عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-22, 06:11 PM   #42

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث

في صباح اليوم التالي استيقظت أوركيد على السواد يحيط عينيها، والشلل يستحكم بأطرافها.. كانت جالسة على كرسي والحبال تربط ذراعيها وقدميها.. بقيت لوقت تجهل مدتها تشرد بالفراغ تجهل سبب اختطافها!
هل هو بهدف مساومة عائلتها لطلب فدية مالية مقابل العودة إلى أحضانهم؟ لأن مالا يعرفونه هؤلاء المختطفون الحمقى هو أنهم لن يحصلوا من عائلتها على أي سنتٍ!
فجأة شعرت بباب المكان الذي تتواجد فيه يُفتح، ثم رجل ينزع العصبة من على عينيها سامحا للنور أن ينفذ لحدقتيها.. رفرفت بجفنيها لتجد أمامه يقف رجل تتجلى على خطوط وجهه المتصلب كل شيء عدا الود واللين.. غادر الرجل من أمامها فتجولت ببصرها في المكان حولها لتجد نفسها بقبو لا تزيد مساحته على عشرين متر مربّعة، من الإسمنت المسلح ولم يكن يحتوي على أية نافذة، وكان كل أساسه سرير مثل الذي يستخدمونه في معسكرات الكشافة، ومغسلة ومرحاض..
استقر نظرها على باب القبو يُفتح مرة أخرى من قبل نفس الرجل الذي فتح عينيها وأخر بدا أنه رئيسه لا زميله.. وقف القائد أمامها فبدأ نظرها يمشط ملامح وجهه وما يحوي من قسمات محددة من فم رجولي صارم وفك قوي إلى حاجبين أسودين فوق عينين زرقاوين ضيقتين ناهيك عن شعره الفاتح الكثيف الطويل.. فيوحي بهذه الصفات الظاهرة بأنه رجل خشن صلب..
أخفضت بصرها إلى كتفاه العريضان ثم إلى جسده قوي البنية الذي يزيد طوله عن الأقدام الستة يكفي مِمَّا أشعرها بالخوف وأن أيامها المتبقية محدودة..
تصاعد شحوب وجهها وحادت بنظرها بعيدا عن عينيه المسلطتين عليها وتساءلت بصوت مرتعش متحاملة على ألم تشنج أطرافها
((ماذا تريد مني؟ كيف تتجرأ على خطفي!))
زمجر بها الرجل الأخر والذي يدعى دومينك لتصمت مما جعل أخر الألوان تنسحب من وجهها وتنكمش على نفسها بذعر، قبل ان يتطلع دومنيك لسيده متسائلا
((ما هي خطوتنا التالية مع عائلتها يا سيد إيستون؟))
جحظت عينيها بصدمة تملكتها.. عائلتها! إذن فعلا قاموا بخطفها ليظفروا بشيء من عائلتها، أو ربما للانتقام منها بجريرتهم إذا أن عائلتها تزخر بسجل حافل بإيذاء والاعتداء على الأشخاص من حولها..
وجدت ملامحها تنهار باكية لتهتف بهم بتوسل
((أنا في كل الأحوال هاربة من عائلتي، ولا دخل لي بهم أبدًا، أرجوكَ أفرج عني.. أرجوكَ))
رفع دومينك يديه نحوها يقاوم أصابعه التي تريد خنقها وعيناه تصوبان شرارات كهربية مهدده تجاهها لتصمت، ففعلت بذعر متفشي فيها! بأي حق وبأي ذنب يخطفونها هؤلاء الأوغاد الذي يبدو كل واحد منهم وكأنه يستنشق الطغيان والجبروت!
كان كاميرون إيستون لا زال يحدق بها بتركيز وملامحه غير المقروءة لا تنحسر عن وجهه، حتى شكت أوركيد بأنه يعرفها، وكانت تود سؤاله لكنه تقدم منها فجأة.. كتمت شهقة ذعر، بينما دموعها مستمرة بالجريان أنهارا عندما بدأ يحل الرباط حول إحدى ذراعيها ثم رفعها يمعن النظر في ندبة قديمة لها!
بقيت محبوسة الأنفاس حتى حرر ذراعها ثم استدار على عقبيه مغادرا المكان دون أن يتفوه بحرف واحد يبدد هالته الغامضة..
غادر الرجل الأخر وصفق الباب خلفها.. لقد تركاها مكانها حيث تمر الساعات ببطء شديد، ورعب أكبر يجتاح نفسها.. نعم حرراها من قيدها وتركا لها الطعام ولكنهما لم يخبرانها عن سبب خطفها أو ماذا يعتزمون على فعله بها..
فركت يديها ببعضهما بتوتر، حررت شعرها من ضفيرتها ثم عادت تجمع شعرها وتربطه كله بالمشبك، تريد أن تقتحم ذلك الباب المغلق لترى ما الذي يحصل خلفه؟
ولم يمضِ الكثير قبل أن يفتح الباب فعلا ويطل عليها رجل أخر لم تره سابقا ويقف أمامها بصمت، بملامح مبهمة تميل للسمرة.. فغرت شفتيها ما إن رأته يخرج سكينا ماضية من مغلفها بهدوء ثم يقترب منها.. شحب وجهها شحوبا يُحاكي الموت وانتفضت كل خلية فيها رعبا من هذا الغريب الذي يرنو منها، ولم يسعفها صوتها فأطلقت شهقة بلا صوت قبل أن تغمض جفنيها وترفع يديها لتحتمي بهما بمحاولة واهية من سكينه.. ثم مرت ثانية.. ثانية أخرى.. وأخرى.. حتى مرت دقيقة كاملة.. ولم يحدث شيء.. لم يجز عنقها ولم يطعنها بصدرها! لم يذبحها ايضا.. على الاقل بعد!
ببطء فتحت عينيها وبتردد رفعت نظرها للرجل الذي لا يزال واقفا بثبات واهن أمامها، ارتخت ملامحها ما إن رأت السكينة تنسل من أصابع يده لتتهاوى أرضا..
كادت أن تتنفس الصعداء لكن عاد الذعر يفترسها مجددا عندما رأته ينتشل شيئا من جيبه!
ولدهشتها أخرج فقط مشطا.. مشطا صغيرا، لطيفا بشكل لا يناسب خشونة مظهره!
جفلت عندما مال الرجل نحوها واحتمت مجددا بيديها خوفا منه لكن شعرت بما يشبه التيار الكهربائي يسري في جسدها ما إن مرر المشط على شعرها عدة مرات ثم أدار جسده مغادرا ببساطة تاركا إياه مسروقة الأنفاس ومنهارة لا تعي شيئا من حولها..
==========================
سلم الرجل الذي كان يدعى إيان باركر المشط بما فيه من شعيرات لدومينك أمرا إياه أن يضع الشعيرات في ظرف ويسلمه له.. ثم كتم توتره الرهيب وأظهر واجهة صلبة أبيّه أمام كاميرون إيستون الذي يقابله بملامح متعجرفة ملاحظا احتقان وجهه وثورته الكامنة، فقال الأخر بلذة الشماتة الشيطانية لمساعده
((وأنت خذ جزءً من عينات الشعر يا دومينك لنجري الفحص أيضًا، ونستغل عثورنا عليها أولًا في استرداد ثمن ماشيتنا والخراب الذي تم الحاقه بنا من قبل شقيقها))
طحن إيان أسنانه يكتم بشق الأنفس غضبه وغيظه تجاه ابتسامة كاميرون التي تزدادا التواء وعجرفة، إنه لا يزال مصرا على اتهامه هو بإرسال من إحراق أجزاء من مزارع هذه المنطقة وإلحاق الدمار بها وسرقة الماشية رغم تبرئته التامة بعد انتهاء التحقيق!
ارتجفت يده خفية بدقات قلب عنيفة عندما تابع كاميرون بسيطرة متهكمة
((سأحتاج شيئا يعود لك لنجري الفحص يا سيد باركر ونقف على ثبوت النسب من عدمه بتلك الفتاة))
أعطاهم إيان عينة من شعره هو الأخر ونظرة أخيرة محذرة من أن يتم إيذاء الفتاة قبل أن تصدر النتيجة.. ثم خرج من المكان بملامح واجمة خاسرة والغيظ الشرس ينشب مخالبه فيه.. لم يتوقع أن كاميرون.. عدوه اللدود سيكون بهذا القدر من التجبر.. لقد أخبره صباح اليوم أنه وجد شقيقته الضائعة منذ ما يزيد عن عقدين ونصف رافضا أن يعلن كيف اهتدى إلى هذه الحقيقة سوى بوجود تلك الندبة عليها كما تم الإعلان أثناء فقدانها آنذاك.. وهو لم يطل كثيرا قبل أن يأتيه لعقر داره أعزلا كما طلب منه ويدخل ليأخذ عينة منها تعينه على إجراء فحص الحمض النووي ليتأكد من صحة ادعاء كاميرون!
لتظهر النتيجة وبعدها سيكون لكل حادث حديث، لكنه متأكد من أن كاميرون لن يسلمه شقيقته إلا لو أعطاه ثمن كل المواشي التي فقدها خلال السنوات الماضية وثمن ترميم الدمار والحرائق التي حلت بمنشآت مزرعته على الأقل، دون أن يهتم بالتأكد من أنه الجاني، وحتى ذلك فلا يعرف حقا كيف سيتدبر له ثمن ذلك لو اتضح أن الفتاة في الداخل هي أخته حقا..
==========================



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 08-06-22 الساعة 07:55 PM
Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس