الفصل الأول
البداية
ليَ اللَه من عاني الفؤاد متيم ولوع بمغرى بالدلال مُنَعَّم وفيّ كما شاء الغرام ولو رمى بي البين غدراً بين أنياب ضيغم صبور على جور الغرام وعدله شكور على زور الخيال المسلم وقد عشت عمري أتقى عادي الهوى وأسحب أذيال الحلىّ المسلم ألوم على دين الصبابة أهله وأسخر من حال العميد المتيم إلى أن رمى قلبي هواك بأسهم تلتها يد البين المشت بأسهم فأصبحت ألحى بالذي كنت لأحيا عليه وأرمي بالذي كنت أرتمي
في أحد الليالي المظلمة وبين حنايا الجبال الشاهقة كان هناك ضوء بسيط يخترق حرمة هذا الليل الصامت صادر من سيارة رباعية الدفع أشقاها الدهر تشق تلك الجبال صعوداً ونزولا بسرعة مرعبة وفي داخل هذه السيارة كان يتلثم بشماغه وعينيه الشبيهة بالصقر الجارح تلتهم ما أمامها يحتضن بأحد يديه حبيبته وزوجته من تحدى قبائل وشيوخ من أجل نظرة من عينيها....
*سارة وهي تلتفت للوراء بخوف لترى موكب من السيارات خلفهم : عزام تكفى وقف خلنا نتكلم معهم مراح يصير شيء هذول أهلي.
*عزام بنبرة ساخرة: إذا وقفت ما راح يرضيهم غير رشاشهم في صدرنا.
*سارة وهي تقبل ايده: احنا تزوجنا على سنة الله ورسوله مالهم شغل عندنا
*عزام بضحكة مريرة: تتكلمين وكنك ما تعرفين قبيلتك
*سارة بإصرار: هم أهلي وأنا بنتهم مراح يسون لي شيء
*عزام يلتفت لها بعصبية من غبائها: وشيخكم ما راح يسوي شيء وأنا ......
*سارة بصراخ: عزام انتبه...
لكن القدر كان اسرع لتسقط بهم السيارة من أعلى الجرف معلنة نهاية قصة حب ملحمية شهدتها هذه الأرض الشامخة
توقفت السيارات بجزع لينزل منها رجال ملثمين رشاشاتهم على أكتافهم يتفقدون المكان لنقل الأخبار لشيخهم....
**********
في مكان آخر بعيد عن هذه الجبال والغابات
في المدينة وبين البنايات الشاهقة
في أحد البيوت البسيطة الجميلة بتصميمها الراقي
على مائدة الافطار
تقدمت ريم لتقبل راس جدتها ثم والدها و والدتها
*ريم بابتسامة حيوية: صباح الخير يا وجه الخير
*الجدة: هلا والله هلا بالريم هلا
*الاب خالد بابتسامة: نفسي في يوم أشوف غيرك صاحي صباح الجمعة
*ريم بدراما وهي تستنشق الهواء بقوة: ااممم ما في أحد غيري يقدر هالنسيم الصباحي المنعش
*الأم أحلام بضحكة: خلاص اشتغل الحس الأدبي عندها ههههههه اجلسي افطري بس اجلسي
*ريم وهي تجلس على أحد كراسي المائدة الكبيرة: يمه أرجوك مابي حليب أبي بس قهوة سوداء رايقة
*أحلام وهي تمد كاس الحليب لريم: اشربي الحليب ما تشبعين من هالبلا السوداء كل يوم
*ريم تأخذ الكأس بعبوس: حاضر بس لا تعصبين
*خالد _الحين كأنك خفتي يا الكذوب ؟
*ريم بابتسامة خبيثة: الله يسامحك يا يبه أنا أنا ؟!
*الجدة قاطعة حوار كل يوم: إلا يا خالد ما قلت لنا رايك في عبدالله ولد محمد ؟
*ريم بفضول قاتل: مين عبدالله ولد خالي شفيه ؟
*أحلام: الله يسامحك يا خالتي ما لقيتي تتكلمين إلا قدام ريم ؟!
*ريم وهي تهامس والدها بطفولية: يبه شفيه عبدالله ؟ شنو صاير ؟!
*خالد بضحكة لابنته المدللة: عبدالله ولد خالك خطب اختك فاتن
*ريم بابتسامة كبيرة اخفتها بشق الأنفس: آهااا إي طيب وانت إيش رايك يبه ؟
*خالد: عبدالله ما شاء الله عليه رجال ما ينرد بس نشوف راي الأميرة فاتن
*ريم بسرعة: طيب أروح أنا أسالها يبه
*أحلام بعصبية: ريموه انطقي مكانك مالك شغل بالموضوع ولو أسمع إنك قلتي شيء لأختك أذبحك
*ريم بعبوس: طيب يمه طيب بس لا تعصبين اعتبريني ما سمعت ولا شفت
ريم في داخلها وأخيراَ يا فاتن راح ترتبطين بفارس قلبك ههههه يـ الله أبي أشوف ردة فعلك لما تسمعين
قطع على الريم تخيلاتها صوت جوال والدها المرتفع
رفع خالد الجوال لينظر للرقم باستغراب: يا الله خير من راح يتصل الحين
تحفزت كل حواسهم لمعرفة المتصل المجهول
*خالد بعملية: وعليكم السلام
_.........
*خالد: وصلت إيه أنا أخوه
الجدة نورة بجزع: ولدي يومه ولدي شفيه ؟
*خالد اتسعت عيناه بعد سماع كلام المتصل الذي أغلق الهاتف بعد كلماته السامة تلك.
*الجدة بمحاولة لمعرفة ما يحدث: خالد ولدي شفيه شفيه ؟
*أحلام بخوف: خالد تكلم شفيك بسم الله عليكم
*خالد ودموع القهر مجتمعة في عينيه: ع عزام عطاكم عمره و..
لم يكمل كلامه لتبدا الجدة بالصراخ بقهر على ابنها الغائب الحاضر منذ زمن: يومه ولدي عزام يا ولدي لاااااا
ذهبت أحلام بسرعة للجدة نورة تحاول تهدئتها: خالتي اذكري الله قولي إنا لله وإنا إليه راجعون
*ريم بدموع وهي تشاهق وتحتضن والدها بصمت
ليحتضنها خالد بنفس الصمت
استيقظ على صراخهم كل من فاتن وقمر الابنة الكبرى والصغرى
*فاتن بنعاس: شصاير ؟
ما كان فيه رد لتذهب لريم وهي تهزها من كتفها: ريم تكلمي شصاير يبه شنو فيه ؟!
ريم ببكاء: ععمي عمي عزام عطاكم عمره
فاتن وقمر بصراخ: لا عمي لااااااا
نهض خالد بظهر مكسور ودخل غرفته وقفل الباب
والنحيب في المطبخ متواصل
خالد وهو يتذكر كلام المتصل
_أخوك انباح دمه يوم هرب ببنت القبايل
أخوك مات بس ما تطولون جثته قبل ما ناخذ بثارنا ... وانقطع الاتصال
*خالد بانهيار: يا رب يا رب ليه سويت كذا يا عزام ليه ؟!
استغفر الله الله يرحمك يا اخوي الله يرحمك
انفتح باب غرفة خالد لتدخل الجدة نورة بصراخ: أبي ولدي يا خالد وين ولدي وين ولدي يااا حسرتي عليك يا ولدي يا حسرتي عليك
الجدة وهي متمسكة بكتف خالد: ولدي كيف مات يا خالد ولدي كيف مات ؟
*خالد وهو يلقي القنبلة: عزام مات في حادث وترك وراه ثار يلاحقنا
جميع من في الغرفة أصبح في صدمة بعد سماع كلام خالد
*أحلام: أي ثار انت شنو تقول في أي عصر حنا ؟
*خالد وهو مستمر في الكلام الذي يحرق جوفه قبل أن يصل لهم: ما راح يتركونا ندفنه الين ياخذون بثارهم
هنا الجدة لم تستطع التحمل أكثر لتسقط مغشية على الأرض الباردة مثل أيامهم القادمة
**********
بين الجبال
في قصر الشيخ الذي يظهر من بعيد معرفاً عن صاحبه
الصراخ والنحيب لم يتوقف ولكن الغضب كان أقوى من هذا كله
الشيخة منيرة جالسة على الأريكة الفاخرة بين أركان هذا المجلس الداخلي الضخم وهي ترتدي عباءة سوداء وتضع العصابة السوداء على راسها لعلها تخفف من الم راسها قليلا _يا فضيحتنا بين العرب يا ويل حالك يا منيرة يا ويل حالك فضحتنا بين العرب الله لا يحللها ولا يبيحها
سعاد الجالسة جانبها بقلب أم محترق: حرام عليك يا شيخة لا تدعين عليها ماتت وراحت خلاص.
*الشيخة منيرة بعصبية: وش الفايدة ماتت وعارها لاحقنا انتِ مو فاهمة بنتك وش سوت ولا وش يعني بنتك هربت ليلة ملكتها من الشيخ
*سعاد تبكي بصمت وحرقة على ابنتها العاشقة المتهورة
*الشيخة منيرة بحقد: ما حد راح يعرف إن بنتك الخسيسة كانت تحب الخسيس ولد نورة راح نقول إنه كان يبي ينتقم من الشيخ وخطف خطيبته يوم ملكتهم ما أبي أحد يعرف ان خطيبة الشيخ هربت
*سعاد وهي مقتنعة بكلامها: اللي تامرين به يا شيخة اللي تامرين به.. بـ.. بس بس الشيخ وش قال ؟
*الشيخة منيرة: ما قال والله يستر من اللي راح ينقال الله يستر
*الشيخة منيرة بانزعاج من صوت صراخ البنات العالي: صالحة يااا صالحة....
صالحة تتقدم بسرعة: نعم يا شيخة
*الشيخة منيرة: اصعدي للبنات فوق مابي صراخ عليها راسي راح ينفجر
*صالحة: أجيب لك دواء للصداع طال عمرك ؟
*الشيخة منيرة: لا مابي شيء بس خليهم يسكتون
*سعاد وهي تكتم قهرها منها فهي لم تتركهم ينعون ابنتهم حتى
**********
خارج أسوار القصر وفي مكان ليس ببعيد عنه
في مجلس شيخ القبيلة
وفي جلسة مغلقة بين الشيخ وعائلته
*أحمد بثوران يقف وهو يعترض عن قرار الشيخ: مستحيل أقبل باللي جالس تقوله يا شيخ هذا تطاول على محارمنا خطف بنت خالي شرفنا وعرضنا مستحيل أقبل بهالشي.
*جسار بغضب: اجلس يا أحمد لا تنسى انت جالس تكلم مين والقرار إللي يقوله الشيخ يمشي على رقابنا الكبير قبل الصغير
*زاهر: انت تسمع وش يقول الشيخ يا جسار كيف تبينا نسكت عن ثارنا هذا دخل بيننا وخطف بنت عمنا واحنا نشوف و جالسين كنا رخوم
*الشيخ بعصبية: اقطع يا زاهر اقطع
*طلال أخ زاهر: بس يا شيخ والله هالشي ما يدخل العقل كيف تبينا نسكت عن حقنا ؟
*الشيخ وهو يحاول أن يهدأ: وش تبينا نسوي يا طلال تفضل تكلم ؟
*أحمد بتهور: نبي الثار والله ما نترك رجال في ذي العيلة إلا وندفنه تحت التراب.
*الشيخ بحكمة: هالعيلة ياللي جالس تتكلم عنها مابها رجال غير خالد وكلنا نعرفه تبينا نقتله ونترك حريمه بدون رجال لا والله هالشنب ما هوب على رجال إن سويتها
*زاهر بحقد: عيل بنت العم ببنت العم وإلا تبي الرجال تاكل وجيهنا واحنا تركنا ثارنا وشرفنا
*أحمد بتأييد لزاهر: وأنا مع كلام زاهر هذا الصح
*التفت الشيخ لجسار وطلال ليرى التأييد في عيونهم رغم صمتهم: بعد أيام العزا إن شاء الله خير.
*زاهر: أنا اتصلت بخالد وقلت له إنه الكلب مات وما راح يطول جثته قبل ما ناخذ بثارنا
*الشيخ بعصبية من تهور زاهر وتصرفاته الغير مدروسة: وذا الكلام بقرار من إن شاء الله ؟!
*زاهر نزل راسه بغضب من شيخهم ومثاليته الزائفة
*الشيخ وهو يوجه كلامه لجسار: من بكرا جثة المرحوم توصل لأهله.
*أحمد: وكلامنا يا شيخ
*الشيخ: قلت يصير خير يا أحمد ولا ما عجبك كلامي
أحمد بخوف مخفي: تامر يا شيخ تامر
**********
نهاية الفصل الأول اتمنى انه نال اعجابكم
هذه البداية مجرد بوابة لعالم روايتنا الكبير كونوا في الموعد للتكملة
تحياتي تينهينان