عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-22, 01:39 AM   #703

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الإشراقة الواحد والاربعون

#جلسات_الأربعاء

الكبر يورث الشماتة
والتواضع يورث المحبة

الخيانة طعنة غادرة
الخيانة لوث و
الخيانة الفاجعة الكبرى التي تلي الموت
الخيانة قاتلة... جارحة .....مُمرضة
لا تنتظر وصفاً للخيانة
الخيانة لا وصف لها ولا مشاعر قادرة على رويها

نزلت من سيارة الأجرة ودخلت البناية مسرعة فقد تأخرت
لم تنظر بهاتفها إلا حين جاءت لتهاتفه فوجدت رسالته التي نزلت على قلبها كغيث يروي أطناناً من الحزن لكنها فجعت برسالة الحارس عن ماسورة المياة المكسورة
حاولت الاتصال به لم يرد وهاهو الحارس ليس موجوداً
دخلت المصعد ترفع الهاتف لأذنها في محاولة لمهاتفته مرة أخرى لكن لا رد
دخلت الشقة قاطبة وهي تشعر بشئ غريب
شعور قابض يدعوها للركض أو ربما الفرار هرباً
استغفرت وهي تقرأ أية الكرسي لكن الانقباض يزداد بصدرها
كادت أن تعرج إلى المطبخ لكن الغرفة الجانبية والحركة بها أجفلتها
تحركت حتى دخلت ولم تزد عن خطوتين
تسمرت مكانها بلا حراك فقط ترمش بعينيها للجسدان الملتحمان بذوبان مثير للتقئ
هل تعلم الشعور ؟
شئ أشبه بمكن استل سكيناً حاداً وأخذ ينخس شرايين قلبك بمقدمته المدببة
شئ من شدة قسوته يجعل خرساً يصيبك حتى أنها لم ترمش حين انتبهوا لها
كيف يمكن لامرأة ألا تُهزم في موقف كهذا ؟
كيف لها أن تكون من الداخل كتنور فاض غازه فانفجر حارقاً كل حواري روحها ملتهماً حتى النذر اليسير من قواها
كبلدة هزمت شر هزيمة لكنها مازالت صامدة
ترى قواها تخر أرضاً منهارة
بينما تقف هي هكذا شامخة كمدينة غشى الدم اضوائها لكنها لم تنطفأ
كزهرة امتصوا رحيقها لكنها لم تُحني أوراقها
دموع غزيرة تحاول غزو عينيها بغشامة لكنها أطرقت برأسها تكبحها بقوة
شهقات عاتية تجري بزوبعة مناضلة في أحقيتها للصراخ لكنها تكتمها
ظلت مطرقة لدقائق غير سامحة لدمعة أن تفر أو لشهقة أن تكر
اللحظة هي لحظة موت
وأما أن تموت آنفة بلا ميل وإما ترضى على نفسها أن تدفن مذلولة
كفاها ضعفاً
كفاها ضعفاً
كفاها ضعفاً
كفاها انهزاماً
كفاها انهزاماً
كفاها انهزاماً
سنبكي
سنبكي وحدنا طويلاً
سأمهلك للصراخ حتى يبح صوتك
سننهار
لن أنكر عليك أبدا أحقيتك في الإنهيار
أفيقي يا غافلة
تحملي يا غافلة
كفاكِ كفاكِ
سننهار طويلاً وسنسقط بل حتى سنموت
لكن ليس الآن
ليس اللحظة
فلتتحملي لحظات من القوة المزيفة قاسية الوقع خير من أن تعيشي عمرك كله تلعنين سقوط انهزامك
ألف وجه ووجه يتناطح بداخلها شئ مصيب للجنون
وجه يبكي بانهيار
أخر يقسو بجنون وأخر ينهزم بخضوع وأخر يناضل فقط لالتقاط أنفاسه الأخيرة
أخيراً رفعت عينان زجاجيتان آنفتان بتقرف جعل نفضة تسري بجسديهم
كانا أشبه بأرنبان بل فئران ضبطوهم بأكثر المواضع سقوطاً وأكثر الأماكن أوحالاً
القرف يرسم معالمه على وجهها وهي تناظرهم بتقزز مريع
رفعت حاجبيها وهي تشبك كفيها متقدمةة خطوة لم تزيد عنها وهي تشعر بضعف قدميها
مطت شفتيها بتقزز وهي تقول بنبرة أنفه خرجت حادة كوتر السيف وكأنها لو مالت بها قليلاً لخرجت حشرجة بكاؤها المكتوم
" صراحة طوال الطريق أتخيل عن كيف ستكون نهاية يومي أو كيف سأقضي سهرتي الليلة لكن لم أكن أعلم أني محظوظو هكذا "
حكت ذقنها وهي تسمر عينيها عليه ثم حولتها ناحية ماريان التي أغرورقت عينيها بدموع الخزي ثم قالت ساخرة :-
"لم أكن أظن أبداً أن سهرتي اليوم ستكون فيلماً رخيصاً كالذي رأيته بين زوجي وعشيقته "
" لا تقولي هذا "
قالتها ماريان بانهيار فرفعت سنا حاجبها وهي تلوي شفتيها بتقزز قائلة بسخرية :-
" لالالا لا تخبريني أنكِ تظنين نفسك أكثر من هذا
ليتكِ حتى وصلتِ للعشيقة
إنه يحقق خيالاته ورغباته فيكِ ليس أكثر "
أطرقت برأسها تحاول أخذ أنفاسها المسلوبة بصعوبة ثم عادت ورمقتها بنظرة مزدرية كان لها وقع السياط على ماريان ثم واصلت :-
"هل تعرفين كيف أراكِ اللحظة ؟
هل تعرفين ما الذي يقال على فتاة يجدوها بشقة رجل عازب كان أو متزوج ؟
لا انتظري لقد كانت بين أحضانه في مشهد حميمي ؟؟"
" سنا "
قالها بتخاذل قابلته بردع قاسي وقد جرت دموع غبية في عينيها :-
" أخرس
أخرس لا أريد حتى سماع صوتك
أخرس أنا أقرف من النظر لك فقط أخرس "
وضعت سبابتها ضاغطة على أنفها تكبح شهقات بكاء عنيفة ثم عادت ونظرت لماريان بعينين حمراواتان من شدة كبح الدموع:-
"أخبريني فقط ردي
هل تعرفين بما ننعتك ؟
هل تعرفي أن من مثلك يقال لها عاهرة مثلا ؟
أو ربما عشيقة "
"لا لا تقولي هذا ؟" بكت ماريان وهي تقولها بينما تنظر لعمار باستنجاد
" انظري لي ؟
هل تعرفي أني لو لم أتِ الأن لكنتِ زانية ؟
يا غافلة تظنينه اقترب منكِ حباً ؟"
ترفع هاتفها أمام وجه ماريان وهي تصرخ :-
"اقرأي الرسالة التي أرسلها لي فقط قبل ساعتين ؟
كان يفرغ شهوته العفنة فيكِ "
تناظرها في ملابسها بازدراء ثم تقول بنفزر :-
" كلب أجرب سال لعاب شهوته على قطعة لحم عفنة مكشوفة على قارعة الطريق ماذا تظنينه بفاعل ؟"
" سنا أخرسي "
صرخها عمار بغضب أهوج من ما قالت فالتفتت له ودمعه انحدرت من جانب عينها فمسحتها بقسوة حتى أن ظفرها جرح وجنتها فصرخت :-
" أخرس أنت ولك عين لتتكلم ؟
هي لا لوم عليها
اللوم على شبيه الرجال الذي تعرفه
اللوم على من يحسب نفسه رجلاً فيترك بيته وزوجته ليصادق واحدة رخيصة كهذة ؟"

" يا إلهي يكفي أرجوكِ يكفي لم أعد أتحمل المزيد من كلامك " صرختها ماريان باكية فالتفتت لها سنا بصفعة على وجهها أصمتها بينما يصرخ عمار بذهول غاضب من نفسه قبلها :-
"يا إلهي يكفي يا سنا هل جننت؟"
نفضت يده بقرف تزدريهم معاً بنظراتها وقالت أنفه :-
"تظنين أن هذة الصفعة من أجل القذارة التي رأيتها لتوي لكن لا
ما رأيته من دنس لا يستحق حتى تلويث يدي
لكن هذة الصفعة لأنكِ وضيعة لا كرامة لكِ ولا ذمة على الأقل كان هو صريحاً وان كان غبياً لا ذمة له مثلك
جئت لكِ وأخبرتك لو كنتِ تحبينه سأتركه لكِ هذا لأني وجدت من يجيد تربيتي
كررت عليكِ مراراً أني لن أكسر كرامتك أمامه وأخبره وترجيتك أن تصارحيني صحيح ؟"
مسحت دموعها التي فرت من شر الانكسار وصرخت بها صرخة نفضتها :-
" انطقي ألم أفعل ذلك ؟ انطقي
ألم أتِ إليكِ وأطلب منكِ أن تبتعدي عن بيتي
لما أخبريني لما ؟
كيف كنتِ تضعين رأسك على الوسادة بضمير مرتاح "
" سنا يكفي "
قالها عمار بحزم فالتفتت له تتكتف ساخرة وتقول :-
" انتظر انتظر يا أبا الولد يا زوجي العظيم
لا تظن أبداً أني قلت ما قلته من باب أني ألقى اللوم عليها اعتباراً أنك طفل يسيل لعابة
لا كل هذا خطأ عدا أخر كلمة
أنا من شدة وضاعتك في عيني اللحظة يا عمار لا أجد كلمة لأوجهها لك
"
" هيا لنذهب من هنا " قالها بغضب وهو يشعر أن أعصابه ستنفجر اللحظة إلا أنها سخرت مستنكرة :_
"نذهب؟هل جننت لتنطقها؟"
انتفضت قائلة بحزم قاسي :-
"أنت لن تتحرك من هنا قبل أن تُلقي علي اليمين "
" ماذا " همسها بذهول متوجع بينما ترنحت ماريان مكانها هامسة :-
"يا إلهي "
"ألقي علي اليمين "
اقترب منها بتلهف وهو يقول بترجي :-
" سنا هيا نذهب من هنا وسأفهمك "
نظر لماريان ثم قال :-
" صدقيني لم يحسب منا أي حساب لما حدث
كانت نزوة عابرة يا سنا "
جملته كانت كسهم مسموم نفذ لقلب ماريان وهي تكرر الكلمة وراؤه فنظرت لها سنا بقرف وقالت ممتعضة:-
" ماذا ظننتِ يا غافلة
كيف لرجل يخون زوجته التي لتوها وضعت أن يكون برجل في عينك "
اقترب حتى مسكها من ذراعيها قائلاً بتلهف :-
" سنا حبيبتي اسمعي لم يحدث شئ أكثر مما رأيتي صدقيني "
دفعته بكفيها من صدره صارخة بذهول :-
" يا إلهي هل تقلل مما رأيته لقد كنت في طريقك للزنا
أي رجل بحق الله أي رجل أنت أخبرني
طلقني يا عمار طلقني "
"أنا لن أفعل أنتِ جننتِ " قالها بذهول ثم التفت لماريان المسمرة صارخاً :-
" اذهبي يا ماريان واتركينا وحدنا "
وطعنة أخرى لم تمهلها سنا الشعور بها وهي تتحرك ناحية الباب صارخة :-
"أقسم لن يخرج أحد من هنا سواي طلقني قلت لك "
تحركت بجنون ناحية الشرفة وفتحتها ثم صرخت بتحذير :-
" هذا مقر عملك الجديد أستطيع أن أصرخ هنا واجمع المبنى والمباني المجاورة لأخبرهم ماذا رأيت "
" هل جننتِ " قالها بانفعال بينما صرخت ماريان :-
" امنعها يا عمار أرجوك "
" اخرسي أنتِ الأخرى تريديني أن أطلقها
ادخلي يا سنا وتعقلي "
دفعت باب الشرفة بحدة وتحركت تنظر منها وهي تفتح فمها تقول بنبرة عالية :-
" يا سادة "
ثم دخلت تدفعه بعنف متحركة ناحية باب الشقة وهي تقول بعدائية مفرطة :-
"أقسم بالله يا عمار إن لم تلقي علي اليمين لأفضحك "
مسح وجهه بارتعاش واقترب منها مهادناً :-
" حسناً اهدئي وسأفعل "
" انطق "
ارتعش فكه وهو يبتلع ريقة بصعوبة يشعر وكأنه دخل دوامة من الجنون
بحق الله ماذا فعل
ماذا فعل ؟
" انطق "
"أنتِ طالق "
أترى شعورها اللحظة هو شعور رصاصة الرحمة ؟
أتنهار الأن ؟
لا لا لا فلتنتظر قليلاً
" فقط يا ماريان أريدك أن تتذكري هذة اللحظة جيداً عند كل ليلة وصدقيني لا أقول أبداً أنكِ السبب هو أكثر حقارة منك
أكثر حقارة ووضاعة بدرجة لا يتخيلها قلبك الغبي"
رفعت إبهامها والسبابة وضيقتهم قائلة بقرف:-
" بنظري اللحظة هو لا يساوي هذا الإنش "
...............................

بعد ساعة ونصف
فتحت سديل الباب قاطبة وهي تنظر لسنا شاحبة الوجه وتقول :-
" المفتاح معك لما لم تفتحي به ؟"
"أين أحمد ؟" همستها بنبرة بالكاد تسمع وهي تشعر أنها تميل من فرط الألم رغم أنها لم تكن تميل فعلياً
أغلقت سديل الباب وهي تقترب منها قائلة باهتمام :-
" سنا حبيبتي ما بكِ ؟"
"أين أحمد ؟" سألت مكررة
"إنه بغرفتي "
قالتها سديل بقلق إلا أنا سنا لم تلتفت وهي تتوجه ناحية الغرفة وتقول بنبرة باهتة:-
" نامي الليلة مع خالتك بالغرفة يا سديل "
" سنا انتظري ألن تعودي لبيتك ؟" لم ترد عليها وهي تدخل وتغلق الباب خلفها
بدلت ملابسها بأليه ثم اقتربت من الفراش
جلست ثانية ساقيها أسفلها تنظر لابنها دون أن ترمش
تحاول أن تمد كفيها ناحيته لكنها تعود وتشبكهم
هي تريد حمله
تريد أن تحتضنه أقرب لقلبها
تريد أن تشم رائحته
لكن لما تشعر وكأنه يبعد عنها أميالاً
لالالالا هي التي تبتعد عنه رغم أنه أقرب ما يكون لها
حاولت حمله عدة مرات لكن بكل مرة تشعر وكأن حبلاً يلتف حول عنقها فتبتعد مرتعشة
تحركت حول نفسها عدة مرات لا تتعرف أين تذهب
يبكي ولا تستطيع حمله أو الاقتراب منه وكأن بجسدها الأشواك
تحركت من الفراش وهي تذهب ناحية المرأه تنظر لنفسها لكنها لم تحتمل رؤية وجهها وهي تتناول زجاجة عطرها وتقذفها بها ليتهمش الزجاج أشلاءاً وينسرع الصغير باللحظة التي اقتحمت سديل الغرفة وخالتها على الكرسيه
" لا تجعليه يبكي لا تجعليه يبكي " تصرخها سنا بانهيار دون دمعة واحدة بينما تحمل سديل الطفل في محاولة لتلهيته بينما جسدها كله ينتفض بقلق على أختها
اقتربت خالتها منها قائلة بحنو :-
" ما بكِ حبيبتي "
نزلت سنا على ركبتيها تمسك بكفي خالتها تحاول النطق بشئ لكن وكأن هناك شئ يعوق بينها وبين احتباس أنفاسها فتقف روحها عالقة
لم تجد سوى العجز الصِرف فصرخت بلوعة :-
"أريد أمي أريد أمي يا سديل خذيني لأبي وأمي "
تحركت السديل تضع الثغير بين كفي خالتها بكفين مرتعشين ثم احتضنت أختها قائلة :-
" ما بكِ حبيبتي أخبريني ما بكِ ؟"
"أريد ماما وبابا خذيني هناك
خذيني معهم "
احتضنتها سديل أكثر بينما خالتها تقرأ القرأن على صدرها إلا أنا سنا عادت وانتفضت وجسدها كله يتثلج وهي تمسك قبضتي سديل هامسة بجزع وحلق جاف:_
"أريد أن أبكي أريد أن أبكي "
بعد ساعة ونصف (المشفى)
ركض عمار بطرقات المشفى بعد محادثة سديل له وفور أن رأته انقضت عليه كالقطة التي تخمش من يقترب من أطفالها صارخة :-
"ماذا فعلت بها ماذا فعلت بها أخبرني ؟"
أبعدها عمار شاعراً بالانهيار وهو يقول بانهاك لاهثاً بترجي :-
"أخبريني فقط أخبريني ما بها لقد قلتِ عبر الهاتف أنها حالتها خطرة ماذا فيها ماذا فيها ؟"
" قل لي أنت ماذا بها ؟" صرختها بجنون أوقفه خروج أحد الأطباء فركضوا عليه متسائلان بتلهف :-
بدا الطبيب حزيناً ومط شفتيه بأسف وهو يقول :-
"حين وصلت للمشفى ضغطها كان منخفضاً بشدة
لقد أنقذناها من أي مضاعفات بصعوبة
لكن للأسف هي تعاني من صدمة نفسية ويبدو أنها وليدة ضغط شديد "
........................

الحب عولمي المذهب لا قانون له يخضع لسلطته ولا سنة كونية تقيده

تحرك عمر من فراشه ليفتح الباب بعد أن رن الجرس فتح الباب فوجد أمه واقفه تستند للحائط فسألها بقلق :-
" ماذا يا أمي هل أنتِ بخير ؟"
" بخير يا حبيبي" قالتها تطمأنه ثم عادت ونظرت له بقلق متوجس جعله يقول بتذمر وعصبية :-
" أخبريني يا أمي ما المصيبة الجديدة التي حلت علي ؟"
" احترم نفسك " همستها سعاد بغيظ ثم وقبل أن ينفعل كانت تقول بإحباط متوجس :-
" صراحة لقد ظهرت نتيجة الفصل لسنابل "
تنفس بانفعال ثم قال بملل :-
" حسنا مبارك "
رفعت سعاد حاجبيها ثم شبكت كفيها وهي تقول بتردد :-
" صراحة لا مجال للمباركة لقد رسبت لكن ليست هذة المشكلة "
ظهر على وجه عمر شئ من الغباء جعلها تصرخ بضجر :-
" لقد تعبت منكم
البنت تبكي بالأسفل منذ أن علمت بالأمر ولا أستطيع تهدأتها "
صمت عمر دون أن يظهر على وجهه أي شئ ثم أخيراً قال بهدوء رفع ضغطها :-
" حسنا يا أمي فلتعوضها الفصل الصيفي إن شاءالله تصبحين على خير"
"صدقاً ثور "همستها لنفسها ثم ارتفع حاجبيها بذهول هامسة بغيظ :-
" هل هذا ما عندك ؟
ألن تفعل شئ قلت لك الفتاة حزينة وتبكي "
" وماذا تريدين مني أن أفعل يا أمي هل هي صغيرة سأجلب لها اللهاية ؟ " صرخها بنفاذ صبر جعلها تنتفض وهي تقول من بين أسنانها بإحباط :-
"حسبي الله علاما كنت أتوحم بحق الله لقد كنت كثيرة الانتقاد لطبعه الفظ ليبتليني الله به ؟"
" بما تبرطمين يا أمي ؟"
" احترم نفسك يا قليل الحياء وادخل أنا المخطأة التي صعدت لعديم الشعور مثلك "
قالتها سعاد بغضب وهي تستدير لتنزل مرة أخرى فهمس بذهول غاضب :-
" ومالي أنا بحق الله ؟"
صباح اليوم التالي
نزل مسرعاً على السلم وهو يتحدث للهاتف لكن قبل أن يواصل النزول حانت منه التفاته لشقة والدته فتأفف وهو يغلق مع محدثه ثم ضغط الجرس بتردد وهو يحك مؤخرة رأسه
ثوان وكانت تفتح له الباب فلم يتوقع منظرها
كانت تبدو وكأنها لم تنم طيلة الليل وعينيها حمراوتان متورمتان من شدة البكاء
تركته ودخلت وهي تهمس بشئ لم يسمعه فسأل بتردد :-
"أين أمي "
" نائمة " همستها بصوت بالكاد يسمع فمط شفتيه بضيق ثم ناداها قبل أن تدخل غرفتها قائلا بفظاظة :-
" انتظري "
التفتت له دون تعبير فاقترب هامساً باهتمام :-
" لما تبكين ؟"
نظرتها له أنبأته بغباء سؤاله فتغابى أكثر دون قصد وهو يقول قاصداً التهوين :-
" ماذا فيها لو رسبتِ يعني ؟
هل هذا يستحق بكاء الليل بطوله ؟"
" يستحق يا عُمر
يستحق لأني لا أتعلم مجاناً
يستحق لأنها ليست نقود أهلي
يستحق لأني أدلل وأذهب وأعود بسيارة أجرة خاصة تتكلف الكثير
يستحق لأنكم لستم أهلي بل بلية ابتليتم بها
يستحق لأني عالة يا عمر عالة و"
قطعت حديثها بشهقة بترها دفء أحضانه بعد أن شدها له بحمية حانية
هو لم يتحمل ببساطة هو لم يتحمل أن تشعر نفسها عبء أو عالة
ربما سيلعن نفسه
ربما سيلعنها أيضا فيما بعد
لكن المهم اللحظة ألا تشعر أنها غريبة
ألا تشعر أنها عالة
ألا تشعر بدونيتها هكذا
ضمها له بأحد ذراعيه بقوة حانية بينما الأخر يربت على رأسها وهو يهمس لها
أن تهدأ
أن لا يهم
أنهم سيحاولوا مرة أخرى
بينما هي كانت تشعر وكأنها عادت لوطنها بعد غربة طويلة
بعدها عنه لم يكن سبعاً عجاف بل كان أعواماً
تتنفس رائحة حمايته بحوجة لحوحه بينما تتمسك بملابسه وكأنها تخشى أن يفلتها
لو يعلم فقط كم تحبه
لو يعلم كم تحبه
حين نادها رفعت عينين حزينتين مسكينتين وطيبتين لكنها لم تستطع إلا أن تقول بكبرياء :-
"اتركني يا عمر أرجوك
أتركني اذهب للدار التي قال عنها دكتور شهاب "
" اصمتِ " همسها بغضب وهو يحدجها بنظرة تقدح شرراً
إلا أنها انتفضت قائلة بتصميم وعزم قرأه ملياً في عينيها الحزينتين
" سأذهب يا عمر
اتركني أنا لن أستطيع العيش معكم أكثر من هذا
"
نظر لها طويلاً نظرة أودعها حزنه ولسان حاله ينطق بعجز أهوج
"ليتني أستطيع "
إلا أنه عوضاً عن نطقها كان يستدير متحركاً ناحية الخارج قائلاً بنبرة مكتومة :-
"أنا ذاهب "
ليلاً

"تأخرت يا عمر باشا " قالها شهاب مبتسماً وهو يرحب به للدخول فابتسم عمر قائلاً باقتضاب خشن :-
"أكنت تنتظرني ؟"
" بالطبع "
حك عمر ذقنه قائلاً بصراحه وتحرج :-
" صراحة أخر مكان توقعت دخوله بعمري هو مركز أمراض نفسية "
ضحك شهاب قائلاً بمزاح محاولاً التخفيف عنه :-
" لا تخاف لن يقولوا سيادة الضابط ذهب لطبيب المجانين "
ابتسم عمر قائلاً بصدق :-
" لم أقصد هذا "
أومأ شهاب قائلاً بتفهم :-
"أعلم لكن أريد أن أخبرك أن أكثر رواد العيادات النفسية ليس المرضى النفسيين بل ضحاياهم
هذا غير أن هناك من يأتي فقط من أجل الفضفضة ليس إلا
لا تظن أن كل من يأتي هنا يعاني من مشاكل عويصة
بل هناك من يأتي لأنه لم يجد الجرأة ليصارح من حوله بمكنون نفسه
يأتي حتى يجد من يستمع له دون تحرج "
اومأ عمر دون أن يجد قدرة على الحديث حتى أنه يشعر بتسرع خطوته فماذا سيقول بحق الله
لكنه لم يكن يعرف أن تعابيره الأن كانت لوحه مفهومة لعيني شهاب الخبيرة والذي تحرك من خلف مكتبه ثم قال بود :-
" ما رأيك أن ننزل لنتمشى بالحديقة فبالأخير هي ليست جلسة بالمعنى الحرفي ومن الجيد أنك أتيت ليلاً حيث لا يوجد أحد "
فور أن نزلوا وضع شهاب كفيه في جيبي سرواله وهو يقول :-
"إذا من أين نبدأ ؟"
"لا أعرف صدقني أنا حتى لو أهاود نفسي اللحظة سأذهب ولن أعود "
" حسناً اذهب "
نظر له عمر بتفاجؤ وكأنه لم يتوقع الرد فواصل شهاب ببساطة :-
"ليس عندي زر سحري لاخراج الحديث من داخلك لأنك لست بمريض حتى "
عم الصمت عليهم وهما يتحركان حتى نطق عمر أخيراً بنبرة خفيضة :-
"أنا أتعذب "
جلسا على مقعد خشبي موضوعاً للاستراحه فالتفت له شهاب بصمت لكن باهتمام فواصل عمر ببوح ثقيل :-
" لقد طلقت سنابل منذ فترة "
" إذا وكيف حالها ؟"
ناظره عمر بدهشة فرد شها باهتمام :-
" هي مريضتي من حقي أن اطمأن مخافةً عليها من الانتكاس "
" لا هي بخير"
قالها عمر ببهوت فقال شهاب باهتمام :-
" حسناً أظن أنك أكملت مشوارك معها لأخره وبما أنك طلقتها أرى أن حل وجودها معك بنفس البيت ليس صحيح
وبما أن اختيار عودتها لأهلها مستحيل فأرى أن الدار هي الحل الأسلم خاصة وأنها مجهزة بأعلى مستوى "
" لا أستطيع صدقني مجرد الفكرة تطبق على صدري وتثير في نفسي غضباً عاتياً " قالها عمر بنبرة غضب مكتوم فرد شهاب بحزم قائلاً :-
" لا تستطيع ؟
أرى أن الأمر يتعدى الشهامة يا عمر "
رفع له عمر عينين ناريتين وقد اتقد شرار غضبه حارقاً أعصابه فلم يتنازل شهاب حتى نطق بغضب :-
"هي تخصني
امرأتي كيف أقبل عليها هذا ؟
أنا "
صمت بعجز فلم يقاطعه شهاب حتى كان عمر يطرق برأسه وهو يهمس بنبرة بالكاد تسمع :-
" أنا أحبها "
صمت شهاب تاركاً له المساحه لمواصلة الحديث فوقف عمر وهو يفك أزرار قميصه شاعراً بالاختناق ليقول بعجز وهو يحك جبهته :-
" لكن الحب لا يكفي
لا يكفي ابداً
كنت قد بدأت اهدأ كنت قد بدأت اتأقلم وواتعامل مع الأمر وكأنه ثواب أتى إلى فيجب أن اتغاضى عنه
لكن الأمر قاسي على رجل مثلي قاسي بشدة "
زفر أنفاس مشحونه ناظراً للسماء وقد ساعده صمت شهاب على المواصلة :-
"لقد جرحتني بشدة
لقد وصلت لمكانة لم أتخيل أن أعطيها لأحد
لقد تغلغلت بداخلي
لا أتحمل رؤية دموعها ولا رؤيتها حزينة
لا أتحمل نظرة الحوجة في عينيها
لكن مع كل هذا جرحتني بشدة وحين تنظر لعينيها البريئتين يشتد غضبك لأنها لا تشعر بهول ما فعلته "
وقف شهاب هو الأخر هامساً بنبرة بالكاد تتسلل لنفس عمر ليس إلا :-
" وكيف جرحتك ؟"
صمت عمر ثم تأفف قائلاً بنزق :-
" لا أعرف كيف أبوح
الأمر شديد على رجولتي النطق به ؟"
" حسنا لا تبوح به سأعطيك اختيارات لتوقعاتي وأنت أشر فقط "
أومأ عمر وهو يكح بتحرج فقال شهاب :-
"هل أخبرتك أنها لا تحبك ؟
ذكرت شئ عن كونها مازالت متعلقة بزوجها السابق "
قصد شهاب التأكيد على لفظ زوجها وهو يرى اشتعال عيني عمر فواصل بهدوء :-
"أم ذكرته أو ذكرت شئ من الماضي بلحظة خاصة بينكم "
احمرت أذني عمر متنحنحاً وهو يقول بنبرة خفيضة :-
" الأخيرة "
" حسنا أنا منصت تماماً حتى تبيح لي بشعورك "
تحركا بصمت تام حتى وضع عمر كفيه في جيبي سرواله وقال بنبرة مكتومة الغضب والحرقة :-
"لقد صرخت به
صرخت باسمه عالياً وكأنها تستنجد به
شعرت وكأنها ليست معي شعرت وكأنها تستعيد شعورها به
هل تعرف هل أنت متخيل كم هو شعور قاتل "
ركل حجر صغير أتى أسفل قدمه بغضب فابتسم شهاب قائلاً بثبات :-
"لقد أتت لي سنابل يا عمر "
" ماذا ؟"
اومأ شهاب قائلاً بثبات :-
" لقد أتت منهارة تخبرني أنها جرحتك بشدة "
" كيف تفعل هذا كيف " قالها عمر بغضب فرد شهاب بحزم :-
" سنابل كانت مريضتي يا عمر وكانت تحتاج لي ولولا زيارتها هذة لكانت سقطت في انتكاسة بلا عودة
سنابل أتت في جهاد لنفسها وماضيها يا عمر
أتت منهارة هل تعرف لما ؟"
" نظر له عمر بتساؤل غاضب اهتز وشهاب يقول :-
"أتت خوفاً من ضياعك
حب سنابل لك كانت القشة التي حمتها من الغرق
حبها
لك كان الدافع لأن تواصل
ألا تنتكس حتى ولو أدركته مؤخراً
ليس كل مريض كسنابل محظوظ بعائلة دافئة تضمه
هل تعرف لو لم تجد ما يأويها ؟
لظلت ببئر المرض النفسي أعواماً "
تغضنت ملامح شهاب وهو يقول بإشفاق :-
" سنابل فتاة مسكينة جداً يا عمر لقد تعرضت لشئ غير أدمي أبداً "
رمشت عمر بعينيه هامساً :-
"أعرف كل هذا لكن كيف أسيطر على الغضب بداخلي حتى لا يضرها
أحياناً أشعر أني لا أطيق النظر لوجهها ثم أشعر بالجنون حين تختفي عني قليلا"
ابتسم شهاب بإشفاق لم يظهر في عينيه وهو يقول :-
"لما لا نتحدث من البداية ونضع لها أسباباً تشفع لها ؟"
اومأ عمر برأسه فقال شهاب :-
"أولاً من الظلم مقارنة نشأة سنابل ببيئتك أو أي بيئة عادية
أخبرني يا عمر هل عهدت سنابل فتاة منطلقة مثل أي فتاة قابلتها من قبل
هل عهدتها جريئة لها شخصها وكينونتها الخاصة "
هز عمر رأسه نفياً وهو يقول بضيق :-
"لا أبداً أشعر أنها تخاف أن تدلو برأيها أحياناً
دوماً ما تكون تابعة فقط مؤخراً حين بدأنا درجها بدأت شخصيتها في الظهور "
"للأسف يا عمر أهلها والكثير مثلهم يظنون أن التربية المغلقة هي التي ستحافظ على ابنائهم
تربية مغلقة منضبطة وحازمة
لا تفعلوا هذا
لا تتحدثوا
لا تقولوا رأيكم
يكبتون شخصياتهم ورغباتهم بداخلهم
هناك شعره بين التربية المغلقة وبين التربية الصحيحة والشعرة بحد ذاتها فراغ شاسع
فالتربية الصحيحة أن يتعلموا كل شئ بوقته وليس إغماض عيونهم
ادراجهم في الحياة وليس تركهم يتصدمون بها
مصادقتهم وليس إرهابهم "
" سنابل كانت تعيش خائفة من كل شئ من المعاملة السيئة من ضيق الحصار حولها "
أومأ عمر وهو يشاركه الرأي قائلاً :-
" هي لهذا لا تختلط
لا تكون علاقات وتراه أمراً شائناً
تخاف ولا تأمن لأحد "
مط شهاب شفتيه وهو يقول :-
" أسلوب جاهل تماماً في التربية "
تنهد ثم واصل :-
" لذا أريدك تعذرها فيما حدث
كيف تكون عطشاً طيلة عمرك ثم يلومك أحدهم على قطرة الماء التي امتدت لك ؟
بالأخير فتاة عاطفية وتضعف للكلمة الحلوة هذا حقها تماماً لأنها لم تجد دعماً عاطفياً من أهلها "
" وبالأخير تركها وخلف مصيبة " همسها عمر بضيق فهز شهاب رأسه قائلاً :-
" سبحان الله لم يحثنا الدين على شئ إلا في صالحنا
هو كان جيد وكان رجل ولم يكن ليتخلى عنها
لكنه مات
قدره أتى وكأن قصة سنابل عبرة لكل من يسمعها فمن الممكن أن يكون الرجل رجل حقاً لكن القدر سباق
فماذا لو مات !"
" لا أراه رجلاً "
همسها عمر بامتعاض فابتسم شهاب ثم قال :-
" لا تنسى أنه كان زوجها ما حدث لم يكن حراماً يا عمر
إياك أن تضع سنابل في مكانة الزانية "
انتفض عمر في مكانه وهو يقول ذاهلاً :-
" لالا لم أفعل "
ناظره شهاب بتأكيد ثابراً أغواره فتأفف عمر وهو يقول بضيق :-
" أحياناً تأتيني فكرة شيطانية هل لو لم يكن معقود قرانهم كان الأمر سيتم ؟"
" لا هو كان سيبدأ ولا هي كانت ستفعل " قالها شهاب بثقة ثم واصل :-
" هذة البيئة الريفية متذمتة ولها قيود ما حدث كان انفلات مشاعر سببه تضييق الخناق حولهم فترة الخطبة وحتى بعد العقد
كان انفلات سببه اختلائهم لأول مرة مع حقيقة كونها تحل له بعد فترات من عدم رؤيتها "
"الأمر مريع على قلبي مريع "
" إذا اتركها لحال سبيلها علها تجد من يصونها " قالها شهاب بحزم فأغمض عمر عينيه بشدة هامساً :-
" كلا الفكرتين قاتلتان "
" إذا تعايش يا عمر
وزن الأمر أيهما لك القدرة على تقبله
أنا لن أعطيك عصا سحرية للتجاوز فالزمن كفيل خاصة أنك ليس بشكاك
مشاعرك طبيعية تماماً مع شخصك "
أطرق عمر برأسه فقال شهاب باهتمام :-
"عامة هناك شئ قد يخفف عنك
سنابل حين صرخت باسمه كانت تتحرر
همام لم يعد بزائر لعقل سنابل أو قلبها هو أصبح ذكرى باهتة تجلب الغصة
سنابل كانت تلفظ أنفاس ماضيها الأخيرة وصرختها حدثت من عقلها اللاوعي "
نظر له عمر باهتزاز فسأله شهاب بثبات :-
" أتثق بي ؟"
هز عمر رأسه موافقاً فقال شهاب مبتسماً بثقة :-
" سنابل تحبك
أنت الفلك الذي تدور فيه حالياً ولا ترى رجلا سواك
مكانتك عندها مبهرة "
..........................

ضياع الأبناء وقعه مريع
شئ أشبه بمن يرى بيته الذي قضى فيه عمره بأكمله يتساقط أمام عينيه لبنة لبنة
ومع كل لبنة يشعر وكأن أحدهم يدهس عاماً من عمره تحت أقدامه

" أي زواج يا أم عبدالرحمن ؟"
قالها شهاب باستنكار وهو يجالسهم بحديقة البيت الكبير وقد اجتمعوا جميعاً لنقاش أمر زواج خالد
" من حقه أن يتزوج يا شهاب وهي رغبته عله ينسى " قالتها أم عبدالرحمن بتأكيد فتنهد شهاب وهو يشبك كفيه قائلاً بتروي :-
" خالد لا يصلح للزواج الأن "
نظر لأخيه الذي يظهر على وجهه القهر على ابنه وقال بحنو :-
" يا أخي تجربة ابنك قاسية لو تزوج الأن ستكون زيجة أكثر فشلاً من ذي قبل "
" وهل بنات الناس لعبة بأيدينا هل جننتم ويريدها أيضاً من البلدة لتكن عائلة البرعي علكة بكل الألسنة " قالها الحاج عبدالرحمن البرعي بحزم غاضب فانتفضت زوجة ابنه وهي تقول بغضب أمومي :-
" لقد جلبتم لنا ابنة المدينة وأخت رنا ولم تجلب لنا سوى العار وضياع ابني "
" من الذي جلب لكِ يا زوجة ابني ؟
ابنك من اختار " قالتها حماتها بينما اشتعلت أعصاب شهاب وهو يقول :-
" لا أفهم معنى إشارتك بأخت رنا يا أم عبدالرحمن "
انتفضت تقول بثورة :-
" لا تبرئ زوجتك يا شهاب
هي أختها وأعلم الناس بها ليتها حملت جميلنا بتعويضها عن أهلها وحذرتنا منها "
" ما الذي تقوليه يا ثريا هل جننتِ ؟" قالها زوجها بغضب بينما
انتفض شهاب بغضب لم يسيطر عليه حتى أن كأس العصير سقط من يده ولم يبالي به :-
" يا زوجة أخي ليس لكم جميل على زوجتي بالأساس
أي جميل تتشدقين به
رنا هنا مقامها من مقامي وأي خطأ في حقها هو خطأ في أنا شخصياً
ليس لأني مررت ما قلتي المرة الماضية أني أوافقك عليه
هناك فرق بين عذري للظرف وبين قبولي بالتمادي وهو ما لن أسمح به "
التقط مفاتيحه وهاتفه وهو يمرر أنظاره على الجميع عدا أمه وأبيه قائلاً بحزم مسيطر :-
" هذا البيت هو بيت لنا جميعاً لم اذكر يوماً أني قللت من شأن أحد فيكم ليكن هذا صنيعكم في زوجتي "
التفت لزوجة أخيه التي تقف متحرجة والعيون كلها محدقه فيها بعدم رضا وواصل بتشديد :-
" أنتِ لم تأوي زوجتي يا أم عبدالرحمن احترامك لها هو حقك عليها أساساً
لا أحد له جميل عليها وهي لم تحتاج لذلك
لا منكم ولا مني قبلاً
زوجتي كانت معززة مكرمة ببيت جدها وتزوجت بها لتكن معززة مكرمة معي ووسط أهلي وليس لتعايريها بما ليس لكِ حق فيه "
استغفر ثم نظر لوالديه قائلاً باعتذار :-
" أن سأذهب الأن وبالنسبة لابن أخي لقد قلت ما عندي وخلصت ضميري "
"انتظر يا دكتور " قالها والده بحزم وهو يطرق عصاه أرضاً ثم واصل بنفس النبرة :-
" اجلس ولا تتحرك من مكانك "
تنفس شهاب بحدة ثم جلس على مضض بينما بكت والدته وهي تقول بعتاب :-
"ألهذا لا تأتي زوجتك هنا يا شهاب ؟"
التفت الحاج عبدالرحمن لزوجة ابنه الكبير وقال بحزم :-
"أريد أن أفهم هل الهراء الذي تفوهتِ به الأن قلتيه لرنا ابنتنا قبلاً ؟"
اضطربت ثريا إلا أنها اومأت بتحرج للرجل الذي طالما اعتبرته يوماً أبيها فصدح صوته عالياً وهو يقول بلوم :-
" والله عيب عليكِ
أليست رنا هذة من عمر أولادك ؟
والله عيب عليكِ يا كبيرتنا يا أم الأولاد
أتهينين كنتي ببيتي يا ثريا ؟
هل تعرضت للاهانة هنا يوماً ؟"
بكت ثريا قائلة بانهيار أمومي :-
" أنتم لا تشعرون بي لقد ضاع ابني
لا تعرفون كم تحول لقد أصبح المسخ منه "
هز زوجها رأسه بألم ثم قال بنبرة باترة :-
" الخطأ خطأ خالد وحده
لقد أخبرني عبدالرحمن أن رنا عارضته وشهاب حذره أخيراً هو من أصر
وان كنتِ م ترضينها لما لم تتشدقي بهذا قبلا؟ "
" لا حول ولا قوة إلا بالله " قالها الحاج عبدالرحمن مطرقاً أرضاً وواصل بحزن :-
" اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها
لعله خير لعله خير "
ثم رفع رأسه لشهاب قائلاً بزجر :-
" اتصل بزوجتك "
حك شهاب أنفه وهو يقول باحترام :-
" يا أبي
هي لم تمتنع عن الحضور هي فقط تنتظر هدوء الأجواء هنا لتأتي "
" اتصل بزوجتك يا دكتور "
تنهد شهاب ثم هاتفها وأخبرها أن أبيه يريد أن يحدثها
رفع والده الهاتف لأذنه وقال بعتاب حاني :-
" عيب عليك يا ابنة الأكابر
كل هذة الفترة ولا تزورين أبيكِ وأمك ؟
ألم تشتاقي لنا ؟"
أتاه صوت رنا الرقيق بشوشاً :-
" كيف تقول هذا يا بابا أتِ لك على رموشي
أنا فقط انشغلت حقك أنت وماما على رأسي "
"أخبرها أني لن أحدثها " قالتها زوجته بطفولية أضحكت الجميع ببؤس بينما تبكي لغضب صغيرها الغالي
انتقل شهاب جوارها مقبلاً رأسها وهو يهدأها بينما صدح صوت أبيه قائلاً بقوة :-
"لكِ حق عندنا يا ابنتي
وحقك على رأسي أنا قبل الجميع "
شهقت رنا وهي تقول بنبرة حائرة :-
"أي حق يا بابا وكيف تقول هذا
أنت وماما على رأسي والله "
نظر لكنته الكبرى نظرة ذات معزى ثم قال بحزم :-
" أم عبدالرحمن أخبرتنا الأن أن لكِ حق عندها وتريد الاعتذار منكِ أمامنا "
احتقن وجه ثريا بينما أتى صوت رنا متسامحاً :-
" لم يحدث شئ يا بابا صدقني "
نبرة الحزن في صوتها لم يخطأها إلا انه قال بحزم :-
" هي معك يا رنا "
بعد أن انتهت المكالمة وقد أشعر ثريا تسامح رنا ولباقتها بالصغر أمام نفسها أكثر قال حماها بحزم :-
" اعتذارك هذا حقها أولاً
ثانياً تصليح لصورتك أمام فتاة بعمر ابنائك لم أتوقعها منكِ يا ثريا أبداً"
"
لم ترد ثريا وقد أطرقت برأسها فالتفت لابنه قائلاً :-
" مرضي يا دكتور ؟"
اومأ شهاب بتحرج فواصل أبيه بحزم :-
" لنا حساب سوياً "
ثم عاد والتفت لمحمد وزوجته وقال :-
" اقنع ابنك الذي ترك بيت جده ويقطن بالشقة التي كان بها حسن أن لا زواج له عندنا وان أطعت زوجتك فكلمتي ستسىري على البلدة بأكملها أن لا يعطيه أحد ابنته"
" ابني ليس بحالته الطبيعية يا أبي؟"
" ابنك رجل يا محمد اتركه يشتد عضده أبناء الناس ليسوا لعبة
هل تعرف لما يريد ابنك الزواج ؟"
صمت ثم واصل :-
" ليخرج عقده على المسكينة التي يريد أن نزوجها له
واختارها من البلدة على النقيض من زوجته "
"لم تسمعوا عن الجديد ؟" قالها عبدالرحمن الذي أتى لتوه جالساً جوار عمه عامر الذي التفت له بتساؤل فقال :-
" خالد نوى ترك مجاله
ويريد أن يفتتح مكاناً لتقديم المخبوزات الفرنسية والقهوة "
" نعم ؟" قالتها أمه باستنكار وواصلت بسخط :-
"البشمهندس خالد يريد أن يكون خباز ؟!"
اومأ عبدالرحمن وقال لقد قابلته عند ميدان بمدينة .... المجاورة لنا وحين أوقفت السيارة وسألته عنما يفعل هنا أخبرني ببساطة أنه يبحث عن مكان لافتتاح مشروعه الجديد "
" لقد جن أخيك تماماً " قالها محمد بجزع بينما حك شهاب ذقنه وهو يقول :-
"أنا أرى أن تتركوه على الأقل تحت أعيننا "
" خباز ؟" قالتها ثريا نستنكر
فاستغفر شهاب ثم قال وهو ينهض :-
" خيراً من أن يصبح بلطجي عل بذرته الصالحة تقوده للصواب في النهاية وهذا ما لن نأمل به قريباً "
.......................

يتبع


إسراء يسري متواجد حالياً   رد مع اقتباس