عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-22, 08:10 PM   #814

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

قاعدة يجب أن تقتنع بها
لا أحد يتغير من أجل أحد
إن كان إبليس لم يتغير لأجل الواحد القهار
أترى البشر يتغيرون لأجلك ؟

" هل ستظل هكذا كالرحال في كل بلد إقامة ؟"
قالها نوح لسعد الذي فتح له باب غرفة السطح ببيت والدته فقال سعد ببرود وهو يتحرك للداخل :-
" ادخل "
دخل نوح وجلس على كرسي أمامه ينظر بأنحاء الغرفة المقلوب حالها رأساً على عقب كما حال أي مكان يوجد به ابن عمته وهو أعزب
استغفر ثم قال باهتمام :-
" هل ستظل هكذا على هذا الحال ؟"
ناظره سعد وكأنه مجنون ثم قال بحيرة :-
" ما به حالي أنا بألف خير الحمدلله "
ضيق سعد عينيه ثم تسائل :-
"ألا تشعر بالذنب يا سعد ؟"
حدجه سعد بنظره تطق شراراً إلا أن نبرته خرجت هادئة متزنه :-
" لما علي أن أشعر بالذنب عافانا الله وإياك وتجاه من ؟"
صمت نوح ثم قال بحذر :-
" تجاه طليقتك وابنك الذي فقدته "
حركة أصابعه الغاضبة لم تكن خفيه على عين نوح إلا أن نبرته كانت جامدة وهو يقول :-
" ليس لها علي ذنب أبداً بل كان لي كل الحق في كل ما فعلته بها وأزيد
أما عن الطفل الحمدلله على فقده "
" الحمدلله على فقده " رددها نوح في نفسه ساخراً لكن بنية مخالفة لسعد
لقد رحم الله هذا الطفل من القدوم للدنيا بحياة مفككه وأب لا يعترف بخطأه بل لا يراه حتى
للأسف هو أكثر من يعرف سعد
جانبه المضئ حنون متفهم لبق ومثقف من يراه لا يصدق ولو أقسمت له أغلظ الأيمان أنه مريض
أما الجانب المظلم معتم بهواجسه وأشباحه لرجل أناني متعنت وقسوته لا يتحملها أحد خلافاً عن أعراض مرضه التي لا يتعايش معها بشر
من هم مثل ابن عمته خلقوا ليعيشوا وحدهم أو يدمروا من حولهم
تنهد ثم قام واقفاً وهو يقول :-
" هل ستظل هنا ؟"
" أبحث عن مكاناً جديد جوار الأكاديمية ربما" قالها سعد ببرود ثم واصل بتحذير :-
" لا توصل لي شئ يخص تلك العائلة حتى وإن اتصلوا عليك لم يعد لديها شئ عندي ولا أريد ذكر هذا الموضوع النجس مرة أخرى
وعن الحقوق فالخائنه شرعاً لا حقوق لها "
ضم نوح قبضتيه بقوة ثم أومأ برأسه متحركاً للخارج وهو يقول :-
" هداك الله يا ابن العمة "
" هدانا الله وإياكم يا ابن الخال "
قالها سعد وهو يغلق الباب خلفه ثم همس بامتعاض :-
" أمور نصب جميعها "
........................
علينا إعطاء الحق لأنفسنا في أخذ استراحة المحارب حتى نستطيع استعادتها والتعاطي مرة أخرى

خرج من باب العمارة التي يقطنها عازماً بجنون على الذهاب لها واستعادتها ولو على موته فلا يعلم كيف تركها تذهب من الأساس إلا أنه فور أن مشى خطوتين تقهقر للخلف وتلك السيارة العالية تتوقف أمامه
هدر قلبه بتوجس ووسواس من رعب ألم به أن يكون البدوي هرب من السجن
نظر لباب السيارة الذي يفتح بجزع وكأنه ينتظر شبحاً سينقض عليه لكن عيناه اتسعتا هامساً ببهوت ذاهل :-
" سيد ياسر !"
ابتسم ياسر ابتسامة جانبية يتأمله بغموض ثم قال :-
" وفرت علي الصعود
هيا اصعد "
تحرك أكمل حتى وقف أمامه قائلاً بتشوش:-
" سيد ياسر هل فهمت صحيحاً
كنت صاعداً لي أنا ؟"
اتسعت ابتسامة ياسر المتزنه وهو يشر له بكفه قائلاً بحزم :-
" اركب يا ابن البدوي "
ركب أكمل حائراً من هذة الزيارة أو المقابلة التي لم تكن تخطر له على بال
إلا أن كف ياسر حطت على ركبته وهو يقول بنبرة قوية :-
" لا تفكر حتى نصل "
فور أن اصطفت السيارة ازداد ذهول أكمل لتوقفهم أمام مؤسسة الجوهري
دقائق وكان يجلس معه بغرفة المكتب التي زارها قبل سنوات
شبك ياسر كفيه وهو يقبع خلف مكتبه ملتزماً الصمت ثم أخيراً قال بنبرته الحازمة :-
" اجلس يا أكمل"
تحرك أكمل وجلس ثم عقد حاجبيه قائلاً :-
" سيد ياسر أنا سعيد برؤيتك حقاً
لكن لا أعرف لها سبباً في عقلي"
ابتسم ياسر ثم قال :-
" يا أكمل لك حق علي أن أوان عودته "
صمت أكمل بعدم فهم فواصل البدوي :-
"أنت كنت سببباً في انقاذ ابنتي يوماً دون أن تأخذ قرشاً واحداً"
حاول أكمل الحديث وقد فطن للأمر إلا أن ياسر قاطعه وهو يقول :-
"عرضت عليك العمل وقتها لكنك رفضت
مؤخراً علمت السبب وراء رفضك "
أطرق أكمل برأسه فقال البدوي بأمر أبوي :-
" ارفع رأسك يا رجل
أحنى الله هامة من أحناه "
ارتج قلب أكمل بشعور حلو للجملة
انتشاء وكأن روحه تريد الراحه والتنفس لأجل أن هناك أحد يهتم به لذاته
نظر له بتشوش فقال الجوهري بنبرته القوية :-
" لقد تابعت القضية فور أن أعلن عنها الإعلام
ثم أرسلت وصايتي حتى تعود سريعاً لمصر
ومنه وصايتي على الاهتمام بك هنا أثناء التحقيقات حتى اطمأننت على عودتك "
كانتا عينا أكمل تتسعا بذهول مع الحديث إلا أن ياسر واصل بنبرة غير راضيه محبطه :-
" لكنك لم تعد يا ولد"
ضيق أكمل عينيه فقال ياسر :-
" تنهار يوماً بعد يوم
تترك امرأتك ليأخذها غيرك يوماً "
الجنون اللامع بعين أكمل أرضاه فواصل :-
" اسمع لقد تعرضت لشئ قديماً يقسم الظهر
يحنى هامة أعتى الرجال
لو استسلمت له لشاب رأسي باكراً
لكن عدم استسلامي هو من جعلني ياسر الجوهري الذي تقسم باسمه الدول شرقاً وغرباً"
تحرك ياسر من مكانه حتى وقف أمامه واضعاً كفه على كتفه قائلاً بنبرة صلبه مصرة :-
" انفض عنك الضعف يا ولد وعش حياتك
لا تستسلم له ليأخذها منك موجوداً وغير موجود "
تنهد أكمل وأنفاسه تتسارع بقوة بينما حديث الجوهري يلمسه بأعماقه فمال ياسر يثبت عينه في عينيه وهو يقول :-
" أخذ منك طفولتك ومراهقتك فلا تجعله يأخذ شبابك "
ابتسم بمكر ثم قال بنبرة أبوية يبث فيها اطمئناناً لقلب أكمل الراجف:-
" البدوي ومن معه تحت عيني حتى وهما وراء القضبان لن يخرجان هذا خلافاً عن التعجيل بالحكم في قضيتهم "
صمت مبتسماً من نظرة التعجب في عيني أكمل ثم تناول بطاقة ورقية قرأ أكمل ما عليها باستغراب وهو يعطيه له
" مركز لتمسك بيدي
د شهاب البرعي "
"أنت تحتاج زيارته للتعافي للفضفضه وإخراج حمولة السنوات"
ارتعاشة أكمل جعلته يثبت كفه على كتفه قائلاً بذات النبرة الصلبه :-
" هو زوج ابنتي لكني أثق لك أن مخلوقاً لن يعرف بضعفك أمامه
اذهب وانفض عن ذاتك ركودها حتى تستطيع استعادة حيويتك "
صمت ثم أكمل بالنبرة الماكرة :-
"أما عن البدوي ففور خروجك من هنا بمكالمة هاتف مني تجعل تعجيل حكم الاعدام له لا يأخذ وقت حتى نتخلص منه نهائياً"
صمت تاركاً لأكمل الاستيعاب ثم قال بحنو :-
" ثم بعد هذا تعالى ستجد وظيفتك هنا تنتظرك
أنا أحتاج رجل قوي ذو ذهن متوقد مثلك معي"
" لما تفعل معي هذا ؟"
همسها أكمل بضعف فاستقام البدوي قائلاً :-
" بوقت ما كان ابني ضائعاً مثلك وتمنيت لو انتشله أحد
ابنتي كادت تضيع لولا مساعدتك
أنا مدين لك فعلا يا أكمل "
............................

بين طيات الغياب توجد الأمنيات التي ننتظرها وظنناها يوما مستحيلة
بين طيات الغيب يوجد عوض اليوم وإشراق الغد

تنظر للاختبار في يدها تبحلق به بذهول وكأنها لا تصدق ثم تمسك هاتفها تبحث على معنى الخطين سريعاً وكأنها تكذب معلومتها
يا إلهي إنها حامل حامل
إنها تحمل طفل عمر بين أحشائها
الفكرة نفسها أصابتها بالذعر وهي تلطم خديها بخفه مولولة بهمس وهي تهذي
" يا إلهي يا سنابل أنتِ حامل "
تتسع عينيها وتهمس بقلق وخوف مريب :-
" كيف ستخبرهم
كيف ستخبرهم ؟"
" سنابل يا ابنتي طمأنيني " انتفضت على صوت طرق أمه على الباب والتي طلبت لها الاختبار حين شكت فيها
خبطت جبهتها بكفها هامسة ببوادر بكاء :-
" ماذا سأفعل ؟"
" يا سنابل سأدخل "
" لا " صرختها بجزع ثم تحركت للباب وهي تقول :-
" قادمة يا أمي "
فور أن فتحت الباب شهقت سعاد بقلق وهي تبصر وجهها الشاحب والقالب على اصفرار فسألت بقلق :-
" ما بكِ حبيبتي ؟
هل كان الاختبار سلبي فليعوضكما الله لا تحزني نفسك مازالتِ صغيرة "
"أمي " همستها بعجز جعلت سعاد تقطب لكن عاد الفرح وزار عينيها وسنابل تواصل بنفس النبرة البلهاء :-
"إنه إيجابي يا أمي "
انتفضت مرة أخرى وسعاد تشدها لحضنها باكية فبكت هي الأخرى قائلة :-
" سامحيني يا أمي والله لم أكن أقصد "
تصلبت سعاد وابتعدت عنها قائلة بتوجس :-
" ما الذي لم تقصديه يا ابنتي ؟"
زار الحزن ملامح سنابل وهي تنطق بما سبب لسعاد شلل لحظي بينما ترفع الاختبار أمام عينها :-
"لم أقصد أن أكون حامل والله لم أقصد "
اتسعت عينا سعاد بذهول وهي تخبط بكفها على صدرها قائلة بغيظ لم تستطع كبحه :-
" وهل هذا يكون بقصد وغير قصد ؟"
احمرت وجنتا سنابل بشدة فتأففت سعاد ثم ناظرتها شذراً والتفتت مطلقة زغرودة عاليه بينما تحتضنها بقوة وهي تقبلها قائلة بحنان :-
" بارك الله في حملك وأتمه على خير يا حبيبة أمك "
عادت سنابل واكتئبت ملامحها وهي تخبرها بتوسل حزين :-
" لا تخبري عمر يا أمي لا تخبريه "
قبل أن تسقط سعاد أسفل قدمي كنتها من شدة ارتفاع ضغطها كان صوت مفاتيح عمر بالباب يأتيهم فانتفضت سنابل بهلع عائدة للحمام وهي تغلقه في وجه سعاد المذهولة قائلة بتوسل :-
" لا تخبريه يا أمي "
فتح عمر الباب ودخل ملقيا التحية على أمه المسمرة بمكانها فسألها باهتمام وهو يتقدم منها بينما عيناه ترنوا بالمكان بحثاً عن جرة العسل خاصته
قبل رأسها ثم قطب سائلاً :-
" أمي ما بكِ لما تقفين هنا ؟
هل تريدين الدخول للحمام ؟"
هزت سعاد رأسها ثم سحبته من يده متحركه به تسأله همساً بتوجس :-
" هل زوجتك يظهر عليها بعض صفات الهبل أحيانا؟"
قطب عمر يناظرها باستغراب فزفرت بضيق ثم عادت ونظرت لوجهه فنست كل شئ وهي تبتسم بمحبه عارمة وبلا مقدمات كانت تطلق زغرودة أخرى جعلت عيناه تتسع وهو يتقهقر خطوة للوراء يناظرها كمعتوهه قائلاً بقلق:-
" أمي هل أنتِ بخير
هل تشعرين بالتعب ؟"
رمقته بغيظ تقترب منه بنظراتها الأموميه المريبة التي جعلته يرتاب تشده لها تحتضنه وهي تقول :-
"مبارك يا حبيبي مبارك يا حبيب أمك "
أبعدها عمر قائلاً بتوجس :-
"أمي هل متأكدة أنكِ لست متعبة ؟"
" أتعب الله عدوينك " نطقتها بغيظ ثم عادت وضحكت ببلاهة أمومية وهي تقول :-
" مبارك يا قلب أمك ستكون أب "
زارت البلاهة وجه عمر وبغباء كان ينطق :-
" من أين أتى هذا الأن ؟"
جملته اقتراناً بجملة سنابل جعلت الجنون يزورها فصرخت بغضب وغيظ :-
" هل تريد أنت والمعتوهه الأخرى أن تجننوني
هي لم تقصد وأنت لا تعرف من أين أتى
هل حقا يا سيادة الضابط تريدني أن أخبرك من أين أتى ؟"
احتقن وجهه بخجل شديد وهو يتنحنح محركاً عينيه فالأركان ثم بنفس البلاهة كان يسأل بنرة فرحه بلا تصديق:-
" هل سنابل حامل ؟"
من الغيظ رمقته أمه بغضب وهي تخبط كفاً بالأخر قائلة :-
"لا أمك الحامل يا قلب أمك "
"أمي " نطقها بتحذير صارم جعلها تشيح بيدها مبرطمة غيظاً منهم وهي تقول :-
" ادخل للبلهاء التي تغلق على نفسها في الحمام منذ عرفت الخبر لا تريد الخروج "
" أدخل أين ؟"
" الحمام " نطقتها بسخط فتململ عمر بضجر وخجل رجولي وهي ينادي على سنابل فقالت سعاد بملل وهي تلوي شفتيها :-
" لا تتعب نفسك لن تخرج "
استدار عمر ناحية باب الشقة وهي يقول ببرود جلطها :-
" حسنا سأصعد لابدل ملابسي حتى تكون خرجت "
التفتت سعاد بذهول ثم قامت وراؤه مسرعه وأوقفته وقد غلبها حبها لسنابل وهي تقول بتوسل :-
"أنا لا أمزح يا حبيبي
زوجتك خائفة في الحمام "
نظر لها عمر بقلق وهو يقول بحيرة :-
" مما تخاف يا أمي ؟"
ربتت سعاد على صدره ثم قالت :-
" يا حبيبي زوجتك مازالت صغيرة في العمر
طوال حياتها لم تمر بالهين
كما أنها وحيدة مهما أحببتها تظل تحتاج لأمها
وأنت أقرب لها من أي شخص أخر
ادخل لها واعرف مخاوفها وطمأنها "
احمرت أذناه بغيظ يشعر نفسه كالمكبل وهو يقف متململاً هكذا خجلاً من الدخول الحمام لها في وجود أمه التي فطنت للأمر فقالت بنبرة عادية وهي تتحرك تسحب وشاحها :-
"أنا كنت نازلة للشقة بالدور السفلي أريد منها بعض الخزين
أخرجها واصعدا لشقتكما لا تنتظراني "
فور أن أغلقت أمه الباب وراءها القى عمر هاتفه ثم تحرك ناحية الحمام هامساً بضيق:-
"ألم تجد غير الحمام ؟"
وقف أمام الباب وطرقه مناديا عليها فولولت مكانها تضرب خديها هامسة :-
" لقد أتى لقد أتى ولم يصعد "
" سنابل افتحي الباب " قالها برقه جعلت عينيها تدمعان وهي تهز رأسها نفياً دون رد لكن صوته الظاهر عليه بوادر نفاذ الصبر أجبرها ع التحرك وهو يقول :-
" سنابل افتحي لن تجلسي اليوم كله في الحمام هيا سأعد إلى ثلاثة لا أريد أن أصل للثالثة قبل أن تفعلي "
" واحد اثني"
وقبل الثانية كانت تفتح الباب تطل منه بوجهها العصفوري قائلة برقه حزينة أججت عوطفه تفاعلاً مع الخبر :-
" عٌمر "
دفع عمر الباب برفق وهو يدخل لها فهاله ملامحها الحزينة القلقة وهي تنظر لكل شئ عداه فقال بنبرة أجشة متأملاً ملامحها الجميلة بنظرات تضعفها
"سنابل تعالي مما أنتِ خائفة ؟"
هزت رأسها نفيا وهي تتراجع فزفر بانعدام صبر وبلا مقدمات كان يسحبها له برفق ثم رفعها بين ذراعيه قائلاً بخشونه غير مبالياً بتململها :-
" يجب أن نصعد لشقتنا "
بالأعلى فور أن أغلق الباب ورائهم وأنزلها
تحرك حتى وقف أمامها هامساً باسمها يجبرها على رفع عينيها له وفور أن فعلت طفرت الدموع في عينيها وهي تقول :-
" لم أقصد يا عمر والله لم أقصد "
عقد حاجبيه وهي يضيق عينيه متسائلاً بحنو :-
" ما الذي لم تقصديه ؟"
ظلت تحرك كفيها ثم أخيراً قالت بقلة حيلة :-
"أنا حامل يا عمر لكن والله لم أسعى لهذا ولم أقصد "
زفر عمر نفساً مشحوناً وملامحها القلقة الناطقة بالرقة والحزن تجعل مشاعره تثور لأجلها فشدها له يحميها بين ذراعيه هامساً :-
" مما أنتِ خائفة يا سنابل
نحن متزوجان من الطبيعي أن تكوني حاملاً يوماً "
ثم ابتسم بجاذبية جعلت عينيها تبرقان بانجذاب أبله وكأنها لا ترى رجلاً على وجه البسيطه سواه خاصة وهو يقول بالهمس الرائق :-
"مبارك لنا يا سنابل "
"ألم تغضب يا عُمر "
أغمض عمر عينيه هامساً في نفسه :-
" بالله عليكِ أيغضب أحد بعد عمر هذة ؟"
تنهد ثم فتح عيناه وهو يحتوي وجنتها على كفه بينما يملس على وجنتها الأخرى بأصابعه هامساً بنبرة ثقيلة تبث فيها الثقة :-
" لما أغضب يا سنابل أنتِ زوجتي ومن الطبيعي أن انتظر طفلاً منكِ "
قرب وجهها منه يقبل جبهتها بنعومة يحاول أن يطمأنها وقبل أن يصحبها للخروج فاجأته وهي تشب على أطراف أصابعها تشبك ذراعيها في رقبته تشده لها وبلا مقدمات كانت تقبله
فوران من المشاعر دفع بالحمم السائلة بين أوردته من رغبتها مغيباً العقل وهي يشدها ليعتصرها بين ذراعيه يرفعها له مستلماً هو زمام العاطفه يرتوي منها ويرتوي فيها وبانفلات عاطفي تام يهمس بين الفنية والأخرى لقبلاته :-
"أخبريني كيف أشق صدري فأحميكِ بين ضلوعي فلا أقلق عليكِ أبداً"
تناظره بعينان متولهتان تخطفاه وتمتلكا قلبه وهي تهمس بنبرة تقطر أنوثه تزيدها هرمونات حملها :-
"أنا أعشقك يا عمر أعشقك "
" وأنا أعشق كل ما فيكي يا روح عمر " تهدر بها جوارحه ويضن عليه لسانه بها فيترك لعاطفه أفعاله عنان التعبير
بعد وقت طويل هدأ فيه صخب العاطفة ولم تهدأ أثارها كان يضمها له بقوة وكأنها تحتمي فيها بينما يقبل رأسها بحنان
سنابل كل يوم عن الأخر تثبت له كم هي فطريه وعلى سجيتها
تتعلق به محتمية فيها وكأنها عصفور لا يريد الخروج من عشه
بقدر ما يسعده هذا مشعراً له برجولته في عينيها بقدر ما يجعله يخاف عليها أكثر فيريد أن يدركها في الحياة أكثر حتى أنه قدم لها بالجامعه البعيدة بعض الشئ وإن كانت بنفس المحافظة لكن على الأقل ليست المجاورة لهم علها تندرج وتتجرأ أكثر
رفع رأسها له وقد طال صمتها فسألها بحنو يتخلل شعرها :-
"لما لا تتحدثين ؟"
رفعت عينيها له فتماوج صدره وثارت حواسه مطالبه بها من جديد من نظرة الوله التي لا تفارقها
نظرة الوله التي توحي بامتلاكه لها لكن يدرك جيداً أنها نظره تمتلكه هو
" هل أنت سعيد بالحمل حقاً ؟ "
ابتسم عمر من تلك الضئيلة التي لا يتعدي طولها صدره ثم همس بحنان :-
" سعيد وانتظر قدومه بفارغ الصبر "
طالت عينيهم في الحديث حتى انطلقت الألسنه
هو بالغزل وهي بالحب
صوت الهمسات بين أنفاسهم المتشابكة كان أشبه بخرير الماء الذي يقطر من صنبور العاطفه بخجل حتى كانت تهمس :-
"أحبك يا عُمر "
بعد ساعات طويلة ...
أنهت حمامها ثم استعدت للصلاة وبعد أن أنهت فروضها وأخيراً ختمت بركعتين شكر
تناولت هاتفها ترسل له رسالة تسأله متى يأتي فقد نزل لمقابلة رشاد
حين لم يرد فردت ظهرها على السجادة ورغماً عنها تذكرت همام
زفرت بضيق وتلك الفكرة تزورها مجدداً
هل مات همام على ذنب بسببها ؟
تنهدت ثم سحبت هاتفها تبحث فيه بعناوين محتلفة حتى وجدت موقعاً موثوقاً للفتاوى كانت حماتها تتحدث عنه من قبل فكتبت سؤالها :-
" حكم الميت على جنابة وقد دخل بزوجته قبل الاشهار "
ارتجفت اصابعها ودمعت عينيها للذكرى منتظرة الاجابة التي أتتها بعد وقت
الحكم الشرعي ..
لا، ما يكون آثمًا إذا كان ما فرط ما يكون آثمًا، مثلًا أخر غسل الجنابة، أتى أهله بعد طلوع الشمس، أو بعد الفجر، ثم فاجأه الأجل في الضحى؛ ما عليه شيء، لكن يغسل عن نية الجنابة، وعن نية الموت، يكفي غسل واحد
أما حكم الدخول قبل الاشهار ..
ليس بحرام ولكن كونه يصبر حتى يدخل عليها هذا هو الذي ينبغي

كما يجب التوضيح أن ...
إن الدخول بالزوجة المعقود عليها سرًّا قبل الزفاف يترتب عليه كثيرٌ من المفاسد والتُّهمة وسوء الظَّنِّ بالمرأة إن لم يُقِرَّ العاقد بالدخول، وكذلك أيضًا إذا حَدَث الدُّخول سِرًّا بين العاقد والمعقود عليها، ثم انكشف ذلك للنَّاس قبل الزِّفَاف؛ فالعرف يَعْتَبِر ذلك أمرًا مُشِينًا للزَّوجين معًا، وقلةَ احترامٍ للأهل تقتضي الاعتذارَ والأسفَ".
كما أن العرف جارٍ على أن المعاشرةَ الزَّوجيَّة لا تكون إلا بعد الزِّفاف؛ فوجب احترامُه ومراعاتُه؛ لقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]، فينبغي ألَّا يتمَّ الدخول إلا بإذن الولي أو إعلامِه، أو الإشهادِ على ذلك؛ لأن الدخول يترتب عليه أحكامٌ أخرى قد يُنكِرُها أحدُ المتعاقدَين.
و الزَّوج إذا دخل بزوجته سِرًّا قبل الزفاف فلربما حَدَثَت مفاسد كثيرة تَترتَّب على هذا الدخول في حالة موت الزوج، أو وقوع الطلاق، لا سيما إذا حَدَث حَمْلٌ مِن هذا الدخول، فإذا حدث أمرٌ من هذه الأمور وتَمَّ إنكار الدخول من قِبَل الزوج أو ورثته؛ فلسوف يَنْتُج عن ذلك وقوع العديد من الأضرار والآثار السيئة على الزوجة وأهلها؛ كإنكار النَّسَب، وعدم استحقاق الولد الميراث، ولسَدِّ الذريعة للتسبب في تلك الأضرار -والتي تقع غالبًا بالفعل في هذا العصر-؛ يتَرجَّح الإفتاء بتحريم الدخول سِرًّا بالمعقود عليها.

وشدد المفتي على أن الزوج لا يحق له المطالبة بالمعاشرة الزوجية كحقٍّ من حقوقه بمجرَّدِ عقد الزواج؛ وذلك حتى يتمَّ الزِّفَافُ وتقيم الزوجة بمسكن الزوجية، أما الدخول بها سرًّا دون استئذان وليِّها ودون احترامٍ للأعراف الاجتماعية والتقاليد المتبعة في ذلك فلا يجوز شرعًا؛ حفاظًا على حقوق كلا الزوجين في تقدير حصول الطلاق أو الوفاة مع إنكار الدخول.
.........................


الكتمان النفسي أشبه بحريق اندلع بمسكن شخص أبتر القدمين والذراعين فلم يستطع النجاة
أشبه بوضعك حافة سكين على رقبة شخص أبكم فعجز عن الصراخ
منذ فترة وهو يفكر بأمر زيارة شهاب ويؤجلها ثم يقرر عدم الذهاب حتى كان شهاب نفسه يهاتفه مخبراً أن ماذا لو أتى له ليتحدثا سوياً
محض محادثة وإن لم يرتاح فليذهب ولا يعود فذهب مرة تحدث بها أحاديث متفرقه وبلا شعور وجد نفسه يقص عليه عن حياته منذ طفولته ثم ذهب مكرراً عدم العودة لكن لا يعلم ما الذي أتى به اليوم

" ما رأيك أن تأتي معي للغرفة الأخرى ؟" قالها شهاب لأكمل الذي يتضح على وجهه الندم من الزيارة

توتر أكمل ولفت عيناه بالأرجاء قليلاً ثم همس بعدم راحه :-

" ولما لا نظل هنا ؟"

ابتسم شهاب ببشاشه يقول بنبرة حنونه خفيضه بطبقه معينه تصل لنفس الساكن أمامه مُطمأنه :-

" ثق بي سترتاح "

أومأ أكمل على مضض وهو يتحرك وراء شهاب الذي لم يخرج من الباب الرئيسي بل من باب بحائط جانبي أدخلهم على غرفة أخرى فارغة بلون واحد هادئ مريح للنفس وبها كرسي واحد لا شئ أكثر من هذا
شاور شهاب على الكرسي قائلاً بنبرته الخفيضه :-

"اجلس يا أكمل "

تحرك أكمل حتى جلس حيثما أشار شهاب ثم تابعه بعيناه وهو يتحرك ناحية باب صغير بالحائط يبدو من الداخل كخزانة لكن من الخارج وكأنه جزأ من الحائط
وكأن الغرفة صنعت خصيصاً حتى لا يكون بها أي شئ يُرهق العين
أخرج منها شيئين لم يفهمهم
ثم تحرك شهاب ناحية أزرار الإضاءة وهدئها بدرجه جعلته يخرج نفساً بطيئاً ثم سأله وهو مشغول بذاك الشئ الذي أخرجه :-

" ما رأيك هل أشغل لك موسيقى ؟"

انعقد جبين أكمل وقال بنبرة فاترة غير مستسيغاً هذا الحوار :-

" لا أريد شئ "

ابتسم شهاب ابتسامة مداعبه كتلك التي يهديها لحمزة صغيره ثم قال :-

" لما لا نزيل الحواجز بيننا يا أكمل ونتحدث وكأننا أصدقاء"

هز أكمل رأسه نفياً ثم تحدث بنبرة نزقه :-

" أنا لا أفهمك لما أتيت بي اليوم وما الذي تريده مني ألم احكي لك المرة الماضيه "

كان شهاب قد وصل أمامه وهو جالساً على الكرسي انحنى ثم وضع قطعتين على الأرض كل منهما مستطيلة وعريضه وبها شئ يشبه المسامير ربما
استقام شهاب ثم دون أن يقف فقط بدا جاثياً على عقبيه ثم تحدث مكررا السؤال بالنبرة الخفيضه والتي تستفزك للرسو لها :-

" هل نشغل شئ ؟"

هز .... رأسه نفيا فابتسم شهاب قائلاً :-

" ممتاز "

ثم بنفس النبرة كان يأمره بحنو :-

" خذ نفساً عميقاً جداً ثم أخرجه ببطأ"

فعل أكمل ما أمره به شهاب فأومأ شهاب باستحسان وقد جعله يعيدها مرتين ثم همس :-

"أخبرتني المره الماضيه أن ثمة وجع يسكن صدرك كالوحش لا تستطيع السيطرة عليه "

أومأ أكمل وقد تغضن جبينه فهمس شهاب بلطف :-

"ما رأيك أن أساعدك على خروجه أولاً وبعدها نتحدث "

"كيف ؟" سألها بتلهف طفل صغير غلبه سقمه فأصبح متلهفاً لمرارة الدواء عل أوجاعه ترحمه

"سأخبرك لكن قبلاً ثق بي أن ما سيحدث من أجلك "

أومأ أكمل فاستقام شهاب واقفاً ثم أخبره مشيراً لما تحت قدميه :-
" قف هنا "

نظر لما أسفل قدميه الحافيتين وقد طلب منه منذ أن حضر خلع حذائه ثم عاد ونظر لشهاب مرة أخرى وكأنه ينظر لمجنون قائلاً:-

"أقف أين ؟"

أشار شهاب بعينيه للجهاز أسفل قدميه مما جعل أكمل يقول بانفعال طفيف وقد ظن شهاب يستهزأ به :-

" بالطبع لا هل تظنني مجنون ؟"

ضحك شهاب ثم مد كفه له وهو يقول بالنبرة المطمأنه :-

" ثق بي وأنا لا استخف بك امسك يدي وسأكون جوارك "

نظرة أكمل الحذرة له جعلته هو يبادر بأخذ كفه ثم همس ببشاشه :-

" هيا معي "

حين بدأ في الوقوف وقف شهاب أمامه وامسك كفيه الاثنين بين قبضتيه بقوة

مجرد أن لمست قدميه الجهاز هز رأسه نفياً دون حديث فهمس شهاب بتشجيع :-

"بلى "
بالبداية بدأ في الابتسام عِنداً رغم جزه على أسنانه بعنف
"اصرخ يا أكمل "

هز رأسه نفياً بقوة لكن شهاب أفلت إحدى قبضتيه وهو يضع كفه على بطنه ضاغطاً وبالتوالي بدأ .... بضغط قدميه

فصرخ عالياً
هل تعلم الشعور ؟
شعور أشبه بشخص سقيم تفحلت تقرحات المرض بجسده ومجرد أن لمستها جعر عاليا ً غير قادراً على الصمود أكثر
وكأنك مسكت أحدهم وألقيت به من أعلى الجبال
يصرخ ويصرخ ويصرخ ولولا أن الغرفه معدة بتقنيات عاليه لكتم الصوت لبكى المار في الشارع على نزاعه
أفلت شهاب قبضته الثانيه وهو يضع كفه الأخر على ظهره ضاغطاً
والصراخ تحول لزئير
صدره يعلو وينخفض وكأن روحه تنازع للخروج فيصرخ أعلى وقد احمرت رأسه وملامح وجهه وكأنه يطلب الرحمه للموت

يحرك شهاب كفه على ظهره برفق مؤازراً ثم يعود ويضغط حتى بدأ في الانتحاب بصوت عالٍ وساقيه يهتزان بقوة من شدة الألم
لف شهاب ثم وقف ورائه وبدأ بالضغط على كتفيه تدريجياً حتى انهار وتقوس ظهره منحنياً يضع كفيه على ركبتيه باكياً كما لم يحدث له من قبل
كما لم يحدث أبداً
يبكي ويبكي حتى أن دموعه تغرق وجهه حتى تنزل لأسفل ذقنه
روحه تتعرى فيجعر بالقول المرير وكأنه يخرج من صدره العلقم :-

" لما ؟ لما فعلو ذلك بي لما ؟"

يشد على شعره بقوة ويقول من بين شهقاته :-

" لا أستطيع أن أنسى لا أستطيع أبداً"

لف شهاب وساعده على الاستقامه ثم أخذه لأحضانه برحمه وشدد عليه ذراعيه غير سامحاً له بالفكاك
ولم يكن سيهرب بل ارتكن له مستسلماً لهذا الحضن الداعم والهمسات الحنونة الشافيه
يشد هو الأخر على حضن شهاب الداعم له ومازال مستمراً في البكاء مع البوح المتحسر :-

"أنت تفهمني أليس كذلك
أنا لا أحبهم لا أستطيع حتى أن أفعل أنا أكرههم
أكرههم "

يتسلل شهاب بأحد كفيه ضاغطاً بها ناحية معدته وهو يهمس بحنو وقد زارات الدموع عينيه شفقةً:-

" أتفهمك أنت لست سئ أبداً يا أكمل"

واللفظ الحاني اخترق صدره المكلوم فرسى برأسه على كتف شهاب تاركاً شهقاته الرجوليه تخرج بلا خجل
شعوره بحضن شهاب الأن مع كل هذا الصراخ والبكاء أشبه بشخص تلبسه شيطان من الجان فكان خروجه باقتلاع الروح أولاً ثم هبوب الريحان
انتهى


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس