عرض مشاركة واحدة
قديم 22-01-22, 04:37 PM   #112

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

في المساء ..
اجتمعت النساء والفتيات في بيت ياسر للاحتفال بحنة بسمة وقد أفرغت الصالة الكبيرة تماما وجهزت لتكون كصالة الأفراح بتعليق الزينة والبالونات الملونة ووضع كرسي مزدوج ليكون المكان الذي تجلس عليه بسمة اليوم في حنتها وصدحت الأغاني من جهاز استيروا بسماعات كبيرة وضعت في آخر الغرفة والفتيات يتسابقن للرقص والضحك على نغمات أغاني مصرية شعبية وفلسطينية من التراث الجميع يعيش حالة من البهجة والحب !! والابتسامات التي تملأ الوجوه ..
تشارك سناء ليلى فرحتها وتساعدها في يوم حنة ابنتها التي تمنت منذ رؤيتها ان تكون من نصيب كرم ولكن القدر كان له رأي آخر وها هي تزف إلى شخص فريد وهو فريد !!تحتضن ليلى وتبارك لها متمنية السعادة الأبدية لبسمة قائلة " مبارك حبيبتي ليلى زواج بسمة وقر الله عينيكِ برؤية أولادها إن شاء الله!"
ترد ليلى التهنئة لسناء وتؤمن على دعائها وعينيها ترنو إلى نور وتدعو لها بالمثل تتمتم بالآيات القرآنية والأدعية التي تحفظهم من العيون .. فيما تهز رأسها سناء تتمتم داخلها "أن لكل انسان نصيب وقسمة في هذه الحياة ولعل كرم لم يأتِ نصيبه بعد وهناك فتاة في علم الغيب كتبها الله على اسمه كما ياسر ونور وبسمة وفريد !"
تبتسم وتندمج بين الضيوف تشارك بقلب يرقص فرحا وحبورا تراقب مع نور دخول ياسر الحناء ليهنئ شقيقته بعد ان أخذت الإذن من السيدات ليدخل وارتدين أغطية الرأس والعباءات !! كان هو يراقب حسنها بفستانها الأحمر الذي يعشق وكان قد رأى موديله على الصفحات التواصل الاجتماعي في إحدى المتاجر الالكترونية فأرسل في طلبه كان من قماش الدانتيل مع الشيفون المفرغ الا من بطانة أسفله بحبيبات ماسية تتألق كلما تحركت بإبهار مذهل مع زينة وجه وتسريحة شعر كله على جانب واحد تخطف الانفاس ووضعت دبوس شعر ماسي على شكل ورقة شجر يتدلى منها ثلاث من السلاسل الذهبية الصغيرة نهاية كل سلسلة دمعة صغيرة بلون العقيق بين خصلات شعرها المثبتة بعناية !! واصل تقدمه بوسامة شديدة ببذته الكحلية بعيون متألقة عشق وبهجة وابتسامة مرسومة بحب كبير لزوجته وحبيبته نور التي احتضنته مقبله اياه على وجنتيه هامسة في أذنه "الفتيات ستأكلك بعينيها فماذا أفعل أنا الآن !"
