عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-22, 01:35 AM   #391

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس عشر
***
ثمة أشياء لا تفارق القلب مهما حاول صاحبه.. أهمها الحب.. وأوجاعه!
***
هبطت هاجر الدرج عازمة على الرحيل، تبعتها فرح التي غادرت الشرفة العلوية منتشية بفعلتها، استغربت استعداد هاجر للمغادرة بتلك البساطة ووهنها في المواجهة فتقدمت تجتازها وتسلك الدرج قبلها وتعلق متهكمة:
- ستتركين مأوى تنتصر هكذا!، عار عليكِ.
لم يشغل هاجر ما كانت تفعله الفتاة بشقتها في تلك اللحظة رغم ريبة الوضع، فهي تركت المشاجرة في أوجها وصعدت قاتلة فضول المراقبة حتى..
أغلقت باب عقلها أمام كل تلك المهاترات التي قد تزعزع عزيمتها وتثنيها عن قرارها، وصلت إلى الباب الداخلي للطابق السفلي وهمّت بتوديعهم بكياسة بعدما أغلقت باب قلبها على حزنها، رأتها نادرة تدلف بكامل ملابسها وقد تحضرت للذهاب فلوت شفتيها واتكأت بمرفقها إلى حاجز مقعدها:
- إلى أين يا ست هاجر؟
تقدمت منها هاجر بتهذيب تخبرها دون أن يرتفع صوتها:
- إلى بيت أبي.
تلفتت نادرة حولها لتنقل بصرها بين معاوية وفرح الواجمين وتعود إليها:
- لماذا؟.. هل ضايقك أحد من أهل المنزل!.
حمحمت هاجر بهدوء أطرقت تجيبها:
- لقد رأيتِ كل شيء بنفسك.
اعتدلت تضع كفيها في حجرها وتنظر أمامها مباشرة:
- ستكونين غبية إن صدقتِ افتراء مأوى يا هاجر.
تجمدت ملامح هاجر، شعرت بالأرض تدور بها وصدرها يضيق فكادت تختنق، يغمرها الإحساس بالخذلان فقد منحته الفرصة قبلًا رغم فعلته المريبة واستهانته بها، كانت تطمئن نفسها بأنه يحبها وأنه ندم ولن يعترض طريق مأوى ثانية، شحذت صوتها لتجيبها بخفوت:
- أعلم أنه لا يفكر في العودة إلى مأوى.
التقطت نادرة طرف الخيط واستغلت تلك الثقة لتبدي رأيها:
- بالتأكيد لن يفكر في العودة إليها، لن يكون رجلًا إن فكر حتى..
صمت لحظة وأردفت تدعم هذا الرأي بالدليل القاطع:
- سيئة الذكر التي رحلت قبل قليل حطمت كبرياءه ودعست رجولته تحت قدميها أمام الناس وبطريقة فجة لا تليق بامرأة تحترم الزواج أصلًا..
لاحظت هاجر استماتتها في الدفاع عن ولدها فقاطعتها:
- أليس سلامة هذا هو من وجدتِه في المستنقع أو قناة الوحل كما أخبرتني قبل قليل.
نالت منها انفعال هازيء سبق إجابتها المتهكمة:
- بلى هو، لكنني أرضعته وربيته هنا وسأمزق من يظلمه بأسناني.
استغلت تيه هاجر وطرقت الحديد ساخنًا:
- وكما سمعتك تتحدثين معها قبل قليل هي كذبت عليكِ قبل ذلك.
أومأت هاجر التي التفتت إلى معاوية الذي حضر كواليس كذبتها السابقة وهو من أحضر دليل براءة سلامة رغم أنها كانت تثق به دون دلائل، لكن هذه المرة تبدو كالبلهاء رغم أيضا أنها تعرف مسبقًا أنه ليس بتلك الحقارة ولن يسعى لتطليق مأوى من زوجها ليعيدها إليه ثانية جتى إن سعى لخراب بيتها لكن يتزوجها مرة جديدة، وما يغضبها أكثر ليس مأوى بل الأخريين، تلك المرأة التي حولت حياتها لويلات لا تطاق برفقة ابنتها المغيبة التي تصدق أنها تمتلك أخاها ولا يحق لامرأة غيرهما أن تاخد حيزًا ولو ضئيل من حياته، فهمت نادرة ما دار بخلد زوجة ابنها فتدخلت بين أفكارها تؤكد لها:
- لكن هناك أشياء لا تستطيع مأوى الكذب فيها خصوصا أنها تمس أخرين ويمكننا التأكد بنفسنا.
أولتها هاجر اهتمامها فوضحت لها أكثر:
- أعني أن سلامة قد تواصل فعلًا مع المرأتين التي ذكرتهن مأوى لكن لا نعرف الأسباب.
كتفت هاجر ذراعيها أمام صدرها ورفعت كفها اليمني تمسد جبهتها يائسة فأشفقت عليها نادرة لتعلق بهدوء:
- من حقك الرحيل يا هاجر لن يمنعك أحد، لكن فكري جيدًا أعلم إن الموقف السيء الذي حدث قبل قليل قد شوشك، عليكِ بتصفية ذهنك اولًا وفهم دوافعه ربما كانت نبيلة..
قاطعها معاوية بصوت مكتوم:
- وإن لم تكن نبيلة، تلك الوقحة تستحق هدم حياتها، ألم تروها كيف تتجرأ وتأتي إلى هنا وتفتعل مشكلات رغم إن زوجها لن يمرر ما تفعله ببساطة.
التفتت هاجر إليه تعقب غاضبة:
- اذهب إليه وأخبره إنها جاءت إلى هنا، لتنتقم هي في المقابل وتخبره إن أخاك قد تواصل مع خالته وأخته ودبر معهما مكائد فتشتعل النار وتطالنا الفضائح أكثر وأكثر.
كزت على أسنانها وأعادت وجهها صوب نادرة:
- ألا يفكر أولادك في عواقب الكوارث أولًا؟! ضحكت فرح بصوت مسموع وغمزت لمعاوية:
- جيد يا معاوية، زوجة أخيك بدأت تفكر وربما تحسن التصرف أكثر منك أنتَ وأخيك.
قاطعتهم نادرة تستهدف هاجر بمكرها:
ـ لا أحد يفكر يا هاجر للأسف، لقد أنجبت أربعة أغبياء خائبين، والآن نعوّل عليكِ أنتِ ربما تكونين أفضل منهم.
كبحت هاجر زفرتها متسائلة:
ـ ماذا عليّ أن أفعل!
قلبت نادرة كفها في الهواء:
ـ إذا رحلتِ الآن وتخليتِ عن خائب الرجاء الذي دافعتِ عنه صباحًا ستبدين مثلهم حمقاء لا تفكر مرتين، وحتى أنا سأفقد الثقة بكِ مثلما فقدتها بهم.
قطبت هاجر مستاءة وأشاحت بوجهها لتخفي انفعالها قليل التهذيب:
ـ ماذا تقصدين يا خالتي؟.
ضيقت نادرة عينيها تضرب ولا تبالي:
ـ ستبدين منافقة يا ست هاجر إن تناقضت أفعالك مع أقولك.
احتقن وجه هاجر وأدارت رأسها ناحية فرح ترمقها ساخطة قبل أن تصيح وتفرغ انفعالها:
- اذهبي إلى غرفتك بدلي ملابسك سنذهب الآن إلى بيت عائلتي أرى آدم وبعدها إلى السوق لنشتري أغراض المنزل.
انتفضت فرح من حدتها ورفرفت بأهدابها تسألها:
- ومن سيوصلنا؟
أطلقت زفرة حادة وأشارت صوب معاوية بملامح مغلقة:
- أخوكِ الذي يضرب النساء في منزله.
قالتها وتوجهت نحو باب الخروج منهكة القوى:
- سأتنظركما في الخارج، أريد التنفس قبل أن أختنق.
قهقه معاوية من خلفها وحدث أمه بدلًا عنها:
- لقد دفعت مأوى للخارج فقط لم أضربها يا نادرة.
لكن أمه لوت شفتيها وتحسرت:
- ليتني نهضت وصفعتها قبل أن ترحل أو ربيتها بحذائي فيبدو أنه أوحشها..
واصل معاوية الضحك ثم راح يقبل أطراف أنامله التي ضمها معًا ويرسل إلى أمه من خلالها القبلات التي نثرها في الهواء صوبها ثم إلى الباب الذي خرجت منه هاجر لتوها:
- أول مرة تتصرفين بحكمة أحببتك أكثر اليوم..
استقلوا سيارة معاوية جميعًا وقادها بهم إلى قرية هاجر وعائلتها، تلك القرية احتلت قلب معاوية بشوارعها وساكنيها، تخطى تلك الغصة التي تستقر في أعمق نقطة بقلبه حين يمر على أحد الشوارع تحديدًا وأكمل القيادة إلى بيت عائلة هاجر، صف السيارة هناك وهبطت زوجة أخيه وفرح وأخبرهما فيما يستقر محله على مقعد السائق:
- خذا وقتكما سأمر على الصيدلية لبعض الوقت وأعود حين تهاتفني فرح.
أومأتا له فأدار محرك السيارة ثانية وتراجع للخلف ليرحل تمامًا..
وقفت هاجر أمام باب البيت لعدة ثوانٍ تستجمع شتات نفسها قبل أن تتقدم إليه وتطرقه، تلفتت فرح حولها معجبة بتنسيق مدخل المنزل لتبدي إعجابها:
- شجرة التوت تلك رائعة لو أنني أسكن هنا سأحتسي الشاي كل يوم تحتها وقت العصاري.
استقبلت هاجر إطراء الفتاة بكياسة وتهذيب:
- بإمكانك المجيء معي كل مرة إلى هنا.
بدا على فرح الحماس لكنها تصنعت السخرية وقالت:
- ربما تعيريني بها مستقبلًا مثلما فعلتِ معي صباحا بسبب طبق الفول..
تأففت هاجر ورمقتها بضيق واضح:
- لم يكن بسبب طبق الفول وأنتِ تعرفين ذلك..
تهربت الفتاة منها وأشاحت بوجهها عنها:
- لنركز على زيارة ابنك من فضلك.
انفتح باب المنزل وقابلتهما والدة هاجر التي تفاجأت بهما وابتسمت ببشاشة وسعادة كبيرين، فتحت الباب على مصراعيه وعانقت ابنتها بمحبة ثم انتقلت تعانق فرح وترحب بهما:
- مفاجأة رائعة يا هاجر آدم سيفرح كثيرًا.
ابتعلت هاجر غصتها ودلفت باحثة عن طفلها الذي قابلها في منتصف الردهة وارتمى في أحضانها يتمرغ فيها ويخبرها كم اشتاق إليها، أخفت وجهها في حضن الصغير وأخفت غصتها بأعجوبة..
بعد حين من الجلوس بداخل المنزل وتناول الطعام نهضت فرح باسمة:
- سأخرج قليلًا للتنزه، منطقتكم جميلة وأحببتها..
وافقاها فاقترحت هاجر بصدق:
- أخرج معكِ أم تريدين الخروج وحدك؟
هزت رأسها نفيًا:
- لن أبتعد أصلًا سأدور حول المنزل وأجلس لبعض الوقت تحت شجرة التوت الجميلة..
خرجت فرح من البيت وشرعت في السير وحدها، الطبيعة لا تختلف كثيرًا عن منطقتها فكلها مروج خضراء لا يكفيها مد البصر يتناثر فيها البيوت من كل جانب، كانت وحيدة مستمتعة بالجمال الطبيعي حتى خرج شاب من بيت مقابل لبيت عائلة هاجر على بعد مسافة لا بأس بها يرفع أطراف جلباب أبيض ويربطه على خصره فيبدو الجلباب الأبيض من أسفل كتنورة بيضاء تصل إلى ركبتيه، فتمنح حق رؤية ساقيه النحليين، ساقان رجوليان بالغي النحول وهيئتهما ذكورية أكثر من اللازم لم ترى فيهما أي إغراء لها، رفعت عينيها ببطء إلى جسده فكان كله يشبه فتلة طويلة، حمحمت كي تقتل شخصيتها المتنمرة الداخلية لاسيما وأنه يحتضن طبقًا من التين الشوكي المقشر ويلتهمه دون رحمة، حين الوصول إلى وجهه الذي تعرفه جيدًا شهقت مصدومة وغمغمت بعفوية:
- خلف الدهشوري خلف!
امتعض باسل الذي ابتلع حبة التين الشوكي كاملة حين نادته باللقب الذي يلازمة منذ السنة الماضية وما قبلها حين كان بالمرحلة الثانوية ويغارون منه لأنه كان الأكثر اجتهادًا والأكثر حرصًا على مستقبله، أشار إليها بفظاظة يسألها:
- ومن الكونتيسة؟!
ضايقتها طريقته المستفزة فرفعت ذقنها بكبرياء ورمقته بطرف عينيها مشمئزة:
- أنا فرح الهلالي!
ركز بصره عليها ثوانٍ بجهل قبل أن يسألها بلمحة استهزاء:
- تعملين في مباحث التموين؟
ضربت الأرض بقدمها وكتفت ذراعيها أمام صدرها:
- كنت زميلتك في المدرسة الثانوية.
تصنع بأنه يراها لأول مرة رغم أنه يعرفها هي وتوأمتها مرح اللطيفة بل الأكثر لطفًا من صاحبة الأنف المرتفع التي تقف أمامه، تناول حبة تين أخرى دون أن يقدم لها واحدة وراح يلوكها دون أن يحيد ببصره عنها، يعرف أيضا أنها أخت زوج هاجر الجديد، طال صمته وتفحصه لها استاءت وسألته بفضول:
- سمعت أنك حصلت على منحة دراسية مجانية، هل ستسافر للدراسة في الخارج فعلًا يا خلف؟
كان على وشك إجابة سؤالها لكن نطقها للاسم الذي يكرهه جعله يرمقها غاضبًا ويصحح لها:
- اسمي باسل.....
قاطعته متعمدة إثارة غيظه:
- باسل خياط..
قالتها وانفجرت ضاحكة فامتعض أكثر:
- مزحة سخيفة مثلك..
حين توقفت عن الضحك وتجعدت ملامحها أشار لصدره فخورًا:
- باسل نصار، تذكري اسمي جيدًا ربما نتقابل مرة جديدة.
رمقته بازدراء وابتعدت عنه دون وداع:
- لا تقلق لن نتقابل، لن آتي إلى هنا ثانية..
***
يتبع....


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس