عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-22, 12:01 AM   #30

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 مقدمة وأولى قصاصات رواية (وانطوت صفحة الهوى) - المشاركة الخامسة

(5)

بحلول الثانية، بدأ أولياء الأمور يتوافدون لاستلام أطفالهم بعد نهاية اليوم الدراسي، حيث كانت شادن تجلس مع سكرتيرتها في صالة الاستقبال، وذلك عندما دخل المهندس وليد وزوجته لتسلم طفلهما أيهم الذي يبلغ من العمر عامين والمنضم حديثا لفصل الصغار في المرحلة العمرية التي تسبق مباشرة مرحلة تعليم ما قبل المدرسة (KG)..

تحركت الزوجة فورا نحو الفصل لكي تحتضن طفلها متجنبة الوقوف مع شادن والاحتكاك بها، بينما وقف المهندس وليد أمامها يناظرها بعينين متفحصتين تتحرك نحو جسدها بلا حياء وتكشفان عن كلمات خبيثة يخبئها بين جدران حلقه كيلا يخرجها فمه كقيء كريه اللون والرائحة..

زجرته شادن بنظرة تحدٍ، وهتفت بترحيب مصطنع وبنبرة جدية: "نورتنا يا بشمهندس.. فعلت جيدا بالحضور مبكرا.. لقد اقترب العمال من الحضور لتجهيز ديكورات المكان لاستقبال الأطفال الجدد في سبتمبر المقبل"..

تطلّع المهندس وليد حوله بغيظ، مدركا من حركة أولياء الأمور وعاملات الحضانة حوله أن الوقت غير مناسب لكي يُسمعها بعضا من الكلمات السامة التي تصرخ برأسه، فمنحها ابتسامة صفراء تزامنت مع عودة زوجته بالطفل، ليقودها للخارج من بوابة الحضانة..

ما أن غادر المهندس طارق، حتى تنهدت شادن بتعب، وهي تؤنب نفسها بحديث داخلي لم تتفوه به بلسانها..
(لا أعلم لمَ أفعل ذلك بنفسي؟ في كل مرة أتركه يتصرف بوقاحة ويطالعني بتلك النظرات الفجة.. كيف قبلت ابنه بالأساس في حضانتي؟ هل لأثبت له أن تنمره لن يفرق معي أو يؤلمني كما يظن هو؟ أم لأثبت لنفسي أنني لست نفس الفتاة التي ظلت مستكينة لسنوات تتقبل مصيرها في صمت؟؟)

استغفرت شادن بصوت مسموع، لكن عبوسها تحوّل لابتسامة واسعة حين شاهدت إيلاف يدلف من بوابة الحضانة، بحضوره المبهج وشخصيته المحببة اللطيفة..

اقترب إيلاف ملقيا التحية عليها وعلى سكرتيرتها التي اختارت تلك اللحظات لتتركهما وتتوجه للحديث مع بعض أولياء الأمور حول ملحوظات معينة نقلتها لها المعلمات بخصوص أطفالهم..
فور أن تأكدت شادن من ابتعاد سلمى عن المحيط بشكل كافٍ، عاجلته بالسؤال: "كيف هو الآن؟"
تنهد إيلاف، ثم أجابها بصدق: "بخير.. إنه.. يتدرب"..

همّت شادن لكي تسأله سؤالا جديدا، لكنه كان قد خمّن فحواه بالفعل، فعاجلها بالإجابة قبل أن تنبس بكلمة واحدة: "هما أيضا بخير"..

ابتسمت شادن بتردد، ثم سألته: "ماذا تشرب يا إيلي؟"

"أريد بعض المثلجات.. الطقس حار جدا"، أجابها بطفولية لا تليق مع طوله الفارع وتخطيه لسن العشرين ببضع سنوات بالفعل، فهو يجهز حاليا للماجيستير في معهد الكونسرفتوار في قسم "التأليف والقيادة"، لكنه يبحث عن فرصة لاستكمال دراسته الموسيقية في الخارج..

ضحكت شادن، ثم هاتفت أحد عمال البوابة لكي يتوجه لشراء بعض المثلجات من المتجر القريب.. ثم تحركا معا لمباشرة العمال الذين أحضروا بعضا من ورق الحائط المطبوع بعبارات ترحيبية وصور مبهجة لتزيين جدران الطرقات المحيطة بالفصول للمراحل العمرية المختلفة بالدار..