رد همسها بهمس " المهم عيوني حبيبتي لمن تنظر!"
أسبلت أهدابها تتنفس بعمق مشاعر الحب والعشق وبخطوات متناسبة مع خطواتها سار بجانبها وهو يمسك بيدها حيث تجلس بسمة التي تألقت في يومها السعيد بفستانها الزهري المنفوش كباربي وفستانها المشهور بزينة وجه وردية باردة وشعر مفرود على طول ظهرها فكانت آية من الحسن والجمال المبهر احتضنها يقبلها على وجنتيها وقمة رأسها يمسك بيدها يراقصها ونور معا ثم ينظر حوله ليجد والدته مع الخالة سناء فتقدم منهن يصافحهن ويقبل كل منهن على جبينها ويسحبهن للرقص معا تغمرهم السعادة والسرور ...!!!! وبين كل رقصة وأخرى يهمس لها بكلام العشق المنطوق وتغزل نظراته حكاية غرام واشتياق لا ينتهي !!
عند فريد كان هناك حفلة شبابية لوداع العزوبية على الضيق في بيت والده بحضور الاصدقاء والاقارب للتهنئة ومشاركته فرحته ..
أرسلت له بسمة صورتها في فستانها الزهري بعد ان صورتها نور في هاتفها ليشاهد حسنها الذي ما ان وصله الاشعار وشاهد الرسالة حتى فغر فاه وسرت حمى في جسده لمشاهدة ذلك الجمال فأرسل لها رسالة على هاتفها كتب فيها "يا آيةً في الحُسْنِ ليس كمثلِها خُلُقًا وخَلْقًا في النِّساء حَسناءُ البدرُ أنتِ ومَن سِواكِ كواكبٌ والغَيثُ أنتِ ومَن سِواكِ غُثاءُ يا بسمتي وفرحة عمري !!"
ومضت ليلة الحناء بين مجاملات وتهاني وابتسامات حتى منتصف الليل وهناك من الضيوف من غادر لقرب بيته وهناك من نام ليلته في بيت ياسر وهذه المرة لم تأتِ خالته وابنتها نسرين وقد وصلتها الرسالة عندما اعترضت طريق نور وتجاهلها ياسر ولم يعطي لها أي أهمية تذكر وكأنها لم تكن يوما خطيبة له او يجمعهم صلة قرابة فقد تعلم ووعى أن الحاضر والمستقبل أهم بكثير من الوقوف والبكاء على ماض لم يجلب له إلا التعاسة والحزن وأن نور هي مباركة الله جعلها الله سراجا وقمرا منيرا في سماء حياته ! يشكر الله عليها باستمرار !!
لتلمع عيناه بعشق لمن ملكت القلب وهو يهس داخله بنشوة عشق " آه يا نور القلب والروح يا نعمة من ربي !!"

*******

في اليوم الثاني ليلة عرس بسمة فريد !!

امتلأت الصالة الملكية للأفراح بالزغاريد والتصفيق الحار لإستقبال العريس ووالده وشقيقته ضحى وشقيقه أحمد ترافقهم فرقة "الفدعوس " الذين يرتدون زي موحد مكون من قميص أبيض فضفاض من السيتان وسروال من نفس اللون والقماش وحذاء أسود من الجلد عالي الرقبة بكعب مربع بالإضافة الى كوفية بيضاء مخططة بالاسود يحمل كل منهم طبلة كبيرة يطرق عليها ومجموعة من الشباب يحمل المزمار " اليرغول " حتى وصل العريس الى مكانه والجميع يرقص ببهجة وسرور بعدها خرجت الفرقة ليتم استقبال العروس التي تركت بيت أهلها بدموع الفرح والحزن معا فكانت لحظات صعبة على والدتها وياسر الذي تماسك بصعوبة كي لا يظهر تأثره بخروج شقيقته من البيت الى بيت زوجها ..لحظة وأخرى وبخفقات هاربة الى عريس يقف ينتظر بشوق ولهفة عروسه حابس نفسه وهو يراها بتلك الهالة الملكية تسير برفقة شقيقها على نغمات " الله يهنيكي " في مشهد أسطوري مؤثر وهي تتمسك بيده بعيون لامعة دامعة تتنشق الهواء بعمق في محاولة لمنع دموعها من النزول على وجهها بفستانها الأبيض المنفوش وطرحتها التي تسير خلفها تمسكها لها نور!! وعلى الجانب الآخر تمسك بيدها والدتها رافعة رأسها تتلقى التهاني والتبريكات بابتسامة كبيرة وتومأ برأسها ردا على التحيات ..!!
وفريد يتمتم مع نغمات الاغنية مع مشاعر الترقب السعادة والحب " فستانك الابيض شو لابق لكِ!"
قلبها داخلها يرتجف داخل صدرها وهي تراه ينتظرها وسيما يخطف الانظار ويحبس الأنفاس بتلك الهيئة المذهلة!!
اقترب ياسر من فريد خطوة خطوة حتى وصل إليه مصافحا له ومحتضنا اياه بحرارة وهو يقول " مبارك عليك يا صهر!! شقيقتي باتت أمانة في عنقك الى يوم يبعثون " شد فريد على يد ياسر برجولة وثقة كبيرة وهو يقول " دائما وأبدا ستكون في حفظ الله وفي عيوني " سلمها ياسر لعريسها مقبلا اياها على جبينها قائلا " مبارك حبيبتي !! الله يكتب لك السعادة والفرح طوال حياتك .. وتذكري أنني دائما موجود سندا وحماية وظهر لكِ!"
تعلقت بسمة في عنق ياسر تبكي بشدة ...تهمس من بين دموعها " أحبك أخي كثيرا وأحترمك وأقدر كل ما فعلت من أجلي لا حرمني الله من وجودك أخي الحبيب!"
ابعدها ياسر قليلا يناظرها بتأثر يمسح دموعها برقة وهو يقول بحنان أخوي " في يوم عرسك إسعدي وإملأي الدنيا فرح وحب مع من اختاره قلبك شريكا لا أريد ان أرى دموعا بعد الآن !" غمز لفريد ليسحبها يسلم عليها مقبلا وجنتيها وجبينها ثم تسلم على والده تقبل يده ويحتضنها بحنان أبوي ثم على شقيقته ضحى ليرقص الجميع على نغمات " طل القمر " ثم يخرج والده وياسر وشقيقه الى ساحة الصالة الخارجية والجلوس مع الرجال حتى موعد انتهاء الحفل ..!

أما فريد فكان يراقص حبيبته وسط الاغنيات المخصصة للعروسين وآلة التصوير المصاحبة لهم على وتيرة متناغمة من الحركات مع ملامح وتعابير الوجوه كل شيء يبعث على البهجة والسرور والعشق الكبير حقيقة لا يختلف عليها الكثيرون في غزة دائما ما يرسمون الفرح من رحم آلامِهم ومعاناتهم يتناسون اوجاعهم ومخاوفهم واستمرار تهديد إسرائيل لهم بالحرب بين فترة وأخرى لكنهم لا ينسونها هؤلاء هم أهل غزة أُناس من لحم ودم وليس " سوبرمان " تمر عليهم لحظات الفرح يجددون بها عزمهم ويستمدون منها قوتهم محررين أحزانهم ولو لفترة قصيرة خارجة عن توقيت الزمن !! يحكون حكايتهم لكل الناس ويقيمون أعراسهم محنيين كفوف عرائسها وراء المتاريس وبين الأنقاض رغم الوجع ومر الكأس .. فكيف للآلات العسكرية الإسرائيلية ان تهزمهم ؟؟

نعود لنستكمل فرحتنا وان كانت منقوصة دائما !! بغياب الكثير من الأحباب للمشاركة في الفرح ..
تتسارع دقات قلبها وفريد يحتضنها برقصة خاصة تدرب عليها الاثنين حتى اتقناها " ضمني على صدرك " وهو يهمس بأذنها بأعذب وأرق الكلمات " لو تعلمين كم أنا مشتاق ومتلهف للعودة الى بيتنا " تطرق رأسها على كتفه بخجل من كلماته الهامسة الموحية لما سيحدث بعد ذهابهم لبيتهم !!
" يزيد من همسه قائلا " ملكة إنت ملكة اليوم وانا ملكت الكون معك وبك !" انتهت الرقصة بتصفيق كبير وحار عندما حملها ودار بيها ثم أنزلها على الأرض برقة ليفتح الباب ويدخل منه طفلان صغيران يحملان باقة من الورد وعلبه من الشوكولاتة الفاخرة المغلفة بالدانتيل الابيض والأشرطة الملونة ..
تقدم الطفل الأول إلى العريسين مقدما باقة الورد لفريد ليخرج منها علبة قطيفة فتحها وأخرج منها حلقتان ذهبية وفضية ألبسها الحلقة الذهبية المرصعة بحبيبات ماسية صغيرة وألحقها بخاتم يخطف الأنفاس من شدة جماله !! ثم ناولها حلقته الفضية لتلبسه اياها في يده اليسرى وتناول من الطفلة الأخرى العلبة وهو يفتحها لتجد داخلها انواع مختلفة من الشوكلاته التي تعشق متناولا واحدة ليطعمها لها في فمها!! ثم انحنى قليلا مقبلا وجنتي أطفال شقيقته ضحى التي اقتربت تحتضنه وتقبله بشدة تبارك له وترقص معه وطفليها وعروسته ..!
بعد قليل كانت رقصة خاصة لشقيقه أحمد وزوجته ارتدت بسمة البرنس لتحتجب به حتى خرج " سلفها " ثم كانت رقصة خاصة لياسر وزوجته نور توقفت آلة التصوير وخرج فريد من القاعة ليأخذا راحتهم في الرقص وقد تألقت نور بثوبها الفلاحي الأسود المطرز يدويا وعلى النظام الفرنسي الضيق من فوق ومسترسل واسع من منطقة الخصر حتى الكاحل بحجاب أخضر على لون خيط التطريز .. والذي يجمع ألوان العلم الفلسطيني الأحمر والأسود والأبيض والأخضر !!.،

يراقصها ياسر على أغنية " محلاكِ يا محلاكِ " ثم انضمت والدته بثوبها الأبيض لترقص معاهم وبسمة التي تركت مكانها وانضمت أيضا ترقص ثم تلتها والدة نور التي كانت متوهجة أيضا بثوبها فكانت حلقة دائرية راقصة بسمة في منتصفها متألقة كملكة متوجة بتسريحتها الملكية وتاجها الذي وضعته على رأسها !!
بعد قليل ارتدت بسمة برنسها كاملا ليدخل أهل فريد والده وشقيقه وأعمامه وأبناء عمومته يباركون له ويقدمون التهنئة فرحا بزواجه الميمون يرقصون على نغمات الاغاني الوطنية " علي الكوفية ولولح فيها !"
والله يا حروف الوطن زي العقد في الصدر محلاه
الفا فلسطين الحبيبة ما اغلى الوطن يا عرب مغلاه
واللام اللام اللام . واللام لما توحدوا كان الحجر مقواه
والسين سؤال السجيين . إيمتا الفرج ألقاه
والـطا طلعت بدر على الشهيد في ثراه
واليا يا اهل المراجل لم الشمل محلاه
والنون والنون نور النبي وقدسنا مسراه
التف جميع الشباب حول العريس في حلقة دائرية وهو في وسطها يهللون ويهتفون وهم يُلَوحُون بالكوفية والأعلام الفلسطينية الصغيرة ويطلقون الصافرات من أفواههم تهتز الأكتاف وتدبك الأقدام في حركة متناسقة متناغمة على صوت الأغنية ومنهم من حمل ياسر على كتفه يدور ويرقص به بين الشباب بينما النساء والفتيات وقفن يشاهدن وكل منهن تراقب زوجها بحبور واستحسان مع التصفيق المستمر والتلويح بالأيادي يصفقن !!
عَلّْي الكوفية عَلّْي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها
عَلّْي الكوفية عَلّْي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها
هز الكتف بحنية جفرا عتابا ودحيا
هز الكتف بحنية جفرا عتابا ودحيا
خلي البارود يهلل ويحليها
خلي البارود يهلل ويحليها



عَلّْي الكوفية عَلّْي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها
علي الراية برام الله وبجبال النار وعقال العزل عقالك عزم وإصرار
علي الراية برام الله وبجبال النار وعقال العزل عقالك عزم وإصرار
والطلقة الأولى فيها حكاية مشوار
والطلقة الأولى فيها حكاية مشوار
عند الحق نخلي العالي يواطيها
عند الحق نخلي العالي واطيها
عَلّْي الكوفية عَلّْي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها
إحنا زرعنا البيارة تين وزيتون وبتار القمح علينا وبيدر ليمون
إحنا زرعنا البيارة تين وزيتون وبتار القمح علينا وبيدر ليمون
رهن الإشارة يا وطن إحنا حنكون
رهن الإشارة يا وطن نحنا حنكون
يوم العرق دروب النصر نضويها
يوم العرق دروب النصر نضويها
عَلّْي الكوفية عَلّْي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها
عَلّْي الكوفية عَلّْي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها
هز الكتف بحنية جفرا عتابا ودحيا
هز الكتف بحنية جفرا عتابا ودحيا
خلي البارود يهلل ويحليها
خلي البارود يهلل ويعليها
والاغنية الحديثة التي نزلت بعد الحرب مباشرة ختم بها الفرح بحماسة شديدة " غزة غزة يا غزتنا انتِ فرحتنا وضحكتنا .." جعل كل القاعة تهب بتصفيق حار واطلاق صافرات من الأفواه ..
تقدم فريد من بسمة الجالسة يمد يده إليها لتقف وتسير بجواره تتقدمه بعد إنتهاء العرس ومغادرة الضيوف إلا من شقيقته ووالده وشقيقه أحمد وشقيقها ياسر ووالدتها ونور التي مالت على أذنها تهمس لها "كوني على طبيعتك واتركي نفسك ولا تخافي !"
احمرت بسمة وأطرقت خجلا تتمسك بذراع فريد بشدة وكانه شعر بها ربت على يدها يدعمها ويبث الطمأنينة في قلبها ..
قبلتها والدتها مودعة فيما ياسر أصر على ان يوصلهم بسيارته إلى المنزل مع والدته ونور ثم تركهم مغادرا بسرعة بعد ان قبلها على جبينها دون ان ينظر خلفه خوفا من أن يضعف !!
أمام المنزل كانت تنتظر ضحى بطبق من العجين والمغموس به ريحان عادات متأصلة في فلسطين متوارثة عبر الأجيال كل عروس يجب أن تقوم بأخذ كمية من العجينة بيدها ثم تلزقها على جدار باب البيت لتكون حياتها كما العجينة لينة وسعيدة !!
مرة أخرى بارك له والده وهو يضمه رجلا لرجل بفرحة عارمة بمشاعر لا تحكى ولا تكتب فقط موجودة بين حنايا روحه الملتاع على زوجه وثلاث فتيات فقدهن في حرب ضروس !! لكنه في النهاية هو الموجود رغم اشتياقه ورغم وجعه المحاصر داخله سعيد ومبتهج لزواج نجله يكتم آهاته داخل صدره مظهرا كم من الفرح والسرور في يوم ولده الموعود منسحبا بهدوء تاركا الطريق مفتوح للأمل الممدود !!
مبتسما لبسمة بأبوة وحنان التي انحنت تقبل يده وجبينه يربت على يدها متمنيا لها حياة زوجية سعيدة مع ابنه !" زيجة الدهر بنيتي" لتهمس بحياء " بارك الله لنا في عمرك أبي " سحبها من يدها بنعومة ملقيا تحية المساء على والده يصعد الدرجات ببطء ليسمع صوت والده ينادي عليه فيلتفت لوالده مجيبا " نعم أبي" فيقول له " أنعم الله عليك بني دنيا وآخرة وفرح قلبك طول العمر كما أفرحتني وأدخلت الفرحة على قلبي !!" ترك يد بسمة وعاد الى احتضان والده الذي حضنه بقوة متأثرا يشعر بحنين لمن غابوا فغلبته دمعته فسالت غصبا عنه !! ابتعد والده عنه مديرا ظهره وهو يقول بصوت متحجرش" إذهب بني إلى عروسك واسعد معها وأسعدها معك !" ..


*******
يتبع


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس