عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-22, 12:04 AM   #6974

ميمي توتا

? العضوٌ??? » 490206
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » ميمي توتا is on a distinguished road
افتراضي

[QUOTE=hadeer mansour;14679397] الفصل الأول

ليست كل الحياة تسمى حياة
فربما أنت تعيش ولكن لا تحيا ... !



[size="5"][color="darkred"] من بين كل أفكارها وتخيلاتها لم تتوقع أبدا رؤية رواد اليوم .... قلبها يدق بعنف وعيناها لا ترمش وكأن الزمن توقف تماما بينهما ... أي حظ جلبه لها اليوم أم أنه خرج من أفكارها الدفينة التي تحاول مداراتها حتى عن نفسها.؟؟
لقد كان يقف أمامها بهيئته الرجولية الجامحة , تلك النظرة التي تشبه النمور التي تكاد تنقض على فريستها ... لقد كان نمرها المُختفي وهي من أبعدته وابتعدت , الا أن النظرة اختفت في لحظة ليحل مكانها بريق أخاذ , لهفة قوية كادت تبتلعها لتتراجع خطوة للوراء بعينين متسعتين وقلب نابض وكأنه مضخة تهتف داخل صدرها بالهدوء , كادت تهرب من أمامه !
بارتعاش سار على كامل جسدها ... تريد الاختفاء تلك اللحظة كي تتمالك مشاعرها الثائرة
ولم يكن بأقل منها فقد صُدم برؤيتها ... رؤية وجهها الدائري الصبوح من جديد .. نظرتها التي تثير داخله شتى أنواع الحماية والحب ... طفولتها الظاهرة في كل حركة ونظرة وبسمة منها .... دوما كانت فلة في عينيه طفلة في جسد امرأة بالغ الأنوثة , انسابت نظراته رغما عنه عليها بالكامل ... بلوزتها الشتوية القصيرة المغلقة بأزرار كبيرة من الأمام على تنورة واسعة قصيرة تصل لركبتيها وحذاء برقبة عالية .
شعرها القصير الذي يداعب أسفل كتفيها بقليل كان يداعب خديها الممتلئين بنعومة تكاد تفقده صوابه , لقد كانت فاتنة في عينيه بشكل لعين .... قلبه يثور , يصرخ بين أضلعه بأن يحتضنها بعد كل تلك الشهور التيفرقت بينهما ... لقد مرت عليه كالجحيم .
لقد بدت أسبابه الآن وهو ينظر لجمالها الطفولي المميز تافهة ... غير مُجدية وكأنه اتخذ أكثر القرارات غباء حينما قرر تركها وشأنها .

ارتعاشة شفتيها نبهته لنظراته التي تلتهم كل إنش منها ... لتتخذ الخطوة التي أخذتها قبل أشهر وهي تحاول الهروب متمتمة
" آ ... آسفة للاصطدام ..."
هروبها كانت القشة التي جعلته يفيق من كل توهانه وغرامه برؤيتها الآن ليقبض على معصمها يمنعها من الهروب ليهتف بها
" فلة انتظري ..."
أصوات بوق السيارات من حولهم جعله ينتبه لوقوف سيارتها الخاطيء ليمنع ابتسامته
بشق الأنفس ويردف بصوت جاد
" أعطيني مفتاح سيارتك وانتظريني في الجانب ..."
لا تعرف كيف امتثلت لأمره ومدت يدها بمفتاح السيارة ... وقفت في الجانب تحيط جسدها بذراعيها تحاول تمالك نفسها والتفكير بمنطقية ... كانت تحاول التحلي بالثقة والمنطق كما اعتادت في الشهور الماضية ... لقد ظلت لأشهر تحاول بث الثقة داخل نفسها ... تحاول التصديق بأنها لم تحب رواد يوما , بأنه انجذاب فطري لفتاة بشخصيتها تنجذب ( للباد بوي ) كما يقولون ... كانت تبث في عقلها كل الأفكار حتى تُبعد الألم عن قلبها ولو قليلا ولكن كل شيء تبخَّر .. كل شيء كما لم يكن فور رؤيته ... وقوفه أمامها بهيئته التي تخطف أنفاسها دوما ... بنطاله الجينز القاتم وسترته الرمادية أضفت عليه غموض مُحبب .
كان حليق الذقن ولكن ليس تماما بل ترك شعيراته القصيرة لتشكل عبث لم يساعدها تلك اللحظة وهي تنظر له يُشير للسيارات الأخرى باعتذار خفيف ليقترب بخطواته منها .. نظراته تمشطها بلا إرادة منه عليها من جديد , يحاول الشبع منها .... يا الله كم اشتاق لها .. اشتاق لصوتها , لوجودها .. لنظرتها المترددة دوما ... اشتاق كل شيء فيها .
اقترب على بعد خُطوتين منها وكأنه استشف قلقها وارتعاشتها الداخلية بطريقة ما
تنحنح ليُجلي صوته وأردف بهدوء
" كيف حالك يا فلة ...؟؟..."
هربت بعينيها منه لتجيبه باقتضاب بعد لحظات
" بخير ..."
كان يعلم أنها غاضبة وربما مغتاظة بقوة منه بسبب ما حدث بينهما من قبل ولكنه في تلك اللحظة لا يستطيع تركها ... ليس بعدما وجدها وكأن حياته بدأت من جديد ... لا ينكر أنه اتخذ من الشهور الماضية هدف ليُكمل دراسته ويعمل في ورشته بجد ... كان يجاهد حتى يُثبت لنفسه بأنه رجل صالح ... بأنه يستحق الفرصة الجديدة التي انبسطت له , كان يُريد أن يُثبت لها خِفية بأنه رجل يمكنه الفوز بها ... ربما لم يعترف لها بهذا للآن ولكن في داخله كان يتحرق لمواجهتها بما يفعله ... بما يجاهد لإثباته ولكن كما يبدو أنه تأخر ... !
ازدرد ريقه ليردف برجاء
" فلة ... هل يمكننا الذهاب لمكان ما والتحدث براحة فكما يبدو أننا أثرنا المارة بوقوفنا هنا .."
نظرت حولها لتلحظ النظرات الفضولية حولهما .. فهي منذ لحظات اصطدمت به وها هي الآن
تقف تثرثر معه .
رفعت نظرات جريحة له لتهمس
" لا أستطيع الذهاب معك لأي مكان ... فلم أعد حمقاء كما السابق ..."
أوجعته نظرتها وكأن سكينا طعنه بلا إنذار ... رقتها وألمها أوجعه للغاية ليأتي صوته
مبحوح ... متوجع لأجلها ... به رجاء رجولي خاص
" فلة تعلمين أننا نحتاج للكلام ... ..."
شمخت برأسها لتهتف به وقد تناست ضعفها وتغلب عليها وجعها منه ليحتل الحمود عينيها
"نحن لا نحتاج لشيء ... فقط أنا أحتاج للمغادرة فكما تعلم أنا امرأة عاملة ووقتي ليس ملكي ..."
ضربتها الطفولية الصغيرة لم تهز شعرة به بل أطبق فمه للحظة بجمود... يتمهل بنظراته عليها فكما يبدو
هو لا يعلم تأثير نظراته تلك داخل قلبها وكأنه يُعيد تشكيله في كل مرة ينظر اليها هكذا .!

" فلة ... لن أتحرك من مكاني حتى أتحدث معك وتعلمين أنني أفتقر للرقي المعهود والذي أنتِ معتادة عليه
ولن أتنازل عن كلمتي أبدا ..."
زمت فمها بغيظ لتقبض أناملها برغبة في لكمه
كيف يجرؤ لطلب أي شيء منها بعدما أوجعها وجرحها ... لقد جعلها تشعر بأنها وباء يخشى
على شقيقته منه , كيف لها أن تنسى ما قال وقتها ... ؟؟
" لأجل خاطري ..."
صوته أتى ببحة جعلتها ترفرف بأهدابها وقلبها يقفز من صدرها ... هل كانت تحيا الشهور الماضية ..؟؟
هل كانت موجودة في الحياة من الأساس ...؟؟... الغريب أنها الآن تشعر بوجودها داخل صومعة لا تحوي
سوى للهواء اللازم للتنفس ... والآن تشك بكونه كان صالحا حتى .. !
ازدردت ريقها لتهمس بخفوت مقتضب
" حسنا ... فقط لدقائق ..."
لم يُظهرابتسامته التي ملأت قلبه وهو يرى تصرفاتها الطفولية مرة أخرى , لم يشأ أن يثير حفيظتها
خشي أن تفهم شوقه بصورة خاطئة وهو الذي يشتاق حتى لزمة شفتيها الطفولية المغتاظة .
أخذ نفس ليضع يديه في جيبي بنطاله يُخفي ارتعاشة شوقه ليردف بهدوء
" هل تريدين مكان معين نجلس فيه ...؟؟..."
هزت رأسها لتجيبه
" في الشارع الجانبي مقهى صغير يُمكننا الذهاب له ... بضع خطوات ونكون هناك ..."
لم يتحدث أكثر فربما تغير رأيها وهو في أشد الحاجة لوجودها تلك اللحظة
مد يده بحركة لبقة أن تتقدمه وهو في داخله يتحرق شوقا للنظر لها ... يريد أن يملأ عينيه منها قبل
أن يجلس ويتحدث بتروي ... وهل يوجد مكان للتروي مع فلة ...؟؟
فلة دوما تثير داخله كل هدوئه لتحوله في لحظة لرجل آخر ... رجل يصارع بين عيش حياته الحالية
بجمال فلة فيها وحياته الماضية بكل سوادها وخزيها .
فور وصولهما للمقهى الصغير سحب كرسي لها لتجلس أولا وجلس مقابل لها ينظر لتوترها
أناملها المرتعشة على سطح الطاولة الأملس ... تمررهما بارتعاش ليتوقف على طلاء أظافرها الأسود
يداها بيضاء تشعان أمام عينيه ليناقضهما الأسود فتبدو مُثيرة .... مُثيرة أكثر من اللازم ليزدرد ريقه يردف
بلا تفكير
" لماذا تضعين طلاء أظافر أسود ...؟؟...."
رمشت بتتابع بلا فهم لتهبط نظراتها ليديها تُحاول فهم ما يقوله لتهمس ببلاهة
" عفوا ...؟؟...."
أشار بإصبعه بشكل دائري على يديها ويُجيب بنبرة أجشة
" طلاء أظافرك ...!...."
عقدت حاجبيها بغيظ وكل إشاراته لا تأتي في محلها تلك اللحظة لتردف بجدية وغيظ
" هل أتينا هنا كي نتحدث عن طلاء أظافري سيد رواد ..؟؟..."
صمت للحظات يستجمع نفسه ... يُذكر نفسه بأنها لا تحتمل منه أي كلمات قد تبدو بأكثر من معنى
فما بينهما شائك يحتاج للكثير من التوضيح .
" فلة ما حدث قبل أشهر لم يُقلل منك إنش واحد في نظري ..."
غامت عيناها بحزن .... حزن قوي وجرح لم يتماثل للشفاء بعد وكأنها كل يوم تنبش به
لتوقف شفاءه .... تُذكر نفسها كل لحظة كم كانت غبية وساذجة وطيبة أكثر من اللازم
لتجعل ابن عمها يتطاول عليها ... يتعامل معها كأنها فتاة غانية يفعل ما يُريد معها
وهي صامتة تبتلع حذائها في فمها ... لقد استغل سفر والديها أفضل استغلال وانتهك حرمة عمه ..!
التمعت عيناها بالدموع لتهمس بألم
" رُبما لأنك كنت تراني منذ البداية مجرد فتاة حمقاء لا تملك كرامة ولا شخصية ... فتاة غبية
أوقعت نفسها في شر أعمالها حينما صمتت عن ابتذال ابن عمها وخشيت من الفضيحة لو ثارت
في وجهه ..."
قاطعها ليهدر بعنف أمام عينيها
" أنتِ لم تكونِ مخطئة يا فلة ... بل هو من كان قذر وسافل ولا يستحق حتى ذكره الآن ... لا تثيري
غضبي يا فلة فأذهب اليه تلك اللحظة وأفعل ما أتوق لفعله منذ تعاركت معه ... أفصل رقبته عن جسده .."
اتسعت عيناها لتهمس بخوف
" رواااا د ...."
قبض يديه حتى برزت عروقه ليهس من بين أسنانه بجنون الغضب
" هل خفتِ....؟؟ هذا القذر لا يستحق حتى الشفقة وأنا لأجل عائلتك تركته لكن أقسم برب العزة
لو اقترب منكِ ... لو فكر حتى يقترب من خيالك سيرى مني ما لم يره يوما ..."
ماذا تفعل بهذا الرجل الحامي الذي وقف بمواجهة ابن عمها ولم يهتز للحظة ليُريه مقامه يومها
ما فعله معها يومها لا تنساه ولكن نظرته لها ورأيه فيها منذ أول لحظة تعرفت عليه فيها لا تستطيع
التعامل معها لينكمش وجهها الناعم بضعف وألم لذكرى كلماته وتنهض هامسة بتوتر
" أنا ... أنا لا أستطيع البقاء أكثر.. "
اتسعت عيناه ليمسك يدها بلهفة يُحاول منعها لتفتح فمها بلا استيعاب للحظة ... لحظة واحدة مرت عليها
تمنعها من التفكير المنطقي ... شوقها لاقترابه جعلها تتجمد رغما عنها وهو لم يكن بحال أقل منها
بل انتفض جسده باستجابة للمس أناملها ... تلك الأنامل التي جذبت عينيه بنعومتهما وكأنها قدت من المخمل
لتجذب يدها وقلبها يرتعش رغما عنها لتهمس بلوم
" رواد ..."
قبض يده بقوة يُحاول تمالك نفسه , أسدل أهدابه بهدوء يُخفي لمعة الشوق فيهما , أنفاسه المتلاحقة
لهفة لوجودها ... لقربها ... للتشبع من عينيها وطفولتها الناطقة في كل رجفة فيها .
همس بهدوء شديد يُخفي كل مشاعره الجياشة
" أنا آسف يا فلة ... لا تغضبي , لقد أردت فقط أن أستبقيك للجلوس معي ... أحتاج للحديث معك ."
رغم كل مشاعرها التي اكتشفت للتو أنها كانت ساكنة فقط ... مخبأة عن الأعين حتى لا يكتشفها أحد
كل شيء انهار داخلها فور رؤيتها له ولكنها في السابق ارتكبت الكثير من الحماقات معه ... الكثير من اللهفة
لقربه , نسيان نفسها ومن تكون معه الا أنها الآن لا تستطيع أن تعود كما السابق فترى في عينيه النظرة
التي رأتها يوم كان معها في ورشته ... ذلك اليوم لا تستطيع نسيان كلماته لها وكأنها حُفرت داخل قلبها
بخط الوجع .... تجربتها قبل أشهر لم يزل أثرها تماما فظلت بقايا الخوف تعكر صفو شخصها .
لا تنكر أنها اشتاقت له بل الأدهى أن مشاعرها كلها نهضت من سكونها لتعبر عن نفسها تلك اللحظة
ولكنها تخاف ... تخشى نظرته لها أن تعود كما السابق لذا كانت همستها مترددة .. متوترة
" لقد تأخرت على موعد عودتي للبيت ... لا أستطيع التأخر أكثر ..."
ملاحظة تغيراتها لم تكن صعبة أو وعرة عليه ... هو يحفظها أكثر من نفسها ورأى مراحل تغيرها
بين مفاجأة واشتياق ولهفة وتراجع مؤلم له قبلها ... !

نهض هو الآخر من مكانه ليردف بهدوء رجولي جذاب لحواسها
" فلة لن أمارس أي ضغط عليكِ .. فقط أحتاج للكلام معك لذا سأتركك على راحتك الآن .. لكني سأعاود
الاتصال بك لطلب مقابلتك ... أتمنى وقتها أن تكوني مستعدة لسماعي ..."
أطرقت بوجهها قليلا ... نظراتها تلامس سطح الطاولة الأملس بحيرة... نظراتها تتوقف على المفرش المخرم تحاول البحث عن بداية أول دائرة صغيرة فيه ... بدت لحظات صمتها طويلة ليدب القلق في قلبه ... الخوف من فقدانها من جديد بعدما صدمه القدر بها من جديد ليكتشف مدى اشتياقه لها ... احتياجه لرؤيتها ... كل شيء فيها ألهب قلبه لقربها ... عيناه كانت تفترسانها بالنظرات رغما عنه
ولا يشعر بلحظة ندم على جرأته معها تلك اللحظة
فهل يلوموا الظمآن على النظر للماء ...!

" فلة .... أجيبي اتصالاتي من فضلك ...."
ازدردت ريقها لترفع وجهها وتهمس بهدوء مضطرب
" حـــ .... حسنا ..."
فقط هي تحتاج الآن للاختلاء بنفسها للتعامل مع رؤيته من جديد ... للتعامل مع كم المشاعر التي تنتابها
تلك اللحظة وبعدها ربما تستطيع السماع لما يريد قوله فيما بعد ولكن الآن .... لا يمكن ... !
" تعالي سأتابعك بسيارتي ...."
زمت شفتيها بغضب طفولي لتهتف
" أنا قيادتي جيدة جدا لا تعيبها من فضلك ..."
رفع حاجبه الكث ليميل برأسه يردف بنبرة مناغشة
" يا فلة لقد أوشكت على صف سيارتك في منتصف الطريق وأصحاب السيارات الأخرى كادوا
يجذبون شعورهم من فقدان الصبر .."
رمقته من بين أهدابها لتجيب بجدية عميقة وحنق يطفو للسطح رغما عنها
" لقد توترت ليس الا... فلا تستغل الموقف بالسخرية مني فربما المرة القادمة أفسد سيارتك تماما
وليس اصطدام بسيط ..."
تنهيدة حارة صدرت عنه ليميل قليلا يُقرب رأسه من رأسها تحت نظراتها المتسعة عجبا
" فداكِ السيارة وصاحب السيارة .."
ارتعش قلبها تأثرا من كلماته ... هل يمكنها أن تتأثر أكثر ..؟؟
ماذا يحدث لها ..؟؟... تحتاج للذهاب من هنا
رحمها بابتعاده المفاجيء ووجهه الهادئ وكأنه لم يقل شيء ليتابع بجدية
" تعالي لنذهب حتى لا تتأخري ..."
سارت معه وهي لا تع


ميمي توتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس