عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-21, 02:23 PM   #1328

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني من الفصل الثلاثين



لا تصدق كيف كانت… وكيف أصبحت
اين هي كل تلك المشاعر السلبية التي اغرقتها حتي العنق الأيام السابقة!
مشاعر كلها غضب و غيظ و… شعور اخر لاتريد الاعتراف به
غضب من مريم التي لازالت لينة متحيرة في تصرفاتها…
هل غرضها كان بالفعل إفساد الزيجة كما رأت في عيون الجميع؟
غيظ من عدم إلمامها بتلك العادات والتقاليد … فليس بيدها إجزام الإجابة علي السؤال السابق
اما الشعور الاخر فحتما لينة القوية الشجاعة لا تريد الاعتراف به
لاتريد الاعتراف… بالخوف
خوف شديد ملأ روحها مع مغادرة خالد ووالدته
ومع طلب والدها الصارم… ان لا تتحدث لخالد حتي يصلا معا هو وهي لقرار بخصوص زواجها من خالد
لذا أرسلت له ليلتها رسالة تحمل في احرفها لوحا زجاجيا هشا … ولمسة واحدة إما ان تهدمه لشظايا او تجعل منه لوحة فنية خرافية
" اعذرني يا مدير لا يمكننا التحدث معا… حتي يصل الي لقرار"
فأجابها بخوف علي اللوح الزجاجي وخوف علي الاميرة خلفه ان تجرحها الشظايا
" هل من الممكن ان يكون القرار سلبا… ان ترسلي بعد يوم رسالة اخري تعلنها او ان والدك حينها سيهاتفني معتذرا للرفض ومطالبا ان لا اتواصل معك!"
ارادت صدقا ان تطمئنه.. ولكن كيف وهي نفسها لا تجد في نفسها القبول والخوض معركة جديدة مع خصم لا تظن انها تكسب امامه ابدا
الخصم هو أم… وهل أغلي من الام وأعلي قيمة كي تخدع لينة ونفسها وتظن ان لها في هذه العلاقة أي حظ!
ولكن سبحان مغير الأحوال… تبدلت كافة مشاعرها بين ليلة وضحاها
فبينما الاسرة في الليلة السابقة كلها مجتمعة بعد وصول چويرية بهيئتها المبهجة مع تشاي… فما كان من غسان الا ان هاتف فدا وفاضل وعبدالله لتجتمع العائلة كاملة علي العشاء المميز الذي ارسلته جدة تشاي
وطوال العشاء تماما كما هو الحال الأيام السابقة… كان موضوعها مع خالد هو مثار الحديث.. والكل يحاول إقناعها بما هي مقتنعة به أصلا
لتأتي مكالمة مفاجئة من أم لينة… تحمل البشارة
مع وصول الاتصال من ام لينة.. استأذن والد لينة الجمع الودود مغادرا الغرفة كي يتحدث اليها…
ليعود بعد لحظات بملامح متفاجئة..مرددا علي مسمع الجميع
" حقا؟ كيف حدث هذا وكيف وصلت إليك!" ثم صمت لدقائق وعاد يجيب بلهجة متحمسة
" حسنا حسنا… سأخبر لينة بما حدث واعاود الاتصال بك"
انهي والد لينة وتطلع في ابنته مندهشا
" الست مريم هاتفت والدتك وطلبت منها التوسط عندي كي اقبل الزيجة"
شهقت لينة متفاجئة

ولكن من اين لها رقم هاتف امي؟"
لترفع تهاني يدها لأعلي معلنة بخفة روح
" انا بكل تأكيد من اعطيته لها بعدما ترجتني مريم"
ثم أكدت
"بالفعل طلبت مريم من والدتك ان تحاول اقناعك انت وعمي بقبول الزيجة… بل وبقبول المهر كي تدفعي نصفه كجهازية"
هز والد لينة رأسه رافضا
" لن يحدث هذا ابدا… انا من سيدفع الجهازية لابنتي..سأتحدث الي والدتها وندبر المبلغ معا"
ثم ألتفت للينة سائلا
" ما رأيك انت يا بنيتي! للحق كان عقلي مابين قبول ورفض الأيام السابقة… لكن الان انا اكثر ميلا للقبول بعدما اخبرتني امك بقبولها وارتياحها لأم خالد… وانا كما تعرفين اثق في حكم والدتك علي البشر"
مع كل كلمة كان والدها ينطقها كان الامل بداخلها يزهر حتي كادت ان تسارع للهاتف وتراسله بالقرار لكن والدها أخمد قليلا من حماسها بصرامة
" سأهاتف خالد ونتحدث قليلا بعدما اتحدث مع امك"
وها هي تنتظر وتنتظر حتي انقضي الليل وهل الصباح
حين سألت والدها… اجابها بغموض
" اليوم ستعرفين القرار النهائي"
وانتظرت لينة ان يراسلها خالد خفية… ولكنه لم يفعل
وها هي تنتظر…
" عاشقة البومات"
رفعت لينة وجهها من هاتفها الذي كانت تقطع الوقت بالتصفح عليه لتهاني الواقفة امامها في كامل هندامها بعدما خلا البيت الا من كلتيهما وقد ذهب والد لينة مع غسان للمطعم بعدما أصابه الملل من البقاء في المنزل بلا عمل
" نعم يا عاشقة الرمان"
ضحكت تهاني ضحكة شريرة معلنة بخبث
" لا تقلقي.. شهيتي للرمان أصبحت تحت السيطرة"
ارادت ان تستفهم لينة ما عنت… ولكن تهاني سارعت مستطردة وهي تشد لينة من ذراعها كي تقف
" هيا ارتدي الفستان زي البومات ودعينا نخرج لتناول الإفطار"
هزت لينة رأسها رافضة بوجوم… ولكن تهاني لم تترك ذراع لينة بل شدتها بعنف اكبر حتي سقطت لينة من علي المقعد للأرض
" هيا … لقد مللت من الجلوس في المنزل وجهي في وجه بوماتك… هيا… انت تعرفيني لن اتركك لحالك"
ولمعرفتها بتهاني حق المعرفة رضخت لإلحاحها وتحركت بالفعل لغرفتها كي تبدل ملابسها
في سيارة تهاني التي كانت تغني اغنية قديمة لا تعرف لينة كيف وصلت لها ابنة استراليا
" جفنه علم الغزل… ومن العلم ماقتل
قل لمن لام في الهوي هكذا الحب أمر
إن عشقنا فعذرنا ان في وجهنا نظر"
وبالرغم من صوت تهاني النشاز.. لكن الكلمات خاطبت لينة وقلبها
عل أحبت خالد فعلا حتي انها مستعدة لتحمل الصعاب لأجله؟
زفرت بإختناق وهي تعترف لنفسها انها تحبه بالفعل…ومستعدة لأن تتحمل لأجله أي شيء
ولكن….
ولكن هل حبها لخالد حب إمراءة لرجل؟ أم حب لهالة الأمان التي لاتلفها الا في وجوده!
قاطع تسلسل افكارها او بالاحري تخبطها..تهاني التي أعلنت بحماس
" وصلنا"
ترجلت لينة من السيارة في احد شوارع العاصمة الإدارية الجانبية… تلك الشوارع التي تشعرها انها تسير في كادر لمشهد من فيلم أجنبي… ربما فيلم " نوتينج هيل" الذي تعشقه منذ صغرها
فشوارع العاصمة الإدارية تختلف تماما عن الضواحي.. بمبانيها العريقة وشوارعها المزدحمة بالسياح
سارت الفتاتان لخطوات قليلة لتخرجا علي اكبر شوارع العاصمة وامام مبني اثري " تاون هول" تعشقه لينة
لذا تحركت تهاني وهي تشبك ذراعها في ذراع لينة لتجلسا علي احدي درجات المبني تحت الشجرة الضخمة ذات الزهور البنفسجية
لم تتحدثا في أي شيء … فقط يراقبن المارة بهدوء
ومن بين الزحام لفتت نظر لينة فتاة ترقص رقصًا إستعراضيا علي أغنية انطلقت عالية
اعتادت لينة في المرات القليلة التي زارت فيها العاصمة علي رؤية مؤدي الشارع والاستمتاع بعروضهم… لذا انتبهت تشاهد حركات الفتاة بإستمتاع … وهي تري شابا ينضم لها
" It's a beautiful night, we're looking for something dumb to do
Hey baby, I think I wanna marry you”
اتسعت ابتسامة لينة وهي تري شابا وشابة اخرين ينضما للراقصين.. وغيرهم وغيرهم.. في وقصة جماعية رائعة وصوت المغني يسأل
" Is it the look in your eyes or is it this dancing juice?
Who cares, baby, I think I wanna marry you, oh"
زاد التجمع حول الفرقة الراقصة حتي ان تهاني ولينة وقفتا مقتربتين من الفرقة.. وبدآتا في التصفيق ولينة تشعر بفرحة من المشهد
فجأة… حدث ما لم تتصوره… ومن بين جموع الفرقة المتلاصقة… شق أحدهم طريقه بخطوات راقصة مع الاغنية
" Don't say no, no, no, no, no
Just say yeah, yeah, yeah, yeah, yeah
And we'll go, go, go, go, go
If you're ready, like I'm ready"
شهقت لينة وهي تكتشف ذلك الذي يتحرك امامها بتناغم ورشاقة مع الفرقة الاستعراضية… هو خالد
ليصل امامها أخيرا وبحركة راقصة ينزل امامها علي ركبتيه مرددا مع المغني
" oh baby
Just say I do”
الموقف برمته كان فوق استيعابها… فعاشته كحلم.. او كخيال
ولكن عاشته … وهي تضحك وتلقي رأسها للخلف ثم تعود لتتطلع لعينيه اللامعتين وشعره المتطاير هاتفة بعلو الصوت
" I do”


بعد عدة أيام
هز رأسه لزهرة شاكرا وهو يلحظ ثقل لفك الطعام التي ناولته إياها
لا يحتاج لأن يسأل… النظرة المشفقة في عيني اخته الصغيرة .. كافية
نظرات الكل وهمساتهم
" فقد كثيرا من الوزن"
" هل بوجهه شحوب"
" هل ألم به مرض"
وكم صدقوا…
ألم يخبرنا السابقون ان الحب عياء… لا شفاء منه
وصهيب طال عياه حتي اصبح جزءا من وجوده ذاته.
هل كانت زيارتها القصيرة… إنتكاسة بعد شفاء؟ ولكن متي شفي من حبها كي يتجدد باللقاء؟
همس لنفسه بشجن
" الطمع يا صهيب… داءك هو الطمع… انتكست لانك طمعت في وصل وقرب دائم … فلم يعد الفتات الذي عشت عليه لسنوات يكفيك… والرمانة.."
هز رأسه كأنه لا يريد للافكار التي تطارده منذ فترة ان تعود
فكرة انها تغيرت… انها سعيدة في البعد
وكأن سمعت اسمها المتردد في كيانه…فأنطلق هاتفه بمكالمة منها
" كيف حالك يارمانة!"
ليأتيه صوتها مغردا بسعادة
" لن تصدق يا صهيب …. عثرت أخيرا علي وظيفة احلامي"
صمت صهيب يستوعب ان احلامها لاتدور حوله كما تدور حولها حياته كاملة
ومع ذلك… بقلب محب صادق أجاب
"مبارك يارمانة.. ما الوظيفة بالضبط!"
لتستفيض بحماس
" مديرة متحف .. تخيل! بل ومطلوب مني ان اختار بنفسي معروضاته واتعامل مع الجهات المختصة وكل شيء كل شيء"
صمتت للحظة لتلقي بقنبلة
" عيبه الوحيد انه في ولاية اخري"
توقف صهيب عن السير ليسأل بريبة
" وكم تبعد تلك الولاية عن الولاية التي تعيشين فيها الان!"
لم تجب.. فسأل صهيب
" ساعة .. ساعتين!"
لتجيب تهاني بهدوء ليس منها
" اربع وعشرون ساعة بالسيارة"
صمت جليدي من الطرفين تبعه صهيب بكلمتين قاطعتين
" علي جثتي"
وصلته شهقتها علي الطرف الثاني من المكالمة ليزيد
" علي جثتي يا تهاني ان تعيشي في مكان بعيد كل هذا البعد عن والدك واخواتك وعائلتك…. هل نسيتي اني شرقي ولا اقبل بهذا الوضع اطلاقا"
ليصله صوتها أخيرا مختنقا غير واضحا
" صهيب .. اسمعني"
ليصرخ بكل الكبت الذي حمله منذ رحلت
" لا يا تهاني لن اسمعك… حين قررت العودة كان لاجل اهلك اللذين لن يستطيعون العيش بدون تهاني..تهاني التي ترأب صدوع العائلة… تهاني التي ستغرق السفينة دونها… والان تهاني تريد السفر وتركهم"
ليهدأ قليلا… هدوء زائف وهو يسأل
" اذا كان الوضع قد تحسن وأصبحت قادرة علي الابتعاد… عودي لهنا"
زفرت تهاني بقلة صبر وهي تخبره بضيق
" اووف كلما تحدثنا عودي عودي… لا أفهم لأين سأعود … متي ستفهم ان بلدك ليست بلدي"
ولأول مرة خانته الحروف… بل خانته أنفاسه التي انحبست لما يسمعه
خانته الكلمات… وأخيرا خانته دمعات خائنة تسابقت كي تعريه وتجرح رجولته
ولكنه تمسك بالصمت مصرا ان لاتسمع صوت القطرات في اختناقه…
اما تهاني فلم تنتظر أصلا منه الرد وهي ترمي اخر ما في جعبتها بصوت بدا له باكيا
" صهيب… من فضلك لاتهاتفني لفترة… دعنا نقيم العلاقة بيننا وما إذا كانت تستحق كل هذا الوجع…

وداعا"



سبحانك اللهم وبحمدك


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع