عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-22, 05:34 PM   #7

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

المقدمة


داخل كيس وُضعت، وفي حاوية للنفايات رُميت، من قبل من يفترض أنها الأمان لها تم التخلي عنها، لتفتح عينيها على الشقاء، وتعيش على ضفاف الأسى والمعاناة..
هكذا كان الناس يصفون حال الطفلة التي عُثر عليها فجر اليوم في هذا الحي، بعد أن قام أحدهم بتبليغ عناصر القوى الأمنية أنه رأى قبيل ساعات الفجر امرأة تلقي شيئا ما في الحاوية.. قامت العناصر بتسجيل إفادة بالواقعة وتحديد العلامات الفارقة التي تميّز الطفلة والمتمثلة بخط ندبة طويل على ذراعها اليمنى قبل نقلها إلى مستشفى لإجراء الفحوصات وإصدار إفادة طبية لها، ثم تم تحويلها إلى محكمة المقاطعة حتى تحدد المؤسسة التي يجب أن ترعاها..
ضيق الضابط مقلتيه.. الجميع يُخمن أن الطفلة هي ابنة المرأة التي ألقتها بعد أن تخلى والدها عنهما، فلم تجد المرأة أمامها إلا أن تنكرها ثم تلقيها في الحاوية في هذه الأجواء الصقيعية لتموت متناسية عظم ذنب قتل نفسا بريئا لا ذنب لها إلا كونها ثمن ليلة عابرة، وعلاقة غير شرعية، فتموت هي، ويحيوا هم في رخاء وطمأنينة.. ولكن هو.. كان له رأي أخر.. فالطفلة التي وجدت في حاوية القمامة لم تكن ملقاة بطريقة عادية كما تُلقى أي خرقة في المهملات، وإنما كانت ترتدي ملابس فارهة مُعدة خصيصا للرضع وملفوفة في غطاء باهظ الثمن، وكذلك حبلها السري الذي انفصل عن مشيمة أمها مقطوع بطريقة طبية، بدليل الملقط الطبي الموجود.. وبالرجوع للحقائق التي أثبتتها الأجهزة الطبية والأمنية بعد العثور عليها توصل بأن هذه الطفلة لا تمثل حياة غير مرغوب فيها، والأم التي تركتها هنا في عبوة كرتونية بالقرب من حاوية المهملات لم تكن تقصد قتل طفلتها، ولو أرادت ذلك فعلًا لكانت أجهضتها خلال فترة الحمل، فهو أسهل من عملية الولادة ذاتها.. من هنا يكمن التخمين والتحليل في أن هذه الأم تحمل لرضيعتها عاطفة الأمومة الغريزية، ولم تكن لتترك طفلتها لقدرها، تحيا أو تموت إلا لو ثمة أمر جلل دفعها لذلك، وهذا واضح من العناية التي حظيت بها الطفلة لحظة الولادة.. لكن.. ترى أين هي أم الطفلة الآن؟ هل كانت تراقب عملية إنقاذ طفلتها بعد وضعها في الحاوية؟ وبالتالي ستتابع ما ستؤول إليه حالها لتعرف أين هي لتزورها وتظل تحت ناظريها؟
أطلق الضابط نفسا عميقا.. ما يهم أن هذه الطفلة البريئة التي أضحت في أيدي حكومة مقاطعة مونتانا لا تعرف إلى إي مصير ستؤول أن كتبت لها الحياة لكن ستكون فصول مظلمة في مسيرة حياتها، قد لا تعلمها الآن، وإنما سيأتي اليوم الذي تعرف فيه الحكاية.. فأي مستقبل ينتظرها وأمها حية ترزق، دون أن يستطيع أحد ثقفي أثرها؟
ترجل الضابط واقفا نحو مقر عمله ينتظر إشارة القاضي المكلف بالواقعة لتسليم هذه الطفلة إلى الجمعية.. لكن جاءه خبر مفاجئ كالصاعقة! لقد تم اختطاف تلك الطفلة ولا أثر لها في أي مكان!


*****
انتهى



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 20-05-22 الساعة 08:27 PM
Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس