عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-22, 09:47 PM   #433

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مستلقية فوق فراشها تقرأ رسالة وداع توأمها بوهن لم تتخيل أبدًا أن يتمكن منها ..
لا تعلم ما الذي ألم بها فجعلها مكومة بتلك الطريقة بلا حول ولا قوة !
منذ متى وهي تُهزم ؟!!
منذ متى وعواصف الحياة تنال منها فتحولها لذلك الكائن الضعيف الذي لطالما حاربت حتى لا تكونه ؟!
عائلتها التفت حولها ولكن هناك ثقب داخلها لا يملأه حضور أحد
الكل هنا وهي بمفردها تمامًا ، قلبها منتفخ كبالون على وشك الانفجار !
لطالما كانت العلة في روحك يا فداء فما الذي جد ؟!!
حتى عودة شقيقك التي لطالما ظننتِ انها ستضبط ميزان حياتك لم تغير بكِ الكثير !
أسقطت الهاتف بعينين مشبعتين بالألم وتنهدت بوجع يسكن قلبها ثم أغمضت عينيها تحاول النوم دون فائدة ..
الألم الجسدي لم يعد بنفس قوة الايام الأولى من الجراحة ومع ذلك هناك حاجز يحول بينها وبين الراحة !
حاجز تدرك ماهيته جيدًا ..
حاجز عايشته مرة وهي صغيره حينما ركضت وراء والدتها لأيام وأيام تستجديها مجرد نظرة ..!
مجرد نظرة واحدة تطمئن قلبها وتخبرها أنها تراها ، تلاحظ وجودها .. تهتم لبقائها
تنهدت بغم وتلك الليلة التي فشلت فيهم مساعيهم للعثور على شقيقها تفرض نفسها على عقلها ولا تفارقه ..
ليلة كانت فيها مريضة وتجلس على ساقيّ والدتها تنتظر مع الجميع أي خبر عن مكان شقيقها لكن ما أتاهم كان خبر بفشل جديد في العثور عليه
ولأن الآمال كانت فوق السحاب سقطوا جميعًا دفعة واحدة وهي معهم حينما أزاحتها والدتها بعنف وهي تصرخ فيهم جميعًا بانهيار ثم ركضت واختفت وراء باب غرفتها لأيام طويلة لم تسأل فيها عن أحد !
ورغم أنها نضجت وادركت أن ما كانت تمر به والدتها فوق احتمال أي شخص إلا أنها لا تعلم لما تركت تلك الليلة تحديدا تلك الندبة داخلها حتى هذه اللحظة .. !
ربما لأنها توسلت والدتها القرب وخذلتها
ربما لأنها كانت مريضة ولم تجدها حولها وتركت كامل مسؤوليتها على بِشر الذي كان بدوره مراهق متمرد بحاجة إلى من يعتني به !
ذلك الموقف هشم فيها الكثير فابدل فيها الكثير
جعلها تقسم أن تعيش من أجل فداء فقط
حتى ظهر هو وقلب كل المقاييس ..
جعلها تستجدي الحب بصمت
جعلها تنتظر وهو لاهٍ عنها تمامًا
هي بالطبع لا تلومه لأنه لم يدرك وجودها لأن ذلك ليس منطقيًا من الأساس ولكنها تلوم نفسها التي انتظرته رغم كل ما حدث
تلوم قلبها الذي ظل متعلقًا به وهو مرتبط بأخرى
تلوم لسانها الذي فاض بخبيئتها فخانها واوقع بها معريًا إياها أمامه بتلك الطريقة المخزية .
وكأنه على موعد مع ذكره إذ رن هاتفها برقم غريب لكنها شعرت أنه صاحبه .. !
لذا تجاهلت المكالمة مرة واثنان وثلاث
ومع كل رنين قلبها ينتفض ، يرتجف ويخاف !
يخاف الضعف ولكنها له بالمرصاد
لقد اراقت كرامتها بما يكفي وهو كأي رجل سيتقبل ما وُضع أمامه ثم يزهده لأنه بلا ثمن .
توقف الرنين وعم الصمت للحظات ثم جاءها صوت وصول رسالة فتنهدت بعجز ثم قرأتها بعينين جامدتين وكما توقعت كان هو ....
( ربما ليس من حقي أن ألح في اتصالي بكِ لكنني لا أملك إلا أن أفعل .. ردي مرة واحدة وإن لم تنطقي بحرف ، يكفيني أن أسمع صوت انفاسك فأدرك انكِ بخير )
ارتفع حاجبيها من حميمية الرسالة لتصلها أخرى في نفس اللحظة ..
( على أي شيءٍ تعاقبينني يا فداء ؟؟! .. ما الذي حدث لكل هذا ؟!! .. هل كان تعبيرك عن مشاعرك ثقيلًا عليكِ لهذه الدرجة ؟! )
دقيقة ووصلتها رسالة أخرى وكأنه لا يكتفي ..
( هل لديكِ فكرة عن ما أعانيه منذ ما حدث ؟! .. أنا أكاد أجن للوصول إليكِ دون نتيجة ، حتى أنني تشاجرت مع شقيقك حين منعني من رؤيتك .. أعلم أنني لا أملك الحق بعد لكن والله كل ما رغبت به وقتها والآن هو الاطمئنان عليكِ فقط لذا أرجوكِ ردي علي هاتفك )
رباه .. هل تشاجر مع آل ؟!!
لم تشعر فداء إلا بدموعها وهي تبلل وجنتيها بينما رن الهاتف من جديد فظلت تستمع إلى رنينه بروح مختنقة وصمت حزين .

_______

كان آدم في ذلك الوقت يجلس في غرفة الضيوف في منزل جده بكتفين متهدلين ..
يحاول الوصول إليها مرة وراء مرة وراء أخرى بلا نتيجة إلى أن ألقى الهاتف بغضب ما بعده غضب وهو يكاد يشد شعره مما يعانيه منها !
فهو لا يدرك في أي شيء أخطأ بالضبط ولا ما الذي فعله فجعله يستحق عقابها ؟!
أجفل حين فتح بكر الباب والذي ما أن رأى حالته حتى سأله بتهكم واضح :
" ماذا أفسدت من جديد يا صاحب الندامة ؟!! "
غمغم آدم من بين أسنانه بغضب سيطر عليه :
" أنا لا ينقصني ظرافتك الآن "
جلس بكر أمامه ثم رمقه بتفحص سريع ثم كرر سؤاله لكن بنبرة جدية :
" ماذا حدث ؟!! "
زفر آدم باختناق ثم تمتم بعجز واضح :
" فداء مريضة للغاية ولا أستطيع الوصول إليها بأي شكل "
قطب بكر قليلًا وانتظره أن يكمل لكن صمت ادم المطبق جعله يحثه قائلًا :
" على حسب علمي العلاقة بينكما كانت جيدة الفترة الماضية ، ما الذي جد ؟! "
لم يرغب آدم أن يشارك أحدًا اعتراف فداء بمشاعرها نحوه فتمتم بمواربة وهو يتفادى نظرات بكر الثاقبة :
" لقد حدث موقف ما بيننا جعلها تفر مني ثم مرضت بعدها وأجرت جراحة زائدة دودية بعدها بأيام قليلة ومن وقتها وهي مختفية تمامًا "
جنح تفكير بكر لخيال آخر تمامًا فسأله بعينين متسعتين :
" موقف جعلها تفر منك ! .. هل قبلتها ؟!! "
ذُهل آدم من تفكير صاحبه فهدر فيه بخفوت :
" ما هذا الهذي ؟! .. بربك هل سأتصرف معها بتلك الدناءة ؟؟! "
ومرة أخرى عبس بكر ثم سأله بصوت غير واثق :
" إذًا ماذا ارتكبت ففقعت للفتاة مرارتها ؟!! "
بدوره عبس ادم بغضب ثم نهض يدافع عن نفسه بعصبية :
" أنا لم أفعل لها شيئًا ثم إنها الزائدة وليست المرارة "
لوح بكر بكفه وعقب دون اهتمام :
" لا تفرق كثيرًا ، لقد فقعت زائدتها "
أشهر آدم قبضته في وجه ذاك المستفز ثم تمتم بغضب حقيقي :
" قسمًا بالله سأفقع عينك إذا لم تحدثني بجدية "
تراجع بكر ورفع كفيه باستسلام زائف ثم شده وأجلسه أمامه من جديد قائلًا بنبرة باترة :
" إذا أردت رأيي اذهب واطلب يدها من بِشر "
رمقه آدم للحظات ثم همهم باستفاضة :
" لقد كدت أفعلها في المستشفى بعد أن تشاجرت مع شقيقها الآخر لكنني شعرت أن الوقت ليس مناسبًا لخطوة كتلك "
رفع بكر حاجبه ثم سأله بخفه :
" أي أخ هذا ؟!! .. أليست هي وبِشر فقط ؟! "
التوت شفتي آدم بامتعاض وهو يجيب بطريقة أمه حين تولول على حظها :
" قدري ونصيبي الذي خرج لي من بنك الحظ "
رمقه بكر بتعجب بينما استطرد الآخر بنفس الطريقة :
" لديها شقيق توأم كان يعيش في الخارج وعاد على حظي أنا ، يا الله يا بكر إذا رأيته .. كتلة من الاستفزاز تمشي على قدمين ، يشبه رجال العصابات بنظراته الماكرة وأسلوبه الملتوي وتلك السيجارة التي تتدلى من طرف شفتيه "
" وما الذي جعلك تتشاجر مع السيد بوند ؟! "
سأله بكر بتهكم فأجاب بكل تلقائية :
" لأنه رفض إدخالي إليها "
" لا ، حقًا ! ... كيف يفعل ذلك بك ؟! "
همهم بها بكر ساخرًا قبل أن يسأله جدية تامة :
" هل أنت متخلف يا آدم ؟! .. أنا مستعد أن أدفع نصف عمري لأفهم كيف مررت من اختبارات الذكاء في الجامعة "
كاد آدم أن يشتمه لكن بكر سبقه وهدر فيه بشكل مفاجئ :
" هل أنت معتوه أم أنك لا تستوعب ما تقوله ؟!! .. تشاجرت مع أخ واكتسبت عداوته لأنك تريد رؤية أخته وأنت رجل غريب عنهما معًا "
ومرة أخرى كاد آدم أن يتحدث لكن بكر منعه بسؤاله الغاضب :
" وأين كان بِشر وسط كل هذا العته الذي كنت تتكرم به على مرأى ومسمع من الجميع ، كيف تركك تخرج سليمًا ولم يشق رأسك حتى الآن ؟!! "
تمتم ادم بدفاع :
" حضر في نهاية الحوار ثم أنا أردت رؤيتها كطبيب "
لم يبالي بكر بما يهذي به ثم تمتم بتقريع :
" والله أنت لن ترتاح إلا وأنت تفضح نفسك وتفضحنا معك أمامها هي وأهلها في وقتٍ ما ، أنا حقًا لا أفهم كيف تدبرت أمرك حتى هذه اللحظة فلم تجعلها تلاحظ أي أبله أنت ! "
سبه آدم بلفظ نابي فتجاهله بكر من جديد وتمتم بضيق وقد انقلب مزاجه :
" خلاصة القول يا أفندي يا محترم ، تحدث مع العم إمام ثم تحدث بعدها مع بِشر واطلب يدها منه ووقتها فقط ستستطيع تحديد موقفك المائع معها ، وحاول لوجه الله إصلاح ما فعلته مع شقيقها الآخر "
فكر آدم في حديث صاحبه ولم ينكر أنه جاء على هواه بينما نهض بكر وغادر بينما تمتماته تصل إلى آدم واضحة :
" عسى الله أن يصبرها على مصابها ، بلوة من بلايا الزمن أقسم بالله "

_______________

نهاية الجزء الاول من الفصل الواحد والثلاثون

قراءة سعيدة ❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس