عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-22, 01:42 AM   #393

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

تلكأ قليلًا في العودة حتى تهدأ بعض الشيء، يعرف إن واجهها وهي بحالتها المزرية في أوج غضبها سيكون أول الخاسرين، أخبره معاوية بكل تفاصيل اقتحام مأوى للبيت وكل السموم التي أمعنت في بثها أثناء زيارتها الكريهة مثلها، وأمه هاتفته بعد عودة هاجر من بيت عائلتها وسبته مرة لتعامله مع النسوة في الخفاء ومرة لأنه بذلك منح مأوى فرصة المجيء إلى بيت الهلالي لتفتعل وصلة دراما لا تخلو من كذب وافتراء، وصل إلى المنزل وترجل من السيارة ليبقى في الخارج لبعض الوقت، خرج إليه معاوية وحين رآه مترددًا في الدلوف غمرته لوثة ضحك انتهت بسؤال متهكم:
- هل تخاف من دخول المنزل؟
أشار للبيت من خلفه وواصل ضحكاته:
- لست ضيفًا يا رجل تفضل تفضل.
رمقه سلامة بضيق ثم استند بظهره إلى سيارته القابعة خلفه، وأخرج علبة تبغه ليشعل منها لفافة ثم يستل منها الدخان ببطء، اقترب معاوية ووقف بجانبه، حانت من سلامة التفاتة بسيطة إلى أخيه يسأله:
- كيف كنت ستغتصبها وأمك وأختك وزوجتي في المنزل!
عاد معاوية لضحكاته بعد هدنة سكون وكتف ذراعيه أمام صدره:
- ليس لتلك الدرجة، كنت أخيفها فقط.
داعب سلامة الطبقة الرقيقة للفافة التبغ وزفر يعود برأسه للوراء مغمغمًا مستغربًا حاله:
- أوشكت على التعاطف معها هذه المرة.
اكتنفت معاوية صدمة كبيرة وردد من خلفه:
- تتعاطف مع مأوى يا سلامة!
أمعن في وجهه النظر يكذب ما سمعه، وقبل أن يزيد في الأسئلة منعه سلامة بإطراق رأسه:
- لا أريد التحدث عنها الآن.
أومأ أخوه متفهمًا إياه وبدل الدفة إلى جهة هاجر يسأله في فضول:
- ماذا ستفعل هذه المرة كي تخرج من المأزق، هل ستتبع سياسة الانبطاح الجزئي ثانية؟
نفث سلامة تبغه بقوة كزفرة تخلصه من بعض ضيقه وحانت منه التفاتة صوب الشرفة العالية يفكر فيما ينتظره خلفها:
- بل سأنبطح كليًا هذه المرة..
استنكر معاوية بشقهة صدمة وأدار جسده كله صوبه يسأله بغير تصديق:
- هل ستزحف من أجل امرأة وتلوث سمعة الهلالي!
أطرق سلامة يزفر من جديد ويغمض عينيه في أسف:
- ليست أي امرأة، الست هاجر ليست كأي امرأة يا معاوية..
ربت على كتف أخيه بتشجيع وعاد يضحك ملء شدقيه:
- إذًا انبطح يا سلامة انبطح وفرحنا بالخيبة الثقيلة.
تقمص دور أمه ولوى شفتيه يمينًا ويسارًا بمسرحية ثم غمغم في حسرة مفتعلة:
- يا خيبتك في ولادك يا نادرة.
وعند باب المنزل منحته أمه واحدة حين رأته يدلف مثقل بالهموم:
- يا خيبتك في.......
قاطعها سلامة يلكز أخيه في خاصرته ويكز على أسنانه:
- حضر كوب ليمون مثلج لنادرة يا ولد.
اهتز معاوية من الضحك وتأوه معلقًا:
- سأحضر لها دلوًا من الليمون كي تنسى خيبة أولادها.
تركهما سلامة وارتقى الدرج متأهبًا لاستقبال كرة نار في صدره تحديدًا، عند باب الشقة تردد هل يجازف ويدلف أم ينتظر حتى تهدأ أكثر، اتخذ قراره وطرق الباب بحذر وتراجع عدة خطوات للخلف تحسبًا لأي شيء قد تقذفه هاجر به، هاجر التي فتحت الباب محتقنة الوجه وبدا أنها عرفت بحضوره قبل أن يصعد إليها، كانت بلا وشاح رأسها ولا تزال ترتدي ثوب خروج محتشم، تصنع النزق وبادر بأخذ دور المهاجم يسألها:
- لماذا خرجتِ من المنزل دون أن تخبريني على الأقل.
رمقته صعودًا وهبوطًا مندهشة ورفعت رأسها للسقف تفتح كفها اليسرى وتلوح بها في الهواء:
- يا للوقاحة!
شهق مقلدًا معاوية كما فعل بالأسفل قبل قليل ودفعها للخلف ليغلق الباب سريعًا ويستنكر:
- أنا وقح يا ست هاجر!
سألته بمرارة تشيح بوجهها عنه:
- ست هاجر!
ابتلعت غصة قبل أن تزفر بقوة وتغلق تعابيرها في وجهه:
- كفى رياءً يا سلامة كفى.
ردد خلفها مبهوتًا فيما يقطع المسافة بينهما ويمسك بها متشبثًا بكل قوته:
- رياء!
ارتفعت وتيرة أنفاسه كأنه لا يصدق نفسه:
- تسمين ما بيننا رياءً يا هاجر.
حررت نفسها منه بابتعاد مفاجئ أوجع قلبه بقوة:
- أسمع كلامًا وغزلًا لا ينتهي وماذا يحدث بعد ذلك!
في تساؤلها تعجب وفي تتمة حديثها علقم:
- وبعد ذلك أسمع ما أكره وأتعرض لأشياء بغيضة لا أحبها البتة.
استهدفت عيناه التي تحاول احتوائها لكن أبت وأصرت على موقفها الهجومي حين أردفت:
- هاجر قبيحة، هاجر ضئيلة.
باغتته بتمزيق مقدمة ثوبها بحدة وأزاحته عن كتفها تصرخ بحرقة:
- هاجر مشوهة.
سارع بالإمساك بها، بلملمة شتاتها ودرء القهر عنها، ولمرة ثانية دفعته ترتجف بعنف وتظلم ملامحها:
- وطفلي الذي أخسره كل يوم أكثر من اليوم السابق.
اندفع صوبها يعتقلها عنوة، يمارس عليها سحر يسبيها ويمنعها الابتعاد عنه، سكنت لحظة ترتعش الدموع في عينيها لتسمعه يهدهدها برفق ومحبة:
- بل هاجر جميلة وطفلك سيعود إليكِ لن أتوقف عن المحاولة والتكفير عن ذنب إبعاده عنك.
نأت بنفسها عنه تنكمش على ذاتها، يكتنفها ضعف يزلزل روحها ويأخذها بعيدًا عنه:
- لن أصدق شيئًا بعد الآن.
التقطت شهيقًا تملأ به صدرها وتتأهب للإطاحة به وتخبره:
- سألتني ذات مرة هل أنا نادمة على ارتباطي بك أو لا.. الآن أخبرك أنني نادمة يا سلامة.
احتقن بياض عينيها وتمتمت تؤذي قلبها وتؤذيه في اللحظة ذاتها:
- أنا الآن نادمة لأنتي تركت طفلي وتزوجتك، ما حصلت على شيء معك سوى الإهانة..
استقبل قذيفتها في عمق قلبه وفتته، تناثرت الشظايا تطال روحه وتوشك على قتله كليًا، ترددت الأنفاس الساخنة في صدره وتركها ليعيد ذراعيه إلى جانبه، ظن أن به قدرة للتحمل لكن أمامها وأمام حبهما الذي تهينه الآن يكاد يصرخ علّ الألم يفارقه، اكتنفها جمود فتحجرت الدموع في عينيها وخرج صوتها حادًا كسيف مسنون ينحر العنق ويجهز على ما تبقى من الروح:
- طفلي أولى بأمه من رجل يعرضها للإهانة كل حين دون أسباب معقولة..
بتر استرسالها بحزم ويده وقفت بينهما كجدار تمنع المزيد من النزف:
- لا توجد أسباب أصلًا تسمح لأحد يهينك يا هاجر.
أطرق يخفي يأسه ويبرر لها موقفه برفق جاهد كي يحافظ عليه:
- لكن لابد أن تسمعي الحكاية كاملة وتعرفي أسبابي ونتائج ما حدث بالتفصيل.
لم يترك لها مساحة تفكير مناسبة وشرع في طرق الحديد ساخنًا حين رفع رأسه ببطء إليها:
- في البداية أنا فعلت شيئًا لا يجوز لكن من أجل أن يعود آدم إلينا.
تعمد نطق إلينا لا إليكِ ليشعرها أنه يريد الطفل مثلها وأكثر، استنكرت ما يتفوه به:
- يعود!
أغلق الباب أمام صوته المرتفع وانفعاله المبالغ فيه واحتفظ بالهدوء قدر استطاعته:
- أعترف أن الطريقة خطأ لكن هدفي كان نبيلًا، فعلت ذلك لأجلك.
صرخت دون سيطرة على نفسها، انفلت غضبها وحدقت به والشرر يخترق المسافة بينهما:
- تخرب بيتًا وتتعدى على مثياق الزواج الغليظ وتقول لي نبيلًا.
طفح الكيل منها وواصلت صيحاتها الغاشمة:
- أين النبل في خراب بيت مأوى.
تصلبت حدقتاها وكزت على أسنانها بقوة حتى سمع اصطكاكها:
- لن أتهمك بسوء النية فيما يخص عودتها إليك يا سلامة.
أمسك بيدها كأنه قشته التي ستحميه من الغرق وتشبث بها قدر استطاعته فتركته يمرغ يده في راحتها إيمانًا منها باحتياجه الكاسح إليها في هاته اللحظة تحديدًا، تمخض الأسى من رحم قهرها وارتسم البؤس جليًا على وجهها:
- لكنني لن أسامحك على تعاملك مع صالحة وابنتها.
طفرت من عينيها دمعة مالحة ترسم بمائها جرحها الذي طالها منهما:
- لن أنسى ما حدث لي بسببهما.
انكمشت تكور قبضتها عند كتفها الملتف بوشاح حرقها القديم:
- واجهتاني بأكثر ما يؤذيني يا سلامة.
احتقن وجه سلامة وضمها إلى صدره عنوة، جاهدت كي تبتعد فلم يتركها، ظل يأسرها والنيران استعرت بداخله، اختلج جسداهما المتعانقان وغمغم من بين أسنانه متوعدًا:
- أقسم لكِ يا هاجر أنني سأنتقم لكِ من الجميع.
انتصب عودها بين ذراعيه، وتوقف سيل عبراتها من جديد لتضرب صدره بكل عزمها:
- ستنتقم من النسوة لأجلي، عار عليكِ.
زفر من عمق صدره فتحدته حين شدت عودها ونفضت عنها كل ضعف واستكانة:
- أقسم لكَ إن فعلت سأتطلق منك طلقة بائنة أو أخلعك وأمنحك لقب المخلوع مع كل الحب.
قالتها ساخرة فاقترب بحذر وهدوء ظاهريين، تفتق عنه شراسة أرهبتها حين قبض على خصلاتها من الخلف حتى تأوهت:
- أنتِ تستهينين بي أكثر من اللازم.
باغتته برفع كفها تكمش جانب لحيته بأظافرها حتى كادت تدميها، ترابطت أنفاسهما في رحاب الحميمية التي ترافق لغة جسديهما ما إن يلتقيا، ارتجفت كورقة شجر يابسة في مهب الريح ودافعت عن موقفها متخذة الهجوم مسلكها:
- أنتَ وقح، تفعل فعلة سوداء وتمارس عليّ العنف بلا حياء أو خجل.
حررها متنهدًا ولفحها بحرارة تنهيدته فارتخت أناملها عن لحيته تلقائيًا بتوتر ملحوظ وفج، فلانت ملامحه لها كما فعل قلبه:
- حياء وخجل!
سخر بحروف ملتوية ومارس عليها ضغوط نظراته التائقة، لملمت بقايا ثوبها الذي مزقته لتستر به عُرى كتفها الذى أغرقها في خزي نال من أمانها الخاص، شعر بها فلم يحاول التمادى ومضايقتها أكثر، إلا أنه عجز عن كبح جملة ألحت عليه:
- هذا الذي تخجلين منه وتخفينه يجعلك مميزة في عيني وقلبي، ليس تشوهًا بل تميزًا يعلقني بكِ يا هاجر.
منحها تلك النظرة الحسية التي تخجلها رغم جرأتها معه وقال:
- رغم أنه ندبة لذكرى سيئة بالنسبة لكِ، لكنني لا أتخيل جسدك دونها.
أغمضت عينيها فقد دغدغ مشاعرها بحروف بسيطة لكن طريقته فيما ينطقها تندى بالصدق والعشق على حد سواء، أولته ظهرها تتهرب منه ومن حصاره:
- لن تُحل مشكلاتنا بتلك الطريقةيا سلامة.
دار حولها ليواجهها من الجهة الأخرى:
- ستُحل بعدما تعرفين ما حدث بالتفصيل وتشفقين عليّ.
سخرت برفع طرف شفتها العليا قليلًا:
- أشفق!.. نعم أنا بلهاء وساذجة مثلما تعتقد مأوى وسأشفق عليكَ بعد كل ما نالني بسببك.
تغاضى عن سيرة مأوى وتخطاها ليقصد لُب الأمر مباشرة:
- لقد باعتني صالحة من أجل مصلحتها.
كتفت ذراعيها أمام صدرها تستفهم:
- لا غريب في ذلك لكن كيف فعلتها.
قاوم رغبته في لمسها وتماسك قدر استطاعته:
- في البداية مأوى لم تكذب عليكِ كما تعتقدين.
توسعت عيناها مع رجفة عنيفة اجتاحت قلبها الغض الذي عرف الألم بسببه:
- لم تكذب مأوى، ونيتك فعلًا أن تعيدها....
أوقفها بأنامله التي استقرت فوق شفتيها:
- توقفي عن الغباء أنا أحبك وأهيم بكِ ولست مختلًا عديم الكرامة حتى استبدلك بأي امرأة.
رفرفت أهدابها تشي بعدم استيعابها لما يحدث ففسر لها بهدوء:
- هذا ما وصلها من صالحة وابنتها.
برمت شفتيها واحتلها انفعال مكبوت جعل جسدها يختض وأنفاسها تتهدج، ترك لأطراف أصابعه العنان لتطوف فوق وجنتها:
- لم تكن تلك رغبتي، لا أريد خراب بيت مأوى وستندهشين لو أخبرتك أنني سأحزن إن طلقها زكريا.
عبرت عن حيرة بسؤالها:
- ماذا أردت منها إذًا.
هدل أكتافه وأجابها:
- أردت أن تزعزعا مكانتها في عينيّ زكريا، يراها تكيل لهما بلسانها ما يجعله يفقد الثقة بها لأنها لا تعامل أهله معاملة جيدة فيترك لكِ الطفل لأنه يثق بكِ أكثر منها.
قطبت جبينها وظلت تسمعه حتى أسهب:
- لكن صالحة اللعينة بدلت الخطة وورطتني في الأمر بطريقة مباشرة وأوصلت لمأوى أنني أريد عودتها إليّ وأنني سأخرب لها بيتها ومن الواضح تماديها كليًا حتى أنها ضربتهما ضربًا مبرحًا.
اندهشت هاجر ورفعت كلا حاجبيها حتى كادا يطالا منابت شعرها، نبت بداخلها إعجاب داخلي بتصرف مأوى لم تفصح عنه ولو بنظرة رضى، لكنها شعرت بسعادة خفية فمأوى وبرغم كرهها لها قد قدمت لها ما يشفي غليلها من المتنمرتين المنتهجتين الشر من أجل تملك زكريا..
اكتفت من تبريراته وتراجعت للخلف تتهرب منه إلى غرفتها فتركها على راحتها المهم أنها لم تترك البيت وهذه أكبر فرصة قد يحصل عليها معها..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس