عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-22, 11:31 PM   #4

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

انسحبت لوسيندا تبحث عنه وهي تدعي أنها ذاهبة لتتفقد القهوة وتأتي بالماء وفي طريقها للمطبخ سحبتها يد قوية لأحد الأركان المنزوية والمظلمة إلا من ضوء مصباح صغير.. شهقت بخوف وعندما رأت نظراته الماكرة وضعت يدها على صدرها متنفسةً براحة وعاتبته قائلة:
-هذا أنت لقد أفزعتني سليم.
-لماذا يا قلب سليم هل يجرؤ أحد على فعلها غيري؟
اقترب منها يلثم ثغرها ببطء فقالت:
-توقف.. أبي هنا وإن رأنا سيقتلنا معًا.
شاكسها قائلًا:
-وماذا أفعل أنا فقط أريد حصتي من قبلات أم فتحي ألست أنا من طلب منها صنع مفضلاتك من الطعام؟
قربها أكثر منه وهو ينظر في عمق عينيها بوله وشوق فأبعدته قليلًا قائلة:
-سليم أنا أتحدث جديًا لماذا تتعمد إغضابه كلما التقينا؟
زفر بضيق:
-لأنه يتعمد إغضابي أيضًا دون سببٍ واضح برفضه المتعنت لزواجنا, ألا يعلم أنه بهذا سيحصل على كل شيء؟!
-أنت لا تعرف أبي جيدًا.
زمجر قائلًا:
-ولا أريد أن أعرفه الآن تحديدًا.. فقط أريد أن أستمتع بهذه اللحظات المختلسة قدر المستطاع .
ونظر لها برقة تذيبها كليًا:
-لقد اشتقت إليكِ كثيرًا لولي.
بيأس واستسلام لم تعد تحاول أن تتماسك أكثر وذراعاها تلتفان حول عنقه قالت:
-وأنا أيضًا حبيبي
التهم شفتيها بجوعٍ ونهم ولكنه تذكر أنهما ليسا في عشهما الخاص ولا يريد لجنون عمه أن يطالها اليوم بعد خروجها له بعد قليل فور أن يرى أثر قبلاته على وجهها رغم رغبته الشديدة بذلك لكنه كبح جماح شيطانه وقبلها برقة متناهية.

*****

تلفت حوله ينظر إليها فلم يجدها كما لم يجد ابن أخيه وسط ثرثرة الجميع والتهاء زوجته بالحديث مع زوجة أخيه رغم توصيته لها بألا تجعل لوسيندا تغيب عن ناظريها وأن تكون متحفظة متباعدة في حديثها مع الجميع ولكنها نسيت الكون وعادت لطبيعتها الثرثارة سيلقنها درسًا جيدًا ولكن في المنزل.
نادي بأعلى صوته على ابنته وهو يقف ليبحث عنها فأوقفه والده قائلًا:
-ماذا بك بني هل ابنتك طفلة صغيرة ستضيع في المنزل؟
برر لوالده:
-لا يا أبي فقط أردت أن أطمئن عليها فالجميع هنا إلا هي.
دق والده الأرض بعصاه قائلًا:
-أنا طلبت منها أن تصنع لي قهوتي فمنذ وفاة والدتك لا تروقني سوى قهوتها وأتطلع لمجيئها دائمًا حتى تصنعها لي ولولا عملها الذي يجعلها تغيب كثيرًا لطلبت منها المجيء كل يوم.
تراجع رؤوف في مقعده بزهو وقال:
-طبعًا يا أبي فهي حفيدتك وتطلب منها ما تشاء وقتما تشاء لا تؤاخذني لم أكن أعلم أنك طلبت منها شيء.

نظر أمامه ليجد ابنته تحمل قهوة جدها وبجوارها أم فتحي تحمل صينية كبيرة عليها باقي الأقداح وقالت:
-لا تؤاخذني يا بك فأنا من أخرتها لقد أصرت على أن تصنع القهوة بنفسها
وابتسمت المرأة الخمسينية لسيدها وكأنها تخبره أن كل شيء على ما يرام وهي هنا .
اقتربت لوسيندا من جدها تعطيه قهوته فأجلسها جواره وهو يتذوق فنجانه بمزاجٍ رائق فحمدت الله أن أم فتحي جاءت لها في الوقت المناسب لتنبهها هي ومجنونها قبل فوات الأوان ويقول:
-ماذا تضعين بها يا لوسي فلا أحد أبدًا يستطيع صنعها من بعدها إلا أنتِ
أجابته بدلال بعدما ناداها باسم الدلال الخاص بجدتها:
-هل نسيت يا جدي أنها من علمتني كيف أصنعها
أغمض عينيه وتنهد بحنين:
-آه يا صغيرتي كان هذا أفضل شيء فعلته .. لا بل كل شيء فعلته في حياتها كان جميلًا ورائعًا.
قالت لوسيندا بتأثر:
-رحمها الله لنقرأ لها الفاتحة إذًا.
رفع الجميع أيديهم وقرأوا الفاتحة للحبيبة الغائبة ولسان حال رؤوف يردد أن ليس كل ما فعلته والدته كان رائعًا فهناك بعض الأمور نغصت عليه حياته ولا يسامحها عليها أبدًا.

يتبع
******


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس