عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-22, 10:14 PM   #957

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

[center]
2
[/center)
،
،
يجلس في الممر وهو يكتم الألم المتكون على حرق من الدرجة الثانية في ذراعه الأيمن ، عندما سقط عليه نصف التلفاز المحترق وهو يحاول إنقاذ والد " جيسي "
كل شي حدث بسرعة . . كان هو وأختيه ينتظرون صلاة المغرب للإفطار .. فجأة وصل إليهم رائحة دخان فضيعة وقريبة ، بحث عنها في البيت .. وعندما خرج وجدّ بيت والد جيسي .. يحترق !
لم يُفكـر وهو يصرخ بريما وهند إن تخرجا من البيت ، فالنار بدأت تقترب من بيتهم ، ولم يتريث وهو يهب للبحث عن " والد جيسي " داخل المنزل لإنقاذه خصوصًا إن " الجيران " وقفوا متفرجين ينتظرون " الإطفاء "
بدأ بالبحث عنه وهو يناديه بصوت عالي . . ووجده مرمي في إحدى الغرف .. والنار بدأت تأكل جسده .. انصعق عندما رآه .. وحمله وهو يحاول اطفاء النيران بيده .. حمله مسرعا للخارج .. وكان للخـارج .. جحيم مستعمر حرفيًا !
كرر الحوقلة وهو يحاول إن يجد مخرج يستطيع الخروج .. ولم ينتبه إلى التلفاز المتهيئ للسقوط .. وسقط على ذراعه .. وسقط على آثرها والده جيسي .. صرخ من أعماق قلبه وهو يحاول إن يبعد التلفاز عنه .. ومن لطف الله إن الإطفاء وصلوا بالوقت المناسب
،
تم اسعافه سريعًا .. ووالد جيسي حالته خطرة .. تم نقله في العناية المركزة .. تعالى رنيـن هاتفه .. اخرجه من جيبه بصعوبة وهو يجيب عن محمد " وش صار ؟؟؟ وينك انت فيه ؟"
" انت عِند ديما وهند ؟"
" ايه عندهم .. وش صار جاك شي .. تبيني اجيك ؟"
" لا مايحتاج خل ديما تنام عندكم اليوم .. وأنا اجيكم إن شاءالله "
" طيب جاك شي ؟"
" حرق بسيط لا تشيل هم .."
" زين زين ننتظرك"
سِمع صوت جيسي وهب واقفًا وهي تقبل نحوه ومعها رجل وفتاة .. اقتربت منه وسئلته بخوف " اين والدي يالوليد ؟ مالذي حدث له " وشهقت بفزع وهي ترى ذراعه" ومالذي حدث لذراعك؟"
قال لها بهدوء " اهدأي ارجوكِ .. وسا أخبركِ .."
قالت برجفة"كيف لي أن اهدأ .. ارجوك اخبرني "
اغمض عينيه لثواني وقال " بيت والدك احترق .. واصيب بحروق .. وهو الآن في الداخل عنده الطبيب "
" اجلسي .. سيخرج الطبيب ويخبرنا عن صحته "
جلست على المقعد وهي تبكي بخفوت .. وهو ابتعد عنها وهو يستغفر ويحوقل .. حتى خرج الطبيب .. هبّت جيسي نحوه " ارجوك طمنّي هل والدي بخير "
قال الطبيب " للأسف الحروق باكمل جسده من الدرجة الأولى .. وتم وضعه في العناية المركزة .. ولا يزال في خطر .. وّ سننتظر لمدة48 ساعة إن أفاق بعدها سنتأكد ان الخطر زال "
ضيّق عيّنيه بشفقة وهو يرى ترنح جيسي وبكاءها العّالي ، واحتضنتها الفتاة وهي تربت عليها . .
جفل قلبه وتصلبت يديه وهو يرى إقبال " ابتسام " برفقة فارس وميرال ، اعتدل في وقفته .. وشعّر إن الاكسجين ينعدم من الوجود عندما ألقت عليه نظرة خاطفة . .
..........
بينما ابتسام هي الأخرى شعرت باضطراب عندما رأت يقف ولم تغفل عينيها عن ذراعه الملفوف بشاش .. وفارس تغضن جبينه إنزعاجًا عندما رآه . . وكتم انزعاجه عنوة ، استند على الجدار بعرجه . . وهو يرى ابتسام وهي تحاول مواساة جيسي . .
،
تحدثت مريم الواقفة بجانبه اخيها بخفوت " بحس مالنا داعي بهاي الوقفة عندها صديقاتها نمشي عيسى ؟"
ضيّق عيّنيه بتفكيـر وقال " راح أوصلك عالبيت وأرجع"
" كرمال إيش ترجع ؟ "
راقب جيسي وهي تبكي بحضن إحدى صديقاتها ، وشعر فعًلا إن وقوفه بلا طائل . . أقترب منها وابتعدت " ابتسام " عندما رأت إقباله ولا تزال ميرال تحتضنها وقال بعطف " أتمنى إن يشفى والدك جيسي .. دعواتي له بالشفاء .. أنا مضطر إلى الذهاب .. إن احتجتِ..."
قاطعه خروج الممرضة من غرفة والده وهي تستدعي الطبيب .. ابتعد وابتلع باقي كلامه عندما رأى انصراف عينيها نحّوى الباب .. وقفت وهي تصرخ " مالذي حدث ؟؟؟ مالذي حدث ؟؟؟"
أتى الطبيب مُسرعًا.. ودخل العناية المركزة .. وجيسي تصرخ به
خرج الطبيب بعدها بدقائق وقال " للأسف أن المريض بلحظاته الأخيرة .. بما أنكِ ابنته يمكنك توديعه "
....................
،
دخلت بخطوات مترنحة إلى غرفة العناية المركزة ، وسقطت عيّنيها عليه وجسده ملتف باكمل بشاش .. يا الله لم تتصور إن حالته خطيرة لهذه الدرجة !
هل ستفارق والدها فراق أبدّي ؟ وسيكون هو خالد مُخلد بالنار ؟
هل رؤيتها له ستكون الأخيرة ؟ لن تلتقيه بجنات النعيم إن كتب الله لها ؟ ماذا عن دعواتها إن يهدي قلبه للأسلام ؟
وماذا عند أمنياتها إن يُنعم هو بضياء الإسلام !
هل ذهبت سُدى ؟
لديها فرصة أخيرة . . اقتربت منه بسرعة وقالت بهستيرية " أرجوك أرجوك لا تمت وأنت كافر !! أرجوك ياوالدي أرجوووووك ! الله هو الواحد الأحد .. ليس ثالث ثلاثه مثلما علمتني طوال حياتي .. أرجوك انطق الشهادة ارجوووووك .. ان نطقتها سيغفر الله لك وسنتلقى بالجنة ارجوووووك ارجووووووك !!
اقتربت اكثر منها وقالت " قلها قلها إن كنت تسمعني أرجووووووك ... قل أشهد إن لا إله إلا الله ...."
بترت عبارتها وهي تسمع صوت الجهاز الذي يخبرها أنه فارق الحياة !
.................................................. ...

تشعر بالوهن في روحها . . وقلبها مضطرب منذ إن وعت عينيها هذا اليّوم ، تشعر إن هناك خطب في مثايل !
قلبها يخبرها بذلك . . لذلك تركت ما في يديها وبحثت عن هاتفها ، واتصلت على " عواطف "
" هلا يمه أمري "
"هلا فيك ياعيني .. طالبتك أبيك تطلين على هيا وتشوفين شلون حال مثايل قلبي قارصني ياعواطف من يوم ماوّعيت "
" ما تبين تجين معي ؟"
أغمضت عينيها تلتقط أنفاسها لوهله ، هي تكاد تموت شوقًا لرؤيتها ، ومتأكدةً إن" سعيد" لا يستطيع منعها !
ولكن . . " زعلانةً عليها يايمه ؟ "
تنهـدت تنهيدة ثقيلة وقالت بغصة " شرهانةً عليها يا عواطف ! شرهانة لانها بكل مرة تختار هيّا ولا تختارني !"
صمتت عواطف للحظة ولكن اعقبت"لمتى هالشرهه يايمه ؟ لك شهرين ما شفتيها ! وبينصف شهر رمضان وأنتِ ماشفتها "
" هي تجلس شهور بشقتها لحالها ولا عمرها فكرت تطمن قلبي !!! هي ماجت تشكي لي وش فيها وش علّتها!! ونصتّ هيّا عليّ !!!! هي بكل مرة تختار هيّا علي !! أنا مجروحةً مثل أبوك ويمكن جرحي أقل !!! بس هالبنت تعبتني تعبتني !!!"
وسقطت دموعها بحرقة ، تنهدّت عواطف وقالت بصدق " معك حق يايمه .. تامرين أمر بمر عليها بعد التراويح وّ اطمن قلبك "
وهكذا أغلقت منها . . وعادت لتعد الإفطار وهي تتذكر تلك الأيام التي كانت تتشارك إعداد الإفطار مع " هيا " ويجلسون في سفرة واحدة والبهجة تطوق حيّاتهم حتى مع شِدة الفقر !
كان لرمضان لذة ، ووللعيد لذة . . والآن كل شي اصبح باهت !
....................................
،
،
،
خرج من بيته عمـه مقررًا المرور على " أم سعد" ومن ثم الذهاب إلى المشفى ، مع إنه يعلم أنه ستعرض عليه " قائمة" جديدة من الفتيات المُناسبات للزواج وّ توبيخه على رفض أخر وحدة لأنها لم تِعجبه .
أوقفه وقوف سيارته " سلطان" زوج " عواطف .. أمام البيت .. يبدو إنه ستزور مثايل .. لذلك أجل رؤيته " أم سعد " لاحقًا . . دخلت " عواطف البيت .. وألقى التحية على زوجها . .. وعند توّجهه إلى سيارته أوقفه وقوف سيارة سائق أمام بيتهم !
خرج السائق وهو يرن الجرس . . توّجه إليه وسأله " السلام صديق .. من يبغى ؟"
" موجود مدام مثايل هنا ؟"
اطرق برأسه " ايوا مين انتا؟"
كان يمسك بظرف بيده ، مدّ إليه وقال " هذا من بابا عبدالله لمدام مثايل لازم أنتا يعطي "
أومـأ برأسه ، وأخذ الظرف من بين يديه .. وفتح عينيها على وسعها وهو يرى شعار المحكمة وّ " صك طلاق"
اهتزت قدميه للحظات ، وابتلع ريقه مرات عدة . . هم باخراج الورقة من الظرف ليتأكد . . ولكن أوقفه خروج عواطف من البيت قائلةً " بسام ماتجي تشوف مثايل ماندري وش فيهااا!!! بتموت من الألم"
خبأ الظرف في جيب معطفه ، وقال بسرعة " إلا جاي جاي "
دخل إلى البيت وخلفه عواطف ، حتى وصل إلى الغرفة .. طرق الباب مرات عدة وهو يتنحنح وعندما سمعته " هيا " تعال يابسام ماندري وش فيها البنت بتمووووت من الألم!!"
دخل بخطوات مضطربة ووجدها ترتدي عباءتها وهيا بجانبها تمسك بيدها وهي تتلوى ألمًا . . يقترب منها لهذه الدرجة ، هذا شيء فوق طاقة استيعابه ، تنهدّ بصورة واضحة وسألها وصوته يترجف ، حرفيًا يرتجف منّ هول ما قرأ منذ لحظات .. ومن هول قربها لهذه الدرجة " وش فيك وش تحسين فيه ؟؟"
أجابت عنها هيا" مااادري يابسام من له يومين وهي تستفزغ وكليتها توووجعهااا !!"
" إذا كذا لازم نروح المستشفى مقدر أنا اعرف وش فيها !!!"
نطقت بضعف " مايحتاج مستشفى مايحتاج"
قالت عواطف " وشلون مايحتاج !!! يمكن كليتك الثانية تعبانة ولا شي .. قومي يامثايل تكفييييين"
كان جسّدها ينتفض وهي تكتم بكاءها وأنينها وّ هيا تقول برجاء " تكفين تكفين ياااااامثايل قومي ! أخاف فيك شي تساااايد !!!"
ضيّق عيّنيه وهي تهز رأسها برفض ، وعواطف تقول بغضّب " قومي مثايل بلا دلع !!! "
أوقفتها بصعوبة ، وقال هو بحلق جاف " أنا بسبقكم على السيارة"
...................................
،
،
لأول مرة منذ إن تم توظيفه في هذا المشفى يسعدّ لرؤية الدكتورة " نهلة " مع إن يكرهها وّ تشمئز نفسه منها ولكنّها " طبيبة جيدة ، وأرتاح إن الممرضة التي ترافقها " نلّلي " إذن هي بايدي أمينة
كان يقف بالرواق برفقة " عواطف " و"هيا" ، لديه الصلاحية بالذهاب إليها وفحصها تحديدًا ، ولكن وكل المهمة لـ " نهلة"
لأنه . . خائف إن تلامس اصابعه طرف من جسّدها ، خائفًا إن تتغلب مشاعره التي تتخبط في صدره على مهنته كطبيب . .
سِمع عواطف تحادث " هيا" أمي دقت علي العصر تقول قلبي قارصني .. وهي صادقة !! من متى وهي كذا ؟"
" من لها فترة ! من إللي صار ياعواطف وهي من جرف لدحديرة !"
ضيّق عيّنيه بضّيق ، لهذه الدرجة أثر بها زواج زوجها ، ماذا لو علّمت بـ طلاقها ، شعر بصداع يحتلّ رأسه . . مثايل .. أصبحت الآن مُطلقة !
وورقه طلاقة . . في جيب معطفه !
يا الله !
" روح شوف وش صار يابسام ! واقفًا هنا ما كأنك دكتور "
تمتم" ابشري "
بحث عنّ " نهلة " ووجدها تقف مع الطبيب " طارق " اقترب منهما وهو يسئل " وش صار !!"
توجهت أنظارهما إليه وقالت نهلة" يوم عرفت إنها متبرعة لامك استدعيت الدكتور طارق لان هو اللي كان على حالتها .. وسويت لها تحاليل شاملة .. بنشوف وش السبب"
قال الدكتور طارق " هي مفروض تراجعنا شهريًا لحدّ ما نتأكد إن الجسم تعود كُليًا على فقد الكلية.. ولها تقريًبا شهرين ونص ماجت .. وهذا الوضع سيء"
حك حاجبيـه وقال " صارت لها ظروف !"
قالت نهلة " تقرب لك ؟"
مدّ شفتيه وقال" ايه"
قالت نهلة " عاد اعطيتها مغذي ومسكن .. وننتظر التحالـ"""
بتّرت عباراتها عندما أقبلت الممرضة بورقة التحاليل ، مدّته إلى الدكتورة " نهلة " وّ قرأته بتمعن !
مدّت شفتيها وقالت وهي تعطيها لـه " قريبتك طلعت حامل يادكتور "
...............................
تم


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس