الموضوع: نبض فيض القلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-22, 03:37 AM   #6

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الرابع من نبض فيض القلوب

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا حلم في باهر الصور
وأنت أجمل حقائق
نهرك الساحر الريان أنا
و أنت روعة الشطآن
كن لي أبهى ربى من جنان
لأكن لك كل الحياة
لك أنت وحدك وجدت
و أنت لي أنا
وأنت لي معنى إكسير الوجود
الفصل الرابع
ليلا أخذت جنة ترتب مشاعرها في ظل أحداث مفاجآت الأيام السابقة. و حدثت نفسها بأن ما ظنته حقيقة تبين أنه وهم. و خشيت بأن يكون ذاك الشعور الذي خطفها لحظة تلاقى نظرها بناظري ناصر ليس الحقيقة. لحظة وقع بصرها عليه شعرت بأن هذا الشعور الحقيقي واقعها الحقيقي والذي أخذ يفيض ربما منذ لحظة مرآه، شعورا فياضا أصيلا. كأنها وجدت ضالة. و لم تكن تظن بأنها تبحث عن شيئ. وكأن نورا ملأ الظلام الذي يحوطها ولم تكن تشعر سابقا أن هناك نوعا من أنواع العتمة. و كانت التعابير التي تعتلي نظرتها رومانسية حالمة ساهية وهي تتذكر الشعور الذي تسلل إليها في واحدة من أشد و أحرج لحظات حياتها. حينما اجتاحتها نظرة عينيه المشتعلة بمشاعر جارفة؛ ولبراءة مشاعرها لم تحسها في السابق بل سمعت عنها بين حين و آخر و في الغالب كانت تظن ذاك كلام روايات أو غير حقيقي.
و الغريب كانت خليط من هذه المشاعر و نظرة أخرى مطمئنة تخبرها:
- لا تخشي شيئا. لا تخافي أبدا، وأنا معك.
و هي الآن تكذب ما شعرت به. تغالط أسهبت هامسة لنفسها:
- ألم أخدع في السابق!؟؟ ألم يكن فادي مخادعا؟!!
هي الآن لا تدري كيف خدعت. هي لم تخدع في الحقيقة. لم تكن تكن له غير مشاعر التوقع اليائس البائس لانتظار أدنى انفراجة ولو ضيئلة و لو لاتذكر لمرض والدتها. ولم تحصل إلى على إحباطا موحشا وموشى بخيبات أمل متتالية، كان يتقن خداعه لها، و صدقت فعلا أنه لن يتم الشفاء إلا إذا أصبحت والدتها قريبته قانونيا. كم هي بريئة ليلقى تمثيله السمج صدى لديها.
و زاد على ذلك لم تشعر بأقل الارتياح له كما يجب لعروس ستقضي عمرها كله مع شريك عمرها الذي لا غنى عنه وليس له بديل بل المفترض به أن يفضل كل المتقدمين لها. من المفترض به أن يكون أنسب الجميع بالنسبة لها. كان هكذا في نظر الآخرين. رجل أعمال متميز و شديد الثراء و مازال شابا و يتمتع بقدر لا بأس به من الجاذبية، في نظر الآخرين هو وسيما. و لكن بالنسبة لها معيار الوسامة و الجاذبية متعلق بالطيبة و النقاء. هو لم يكن هكذا. بل كان مخادعا. يمثل عليهم الاستقامة. بالنسبة لها الحب لا يكون إلا من شخص طيب وإلى من هي أطيب منه. القلوب النقية هي التي تعرف المعنى الحقيقي للحب. فالأرواح الجميلة هي التي تتعاهد رقي المشاعر.
أما الأشخاص الملتوون لا يعرفون النقاء الحقيقي للحب بل مشاعرهم بها خسة ونذالة و نوع من الأنانية والحب الحقيقي لا ينطوي على أنانية أو شعور بدونية الحبيب و التحقير منه. فهذا ليس بحب بل نوع من أنواع التملك في غير محله. فليس هناك شخص مملوك لشخص آخر. حتى لو ارتضى الشخص الآخر الذل و الهوان بجهل و سوء تقدير منه لظروف ما.
ضاقت أنفاسها عند هذه المقارنة الجائرة الحائرة. ثم همس لها قلبها و ما الذي ستخسره إن صدقت مشاعرها و أمنت على ما يخبرها به قلبها. ابتهجت و تبسمت لنفسها بدلال و غنج و براءة و هي تداري وجهها بحركة طفولية مضحكة حياءا. و كم هي خجولة للغاية. ثم مرت بها خاطرة أسعدتها:
- ألا تستحق بعد ما مررت به هذه المشاعر الجميلة؟؟
شعرت بأن نسائم الليل محملة بعبق الربيع. لم تشعر أن الربيع و الليل والنسيم العليل و روائح الزهور جميلة هكذا من قبل جمالا ساحرا كأنها لم تره من قبل.
عندما كانت تتابع التلفاز عرفت عنه معلومات كثيرة. و كانت تزداد فخرا مع كل معلومة و كأنها له أو كأنه لها. شعرت بأنه هدية دنياها لها و بأنها لم تعد تريد شيئا. شعور عجيب بازدهار عالمها. لم تختبر هذا الشعور سابقا رغم أنها خطبت مرتين و لا تعتقد أنها ستشعر به مرة أخرى هو شعور العمر كله. ولم تكن تشعر أن هذا النوع من المشاعر الخلابة الحقيقية موجود حقيقة و فعلا. و مرة أخرى أخذت تكذب نفسها؛ و هكذا أخذت مشاعرها في التذبذب حتى غفت.
و صحت على العائلة تحاول بأن تقتنص أسهم أمها التي تركتها تحت إدارتها و تصرفها، ناعتين إياها بالخائنة لأنها كانت ستتزوج من هذا الأفاق( هذا الأفاق كان شريكهم لفترة قبل أن تظهر هي في أفق حياتهم بفترة، وهي من أضيرت منه أكثر من الجميع وكانت ستضار أكثر، ولكن استسهلوا لومها هي، بدلا من الإعتراف بخطأهم، لقد خدعوا به، على الأقل ماعداه هو. ولولاهم لما سعى في إثرها وخلف أسهمها، لم يعرف عنها إلا من خلالهم. لكنهم يتجاهلون ذلك. لم يستضعفونها هكذا؟!) كانت هذه صدمة لمشاعرها. كأنها صفعة تقول لها أفيقي. الفيلا القديمة والتي تشبه قصرا قديما والتي تفاءلت بها وظنتها ملاذا آمنا لأنها فكت قيودها من فادي تغيرت فجأة لمكان كئيب رمادي رغم لون الردهة الإمامية البيج الباهت الراقي
. والحدائق المزهرة بعطرها الفواح كأنها تحولت لخريفا مطبقا يتساقط فيها زيف مشاعرهم. ومادياتهم الباردة. هم في أجمل فصول العام إلا أن قبح تصرفات البعض قد ينعكس طبيعة مغايرة. هي تملك مزاجا شاعريا فهي صحفية متخصصة في الأدب.
هذه العائلة تعدها غريبة. إذا كان يكن لها مشاعر ما كما تظن هي ألم يكن يعلم عائلته بذلك؟!
إنما تصرفاتهم، ثم استدركت في سرها على الأقل هذه الحرباء التي تغير منها و تستغفل عائلتها تقود حملة ضدها. هي منذ البداية تتحدث عن البطل بتملك رغم أنه لايمت لها بصلة، إلا أنها طليقة أحد أقاربه والذي توفي وهي تفرض نفسها على العائلة بحجج لا أصل لها. والآن هي تشن حملة ضدها لطرحها من الشركة. هو في الحقيقة لم يكن رجع من حفل تسلم الجائزة. الجائزة التي أرجعت للشركة سمعتها الطيبة بعد الهزة التي أحدثتها فضيحة فادي لآفاق تحليقهم. و الذي استشاط غضبا و أخذ يعض أصابع الندم بسبب الجائزة وأقسم ألا ييأس.
أخذت قرارا ضد طبيعتها الخجولة، قرارا جريئا. لتتصل به، لتأخذ رأيه فيما يحدث معها.
لم تعرف أن تصل إليه. كان التحدث مع الطبيب الحائز على جائزة نوبل أسهل من التحدث مع ابن عمها فقد كان في عمل بعد تسلمه للجائزة. وأخذت تسائل نفسها وتناشدها أن تفيق. لو كان فعلا يكن لها أية مشاعر أو لم يكن تواصل معها و شاركها فرحته.
من ناحيتها هي قررت ألا ترضخ لضغوط العائلة. ها قد ضبطت نفسها مرة أخرى تنهدت بشأن عائلته التي تريد أن تجني ربحا منها عنوة. لن تتجنى عليها عائلته أو عائلتها كما ظنت. لن تمكنهم من إخافتها، حتى لا ينقطع الرابط بينها وبينه. و لكن كرامتها أبت أن تعيش وسط عائلة تتهمها زورا. فقالت أنها ستتركهم وتغادر إلى حيث كانت.
- إلى أين أنتي ذاهبة!؟ هذه هى عائلتك. مرحبا بك بيننا دائما. يكفينا أنك فسختي خطبتك ورفضتي المضي قدما في إتمام الزواج. أنتي على الرحب والسعة هنا.
- انظروا من تتحدث، العانس العتيدة.
علقت الحقود والتي يبدو أنها تحقد على كل الجميلات.
نظرت بذهول إلى محدثتها الفاتنة الجمال.
فهي طويلة كعارضات الأزياء ونحيفة ببشرة شقراء وتبدو صغيرة في السن لا تبدو عانسا.
ثم نظرت للتي تؤلب عليها وعلى عهد الفتاة الأخرى الجميلة أيضا مثلها ولكن بطريقة متناقضة فبينما هي ممتلئة بدون زيادة في الوزن و طويلة أيضا بشعر أسمر وعيون سود و جمال غير اعتيادي ببشرة بيضاء للغاية وحواجب كثيفة سوداء. بينما الفتاة الغائرة من جميلتي العائلة عادية وتبدو كبيرة في السن ولا يدها اليمنى أو اليسرى بها خواتم أو محبس.
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
- لا تلتفتي "لصداع".
قالتها عهد عندما اختلت بها. بعد زوبعة " صداع"!
- اسمها " صداع"؟!
- اسم على مسمى كما أرى.
قالت والدتها بطريقة واهنة نوعا ما إلا أنها كانت تريد أن تكون متماسكة حتى لا تعكر صفو جنة. ولكن ابتسامتها لم تطاوعها. كانت جنة أيضا تداري مدى تعكر مزاجها خوفا على صحة والدتها، وحتى لو لم تكن مريضة ليس من طبعها أن تحملها الهم أو تكدرها.
هزت عهد رأسها مبتسمة ملطفة الأجواء المشحونة:
- نعم هذا هو اسمها. وأحيانا يطلق عليها الطيبين سهاد متجاهلين اسمها للميلاد.
جنة البريئة علقت:
- كيف يقترف بعض الآباء والأمهات جرائم في حق أولادهم بإطلاق أسماء بشعة عليهم.
- يقال أنها كانت رهيبة أثناء حمل أمها فيها. وعندما ولدت كانت أبشع. كانت مولودة لا تطاق.
دخلت والدة عهد عليهم و معها عصائر و حلويات ملهية إياهم عن تجنيات صداع.
- لقد كانت صدعا لم يكن ليرأب لولا نباهة عائلة ناصر. كان قدمها قدم شؤم كادت أن تهلك العائلة كلها. وتنهي
أعمال الشركات كلها.
رفعت جنة حاحبيها عجبا، وألزمها أدبها الصمت. كانت ترفض الظلم بأي صورة من الصور. فآثرت تغيير الموضوع:
- لم لم تغير اسمها؟!
ردت عهد:
- إنها تتباهى أو تهدد_ افهميها كما تشائين_ بأنها مؤذية.
- هي مؤذية بالتأكيد.
أمنت والدة عهد على كلامها.
ولم تستطع جنة أن تجادل في هذه النقطة.
ميمي عمة جنات ولكنها أصغر منها سنا و التي كانت هذه غرفة المكتبة الخاصة بها وهي مكان تجمع طيبات
العائلة. كانت تستمع في صمت ولم تعلق. حكمتها وانصاتها الجيد يجعلها أكثر دقة للملاحظة من الأخريات.
كما أنها صوت الحكمة. للأسف لاحظت بأن "صداع" بينها وبين جنة ثأر و لن تتوانى إلا بأخذ ثأرها. هي تستطيع
أن تخمن لم شخصية بهذا الحقد المكتوم والذي بدأ يظهر للعيان اليوم، تعادي شخصية كجنة، وتأمل بألا تتمادى أكثر؛ "تفكيرها"المنغلق يجعلها مصممة و مكرسة ذاتها المنافقة والأنانية للغاية والتي تحب الظهور بمص كل محاسن الآخرين مثلما البعوضة والإدعاء بأنها لها ومحاولة إلصاق كل مساوئها والتي تظن بأنها تجيد إخفاءها أو تزييفها أو الإدعاء بعكس ما فيها لتترأس و لو بالباطل ولو عن جهل وتتزعم وكأنه سيسمح لها من العقلاء، لتسيطر.
- شكرا على ترحيبكم بي هنا وتمسككم بي.
قالت جنة ثم أمسكت بيد عهد:
- وشكرا لكي بالذات لدفاعك عني أمام تهجم تلك المرأة على، وآسفة لما نعتتك به من أوصاف كاذبة لن تنطلي على أحد.
- إنها تغار منها بجنون فحب راجح لعهد يضرب به المثل.
- صحيح؟ بارك الله لكي في حظك الطيب. هذا ما علقت به جنة و قد شحذت حاستها الإنسانية قبل الصحافية
لتتلقى أخبارا حسنة.
فهمتها والدتها جنات واعتبرت هذا تحويلا مستحسنا للكآبة التي استيقظوا عليها:
- إذا احكي لنا. فجنة بحاجة لسماع أخبار تقنعها بأن الخطبة الناجحة والزيجات الناجحة ليست ضربا من ضروب الخيال أو المستحيل.
هذا ما قالته جنات.
- في الحقيقة قصة عهد بها عراقيل جمة ليست قصة سهلة.
- إذا كنتي لا تريدين الحديث عن نفسك فهذا حقك.
قالت جنة.
- أبدا، كل الحكاية أنني لا أعرف ما الذي يجب أن يحكى.
- ابدأي منذ البداية.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس