الموضوع: هجير العُمُر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-22, 04:30 AM   #451

عيون الليل.
 
الصورة الرمزية عيون الليل.

? العضوٌ??? » 492015
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,109
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond repute
افتراضي جُ (1) -10-


.
.
.

هجير العُمُر

.
.
.

جُ (1)
-10-


.
.
.


" ولكنني اعرفكِ
أعرف أن هذهِ العواصف التي ضربتكِ من الداخل
هي سبب كُل هذا
يدكِ حنونة؛ وقلبكِ غاضِب. "

***

خلال طيلة النهار بعد أن ودعت بقبلة على خده
- انتبهي على نفستس.. عقب يومين باخذتس..
لتردف
- إن شاء الله.. وأنت بعد..

أخذت نفسها سريعًا لتدخل سيارة عمها التي تقف أمام سور المزرعة جلست بجانبه
ابتسم لها بحنو
- حي الله ياعمي.. نورتي مكانتس..
- بقى عمي بدر.. كثير اشتقت لك والله.. بعدني موب مصدقة انك قدامي..
- وأنا بعد ياكثر ماشتقت لكم.. بوجودتس بخفف صدمة عن أبيي واخواني..
- الا والله بفرح جدي تركي بالحيل..

بعد ان ابتعد عن المسافات .. حتى يصل إلى مشارف الثانية عشر ظهرًا..
بعد أن دخل الحي وجد باب أبيه مشرع مفتوح ودكة التي كانا يجلسان فيها اخويه يرتشفان شاي..

وقف حمد مستغرب و مستنكر !
- ذا موب اللي نعرفه! الا والله هو... بــــــدر...

حينها فتح بابه وترجل ليحضن طيوف اخويه بفرحة
- ياحي هالزول... بدر.. أنت بدر..
- ايه بدر يأخوك..
- وينك ؟؟ 15 سنة وين غايب فيها؟؟
- تلاهيت بشغل يأبو شاهين..
ثم حضن وسلم على اخيه يوسف
- اقلط والله لا يفرح بجيتك أبوي...

بينما هي تتأملهم من زجاج أمامي لسيارة دمعت عينها
- ايه يابوي الله يرحمك يانور عيوني... الله يرحمك.. ليتك تشوف تؤامك رجع يابوي رجع بعد طول غياب علينا...

بدر ابتسم لهم
- انزلي ياعمي.. تعالي ياهدير
يوسف بحدة
- هدير وش جابها عندك!؟
بدر الذي نظر لتوتر يوسف ثم تجاهله ليفتح بابها
- تعالي ياعمي..
ترجلت معه لتسلم عليهم بصوت خافت حزين مر فيه طعم الحزن بفقد و مرارة

في مسارات العُمُر .. ضحكات التي كانت تسمعها دوما تردد صدى صوت والدها !
أن تعيش بداخل دوامة حزن وقلق في لحظات سريعة شاهقة ! هذا المرة لم يستولي عليها قلق بل مشاهد تتوالى عليها بصور فلاشات ومضة .. هُنا كانت تراه يلاعبها عبر لعبتها مفضلة " دراجة " وهنا عبر الحَوش كانت تسمع صوت ضحكتها مع صوت والدِها وهو يركض من خلفها ليمسكها ثم يمطرها بقبلات عديدة .. هُنا بجانب النخلة شاهقة كانت تراه يصعد ليأتي ببعض رطب.. وكثير من ذكريات... حينها جدها تركي الذي كان يجلس على فراش الأحمر .. وبجانبه راديو الذي يصدح صوت إذاعة القرآن .. رفع رأسه وهو يتأملها مع عباءتها لقد عرفها حفيدتهِ .. حاول أن يقوم.. بينما هي في مقابل تحاول أن تقاوم هبوب العواصف ثم في لحظة تُهزم دون قدرة لتبكي...
دخلت وخلفها اعمامها ثلاث ..

اقترب منها وهو يتأمل انهيارها وبكائها .. حتى يفزع بقلق شاهق
- هدير ياجدي..
حاوطها بذراعيه لتبكي بأنين.. ثم قبل رأسها وهو يتأمل وجهها اليتيم .. رغم الجهاد والمعاناة وكثيف دعاء الذي بدأ يمطرها بسمعها حتى تشهق
- الله يرحمه يابوي لا تسوين نفستس تسذا ياجدي.. يهون عليتس تسذا تتعبينه بقبره.. دموع هذي ماتفيد يابوي.. مغير توجعه.. وابيتس جعله براد الجنة مقصر لا علي ولا عليتس...
- مات أبوي ماشفته جدي.. ماشفته.. ابكيه من حر مافيي جدي....
- ملتقى بجنان الخلد يابوي.. مسحي دمعايتس... جيتي مع مين؟؟ منهو اللي جابتس..

حينها دخل بدر .. حتى يشهق بفزع
- بدر!! ايه بالله بدر..
اقترب منه منهل عليه بقبلات على الجبين ويديه ..
- وراه ذا غياب كله يابوي..
دمعت عينه
- سامحني يالغالي مير والله انها جات بظروف قوية ولا قدرت اتخطاها وهذاني قدامك..
- اللهم لك الحمد ولك الشكر.. دق على اخيتك يايوسف.. وأنت بعد يابو شاهين كلم اهلك يجن يتعشن عندي ليلة..
ابتسم
- ابشر يالغالي.. هاللحين بكلم بتول .. وأم شاهين.. ومرة وحدة نفرح بجية هدير واخيي بدر..
- زين قول يابوي..

جلست مع جدها و عمها بدر الذي بدأ يسرد قصته التي هلكها الغياب..
المرة الأولى التي تشعر فيها أمام عائلة متينة و قوية بجذورها.. ولأول مرة لا تشعر بأنها وحيدة !

مع صلاة العصر .. بعد أن ذهب اعمامها للمسجد..
دخلت للمطبخ وبدات تجهز القهوة.. مع دخول رباب
- يالخاينة....
لتقفز بفزع وتضع يدها بجانب قلبها
- رباب خرعتيني الله يهديتس
لتضمها بشوق
- الا قولي اشتقت لي.. شلونتس الحين؟؟؟
ابتسمت على مضض
- حمدلله..
- دوم.. صدق اللي سمعته عمي بدر رجع...
- ايه.. زين وشلونتس الحين.. وشلون ولد مهنّا معك..
بوجه خجول
- طيّبه..
يتراقص حاجبيها وبنبرة متلاعبة وخبث
- بنت... لا يكون...
تقاطعها بخجل
- استحي..... رباب..
ضحكت
- ايه واضح سحا.. تعالي بس من جده ذا اخذك تسذا بدون تجهيز وفرح..
- ليه تناسيتي وفاة أبوي..
- مانسيت بس هم بعد ماله حق يستعجل ويأخذتس...
- أنا اللي اصريت عليه ماكان ودي وقتها اقابل احد.. غير تسذا وينها سارة؟؟ اشتقت لها والله..
- تحترينا بصالة تو وصلت عمتي بتول.. هاتي عنتس القهوة أنا بأخذ صينية ذا مرة..
- اووووه رباب تخدم!!!
- عاد عطيتس وجه بزيادة..
- هههههه لا خلاص..

***

في المستشفى
في مكتبها

- د. ديم هذا ملف المريض بغرفة 120..
- تسلمين زهرة.. خلاص بقراه بعدين تقدرين تتفضلين..
رفعت هاتفها لتجيب
- هلا أهداب..
- يابنت وينتس ماتردين؟؟؟
- بعدني مشغولة عسى ماشر؟؟
- والله بيني وبينتس هنيا قايمين مشكلة كبيرة .. بس انتي خليتس على كلامتس.. يكفي وحده منا تختار شريك حياتها...
- وش قصدتس ؟ تكلمي بوضوح ...
- جدي الله يهديه ميبس رأسه الا تعرسين أخي.. ولا ابشرتس عرتسس بعطلة الصيف..
بصدمة
- وش عرسه؟؟؟ اهداب أنتي سامعة وش تقولين..
- والله ذا العلم.. هو حاطك برأسه الله يعينك...
- يصير خير.. بعد ذا جدي عليه افكار الله يهديه بس..
- معليتس انتي بس طالبي حقتس مثل دراتستس يا دكتورة ديم.. وأنا معتس بعون الله..
ابتسمت لها
- متأكدة انتس بنت عمي..
- أفا عليتس.. ادري انتس مالتس نصيب بأخوي.. وبعد بدور له على عروس من غير بنات الحارة.. الا عندتس احد تعرفينه.. اهم شيء تكون مزيونة... وحليلة ...
ضحكت برقة
- يازينتس يا اهداب... ابد ماعندي احد.. الله يوفقه اخوتس.. عزالله انها ماقصر..
- تلوميني في حبي لاخوي.. يلا ماعليه الخبر اهم شيء وصل لتس عاد دبري عمرتس..
- ولا يهمتس...

اغلقت الخط بتنهيدة.. خرجت من مكتبها لتمر نحو غرف المرضى ..
حينما خرجت من إحدى الغرف وإذا بها تسمع صوته

- د. ديم..
التفت له
- نعم د. مطلق..
- ممكن أخذ من وقتك دقائق..
- تفضل..
- لا موب هنا في مكتبي..
- إذا موضوع ....
ليقاطعها
- الموضوع خاص شوي..

أنتقلت لمكتبه وبهدوء
- تفضل د. مطلق..
- تذكرين ملف اللي قلت لتس انه به اخطاء..
- ايه..
- تأكدت انه سليم 100٪.. لذلك اعتذر على سوء الفهم..
تنهدت بالحمد بداخلها
- طيب..
نظر لعينيها من خلف النقاب الاسود.. ومعطف التي ترتديه
- مايمنع ان تقبلين اعتذاري و فوقها موضوع خاص فيني.. الوالدة الله يحفظها تبي رقم تواصل لوالدتس عسى الله يحفظها لتس..
بغباء..
- مافهمت !
- ابي رقم والدتس.. أمي تبي تتواصل معها..
- بخصوص ...
بارتباك
- موضوع خاص شوي..
- شف دكتور مطلق .. تسذا مرة لاحظت حركات اللي اشوفها منك.. أنا بنت تخاف ربها ولا عندي شيء اعطيه لك.. فالافضل لك أنك تنساني...
بقهر وغضب..
- وش حركاته يأم حركات.... شفت شيء بدر مني ازعجتس..
- يكفي نظراتك .. استأذن الآن..

خرجت لتغلق باب بوجهه.. وإذا به من القهر يتجه مباشرًة لصديقه..
الذي كان يوقع على الورق..
- هاه عسى ماشر وجهك مسود اعوذ بالله..
- قليلة الخاتمة ماهو ناوية ترسيها.. على وش شايفه نفسها اعوذ بالله..
ضحك ليحاول أن يكتمها !
- كشمتك زين تسوي فيك والله..
- اقول اسكت بس قاهرتني... اقولها ابي رقم الوالدة تقول بخصوص !!! كأنها تتغابى او هي غبية بالأساس..
- له له شايش اعوذ بالله.. اقول قم بس وكمل شغلك وخليني افضى لشغلي.. يلا يادكتور مطلق...
- وأنت كله بملفات هذي... اتركها عنك... تصدق تشيب رأس أنت وذا العناد الماصخ...
محارب نظر لعين صديقه
- بعد وش ماصخته وعناده بعد! بعدين قلت لك يابن الحلال عرس مانيب معرس.. أنت فكنا من شرك.. ودام عارف عنوان البنت اقدم رسمي وش له حركات تجيبها بالمكتب ماهو ذي سلومنا ولا عاداتنا شكله دراسة الغربة اثرت عليك...
- اقول ليتك ساكت.. خل امشي .. ومالها غير الرسمي اللي تقول عنه.. سلام..

***

بريدة..
في غرفته !

كانت الكارثة كلها في الإفراط في الأمل . في التوقعات. في الانتظار . في كل شيء..
ما زال يحاول أن يستقيظ من نومه مفرط.. رأسه ثقيل يحاول أن يستجمع نشاطه مُرهق
يناديها بصوت همس مثقل
- حــصة...
اقتربت منه وهي تجفف المنشفة مبللة بعد أن غرق في حمى سهرت عليه كل صباح..
- نعم سالم.. اسمعك..
- بعدي ذا عن رأسي.. واطفي المكيف.. مكان بارد...
- اساسًا مكيف طافي.. وبرد اللي تحس فيه من سخونه.. خل نأخذك للمستشفى ادق على أخوي معاذ..
- لا.. بطيب.. عطيني جوالي... وخليني بروحي.. زين..
- زين يا سالم على هواك..

اعطته مايريد.. حتى هو يقوم بالاتصال مباشرة عليه

- مابي كلام معتاد معك.. ابي اشياء مستجدة يا غسان..

***

في طرف
الآخر

بقلق وهو يسمع صوته مجهد ! مثقل بالتعب
- سالم!
- ما ابطى السيل الا من كبره يا غسان..
- لحظة من وين تكلمني أنت.. سالم تسمعني...
- مشتاق لاشياء تركتها من قبل معك.. مشتاق لغسان اللي اعرفه...

-مو يقول لك البيت تذكره ... البيت اللي عجبنا وحفظناه عن ظهر غيب
- من يرجع من ليال العمر ليلة.. قلت فيها من تحب ؟ وقال أنتي.. انتبه على هدير..

شعر بالقلق يكبر اتجاهه
- دام قررت تسولف و تجيب البيت اللي حبيناه فأنت موب وعيك... سالم أنت وينك فيه قل يأخوي..
- لا تقرب... وانتبه..


***

" لا تشك بحبك الراهي ولا تصير متحيّر
المحبة ما يغيرها الزمن والشك زايل "


.
.
.

للحديث بقية
جُ (2)
في تمام
10:00 am


بقلم : عيون الليل.



عيون الليل. غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمت بحمدلله عيون الرهاف .. حتى التقيكم بـ هجير العُمُر