الموضوع: جيران المدينة
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-22, 09:01 PM   #225

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي

طالع عبد الرحيم صورته في المرآة دون أن يبصرها فقد تجسد أمامه مشهد وجدان المستضعفة الباكية في أحد أركان الغرفة تنوح تعامله الذي انقلب فجأة للنقيض..أو ربما تشجب حظها العثر..لم يكن يعرف أيهما أشد قسوة عليها؟!

أن تتعرض لهذه المهانة وهي الأميرة في بيت والدها التي أصرت على استبدال قصرها آملة أن تحظى بالأفضل معه.. أم

أن يستحيل حبيبها إلى هذا الوحش الكاسر الذي يتفنن بتعذيبها وقهرها ..

وفيما بعد صارت تتقبل عنفه بردات فعل أكثر هدوءًا لكنه لم يدرك أبدًا في خضم نشوة إحساسه بالسلطة أنه كان يميت روحها ببطئ..

نقل نظره إلى الأوراق في يده والأشعة التي توضح وجود كتلة في إحدى رئتيه أنبأه الطبيب أنها لا تبشر بالخير..ولازال عليه الخضوع لجراحة عاجلة حتى تُستكمل باقي الفحوصات ويتأكد له سببها..

ضحك بسخرية مريرة حين استحضر أمنية عرفه الحاقدة له بالفناء..

(لماذا لازلت تقف على قدميك بينما يحمل هاشم إرث عائلتكم من الأسقام؟!! لماذا لا تنال جزاءك أبدًا؟!! مت! لتكن أنت فقيد عائلتكم القادم لا شقيقي)

والتي كانت السبب في تذكيره بالمتابعة الدورية التي أهملها منذ سنوات..فتاريخ عائلته المرضي أكد له أن مصيره لن يختلف عنهم بأي حال لذا كان حريصًا على إجراء الفحوصات دوريًا..

تمتم كأنما يؤمن على أمنية عرفه:

"ليكن! مات أبي بسرطان الرئة.. وهاهو هاشم يصارع المرض..فلأعش هذا العذاب ربما تجدين فيه بعض العزاء يا وجدان حين يصلك خبر موتي"
غدا الأمر حقيقة واقعة في نظره وتهيأ لجمع رفاته وحيدًا بعد أن يهزمه المرض!






انتهى الفصل


sun 256 غير متواجد حالياً