عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-22, 02:08 AM   #256

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

كان يراقبها عن كثب بتأمل شديد بعينين سوداوين صقريتين وهو يرتشف تفاصيلها بدقة لا متناهية وهي تثير اهتمامه بكل حركة عابرة بكل لمحة خاطفة مهما كانت تافهة تكون اكثر من كافية لقلب كيانه بعواطف هادرة لم يشعر بها سوى معها وهي تجذب وتعبث بسير مشاعره كيفما تشاء....بينما هي تمسك بكتاب بين يديها يحوي على جزء من عالمها الخيالي الذي ينسجه عقلها دائما بحالة من الوله والسحر الخاص بها وحدها حتى تسربت مشاعرها الفياضة على إمارات ملامحها لتتشكل بين حزن وفرح وهيام وحب تستطيع كشف دواخلها من خلالها بدون اي عناء او تفكير...وكأنها كتاب مفتوح يستطيع كل من يراه تصفحه بسهولة والاستمتاع بأحرف كلماته المحفورة على غلافها بنهم وجوع فاق حدود المنطق والعلم...ولو استمر سنوات بهذا التحديق الطويل المتربص فلن يستطيع ان يشبع نفسه من تلك التفاصيل البسيطة والتي اصبحت جزء لا يتجزأ من حياته اليومية التي اشعلتها بموجة عواطف متشكلة بطاقة متجددة .
تغضن جبينه وهو ينقل نظره للضوء الخافت المشعل بالمبطخ المظلم لا يُظهر سوى الجالسة حول المائدة الصغيرة وهي تعطي تركيزها للكتاب الموجود بين يديها ، بدون ان تعلم بأنها بحد ذاتها شعلة مضيئة ملتهبة انارت المكان المظلم من حولها وكأنها تضيء بالمشاعر المتمحورة على سطح ملامحها والتي تظهرها بتدفق غير مراعي للقلوب التي تجذبها من عتمتها لنورها !
ارتفع حاجبيه بدهشة اربكت كيانه بلمح البصر ما ان شد نظره دموع ترقرقت بمقلتيها العسليتين لتلمع بظلام المكان مثل شعلتين صغيرتين طغت على حالة الهيام التي كانت تطوف على محياها من لحظة ، ليزفر بعدها انفاسه بهياج كاسر وهو يقتحم المطبخ بعد ان ضاق ذرعا من المراقبة التي قتلت كيانه اكثر من الكلام ، ليقول من فوره بصوت جامد وهو يكسر هالة الصمت المحيطة بالمكان
"مساء الخير"
اخذت عدة لحظات ساكنة قبل ان ترفع رأسها بعيدا عن الكتاب بعينين دامعتين وشفتين فاغرتين سيطر عليها الذهول لبرهة ، ليحرك بعدها الواقف رأسه بملل وهو يهمس بهدوء جاف
"لما تجلسين بالظلام على ضوء المصباح الخافت مثل جنية المطابخ ؟"
انتفضت وهي تقف عن المقعد بقوة اصدرت زعيق مزعج بصمت المكان ، لتهمس من فورها بارتباك وهي تحرك يدها بعفوية
"لا ليس هناك شيء ، فقط كنت بانتظارك"
عقد حاجبيه ببطء وهو يخفض نظره للكتاب الموجود بين احضانها مثل طفلها الوليد ، ليقول بعدها بشبه ابتسامة باهتة
"اجل وتنتظرين قدومي بقراءة القصص بظلام المطبخ البارد ؟ يا لها من اجواء مثالية وشاعرية للاستمتاع بقراءة القصص العاطفية !"
انفرجت شفتيها بارتعاش وهي تهمس بسرعة بتوتر متحفظ
"غير صحيح ، انا لا افعل مثل هذه الامور....."
صمتت فجأة وهي تغطي بكفها امام عينيها ما ان انتشر الضوء الساطع بالمطبخ الواسع والذي اغشى نظرها للحظات ، لتزيل بعدها كفها بارتجاف ما ان قال المسؤول عن انتشار الضوء بجفاء
"هكذا افضل بكثير فليس من الجيد القراءة بالظلام فهي تؤذي العينين وتجهدهما ، لذا فكري بصحة عينيكِ اولاً قبل ان تفكري بصنع اجواء شاعرية بالمطبخ !"
اخفضت عينيها بعبوس وهي تهمس بقنوط
"اخبرتك بأن هذا ليس صحيحا ، فقط لم ارد ان ازعج احد بأضواء المطبخ الساطعة بهذا الوقت المتأخر"
ابتسم بهدوء جامد وهو يتقدم امامها عدة خطوات قبل ان يقف عند الطرف المقابل للمائدة ، ليقول بلحظة بابتسامة ملتوية بتفكير
"ومن هؤلاء الذين سينزعجون من ضوء مطبخ منزلنا ؟ هيا اخبريني بجواب مقنع"
عقدت حاجبيها وهي تعصر عقلها بكذبة مقنعة لتهمس من فورها بشفتين متكورتين بامتعاض
"اقصد البيوت المجاورة لنا والجيران"
اومأ برأسه وهو يمسك بظهر الكرسي امامه ليمد جسده قليلا قائلا ببرود ساخر وهو يحاول مجاراة كذبتها
"اجل وما علاقتهم بأضواء منزلنا والتي هي اساسا بداخل منزلنا !"
ضمت قبضتيها بقوة وهي تهمس بكل ما تملكه من تفكير مشتت
"انا لا احب النور الساطع"
ارتفع حاجبيه ببرود جليدي وهو ينظر لها عن كثب قائلا بتعجب ساخر
"ألستِ كنتِ تخافين من الظلمة ؟ كيف حدث واصبحتِ لا تحبين النور كذلك ؟......."
قاطعته بغضب محتقن وهي تنظر له باحمرار مفرط
"لا احب القراءة تحت نور ساطع ، وهذا شيء يخصني وحدي"
تغضنت زاوية شفتيه وهو يحرك رأسه جانبا لوهلة ليترك بعدها الكرسي وهو يتمتم بجمود عاد لتلبسه
"ولماذا كنتِ تنتظرين بي ؟"
اتسعت عينيها بتذكر وهي تهمس بابتسامة جميلة برقة
"لقد كنت انتظرك لأحضر لك طعام العشاء فقد تأخرت كثيرا بالخارج وانتهينا من تناول العشاء منذ ساعات ، ولم تستطع عمتي هيام فعل هذا فقد كانت متعبة جدا وذهبت للنوم مبكرا ، لذا لا تقلق من شيء فأنا التي ستحضر لك العشاء اليوم"
ردّ عليها بجمود غير مبالي وهو ينظر بعيدا عنها
"لم يكن عليكما فعل هذا ! فقد نبهت كثيرا من قبل عن عدم انتظاري عندما اتأخر خارجا ، فقد يكون هناك ظروف قاهرة تأخرني عن العودة وقد احتاج الليل بطوله او لليوم التالي حتى انتهي منها ، وانا لا احب ان ينتظرني احد او يبقى ساهر لليوم التالي"
كانت قد غادرت من امامه وهي تفتح الثلاجة هامسة بمودة
"لا بأس بذلك ، فأنا مستعدة لانتظارك لليوم التالي حتى تعود للمنزل واتأكد من تحضير العشاء لك ، فنحن اهم شيء عندنا هي صحتك يا زعيم العائلة"
ارتفع حاجب واحد بوجوم وهو يتتبع بنظراته حركتها السريعة بالمطبخ وهو يهمس بهدوء
"ومن اخبركِ بأني ارغب بتناول العشاء ؟ وايضا لقد تناولت العشاء بالخارج ! لذا كل ما تفعلينه الآن بلا فائدة ولم يعد له لزوم"
استمرت بالحركة بالمطبخ وهي تقطع الخضار بسرعة قياسية لتلتفت بعدها بوجهها نحوه وهي تهمس بخفوت مرح
"انت تكذب يا جواد"
انحنى حاجبيه بتغضن وهو يشعر بجملتها المختصرة قد عبرت عن كل شيء وفقدت معناها الحقيقي ومضمون كلامها برقة صوتها مثل العسل الذائب ، نفض رأسه بقوة وهو يشعر بنفسه قد تحول لأكبر احمق ومتغزل ساذج وهو يشبه صوتها بالعسل وكأنه عاد مراهق ولهان بعد ان ضاع منه العمر بالظلمة والشقاء !
تجهمت ملامحه وهو يخرج من دوامة اليأس ليعود بنظره للفراشة المحلقة من حوله قائلا باقتضاب
"ولما كل هذه الثقة بالكلام ؟ ما لذي يثبت لكِ بأني اكذب ؟"
توقفت قليلا عن الحركة وهي تمسك بالأطباق بيديها لتستدير نحوه دورة كاملة هامسة بابتسامة بديعة الجمال
"لأني اعرف جواد اكثر من نفسي وحفظت كل شيء يخصه ، فهو لا يتناول طعاما بمفرده ألا عندما يشاركه احد بذلك ، وهذه واحدة من صفات جواد الغير قابلة للتعديل او الحذف ، وإذا تجرأ احد على التدخل بهذه الامور سيصبح عندها من عداد الموتى لأن جواد يفعل ولا يقول"
تجمدت ملامحه للحظات غيرت فحوى الكلام بينهما لشيء آخر اشعل الفتيل بداخله ، اشاح بوجهه جانبا وهو ينظر لها ترتب السفرة امامه على الطاولة الصغيرة ، وبلحظات كانت تنتهي بدون ان يشعر بالوقت وهو يمضي بينهما ام هو الذي شرد كثيرا بعواطفه حتى سُرق الوقت منه !
تصلب جسده وهو يشعر بيدين ناعمتين تمسكان بذراعه بدون ان ينتبه بأنها قد اصبحت بجواره وهي تهمس بخفوت
"هيا اجلس يا جواد"
زفر انفاسه بضيق وهو يستل ذراعه من بين يديها ليجلس على الكرسي امامه بجمود بعد ان وضع بهذا الموقف ، ليقطب جبينه بضيق وهو يشعر بوجودها اصبح يحاصره وهي تقف بجانبه ومعها الطبق الخاص به هامسة بلطف
"اتمنى ان يعجبك الطعام الذي حضرته اليوم على العشاء فقد اقترفت بعض الاخطاء بطريقة تحضير الخضروات المقلية ، ومع ذلك ما يزال مقبول بكل الاحوال وقد احبته عمتي كثيرا واثنت عليه"
حاد بنظراته نحوها وهو يلمح خصلة شعر طويلة تنسدل على جانب خدها المتورد وهي تتراقص مع حركاتها المتمايلة وكل شيء بها يتحرك بتناغم رهيب وكأنه اتفاق ابرم مع كل اجزاء جسدها على تعذيبه لآخر يوم بحياته ، لتحتد ملامحه بلحظة ما ان وجهت الكلام له هذه المرة هامسة بهدوء رقيق وهي تنظر له بعينين واسعتين باكتمال ضوء الشمس
"هل اضع لك شيء آخر بطبقك يا جواد ؟"
عقد حاجبيه بحيرة وهو يخفض نظره للطبق بيدها والذي امتلئ بشتى انواع الطعام ، لتعبس ملامحه ببؤس وهو يهمس بوجوم
"لا هذا اكثر من كافي"
وضعت الطبق امامه وهي تعيد خصلاتها المتمردة لخلف اذنها بنعومة ، لتلتفت له مجددا بنفس الابتسامة هامسة برقة تكاد تقضي على الذرة الاخيرة من قوة احتماله
"هل تريد شيء آخر بجانب طبقك يا جواد ؟"
حرك رأسه بعيدا عنها وهو يهمس من بين اسنانه بتشديد
"لا فقط عودي لمقعدك يا صفاء ، وشكرا على مجهودك معي"
اومأت برأسها بصمت والخصلات تعود للتمرد على عقدتها لتنسدل حول وجهها المتورد بشعاع شمسها الخاصة ، لتجلس بعدها على الكرسي المقابل له بهدوء وهي تنظر له بابتسامة رقيقة تتقن رسمها على محياها .
انشغل بتناول الطعام امامه من الطبق الذي امتلئ من كل اصناف طعامها والذي دائما ما تضع لمساتها الخاصة عليه حتى لا يتشبه بأي نكهة طعام اخرى ، عاد بالنظر لها ليصدم بتغير حالتها وهي تسند خدها على قبضتها بشرود حالم طاف على ملامحها ونظراتها تهيم بالبعيد ، لتتجهم ملامحه بعدم رضا وهو يقول بهدوء جاد ليقطع شرودها البعيد
"لم تخبريني عن نوع القصة التي كانت بحوزتك ! هل هي واحدة من روايات الحب العاطفية مثل التي اعرتني إياها سابقا ؟"
ارتبكت ملامحها وهي تنظر له بوجل لتخفض بسرعة قبضتها وهي تسندها على الكتاب بجانبها هامسة بخفوت مضطرب
"اجل شيء من هذا القبيل"
ضيق عينيه بقسوة وهو يلتقط انفعال ملامحها الواضح والذي لا يخفي دواخلها عنه وهو يستطيع قراءتها بسهولة ، ليقول من فوره بابتسامة ملتوية وهو يوجه نظرات ذات مغزى نحو الكتاب
"حقا لقد اثرتِ اهتمامي لأعرف بما يحتويه هذا الكتاب حتى يجعلكِ بكل هذا الوله والاستمتاع بقراءته ، وقد افكر باستعارته منكِ لبعض الوقت لنتشارك متعة تبادل الآراء بيننا واحاديثنا القديمة مثل الأيام الخوالي"
زمت شفتيها بجزع وهي تدس الكتاب بين احضانها لا شعوريا هامسة بتعنت
"لا لن اعطيك إياه فهو غالي جدا عليّ ، وايضا انت لم تعيد لي كتابي السابق الذي اعرتك إياه ، لذا من المستحيل ان افرط بهذا الكتاب بين يديك"
ارتفع حاجبيه بجمود وهو يتقدم بجلوسه قائلا بخفوت حاد ارهبها
"ذلك الكتاب قد اصبح من ممتلكاتي الخاصة ولا تحلمي ان اعيده لكِ وقد ينضم له هذا الكتاب بحوزتك إذا لم تعطيه لي الآن"
فغرت شفتيها بصدمة وهي تشدد لا إراديا من احتضان كتابها هامسة بغضب
"هل انت مهووس بالتملك ؟"
اتسعت ابتسامته بحالة غريبة من الشقاوة تراها لأول مرة وهو يقف عن مقعده بهدوء ، ليدور بعدها حول المائدة ببطء قبل ان يصل لها بلحظات ، انتفضت بذعر وهي تحاول النهوض لولا الذراعين واللتين كبلتاها بمقعدها بحصار وهو ينحني بجوار اذنها هامسا بخفوت اجش متملك
"وإذا كنت كذلك ! فماذا بإمكانك ان تفعلي ؟"
ردت من فورها بنشيج وهي تحاول التحرر من قيوده
"لن افعل شيء ، اقسم لك فقط اتركني"
شدد من معانقتها مع الكرسي حتى شعرت به يكاد يرتفع بها وهو يهمس عند اذنها بحرارة ملتهبة اشعلت كيانها
"كيف تريدين مني ان اترككِ وانتِ قد انضممت لممتلكاتي الخاصة ؟ لقد اصبحتِ جزء من هذا المتملك يا صفاء ولم يعد لديكِ طريق للهروب منه !"
رفعت رأسها نحوه بارتعاش سيطر على محياها وهي تسمع كلام لأول مرة تسمعه وهو يصدمها للمرة الثانية بعد اعترافه بالحب لها قبل ايام ، لتطرف بعينيها برجفة ما ان مسح بأصبعه السبابة على اطراف مقلتيها وهو يهمس بخفوت مشتد
"لماذا كنتِ تبكين قبل دقائق يا صفاء ؟"
زمت شفتيها بامتقاع وهي تكتشف بأنها كانت مراقبة على طول الساعات التي سبقت دخوله ، لتهمس من فورها ببرود وهي تحاول احناء رأسها بعيدا عن اصبعه
"لم افعل !"
قبض على يده وهو يخفضها ليمسك بخصلة شعرها الطويلة وهو يلفها حول اصبعه هامسا بخفوت بارد
"انتِ تبدعين وتجيدين كل شيء ألا بالكذب فهو صعب الاتقان عليكِ"
زمت شفتيها بوجوم وهي تشعر بإهانة مستترة بكلامه المريب ، لتتنفس بارتباك وهي تهمس بعبوس حانق
"لقد قرأت مشهد محزن بالكتاب ابكاني"
تنهد براحة غريبة وهو يهمس بشبه ضحكة بجانب اذنها والتي احمرت من انفاسه المشتعلة
"تبكين من مجرد مشهد بقصة خيالية ! لم اعرفكِ بكل هذا الجهل يا صفاء !"
ضمت شفتيها بتخبط اكبر تشعر به على وشك خرق نبضات قلبها المجنونة ، وهي تهمس بلحظة بوجوم مكبوت بدون ان تنظر له
"ليس الأمر بيدي فأنا شديدة التأثر بالمواقف العاطفية ، ويمكنك ان تقول عني ما تشاء جاهلة ، طفلة ، غبية ، ومع ذلك لن اغير من نفسي فقط من اجل ارضائك يا متملك"
شدد بأصبعه على الخصلة حتى مالت بوجهها ناحيته بألم وهو يتمتم بانفعال خافت
"ومن طلب منكِ ان تغيري من نفسكِ يا بلهاء ؟ فقط لا اريد منكِ ان تهدري دموعك على ذلك العالم المزيف الخيالي ! بل اريدها ان تكون ملكي وحدي كما احتجزت وقيدت صاحبتها مسبقا"
انفرجت شفتيها بأنفاس ذاهلة وهي تهمس ببهوت مغيم
"هل كل هذا تملك ؟"
ارخى مفصل اصبعه عن خصلتها وهو يهمس بهدوء
"لم تري شيء بعد يا عزيزتي !"
اتسعت حدقتيها العسليتين بفورة المشاعر الغامرة ما ان استشعرت قبلته الرقيقة على خدها المحمر مثل جمر محترق ، ليفك بعدها قيودها وهو يستقيم بعيدا عنها لوهلة بدون ان يحيد بنظراته عنها ، وبلحظة كان يلوح بالكتاب بحوزته والذي سُرق منها بدون ان تشعر وهو يهمس بانتشاء
"شكرا لكِ على الكتاب"
افاقت من غمامتها وهي تحدق بيديها الفارغتين بعد ان سحب الكتاب منها بلحظة غادرة ، لتنتفض باندفاع ما ان تحرك بعيدا وهي تنطلق بالجري نحوه بلمح البصر قبل ان تطوق خصره بذراعيها من الخلف سمرته عن الحركة تماما ، لتهمس برجاء مكسور بدون ان تبعد ذراعيها عنه
"ارجوك اعد لي الكتاب فأنا لم انتهي منه بعد ، ارجوك لا تسلبه مني ، رجاءً"
تصلب جسده وهو يتفاعل مع حركاتها بموجة المشاعر القاتلة التي عادت للسيطرة عليه ، ليقول من فوره بجمود قاسي بدون اي رحمة
"لن اسلمه لكِ قبل ان تعترفي بالحقيقة وتخبريني بما يحوي عليه الكتاب ، وإياكِ والكذب عليّ فهو لن يساعدك بموقفك"
عبست ملامحها بارتجاف وهي تتراجع مبعدة ذراعيها عنه لتهمس بلحظة بحياء مفرط
"الحقيقة هو يحوي على الكثير من المواقف العاطفية وامور لن تعجبك ولا تليق بذوقك ، لذا لم ارد منك ان تقرأه او تتصفحه فلن احتمل نظرتك لي بعدها والإحراج الذي سأتعرض له !"
حرك رأسه جانبا لوهلة وهو يبتسم بشبه ابتسامة ليرفع بعدها بالكتاب امامه وهو يقول بحزم جاد
"لم تعجبني منكِ ابدا يا صفاء ! ومن اجل هذا السبب تحديدا لن اعيد لكِ الكتاب فقد اصبح مصادر"
ارتفع حاجبيها بصدمة وهي تلوح بقبضتيها هامسة بتذمر
"تقول مصادر ! هذا ظلم كبير بحقي ! كيف سأستطيع اكمال قصة فلورا وجاك ؟ كيف سأعرف ماذا حدث معهما الآن بعد تلك الصفحة ؟ وما هي نهاية قصتهما !"
حاد بنظراته نحوها ببرود قبل ان يكمل سيره لخارج المطبخ قائلا بجفاء بارد
"توقفي عن التفكير بالقصص الخيالية ، وحاولي التفكير بنهاية قصتك قد يكون افضل بكثير من العالم الوهمي الذي تعيشينه"
ارتعشت ملامحها وهي تقبض على يديها بألم تسرب لمفاصلها حتى قلبها الذي انطفئ عن النبض ، لتتراجع بعدها بخطواتها التي ارتخت قبل ان تجلس على الكرسي الخاص به بهدوء شديد ، لتنظر امامها وهي تحدق بطبق الطعام الذي ما يزال ممتلئ وكأنه غير ملموس ، تنهدت بهدوء وهي تمسك بالطبق بين يديها لتهمس مع نفسها بغمامة شاردة بحزن
"لقد انتهت قصتي بالفعل ، فقط انتظر نقطة النهاية التي ستكتب بآخر السطر لتنهي كل شيء وكأنه لم يكن"
______________________________
كانت تسير بخطوات هادئة بصمت وهي تتبع خطى السائر امامها مثل ظله المرافق له بدون ان تحيد عن الطريق التي يسير عليها بخوف خفي ما يزال يتربص بها ، وهي تسير من خلفه تماما تكاد تلتصق بجسده والذي يشكل حماية لها من الظلام والفراغ السائد من حولهما مثل شرنقة قاسية تحيط بهما وتلتف حول قلبيهما بدفء المشاعر المحصورة بهما نافضة البرودة عنها .
شددت على يده القابضة على كفها بتشابك وكأنه يشعرها بوجوده الثابت معها حتى لا تغيب بذهنها بعيدا عن عالمه ، وهل لديها الجرأة للابتعاد بعد ان التصقت به وسلمت بوجوده المحاصر لها برقة عذبة ؟
توقفت بآخر لحظة ما ان كادت تصطدم بظهره وهي تثبت قدميها بمكانها ، لترفع بعدها وجهها بحيرة وهي تنظر للذي كان يوليها ظهره قبل ان يتمتم بجمود خافت
"لقد وصلنا"
تقدمت بخطواتها قليلا وهي تنظر لما كان يشير إليه لتلمح عندها بناء الشقق الذي تكلم عنه الرجل وهو يأخذ ثلاث طوابق فوق بعضها البعض بتصميم بسيط بعيد عن تصميم الفنادق ، لتشعر بعدها بيده التي بدأت بسحبها مجددا وهو يعود للسير امامها باتجاه طريق البناء بدون ان يضيف كلام آخر .
جلست فوق الاريكة عند بهو الانتظار وهي تشعر بألم رهيب يخترق عظام قدميها وكأنها سارت لساعات طويلة بدون انقطاع او توقف ، تنهدت بإنهاك وهي تنظر باتجاه الواقف امام مكتب الاستقبال يستفسر عن طريق للعودة للمنزل وقد اجرى اتصالات عديدة مع كل من يعرفهم واستطاع تذكر ارقامهم ، وبسبب تأخر الوقت الآن والذي يذهب به الجميع للنوم فلم يستجب الكثير لاتصالاته واغلبها تكون خطوط مقفلة او مفصولة ليترك رسالة صوتية لهم لليوم التالي .
اراحت رأسها على مسند الاريكة بتعب وهي تخفض جفنيها قليلا بحالة هدوء وصمت بعيدا عن كل العالم المحيط من حولها ، ليتغضن جبينها بانتباه ما ان اخترق سمعها صوت الخطوات المتجهة نحوها بثبات عميق .
همست بعدها بصوت باهت طغى عليه بحة التعب
"ماذا حدث ؟ ألن نعود للمنزل ؟"
صمت للحظتين قبل ان يأتي الجواب بهدوء جاد
"لن نستطيع العودة اليوم ، وسنضطر للانتظار للغد حتى يفتح قسم الصيانة ويحضر لنا مفتاح آخر للسيارة ، وليس هناك اي مواصلات متوفرة تخرجنا من هذا المكان وتعيدنا للمنزل ، وحتى لو حاولنا الاتصال بكل الجهات التي نعرفها فلن نجد عند اي احد منهم الوقت لنا ليساعدنا بهذه الساعة المتأخرة"
عقدت حاجبيها بتفكير بدون ان تظهر اي تعبير على ملامحها وهي تهمس بوجوم
"وماذا عن عائلتك ؟ ألم تتصل بأحد منها !"
ردّ عليها من فوره بجفاء بارد
"هاتف احمد مغلق ولا يجيب ، وليس هناك داعي لنتعب انفسنا ونتصل بباقي افراد العائلة والتي لن تعطينا اهتماما اكثر من احمد !"
اومأت برأسها بشرود وهي تهمس بآخر سؤال خطر ببالها بهدوء بالغ
"وماذا سنفعل الآن ؟"
عندما طال الصمت طويلا تجرأت على فتح عينيها الزرقاوين برجفة لاسعة وهي تصطدم بنظراته فوق رأسها والتي ارجفت كيانها حد الإرهاق ، لتحاول بعدها الكلام بصعوبة قبل ان يسبقها وهو يقول باختصار جاف
"سنقضي الليلة بهذا الفندق"
فغرت شفتيها بانشداه لوهلة قبل ان تنتفض جالسة باستقامة وهي تهمس بعبوس مستنكر
"نقضي الليل هنا ! ولكننا لا نملك اي شيء معنا ولا مال ! ولا نعرف اي شيء عن هذا المكان ؟....."
قاطعها بهدوء وهو يقف امامها مباشرة
"لم افقد محفظة نقودي بعد واملك من المال ما يكفينا لنحجز عشر غرف وليس غرفة واحدة ، لذا لا تقلقي من شيء يا عزيزتي فنحن سنكون بخير"
زمت شفتيها بارتعاش وهي تخفض عينيها قليلا هامسة بعدم راحة
"ومع ذلك نحن لا نعرف احد بهذا المكان ! كيف سنثق بهم بهذه السهولة بدون اي شروط او تجارب ! انا ارى ان نكمل طريقنا او نسلك طريق مختصر فقد نجد سيارة عابرة توصلنا للمنزل......"
قاطعها فجأة وهو ينحني نحوها بلحظة ليمسك بكتفيها برفق يوقف اضطراب حركاتها وهو يهمس امام وجهها بتروي وعطف
"اهدئي يا ألماستي وخذي نفسا عميقا ، فأنتِ الآن مع زوجك ولن يدع من مكروه ان يصيبك ، لذا ضعي كل ثقتك بزوجك وارمي بحملكِ عليه فهو لن يترككِ تتأذين فهذا القلب والجسد فداء لكِ يا ألماستي"
نظرت له بمقلتيها الزرقاوين بأمواج هادرة شحبت معها ملامحها الحجرية وهي تهمس بخفوت حزين
"هل هذا جزء من خطة ارضائي ؟"
شدد على كتفيها وهو يتلاعب بأصابعه بحركة دائرية اثارتها هامسا بصوت اجش خافت
"ربما من يعلم !"
تشنجت ملامحها وهو يبتعد عنها باستقامة ليشير بعدها بذراعه قائلا بجدية
"هيا بنا لنذهب لغرفتنا من اجل ألا نثير الشبهة بالمكان ونطرد منه"
غرزت اسنانها بطرف شفتيها وهي تراه يغادر بعيدا ببساطة تاركا إياها تموت من غيظها ، لتنتفض بعدها على صوت خطواته وهو يعود ادراجه ليمسك عندها بكفها بدون مقدمات وهو يسحبها قائلا بنفاذ صبر
"هيا تحركي لن انتظركِ طويلا"
كورت شفتيها بغضب وهي تجاري خطواته الواسعة والتي كادت تتعثر بها بدون ان تمنع الابتسامة والتي زحفت على محياها ببهوت .
بعد مرور ساعة كاملة بين استحمام واداء الصلاة التي فاتتها طول اليوم وقفت امام النافذة وهي تجفف شعرها المبتل بالمنشفة بحركة رتيبة بعد ان اخذت حمام سريع ينظف كل الارهاق وآلام مفاصلها من السير الطويل لساعات ، لتخفض بعدها المنشفة عن رأسها وهي توزع نظراتها بمحتويات الغرفة البسيطة والغير مترفة ، وهي تضم غرفة نوم وبهو صغير وحمام مرفق بجو من البساطة والرقي تناسبت مع مجريات يومهم الكارثي والذي تجرد من الترف والابتذال بحياة طبيعية مسالمة بعيدا عن حياة ذلك المنزل البارد والفارغ من المشاعر شبيه بأصحابه .
عادت بنظرها للنافذة وهي تلقي بالمنشفة على طرف السرير بجوارها بإهمال ، لتتلمس بعدها على زجاج النافذة الباردة بشرود وهي تعكس صورة عينان زرقاوين بلون السماء تجردت من ألوان المحيط القاتم بعد ان نزعت العدسات التي فاضت بدموع البحر وسقطت عن عينيها مثلما يسقط القناع عن صاحبه وتظهر صورته الحقيقية بدون اي تزييف او اقنعة ، لتفك بعدها قيود ابتسامتها المائلة بتسلي ما ان سمعت صوت باب الغرفة يفتح بهدوء وهو يعلن عن عودة شريكها بالغرفة .
قبضت على كفها فوق سطح زجاج النافذة بدون ان تبعدها وهي تستمع للخطوات القوية التي بدأت تقترب من مجال سمعها ببطء شديد رويدا رويدا ، وما ان اختفى صوت الخطوات وغيم الصمت بالمكان حتى شعرت بالهواء ينحصر برئتيها بفعل ذراعين قويتين احاطت جسدها بالكامل وطوقت خفقات صدرها التي بدأت تضرب بصخب بين انحاء جسديهما معا ، وهي تستشعر قبلاته الحارة على خصلات شعرها المبتلة وهي تنحدر حتى مستوى كتفها ، وما ان وصلت انفاسه الحارة لعنقها وهو يبعد بأصابعه الخصلات الملتصقة ببشرتها حتى همس بخفوت منفعل بطوفان المشاعر
"اعتذر يا ألماستي ولكني لن استطيع انتظاركِ حتى ترضي عني ، فقد وصلت باحتمالي لأقصى طاقاتي ولم اعد قادر على تقييد رغبتي الشرسة ومشاعري التي فاضت عن حدها ، واتمنى ان تسامحي قلة حيلتي امام هذا التحدي"
تنفست بارتعاش وهي تحاول السيطرة على الهياج المتدفق بأوردتها على اثر قبلاته المتلاحقة على طول عنقها بفورة المشاعر الهادرة ، لتشيح بوجهها بنصف استدارة وهي تهمس بأنفاس متجمدة بخفوت حزين
"هل كل الذي فعلته اليوم من اجل الفوز بالتحدي وكسب رضاي ؟ ولو انك لم تدخل بذلك التحدي لما فعلت شيء مما فعلته لي اليوم !"
توقفت القبلات فوق عنقها لوهلة لتشعر بعدها بيده تضم قبضتها المستكينة على زجاج النافذة بدفء تسرب لمفاصلها المتصلبة وهو يفك عقدة اصابعها ليتخلل بها بتملك ، ادارت وجهها بالقرب منه وهي تشعر بشفتيه تمسان اذنها بهمس خافت اجش
"ما تزالين على نفس الغباء يا ماسة والذي تتميزين به بالمواقف العاطفية ! متى ستتعلمين معنى المشاعر الحقيقية وصدق نوايا صاحبها ؟ ألم تشعري ولو قليلا بصدق الكلام والذي اظهرته لكِ اكثر من مرة فعلا وقولا ! ألم تشعري بالخوف الذي تملكني على ألماستي بلحظات جنونها التي فاقت حدود المنطق والعقل ؟ ماذا افعل اكثر من هذا لتقدري قيمتك الحقيقية والتي تحددت وكسبتها قبل دخول اي تحديات او منافسات ؟"
غامت حدقتيها بأمواج من ألوان الحزن وهي تنظر ليده المتمسكة بكفها هامسة بمرارة قاتلة
"لا اعرف اي شيء مما تقوله يا شادي ؟ ولم اجربه بحياتي حتى استطيع تعلمه ! لقد فقدت ثقتي بالجميع منذ لحظة تحرري من قيود الطفولة لأتكلل بذنوب الحياة وآثامها ، لقد اصبحت اخاف من نفسي من صورتي امام البشر وكيف ينظرون لي ! لقد قالها عمي قيس مرة ولن انساها بحياتي انا عملة نادرة يتمنى الجميع اقتناءها ليس للاحتفاظ بها بل من اجل كسب مميزاتها وربح الفائدة منها فهي تملك كل المؤهلات لإرضاء جميع انواع الراغبين باستهلاكها بدون اي خسارة ، وذلك الكلام هو الذي انطبق على حياتي حتى فقدت الثقة بالجميع وبصدق نواياهم نحوي والتي تجردت من الرحمة ، ولولا هذه المؤهلات لما احتفظ بي قيس كل تلك المدة الطويلة حتى حولني لظل له اسير على خطاه وعلى نظام حياته مثل جسد تعلق بلعنته ، فأنا كنت مستعدة لتحمل كل الذل والمرار منه فقط لكي لا يرميني لوحوش العالم الخارجي والتي لن تتوانى عن اغتيال روحي فهو يبقى ارحم منهم بكثير !"
شدد اكثر على جسدها حتى كادت تلوج لصدره القوي والذي يضرب بخفقات قلبه على ظهرها بوتيرة محددة اهلكت كيانها ، لتبتلع بعدها انفاسها بوجل ما ان ادار جسدها للخلف بقوة لتصبح مقابلة له بلحظات ، وما ان رفعت عينيها باهتزاز طفيف حتى تسمرت بلحظة وهو يقبل كفها المضمومة بقبضته بهدوء شديد تغلغل بأطرافها ، ليهمس بعدها بابتسامة هادئة برخاء بدون ان يبعد كفها عن شفتيه
"لا بأس يا ألماستي ، فأنا من الآن سأبدأ بتعليمك الشعور بجمال المشاعر الحقيقية والاستمتاع بالمواقف العاطفية ، وسأكون لكِ افضل مرشد ومعلم وزوج مراعي بهذه المواقف ، فقط اعتمدي عليّ يا صغيرتي واعدك بأن ازيل عنكِ هذا الجهل بعيدا حتى تعودي انثى طبيعية محبة لحياتها"
زحفت ابتسامة رقيقة على محياها وهي ترفع نفسها على اطراف اصابعها لتمسك بكتفه بيدها الحرة قبل ان تقبل شفتيه ببراءة حقيقية ، وما ان افاق على قبلتها العذبة للمرة الثانية حتى سبقته بالكلام وهي تضع اصبعها الطويل على شفتيه لتمسه بشفتيها بالطرف الآخر هامسة بعبث
"وانا مستعدة لأخوض معك هذا التحدي واعود طالبة نجيبة شغوفة للتعلم منك ، ولكن تذكر بأني اذكى بكثير من ان تخدعني ولن تنطلي عليّ حيلك ابدا ، لذا حاول ان تكون معلم نزيه ومحل ثقتي ، مفهوم ؟"
زفر انفاسه بتهدج ثائر فوق اصبعها الذي ذاب من سخونة انفاسه وهو يتمتم بشبه ابتسامة ملتوية
"كوني على ثقة بمعلمك فهو لن يخذلك !"
عضت على طرف شفتيها بحياء لون خديها باحمرار طفيف لينفض البرود عنه ، ليتابع بعدها كلامه وهو يشب يده بخصرها ليقربها منه اكثر حتى لم يعد هناك مجال للتراجع قائلا امام اصبعها بشغف واضح
"هل يمكنني ان اقول الآن بأني قد ربحت بالتحدي وحصلت على مبتغاي ؟ واصبح بمقدوري حصد النتائج والغنائم منكِ يا اجمل ربح قد احصل عليه بالكون !"
احنت حدقتيها بإحراج اكبر وهي تحاول سحب اصبعها عن شفتيه هامسة بغيظ
"من قال هذا الكلام ؟ لا اذكر بأني قد صرحت بفوزك !"
قبض على يدها قبل ان تسحبها بعيدا عن شفتيه ليقبل اصابعها الصغيرة الظاهرة من قبضته وهو يهمس باشتعال هادر
"لقد فات الآوان على هذا الكلام يا صغيرتي ، وحان الوقت لدفع الثمن واغتنام السعادة من نبع الألماسة ، فقد تحملت منكِ اليوم اكثر من طاقتي من جنون وحماقة واستحق تعويض كبير على كل هذا ، فهل انتِ مستعدة ؟"
اتسعت ابتسامتها وهي تضرب على صدره بقبضتها الحرة هامسة بعبوس مرح
"لم يطلب منك احد احضاري إلى هذا المكان من الاساس ! وليس انا من عرض فكرة اليوم الحر والذي استطيع به فعل ما اشاء بحياتي وبدون اي قيود او حدود....."
توقفت عن هدر الكلام بقبلته الساحقة التي اكتسحت كيانها وملئت روحها بالكثير حتى عصرت فؤادها ، ليحررها بلحظة بدون ان يترك تلامس شفتيها وهو يهمس بين كل قبلة واخرى بعذاب شديد
"لقد عذبتني اليوم يا ماسة ، واعدكِ بأني لن ارحمكِ"
طوقت عنقه بذراعها الحرة وكفها الاخرى مقيدة بقبضته لتهمس بخفوت شديد بسلام وهي تحرر كيانها من قيودها لتحلق بعنان السماء
"افعل ما تشاء ، فأنا راضية تماما"
ارتخت ملامحه براحة وهو يقبل كل تفصيل بوجهها البارد الذي اشتعل بتورد جديد قبل ان يعود لتقبيل شفتيها وقبضته تعصر كفها بإحكام وبيده الاخرى تتسابق اصابعه لفتح ازرار قميصها بلهفة تمزق البعض منها بحدة اصابعه ، وهو يحرر كذلك الطاقة المحبوسة بداخله مثلها ليتلاحم عالمهما بقوة مشاعرهما الغامرة التي ألهبت الاجواء بينهما بأمواج طاقتهما التي تخلت عن القيود وسحقتها .

نهاية الفصل وبتمنى تدعموني بتفاعل كبير او لايك او تعليق تعبر عن إعجابكم بالفصل وتسعدني ❤🌷🌷


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس