عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-22, 11:38 PM   #5

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

خرجت من سيارتها تحمل العديد من الأكياس فاستقبلها الحارس وحملهم عنها, شكرته بابتسامةٍ ودود ودخلت أمامه تفتح باب المنزل، وضع الأكياس وسألها بأدب:
-هل تريدين أي شيء آخر سيدتي؟
ردت بذات الابتسامة:
-شكرًا لك عم مرسي أتعبتك معي.
ابتسم الرجل العجوز قائلًا ببشاشة:
-إن احتجتِ أي شيء نادني أو هاتفيني فورًا.. لقد جاءت سيدة زوجتي ورتبت المنزل بالأمس كما طلبتِ.
-لا حرمني الله منكم يا عم مرسي لا تنس أن تسلم عليها فلن أستطيع رؤيتها هذه المرة.
انصرف الرجل وفتحت هي حقيبتها تبحث عن هاتفها الذي أصدر نغمته المخصصة لحبيبها.
-هل اشتقت إليّ بهذه السرعة؟!!
ابتسم بالمقابل قائلًا:
- بالتأكيد فقد مرت ساعة بأكملها.
-معقول لا أصدق ولم تهاتفني أربع أو خمس مرات خلالها؟!
امتعض قائلًا:
- للأسف كان لديّ اجتماع طارئ، أعتذر حبيبتي
سمع ضحكاتها المكتومة فأكمل:
- هل أشم رائحة سخرية في كلامك هذا.. تعلمين الوقت الخاص بنا لا يطاوعني قلبي على أن أفارقكِ به ولكنه العمل, يكفي أن باقي الأوقات لابد وأن أكون حذرًا في اتصالاتي وكل شيء خاص بكِ.
ابتسمت بهيام:
- أعلم حبيبي كم تتحمل من أجلي ..هيا لا تعطلني فأنا أريد أن أحضر الغداء لحبيبي بيدي اليوم فقد أحضرت كل الأغراض اللازمة وسأبدأ الآن ولا تتأخر أتسمعني؟
- لن أفعل حبيبتي ولكن لمَ ترهقين نفسكِ كنت سأحضر معي الطعام وأنا قادم.
-لا.. لقد قررت وانتهى الأمر.
ابتسم ثانيةً
- أمركِ يا غاليتي واجب النفاذ.
******
أغلقت الهاتف وتفقدت المنزل فلم تحضر منذ أسبوع ولكن كل شئ مرتب ونظيف كما أخبرها الحارس حتى قطتها أمامها طعامها وشرابها, يبقى فقط أن تنظم الأغراض التي أحضرتها في الثلاجة وتعد أصناف الطعام التي خططت لها وبعدها ستحظى بحمامٍ سريع وترتدي ثوبها الذي أحضرته خصيصًا معها لهذه المناسبة التي نسيها حبيبها على ما يبدو ولكنها ستعاقبه لاحقًا أما الآن فنظرت لقطتها التي أسرعت نحوها وفتحت ذراعيها تستقبلها بابتسامة دافئة وقالت:
-حبيبتي مولي لقد اشتقت إليكِ كثيرًا عزيزتي
أخذت القطة تتمسح بأحضانها فقد اشتاقتها هي الأخرى فضحكت لوسيندا قائلة:
-يكفي الآن سنتأخر فبابا قادم بعد قليل ويجب أن أنجز كل ما أريده قبل أن يحضر هيا اذهبي سأفتح لكِ التلفاز بينما انتهي
وعلى مدار ساعة قضتها في تجهيز عدة أطباق خفيفة من المقبلات والسلطة والكفتة المشوية ورتبت الطاولة ونثرت الورود وأشعلت الشموع ذهبت سريعًا لأخذ حمامٍ دافئ يزيل رائحة الطبخ عنها وارتدت ثوبًا طويلًا بلونٍ أزرق كلون عينيها ناسب بشدة بشرتها البيضاء المشربة بحمرة الورد وبه فتحة طولية تصل لمنتصف فخذها بأكمام طويلة وفتحة صدر مثلثة تكشف بسخاء عن معالم أنوثتها وجسدها الممشوق .. جسد يناسب مضيفة طيران كانت تنحني لها الكثير من الأعناق وقت أن تدخل مكان عملها وهي تدق الأرض بكعب حذائها العالي الأنيق.
تنهدت برقة وهي تنثر عطرها المفضل لحبيبها.. حبيبها الذي قرر منذ عام كامل أن تترك عملها حتى تتفرغ له بالكامل ويختلسان معًا هذا الوقت المستقطع كي يحظيا به ولكنها تعلم أن دافعه الحقيقي هو غيرته المجنونة عليها .. لقد اشتاقت لعملها الذي تحبه ولزملائها ولكنها مع الوقت أدركت أنه قرار جيد فلولا طبيعة عملها التي كانت تُضطرها للغياب عن المنزل لعدة أيام ما استطاعا أن يتقابلا ولا أن يمضيا كل هذه الأوقات الجميلة معا بين سفريات متكررة بعضها تكون من أجل عمله وبعدها يكملا الوقت معًا لقد سافرت لعدة بلدان معه كما كانا يحلمان وهما صغار والبيت هنا مليء بالعديد من الأغراض التذكارية التي أهداها لها وأحضرتها معها إلى هنا
سمعت صوت سيارته بالأسفل فألقت نظرة سريعة على هيئتها بالمرآة وتوجهت للأسفل كانت تنزل الدرج على مهل ناظرةً أمامها لكل درجة نظرًا لارتفاع كعب حذائها وخجلها من نظراته التي تخترقها الآن كشعاع شمس لا ينطفئ أبدًا وكم تعشق نظراته وعشقه وجنونه بها.
تسمر مكانه فور أن أغلق الباب خلفه ونظر نحوها وهي تتهادى بروية تذيب قلبه الذائب بالأساس في تفاصيلها الحبيبة.. مع كل درجة كأنها تخطو على قلبه.. حبيبته وطفلته الغالية هي له منذ أن حملها بين يديه وهو ابن السابعة عند مولدها أخبر الجميع بصفاقة أنه سيتزوجها عندما تكبر وكاد أن يحقق حلمه لولا عمه سامحه الله.
اقتربا من بعضهما بتمهل ,وقف أمامها يشملها بنظرة تقييمية مليئة بالإعجاب والتقط كفها مقبلًا باطنها قائلًا:
-سأعتاد هذا الدلال وسأطالبكِ به مستقبلًا.
ردت بدلال يعشقه:

-وهل أنا لا أدللك عادة؟!
ابتسم قائلًا بهيام:
-بل قلبي من يدللكِ وسيظل يفعلها لأخر يوم بعمره.
وضعت يدها على فمه ورفعت الأخرى بعلبة مخملية صغيرة أخذها منها وهو عاقدٌ حاجبيه وقال:
-هل لدينا مناسبة اليوم؟!
عبست بطفولية وقالت بعتاب:
-كل عام وأنت حبيبي.. هل نسيت؟!
ابتسم بمكر فأدركت أنه لم ينس وعاد يقبل يدها قائلًا:
-وهل ينسى المرء اليوم الذي ملك فيه كل أحلامه وحقق فيه أغلى ما يتمنى؟
أخرج من جيب سترته علبة صغيرة فتحها أمام عينيها التي توسعتا بفرح وهي ترى هذا الخاتم من الألماس الذي يبدو أنه طلبه خصيصًا لأجلها على شكل زهرة صغيرة متفتحة وقلبها به دائرة صغيرة بلون عينيها الأزرق وداخله نثرات عسلية اللون كلون عينيه هو
اقتربت أكثر واحتضنته بقوة وهي تبكي قائلة بتأثر:
-أحبك سليم.. بل أعشقك حبيبي حتى أن قلبي يكاد يئن وجعًا بكل هذا العشق الذي فاض منتشرًا محتلًا كل خلية بكياني.
اعتصرها بين ذراعيه يشدد من احتضانه لها وهو يهمس بهيام:
-ليس أكثر مني يا قلب سليم.. صدقيني حبيبتي لو فاض عشقي خارج جسدي لأغرق الكون بأكمله.
ابتعد ينظر لهديتها وفتحها سريعًا فوجدها ساعة ثمينة نظر نحوها بشك فقلبتها في يده ليرى ظهرها مزين باسمه واسمها وتاريخ اليوم
ابتسم لعينيها وألبسها الخاتم وألبسته ساعته واتجهت به نحو طاولة الطعام ليصفر بإعجاب لما أعدته وقال:
-ما كل هذا الدلال حقًا.. أشهى الطعام وأجمل حبيبة ياله من يوم رائع.
بعد وقت قليل لم يمتلك خلاله الصبر لإنهاء تناول الطعام وحملها صاعدًا لغرفتهما حتى يعبر لها عن شوقٍ طال لأسبوعٍ كامل ولينعما معًا بوقت لطيف قبل بدء العاصفة.


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس