عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-22, 10:10 PM   #956

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزينه عرشه ومداد كلماته
،
،
"جفّت الغيمة بصدري وما بقى دمعٍ بريق/ ولو تمدّ الماء لروحي والله إنّي ما ارشفـه"

الفصل التاسع عشر
(1)

،
،
أقبل رمضان بنسماته الروحانية وأجواءه المُحببة وزياراته اللطيفة إلا على " حنين و رحاب "
تقلب حنين اللقيمات وتتحدث بسخط " بفهم الحين رمضان الناس يصومون ويعبدون الله ولا يحطون الملكة باول يوم! ؟"
وافقتها رحاب وهي تضع إحدى الأطباق بالفرن" اندري!!!! يعني لازم كل سنة كذا نكرف ليش أبوي يعزم عمامي كل سنة بفهم ليش وهالمره كمللت ملكة سلمى"
قالت حنين بسخرية" حبيبتي أبوك متكي تحت المكيف وحنا نكرف وش عليه! وشوفي لو شي ناقص بالسفرة وش بيسوي "
نهرّتهن شيخة " احتسبن الأجر ترى تفطير صايم! بكل سنة تروح حسناتكن على الحلطمة"
قالت حنين " تعبنااااااا تعبنننااااا! الناس يحبون رمضان أنا اكره من الكررررف !! ولا ماشاءالله سلمى عشان بتتزوج متكية!! زوجوني ياخييي أبي ارتاح"
ضربتها شيخة على كتفها وقالت" وينها وين الراحة رايحة للمشغل اشتغلي وأنتِ ساكتة"
" لا حبيبتي ما تقعمين حقي أني اتكلم واطلع اللي بقلبي !!!"
" اقول انجزي بس "
وخرجت شيخة لتكمل باقي التحضيرات ، وّ قالت حسناء " رحاب انتبهي على اللي بالفرن مو يحترق زي كل سنة!"
قالت بتأفف" طيب طيب "
وأعقبت بسخط " ليش الله ما خلقني ولد "
" هيه أنتِ حرام عليك وش هالكلام!! استغفري"
" استغفرالله بس صدق يعني اشوف معاذوه يروح ويجي وننبسط ومتكي تحت المكيف وأنا محشورةً وأكرف ! وفوق كذا متعب الزفت يخنقنا "
قالت حنين" على طاري متعب تتوقعون يحضر الملكة ؟"
تغضن وجهه حسناء ولكن آثارت الصمت ، قالت رحاب " والله ما أدري .. بس الأغلب لأ "
..........................................

يقف فارس عند باب الشقة وبيده الحقيبة التي تحّوي " بعضًا من أطباق الإفطار و هي واقفة عند طاولة التحضير في المطبخ تضع الأطباق في حقيبة أخرى ، استعجلها قائلا" يلا ابتسام يلا يمدي أوصلك واروح لمازن .. بسرعة باقي ساعة ويأذن "
حملت الحقيبة وقالت " يلا هذاني خلصت "
خـرجا من الشقة بجانب بعضهما ، حتى خـرجا إلى الشارع . . وتوجها اولا إلى بيت " ميرال" لأن والدتها دعتها هي وجيسي للإفطار ، وفارس سيذهب إلى مازن لكي يفطرا سويا . . قالت بحنين وهي تغض الطرف عن عرجه الواضح " والله مشتاقه لأجواء رمضان بالسعودية.. أصوات التراويح غيير غير .. هنا ما أحس بشي "
وافقها وهما يسيران بارهاق ، فالصوم لساعات طويلة متعب لكليهما مع ضغط الجامعة " إي والله صدقتِ .. ولا أكل أمي والشوربة حقتها !!! مشتاااااااق لها " وتنهد بسخط " وعندي وحدة ما تعرف إلا مكرونة بالبشاميل فطور وسحور"
ضحكت وقالت " احمد ربك إني اعرف لها !!! والكبسة اللي سويتها أمس ما هي جايزةً لك ؟؟؟؟"
رمقها بنظرة غير راضية ، ضربته على كتفه وشهقت " ماهي عاجبتك؟؟؟"
" أمشي نفسها فيها الشكولله "
توقفت للحظة وقالت بطريقة درامية " جرحتني يافارس !"
توقف وقال بضحكة" عاد والله هذا الصدق "
" تستهبل علي صح ؟ "
تعالت ضحكـاته وقال " ضاااق صّدرها المسكينة"
" لا صدق فارس والله طبخي زين !!"
" أمزح زين يهبل لا تخافين !!!"
تقدّمت وقالت بخيلاء" غصبن عليك! أساسًا من كان يطبخ عزايم أبوي إلا أنا ! حتى مها مايحب طبخها "
" تعقبين والله! أمي بكل مرة تطبخ "
توقف مرةً أخرى وقالت " تذكر يوم أبوي يجيه رجال وامي كانت تعبانة ومها ماقدرت تجي .. من طبخ العشاء هذاك ؟ هاه ؟؟؟ وأبوي جعلني ماذوق يومه جاني وحب راسي عشان طبخي زين"
تأفف وقال" ياكلمة ارجعي مكانك ! نفسية صايمة ما تنلامين"
سارت بجانبه وقالت" وشفيها نفسية الصايم! مدري ليش أنتم يالرجال ما تتحملون تصومون ! الواحد مدري وش يجيه !!"
قال بسخرية " والله مدري من اللي يتحمل ! شوفي شلون شاشية عشاني مزحت معك "
" الحين أنا تعبانة طول امس عشان اسوي لك سحور وشايلةً همك واخر شي تسب طبخي "
صرخ بغيض" والله امزح خلاص امزح !! ان شاءالله تحطين لي سم باكله وامدح واموت وانا امدحك!!!"
نظّرت له بغير رضى وتقدمته حتى وصلا إلى المترو
...............................................
،
،
كانت تقف أمام النافذ تراقب الشارع ، وعندما رأتهما أسرعت إلى المطبّخ وقالت لوالدتها المنغمسة بتحضير الإفطار " ماما وين اللي بدك اعطيه جارتنا أم مصعب ؟"
قالت بحنّق " من اي شي ساعة ئايلةً ليك روحي الحين بيأذن "
" ماعليه ماما كنت بنظف وبرتب .. يلا عطيني "
" شوفي هُنيييك فوق الطاولة"
حملت الطبق وخرجت من المطبخ مُسرعة ، ومرت من جانب المرآة عند المدخل لتتأكد من شكلها ، رداء ساتر مكون من تنورة طويلة وّ قميص قطني . . سيعجبه .. بكل تأكيد .. تنفست بصوت عالي وأسرعت للخروج إلى الشارع . . وقابلتهما أمام البناية . . نظّرت له نظرة خاطفة وهو واقف ينتظر دخول " ابتسام" خفق قلبها بعنف وسلمت على ابتسام" اهلا بسووومه رمضان مبارك علينا وعليكِ"
" حبيبتي ميرال " والتفت إلى فارس لتسأله بدعابة" إذا احد قالي رمضان مبارك وش ارد ؟"
ابتسم ورفع كتفّيه " مدري "
ابتسمت هي بدورها ، وقالت لابتسام" مو لازم تردي .. يلا اصعدي أنا بودي هيدي الأكله لجارتنا أم مصعب وبمر على جيسي أفيئه مسكينة تعبت اليوم كتير "
" الخالة مديحة فوووق ؟"
أومـأت برأسها وقالت" شوو جايبة معك بسووومه!! بخاطري أكل الاكل السعووودي "
قالت ابتسام " جايبة معي سمبوسة ومكرونا بالبشاميل .. والاكل السعودي الكبسة راح أذوقك إن شاءالله "
" ييي كتير متحمسة !!! " وأردفت" يلا اصعدي بسومه هلأ ماما انتظرك "
" لا تتأخرين " وقالت لـفارس" خلاص روح فارس يالله يمديك"
أومـأ برأسه ، وراقبته وهو يستدير ويسير بالاتجاه المعاكس .. صعدت " ابتسام " إلى الشقة ، وخـرجت هي من البناية بتوتر . . وعندما تأكدت إن " ابتسام " اختفت .. أسرعت خلفه ونادته بخفوت " فارِسسسس"
التفت باكمله نحوها مما جعلها تضطرب ويخفق قلبها بعنف سألته بسرعة" طمني كيف حالك؟ مع الصيام؟ "
" الحمدلله .. ماشي الحال .. نقاوم لأخر رمق "
كانت نبرته يائسة تجعلها تغرق في بحور اليأس والحزن ، قالت بغصة" متى راح تبطّل يأس يا فارِس ؟كل شيء له علاج وله دواء .. تعبت كتييير وأنا احاول اشجعك!! لازم تأوي حااالك !! منشان ابتسام "
ضيّق عيّنيه وقال " تدرين .. ودي الموت يجيني وارتاح ولا اجلس انتظره "
شهقت بصمت وهي تراقبه نظراته الساهمة ، وقال بعدها بحقد " أخ بس لو .. أقدر اخذ حقي "
ارتجفت كورقة في فصل الخريف ، وصوب نظراته إليها فجأة وقال
وقال " يلا روحي ودي لام مصعب .. يلا يمديني أوصله لمازن "
" ما تتعب من المشي ؟؟؟ روح بتكسي"
" بيت مازن قريب "
واستدار ليكمل سيره غير مكترث بعينها المليئة بدموع نادمة ، والرجفة التي تسري بعظامها
................................................
،
،
يجلسون على الطاولة ينتظرون أذان المغرب ، وديما وهند تجاهدان كتّم دموعهما عن الرجلين الصامتين ، رفع الوليد ناظرّيه بغتةً وقالت بقلق " ديما وش فيك؟"
كان وجهها ممتعض وعندما سمعت صوته أنفجرت ببكاء مرير وشاطرته هند ، تقابلات أنظار الرجلين بقلق وسئل محمد وهو يلتفت بكامل جسده لهند" وشفيكم ؟ وشفيك هند بسم ربي عليك !!!"
قالت " تذكرت أمي !"
ضربته " هند " بمقتل . . واطرق رأسه بصمت ، وتكفل محمد بالمواساة " استهدي بالله ياهند الله يرحم عمتي ويغفره لها وجميع موتى المسلمين بدال لاتصيحين ادعي لها ولخالي بإذن الله انهم في مكان أفضل من اللي عايشين فيه " ونظّر إلى ديما" يلا ياديما مسحي دموعك .. "
اطاعته ديما ومسحت دموعها ، وبينما هند تجاهد إن تحبس عبراتها . . قال محمد بحزم" يلا هند لا تقلبينها نكد ! " وهمس باذنها" وش ذنب الوليد يتحسر وهو لا يتذكر لا أبوك ولا أمك "
رفعت رأسها تنظـر لها ، وبدلاً من التماسك عادت تبكي من جديد
" لا حول ولاقوة إلا بالله ياهند وشفيككك!!!"
" خلاص بسكت "
وأعقب محمد " تدرين جدتي شوي وتدق .. لا تشوف وجهدك وتنغث! "
وبهذا الإثناء تعالى هاتف " محمد " بالرنين من احدى البرامج . . " شوفي هذي جدتي اكيد بتكلمنا لا تضيقين صّدرها ومسحي دموعك"
مسحت دموعها وأجاب عنها مكالمة الفديو ، وظهرت وجهه جدته يحيّه ببشاشته" حيّ الله هالوجه يانظر عيني وشلونكم يامحمد .. افطرتوا ؟؟؟"
ابتسم " يحيييك ويخليك ياجدتي .. لا للحين "
شهقت " وويلي يادافع البلا! حنا طالعين من التراويح "
ضحك " فرق التوقيت "
أطلت هند بجانبه " وشلونك جديدة!! مبارك عليك الشهر"
" هلا هلا والله علينا وعليتس ياعيني وشلونكم وين وليد وديما؟؟"
مدّ الهاتف إلى الوليد وتنفس بصوت عالي ومن ثم التقطه وحيّاها" هلا والله حي الله جدتي "
" هلا والله بنظر عيني هلا والله بالحسسس شلونك ياعيني وشخبارك!!! "
" بخير جعلك تسلمين.. وشلونكم كلكم وشلون عمامي وعماتي؟"
" كلنا بخير بخير الحمدلله .. وشلون رمضان عندكم.. مانتم جاااين ؟؟؟"
" إن شاءالله بشهر عشرة"
" ماااانتم حاضرين عرس ماجد !!!!؟"
" لا والله اختبارات مانقدر "
قالت بسخط " ياذا الاختبارات اللي ماحصل تقضي وين ديما ياعيني أخاف انها تعبت من الصيام "
مدّ إليها الهاتف وهي تمسح دموعها ، " هلا والله ديما وشلونتس ياجدي ؟ تعبتي من الصيام"
كانت نبرًتها أكثر رِقة مع ديّما ، مماجعلها تعاود البكاء !
شهقت جدتها " وويلي وشبتس ياعيني ؟وش اللي يصيحتس ؟؟ "
" مافيني شي ياجدتي .. بس .. بس "
" بس وشو يا ديما وشبتس يانظر عيني "
" تذكرت أمي .. "
صمتت جدّتها للحظات طويلة ، ومن ثم شاطرتها البكاء " عزالله إنّ معتس حق تصيحين على لولوة !! عسا ربي يجعل قبره روضه من رياض الجنة !! جعلها هي وعبدالعزيز بجنات النعيم صيحي وانا امتس صيحي .. اللي مايصيح على والديه على من يصيح ؟"
زاد بكاء ديما و شاطرتها هند ، وهو ينظر لهما وقلبه يتفطر ، كم يود إن يشاطرهما البكاء . . على فقد لا يتذكره !
.................................................. ......

،

مستلقٍ بعد عودته من عمله ينتظر الآذان لكي يفطر وهو مرهق وجائع ، ينظر إلى السقف بملل . . منذ عقد قرآن ماجد وهو يقطع إي روابط اتصالية بـ"ريما " و " ووالده
مُدركًا لو أجاب على " ريما "ستزعج رأسه باتهامات كثيرة ، وإن أجاب على والده سيؤنبه مرةً أخرى
تعالى رنين الجرس تأفف " من جاي هالوقت "
أعتدل بطوله المتوسط وجر رجله بصعوبة وفتح الباب وهو يقول بنزق " منننن؟؟؟"
وجد أمامه " ماجد "
صُعق من هذه الزيارة الغريبة والمًفاجئة ، وخفق قلبه بريبة وسئله "وش عندك جاي ؟"
نظرّ إليه ماجد مطولا وقال " مانت مدخلني ؟"
أبتعد عند الباب وقال ساخرًا" تفضل تفضل"
دخل ماجد بهدوء وتقدمه وهو يجلس على نفس الأريكة التي كان يستلقي عليها وقال " وش عندك جاي ؟ "
كتم أنفاسه وهو يهز ساقه بتوتر
وتوقف ماجد أمامه وهو ينظر إلى الفطور على الطاولة المكون من " تمر ولبن وماء فقط "وقال بدعابة " شكل فطورك ما يكفيني !"
رفع حاجبيـه بتعجبّ وقال بضجر " شعندك جاي ؟ "
ضحكّ " كذا صريح ماتبي جيتي !!"
أشاح بوجهه بصمت ، أخرج ماجد من جيبه بطاقة دعوة ورمها عليه وهو يقول " جاي أعزمك .. على عرسي "
التقط الدعوة وهو يقرأها بتمهل .. ويتمعن في الاسمين ببرود ظاهري
" ماجد سامي الكاسر على كريمته بتول أحمد "
آمال ثغره وهو يجاهد إن يخفي راحته لوهلة ظن إن ماجد عرف بمكالماته مع " بتّول " رفع ناظرّيه وقال
" ومن قال لك إني بحضره ؟"
" مايهون علي يجي عرسي ولا تحضر ياموسى "
رمى الدعوة جانبًا وصدحت ضحكـاته ساخرة وَ متوجعة " وهنت عليك وأنت بكل مرة تسفهني .. وبكل مرة تكلمني من طرف خشمك .. بكل مرة تشوف نفسك أعلى منّي .. ؟؟"
بلل شفتيه وقال " من يوم ماجيت وأنا بكل مرة أحاول إني ألقى لك مدخل عشان أحس انك أخوي .. وكل مرة أطيح على قفاي كل مرررررة .. والحين جايني تعزمني على عرسك باردةً مبردة ؟ ولا كأنك سويت شي ؟"
وصمت بوجوم وهو يميل برأسه " ولا عشان . . الصورة عند عمامي ما تتغيـر ! "
ورفع كتفيّه " بس لو جدتي الزين تعرف وش تسوي فيني . . بس لو تعرف .. "
صمّت ماجد وهو يشيح بوجهه
وموسى يقول بصوت عالي" اقتنعت أنه مالك دخل أرجع علاقتي بفيصل أو لا ؟ اقتنعت أنه فيصل نسى أساسًا ؟ ولا للحين عقليتك المسوسة تخلي تشك بكل أحد !"
" طلع هالزفت من بيننا !!!"
" أنت اللي دخلته بيننا !!!"
تنهدّ ماجد بصوت مسموع وقال " للحين أنا ماني راضي أنك ترجع علـ...."
قاطـعه بحدة" ومن أنت ؟ عشان ترضى ولا ماترضى ؟ من أنت ؟ "
بلل شفتيه وقال بهدوء " أنا أخوك ! "
صفق بكلتا يديه وقال " الله الله الله !!!!!! "
وتابع " صراحة افحمتني على هالمشاعر الأخوية !!!"
" أنا اتكلم جد ياموسى ! فيصل ماهو ناوي لك على خير !!! رجع صدقاتك معه مايهمني ولا كانت تهمني ماهمني إلا يوم دخلك معه بالxxxxات !!! "
" كلام فاضي .. أنت مشكلتك مع فيصل ! أنا وياه أخوان قبل لا تجي حتى "
ضيّق عيّنيه ماجدّ وقال " واللي سواه قبل .. نسيته كذا باردةً مبردة !!!"
" عشانه طردك أنا .. ما طردني أنا "
قالها ببرود ، وماجد يتابع بحرقة" ولا ليش هو توه يتذكر يدخلك معه بشغله ؟ "
نظّر إليه مطولاً وقال " بكمل معه وبثبت لك أن فيصل ماهو إلا أخوو !!! خذا مكانك منزمااااان منزماااانننن ياماجد !"
اطرق ماجد براسه بصمّت وموسى يتابع بألم " ماني لعبة عندك إذا بغيت مصلحة جيت تكلمني مثل العالم والناس وتسامح مني وفجأة يتغير مزاجك ! وأنا داري مايهمك إلا عمامي !!! وصورتك عندهم "
رفع ماجد رأسه وقال " مايهمني عمامي لان الغلط بيصير عليك ماحضرت لا ملكة ولا عرس ! الملكة قدرنا أنا وأبوي نلقى عذر !! بس العرس !! العرس !!! !! "
" القوا عذر ثاني !!! مايهمني "
" بس أنا يهمنييي والله يهمني أخوي ياقف بجني بيوم فرحتي "
ضيّق عيّنيه وقال " فرحتك ؟ "
وآمال رأسه " أنت ليش تزوجت بتول ياماجد ؟"
طال الصمت بينهما وقطعه صوت الآذان ، وبقى السؤال عالقًا إلى أجل مسمى !
بدأ موسى بالإفطار ، وأخذ ماجد تمرة يفطر عليها !
واستدار ينّوي الذهاب وهو يقول " أخر مرة أحذرك من فيصل ياموسى !!! "
" عطني دليل !"
رمقه ماجد بنظرات طويلة واعقب موسى " عطني دليل إن فيصل راح يضرني !!! "
طال صمّت ماجد وضحك موسى ساخرًا " شفت ماعندك دليل !!! بس كرامتك ما تسمح لك أنك تنسى طردة فيصل وأبوه !! "
آشار ماجد على قلبه وقال " هالقلب هو دليلي !!"
وصمت لثانية وهو يرى تجاهله " وننتظرك أنا وأبوي ثاني العيد "
" وعلياء ؟ مانت عازمها "
" أبوي يتفاهم معها ! "
وخرج ماجد بخطوات سريعة إلى خارج شقته !
.....................................
،

تغسل الأطباق بشرود ، وهي تشعر بنغزات في قلبها . . وسخط يسيطر عليها لأسباب كثيرة !
هي ليست من النوع المتذمر كشقيقتها " رحاب وحنين " وليست من النوع المتعقّل " كسلمى وشيخة " بلّ هي كتلة من العاطفة . . تتساير من أجل رضا والديها بكل شيء ، و تظاهرت بسعادة مُزيفة عندما أخبرتها شيخة بخفوت ونبرة مشفقة إن " جاسر " ابن عمتها يريد تعجيّل الزواج ، وافقت سريعًا بل صرحت تصريح كاذب إنه لا داعٍ لأخذ مشورتها ، لن تقف عائقًا أمام نصيب أختها " سلمى "
ومع هذا قلبها يتفتت ، هي خائفة إن يمضي به العمر وهي عالقة في هذا البيت ، هي تحب عائلتها . . بلّ تفدّي روحها من أجلهم ،
ولكن هي تتوق إن يكون لها منزلها الخاص ، ورجّل يتفهم عاطفتها الفيّاضة
أغمضت عينيها تمنـع تسرب صورته إلى خيالها ، الرجل الذي خفق من أجله قلبها ، وتاقتّ إن تعيش برفقته ولكنّها داستّ على مشاعر قلبها من أجل " متعب "
ولكن عندما أتى الرفض منه . . شعّرت بألم عمييييق و تهدمت ثقتها وهي عاجزة عن ترميمها
مسحت دموعها المنسابة عندما دخلت " حنين" إلى المطبخ ، سألتها بتعجب وهي تراها ترتدي عباءتها" وين بتروحين؟"
بهذا الأثناء دخلت رحاب وهي تحادث حنين" مرام تقول جيبوا معكم من فطوركم "
" هذا انا باخذ" واجابت عنها" بنروح لمرام وبتجي نوير"
قالت وهي تنظر لهن" عادي اروح معكن؟ طفشااانة"
تقابلت انظارهن للحظة وقالت هي بعدها" إذا ما تبون كيفكم"
قالت حنين بحذر" لا عادي .. بس جونا مو مثل جوك"
ابتسمت " صح .. انبسطوا .."
واكملت عملها وهي تبتلع غصّتها
..............................................

،
" جيسي لستِ صائمة اليّوم أليس كذلك؟"
قالتها ناري بتساؤل أجابتها بخجل وهن واقفات في المحل " نعم لِما ؟"
" هذا جيد ، هل تساعديني في خدمة؟"
"نعم بالطبع "
" لديّ موعد مهم بعد قليل ومدير المحل اتصل بي يريد بعض الأوراق هل لك إن تاخذينها إلى بيتهم ؟"
ضيّق عينيها وقالت " أنا ؟"
ابتسمت ناري "نعم أرجوووووك ! انه بيتهم قريب .. وانتِ لست صائمة لذلـ.."
قاطعتها " حسنًا .. لابأس"
" شكرًا عزيزتي "
ناولتها الأوراق وقالت " سا أرسل لكِ الموقع حسنًا؟"
"حسنًا عزيزتي "
خرجت ناري أولًا .. وهي بعدها بعدما اغلقت أنوار المحّل وأقفلت الباب ، وضعت المفتاح في حقيبتها وهي تنهدّ بتوتر . . واتصلت على " ميّرال" غريبة الأطوار هذه الأيام تخبرها بتأخرها . . واتجهت إلى الموقع بخطوات متمهلة وهي تراقب الغروب الجميّل !
،
توقفت قدميها بعد سيّر نصف ساعة تقريبًا عند بيت كبير بعض الشيء وشكله قديم الطراز .. تنفست بصوت مسموع وهي تعدل حجابها وترن الجرس مرات عدة . .أتى صوت أحدهم " من الطارق ؟"
تلعثمت وهي تبتلع ريقها وفُتح الباب وظهر صبي طويل القامة " من أنتِ ؟"
" ااا أنا جيسي .. ولقد أتيت لأني معي أوراق جلبتها من المحّـ...."
" صفوان من الطاااارق هل هي ناري ؟"
أتى صوت امرأة خلف هذا الصفوان الذي يرمقها بنظرات متفحصة " لا إنها فتاة جميلة أخرى"
افسح المجال لـوالدته على مايبدو
وهي الإخرى ترمقها بنفس نظراته ، تصاعد الدم إلى وجنتيها وقالت بتوتر " مرحبًا .. معي أوراق أريد تسليمها إلى .. المديـر .. أنا .. جيسي "
قالت المرأة ببشاشة " اهلا بكِ عزيزتي .. أنتِ التي تعملين مع ناري ؟؟؟ الموظفة الجديدة؟؟؟"
قال الصبي " الموظفة الأمييينة !!! التي قال عنها عيسى"
قالت والدته بترحيب " اوووه نعم نعم قال إن لديها عينيها جميلتان .. تفضلي تفضلي عزيزتي "
زاد توترها وقالت " لا لا .. اعتذر .. اريد تسليم الأوراق لٌلمدير وبعدها س..."
" تأتين إلى بيتنا ولا تشاركينا الإفطار !!! لا يصح .. ادخلي عزيزتي .. وأنت صفوان خذ الأوراق واعطها والدك "
مدت له الأوراق ووالدته تحثها على الدخول ، دّخلت بحرج إلى حديقة ، حتى دّخلت إلى داخل البيت خلف الصبي ووالدته .. ووصلها أصوات متفرقة .. وعند دخولها إلى الصالة الكبيرة تصلب جسدّها بتوتر وهي ترى أزواج من العيون تنظر لها بتساءل و
قالت المرأة" رحبوا معي بـ ..."
ضحكـت بتوتر " جيسي .."
" نعم جيسي الفتاة التي كان يظن عيسى إنها لّص "
تعالت ضحكاتهم وترحيبهم وهي تتمنى لو إن الإرض تبتلعها من الإحراج ، بحثت نظراته عن ذلك العيسى الذي أحرجها ولم تجده ، قالت المرأة " أعرفكِ علي أنا والدة عيسى .. الصبي الذي كان منذ قليل هو صفوان أبني الصغير .. وهولأء بناتي .. مروة وميار ومريم والإطفال الصغار أحفادي وهؤلاء الرجّال هم أزواج بناتي
" تفضلي تفضلي بالجلوس .. سيأذن بعد دقائق"
جلست على الطاولة الكبيرة وإحدى بناتها تقول " لا تخجلي عزيزتي اعتبرينا عائلتك .. "
ابتسمت لها بخجـل ، وهي تشتم ناري بسرها . .
أتى صوت أحدهم وهو يقول " سِمعت إن عندنا ضيف "
اقشعر جسدها واستقامت وهي ترى رجل يجلس على كرسي متحرك وخلفه .. ذلك العيسى !!!
هو سبب إحراجها ... تحركت من مكانها إليه وقال عيسى " هذا ووالدي .. المدير "
" أهلا بك .. سيدي .. أنا جيسي "
" وأنا محمد .. سعيد لرؤيتك عزيزتي تمنيت إن أدعوكِ دعوة خاصة .. ولكن على مايبدو إن الله رتب لنا لقاء .. أشكرك على أمانتك "
قالت " لم أفعل شيئًا يذكر صدقني ..."
وهي ترمق الظِل الواقف خلف والده ، " لا بل فعلتِ ! تفضلي عزيزتي سيحين وقت الإفطار "
تشارك الجميع في الجلوس على الطاولة ، وقلبها ينبض برعب . . إنهم عائلة كبيرة .. وّتحفهم ألفه مُحببة !
تكونت غصة في حلقها . . كم تشتاق إلى ألفة كهذه !
" أتمنى إن يِعجبك طعامنا عزيزتي .. طعام أردني أصيل "
رفعت حاجبيها " أنتم من الاردن ؟ "
" نعم عزيزتي .. ونعيش هنا قرابة العشرون سنة "
" سيعجبني بكل تأكدي .. أحب أكل العرب "
" هل تعرفين الإردن ؟"
" قليلًا .. عندما دخلت الإسلام .. بحثت أكثر عن الدول العربية وصديقتي سورية لذلك حدثتني عن الأردن "
" منذّ متى دخلتِ الإسلام عزيزتي ؟" سألت والدتهم
" منذ سنتين ونصف تقريبًا .. عن طريق صديقة عربية لي "
" حقًا .. وكيف ؟"
كان الجميع ينظر لها . . وهي تشعر برعشة في أطرافها وهي تشتت ناظّريها عن الجميع تحدثت بهدوء " كان لدي صديقة عربية وسورية أعرفها منذ إن كنت في الأعداية وكانت مسلمة ولكن لم تحدثني عن الأسلام إطلاقًا .. وكانت ديانتي نصرانية .. ولكن قبل سنتين تعرفنا على صديقة عربية جديدة من السعودية .. بدأت بدعوتي إلى الإسلام .. دّخل إلى قلبي سريعًا .. وأيقنت انه الحق .. اسلمت وعلمتني تعاليم الدين حرفيًا ... وكنت اعتقد إن والدي سيدخل إلى الإسلام مثلي " أطرقت رأسها بحزن " ولكن للاسف رفض وقام بمعادتي"
كانت بجانبها " مروة" " لا عليكِ عزيزتي .. ادعي له وسيهديه الله "
طفرت دمعة من عينيها اليمنى مسحتها بسرعة . . والصمت يلف الأجواء .. حتى قال صفوان" أذن"
سمت بالله وبدأت بالأكل ، ووالدتهم تقرب لها الأكل "كُلي عزيزتي "
ابتسمت لها بمحبة . . قالت أصغر البنات مريم" هل تجدين صعوبة في الصيام ؟ "
" اممم قليًلا لا سيما إن النهار طويل "
" هل تدرسين ؟" سئلتها "مروة"
" نعم ماجيستير قانون"
" شكلك لا يهيء "
رفعت حاجبيها إلى قمة رأسها عندما سمعت ذلك العيسى !
شعّرت بالإهانة قليًلا ونظرت لها بنظرة غاضبة واثارت الصمت ، عندما طال صمتها قال " اعتقد انكِ فتاة رقيقة لا تصلح إلى المحاكم "
تلاشى غضبها وحلَ محله خجل فطري ، ومع هذا آثارت الصمت !
قالت والدهم " لا عليكِ منه عزيزتي ابني ثقيل الظل "
تعالت الضحكات ، وزاد احراجها .. قالت والدهم " هيا إلى الصلاة ومن ثم نعود لإكمال الإفطار "
وقف الرجال وتفرقوا للوضوء ومن ثم الخروج إلى الصلاة ، قالت مروة" هل تريدين الوضوء عزيزتي ؟"
الجميع يعاملها بلطف محبب جدًا قالت باحراج " لدي عذري الشّرعي "
ضحكّت " حسنًا "
،
عادوا من الصلاة واجتمعوا حول الطاولة مرة أخرى ، وتفرقت الأحاديث . . وشعّرت إنها واحدة منها مع مرور الوقت وكلما تحدثت تجدّ إن " عيسى " يرمقها بنظرات تشعرها بالإضطراب . . بعد الإفطار .. استأذنت قائلة" اشكركم على حُسن الضيافة .. ويجب علي الذهاب "
" من دواعي سرورنا عزيزتي .. إين تسكنين عند والدك ؟"
بلل شفتيها " لا .. خرجت من مدة من البيت .. واسكن في شقة "
" لوحدك ياعزيزتي ؟" قالتها والدتهم بعطف
ابتلعت ريّقها " اممم صديقتي تسكن بالشقة المجاورة وكثيرًا ما تأتي إلي .. استأذن"
" لن تذهبني عزيزتي وحدكِ .. سيوصلك عيسى مع مريم في سيارته"
القت نظرة خاطفة نحـوى عيسى وقال بحرج" لا داعي أن البـ..."
" لا ياعزيزتي .. لن يطمن قلبي وأنتِ تذهبين وحدك.. "
هذه النبرة الحانية دغدغت قلبها ، ابتسم بلطف .. وقال عيسى " هيا "
سبّقها ومريم تقول " سأتيكم بعد دقائق "
ودعتهم للمرة الإخيرة ، وخـرجت خلف " عيسى" عند خروجها للحديقة ووصولها إلى الباب استدار بطول الفارع نحوها وقال" أنا أسف إن كُنت احرجتك .. لم اتوقع إنكِ ستإتين إلى منزلنا"
شتت ناظّريها وقالت" لا بأس "
طال وقوفها للحظات .. ومن ثم أكمل سيره وركبا السيّاره ينتظران " مريم "
............................................
،
في السيارة كان الحديث من نصيبها هي " ومريم" ابنة التاسعة عشر ، حدّثتها عن كل شي وهي تستمع بفضول .. وفجأة تعالى رنيـن هاتفها برقم" الوليد" ارتد قلبها في اضلعها إجفالًا .. وهو عندما رأها أخر مرة أصر على إن يأخذ رقمها ولم تستطيع الرفض ..ولم تخبر " ميرال "
انتفضت يديها والهواجس تطرق رأسها بعنف ، هل حدث شيئًا لوالدها ؟
"مرحبًا "
" اهلا جيسي .. أممم هل تستطيعن القدوم الي مستشفى الشفاء القريب من منزل والدك"
انتفضت باكملها وقالت " مالأمر هل حدث لوالدي مكروه ؟؟؟ ارجوك اخبرني "
" اهدأي .. "
" ارجوك أخبرني .. مالذي حدث له"
" أصيب بحروق "
شهقت بفزع . . وسقط الهاتف من بين يديها .. حروق ؟
ماذا يعني حروق ؟
انحنت تبحث عن الهاتف المرمي ، ودموعها تسيل وروحها ترتجف خوفًا على والدها . . لم تلقي بالاً لاسئلة " عيسى ومريم " بل جلّ ما يهمها إن تجد الهاتف المرمي وتطمن على صحة والدها . . توقف السيارة فجأة . . وفتح بابها وعيسى يلتقط الهاتف ويجيب عن بكلمات مقتضبة ، أغلق الهاتف وقال بصوت هادئ" اهدأي سنذهب الآن إلى والدك"
.........................................
،
،
يتبع


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس