الموضوع: هجير العُمُر
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-22, 05:26 AM   #28

عيون الليل.
 
الصورة الرمزية عيون الليل.

? العضوٌ??? » 492015
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,109
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 -2-



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير .. وصباح التوفيق من رب العالمين
الله يوفق طالباتنا وطلابنا ويفتحها عليهم مدراك العلم من اوسع أبوابه

غالياتي .. أنيقات هجير العُمُر
قربوا قربوا بنفتح شنطة هالمرة

للجميلة التي توقعت وانبهرت بتوقعها قربي كتفك يا سراب
بتعرفون ليه.. بعد ما تنتهي من قراءة الفصل..
كذلك للجميلات ألماسة و بين سحاب


قراءة ممتعة .. لا تلهيكم رواية عن صلاة بوقتها..
كذلك انوه أن وجدت بعض الاحداث بروايات اخرى
فهي محض صدفة لا غير ولا أكثر..
الفكرة كيف نتعالج هذا الحدث..





.
.
.

هجير العُمُر

-2-

.
.
.


" مُرعبة فكرة أنك أصبحت " عاديًا " بنظري.
مُرعبة الفكرة بالنسبةِ لي أولاً
لم أتخيل أن أرآكَ بهذهِ العاديةِ، أبدًا
لم أخمن حتى !
من كان لي كُل الأشياء، يصبحُ الآن أسوأها
بهذهِ الجديةِ و بهذهِ الخشونة، لم أتخيل!

ياه، كم مُفزع أن تتحكم المواقفُ بعواطفنا
وكم مفزع أن تسيطرُ الكلمات على قلوبنا
وتؤثرُ النظراتُ والنبراتُ على نفوسنا،

أنا أيقنتُ الآن، أن نحنُ من نختارُ منزلتنا بقلوبِ غيرنا
أيقنتُ ذلك بعدما نظرتك أصبحت مُفزعة
مع أنني ذات يوم كنت اطمئن بِها
أيقنتُ ذلك بعدما أصبحت نبرتك مزعجة
مع أنني كنتُ أستّكِنُ بها
أيقنتُ ذلك بعدما أفزعني وجودك، أرعبني حضورك
أرهقني حديثك، واتعبني بقاؤك
أيقنتُ ذلك عندما قررتُ ان تتنازل عن كونكَ
طمأنينتي. "


.
.
.



يوم جديد

صباح يوم الجمعة
11 يناير 2014

كان النهار مشمس.. يتناسب مع نبرة تلك المرأة الغريبة التي حتماً تجاهلت قهوتهم
فهي متأثرة بقصة دون فواصل جاءت بها الاقدار قسراً .. مريب بأنها جالسة بذات عباءتها ونقابها الذي لم تنتزعه من الأمس
لم تنتهي من وصفهِ
- مثقف.. وفي، رهيب، رزين وحساس..
لترميها بنظرة غاضبة
- أنتي وش قصتتس؟؟ بعدين عمي شلون يجيب هذي هنا.. البيت به رجال!!!
العمة تشير لها بالجلوس بقربها على فرشة الأرضية.. مقابلها تجلس تلك الغريبة
- تعالي ياهدير.. هذي تحكي عن زوجها مفقود!! طيب واهلتس وراهم ماضفوتس عندهم..
لتتألم
- شلون يضفوني بعد ماطردوني.. ماغير جيت ادور لي مكان.. ولقيت اخوتس النشمي.. فزع بي عسى الله يوفقه..
بملل هدير
- عمتي.. أنا بخرج شوي.. بأخذ لي كم غرض من بقالة..
لتقف : وانا معتس.. ابي اخذ لي غرض..
كانت تصرفاتها غريبة مثيرة للريبة
- خذيها معتس ياهدير.. أنا بسري لبيتي سعود على وصول..
- زين...

***

حينما خرجت هدير، وإذا بالمرأة تمسكها بتمسكن وبحزن
- وينها في البقالة!! عسى موب بعيدة
هدير
- خلاص وشوي نوصل للبقالة.. لا قريب..

لكن تلك باغتتها من الخلف بقماش مخدر، حتى تتسع عينين هدير من النقاب، ثواني وإذا بها جسدها يستسلم للمادة المخدرة.. تلتفت يُمنه و يُسره لا وجود أثر لاحد مما ساعدها على نجاح خطتها

ثم همست بصوت مكبر صوت خافي تحت ثوبها بارد
- انجزت المهمة .. اقرب سريع.. لا احد يلمحني...

ثواني وإذا وصول سيارة جمس كتم السوداء.. صعدت المرأة الغريبة وهي تجر بجسد هدير التي اسندتها على كتفها
فتحت غطاها من حرارة الجو
- افففففف يوم كامل ماسكين لي تحقيق..
ابتسم بخبثهِ وهو متلثم بشماغه
- والله وسويتها ياحصة..
- سالم.. أنت ماتدري ان كل الناس يعتبرونك ميت... ولا بعد دافنينك في مقبرتهم..
سالم بهدوء وهو يتحرك بأقصى سرعته.. خارجًا من الحي.. ثم نظر للمرايا التي أمامه تعكس لتلك النائمة بالمقعد خلفي
- عسى بس ما قاومتس.. أنتي كشفتي وجهتس لهم..
- لا... ولا يعرفوني... بس دخيلك.. خلاص لا نكمل في هاللعبة البايخة..
- خلي اللي في بالي يتنفذ عقب لكل حادث حديث..
- سالم!!!
بصوت عذب وبمزاج الرائق
- اشششش.. مابيها تسمع ...
- طيب وترجعني لبيت أبوي..
سالم
- حصة شغلي مختس شوي... شلون ارجعتس؟؟؟
- أنت وعدتني أشوف اهلي.. لي سنتين عنهم..
سالم
- بتشوفينهم عقب وبتشبعين من شوفتهم بعد..


سالم بن بندر تركي العَوم.. في منتصف العشرينات ..

***

في النمسا

اتصال خاص من الجهات المختصة
تنهّد
- سم طال عمرك...
بأمر
- معك جوازك وكل أمورك ضابطة.. حقيقة لابد تروح للمكان (.......) وحالاً..
- بس طال عمرك.. انا الرائد سابق
- والحين مطلوب يا الرئد غسان.. الوطن يحتمي فيك من بعد الله..
- اعذرني.. المهمة معفي عنها.. وكل احد غيري..
- مطلوب بالاسم.. مهمة لابد من وجودك فيها..
- عطني مهلة افكر..

كان يتحدث ويقف مقابل الشرفة يتأمل المارين.. التفت وإذا بصديقه هادي نائم
- متى ؟؟
- بعد يومين لابد تكون هناك.. وكل الأمور بتكون تحت سيطرتك.. وتلاميذك ينتظرونك..
غسان
- على خير..

اغلق هاتفهِ، ليرميه نحو سرير .. تذكر في غمضة عين بأن هناك الكثير من رجال بلاده ذهبوا ضحية لتلك الحرب !!
والآن يستدعونه بأمر عاجل..


***


مع خروجهم من الرياض 200 كيلو تقريباً، وقفوا في المحطة لتعبئة السيارة بالوقود..
فتحت عيونها بعد أن وجدت نفسها موضوعة في سيارة، وتلك المرأة تجلس بهدوء بجانبها
النهار بقى كما هو وترى الطريق طويل ممتد مسفلت.. تحاول انها ما تصرخ بملء صوتها
- أنا وين؟؟ وانتي.. أنتي..
أشار عليها بغمزة بمعنى تصرفي
حصة تردف
- ارتاحي.. ولا تسوين لنا شوشرة..
حمحم بصوته
لتصرخ هدير
- انجنيتي... من أول منيب مرتاحة لتس... فك الباب فكـــــــه..
استعان بربهِ وهو يفتح لثام شماغه
- أهدِي هدير أنا اخوتس سالم...
هل بدأت تهذي لترى نفسها في فليم بوليسي وبطلتها هي !
هذا صوت أخوها ! سالم أخوها !
ابتسم لها بحنيّة
- سموحة يخيتس كان فجعتس..
بلعت ريقها بصعوبة تحاول أن لا يصيب قلبها أي أذى .. هل من الجنون أن تتخيل صوت أخيها مقتول !
- أنت! أنت سالم أخوي هذا صوته.. أنا مايتهألي صح..
حاول يكبح دمعتهِ، وقف على جانب الطريق ترجل وإذا به يفتح باب من جهتها
- اخوتس سالم هدير.. اخوتس.. أنا طيب منيب مقتول...
وهي تدمع عينيها، بينما هو مسك يدها حتى يضمها لحضنهِ.. ضياع عاشته في لحظات مريرة
نزع نقابها رأى وجهها المُحمر ناعم وبريئ من أثر الفاجعة والبكاء
- بسم الله عليتس.. هدير ناظري فيني.. والله أني حي يابعد حيي.. حي يرزق..
بينما هي كانت تكبت جميع الأشواق التي عادت لها تسري بمجرى دمها كإبرة الانسولين المُنشطة
- شلون؟ شلون؟ أنت ماهو مقتول.. سالم.. أنت سالم أخوي والله.. والله أخوي.. وقميصك ودم اللي فيه منك... شلون؟؟ شلووون؟؟
- اشش أهِدي يابعد خلاني.. بفهمتس بكل شيء بس لزوم نسري...

***

في مزرعة حمد تركي العَوم

يجلس يتأمل نياقه.. وبعض النخيل على مد البصر ..
ليصوت له
- براك يا براك تعال..
بأمر
- أنا مسري راجعن لبيتي.. هالله الله في الحصاد اليوم.. و بعد نياق انتبه لها...
العامل براك
- سم ياعمي حمد وابشر..
ابتسم له مع حرارة الجو صيفيًا
- بارك الله فيك...

مشى ماسك شماغه على كتفه.. متجه نحو (دسن) الخاص به.. قاد بها ذاهبًا نحو بيته
حينما وصل وإذا بزوجتهِ التي كانت تعد الافطار
ابتسمت لهِ
- يامرحبا بأبو شاهين علامك ابطيت علينا
تنّهد
- بعد خبرتس مزرعة يبي من احدن يداريها...
بحب له
- عسى الله يقويك ويعطيك العافية.. أجل ياولد عمي اسري تروش.. وأنا مزهبة لك الفطور…
قبل رأسها بمحبة خاصة فيها
- عسى الله يخليتس لي.. دومتس رافعتن راسي..
ضحكت أم شاهين
- عاد ماسويت شيء..

بينما رباب التي كانت تستند على الجدار متأملة لقاء الاحبه
- خوش والله.. كناري الحُب الله لا يفرقكم.. يارب يارب ترزقني واحدن مثل أبوي..
ضحك والدها
- تعالي.. يا رباب..
سارة التي تحمل صينية الشاي والقهوة وتضعها فوق سفرة على جلستهم الأرضية
- استحي يابنت..
رباب بدلال
- يُبه حبيبي.. اساسًا مافي منك اثنين.. بعدين ياعيون رباب ماودك تعطيني كم قرشن اتضبط بها بعرس أخوي...
ضحك حينها والدها
- فلوسي كلها حلالتس..
قبلت وجنيته
- يافديت شيباتك والله..
***
مع دخول محارب للمنزل.. بصوته ثقيل، مثخن
- السلام عليكم..
والدتهِ بعتب
- تسذا يامحارب.. وين ارضك.. لك كم يومن مختفي..
بحك رأسهِ
- انشغلت شوي يُمَه.. شلونك يالغالي..
- بخير... يأبوك شف وش اللي قاصر على أخوك...
***
مع نزول شاهين من السلالم مبتسم لهم
- ما شاء الله.. ما شاء الله مجتمعين على خير..
سارة
- هلا والله بمعرسنا... هلا بالشيخ..
ابتسم لهم..
أبو شاهين
- عسى ماهو قاصرك شيء يأبوك..
شاهين
- سلامتك يالغالي.. وش هالفطور زين...
رباب
- اي قررنا ندلعك بما انك بتودع العزوبية قريب...
***
بينما مساعد الذي كان يمشي وهو شبه نائم ويحك برأسه وبكم بجامته
سارة
- مســاعد صحصح على اقل..
جلس على الفطور
- صحيت على ريحة زينة... جعاااان..
رباب
- انتظر لاتخرب احتري أبوي بتروش وعقب نفطر جميع
أخذ من شريحة الخيار ثم رماها بفمه وسكب له استكانة شاي
- يُبه افطر عقب تروش مره وحده... ولدك بطنه يصوصو....
أم شاهين
- عليك بالعافية... خل اسوي لك ساندوتش..
سارة
- عنتس يُمَه.. مساعدوه.. انتظر... ماهو طاير فطور..
- اقول اخلصي... ما شاء الله محارب متى جييت؟؟؟
- تو جيت...
محارب جلس بجانبه متربعًا
- تعال يُبه خسارة يبرد الاكل..
ضحك حمد
- والله أنك صادق..
***
بعد أن تم انتهاء من افطاره أخذ نفسه لداره أخذ حمامًا وإذا بها زوجته تستقبله بالبخور
- أبو شاهين..
- سمي..
- والله مدري وش اقولك
- خير إن شاء الله..
- بنت أخوك بندر.. هدير..
- وش بها؟؟؟
- تحلمت فيها حلم... أمها عسى الله يرحمها توصيني عليها الا هدير.. الا هدير..
أبو شاهين
- الله يعين.. حالها من بعد ولد مهنا في تعب.. مير بشوفها اليوم واتطمن ..
- إن شاء الله..
أبو شاهين
- جهزي نفسك نتغدا عند ابوي..
- أم شاهين
- ابشر.. والغداء جاهز...
- ماتقصرين يأم شاهين... يلا اسلم عليتس..


***


في منزل الفرسان
غرفة الوليد

كان يحاول مع ابنهِ الوليد لكن نتيجة كانت ككل مرة باءت بالفشل وانكسر بداخلهِ
فيصل أبو الوليد : يأبوك علمني... مارحت الا مجبور مسافر واعود ويقولون ولدك ماينطق.. أنت شفت شيء..
هز برأسهِ علامة الرفض..
تنّهد : زين.. طيب أحد أذاك بغيابي.. اهرج يأبوك لاتخبص قلبي...
الوليد بحزن نظر لعينين والدهِ.. وده يخبره بكل الذي وقع أمام عينيهِ لكن صدمة حالت للصمت وخوف الرهيب مفزع لمن كان في عمرهِ..
فيصل أبو الوليد : تبيني اوديك عند غنى.. تلعب معها..
هز رأسهِ بالرفض ..

خرج من ابنهِ وقلق يتآكل عليه.. جلس مع والدِيه في صالة المعيشة
كانت تستمع لراديو مع برنامج نور على درب..
- اقلط يأمك تقهوى..
مسك بدلة وسكب له من فنجان
- الله ياريحة قهوتس ياشما تكند رأس...
- جعله عافية... وشلونك يبه..
أبو مهنا
- قلبي موجعني على غياب ذا ولد ولا سريت يم المسجد ماغير رجاجيل يسألن عن ببنخيك..
- ايه غسان عسى الله يهديه بس...
أم مهنا
- وش صار عسى تحكى...
فيصل أبو الوليد
- والله مايدري يايُمه..
أم مهنا
- أنت لو طعيني بس كان له اخيي هالولد المسكين..
فيصل أبو الوليد
- يُمَه فتحنا السالفة من جديد...
- بعد يأمك أم الوليد رحمة الله عليها ماتت ورثيت عليها عشر سنين يأمك ماهوب هين تجلس بدون مره..
- لا تشلين همي..
- عسى الله يهديك وش بقول..
- آمين..
أم مهنا بتنهّد وحسرة
- غسان ولدنا سرى مساري المجرمين... مير انه مستحيل اشكن فيه.. ذا وليدي رباية يديني... وهاللي ظلموه خصوصا ولد العَوم اللي بغيناه نسابه صارت عداوة .. عساه مايتهنا... لاهو ولا ربعه.
فيصل أبو الوليد
- منهو بندر ؟؟ واحدن حزنان على فرقى ولده... وغسان حفيدتس هرب.. من قرية كلها...
أبو مهنا بغضب عليه ذاك الحفيد الغائب العنيد
- هو بس يعود والله.. والله ماحدن يقرب منه... بس هرب.. هرب وتركنا بسواد وجهينا...
فيصل أبو الوليد
- ماعليه يُبَه... أنا راجعن للشغل.. شغالة جبتها يُمَه حتى تعاونتس ماهو تردينها...
- تعقب والله.. وشغالتك خذها من مكان ماجيتها... مثل. ماربيت غسان بربي هالولد.. منكسر...
***
دخلت ثريا هي وبناتها لُجَيْن و أمجاد..

أم مهنا بغضب منها
-ياحافظ كم لتس عني..
ثريا تقبل يد والدتها.. وبحنيّه
-والله يُمَه انشغلت بالمدرسة والتحضيرات.. وبنات خبرتس انشغلن بالجامعة
بنقد
-ايه اطل على ميمتي ماهو شهر تقطعين.. وش هو مالتس أم تنشدين عنها
ثريا
-تعالوا.. جدتكم عاتبة عليتسن..
لجَين وهي تنظر لجدتها التي كانت تضع فوق شعرها طرحتها والشيب الذي عانق شعرها، وجهها المتغضن ملامحها تشبه لكثير لعمها مهنا
-أفا بس.. حقتس علينا.. بس والله اجي من الجامعة واحط راسي وانام .. أمي اللي هي بنتس ما اقابلها الا وقت العشاء..
-أي والله جديده.. عاد أنتي الغالية كله ولا زعلتس...
أم مهنا بحب لتلك الحفيدة بذات
-ياعسى مايأخذتس الا واحدن قايمن فيتس..
-ضحكت أمجاد

ثريا تهمس لوالدتها
- هاه عسى جابه فايدة مع هالفيصل!!
أم مهنا تنّهدت
- على حطة يدينتس ... عود مثل ماهو جاء...
ثريا نظرت لحزن والدتها
- ماعليه كثر الزن يفك اللحام اتركيه علي.. وينه الوليد ماشفته؟؟؟
- حابس نفسه بغرفته..

***
بعد أن انتهوا من وجبة الغداء
لجَين : ميج.. الوووو
أمجاد التي كانت تتصفح هاتفها
- هممهم...
لجَين
- المفروض غسان ولد خالي مهنا يكون معرس هاليومين!!
أمجاد بملل
- مفروض.. مير ماصار له نصيب...
- والله شيء يقهر... كل اتفق انه قتل خويه... عاد سالم... ياكثر ماكنا نشوفه هو وغسان واحنّا صغار تذكرين...
أمجاد
- خليتس من غسان اللحين.. يوم الاحد عندي عرض ولزوم انجزه... وانا ويني وين تكنولجيا...
لجَين
- يوه ميج خلاص لازم تأخذين دورة بالحاسب...
أمجاد
- مالي خلق... والدكتورة ابلشتني كل يوم واجبات ... طفشت اهلي...
لجَين
- خلاص ابي اسويه لتس.. بس ارسلي معلومات وكل شيء..
قبلت وجنة أختها
- فديتس... والله يافيني فضول.. وش رايتس نسير عليها..
لجَين
- مين؟؟ قصدك
أمجاد
- شغلي مختس.. هدير مين بعد؟؟؟
لجَين
- تدرين انها معي بالكلاس.. صراحة هادية ومثقفة وفي حالها بعد..
أمجاد
- أها... طيب خلاص الاحد خليني اشوفها...
لجَين
- وش وراتس؟؟؟ وش معنى هاللحين ودك تشوفينها!!!
أمجاد
-مو شيء.. بس ترك بنات عمته وراح لها.. وش اللي ينقصها عنا!! وش معنى هي؟؟؟
ضحكت
-ماهو شرط يأخذ مننا.. بعدين بالله كأنه المح انه كان ودتس فيه.. وراه ما تلحلتي..
-جوجو.. مو تسذا قصدي.. مير أمره عجيب.. صراحة خالي مهنا مقصر مع أمي.. ولا معنا..
لجَين بتعقل
-ماقصر لانه أخته ومعنا لانه بنات اخته.. يعني ودتس ترجعين جمايل خالي بزواجتس من غسان!!!
تنهدت وهي تدافع عن نفسها
-أنتي ليه تفهميني غلط..
بمرح وهي تغمز لأمجاد
-وش اللي تبيني افهمه..
أمجاد
-خلاص نسكت احسن.. تعالي عند جدتس..


***

النمسا – في الفندق

كان يجهز حقيبته عودة ليباشر عمله.. أخذ جوازه ومحفظته
حينها استيقظ هادي وهو يرى صديقهِ مرتدي مستعداً للخروج
-عسى ماشر؟؟ على وين؟؟
-صح النوم.. راجع للشغل..
-أي شغل!! ياكثر اشغالك ذا يومين؟؟
-شغل ياهادي.. واحتمال بطول..

ثم التفت هادي حتى يرى الحقيبة تقف عند باب مدخل
-أنت مسافر!
-ايه.. وأنت إذا ودك ترجع للسعودية رح ما راح امنعك..
-والله ناوي برجعة.. مير قلت اتطمن عليك..
حينها ابتسم له ببرود
-نتلاقى قريب أجل..
-عاد هالله الله بنفسك...

توادعوا بعض.. تناول حقيبته خارجاً من النُزل .. صعد سيارة أجرة مباشرة للمطار.. نظر بساعة معصمه الايسر وإذا بساعة تشير للتوقيت الثالثة صباحًا

ربع ساعة كان جالسًا على مقعده في الطائرة.. مرتدي الطقم الرسمي بعد أن تزود بجميع معلومات الهامة
اغمض عينيهِ بحنين لتلك..
بعد أن اعلن الكابتن بإقلاع الطائرة فتح هاتفه تأمل رسالتها

( غساني.. كم مرة تحبني.. )
حتى كان رده
( مين ضحتتس عليتس وقال اني احبتس...)
ارسلت فسيات حزينة
( يوه غسان صدز كلمني.. تدري كم مرة أحبك)
ابتسم وهو يتناول جميع الاحرف
(أنت الأول والأخير.. وحبك اخفيه عن ناس بكل عامن.. يزيد..)
ضحك
(غشاشة ... لا جيت يمتس رفرفتي كأنتس حمامن خايف احدن يمسه..)
بحب كتبت له
(غساني.. بعد أنت مره جريء بزيادة..)
ضحك وهو يكتب لها
(حلالي يامال العافية.. اسمعي هاللحين جاي يمتس ابي اشوفتس...)
(بس محد في البيت.. سالم خرج وأبوي بالشركة..)
(والله انها فرصتن من ذهب.. استقبليني... بعطيتس شيء عند الباب..)
(غسااااااااان...)
ضحك
(مصدقه ياخوافه... بس المحتس وعطيتس منيب مسوي شيء...)
(لا.... ماراح استقبلك لا أبوي ولا سالم...محدن في البيت خالي...)
(هديــــــر)
(عيونها)
(خمس دقايق وانا عندتس.. زوجتس حلالتس لو اخذتس هاللحين وأنطلق ماحدن له كلمة علي..)
(ايه ميخالف بس بعد غسان خلاص... افففف ليه ماتسمع الكلام...)
(ايه بن مهنا واطنخ من راسي اطلعي.. خمس دقايق...)
قبل أن تكتب له.. كتبت له بهمس خجول ومحب
(الحين ليه كل هالوقت!!! ترى طالت ملكتنا... وكل ذا من شغلك.. متى تأخذ إجازة...)
زود جرعته بملاحظة الصوتية
(الحين لو شفتس يصير عرسنا.. مثل ما أتفقنا اليوم الوحيد اللي لقيته عقب سنتين يكون عندي رصيد إجازة..)
بملل ترد له بملاحظة الصوتية
(بس بالحيل بعيد... عادي انتظرك العُمر كله.. بس ماتهجرني غسان.. سمعتني ماتهجرني..)

سمعت صوت (هرن) حتى تخرج له مرتدية طرحتها فوق شعرها ومخبية نصف وجهها التي برزت عيونها بالكحل الاسود بفتنة
- آه يابعدي.. بنت.. وش له داعي ذا الكحل...
- بعد اتزين لك ...
- طيب اقربي...
- غسان انت واقف بشارع مايصير اخرج لك..
- خبلتي فيني.. زين خذي هذا...
- وش ذا؟؟؟
- هديتي لتس...
- كثير ترى... غسان!!!!
- يابعد طوايف غسان.. هاللحين لزوم اتركتس.. عندي مناوبة تبدي الحين دعاواتس..
- ماعليك خوف حبيبي... أنت الرائد غسان على السن والرمح... بس سالم عساه ماهو معك..
- هالله..الله.. بعدين تخافين على سالم أكثر مني..
- كلكم أخاف عليكم.. ابليز غسان طمني حبيبي... لا تخليني اقلق دق علي اذا انهيت من عملك..
- من عيوني.. ياللا اقفلي باب على نفستس.. بعد وراه ماسريتي لبيت جدتس بدل مأنتي جالسة بروحتس..
- ماعليه حبيبي عندي اشغال فيذا بنجزها وبعدين بسري لبيت جدي...
- انتبهي على نفستس..
- ان شاء الله.. الله يوفقك حبيبي ويسخر لك ناس طيبين ويبعد عنك عيال الحرام...
نظرتها وداعها المحب لهِ.. كل هذا فوق اقصى احتمالاتهِ

تنهّد من ذكرى التي غرست في عقلهِ قبل قلبهِ ! اغلق المحادثة بوجع يغرس ويحفر حفر بضلعه !
- ودي انهي كل تساؤلاتك قدام عيونك.. ودي أموت بين يديك.. بس مأبيتس تحزنين عليّ.. مير مالنا النصيب لبعض يابنت بندر.. كل الظروف تقول صعب نلتقي.... خليني بعينتس هربان ولا تدرين اني بعرس غيرتس... اهون علي..

"ليه مسحتيلي جبيني ودمع عيني
وانتي كل اللي يبيني ومايبيني
الغريب إنك صبرتي كل هذا الوقت
يااجمل من صبر
وانتظرتي كل هذا الوقت
وماسألتي كم مضى من وقت
وانتي لسى في قلبي جميله
وافترقنا من يقول الفرقا كانت مستحيله"


***

في سيارة سالم بن بندر العَوم..
- اسمعيني بس..
⁃ مابي اسمع.. انت كيف تسوي ذا سوايا !!!! شلون طرى على بالك تخدعنا...
⁃ يابنت الحلال الظروف اجبرتني .. انا كل اللي ابيه منتس تجلسين تحت رعايتي …
⁃ ابوي تعب من بعدك سالم تعب!!! وانت بكل برود تقول ظروف وش ظروفه … وقلبي كان حاس ان غسان برئي… والله كان حاس.. وقلت لهم بس ماحدن صدقني.. كلهن نكروا صداقتك مع غسان.. كلهم ضغطوا علي.. كلهم خلوني شماعة بين قيل وقال...
⁃ وبعدددين راستس ذا ليه مايفهم اقول لتس مجبور …
⁃ ماراح اجلس جديّ تركي بروحه ... إذا انت أناني فأنا بعد يحق لي اشوف حياتي...
⁃ جدي تركي ماعليه شر.. افهمي ياعنيدة... كل اللي ابيه منتس مصلحتس...
- اي مصلحة.. اكون معلقة سنتين لأني متزوجة ولا غيره.. بالله ذا منطق...
تنهّد
- يمكن خيرة لكم...
حينها رعشت يدينها بخوف
- وش قصدك؟؟؟ وش تلمح... سالم أنت تعرف شيء وأنا اجهله!!! الا والله ببطنك علم وانا ياغافلكم الله..
- يابنت الحلال.. كله اللي اقوله.. مالكم نصيب... غسان لازم يطلقتس.. أنتي تشوفين حياتس وهو يشوف حياته...
- نعم... نعم ماسمعت زين.. وش يعني يطلق.. ليه هو خذني عطيتك... لعب جهال هو....
- هديــــــــــــــر!!
دمعت عيونها
- مابي اسمع حسك... رجعني لبيت جدي... اقول لك رجعني.. خلهم يعرفونك انك حي... خلهم يعرفون اني ماكذبت بكلمة...
سالم اخته مازالت لا تفهم دواخلهِ.. ماذا يشرح لها؟؟ ولا يريد أن يجرحها لكن لابد أن يفهمها الوضع قبل أن تضيع سنواتها عبث في انتظار زوجها...
- خلينا نصل ويصير خير...
ثم التفت للتي تجلس بجانبها
⁃ وهذي اللي معك مين تكون بعد ؟؟؟
⁃ زوجتي على سنة الله ورسوله
⁃ شنو .. متى لحقت تتزوج سالم انت وش تخربط ؟؟؟؟
⁃ اي اي زوجتي ربك اراد اني اتزوج الحين مالتس بطويلة دراستس بتكلمينها هنا في بريدة
⁃ تبيني اضيع سنتين سالم انت بعقلك ....
⁃ اي خلاص الامور لابد تنحل.. جدي مايقدر يتحملتس وانا مانيب عجزان عنتس … مير هالفترة مابي احد يعرف اني حي فهمتي الحين والا لا..
⁃ مافهمت .. ورجعني الرياض انا حتى عفشي ماجبته
⁃ ننزل سوق وتشترين كل شيء جديد...

.
.
.


عيون الليل. غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمت بحمدلله عيون الرهاف .. حتى التقيكم بـ هجير العُمُر