حين دلفا لغرفة الموسيقى التي كانت شبه فارغة إلا من بيانو عتيق كان يخص جدها لوالدها، وظل مركونا تغطيه الأتربة لسنوات، حيث رفض والدها بيعه أو التخلي عنه نظرا لقيمته المعنوية بالنسبة له، فأصر على تخزينه لسنوات إلى أنه ترجته ابنته الغالية لكي تعيد تدويره، فتزين به غرفة الموسيقى في حضانتها وتقوم بتنظيفه والعناية به حتى يجد أنامل أنيقة تعزف عليه وتعيده للحياة من جديد..

تحرك إيلاف كالمسحور صوب البيانو وأخذ يعزف عليه بعض النوتات من مقطوعة ضوء القمر للفرنسي كلود ديبوسي..

هنا التمعت عينيّ شادن بقبس من الحماس، فقررت أن تضع فكرتها قيد التنفيذ، فاقتربت منه بملامح حرصت على أن يكسوها البؤس، ثم حادثته قائلة: "لم أعثر حتى الآن على مدرسٍ للموسيقى يكون ودودا ومحبا للأطفال.. كل المدرسين إما أعمارهم كبيرة للغاية ولن يتحملوا صخب الأطفال وحيويتهم، وإما لا يطيقون الأطفال من الأساس ويتقمصون دور (الفنان البوهيمي الذي يفعل ما يحلو له).. لا أعرف كيف سأشغل صف الموسيقى وأرتب لكل الحفلات والأنشطة الشهرية التي أخطط لها بدون شخصٍ كفءٍ يتحمس لفكرتي ويتبناها بشكل شخصي، ويمتلك من الحيوية والشخصية المنطلقة ما يكفي لإثارة اهتمام الأطفال"..

ناظرها إيلاف مطولا، هو يعرف أنها تستغل عاطفته نحوها كصديق للعائلة بمرتبة أخٍ صغيرٍ، وتحاول استدراجه للموافقة على العمل لديها، لكنه فقط يشعر أنه لن يقدر على هذا الأمر.. على الأقل حاليا.. فتنحنح بصوت خفيض، ثم قال: "أعلم ما تخططين له يا Shades لكن الأمر لن ينفع.. لا أستطيع"، ثم توقف عن الكلام ليتابع بتردد: "على الأقل.. حاليا.. تعرفين الظروف"..

ردت شادن مجادلة: "أعرفها جيدا يا إيلي.. وأظن أنها فرصة جيدة لك لكي تنشغل قليلا حتى تستقر على خطوتك القادمة سواء بالتقديم للماجيستير هنا في المعهد أو بالسفر للخارج لاستكمال دراستك.. فكّر في الأمر.. لن تضطر للمداومة سوى مرتين شهريا فقط.. سأكثف جدولك خلالهما.. لن تستطيع أن تقنعني أنك لا تحب العمل مع الأطفال، أعرف أن علاقتك بالأطفال مذهلة، فأنا أرى كيف تعامل دانة ومالك وملك"..

ابتسم إيلاف بلطف وقال ممازحا: "هل تقولين أن دانة طفلة؟ هم رائعون.. نعمة في هذه الحياة على مآسيها"..

تغيرت ملامح شادن عند كلماته الأخيرة، فحاول إنهاء الحديث بكياسة قائلا: "عندما نعود من هونج كونج، سأمنحك قراري الأخير"..


بعد حوالي ساعتين، تركت شادن مهمة متابعة العمال لإيلاف، وتحركت هي للجلوس قليلا في الحديقة الأمامية أمام حوض السباحة مع زهو وأمواچ اللتان حضرتا مع أطفالهما بعد أن أمضوا جميعا النهار بالنادي..

قامت أولا بمعانقة ساري ابن شقيقها الشهيد، ثم عانقت كيان ابنة أمواج، وبعدها حملت شقيقها الصغير كنان على ساقيها وأخذت تدلـِله بحب وتلهف لأمومة عزّت عليها بينما الصغير يضحك بصخب وتلقائية، ثم سألتهم بفضول: "لماذا لم تحضرا ساري وكيان للحضانة اليوم؟"

ردت زهو: "نحاول أن نجعلهما يستمتعان بآخر أيام العطلة الصيفية، والبدء في التعوّد على فكرة الانتقال من مرحلة الحضانة إلى المدرسة.. خلال الأسبوع المقبل سنقوم باصطحابهما إلى المدرسة مرة أسبوعيا للتأقلم على أجوائها قبل بدء الدراسة الفعلية.. والله أخشى على ساري من هذه النقلة.. تعلمين أنه خجول وهادئ الطباع.. وربما لا يستطيع الاندماج مع زملاؤه والحصول على أصدقاء جدد"..

دافعت أمواج عنه بتلقائية، قائلة: "ساري ولد رائع.. بالتأكيد سيجد أطفال مهذبين مثله، وفي كل الأحوال كيان ابنتي تظل صديقته الأولى والأهم.. وبرغم اختلاف طباعهما إلا أنهما ينسجمان معا بشكل مدهش.. لا أخشى عليهما أبدا في تلك المرحلة.. توقفي عن القلق يا زوووز..".

ابتسمت شادن بتعاطف، وأخذت تطمئنها قائلة: "أظن أن الطفلين مستعدان تماما لتلك المرحلة.. لنترك الأمور لتسير بسلاسة وعفوية.. ونتدخل إذا حدث شيء"، ثم سألتهما بفضول: "هل قابلتما ذكرى اليوم؟ لم أرها منذ ما يقرب من أسبوع أو أكثر.. أين اختفت؟"

ردت زهو: "إنها منشغلة باللمسات الأخيرة على رسالتها قبل المناقشة.. ولكنني أقنعتها مساء أمس بالخروج معي لشراء بدلة رسمية أنيقة لكي ترتديها خلال مناقشتها للدكتوراه بالكلية.. اخترنا معا بدلة زرقاء مذهلة بأكمام قابلة للطي، كانت تبدو فيها غاية في الأناقة والأنوثة"..

علّقت أمواج بحماس: "يعجبني ذوقها جدا.. لا عجب أن لديها مئات الآلاف من المتابعين عبر انستجرام"..

ضحكت شادن وقالت بمرح: "وكأنكِ يا Mu-Ji ينقصك المتابعين.. أنتِ أيضا يتابعك عدة آلاف على الانستجرام رغم أنكِ لستِ نجمة سوشيال ميديا وتفضلين الحياة الهادئة"..

غمزتها أمواج وعلّقت: "كله بفضل دروس اليوجا التي أرفعها من وقت لآخر على حسابي.. اسمعا.. لقد جهزت كل شيء من أجل الحفل المفاجئ الذي سنعده لذكرى بعد أن تحصل على الدكتوراه.. سأمر في طريقي للمنزل على متجر الملابس لأشتري فستانا أنيقا من أجلها.. ستتشارك ثلاثتنا ثمنه بالطبع.. ولقد اتصلت منذ قليل بالمطعم الذي قمنا بحجز الاحتفال به، وسيخصصون لنا القاعة الصغرى المطلة مباشرة على النيل"..

هتفت شادن: "مذهل..وأنا تكفلت بمن ستعتني بوالدتها خلال تلك الفترة، حيث اتفقت مع منى، الممرضة التي تستعين بها ذكرى من أجل مجالسة والدتها خلال ساعات عدم تواجدها في المنزل، حتى تصاحبها طوال هذا اليوم وأكدت عليها ألا تجعل ذكرى تعلم شيئا عن هذا الاتفاق.. حتى السيدة آمال تشاركنا هذا السر.. فهي تريد لابنتها أن تسعد في يومها الخاص بعد كل ما عانته من أجل الوصول إليه"..

قالت أمواج بأسى يمتزج به الإعجاب: "لقد عانت ذكرى كثيرا.. ولكنها امرأة ملهمة حقا بنجاحها في تحقيق هدفها الأسمى برغم كل ما مرت به لسنوات"..


يتبع في الصفحة القادمة

هذا رابط الصفحة
https://www.rewity.com/forum/t486027-4.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-02-22 الساعة 10:01 PM
مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس