامح الجدة التي لم يجرؤ احد علي التحدث سواه وهي تبتسم بطريقة محايلة لچو وتشاي متحدثة بلهجة حتي وان لم تفهم چو فحواها فقد فهمت انها تطلب منها شيء ما… فألتفتت لتشاي تطالبه بالترجمة
" تقول جدتي هلا سمحت لها بفرش سريرنا طبقا للعادات الصينية…لانها حاولت التغاضي عن الفكرة لكن لم تستطع وقد طاردها الخاطر ان عدم فرش السرير علي تلك الطريقة سيجلب لنا الحظ السئ"
رفعت چو كتفيها بعدم معرفة مؤكدة لتشاي
" لامانع عندي إن لم يكن فيها أي تطرف"
لم تتحرك الجدة او العمة من وقفتهم… فقط زوجة العم هي الي تحركت لغرفة النوم خلف تشاي مع لفتين ضخمتين
عاد تشاي بعد لحظة ليشرح لچو
" لا يجب ان يعد غرفة النوم سوي إمراءة متزوجة وعندها أولاد واحفاد كما ان والديها لازالا علي قيد الحياة.. وتلك الشروط لاتنطبق الا علي زوجة عمي"
وقفت چويرية مرتبكة لاتدر كيف تتعامل مع جدة تشاي وعمته لأول مرة في عدم وجود زوبا
لتتحدث العمة أخيرا بانجليزية صحيحة
" تعال للغرفة الأخرى كي اساعدك علي تبديل ثيابك… فالجدة لن ترحل بدونك"
رفعت چو اصبعها مشيرة لنفسها بتعجب
" بدوني انا؟"
لتؤكد العمة بابتسامة مريحة
" طبعا فأنت النجمة "
وبالرغم من ان چو طالما كرهت ان تكون محور الاهتمام … الا انها وهي تبدل ثيابها بالفستان الأحمر الذي احضرته لها الجدة ثم تسلم نفسها للعمة كي تصفف شعرها وتزينه بالحلي الذهبية وتضع لها الزينة المبالغ فيها بعض الشئ… شعرت انها نجمة بحق
خاصة مع نظرات تشاي الملهوفة حين خرجت من الغرفة ليهمس بالعربية
" مبهرة كالشمس .. دافئة… وحارة"
مع الكلمة الأخيرة كان قد اقترب منها ويرفع ذراعيه كي يلفهما حولها… قبل ان تقاطعه ضربة علي رأسه من الجدة وهي تهتف ما عرفت چو معناه " حان وقت رؤية غرفة النوم قبل النزول"
حينها سألت چو أخيرا
" أين سنذهب بعد ذلك؟"
لتتولي العمة الشرح وهم في طريقهم لغرفة النوم
" كل اللفات في الخارج هي هدايا وأطعمة ستأخذينها لبيت ابيك من بيت زوجك في تقليد يعرف عندنا بتقليد اليوم الثالث"
كانوا قد وصلوا لغرفة النوم .. فلم يدخلها غير تشاي وچو التي تخلي عنها البلانت افيكت وهي تهتف مصفقة
" الغرفة روعة بحق"
كانت زوجة العم قد بدلت مفرش السرير بمفرش أحمر حريري مطرز برسومات ذهبية وفي الأركان وضعت اطباق فاكهة مشكلة وعلي طاولة الزينة ابريق من العسل الأبيض
اما علي السرير نفسه فوضعت صينية حمراء من البورسلين المطعم بالابيض وفوقها عدة اطباق صغيرة من المكسرات وقوارير من العطر
" كل هذه الأشياء هي محفزات لجلب السعادة والأولاد"

وأخيرا تحركت الجدة لأخر لفة ففكتها واخرجت من ثناياها مظلة حمراء مطرزة يدويا بورود وازهار رائعة … امسكتها بكلتا يديها كشئ غال وناولتها لچو متحدثة بينما تترجم العمة
" أمي تؤكد كم هي شاكرة لك علي موافقتك علي مجاراة بعض عاداتنا التي لا تتنافي مع عقيدتك… وتخبرك انك ارحتي قلبها… وكم هي سعيدة انك فرد من عائلتنا"
وتأكيدا علي ما قالت… ربتت الجدة علي خد چو الذي بلله الدمع بحنان…
ثم تحرك الجمع كاملا مغادرين مع لفات الهدايا لبيت غسان
ما إن نزلت چو الشارع حتي فتحت المظلة الحمراء.. لتصفق العمة والجدة وزوجة العم وحتي تشاي تحية لها… وسار الأربعة خلف چو بصفقون لها عدة خطوات قبل ان يفاجئوا بالجارة الصينية في المبني المقابل والتي لم تتحدث إليها چو ابدا تقفز في الهواء حبات الأرز منضمة للاحتفال الصغير حتي ركبوا سياراتهم … بعدما وعد تشاي جدته ان يذهبوا علي الفور لبيت غسان















سبحانك اللهم وبحمدك




shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع