عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-22, 08:10 PM   #807

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الإشراقة الثامنة والأربعون

#جلسات_الأربعاء

أزر الله منجي
الاستعانة بالله مغيثة
رفع اليد لله معطي
التذلل له رافع والسجود من أجله شافع
..........................
الغضب سام يعمي عن الصواب
الغضب يغلق العقل ويجعلنا في أشد حالاتنا جنوناً
الانسياق وراء الغضب هدام

شهقت وهي تفتح الباب صباحا فوجدته أمامها مرابضاً يجلس وراء مكتبه رافعاً قدميه على سطح المكتب المصقول
عيناه مسمرتان على نقطة وهمية على الحائط لكن فور أن تحركتا عليها ارتعدت
هذا الرجل مجنون بل شديد الجنون
إنه بالتأكيد مصاب بمرض نفسي سيكوباتي وربما به عيب خلقي أدى لوجود تخلف نفسي
تارة يكون أنعم من الورد وتارة يكون أقسى من الحجر
ولولا أنها تحتاج للمال لتركته وليحترق عمله

"ماذا هل رأيتي جنياً؟"
قالها خالد بنبرة قاسية لا تشبهه البته فلوت شفتيها بغيظ داخلة بلامبالاة وهي تقول:_
"يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم
الناس تصطبح لتقول يا صبح وهو يقول يا شر (اشتر) "

نظرت ورائها تحمدالله أن الصبي معها فقالت ببعض الشجاعة :_
"ادخل يا سعيد ادخل السيد خالد لم ينم جيدا على ما يبدو "
بعد وقت
كانت تتابع تغليف ما أنهته من المخبوزات المحلاة بالشوكولاته بينما تلتهم من واحدة جانبية بتلذذ وكالقطط ترمقه من أسفل رمشيها بكل حين وأخر فتهمس بنفسها بخوف:_
"إنه مجنون والله لو استمر على هذا الحال لأشكوه لجده أو لأبيه بلدتهم ليس بالبعيدة يعني"
ارتبكت وهي تراه ينتبه لها فركزت فيما تعمل بتدقيق شديد أعصابها أبعد ما تكون عنه خاصة أن سعيد ذهب لشراء دقيق
وبمكانه أخذ أخر نفس من سيجارته ثم ألقاها أرضاً ودعسها بمقدمة حذائه دون أن تفارق عيناه عينيها
لا يعلم لما يتلذذ هكذا بترقبها له
ليست خائفة منه وليست مطمئنة له لكن بين البين..
دارت عيناه على قدها الملفوف بعباءة كارثيه جديدة ألهبت حواسه التي تشتعل بقربها رغم كل ما فيه مما يثير غيظه أكثر
بها شئ يستفذه فيجعله يريد إخراج كبته بها
ربما لأنها بادعائها الغلب والمسكنة تذكره بطريقة ما بماضٍ عفن يأبى ألا يفارقه
فالغل في صدره أكبر من طاقته على الغفران أو السماح
حرقة قلبه تجعله وكأنه..
وكأنه يريد قتل أحدهم !
ليس قتلاً عادياً..
لا
قتلاً من ذاك الذي تعصر رقبة من أمامك بين كفيك مستمتعاً بخروج روحه أمامك نفساً نفس ..
تلك الفكرة تجعله يتحرق أكثر من أن الآخر قت..ل نفسه ولم يتركه هو ليفعل
إلتوت شفتاه بارتعاش بسيط وهو يرى بعض من حلوى الشوكولاته للمخبوزات التي كانت تلوكها يظلل زاوية شفتيها النديتين ..
إنها تأكل بشراهة دون أن يظهر على جسدها سوى في أماكنه الصحيحة تماماً
سحب نفساً يعب الهواء إلى صدره وهو يقترب منها ببطأ يحك ذقنه الغير حليقة بلامبالاة
وبمكانها كانت كل خطوة يخطوها تشعر وكأنه يخطوها على روحها
قلبها يتقافز داخل صدرها كالفأر المذعور مبتهلة داخلها ألا يقترب أكثر ..
ألا تشم رائحة عطره المختلطة برائحته الشخصية بمزيجٍ من تبغ لا يفارق أنفاسه ..
خلطة عجيبة تدخل لأنفاسها كعطر الريحان مختلط بعيدان الخشب والقرنفل تتطفل عليهم رائحة التبغ الخانقة
أجفلت رامشة بذعر بعينيها الواسعتين وهي تراه أمامها مباشرةً لا يفصل بينهم سوى حاجز وهمي يمر منه الهواء
تراجعت بحذر دون أن تفارقها عيناه غير غافلة عن ذبذبات التوتر الخارجة من جسده المتحفز
طاقة العنف داخله تصلها واضحة لا زيف فيها مما يجعلها تخاف
تخاف منه وتخشى عليه
رباه منذ متى وتهتم لأحد غير نفسها وهمومها
كثيراً ما يصعب عليها خاصة حين تسمع الأخبار التي تلك حوله
عضها لشفتيها زاد من تحفز جسده فقطع الخطوتين الرقيقتين اللتين اقتطعهم في خطوة واحدة خشنة منه حتى حشرها في الزاوية بين الحائطين كأرنب حُشِر بخانة اليك ..
عيناه الملبدتين بالغيوم الوحشية تنتقلان بتلهف خبيث من عينيها لتلك الحلوى المثيرة للجنون بزاوية فمها الشهي
اختنقت أنفاسه وتعالت وتيرتها بدرجة مخيفة وهو يرفع كفه المرتعش بإجلال وكأنه يخشى رغم كل شئ تلويثها ..
يخشى عليها خدش براءة ينكرها لكنه يعترف بها
يخشى عليها جرح عينٍ لا يريد الاعتراف أنها ليس لها ذنب بجنونه
لكن يعود شيطانة بنثر صورٍ من ماضيه أمام عينه فتنمحو من صدره أي ذرة عطفٍ كادت تغافله وتخرج ..
تتسع عينيها وكفه تحط على فكها وكأنه يمسح شئ ما
كفه خشنة الملمس..رقيقة الأثر
إنها مسمرة مكانها برعبها منه ولا تعرف كيف تتحرك وتدفعه عنها
وانهارت مشاعرها بخطين رفيعين من الدموع يخدشان نعومة وجنتيها ..
تتوهج عيناه بدوي مخيف خاصةً بعد أن لمح دموعها فأسبل أهدابه وكأنه يخفي عنها صراعه وحين فتحهم مرة أخرى
قتلتها النظرة المصممة في عينيه
ذبحتها من الوريد إلى الوريد وهي ترى بابين من الجحيم فتحوا على مصراعيهم
انحنى برأسه وكأنه سيقبلها لكن جزعها الملحوظ مع شهقة البكاء المكتومة في صدرها جعلته يتراجع إنشاً واحداً ومشاعره تحتدم فيهدر كالمحموم هامساً بضراوة خشنة :-
"مما تخافين؟ .."
يضيق أحد عينيه قليلاً وكأنه شرد في البعيد ثم يعود مصمماً وهو يقول بصوتٍ مشحون بالشجن والمرارة ..مبحوحٍ بالحاجة سلخ روحها دون شفقة لكنها سيئة المغزى الذي لم تفهمه هي ولم يوضحه هو وهو يتحرك للخارج وكأنه يصارع أشباحه
"أنا أحتاجك"
..........................
الأمومة غريزة اشتقت من الأنثى
لا تسأل امرأة عن سبب حاحتها للحب من طفل فهو شئ فطري لا تستطيع السيطرة عليه

تقف بالشرفة وواضعه سترة على كتفيها دون أن تعلقها وكأنها مستمتعه بالبرودة التي تخفف وطأة التوتر والقلق الذي تشعر به منذ أيام طويلة
تلوم نفسها منذ أن أتتها تلك الفكرة الشيطانية شديدة الأنانية
رفعت أظافرها لأسنانها تقضمهم هامسة بيأس :-
" طيلة عمرك أنانية يا روضة طيلة عمرك أنانية "
رفعت رأسها للسماء المظلمة سوى من بعض النجوم اللامعه فزفرت نفساً ساخناً مشحوناً هامسة بحزن :-
" يارب اخرج هذة الفكرة من قلبي قبل عقلي يارب "
تتسع عينيها وهي تهز رأسها نفياً ذاهلة وهي تهمس :-
"إلى أي حال مثيرة للشفقة وصلتي يا روضة
انظري لنفسك "
اضطربت شاهقة بذعر وذراعيه تحاوطا كتفيها فهمس وهو يطبع قبلة ناعمة على عنقها :-
" اهدأي حبيبتي إنه أنا "
أغمضت عينيها بشدة مطرقة وكأنها تخشى أن يقرأ أفكارها رغم أنه يقف ورائها
أدارها أنس له يمسك كفيها بين كفيه فقال بتفاجؤ وهو يفركهم :-
"روضة كفيكِ كالثلج ماذا فيكِ ؟"
سحبها للداخل يجلسها على الأريكة ثم يجلس مجاوراً لها ينظر بقلق بينما يقول بتصميم:-
"انتِ لا تنامين وبكِ شئ يا روضة صارحيني "
لم تستطع الصمود وشهقة غادرة تفلت منها فضمها له قلقاً من قولها الجزع :-
" رغماً عني يا أنس والله رغماً عني ما أشعر به "
بكت فزاد ذهوله وتوجسه بينما تقول :-
" أعرف أني أنانية بل أنا سيئة
لكني لا أستطيع ألا أفكر فيه "
نفضها أنس عنه قائلا بغضب وقد سائ تفسير قولها :-
" من هذا هل جننتِ بما تهذين ؟"
" الطفل " همستها بخزي أصابه بالذهول متسائلاً ببلاهة :-
"أي طفل "
فركت كفيها تشهق باكية بلوعه وهي تقول :-
" الطفل الذي مات والداه وتركوه "
قطب أنس وتغضن جبينه وقال بضيق:-
"انتِ يبدو أصابتك لوثة ما عن أي طفل تتحدثين "
انحنى رأسها ثم عضت إصبعها بجزع وقالت بنبرة حزينة :-
" الطفل ابن أخت رنا"
رفعت رأسها لوجهه المذهول ثم قالت بتردد وألم :-
" من يومها ورغبة أنانية بداخلي أن أخذه أنا
لو عاش
أدعوا الله في كل صلاة أن يعيش أن يجعله الله لي "
أشفق عليها وتوجع قلبه فجلس جوارها يشدها له قائلاً بتعقل :-
" روضة حبيبتي أفيقي "
صرخت بنشيج :-
" لست مجنونة يا أنس أنها رغبة أنانية بداخلي
ماذا فيها؟
هو فقد والداه وأنا فقدت الأمومة
سأحبه من كل قلبي والله يا أنس سأحسن تربيته "
مسكت كفيه فسحبهم منها لا يدري كيف يوقف جنونها فقال بهدوء :-
"روضة ألم نغلق هذا الموضوع "
عادت ومسكت كفيه قائلة بجزع :-
" وأغلقته والله أغلقته
أنت تدرك أني أغلقته وكم كنا سعداء لكني منذ حدوث الحادثة وأنا لا أنام
أحتاجه يا أنس"
تمرر كفيها على بطنها وصدرها فانحنت ملامحه بألم وهي تهمس :-
"لا أستطيع التغلب على رغبتي في الأمومة يا أنس
كنت قد تناسيت لكن الفطرة تتغلب علي من أن للأخر
أنا راضية والله راضية
جميعهم لديهم أولاد وبارك الله فيما رزق ماذا فيها لو أخذته أنا ؟"
.............................

نحن لا نتعظ من الانذار بل ننتظر الإقرار
نعاند القدر ثم ننصدم بالقضاء
نساير الابتلاء ثم نجزع من المصيبة

" جسدها ملئ بالرضوض والكدمات هذا خلافاً عن كسر في ذراعها الأيسر
شرخ بالجمجمة رحمة أنه الله أنه لم يكن كسراً
كان هناك نزيف لم نستطع السيطرة خلافاً عن توقف نبض الطفل فأجرينا عملية لإخراجه
عامة ستكون بخير لكنها ستحتاج أياماً بالمشفى والمتابعة مع طبيب نفسي"
قالها الطبيب للوجوه المصطفة بقلق ثم ربت على كتف شهاب بأزر وتحرك
تحولت الوجوه بعد الطبيب لنوح وسعد المتجاوران الأول مطرقاً بخزي من فعلة قريبه والأخر صامتاً بهدوء قاسي وكأن الأمر لا يعنيه
انقض عليه راضي يمسكه من طوقه فارتعد سعد وطقت عيناه بالشرار محاولا عدم المقاومة حتى لا يستفزه فيتأذى أكثر
صرخ راضي بغضب :-
" ماذا فعلت بها يا حيوان ماذا فعلت بها ؟"
خلصه نوح من بين كفيه وهو يقول :-
" وحد الله يا حاج واهدأ "
انقض عليه هو الأخر وهو يقول :-
" قريبك كاد أن يقتل ابنتي وتريد مني أن اهدأ "
"بل أنت من فعلت "
صرخها ياسين الذي كان يبكي في الزاوية وقد خرج عن طوره غير مبالياً براضي الذي التفت له بجزع ولا بأمه التي زاد بكاؤها بينما يواصل هو بصراخ كان لصدر راضي كالطلقات :-
"أنت من قتلتها بل أنت من قتلتنا جميعاً
أنت من ألقيتها له أنت من فرطت بها من فرطت بنا جميعاً
أنا أكرهك أكرهك ليتك تموت
ليتك تموت "
حاول الحاج عبدالرحمن السيطرة على حفيده مهدئاً بينما تهاوى راضي أرضا وقد ارتفع ضغطه غير متحملاً ما قاله ابنه
استغل شهاب الوضع وهو يختلي ينوح قائلاً بغضب وصرامة مهددة :-
" أمامكم خياران إما أن أبلغ عنه ولي مصادري التي تجعله يتعفن بالسجن وإما أن تقنعه أن يزور مكتب الطبيب النفسي بالمشفى حتى يشفع له مرضه "
الخوف المسيطر على سعد دوماً جعله يختار الطبيب النفسي بثقة عوضاً عن قسم الشرطة
وهناك بالمكتب كان يجلس أمام الطبيب بهيئته السمحه ومعه نوح بينما شهاب بالشرفة يستمع بتدقيق
حياه الطبيب مبتسماً وهو يقول :-
" كيف حالك يا شيخ سعد ؟"
أومأ سعد برأسه وهو يقول بنبرة هادئة :-
" نحمد الله بألف خير "
أومأ الطبيب قائلاً :-
" الحمدلله أخبرني يا بشمهندس لما ضربت زوجتك "
مط سعد شفتيه قائلاً بنبرة تجعل الأخر ينظر له بعين الرحمة :-
" خلاف زوجي عادي يحصل بين الجميع
لقد استحالت العشرة بيننا وطلقتها
غضبت وأعماني غضبي فلم أكن متوضأ
وضربتها لكن شاء القدر أن تقع على السلم"
حك الطبيب جبهته مبتسماً ثم قال :-
" أخبرني يا بشمهندس هل يهئ لك أشياء لا تحدث ؟"
اتسعت عينا سعد بعجب بدا شديد الصدق لنوح المذهول وسعد يقول :-
عفانا الله وإياكم بالطبع لا أنا رجل أحافظ على الصلاة وأحمل القرأن "
صمت الطبيب ثم قال :-
" تعرف أظن أحياناً أن هناك من يراقبني ويتربص بي "
مالت ملامح سعد بتعاطف وهو يقول :-
" شافاك الله
أظنك تحتاج لطبيباً زميل ليساعدك"
ارتفع حاجبي الطبيب ثم قال بتساؤل :-
" أتعترف بالطب النفسي يا بشمهندس ؟"
" طبعا علم وهبه الله لعباده فكيف ألا أفعل ؟"
صمت الطبيب ثم قال :-
" كيف حال علاقتك بوالديك وأهلك ؟"
"بخير الحمدلله صلة رحمي ورضاهم بعد رضا الرب "
" حسنا يا شيخ سعد ألم تشعر مرة أنك تحتاج طبيباً نفسياً ؟
يعني على الأقل لتسيطر على غضبك "
"إن احتجت سأكون أول من يذهب لكن الحمدلله أنا بأفضل الأحوال
والغضب نسيطر عليه بالوضوء والماء البارد والاستغفار "
صمت الطبيب ثم سمح لهم بالخروج وفور أن فعلوا خرج شهاب من الشرفة قائلاً بضيق :-
" كما توقعت إنه غير معترف بمرضه البته"
ابتسم الطبيب وهو يقول :-
" لا وحويط أيضاً لولا خبرتي لكنت كتبت تقريراً بسلامته يستطيع أن يخدع بعض الأطباء بشدة "
وضع شهاب كفيه في جيبي سرواله ثم قال :-
" من ما عرفته من هنا وقصته علي من أحواله
فهو مريض فصام من الدرجة المتأخرة جدا خلافاً عن الوسواس القهري"
أومأ زميله وهو يقول :-
" مما سمعته منك أيضاً فهو بارانويا يا دكتور
يعني الخلاصة كتلة من الأمراض النفسية "
مط شهاب شفتيه بأسف وهو يقول :-
"للأسف الأمل ضعيف "
رد زميله قائلاً بعملية :-
" الأمل بالله لكنه غير معترف بمرضه والذهاب لطبيب ليساعده كما أن حالته متأخرة جدا كان يحتاج التدخل منذ الصغر
لذا فأمر العلاج لن يجدي معه هو سيعيش هكذا للأسف "
ليلا

حين سمحوا لهم بالزيارة ليلاً دخل الجميع إلا راضي وهناء كانا في المؤخرة وثمة خوف يلوح في نفوسهم خوفاً من القادم المجهول
فور أن أبصرتها هناء في شكلها
المدمر على فراش المشفى جرت عليها باكية تحاول احتضانها
إلا أن هنا التفتت برأسها مغمضة عينيها في إعراض واضح
فعلتها كانت بمثابة فلق قلب هناء لنصفين وكفيها يرتعشان برعب أمومي قائلة بتردد يشبه الأطفال حين يرتكبون خطأ معترفين به إلا أنهم يظهرون البراءة
براءتهم كغريزة وبراءتها هي ضعفاً اعتادت عليه طيلة حياتها الزوجية
" هنا يا ابنتي أريد الاطمئنان عليكي حبيبتي ؟"
"اطمئني " خرجت من فم هنا الصلب كتفلة متقرفة فاقترب راضي يقف أمامها قائلاً بحنو لا يدعيه
حنو تستدعيه حالتها اللحظة
هو أب وهي ابنته التي قطعة منه
"حمداً لله على سلامتك حبيبتي
كيف تشعرين الأن ؟"
صمتت هنا حتى ظن الجميع أنها لن ترد إلا أن نبرتها المجروحه خرجت جارحه بحواف شظاياها :-
"أشعر بالبرد "
" هل أجلب لكِ غطاء حبيبتي ؟"
واصلت بنفس النبرة دون أن تفتح عينيها :-
"ك منبوذة هناك وحدي بأرض البراري
قطوة شاردة لا تجد ملجأ تستظل به
ولا أم لها لتحميها حتى وإن ابتلعتها
أشعر باليتم عرفت حقاً معنى اليتم وأبي على وجه الحياة
أشعر أن ظهري عاري لا أجد من يغطيه "
دمعتان غافلا جفنيها ففتحت عينيها تنظرا لعينا أبيها المحتقنتان وهي تقول بنبرة حاقدة لكنها متكسرة بمرارة :-
"ليتك مت يا أبي ليتك كنت ميتاً أترحم عليك
ولست على وجه الحياة ولا أشعر بك
ليتك موت ولم تأتي اللحظة التي كان علي أن أفضل الموت على أن استغيث بك "
رفع راضي كفه ناحية قلبه الذي يشعر بكل شرايينه تتشقق بألم حتى أنه همس بتوجع وقد اغرورقت عيناه بدموع الصدمة والجزع الحبيسة ولم يتوقع قول كهذا من هنا ابنته الرقيقة
"لا تقولي هذا كيف تفعلي ؟"
" بل أقول أقول وأزيد
فرطت بي فماذا تتنتظر مني
القيتني له وتعرف كم هو مؤذي ولم تهتم"
صمتت ثم عادت وواجهتهم بعينيها قائلة بقسوة :-
"ليتني مت فقط لتعيشا عمركم كله تتحسران"
اقترب ياسين يضمها له بحنو فابتعدت قليلاً رغم سكونها له وقالت بنبرة صامدة :-
"لم يعد لنا مكان بينكم أنا وأخي انسا أن لكما ابن وابنة "
" هل جننتِ تظنين أني سأسمح بهذا ؟"
قالها راضي بافنفعاله المعهود رغم شحوب النبرة إلا أنها قالت بقسوة غير مبالية بأمها التي لا تفعل شئ سوى البكاء بضعف :-
"لقد كبرنا يا أبي كبرنا لم نعد الصغار اللذين يخافون العصا
كفاك قسوة
كبرنا ونستطيع الاعتماد على أنفسنا لم نعد نحتاجكم
الحوجة لكم مذلة الله الغني عنها
أنا سأطلب من جدي العيش بشقة أحد أخوالي وان رفض سأستأجر شقة لي وياسين ولا نريد من أحد شئ "
" هنا يا ابنتي " قالتها أمها ببكاء جعلها تصرخ بانهيار :-
" اخرجا لا أريدكم لا أريدكم
اخرجا من هنا "
وماذا يقولان وبما يبرران ؟
هذا ما زرعاه قسوة بالأمس يحصداه جحوداً يستحقونه اليوم
هذا ما جنته يداهم من البداية
بعد وقت .......
دخل عليها شهاب ليطمأن بعدما انهارت فوجدها متيقظه بحالة هادئة بينما ياسين نائماً على أحد الكراسي
جر كرسي وجلس أمامها متسائلاً بحنو :-
" كيف حالك حبيبتي ؟"
ابتسمت هنا ابتسامة متهكمة من حالها فلم تجد ما ترد به وفهم هو وهو يأخذ كفها يربت عليه فقالت بهدوء :-
" أريد أن تتم أوراق الطلاق سريعاً يا خالو "
"لكِ هذا "
ترددت هنا ثم التفتت له قائلة :-
" هل حقاً زار الطبيب النفسي ؟"
أومأ شهاب بإشفقاق فسألته:-
"ماذا قال ؟"
قص عليها شهاب الحوار بينه وبين صديقه ثم قال بمصارحه :-
" ربما هو درس لكِ لتتعلميه يا هنا
واجهة سعد القيسي الشيخ المشهور لا تعبر عن باطنه أبداً
خذي الأمر أنه ابتلاء لتتعلمي منه بالأخص أنكِ لم تكوني واعية لمرضه
لكن الأكيد أن المريض النفسي بحالة سعد لا يصلح للزواج
لن يساعده أحد طالما لم يساعد نفسه
هو غير مقتنع بمرضه فلن يذهب للطبيب النفسي بالأساس بل سيأتينا ضحاياه وضحايا غيره
المريض النفسي في بعض الحالات كسعد نعالجه إن قدرنا أو ندعوا له بالهداية لكن لا نتزوجه
لن يستطيع تكوين أسرة سوية أبداً بل ستكون أسرة مفككة من المرضى والمعقدين
الأمر كان فاشلاً بكل المقاييس حمداً لله أنكِ نجيتِ حبيبتي "

......................

للقدر دوماً كلمة عُليا تفوق التوقعات
للقدر تراتيب مفاجأة تخالف البشر وظنونها
للقدر مكر ومكر القدر أكبر
أعنف وأشد
للقدر أخذ
وأخذ القدر أليم شديد لا سلطان لنا عليه

لما لا يرتاح لما لا يهدأ ؟
نار تحرق صدره وروحه تجعله لا ينام
كلما ينام تتوالي الصور عليه كمقاطع مكررة أبت ألا تفارقه
كلما يغمض عينيه يراها بين أحضان رفعت تمارس خطيئتها
ثم فجأة يرى جثتها متناثرة لأشلاء وأخيرا يراها تقف بالمقابر بنفس الزاوية التي كان يقف بها هو يوم دفنها ثم من العدم تخرج سلاحاً وتقت..له
هبات من الحرارة تمر بجسده فيفزع من فراشه مرتدياً سترته على عجل ثم يهرع إلى الأسفل وكأنه يصارع أشباحه محاله هذا الفترة
ركب سيارته على عجل ثم قاد بلا تفكير حتى وجد نفسه أسفل بيت شهاب
رباه رباه رباه
هل من جده أتى لعند شهاب بنفسه
هل له عين ؟
يفتح أزرار سترته العلوية ثم بنزق يخرج من السيارة عل الهواء يعب رئتيه
لم يفكر وهو يدخل للعمارة بلا تفكير وقد كان معروف هناك فلم يُسأل إلى أين يصعد بل أخبرهم بسرعة كأمر اعتيادي
فقط النظرات المرتابة تحوم حوله بعد أن تأكدوا من هويته
ظل واقفاً أمام المصعد متردداً لدقائق ثم عرج ناحية السلم يصعده وأنفاسه تتسارع وكأنه يسحب إلى الأسفل
قبل قليل شقة شهاب بالأعلى
رفع هاتفه مرة أخرى في محاولة لترد عليه لكن كالعادة لم تفعل
منذ أن أنهارت بعد دفن أختها وأصر أبيها أن يأخذها معه وهي منعزلة على نفسها
زفر وهو يلقى الهاتف على الطاولة ثم تحرك ليصنع له كوباً من القهوة
قبل أن يدخل المطبخ سمع جرس الباب فقطب ثم بأمل تحرك ظاناً أنها جعلت حسن يأتي بها أخيراً
لكنه صُدِم فور أن فتح الباب وهو يبصر خالد بحالته المريعة
يرتدي منامته مفتوحة الأزرار مع خفاً بيتياً كل قدم من نوع مختلف
وجهه شديد الشحوب وعيناه غائرتان لكن ما أقلق شهاب أكثر ارتعاد جسده وكأنه محموم
" خالد يا حبيبي ما بك "
ظل خالد يناظره بتردد ودموع حبيسة تترقرق في عينيه
العجز يلم به بأي حق أتى إلى هنا؟
بأي عين فعلها بعدما قاله في حق شهاب ؟
لقد قطع ما بينهم برعونته وهو يحمل شهاب أوزار غيره
ارتعش فكه وكأنه سيبكي ثم استدار ناوياً العودة من حيث أتى مرة أخرى
" خالد انتظر ما بك ؟
هل حدث شئ ؟
ما بك يا حبيبي ؟"
" لا شئ لا شئ " قالها بتسارع ثم بتأتأة ومازال مديراً ظهره
"أسف أني اتيت
أسف أني أتيت الوقت غير مناسب "
ارتفع حاجبي شهاب وهو يتحرك للخارج يشده له قائلاً بحزم :-
" انتظر يا ولد فيما جئت وفيما تذهب "
أدراه له قائلاً بصرامة :-
"الوقت غير مناسب لأي أحد لكن هذا بيت عمك يا ولد"
"عمك يا ولد "
الكلمة زلزلت كيانه وبعثرت أركان وجدانه
منذ متى لم يسمع تلك الكلمة ؟
منذ متى حارماً نفسه من قربه ومن التوكئ عليه
بلا سيطرة وبانفعال كان يقول بنبرة ضعيفة مثيرة للشفقة ومرهقة لأبعد حد :-
" شهاب أنا أحتاجك يا شهاب "
أحاطه شهاب بذراعه وهو يحثه على الدخول ثم أغلق الباب خلفهم يأخذه لغرفة الضيوف ثم أجلسه بحرص وجلس أمامه قائلاً باهتمام حاني :-
" ماذا بك ؟
لما أنت هكذا ؟ ما الذي حدث "
ترغرغت الدموع في عيني خالد والصارع يتجلى على وجهه لعيني شهاب الثاقبتين بتركيز
صراعاً مخيفاً مميتاً وكأنه يُحمي الجحيم بروحه فاستحثه بهدوء قائلاً :-
" اخرج ما في قلبك يا حبيبي
أخبرني ما يضج مضجعك ماذا بك ؟"
"لقد رأيته لقد رأيته
منذ البداية حتى النهاية كنت معه "
قالها خالد بارتعاش ودمعتان ثقيلتا الثمن ع قلب شهاب يهطلا من عينيه
رعشته تزداد وعيناه تغيم وكأنه دخل بعالم أخر مهرتلاً ما ذهل شهاب
" منذ أن وصلني الخبر من رنا بقرب موتها
رنا أخبرتني أنها تحتضر
توسلتني أن أسامحها أغلقت بوجهها الهاتف وظللت أدور حول نفسي ساعات حتى ذهبت للمشفى
كانت ماتت وخرج جثمانها لكني قبل أن أعود أدراجي وجدته يدخل للمشفى "
ارتجفت أوصاله وهو يعود للذكرى
تحرك في الممر بلا شعور وجسده بارداً وكأنه موضوع بمبرد شديد البرودة
فمه مفتوح وعيناه جاحظتان من وقت ما أخبروه بخروج جثمانها
هل رحلت نور بإثمها عن العالم قبل أن ينتقم منها ؟
قبل أن يشفى غليله وتهدأ نار قلبه
دلك جبهته متحركاً للخارج لكنه عاد وتخفى متنفساً بغضب ناري وهو يبصره
إنه نفس الرجل الذي خانته معه
يدخل بعنجهيه مفرطة للمشفى وكأنه يملك الدنيا ومن عليها مشيراً لحرسه أن يظل بالخارج
يخطو على الأرض بهيبه أثارت النفور والكراهية في نفسه فتنحى ناحية الحائط يستند عليه محاولاً تنظيم أنفاسه حتى كان ينتفض على صوت هرج ومرج بأنحاء المشفى
صوت صراخ جعل عيناه تتسعان وهو يتحرك متتبعاً الصوت حتى وجد رفعت راكضاً فوق الطبيب الذي لتوه كان معه يقبض على رقبته بكفيه قائلاً بفحيح :-
" هل جننت ؟ هل جننت ؟
ألم أخبرك سأخرب لك بيتك إن خرج نفساً منها زائد دون علمي
يا ابن ال ............. يا .........
هل تظنني أصدق الجنون الذي تهذي به ؟"
ظل يضرب فيه حتى كانو يسيطروا عليه ويرفعوه عنه بالقوة فنفضهم بقوة لا تناسب بنيته اللحظة
يتحرك ناحية إحدى الغرف بفزع وأزراره متطايره
لقد كان هو من يضرب
كيف تطايرت أزراره ؟
صوت تكسير وتحطيم بالغرفة التي دخل بها مع سباب وويلات ثم أخيراً صراخ غاضب أصم الجميع
" تظنين نفسك ستهربين مني ؟
تظنين أن تلك الحجة تخيل علي ؟
لقد كان الحرس مرابضاً أسفل المشفى هل تخيل علي تلك الحجة يا .........."
دقائق طويلة كانت المشفى كلها متجمعه بذهول من هذا المجنون بلا حراك حتى خرج من الغرفة يحمل سترة بيده رجح خالد أنها لها
تراجع خالد حتى يجعله يمر لكنه وجده يقف وعيناه تتسمران عليه دقائق طويلة حتى اقترب منه مباغتاً له بضربه أسقطته صارخاً:-
"هل ساعدتها ؟ ها هل ساعدتها ؟
سأخفيك من على وجه الأرض"

لم يكد أحد ينقذ خالد حتى وجدوه يقترب منه جاثياً أرضاً أمامه متحدثاً وكأنه انفصل عن العالم فلم يعد يفرق مع من يتحدث
يمسكه من ياقته قائلاً بنبرة مهددة تجمد الدم في عروق العاتي نبرةأتت من أعماق عطنة سحيقة :-
" سأقتلك هل تعرف ؟
تظن أني سأصدق موتها هذا ؟
بل حتى لو ميتة تعرف ماذا سأفعل ؟"
الشر على ملامحه كان مرعباً وهو يرفع يده بارتعاش قائلاً بجنون :-
" حتى لو ماتت بيداي هاتان سأعيد روحها لها حتى لا يخرج منها نفساً إلا بأمري "
بجنون أصاب خالد هو الأخر ورغم أنه لم يقدر على مقاومته إلا أنه قال بشماتة وروح شريرة تتلبسه :-
" لن تقدر لن تستطيع حتى لقد ماتت وربما توارت أسفل التراب الأن "
قبضة أخرى كانت من نصيب عينه قبل أن يرتفع عنه صارخاً :-
" اخرس يا كلب اخرس "
استقام واقفاً يحرك سترتها بين كفه وهو يقول من بين أسنانه :-
" هل ترى هذة ؟
هي هكذا لا تستطيع أن تتحرك إلا بأمري من بين براثن الموت سآخذها "
تحرك للخارج ثم عاد واستدار وهو يخرج سلاحه ضارباً به للأعلى فتعالت الصرخات إلا أنه لم يبالي وهو يصرخ بوعيد قبل أن يترك المشفى بأكملها :-
" سأخرب بيتكم جميعاً "
ارتجف خالد وهو ينظر لشهاب المذهول لما يسمع ثم قال بهذيان :-
" لقد كان مجنوناً يا شهاب
يتحدث وكأنه إله يسير الدنيا بين كفيه "
ارتعشت شفتيه ثم واصل :-
" كان مستنكراً فكرة موتها " شرد ذهنه للذكرى الأخرى حين انفض الجمع بعد الدفن ولم يفعل هو
تواري خالد في الظلام مواصلاً متابعته وكأنه يجلد نفسه ويرويها بالتشمت في أن واحد
يراه يجلس أرضاً أمام المقبرة ثم يهمس بفحيح :-
" تظنين أنكِ ستنفدين مني هكذا ها ؟
هل هكذا هربتِ ؟
يا غبية ولو كنتِ أسفل سابع أرض سأجلبك لفراشي خاضعة وراغبة ككل مرة "
توجعت معدة خالد وشعر بالتقيأ بينما يسمع هذره :-
" سأتركك سأتركك تجربين لعبتك كما شئتِ
حتى تقعين بين كفاي كالفأر المذعور مرة أخرى ؟"
يضحك وكأنه مجنون ثم يهذي هذة المرة بنبرة هادئة :-
"دوماً معاً دوما معاً حبيبتي مغروسان بأوحالنا "
يقبض على التراب وينثره من بين كفيه ويصمت طويلاً ثم يعاود الهذر :-
"أنتِ لي أمرك كله بيدي أنا "
هب واقفاً يركل بقدمه ثم يصرخ :-
" يا غبية ماذا فعلتِ يا غبية
تظنين أنكِ قتلتِ نفسك مسلمة لللقدر ؟"
سأقبض عليك من فم الريح "
عاد خالد من ذكراه يقول وقد نزل من كرسيه جاثياً أرضاً وجسده كله يرتعش يحاوط نفسه بذراعيه شاعراً بالألم بينما يواصل بنبرة متعبة :-
" لقد ظل هكذا حتى قتل نفسه
لقد قتل نفسه أمامي أمام عيني يا شهاب
بلمح البصر وجدته يخرج سلاحه
عيناه كانتا مصممتان يا شهاب
لم تكن عينا رجل مخذول بل كانتا عينا شيطان حتى قتل ذاته "
" لطفك يارب بنا لطفك يارب بنا " همسها شهاب من أعماقه محاولاً السيطرة على جسده الذي تلبش مما سمع ثم شده له بقوة يحتضنه رابتاً علياً وكأنه أعطى الانذار ليبكى
أجهش خالد في البكاء بشهقات رجولية عالية طال حبسها
ضعف وكبت شهور وأيام يخرجه بين دموعه متمتماً :-
" لم يصعب علي يا شهاب لم يثير شفقتي لا هو ولا هي
أخبرتني رنا بحالها
أخبرتني بتوبتها وطلبها السماح لكني لا أجد في قلبي سوى القسوة "
" لا بأس لا بأس لا بأس " يكررها شهاب بمؤازرة شاعراً أن الأمر أكبر من زوجه تركته من أجل أخر بينما خالد مواصلاً :-
" لقد خسرت نفسي
كسروني وشرخوا روحي لم أعد أنا يا شهاب
أصبحت المسخ مني
أكرهني وأكره استيقاظي كل صباح
ليتني أنا من مت "
شدد شهاب من ضمه له كابتاً دموعه من أجله
هامساً بالمؤازرة :-
"أنا جانبك أنا جانبك "
" وخسرتك وخسرتك يا شهاب
خسرتك يا عمي
خسرت عمي الذي احتواني طيلة سنوات عمري فكان أول من جرحته بكلامي مخرجاً فيه ما لم يستحقه "
ضربه شهاب بقبضته على ظهره ثم أبعده ممسكاً وجهه بكفيه ينظر في عينيه بتشديد قائلاً بلهجة صارمة حانية :-
"أخرس يا غبي أخرس
تركي لك فترة لم يكن معناه أني غضبت مما فعلت وكررت أن أقطع ما بيننا
لسنا زملاء نحن أخوة ما يربطنا دم وصداقة بنتها السنوات والأيام
كنت أنتظر حتى تأتيني بنفسك "
" لقد كنت حقيراً معك "
ابتسم شهاب بتسامح ثم قال بحنو :-
"الأب لا يغضب من ابنائه وأنت ابني يا خالد "
كان سيطلب منه أن يخرج له مكنونات قلبه لكنه علم أن خالد لن يفعل
الأمر يبدو جلل وليس بالسهل فليتركه الأن فما مر به يحتاج تعافياً أخر
لقد عان خالد المرح وشاخ قبل أوانه
ابتسم بحنو شديد يضمه له مرة أخرى هامساً من أعماق قلبه :-
"أسأل الله ألا يريني فيك مكروها"
...................
يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس