العالم اصبح كأنه مجرد حلم بائس لا حياة فيه ، برود و هدوء و روتين ، فقط ..
لم يعد للحياة طعم كما كانت معك يا والدي ، وكأن شمس الحياة لا تُضيئ ، وكأّن كُل الفصول أصبحت الشتاء ، البرد يكتسي عظامي في كُل وقت .. و الغربة تستوطن قلبي بعدما رحلت ، و كأن كُل من في الارض سكب على جلدي مياة الجليد لـ يوقضني بلا فائدة ، اصبحتُ أعي لكن بلا روح ، افهم لكن بلا عقل ، اصبحت ارى وكأني عمياء ..
لا يوجد لديّ ادنى شك بموتك ، لكني أرجي الله كُل يوم ان يكون لي ملجأ لك ، لا اعرف كيف لكن إما بموتي الذي اصبح سهل بالنسبة لي ولا اخافه ابداً ، او بحُلم اراك فيه كُل يوم ، فقط ليطمئن قلبي و لترتاح روحي ..
إبنتك يا والدي لا تزال على موتك متوجّعه ، متموّته ، مذبوحة الوريدين ، لاتزال تبتسم رغم كُل جروحها و فقدانها ، لا تزال ترجو الله ان تذهب اليك في اسرع وقت ، بترى فقط مبسمك و شعر لحيتك الابيض ، و ترى تلك العينان التي بحجمها الصغير جعلت لي الكون كُله امان و طمئنينه ، فل تعد يا أبي بـ اي طريقة ..
النور