عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-22, 10:10 PM   #7

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الحب و الجمال و كل المشاعر الصادقة و الرقيقة....
إسمحو لي أن اتطفل بكلماتي على هذا الجمع الجميل، فللكلمات سحر لا يقاوم. و احببت ان اترك بصمتي و أهذي معكم بين هذا السحر

هذا الجسد الفاني الذي يحمل روحنا و يسير بها بين عتمات الوجود، قد كان أعظم مآسينا في هذه الحياة. فهو يكبل روحا تعشق الحرية و تحب أن تهيم في دنيا الخلود دون قيود أو حواجز تعرقل جموحها و توقفه، روحنا ذات طابع سرمدي تفرش الدنيا طولا و عرضا دون أن تقع عينك على بداية أو نهاية لها، و هي غريبة في مكانه الضيق و المعتم هذا حتى أصبحت غريبة على نفسها! العجيب أننا قد نصل لمرحلة من الإغتراب قد نصير فيها غرباءا عن ذاتنا و لا نعود قادرينا على سبر أغوارها! و ما في الدنيا أقسى و أفجع من هذا!
روحنا غرببة لأن المكان غريب عليها، و هي مجهولة المعالم لأنها زرعت في العتمة. فصرنا نتخبط بين مفاهيمها و نخطئ في تفسيرها و السبب ببساطة أنها لم تكن يوما من المفاهيم الأرضية و ما صيغت من طينة الدنيا. هي قد سجنت بهذا الجسد حتى تدخل العالم الأرضي و تتسوى مع كائنته، لكنها لا تفتأ تحن إلى اصلها و تهفو إليه. فنعيش نحن الحيرة و الألم.
كم أضعنا من أشياء في حياتنا و ظللنا نفتش عنها لزمن طويل، و كم فتشنا على أشياء لم تكن لدينا و كنا نطمح في إمتلاكها، جل حياتنا كانت محصورة في البحث و التفتيش عن اشياء معلومة لنا حينا و طورا ما كنا حتى ندركها!
لكن أن نبحث عن نفسنا التائهة منا هو أمر بحث و أقساه على القلب! لأننا بدونها لا نملك شيئا و نفقد القدرة على كل شيء! لطالما كانت هي المعينة لنا في بحثنا و تفتيشنا الذي لا ينتهيان. دوما ما كانت قبس النور الذي نسير على وقعه، و مأمننا الذي نختبئ فيه، فماذا بوسعنا ان نفعل بدونها؟
لا نصير بعدها إلا أوطانا مخربة استشهد فيها السلام، و حزمت الأفراح حقائبها راحلة لتغادر منها، فظلت موطنا للحيرة و الألم، و لهى الحزن في أشلائها منتشيا بمملكته الجديدة التي ما كانت غير أطلال.

ألا قل لي أيها القلب أين ألقاني؟
أي بقعة من بقاع الأرض هي مكاني
و في أي تاريخ من تاريخ البشرية كان زماني؟
أين أرمي عني ألامي و أحزاني
أين أتخلص مما أشكو و ما أعاني.
فأعانق بسلام الأفراح الأماني
ألا أيها الحبيب أرشدني إن التيه أعياني!
تائهة في عتمة الوجود لست أدري من أكون!
مثقلة على أخري بالشجون
تلهوا بعقلي سارحة الظنون
فيصير هنائي ضربا من جنون!
و تغرق روحي في قسوة السجون
و ما أنا أعثر بعد كل هذا على ذاتي
و لا أستعيد ما سرقه الزمان من ذكرياتي
أو ألقى طيفا من ضحكاتي و إبتسامتي
لا أزال أبحث و أبحث دون كلل
و قلبي موطن لكل الألام و العلل
لازلت أتشبت ببصيص الأمل
فيغيب أملي و يبقى الوجل
و لست بعد كل هذا ألقاني
و قد شتتني الحزن و أفناني


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس