عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-22, 08:12 PM   #512

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رغم النكبة التي حلت عليهم تولى بِشر وصخر إنهاء إجراءات المستشفى لاستلام الجثمان بينما اكتفى آل بالبقاء جوار شقيقته بعد أن انخفض ضغطها وسقطت فاقدة وعيها إثر الصدمة التي تعرضت لها .. !
كان يجلس ويراقب الدموع التي تغرق الوجوه حوله والحزن الذي يكسوها وسؤال واحد يتردد في عقله ..
أكان ليبكيها مثلهم لو كان قضى معها وقتًا اطول ؟!!
ثم مرت لحظات قبل أن يفرض سؤال آخر نفسه ..
ترى كيف كان مذاق أمومتها ؟!!
اخفى آل ابتسامة ساخرة حينما شطح عقله لهذا السؤال ..
فهو يكاد يقسم أن بِشر وفيدا الذين أمضوا حياتهم جوارها لا يعرفون إجابة هذا السؤال !
فمما رآه خلال بضعة أشهر أيقن أن المدعوة والدته كان لديها خلل في شخصيتها .. حالها كحال زاهر وإن كان زاهر قد تفوق عليها ووصل لمرحلة العته .. !
" بابا "
انتبه لصوت صغيرته التي استيقظت فداعبها ببطء وتمتم لها بصوت هادئ :
" هل استيقظت الأميرة ؟!! "
دمعت عينا ليندا ومدت شفاها السفلية للأمام ثم همهمت ببوادر بكاء :
" بوو"
وتلك إحدى كلماتها المشفرة والتي تعني ( طعام )
ابتسم لها آل ثم ربت عليها ونهض وهو يحملها ثم غمغم لها وكأنها تفهمه :
" حالًا سنحضر الـ بوو"
ثم خرج من الغرفة تاركًا خالته وابنتها بصحبة فيدا لينتبه لفضة التي كانت لا تزال تقف في الممر وتتحدث في الهاتف مع شقيقتها فغمزها ثم أكمل طريقه نحو وجهته بينما أكملت فضة حديثها مع غالية قائلة بحيرة :
" لا أعرف ، كان صوته غريبًا عندما تحدثت معه وأصر عليّ أن أظل جوار بِشر حتى يصل "
جاءها صوت غالية التي كانت تجلس جوار زوجها في السيارة :
" لا أعلم يا فضة .. على كل حال نحن في طريقنا إليه في المستشفى الآن "
" إذا علمتِ شيء أخبريني ، لقد اقلقني بحديثه "
غمغمت بها فضة بصوت قلق فطمأنتها غالية قبل أن تنهي معها المكالمة ثم تدعو الله أن لا يكون قد حدث شيء لليالي أو الطفل ..
فعلى حسب ما أخبرها به عزيز صوت شقيقها لم يكن مطمئنًا بالمرة والآن فضة أيضًا أخبرتها بوجود شيء مقلق !انقبض قلب غالية فسمت الله عدة مرات وقد غشي الخوف عينيها وذكرى ذاك الكابوس المخيف الذي داهمها قبل عدة أيام تحاوطها وتفرض نفسها بتسلط مرعب ..
فقد رأت ثعبانًا ضخمًا يتحرك من بين ساقيّ فضة دون أن تنتبه له وحين حاولت الصراخ لتنبيهها لم يخرج صوتها ليظهر بعدها ليث ويتحرك نحو فضة فتكون لدغة الثعبان من نصيبه هو !
استغفرت غالية بصوت خافت واغمضت عينيها تدعو الله أن يحمي إخوتها ولا يسوئها فيهم أبدًا ثم انتبهت على كف عزيز الذي حاوط كفها البارد فنظرت له بضعف جعله يشدد على كفها دون أن ينطق بشيء ..
فقط نظر لها نظرة عميقة مفادها أن لا تخافي فأنا معك
وأكملا بعدها الطريق بأصابع متشابكة وقلوب وجلة .

_____________

أما فضة فبعد أن انهت المكالمة تحركت في الرواق دون هدف محدد ..
فقد تعبت أعصابها من أصوات البكاء وانتظار بِشر الذي ينهي الإجراءات منذ وقت لا بأس به حتى يغادروا جميعًا إلى منزلهم لتغسيل الجثمان حتى يتم الدفن بعد صلاة الظهر على أقل تقدير !
دعت لها فضة بالرحمة من جديد ثم وقفت أمام أحد النوافذ التي تطل على حديقة المستشفى فرأت آل يقف أمام الكافتيريا وقد اشترى لطفلته منها طعامًا ثم بدأ بملاعبتها وهو يعاود أدراجه فاعتلت ابتسامة خفيفة شفتيها لتنتبه على صوت صخر الذي غمغم من ورائها :
" لقد انتهينا .. من فضلك اخبريهن بالداخل حتى يستعدن للمغادرة "
أومأت له فضة بتفهم ثم ألقت نظرة عابرة من النافذة وتحركت خطوة واحدة ثم تسمرت موضعها للحظة قبل أن ترتجف ساقيها وتترنح فتتمسك بخشب النافذة بعنف أقرب للاستغاثة وقد اتسعت عيناها بنظرة ذاهلة وهربت الدماء من وجهها تمامًا فعادت بجنون مطلق أثار انتباه صخر تنظر من النافذة تبحث بجنون عن حقيقة ما لمحته منذ لحظة والأصوات تتدافع داخلها كطلقات مدافع مباغتة منبهة بحرب شرسة لا ناجين منها ..
( شفتيكِ لاهبتين كالجحيم )
( تلك الشامة لطالما أثارت جنوني )
( أنا مجنون بكِ فضة ، أحبك أكثر من كل شيء )
دارت عيناها في الأنحاء بسرعة وخبال وكأن مسًا أصابها وقد ارتعد جسدها وعقلها يؤكد لها أنها رأت وجهه للحظة بينما الواقع أمامها يصفعها بعدم وجوده ..
" ما بكِ ؟!! .. هل أنتِ بخير ؟!! "
يسألها صخر بقلق وهو يوزع نظراته بينها وبين النافذة باستغراب لكن فضة كانت في عالم آخر فلم تسمعه من الأساس
فقد كانت غارقة في بحثها عن خيال خرج من قلب جحيمها
خيال مر عليها للحظة فزلزل عالمها الذي كانت تبنيه طوال الشهور الماضية
خيال ظهر وظهرت معه أصوات مرعبة .. بل قاتلة نالت منها وجعلتها تهتز بارتجاف لا تملك السيطرة عليه
متشبثة بخشب النافذة تكاد أظافرها تحفره
ونصف جسدها متدلي إلى الخارج في بحث مجنون وكأنها على وشك القفز من النافذة لتؤكد لنفسها أنها لم تجن ولم تتخيل ..
بل هي رأته !
وقعت عيناها عليه
رأت أصيل بأم عينيها
رأته للحظة واحدة ثم تبخر بعدها كأنه لوثة شيطانية تركت آثارها عليها و فرت .. !
" ! Silver "
حتى صوت آل المتعجب من وضعها وهي التي تكاد تسقط من النافذة لم يلفت انتباهها
فنظر آل نحو صخر الذي هز كتفيه بعدم فهم فمد له ليندا ليأخذها ثم اقترب من فضة ولمس كتفها بخفة لكنها انتفضت صارخة وأدارت رأسها نحوه كالطلقة فعبس آل وكرر :
" ! Silver "
أشارت فضة نحو الخارج بإصبع مرتجف ثم نظرت إليه مرة أخرى لتعود برأسها تبحث عنه كالممسوسة ثم تعود وتنظر إلى آل وتهمس بصوت يكاد يُسمع :
" لقد رأيته ؟!! "
تدخل صخر وسألها باهتمام شديد :
" ماذا رأيتِ ؟!! "
لكن عيناها كانت قد كُبلت بعيني آل وكأنها قد التحمت به ثم خرجت منها نبرة لم يسمعها آل من قبل فجعلت جسده يتحفز بجنون دون حتى أن يفهم ما يدور ..
" آل "
كان اسمه وقد خرج كنداء استغاثة
فسجل عقله أن حبيبته تستنجد به
كانت همسة واحدة منها جعلت علي يتوارى تمامًا ويعلن آل توليه زمام الأمور فيسألها بنبرة محارب قد استل سيفه :
" Who did you see ?!! "
( رأيتِ من ؟!! )


نهاية الفصل السابع والثلاثون

قراءة سعيدة ❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس