عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-22, 09:58 PM   #10

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير والهنا ♥️♥️♥️

ملاك ويونس

المشهد الاول

وقف سلطان خلف سارة وملاك كحارس يفرد جناحيه ويحيطهما، منفوخ الأوداج عابس الوجه، يتذمر من أقل تصرف لا يعجبه، وعقله يفكر هل ورط نفسه حين وافق أن يساعدهن؟ فهو لا يمكن أن يتخيل أن تسافر أخته بمفردها ودون علمه من بلد لآخر، وبخ نفسه بضمير يجلده، فكم أخ وكم أب وكم أم ستحترق قلوبهم الآن، الأمر من بدايته شائك، مذ أخبره طاهر بسبب قدومهن وهو لا يهدأ ويتخيل للحظة أن تكون سارة في مكان إحداهن فتثور ثائرته، فهو حتى الآن لم يتخطَّ ما فعله كرم وكلما تذكره نهشته وحوش الكرامة حتى أدمته وجعلته يقاسي في ضبط نفسه حين يرى كرم أو يلمحه في مكان ما، نظر لأخته التي تبتسم بسعادة وتقول لملاك "أريد أن آخذ الكثير من الصور، تخيلي سنكون أنا وأنت مرشدتين سياحيتين لأول مرة، وداخل الحارة سنبدأ رحلتنا من سوق الخضروات وننهيها عند محل الفلافل خاصة العم عطية" التفتت لها ملاك المتوترة وقالت "هل تمزحين؟ هل تدركين في أي ورطة تورطنا؟ نحن سنتستر على فتيات هاربات، آه لو أبلغ عنا أحدهم تخيلي ماذا سيحدث" قالت سارة "توقفي عن خوفك الغير مبرر، كل شيء سيكون على ما يرام فمن سيبلغ عنا بالله عليك، ملاك اهدئي" قالت ملاك بتوتر "حسنا، أخبريني ماذا سيحدث إن علم مؤيد أننا كذبنا عليه؟ هل هذا أيضا سيمر على خير؟" جذبت سارة ملاك نحوها وقالت "أخفضي صوتك فلو سمعك سلطان ستكون ليلتنا بيضاء وسيخبر مؤيد وستنقلب الدنيا على رؤوسنا، لماذا أنت متعجلة فهو مؤكد سيعلم، اهدئي يا ملاك ستفضحيننا" زفرت ملاك بضيق وقالت "عقلي مشغول على يونس، لا أعلم هل أكل أم ترك طعامه، فأنا لاحظت أنه لا يأكل معظم الخضروات وأنواع من الأسماك والأجبان أيضا لكنه لا يبوح، يكتفي بترك صينيه طعامه كما هي ويظل جائعا بصمت لا يشتكي حتى يرسل له طاهر طعاما آخر أو ألاحظ أنا الصينية وأضع له أي شيء يحبه" نظرت لها سارة باهتمام وقالت "ملاك، اهتمامك بهذا الشاب أصبح هوسا، أنا متأكدة أنك لست خائفة من مؤيد ولا من العزايزة كخوفك أن ينام بدون طعام، ملاك ماذا يحدث معك؟ أستمع كل يوم لهذيانك عنه بالساعات ولا أبالي، اعتقدت أنها شفقة أو عطف، فقلبك جميعنا نعلم أنه رقيق مثلك لكنني بدأت ألاحظ أنه يتحول لاهتمام من نوع آخر، اهتمام شديد" حاولت سارة أن يكون كلامها واضحا لكن بدون أن تحرج ملاك التي ردت بتوتر "أنا فقط بعدما علمت قصته من طاهر ورأيته …..شعرت أن الله أرسله لي …..أقصد لنا لكي نهتم به، أنت لا تعلمين كم راقبته لأكتشف في النهاية أنه من يراقبني، أشعر بالمسؤولية الشديدة تجاهه، إنه كطفل أصبحت أخشى عليه من كل شيء، منذ أيام تفاجأت به ينزل وخفت من الأولاد في الشارع أن يؤذوه، كنت خائفة جدا أن أعترض طريقه، لكن حين شعرت أنه لن يتراجع وجدت نفسي أقف أمامه وأطلب منه أن يصعد حتى عودة طاهر، لم أصدق حينها أنني فعلتها، كان شعره الطويل لا يُظهر من ملامحه شيئا ورغم أنه يفوقني طولا بشكل مرعب وعيناه الضبابيتان تبدوان مخيفتين إلا أنه انكمش على نفسه يراقبني وأنا أشير له أن يصعد للأعلى، وبعد محاولات مضنية لم أجد بداً من أن أعيده للأعلى بنفسي" توسعت أعين سارة وقالت "أصبحت حالتك متأخرة، هذا الشاب أصابك بهوس من نوع ما، لا أصدق أنت تخليتِ عن خوفك المرضي من البشر وأعدت ِ شابا لا تعرفينه لغرفته، ولم تخشي أن يصبح ذئبا بشريا فيلتهمك، ملاك هل تشعرين بما يحدث لك؟" مطت ملاك شفتيها وقالت "سارة، أي ذئب؟ أقول لك انكمش حين رآني، لو كنتُ تركته لينزل لم يكن ليسلم من أطفال الحارة، كيف سيتحمل قلبي رؤيته هكذا؟ ألا يوجد رحمة؟ ثم أنا راقبته لأيام فهو لا يستطيع أن يؤذي ذبابه، إنه هادئ مطيع خجول ……." قاطعتها سارة تقول بتوبيخ "ملاك، هل تدركين أنك تتحدثين عن رجل يكبرك بعشرة سنوات وليس طفلا في العاشرة؟ ملاك ضعي حدودا لتعاملك معه، فقد أصبحت تعتبرينه جزءا أساسيا من يومك ولا تتوقفين عن الكلام عنه والتفكير به كأنه طفل ضائع من دونك" قالت ملاك بتأكيد "أنا فعلا أراه طفلا جميلا جدا وبداخلي نحوه عاطفة قوية تجبرني أن أهتم به، بمجرد أن أطمئن عليه أكون قد وجدت سببا لنومي هانئة، أظن أن ربي لم يضعه في طريقي إلا لحكمة وأنا لن أهمله أبدا حتى تتحسن حالته ويصبح أفضل ويعود كما كان …... ثم …. يرحل" رفعت سارة حاجبها وقالت بإدراك "ملاك، أنت تتورطين معه صدقيني، أنت من سيعاني" ابتسمت ملاك وقالت "لا أحد يعاني من يونس، إنه ملاك" قالت سارة بحدة "نعم؟" جاءهما صوت سلطان النزق وهو ينظر في الورقة التي بيده ويقول "أول رحلة باللائحة وصلت، توقفا عن التهامس الذي لا أدرك له سببا وانتبها، ولتعلما أني لا أريد ميوعة أو ضحكات صاخبة أو صوتا عاليا، سنجمعهن في صالة الاستقبال وعند اكتمال العدد سنخرج للحافلات ...اتفقنا؟" هزت ملاك رأسها بطاعة فيما نظرت سارة لأخيها بشقاوة وقالت "أريدك أن تطلق نظراتك الثاقبة لعلك تجد فتاةً دعت عليها أمها في ليلة القدر فتطلق سهم كيوبيد من عينيها ليشق قلبك وأرتاح منك ومن هيمنتك الذكورية" توحشت ملامح سلطان وقال "ساااااااارة…. لنا منزل" التفتت تقول لملاك "ها أنا مسكت أنف الوحش، بماذا أخطأت؟ هل سيظل جالسا بجواري هكذا؟ متى سيرزقه الله بفتاة تعيد تربيته وتلين قسوته؟ أخي وأعرفه سيصيبها بأزمة قلبية من أول لقاء" وضعت ملاك يدها على فمها برقة تداري الابتسامة فجاءهم صوته الغاضب "ارفعي تلك اللافتة يا ست سارة وكفي عن الثرثرة التي ستتسبب في قطع لسانك الليلة" رفعت سارة اللافتة المكتوب عليها اسم حركي اتفقت عليه الفتيات وبعد لحظات بدأت الفتيات يتوافدن نحوها ووجوههن مملوءة بالقلق والخوف


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس