الموضوع: عند الشروق
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-22, 11:19 PM   #55

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي التـقى روحيـن

الفصل الخامس عشر

‏ستظلُّ تجمعُ صورتي وتلمُّها
‏وأنا انتثرتُ
‏قصائداً وأغاني
‏وتظلُّ تبحثُ عن خيالٍ هاربٍ
‏شبحٍ يُشابهُني
‏ولن تلقاني
‏في كلِّ ركنٍ
‏قد تركتُ حكايةً
‏وزرعتُني عمداً بكلِّ مكانِ
‏لا شيءَ يُمكنُه إعادة ما مضى
‏أنا لن أعودَ
‏وأنتَ لن تنساني!

سمعنا صوت بكاء انهار يرتفع ودخلنا مسرعين
كان الهاتف لا يزال في يدها وهي تنتحب بقوه وجالسه على الأرض جلست
رحيق بجانبها احتضنتها تحاول تهدئتها وهي تسألها ماذا حدث
التفتت لها أنهار بذبول وقالت بانكسار
ـ اشعر اني ضائعه ومتعبه جداً
احتضنتها رحيق أكثر قائله بعطف
ـ لا تقولي هذا انا اختك ستبقين معنا انتي لا تحتاجين احد أبداً صدقيني نحن معك
ابتعدت انهار منها تمسح دموعها وقالت بضعف
ـ لقد أخبرني أنه سوف يأتي في الغد
ـ ماذا!! لكن ظننت من بكائك أنه لن يأتي
ـ لا أخبرني أنهم يبحثون عني منذ زمن طويل وطلب العنوان وسوف يأتي صباحاً ليأخذني
صمت الجميع لتحدق انهار في عادل في صمت طويل صمت مهيب وكل واحد منهم يفكر وماذا بعد
تنحنحت رحيق ونهضت وهي ترفع أنهار عن الأرض معها
وقالت بلطف
ـ حسناً انا سوف اكتب له العنوان وانتي ارتاحي الان
تمتمت أنهار بضعف
ـ وماذا بشأن الذي في الاسفل سوف تتعرضون للاحراج بسببي
اخفضت رأسها بخجل لتنهاها رحيق
ـ ليس انتي من يجب أن تخجل لكن هم عليهم الخجل
لا تقلقي أبداً نامي وارتاحي انا سوف اتصرف
معا الجميع
نظرت لعادل وتابعت بلطف
ـ عادل تعال معي اريدك في أمر هام
نطقت انهار بتردد
ـ اريد أن يبقى معي أودعه الليله
همست رحيق بغرابه
ـ حسناً سوف يبقى لكن أريده أولاً في شيء بسيط سوف يعود سريعاً اعدك حين تنتهي من تغيير
فستانك سيكون هنا
حركت انهار رأسها بمعنى حسناً
ليغادر الجميع وتبقى هي بمفردها لوحدتها وضلامها وقلة حيلتها لا تعلم ما الذي ينتظرها
هناك وكيف ستكون حياتها معا أناس لاول مره
تقابلهم ويكونو أهلها !
هل هي خائفه! لا فقد واجهت الكثير وتشعر أوقات
أنها أصبحت متبلدة المشاعر
منطفئه لم يعد يؤثر بها أي شيء مهما يكن
مثلاً أن اليوم يفترض أن يكون يوم عقد زواجها
وضمان لحياه افضل
هي ليست حزينه لأن راشد خيب آمالها فهي لن تخدع نفسها لتتوهم حبه هي فقط تمنت حياة أفضل
وقد تركت مقادير حياتها لله
وتركت نفسها تسير معا الحياه ويختار لها الله طريقها

**********

اقتربت زينب من رحيق تحدق في عينياها وقالت بشك
ـ رحيق ما الذي تنوين فعله لما أرسلتي عادل
في طلب زيد هل ! هل ستحادثينه
ـ نعم قالتها رحيق بصوت قاطع لا شك فيه كأنها تمنع نفسها في التردد قبل منع زينب
من الاعتراض
تنهدت زينب بضيق وبعد صمت ثواني قالت
ـ تعلمي أن ما تفعلينه خطأ
ـ أجل اعلم
قالتها رحيق وهي تغادر المكان تلحق بعادل الذي ارسلته يطلب زيد

كانت عدة ثواني فقط هي ما احتاجها زيد ليتخطى صدمته من وجود رحيق امامه
هل هي من ارسلت عادل في طلبه اعتقد أن انهار من أرادت أن يأتي قرب باب المنزل
بعيد عن أنظار الرجال لتسأل عن عائلتها
لكن أن تكون رحيق !!
تجمدت ملامحه أمام نظراتها الحاقده التي تزداد كل يوم حقد اكبر من ذي قبله
وتلبس البرود المعتاد وهو يضع يديه في جيبي بنطاله
ويقف أمامها بإهمال ليقول بجمود
ـ ماذا تريدين
تجعدت ملامحها بحقد وغضب وهي تقترب منه أكثر لتهمس بشراسه وعيناها الظاهره من فتحة نقابها الواسعه تقدحان شرار الغضب
ـ ماذا تضنون أنفسكم هاه
ضهر عدم الفهم على ملامح زيد لكنه لم يعلق على كلامها
أكملت رحيق بغل
ـ كيف انا لا استوعب فتاه عقد قرانها اليوم على صديقك تتكلمون عنها وتشككون في أخلاقها
بل وتعيبونها بشيء ابتلاء من الله اي قلوب لكم هاا
كان جواب زيد قاطعاً وهو يقول بجمود
ـ انا لم افهم اي شيء من حديثك ولا اعرف عما تتحدثين
ارتفع صوت رحيق وهي تنهره بغضب
ـ بلا تفهمني جيداً
نهرها زيد بغضب اكبر وهو يقترب أكثر ليهمس أمام وجهها
ـ قسماً برب السماء يا رحيق إن لم تحترمي نفسك وتحترمينا كعائله لك وأقارب
أن تجعليني اضهر لك وجهاً آخر لزيد لم تعرفيه من قبل واعدك أن تندمي وقتها
لكم الجدار القريب منها بعنف وهو يضيف بغضب
ـ وها أنا أقسمت
غادر المكان بغضب عاصف ورحيق جامده بمكانها كأنها تمثالاً شمعي هو فقط من تجرحها نظراته وحتى إن لم يقل شيء !! وعيناه اليوم تذكرها باول
مره عرفت فيه جمال العيون واخر مره كان لحياتها جمال

****************

بدأ الهرج في سيرة العروسين والعقد الذي لم يكتمل
ولأن لا احد يعلم سبب لرفض العروس إتمام العقد كل شخص من الحضور بدأ بتأليف سيناريو
وافتراضات للسبب الحقيقي لالغاء العقد وقد حظر الشيخ واستعد الجميع
كانت زينب تودع اخر ضيوف الحفل
عندما رن الهاتف في يدها برساله من جابر يخبرها أنه يود الحديث معها بشيء مهم فقط لدقائق معدوده
أن تأتي إلى أمام الباب
الجميع في المنزل متوتر راشد لا يزال في الملحق معا زيد
وشعاع برفقة رحيق في الداخل ربما رحيق تخبرها
السبب لرفض أنهار
كانت ليلة طويله ومرهقه للجميع
ربما أن حادثته تفاهمنا وتوقف بعدها عن ازعاجي لتمر هذه الليله الغريبه أخيراً
خرجت إلى أمام الباب وجدته هناك وقف ينتظرها
وقفت تتامله وشعرت بالخطر هل تعود قبل أن يراها
لكن لم تجد الفكره استجابه وعقلها يتوقف عن العمل عندما التفت جابر ليراها أمامه لم تلبس النقاب لكن وضعت طرف شيلتها الثقيله على وجهها
وقفت صمت للاثنان كل واحد منهم يتأمل الآخر بتفكير عميق شعرت بالخطر يزداد أكثر عندما نطق جابر بجمود
ـ لم أتوقع أن تخرجي الي
تنحنحت زينب بربكه لتقول
ـ يجب أن نتناقش كراشدين حتى افهم ما تريده مني ؟
وها قد اتيت حتى اسمعك وتسمعني
خيم الصمت وجابر يتأملها بغرابه حتى نطق أخيراً
ـ لماذا انتي هكذا
ارتفع حاجب زينب بحركه تلقائيه وهي تنطق بدهشه
ـ كيف هكذا انا لم افهم
ـ بارده
كتفت زينب يديها بحركه حمائيه وهي تحاول فك شفره كلام جابر الغريبه أزاحت نظرها عنه وقالت بجمود
وهي تحدق في البعيد
ـ جابر لماذا ناديتني إلى هنا؟
ـ لماذا تريدين الطلاق ؟
ـ لم أفهم
تقدم جابر منها بقلة صبر وهو ينطق من بين أسنانه
ـ ما الذي لم تفهمينه في حديثي
اقول لماذا تريدين الطلاق ما الذي حدث حتى تغيرت افكارك لماذا لم تكملي المسرحيه التي تقومين
بها منذ خمس سنوات
ارتفع صوت زينب وهي تجيبه بغضب
ـ لاني تعبت لا اريد مسرحيات بعد الان ولأنه يحق لي زواجنا مجرد عقد عند شيخ بالنسبة لي
لا قيمه له أبداً ورقه فارقه سوف امزقها من حياتي
لقد أصبح حمل ثقيل احاول التخلص منه فقط
امسك جابر ذراعها بعنف وهو يقربها منه بشده قائلاً
ـ هذا ما أسأل عنه تماماً لماذا الان زينب لماذا
حاولت زينب مقاومته والابتعاد إلى أن قوتها لا تكفي وشعرت بالضعف والعجز
كان عادل يقف بعيداً عنهم قليلاً يراقب ما يحدث لم يتدخل لانه يعلم أيضاً أن قوته لا تكفي
دخل يركض ليخبر رحيق
كان جابر لا يميز ما يفعله اشتدت يداه في ذراعي زينب أكثر شعرت بألم أكبر صرخت عند عجزها عن تحمل الوجع أكثر ليفيق جابر لما يقوم به ويتركها بسرعه وهو
يسألها بلهفه هل هي بخير
تراجعت عنه قليلاً بتعب وهي تلهث محمرة عيناها ممتلئه بالدموع تسأل نفسها ماذا بعد
من لنا يحمينا منهم !
خرج زيد على صراخ زينب ليصدم من منظر جابر وزينب
ركض ناحيتهم وفور وصوله سحب
جابر بقميصه ليرميه أرضاً بعنف وهو يقول بغضب
ـ لقد تجاوزت حدودك هذه المره ياجابر تجاوزتها كثيراً
بماذا نحن وبما تنشغل انت
توقعت منك القليل ولو القليل فقط من المراعاه
لما نعيشه
نهض جابر بعنف ليصرخ في وجه زيد قائلاً
ـ هذه زوجتي لا يحق لك أن تقحم أنفك في حياتنا
تكتف زيد ببرود ليستفز جابر أكثر وهو يكمل
ـ توقف عن أداء دور البطوله لا يستحق أن نخسر بعضنا
ـ ما هو الذي لا يستحق وضح كلامك
أشار جابر بيده إلى زينب ورحيق التي وصلت معا عادل لا تعلم شيء مما يحدث وأكمل
ـ ولا واحده منهن تستاهل فيهن جينات والدهن الحقيره
لم تشعر زينب بنفسها وهي تقترب بعنف لتصفع جابر بكل ما تشعر به من ألم يمزق فؤادها لتقول بحده
ـ يكفي لا اسمح لك بإهانة أبي يكفي
كان الصمت سيد الموقف من الجميع وكل واحد يسأل نفسه ماذا يجب أن أفعل ؟!
اقترب جابر منها بلحظه خاطفه ليمسك شعرها ويسحبها له وهو يفقد آخر ذرات تعقل به
خلصها زيد من يده ليرميه أرضاً ويجثم فوقه يلكمه دون رحمه وهو يفقد السيطره على نفسه وغضبه
وهو يتمتم تضربها في عتبة بيتي ياقليل المرجله
تمد يدك عليها وانا واقف
بدأ العراك بينهما يشتد وجابر يحاول أن يخلص نفسه ليرمي زيد عنه ويرد له ضربه وهو يصرخ
زوجتي وافعل ما اشاء لا يحق لك أن تتدخل من انت يا هذا هاا من انت لن تبقى إحداهما في بيتك
سوف يعودون لمنزل عمهم رغم أنف الجميع هاجمه زيد وهو يقول بغضب اكبر
ولو على جثتي لن يخرج أحد من هنا وسوف أطلقها منك رغم أنفك انت ووالدك ايها الطفل
اشتد العراك بينهم والبنات يقفن دون حيله لا يستطيعو التدخل بينهم ولا الوقوف دون فعل شيء
خرجت انهار وشعاع تركضان على صوت الجلبه
لتمسك رحيق شعاع بسرعه وهي تطلب منها أن تتصل لراشد قبل أن يقتل أحدهما الآخر
وصل راشد ليسحب زيد المنتصر في العراك يبعده عن جابر بصعوبه ويقف بينهما وهو يقول بتعب
ـ ما بالكم دعوني قليلاً احزن لأجلي دعوني اعيش مشاكلي وبعدها تقاتلا!
صمت الجميع كل واحد منهم ينظر للأخر كأنهم تناسو شيء اهم لينظر الجميع لانهار
الواقفه بعيداً عيناها على رأشد ليرفع عيناه في عيناها لا يعلم هو غاضب منها ام حزين لأجلهم
أما هي فتعلم جيداً أنها حزينه وحسب وهو السبب
لم يزيح أحدهم نظره عن الأخر ليعم السكون من الجميع يراقبون بصمت لتكون هي أول من تكسر
نظرها وتغادر المكان إلى الداخل ويلحق بها عادل
لتمسك رحيق بزينب وتدخلان معاً
بقت شعاع تراقب أخيها تعلم أنه كان يريد أنهار زوجة له
وتعلم أنه حزين لما حدث ولو كان غاضب أيضاً
إلى أنه لا يحق له الغضب فل يحزن فقط .....

***********
كانت ليلة طويله البعض لم ينام يفكر في مستقبل مجهول ينتظره
يفكر في بداية جديده لا تعلم خباياها لا تعلم ما الذي ستواجهه في عائله جديده لا تعلم
عنها شيء إلى أن لها فيها ابن عم يسمى هزاع
والبعض يفكر في خسارة لازال يضن أنه لم يستحقها لقد علم أنها غداً راحله إلى الأبد سوف يأتي ابن عم لها لياخذها وهو لا يستطيع الإعتراض حتى
وإن فعل يعلم أن اول من سيقف في وجهه زيد
كما فعل أمام جابر لذا صمت يراقب بهدوء مزيف
أما الأخر فكان يبني في خياله القصص ليحقق مراد له
ولا يعلم ما الدافع لكل ما يفعل
وهو كان أول من يريد أن يطلقها فور وصوله حتى تتحرر هي ويتحرر هو من زواج مزيف
لكن الان هو يريد أن تصبح زوجة له وأن يعلمها كل ما يريد لتصبح مطيعه وتتوقف عن تصرفاتها المزعجه
له وحتى يربيها هو من جديد
أما هي فتشعر أنها رهينة زواج لا يد لها فيه لن تكون زوجته هي لا تريد
كل أمنياتها أن تتحرر منه ومن قيود ارتباطهم
لتعيش معا عادل ورحيق حياة حره من جديد وبعد أن تشفى والدتها تماماً
تعود السعاده لتخيم على منزلهم هذه كل ما تريد
أن تتخرج وتتوضف لتعيل عائلتها
وتحمل هي مسؤولية لتعوض رحيق وعادل ولو قليلاً حتى مما عأناه الاثنين

***********
في الصباح دخلت رحيق على انهار لتجدها جالسه وعادل نائم يضع رأسه في حجرها
كانت تبكي وتحاول كتم صوت بكائها حتى لا يستيقظ
اقتربت منها وربتت على كتفها لتهمس لها
ـ هوني عليكِ يا انهار هذا قدر الله لا تعترضي
تمتمت بالاستغفار لتبعد راس عادل وضعته على الوساده بعطف تشعر بفراقه كأنها تنتزع قلبها من بين اضلعها لقد وافقت على الزواج من راشد وهي لا تعرفه جيداً ورغم كل ما عاشته في الزواج وافقت لأجله
حتى تبقى قريبة منه دائماً
لكن يبدو أن الأمل الوحيد في حياتها سوف تتركه هنا لترحل مسحت على وجهها بارهاق
وهي تهمس
استغفر الله واتوب إليه اللهم لا اعتراض على قدرك
بقت لثواني تحدق في عادل النائم إلى أن قطعتها همسة رحيق
ـ هل ايقظه تتناولان طعام الفطور معاً قبل رحيلك
همست انهار باختناق
ـ لا أن جاء لي قبل أن يستيقظ يكون افضل تعبت من الوداع كثيراً لا استطيع الرحيل وانا انظر في عيناه
ـ لكن سوف يحزن كثيراً
ـ اعلم لكن سوف يحزن على كل الاحوال لا زال صغير فترة وتمضي وينساني
أمسكت رحيق بيديها وقالت بلطف
ـ لا أضن هذا لقد زرعتي وجودك فيه لن ينساكِ ابد الدهر تأكدي
احتضنتها انهار بقوه ودموعها تعاود النزول من جديد
*************
قال زيد بضيق
ـ انا لا استطيع تقبل ما يحدث معنا
ـ ولا أنا
نطقها جابر ببرود وهو يرتشف من فنجان قهوته
تنهد زيد ليصمت ويكمل شرب القهوه
اقبل راشد جلس يحدق في زيد بهدوء
لينهض زيد ببرود وهو يقول محدثاً جابر
انا سوف اذهب في رحله خلال هذا اليومين هل تذهب معي ؟
ـ افكر في الموضوع واخبرك
غادر المكان ليلحق به راشد قائلاً
ـ المنزل لك أن ضايقك وجودي اذهب انا لا انت
بقي زيد صامت لدقائق ليقول بهدوء دون أن يلتفت
ـ انا قلت لك أخي وامنتك على بيتي
وانت كسرتني يا راشد
نحن ديارنا مفتوحة دائماً لا نطرد ضيف منها أي كان
تحرك مجدداً ليوقفه قول راشد
ـ لماذا أنا لهذه الدرجه وانت وجابر كأن شيء لم يحدث بينكم
كان جواب زيد الصمت ليتحرك للخارج دون جواب
قال جابر الجالس بصمت يكمل قهوته ببرودة اعصاب
ـ لأنني انضربت منه بالأمس وانت لم يصلك شيء

خرج زيد ليقف وحواجبه تنعقد باستغراب كان هناك سيارات راقيه من نوع الهمر تقترب من المنزل
ثلاث سيارات لا يعرف احد فيهم
قفز هزاع بهيبه من السياره الاولى وكأن هناك امرأة تجلس بجانبه
اقترب من زيد وقال بنبره عاليه
السلام عليكم ورحمه الله
مد يده ليصافح زيد سلم عليه زيد بهدوء وهو يجيب سلامه
قال هزاع بعد ثواني
ـ لي حاجه عندكم انا هزاع هارون
ربت زيد على كتفه مرحباً ودعاه للدخول هو ومن معه
كتب رساله لرحيق يخبرها عن وصولهم
ولا يعلم ماذا يفعل هي يخبرها أن تجهز الضيافه ام يجهز هو القهوه ويذهب جابر ليجلب بعض الاشياء بجانبها
وإذا وافقو أن يبقوا للغداء يخبر خاله
لتحضير الطعام هناك
شتت أفكاره محاولاً التركيز معا هزاع ومن جاء معه
وهم يسلمو على راشد وجابر
اقترب من راشد وهمس له أنهم أقارب أنهار
ليعتذر راشد منهم ويغادر المكان
كان خارجاً بحنق من نفسه ومنها وقف يحدق في باب المنزل نظرات تشرح الكثير مالا
يستطيع الإنسان قوله ولا الاعتراف به حتى لنفسه
همس بشرود لن تكون النهايه أعدك
************
جلس الجميع وبعد المجاملات المعتادة
تنحنح هزاع وقال بجديه
ـ انا هنا لأخذ ابنة عمي إلى بيتها نحن حقاً نشكركم على كل شي فعلتموه لأجلها حتى اليوم
لقد كانت ضروف بشعه ما مررنا بها جميعاً لقد بحثت عنها كثيراً لكن هكذا شائت الأقدار
ابتسم له زيد وقال بهدوء رزين
ـ هي من تستاهل كل شكراً منا ومهما فعلنا لن نستطيع رد جميلها علينا
لقد أخبرتهم انكم هنا ارتاحوا عندنا يومين
قاطعه هزاع بجديه
ـ شكراً لك حقاً نتمنى لو بإمكاننا البقاء إلا أن ابي رجل كبير في السن ولا يوجد أحد معه في المنزل
كبير غيري ويجب أن نعود بسرعه
لطفاً أخبرهم أن تجهز نفسها لنغادر الان
ـ ما بالك يا رجل دعنا نقوم بالواجب معكم
ـ مكثورين خير يا أخي بيننا غيرها بإذن الله هذه المره اعذرنا
ـ حسناً فقط اسامحك فيها لأجل الوالد حفظه الله
سوف أخبرهم الأن
غادر زيد المكان ليقترب جواد من هزاع ويهمس له
ـ ارتاح هزاع ما بك يبدو أنهم أناس جيدون
ـ أجل يبدو ذلك ، لكن سوف اموت لا اعلم لماذا هي هنا لا أستطيع أن ارتاح الا بعد ان اعرف منها كل شيء
ربت جواد على كتفه وصمت
لانه يعلم أن هزاع محق هي ابنة عمه على كل حال وواجبه أن يخاف عليها

****************
فتحت رحيق الباب وضعت صينيه فيها شاي ومقبلات لأجل الضيافه
وبقت تحدق فيها بعبوس
ماذا الان لا اعتقد انكِ تضنين أن ادخلك لهم انا ولا حتى أضعها هناك وانادي البغيض زيد
ولن احادثه في الهاتف لو رحلو دون شرب رشفة ماء واحده حسناً
لكن ماذا افعل
ـ هل تنتضرين أن تجيبك صينية التقديم
فزعت رحيق من صوت زيد الذي أتى فجئة وقطع حديثها معا الصينيه المنحوسه لتغطي وجهها بسرعه
لتعاود النظر له بحده غاضبه منه وتشعر بالاحراج يفتك بها كيف شكلها وهي تحادث
صينيه وتشتكي لها لا وفوق هذا تذكره هو
يا الله دعني اموت الآن
استجمعت نفسها بسرعه لتقول بحنق ولده الاحراج الكبير الذي تشعر به
ـ الا تعرف شيء عن احترام خصوصيه الغير
ـ عفواً ولكن هل من الخصوصيه ألجلوس أمام الباب والتفكير بصوت مرتفع بحيث نسمعه
الى مجلس الضيوف ؟
اشتد حنقها أكثر لترميه بنظرات حاقده وتدخل بسرعه وتقفل الباب بعنف في وجهه
وقف شارد لثواني ليضع يده على صدره وهمس بشرود غريب ما كان يحب أن نمسح الغبار عن مشاعر دفنت يا قلب ودام أن فعلنا لنتحمل النتائج بشموخنا المعتاد

ودعت أنهار رحيق وزينب وغادرت بسرعه تهرب من وجعها ترى عادل في وجه أخواته
هل تحتمل أن يكبر عادل ويعيش حياته ويمحيها
من صفحات أيامه
وماذا عنها كيف ستكون الحياه لها
لقد كان آخر شيء يجعل لحياتها قيمه ويبعث لروحها الفرح
خرجت من الباب لتنظر لزيد الذي يقف بعيداً
وعيناه بالأرض كان هناك مجموعة من الشباب يقفون قريب من الباب الخارجي للمنزل
السيارات كانت ثلاثه وهي لا تعلم اي واحد من منهم هو ابن عمها ولا تعلم اين تذهب بقت واقفه تراقبهم بصمت
كلهم كانو يغضون بصرهم عنها
بحثت فيهم لعلها تجد شيء يشعرها أنهم أهلها
ربما ذاك ابن عمها يشبه والدها !!
التفكير وحده جعل قشعريره تمر في جسدها
لم تعرف ماذا تفعل هل تقترب منهم ام تبقى واقفه ولكن إن لم يشعرو بها ماذا بعد
اتخذت قرارها أن تتقدم قليلاً منهم حتى يشعرون بها
عدة خطوات فقط كانت قبل أن تسمع صوت
احب شخص لها في العالم ينادي باسمها
بصوت شبه مرتفع لقد كان عادل لم يسمح لها أن تذهب دون أن يبصم روحها بوجع فراق
وهي ترى دموعه دموع طفلها وصديقها الحقيقي والوحيد
دموع الشخص الوحيد الذي احبها بحق وجعل لها قيمه
عادت خطواتها بسرعه وهي تجلس على الأرض وتستقبله في أحضانها نست كل شيء
خوفها من المستقبل وجع الماضي فقط
تذكرت أنها الأن تودع أخر ما جعلها تحافظ على ادميتها لسنوات تتركه وتذهب إلى اين !ً؟
لا تعلم تعبت لقد تعبت حقاً بكت طويلاً كما بكى هو دون أن يبتعد عن حضنها وهو يردد كيف تذهبين
كيف لا تودعيني بصوت متقطع
لم يقاطعهم احد بقي الجميع متفرج بصمت كئيب
زيد القابض على يده بقوه ويشتم في داخله نفسه وراشد
زينب ورحيق الواقفات بقرب الباب يبكين معاهما
هزاع الذي يقف اقرب واحد منهما لا يعلم من هذا الذي يبكي في حضنها لقد بدأت علامات الاستفهام تضهر امامه
منذ أن خرجت صغيره لم يتخيل أن من يبحث عنها هكذا ابدا لقد توقع أن يجد امرأه كبيره أم لولد كبير
وكانت وحيده أيضاً اين طفلها لم يعد يستوعب شيء مما يحدث معه
اقترب منه جواد رفيق دربه ربت على كتفه بهدوء وقال
ـ لقد اتصل والدك يا هزاع يسأل اين نحن
تنهد هزاع قبل أن يقترب قليلاً منهم قائلاً بحزم
ٕـ يجب أن نتحرك الأن والدي بانتضارنا
خرجت زينب أمسكت بعادل تربت عليه بلطف وهي تهمس له أن يدعها تذهب
أبعدته عنها بصعوبه حضنته تبكي معه لتذهب أنهار مسرعه لتقف بقرب السيارات
تحدق فيهن بضياع حزين وهي تبكي
اقترب منها هزاع يقف خلفها ليشير إلى السياره الأقرب
وهو يقول هذه سيارتي
ركبت السياره لتنخرط في نوبة بكاء
تحركت السيارات الثلاث واحده تلو الأخرى وعادل واقف أمام الباب توقفت دموعه
لكن نظراته تحدثت عن شكواها دون دموع
****************
فتح هزاع نافذته يحاول التركيز على القياده
لكن صوت بكائها يوتره
وهو لا يفهم شيء أليس ذلك الفتى ولدها وكيف تكون هذه ابنه عمه أنها صغيره وصغيره جداً
لدرجه لا يستوعبها عقله
عم السكون فجئه عند انقطاع صوت بكائها
حدق هزاع في زوجته وأشار لها أن تحادث انهار
تنحنحت بدون رضاء قائله
ـ أهلاً بكِ انهار كيف حالك !
ترقبت جوابها قليلاً ورددت قائله
ـ عزيزتي أنهار هل انتي بخير
أوقف هزاع السياره بجانب الطريق بعجله جعلت زوجته تصرخ خوفاً
نزلا معاً وهند تحاول ايقاضها دون اجابه إذ كانت واضعه رأسها على النافذه
وذهبت في غيبوبه الاغماء هروباً من كل ما تواجهه
ولطالما اعتادت على هذا الهروب !
أزاحت نقابها عن وجهها وهي تقول
ـ هزاع احضر ماء بسرعه أنها فاقدة الوعي ركض هزاع إلى الأمام ليأخذ قارورة الماء ناولها
وحدق في وجه انهار الشاحب وآثار الدموع لم تجف بعد وكأن السنين خطت على خديها طريقاً
لدموع لا تزول
حدقت فيه بنظرات ذات معنى
ليبتعد ويغض بصره عنها وهو يقول بتوتر
ـ هل هي بخير ام أخذها للمستشفى
قالت هند بتوتر بدأ يتغلغل في نفسها خيفة على انهار الساكنه تماماً
ـ هل لديك عطر هنا ؟
بحث بين أغراضه الشخصيه الموجوده في السياره ليخرج عطر
يناولها بقلق بالغ وهو يتخيل ردة فعل والده أن حدث لها شيء قبل أن تصل إليهم بعد أمله الكبير في الوصول إليها
ـ هند هل ما زالت تتنفس ؟!
كحت أنهار بضعف بعد أن ازعجتها رائحة العطر القويه ليتنفس الصعداء هزاع وهند بفرح وهي تسألها هند برقه
ـ هل انتي بخير انهار ماذا حدث معكِ
استجمعت أنهار نفسها بسرعه لتغطي وجهها بفزع وتحدق فيهما قبل أن تقول بهدوء وصوتها يرتجف
ـ أجل انا بخير شكراً لك أنه مجرد تعب
قال هزاع بنبره صارمه افزعت انهار وهند معاً
ـ هل نذهب الى المستشفى هنا ام نصبر إلى أن نصل إلى قريتنا
همست انهار لهند القريبه منها
ـ انا بخير صدقاً هو مجرد تعب لا احتاج الى المستشفى
ركب هزاع السياره بعدها ليتابع طريقه بينما
تفكر هند أنه لم يدعها حتى تعود لمقعدها بجانبه
كانت تفكر انهار أنه سمع صوتها رغم أنه همس وأنه يعيش في قريه رغم أنها ضنت من سيارته الفاخره أنهم أثريا بقدر زيد ومن معه أو أكثر
*****************+

اقتربت رحيق من عادل الصامت منذ رحيل انهار يحدق أمامه بجمود لا تعلم ما يدور في عقله اقتربت منه لتمسك يده وهي تجلس بجانبه وتهمس برجاء
ـ عادل هون عليك سنزورها وتأتي هي لزيارتنا ذات يوم
حدق فيها زيد بصمت لثواني ثم تنهد وهو يقول بحزن عميق
ـ رحيق انا لست طفل اعلم اني لن أرى انهار مرة أخرى
ـ لما تقول هذا بعد أن تص........
ـ لن يحدث شيء بعد وصولها هناك انا فعلاً حزين لاني لن اراها مرة أخرى إلا اني حزين أكثر لاني لن استطيع ان اعلم هل هي بخير ام لا
انا لا اقرب لها لهذا لن يدعوني اعرف اي شيء عنها عائلتها هناك انا انا لا اعلم ما ستواجهه هناك
اني خائف عليها
رحيق انا لا اكرهكم وسعيد جداً أن لي عائله مثلكم
واعلم انكم تحبوني انا فقط احتاج الى الوقت
حتى اعتاد على كل هذا
حضنته رحيق برقة وهي تقول بعبره
ـ لا عليك حبيبي نحن معك وبجانبك ولك كل الوقت الذي تحتاج إليه وصدقني انهار سوف تكون بخير
الله معها دائماً ليست وحيده
ابتسم لها عادل بضعف لينهض عند سماعه صوت طرق الباب ويذهب لفتحه ورحيق الواقفه
قرب الباب تريد معرفة من جائهم في هذه الساعه
ليدخل عمها وجابر يقف بعيداً
في حوش المنزل علمت بوقتها أن عمها لم يأتي لخير أبداً
وعلمت أيضاً أنها خائفه وانها تتمنى أن يكون
زيد موجود في الملحق لتشعر بالأمان
ليصدمها أكثر تفكيرها هذا وهي تستوعب أنها لا تخاف زيد كما تخاف عمها وابن عمها ؟؟؟!

قراءه مـمتعه


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس