الموضوع: عند الشروق
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-22, 11:40 PM   #52

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي عند الشروق

الفصل الثاني عشر..

‏عن أمسِ لا تتكلّمي أبداً
‏وتألّقي شَعْراً.. وأجفانا
‏أخطاؤكِ الصُغرى أمرّ بها
‏وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا
‏لولا المحبّةُ في جوانحه
‏ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا.


لا أحد يقف لأجل حزن غيره
لا أحد يموت من أجل غيره كل إنسان
ينكسر لأجل نفسه...
اغلقت دفتر المحاضرات الجامعيه
عند دخول رحيق إلى غرفتي
حدقت في ملازمي المنثوره حولي بعشوائيه وابتسمت لي قائله
:- عندما يصبح كل شيء بخير سأكمل دراستي الجامعيه
ابتسمت لها بحب وأمل واجبت
:- بإذن الله
:- حسناً لماذا لم تنامي حتى الآن؟
:- لدي مذاكره ماذا عنكِ
:- أشعر بالقلق سأذهب إلى الحديقه قليلاً
ابتسمت بحب لذكرى قديمه وهمست
:- لم تتغير عادتك ابداً
ضحكت بخفه وقالت
:- لا استطيع تغييرها حسناً تصبحي على خير ايتها الأميرة
:- وانتي بخير
خرجت رحيق من الغرفه واغلقت الباب بخفه
فتحت باب المنزل ابتسمت بحزن لنسمات الهواء التي داعبت وجهها
حدقت حولها بتمعن لم تجد احد
حضنت نفسها بيديها
وتابعت سيرها جلست على احد المقاعد
حدقت في الافق
الأفكار تدور في عقلها دون توقف، ماذا بعد
إلى متى سنبقى في هذا المنزل
متى ستعود يوماً الي منزلها إلى عالمها
هل سيأتي
ذاك الوقت الذي تتحرر فيه من قيود
العجز المحيطه بها
بينما عقلها يدور في دوامات لا حدود لها
كان هناك من بعيد يراقب
كل ردة فعل منها كل تصرف وكل انفعال على ملامحها
كأنه يقراء ما بداخلها يعلم
ان وجودها في منزله اكثر ما يثقل
كاهلها، لا يعلم ما الذي يحدث معه لكنه
يشعر بالمسئوليه ناحيتها هي،
اكثر حتى من عادل من ظلم منهم جميعاً
وجار الزمن عليه
عاد تركيزه إلى ملامحها وهو يراقب
دمعه وحيده يتيمه تنحدر على
وجنتها اغمض عيناه بعجز أغلق نافذته
وعاد إلى مكانه
والنوم يغادرهما معاً
****************
صوت بكائها لا يزال يتردد في مسمعي
نداءها لوالدها كيف سأخبرها بأنه توفي
أشعر بالذنب لكل ما حدث لهذه العائله
زينب
لا أعلم متى اختلف اسمها بالنسبة لي أصبح اجمل
واعمق انا أعي تماماً ان مشاعري قد
تغيرت ناحيتها لكن ماذا عنها؟!
اتختلف مشاعرها ذات يوم اتنسى اننا الوجه الأول
لمعاناتهم
لحزنهم وشتاتهم انستطيع يوماً ان
ننسيهم كل هذا الأسى
التفت لزيد الشارد وتنهد بكبت
اقترب منه قائلاً
:- ماذا حدث حتى جاءت رحيق معك
حدق فيه زيد ببرود قائلاً
:- انت رأيت ما حدث الباقي خذه من والدك
تنهد جابر وازاح عينيه عنه
:- وماذا الان
:- لا شيء سأنتظر إلى أن تجد رحيق حلاً
:- وإن لم تجد
:- اعلم انها ستجد
:- ابي سوف يندم ويصلح كل شيء
حدق فيه زيد بنظره ذات مغزى قائلاً ببرود
:- لماذا ألا يعلم بأن والدتك تضيق عليهن
ألا يعلم انها تزعج زينب منذ سنوات طوال
هل تريد افهامي إن والدك لا يعلم
عن شيء وإلا ما كان تصرفه هكذا
زفر جابر بنفاذ صبر وجلس بقرب زيد وضع يديه
على جبينه وقال بضيق
:- لم أعد افهم شيء لماذا يفعل والدي
هكذا لما لم يصمت فقط!؟
نهض زيد خارجاً وقال قبل أن يختفي من امامه
:- لا داعي لفهم كل شيء صدقني حتى والدك
لن يجد تبرير لتصرفاته هذه
غادر زيد وبقي جابر لافكاره هو قادر أن يشتري بيت
ويجعله لهم
لكن يعلم انه خيار مرفوض بالنسبة للفتيات
لو كان عادل هو الأكبر فيهن لكان خيراً
تبسم على أفكاره وهو يتخيل
ان تصبح زينب زوجته فعلاً ويعيش عادل
ورحيق معهم
*****************

هزت كتفه بعنف وهي تصيح
:- هزااااع هيا بني استيقظ ما هذا العريس
تافف بضحر وقال بخدر
:- انا لم انام الا بعد الفجر دعيني قليلاً
انفتحت عيناها بقوه وهي تحدق فيه غير مصدقه كلامه
وقد سكنت تماماً
وعندما توقف تذمرها ابعد ذراعه عن عيناه ونظر
لها الصدمه في ملامحها جعلته يقهقه عالياً
وهو ينهض ذاهب بإتجاه الحمام الملحق
بالغرفه
خرجت والدته وهي تتمتم بغضب وتنهر كل من
وجدته أمامها
صادفت ابنتها خارجه مسرعه فامسكت بيدها واعادتها
أمامها وقالت بشك
:- ألى أين تركضي
ابتسمت بكرتونيه قائله
:- سيبدأ إطلاق النار والألعاب الناريه سأذهب للمشاهده
قليلاً فقط ارجوكِ امي
نهرتها بقوه وهي تقول
ـ عودي الى الداخل حالاً أن رئيتك عتبتي إلى الخارج قصصت ساقاك ، الم تري الرجال بالخارج !؟
تذمرت بملل
ـ لن يراني أحد اقسم امي سوف أنظر من خلف الباب .
ـ اتريدين أن أكرر كلامي ! قلت لا وعودي الى الداخل تحققي من غرفة اخيك الزفه بعد قليل ..
عرفت نبرة التحذير في صوت والدتها فعادت الى الداخل وهي تتحلطم دون صوت
كان يقف أمام الباب على أمل أن يرى جميلته الصغيره
لكن خرجت والدتها بعيني الصقر ، تحدق فيه
وكأنها تخبره أنها تشك في تصرفاته
وياويله أن ثبت مافي عقلها

**************
واقفه بعيداً تراقب تجهيزات الحفل
الذي ستقيمه الجامعه
لن تشارك في شيء سوف تستخدم يدها كعذر
لكن يجب أن تقابل المندوب وتخبره ليحادث الدكتور
بما أنه المسؤل عن كل شيء
لكن أين ستجده
اتباع لأفكارها تفحصت حولها بعيناها
تبحث عنه لا تريد أن تتواصل معه
عبر الهاتف ، تصادفت عيناها بعيناه وهو يحدق فيها
بماذا لا تعلم هل هو برود ! ام لا مبالاه حقد ما تراه
في عيناه ام لا تفهم
وبماذا يهمها أصلاً ،ستخبره ما تريد قبل
الحفل بوقت حتى تعرف رد الدكتور

*****
يراقبها منذ وصولها أصبح ينتبه لكل تصرفاتها
جلوسها وحدها اغلب الوقت
تراجع في مذكرتها الصغيره منهمكه فيها
ام صامته محدقه في الفراغ لوقت طويل
وكأنها تعيش بعالم أخر
لا صديقات مقربات لا علاقات بأحد
لا اختلاط عازله نفسها بقوه
منذ اتصالي بها وصوتها وطريقة حديثها
لم تغب عن بالي ثانيه
اشعر أنني انزلق ببطء إلى منحدر خطير
معها ،
هي فتاة لا تناسبني معقده غريبه لا اعلم
فقط عندما افكر بالأرتباط
اشعر انني اريد فتاة هادئه
وحياتها خاليه من اي توتر أو هموم
كنت اراقب تحركاتها تتابع تجهيزات الاحتفال
القريب وهي ساهمه بعالم أخر
بحثت بعيناها عن شي وتوقفت علي
هل تبحث عني ؟!
ارتبكت دواخلي وحاولت أن أجعل نظراتي لها بارده
وكأنها لا شيء بالنسبة لي ، لا اريد أن تظهر
حروب داخلي في عيناي
كانت تقترب مني بخطوات هادئه
أكاد اقسم أن لا فتاة غيرها تتحرك بهذه الخفه
بهدوء وخطوات سريعه واثقه
ـ السلام عليكم
ويلي عليا وهي لا تراني افكر بها طوال
وقتي كيف وهي تحدثني
،كتمت أفكاري بقوه
واجبت على تحيتها بهدوء
ـ وعليكم السلام
ـ انا زينب من المشتركين بالحفل
أشرت لها بأن تكمل وانا اهمس بكلمه
ـ اعلم
تنحنحت واكملت بطريقه غريبه عنها كأنها
حسناً تكذب، كما تتحدث اختي الصغيره
بكذباتها التي لا تنتهي
ـ انا لا استطيع المشاركه بتجهيزات الاحتفال
لدي مشاكل صحيه
اتباع لكلامها أشرت بيدها التي لم انتبه
لها إلى الان وهي تكمل ....
ـ اريد بما انك المندوب أن تحدث الدكتور
بإسمي ليعفيني من اي شيء مطلوب مني ..

صمت قليلاً لا اريد أن ينتهي الحديث بسرعه
لكن لا يوجد ما أقوله !
اجبت بهدوء
ـ لا بأس عليك ،لكن لا أرى داعي لتعتذري
تستطيعي أن تقومي بمشاركه
بسيطه بعيداً عن يدك
بلعت لساني وانا احدث داخلي ما هذه الجمله
السخيفه ما دخلك انت بها !
لكن الرد جأني سريع وهي تقول ببرود
ـ اريد منك توصيل الدكتور بكلامي هذا لأني اعلم انك
المكلف بكل شيء يخص الحفل
والا كنت أخبرته بنفسي وداعاً
صمتت وماذا اقول بعد !! غادرت من أمامي
بهدوء كأني لا احترق من الاحراج تنهدت وانا الحق بها
الى قاعة المحاضره .
**************
حاول تهدئت عروسته التي انفكت دموعها منذ
وصوله إلى منزلها ليأخذها
وهي تبكي بنحيب يوجع القلب
كأنها ذاهبه إلى الموت لا إلى منزل زوجها!!
لف يده حول أكتافها وهو يقربها منه
بهدوء ويهمس لها أن تهدأ
يود أن يهزها بقوه لتصمت
منحرج جداً من ابن عمه ووالده
الذي اصرا عليه أن يقومان بزفة
وصل إلى بيته وقد هدئت قليلاً
تلقائياً عند وصول سيارة العريس
ابتعد الشباب عن الباب وخرجت أمه
وعماته وعدد هائل من السواد
وهو لا يميز أحد منهم حاوطين العروس
الخائفه ورفعين فستانها الثقيل
ليساعدينها على الدخول ،
اقترب ابن عمه منه وهو يمد له بأحد الاسلحه
الثقيله وهو يغمز له
ـ أرنا مواهبك ياعريس
ضحك الشباب بقوه حوله وكل واحد منهم يطلق
كلمه لهزاع المبتسم بهدوء
وهو يأخذ السلاح ليرفعه للجو ويطلق على
السريع وسط صيحات الشباب
وضحكهم
اقترب منه طفل صغير يركض
وهو يقول
ـ امك تناديك الى الداخل
ضحك الشباب بقوه وهو ينهرهم ويلحق بالفتى
الصغير
اقترب من والدته الواقفه أمام غرفته
وهو يحدق بالعدد الهائل من النساء حوله
همس لوالدته
ـ ماهذا الجمع امي ؟
همست له بالمثل
ـ ماذا افعل هل اطردهن من المنزل ! الفضول جلبهن ليرين العروس
ـ هل تريدين أن ادخل بها والمنزل كالسوق هكذا ؟
تنهدت بضيق وقالت
ـ افعل ما يحلو لك، الفتاه المسكينه سوف تموت من البكاء
في الداخل وجعني قلبي عليها ..
ـ حسناً سادخل احاول التخفيف عنها ، والدخله ستكون
في الليل بعد انتهاء العرس
ربتت على كتفه وقالت بهدوء
ـ خير ما فعلت
ابتسم لها وهو يدخل إلى غرفته ويغلق الباب
خلفه وعينه على زوجته
التي ترتجف بهلع وهي واقفه بفستانها
الابيض وطلتها الفاتنه وابتسم
وهو يهمس لنفسه الصبر جميل
اقترب منها بهدوء وهي تحاول أن تتراجع
وعيناها على الأرض وتفرك يديها بقوه
امسك بيديها وابتسم لها
وهو يهمس
ـ اهدئي لن اقترب منك لما كل هذا الخوف
هل تريني وحش امامك !
ارتبكت أكثر وهي تهز راسها علامه النفي
دون أي كلمات
اجلسها على طرف السرير وهو يمسح
برقه على خدودها
ـ سأخرج الآن وادعك ترتاحي وتبدلي ثيابك
واعود وقت الغداء ، وارتاحي لن تكون الدخله اليوم
لا تخافي حسناً
بانت الراحه على ملامحها كأنه جائها الخلاص
وهي تهمس ب . حسناً..

************
اقتربت من عادل وانهار الجالسين في صالة
المنزل بهدوء يحدقان في التلفاز بانسجام
تام جلست بقرب عادل وهي تمسك بيده
الصغيره
ابتسم لها باقتضاب وحرج همست بعد لحضات من التأمل به وكأنها لا تصدق وجوده بينهم بعد ..
ـ انا سأذهب لارى امي في المستشفى
ما رأيك ، هل تأتي معي ؟
حدق في انهار بحيره وكل ما يحدث فوق
طاقة استيعابه عائله وأم!! الموضوع معقد
بالنسبة له
ابتسمت له انهار بتشجيع وهي تومى له انا يوافق
التفت لرحيق وبهمس رقيق
ـ متى سنذهب ؟
ابتسمت له بحب وهي تجيبه بفرحه ،الآن ،،

خارج من الملحق وقف يراقب خروج عادل وخروجها
عرفها وكيف لا يعرفها وبمجرد رؤيته
لهيئتها من بعيد يرتفع نسبة توتره لحد لا يستطيع
تقبله
لحق بهم وراقب خروجهم حتى أوقفت
سيارة اجره وغادرت من أمامه
بقي يحدق في مكانهم بشرود وعقله يدور
في دوامات لا خروج له منها
الى أن وقفت سياره راشد أمام الباب وخرجت
منها شعاع وعيناها بالأرض
غض بصره وهو يوليها ضهره إلى أن
مرت من أمامه وخرج يرحب براشد
ويدعوه للدخول
جلس أمامه وقال بأتزان
ـ كيف الوضع معكم !
ابتسم له زيد بشرود
ـ جيد لكن اختك لن تجد أحد بالداخل سوا تلك
الفتاه التي أتت برفقة عادل
قبل أن يعلق راشد كان مصعب
يدخل وهو يلقي التحيه بهدوء
ردا معاً وزيد يرحب به
بعد أن انضم لهما مصعب علق راشد قائلاً
ـ هذه الفتاه الا يعرف لها أحد أبداً
ـ والله لا اعلم ولم أسأل ولم افكر في موضوعها بعد
قاطع مصعب باهتمام
ـ من تقصد ؟
اجابه راشد موضح
ـ نقصد الفتاه التي بقي عادل معها
قبل أن يعلق مصعب كان هاتف
راشد يرن بضجيج مزعج
اجاب راشد وهو ينهض قائلاً
ـ حسناً أسبقي الى أمام السياره قادم فوراً
ـ إلى اين !؟
حدق راشد في زيد وقال بهدوء
ـ يجب أن ارحل الان اختي تريد رؤية رحيق وعادل
وهما في المستشفى لذا سأخذها إلى هناك
نهض مصعب معه بربكه وقال
ـ لم آتي بسيارتي اتوصلني بطريقك !؟
ـ حسناً هيأ بنا إلى إللقاء زيد
************
واقفه أمام سيارة راشد وأنا شارده افكر
في الفتاه التي كان عادل
معها أنها صغيره جداً ،كيف تحملت كل
شيء في حياتها تزوجت وهي مراهقه
صغيره وترملت ومن في مثل
عمرها لم يتزوجن بعد ،مثلي انا طبعاً وارى
نفسي صغيره على تحمل مسئولية
الزواج وتبعاته ، رفعت نظري أحدق
في راشد بصدمه
لا ليس راشد إنما مصعب القادم معه
منذ تواصلنا لا نلتقي حتى بالصدفه
اتجنب اي لقاء لنا
وتأنيب الضمير يقتلني ،اشعر انني اخون راشد اخي
والان وهماء معاً ،وانا أرى اخي
بجانبه أشعر بحجم الخطأ الذي اقترفه
أن كنت أرغب بمصعب في حياتي
يجب أن اسمح له بدخولها
بالشكل الصحيح وان كنت لا أريده
يجب أن ابتر كل ما يربطنا منذ هذه اللحظة .
تنحيت عن الباب وانا ارجع للخلف عندما
فتح راشد الباب ،ركبت بسرعه في المقعد الخلفي
كأنني اهرب منه ،ومن عيناه التي تحدق
بي وكأن راشد لا يقف بجانبنا
الوقح اود لو اضربه على رأسه بمطرقه كبيره
لعل رؤيتي لرأسه مهشم
تخفف من حدة غضبي وتوتري
تحركنا ومصعب يعبث بالمسجل
كانه يبحث عن شيء محدد
الى أن وقف على اغنيه تعجبني كثيراً
وقد أخبرته عنها ذات مره
رفعت نظري له ووجدته كحاله
لا يزيح عيناه عني
التفتت بسرعه إلى الجانب وانا ازفر بضيق
اشعر باستياء كبير لا اعلم لما
اود فقط ان اهرب من اي مكان يجمعنا
توقفنا أمام المستشفى
وقبل نزولي سمعت راشد يسالني ان كنت
احتاج لشيء منه أجبته بالرفض
وانا أغادر السياره واصفق بابها بكل قوتي
وياويلي من راشد لاحقاً
***************
"لا تعني ارقام أعمارنا شيئاً ..!
نحن نكبر و نصغر حسب الظروف ..
أطفال مع من نحب ...
شباب مع من ألفناهم ..
عجائز إذا ضاقت بنا الدنيا ..
لذلك لا تسأل أحداً عن عمره فذلك لن يفيد ..
"نحن نكبر بالظروف والسفر والرحيل والكتب"
شيئاً ما يجعل عقولنا تكبر ، والآخر يجعل قلوبنا تشيب ..

أجلس بمفردي أحدق في كل شيء
حولي هل تمنيت في يوماً ما أن أدخل منزل
هكذا ؟ لا ولا بعمري كله تخيلت
حياتي غير في منازل
كالتي تشبه منازل القرى التي تربيت بها
لكن تمنيت حياة مستقره
آمنه وهذا ما يبدو حلم صعب المنال
كم فتره سأعيش هنا لا اعلم ،لكنها تبدو بالنسبة
لي كأن الله رحمني بفتره ارتاح
بها واجمع شتات روحي افكر ماذا بعد ؟
ذاك المسمى زيد لا اعلم لما ارتحت له اكثر من البقيه
ربما لو طلبت منه العون أفادني في شيء
نهضت بعزم على ما افكر به
عدلت شالها حول رأسها بحرص
وأخذت نقابها وخرجت بسرعه عازمه أن تحاول
على الاقل

كنت خارج ولا اعلم لما اليوم كل ما نويت الخروج
يحدث شيء ما يمنعني
وقفت وانا اسمع صوت أنثوي يناديني !!؟
هل اتوهم ؟ لا النداء تكرر فجعلني التفت ابحث عن مصدر الصوت
كانت تلك الفتاه الغريبه انهار اعتقد اسمها
هكذا ،
وقفت في حيره من امري
كيف اتصرف ! واقفه قرب باب المنزل
متغطيه كاملاً لكن عرفت هيئتها
لصغر حجمها
عدت خطوات قليله ووقفت منتظر منها أن تخبرني بما تريد وفي داخلي ناقم عليها لأنها تكلمني
وهي وحيدة في المنزل ،
ولا تعرفني جيداً ، أعدت تركيزي
لها وهي تخفض رأسها وعينها بالأرض
والتوتر احتل الهواء بينهما
فرحم حالها غريبه ولا تعلم كيف تتصرف
ولا بمن تثق
اقترب اكثر وقال بلهجة حاول جعلها لطيفه
قدر المستطاع
ـ نعم ، أخبريني ما تريدين لا تترددي أبداً
اخفضت رأسها أكثر وهمست بصوت مرتجف
ـ كما تعلم لا استطيع البقاء هنا كثيراً
اعترض قائلاً
ـ لما !؟ هذا يعتبر منزلك وان خرجت منه
العائله كلها انتي ستكونين برفقة عادل وان كان
يزعجك الموضوع لهذه الدرجه
استطيع شراء منزل لك وتدب..........
قاطعته هامسه فانصت لها
ـ أشكركم حقاً على كل ما فعلتوه لأجلي انا ممتنه
ولكن لن استطيع البقاء ...
نفسي تعز علي فقط اريد منك أن
تبحث عن عائلة والدي
انعقد حاجبه بتفكير فقال بهدوء
ـ ماهي الوسيله التي أبحث من خلالها ؟
قالت بانكسار لم يخفى عنه
ـ لا شيء، اعرف اسم ابي الثلاثي فقط
تنهد بتفكير قليلاً ثم قال
ـ أخبريني اسمه واعدك أن أفعل ما بوسعي
همست له بالشكر أكثر وأخبرته الاسم بعجل وغادرت من أمامه بسرعه
حدق في طيفها بشرود كم هي صغيره
وظائعه ، التفت ليتوقف بمفاجئه برحيق وعادل
واخت راشد بما أنه يعرفها
في حديقة المنزل مقتربين ناحيته
اخفض بصره وتخطاهم للخارج
ليجد راشد يبتسم له باقتضاب ومجامله
حسناً وهذا ما به أيضاً
اقترب منه بابتسامه وقال بمرح
ـ لا تقول تريد أن ادعوك للداخل قبل وقت قصير
كنت عندي
اجابه راشد بهدوء وهو يحاول أن
يفهم الوضع
عند وصوله هما واقفين معاً يتحدثان
بكل بساطه
إذا هي تمشي من أمامه ترتجف وتتخبط كيف تحادث
زيد بكل هدوء كأنه احد معارفها
ـ من التي كنت تحادثها في الحديقه
تركى زيد بمقدمة سياره راشد وقال بهدوء
ـ أنها انهار التي جاءت برفقة عادل
بكل سهوله ينطق اسمها وكأنه يعرفها حق
المعرفه اطبيعي ما يشعر به يكاد يختنق لانه فقط لمحها برفقته تحادثه
رغم غطائها إلا أنه يشعر بالسوء
قال بنفاذ صبر
ـ وماذا تريد منها ؟
اعتدل زيد وقال بهدوء
ـ هيه يارجل تمالك نفسك طلبت مني المساعده
لا تريد البقاء هنا
وطلبت مني أن أبحث عن عائلة والدها فقط
اقفل راشد السياره وقال بسرعه وهو يدخل إلى المنزل
ـ هيا الحديث سيطول ، ولدي فكره افضل
من البحث عن عائلتها
تنهد زيد بداخله ولحق راشد وهو يشعر أنها حكمه
منعه من الخروج اليوم ومهما أراد ذلك، وهذا الثقيل
ايضاً دخل والله لن اضيفه شيء
*********************
بقيت أحدق في راشد بذهول
هل هو جاد ام يمازحني !
قلت بهدوء مصدوم
ـ راشد هل انت جاد ؟
تافف بقلة صبر وقال
ـ أجل انا جاد ما المانع ؟
ـ نحن لا نعرف عن الفتاه شيء
ـ انتي لا تعرفي انا اعرف الكثير عنها وسألت عنها أيضاً
وعن عائلتها
ـ ومتى حدث كل هذا ؟ منذ متى وضعتها ببالك
ـ انا اعرفها قبل أن تأتي مع عادل وجدتها في إحدى رحلاتي مع المنضمه اعجبت بها وعندما علمت
أنها متزوجه ازحتها عن بالي
الى أن رئيتها مرة أخرى وعلمت أنها حره
لقد كان زوجها رجل سيء الطباع ويعاملها بحقاره
والدها متوفي وعائلة والدها ليس لهم
اي تواصل معها ولا مع والدها من قبل لكنها
الان تبحث عنهم
وان علمو بوجودها ربما لا تقبل بي بعدها
ـ انا لا افهم لما لن تقبل بك ؟
ـ لديها عيال عم كثر وعائلتهم مرموقه وهي ربما لم
تعد تثق بالغريب وتفضل أن تكون
مع قرايب لها لتشعر بالحمايه أكثر
ـ حديثك غير منطقي أبداً يا راشد ، لا اريدك أن تتعجل
وقد تندم فيما بعد تمهل واعط لنفسك الوقت
ـ لا نقاش في هذا الموضوع كل ما أريده منك أن تذهبي
إليها غداً وتحادثيها لتعرفي قرارها ، انا لست طفل
واعلم ما اريد .

********
أقفلت هاتفها بعد أن تجاهلت كل رسائله واتصالاته
لا تواصل معه بعد اليوم هي تعلم
جيداً ما تريد ليست طفله ساذجه لتبقى تتخبط هكذا
في قرارها
تجاهله اليوم سيكون عقاب له على وقاحته معها
ونضراته لها وهي بسيارة اخيها
لقد علم أنها انزعجت منه وها هو يعتذر منها
بتكرار إلا أنها تجاهلته بإصرار
ان كان يريدها حقاً وهي تريده لما كل هذه
التعقيدات التي تصنعها أمامهم

عاود الاتصال بها ليجد هاتفها مقفل
بعد أن تأكدت أنه لن يتوقف عن محاوله الاتصال بها
اقفلت هاتفها
هل تتركه نهائياً بسبب نظراته لها ؟
لا يعلم فهو لا يثق بمشاعرها ابداًهو فقط من كان مندفع
بحبه لها بلا حدود او قواعد أما هي !
متردده دائماً خائفه متخبطه
وضع هاتفه جانباً وتنهد بتعب يعلم
ان هذه الليله ستمضي أيضاً
دون نوم بسببها هي وعاود له السؤال الصعب
هل تواجه نفس مشاكله بسبب
مشاعرها ام أنها قالب جليد ؟

*********
يقف خارج غرفة نومه بتوتر عاد للداخل
وعروسه منكمشه على نفسها
ولا زالت على بكائها قال بهمس
ـ امي هل هي بخير ام تحتاج لطبيب أو شيء
ابتسمت والدته وربتت على كتفه بابتسامه
هادئه وهي تقول بحب
ـ لا يا بني هي بخير
عبس هزاع وهو يقول
ـ كيف بخير وهي تبكي باستمرار
قالت مازحه
ـ ربما عروستك دلوعه قليلاً لا تقلق ستكون
في الصباح بأحسن حال اتركها تنام الان ،
هل اجعلهم يشعلون الالعاب الناريه ؟
ـ لا امي انا لا احب هذه الاشياء زواجنا ودخلتنا شيء
خاص يكفي أن تتصلي بعمتي لتخبريها
تطمئن على ابنتها
ـ حسناً بني تصبح على خير
همس بالرد وهو يقترب من عروسه بعد أن أغلقت والدته
الباب خلفها
ابتسم لها بارتباك لم يتعامل مع فتاه غريبه طوال حياته
حتى خواته لا يعلم هل صادف بكاء
احداهن بحياته ام لا
احاط كتفيها بذراعه وهو يقربها منه ولا زالت
على انكماشتها
همس لها
ـ لما لا تنامي وترتاحي قليلاً اعدك لن اقربك أبداً
واذا اردتي ساخرج من الغرفه حالاً لترتاحي
وتاخذي راحتك
همست بضعف
ـ لا لا تخرج ابقى معي ولكن لا تقربني
ضحك بخفه وهمس بحسناً وهو يحضنها برقه
يحاول بعث الأمان لها
***************


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس