يوماً ما سأخبر من هزموني ان سقوطي في البداية لم يكن سوى كبوة لقوتي .
الحياة لا تعطي كل انسان مايريده بكل تلك البساطة، بل ستعطيك بيد وتأخذ باليد الاخرى شئ اخر، هكذا القانون وبه تسير كل تلك الدنيا.
كانت تنظر للحي عبر نافذة سيارة ذلك الضخم، رغم انها لم تغب عن هنا سوى اشهر قليلة لكنها للمرة الاول تشعر بالحنين نحو مكان بل منزل يدفئ قلبها،
ماكدت السيارة تقف حتى وجدت رنيم بأنتظارهم اسفل البناية، لتنظر نحوها بتردد لتجدها تركض نحوها محتضنه اياها " يالله لم اظن انني ارتعب على عقلة اصبع مثلك "، لتمسك وجهها بين يديها " هل انتِ بخير هل اذاك احد هناك سوف اذهب لاقطعه باسناني "،
لتقاطعهما صوت بدر وهي تشير نحو هارون " هاي يانمرة انتِ"،
لتمسح رنيم وجهها بهدوء مبتسمه نحوه " شكرا لك هارون حتى اليوم فعلت ما لم يفعله احد "، لتغمز نحو بدر " عليك تناول الغداء معنا اليوم يكفي اننا اشغلنا وقتك"،
ليسلم عليهم وهو يرحل " لا شكرا لك .. لدي عمل على اللحاق به .. المهم ان الجميع بخير "، لينظر نحو بدر " سوف احادثك بالمساء للاطمئنان "،
لتنظر نحوه بعناد " هل تراني صغيرة سوف تأكلني القطط "،
ليضحك " لا سوف تأكلك النمور ياقصيرة .. هيا الى اللقاء "،
لتقف وهي تلوح نحو سيارته بتفكير " لا اشعر بأن القادم خير!"،
لتناديها رنيم " بدر هيا لنصعد "،
على السُلم كان سراج يتحرك نحو الاسفل ليقابل الفتيات، لينظر نحو رنيم لثواني لتشيح عينيها بعيداً ليرى الصغيرة ليحدثها مبتسماً " اهلا ياصغيرة .. اخيراً عدتي الحي كان مظلم دون ابتسامتك الحنونه "،
لتبتسم ألما برقة " انك حلو اللسان سيد سراج .. ادام الله طيب كلامك "،
لتلكزها رنيم " هيا لتصعدي لترتاحي من الطريق "،
ليرفع سراج حاجبه " تعلمين يا ألما هناك من لم يتعلم كيف يرد الجميل .. او يتلفظ بكلمات الشكر كمجاملة حتى .. بل لا يعلم ماهو السلام لاجل الله "،
لترمقه رنيم بحده " ماذا تقصد بكلماتك تلك ؟"،
ليكتم ضحكته " لم اقصد شئ .. او تشعرين انني اعنيك "،
لترفع اصبعها بوجه بتحذير " لا تلقى كلماتك جذافاً .. وهيا لترحل بحال سبيلك لا ينقصنا سواك ايضاً "،
" هل مساعدتي وكلماتي تقف بالحلق كالشوكة .. اما ذلك الطويل صاحب السيارة لا .. هل تفضلين مساعدة المتملقين اولاد الذوات اذن "، ليرمقها بنظرة ساخرة ويرحل،
لتصرخ خلفه بعصبيه " ماذا تظن نفسك ها .. لان الله حاباك بجمال المظهر تتعالى علينا .. لم تكن تلك المساهدة قدمتها لنا لتعايرنا بها طوال العمر .. لعن الله ذاك اليوم الذي اتينا هنا لنسكن ببيتك ياهذاا "، لتتنفس بسرعة وهي تنظر نحو بدر الواقفة في اسفل السلم " لما تنظرين هكذا هيا اصعدي امامنا موضوع لشرحه "،
داخل الشقة .. كانت ألما تنظر نحو اثاث غرفة الصالون بصدمة وهي تحدق في الفتاتان " ما هذا!!"،
لتمسك بدر يدها وهي تجلسها جوارها " هذا حادث لقد اصلحنا بعض الضرر لقد كان بشع وبالغ جداً "،
لتجلس رنيم امامهما وهي تنظر نحو ألما " لقد كانت تلك الحريق رسالة من أخيك لنا .. لم نكن سوف نخبرك ابداً .. لكن بما انك عدت يجب ان تعلمين "،
لتنظر لهما مصعوقة " ااخي .. ياللهي هل وصل لكما كيف .. لم نخبر احد يعرفنا بذلك البيت "،
لتربت على يديها بأسف " لقد كنت احضر اوراقي من البلدة .. لذلك لا اعلم لم ارهما كانا يتتبعاني حتى هنا "، لتضحك " لكن لا تقلقي نحن بأمان منذ اشهر حتى الان .. اظن انه يأس عندما لم يجدك معنا .. لذلك بما ان الظروف تحتمت عودتك يجب ان تبقي دون حركة داخل المنزل وان شعرت بخطر اذهبي نحو شقة الجيران "،
لتنظر رنيم لبدر بغضب " ولما شقة ذلك ال .. يمكنها الاتصال باحد منا لتخبرها .. لا لن نحتك بذلك المستفز ولن نطلب منه مساعدة مره اخرى "، لترمقها بغيظ " يكفي هارون ها .. بطولها ذاك يخيف اعتى الرجال .. ما رأيك ياألما الا اقول الحقيقة"،
لتشهق بدر " سمي الله بعينك يافتاة ستصيبه بسهم عينك ونجده يرقد مريضاً .. انه ليس وحش لدي قلبب حنون لولا ذلك لما ساعدنا "،
لتضحك الفتاتان منها " انه حنون جداً وماذا ايضاً ؟؟"،
لتقفز وهي تركض خلفهما بعصبيه " ايتها الملعونتان .. سوف اقتلكن "،
رغم سريالية الموقف الا انهن قادرات على تحويله لمشهد كوميدي بحت بينهن،
كانت كلاً من بدر ورنيم تتجهز للذهاب للجامعة، كانت تقف جوارهما ألما لتحدثها بدر " ان شعرتي بأي شئ افعلى كما اخبرتك .. دعك من تهديد تلك الطبيبة البلهاء"،
لتنظر لهما بتردد " ايمكنني عرض شئ !! "،
لتجيب الاثنان بنفس الوقت " لا .. لن تبحثي عن عمل "،
لتمسك رنيم يدها وهي تجلسها على الاريكة " اجلسي وتحضري لاختبارات نهاية العام .. ما لك انت وما العمل يا ابنة شيخ البلدة ها .. هيا وداعاً "،
لتتحضنها بدر بقوة " سوف تجدين طعام الغداء ان تأخرنا هو على التسخين .. نحن لا نريد ان ترهقي في اشياء بلا قيمة الان الاهم دراستك حسناً "، لتغمز لها ضاحكة نحو الباب المقابل، لتزجرها رنيم وهي تجرها خلفها،
لم تكد تتحركا بعيداً حتى استمعا لصوت يحيي ألما " صباح الخير ياصغيرة .. كيف حالك اليوم "،
كانت تقف تبتسم نحوه " انا بخير مادام عدت للبيت "،
لتعود رنيم بحده وهي تنظر لها محذره " ألما هيا الي الداخل لا تحدثي الغرباء "،
لينظر سراج نحوها بعصبيه " صدقاً لا اعلم ما هي مشكلتك ؟ ..هل انت مجنونة تصارعين الجميع هكذا "،
لتتجاهله وهي تكمل سيرها للاسفل، ليركل الجدرا جواره بغضب،
" لماذا تحدثيه بذلك الشكل .. انت لست بتلك الصورة اذن لما ؟"،
رنيم بتوتر " ما كل تلك الاسئلة .. اعامله كما اعامل الغرباء .. نحن لا نعرفه لنعرض ودنا نحوه بكل تلك اللطافة .. هيا حتى لا نتأخر على الحافلة "،
كانت تفترق كلتاهما امام البوابة،
كانت بدر تسير بظهر مشدود وهي ترسم الحده على وجهها، منذ بداية العام لم تتعرف على احد جديد، هي لا قدرة لها لتدخل احدهم حياتها، لكن هارون ! ليس بشخص عادي لتفكر لماذا هو، وعلى سيرة التفكير بهِ كانت تراه على مرمى بصرها يقف جوار اصدقائه، لتحيد عن ذلك الطريق بتوتر دون ان تنتبه كانت رأسها ترتطم بأحد " اه .. اعتذر لم ارك "،
كان الاخر يقف وهو ينظر لها بعصبيه حتى رفعت عيناها نحوه ليصمت " مم لا يهمك ابداً .. انا الذي لم ارك "، ليمد يده نحوه " عابد .. وانتِ ؟"، ليكمل وهو يرى ترددها " اظنك بالفرقة الاولى مثلي .. لذا لم اراك هنا ابداً "،
لتمد يدها نحوه بشئ من التخوف " بدر .. اسفه على ارتطامي بك مره اخرى .. وداعاً "،
لتسرع خطواتها بعيداً عنه نحو مبني المحاضرات، كان يشرد نحوها " انها ساحرة رغم انها ليست بخارقة الجمال .. لكن عينيها بهما شئ يجذب دون هوادة "، ليضحك فجأة " ياللهي هل سأقع بها من اول نظرة .. انها حقاً كالأفلام "، ليلحق بها نحو المحاضرة لأول مره منذ بداية العام سوف يدخل احدى محاضراته الدراسية فقط لأجل ان يراها،
كانت رنيم تتحرك نحو معمل الجامعة خلف زميلتها " هل تلك المحاضرة للطبيب تيسير ؟"،
لتجيبها الاخيرة بأقتضاب " نعم هو بذاته .. لا يكفي انه يتحرك كالبطريق بل متسلط ويعذبنا معه ونحن مازلنا نقول بسم الله "،
لتربت رنيم على كتفها مبتسمه " لا تبتأسي هكذا .. لعل كل ذلك خير لنا .. قد اخبرني احد منذ وقت ان الصعاب هي من تقيم حياة البشر لا اوقاتهم في الراحة .. لذلك لا تنظري للسوء نظرة متشائم "،
لتضحك زميلتها " تعلمين انتِ كان عليك دخول كلية تناسب فلسفتك وكلماتك تلك .. تذكرين بهؤلاء الاطباء الذين اصبحوا فيما بعد اشهر الادباء .. انتِ رائعة حقاً "،
لتبادلها الضحك بتوتر " انها مجرد نصيحة سمعتها من احد اعرفه .. هيا حتى لا نتأخر على البطريق اقصد الدكتور "،
كانت رنيم تقف جوار السور تبحث بعينيها عن رفيقتها وهي تنظر نحو هاتفها بقلق "لماذا تأخرت اليوم يابدر .. اوف كلما اشعر بذلك يحدث مصيبة "، لم تتم جملتها للنهاية حتى استمعت لزميلتها وهي تركض نحوها " رنيم اليست صديقتك بدر سمراء قامتها قصيرة؟؟"،
لتنظر نحوها بقلق " نعم .. لماذا "،
لتمسكها وهي تركض نحو ساحة الجامعة " انها تتشاجر مع احد الفتيات هناك "،
لتتركها رنيم وهي تسارع خطواتها نحو تلك الدائرة التي تبتلع صديقتها بالوسط، لتصرخ بالجميع " ابتعدوا من هنا ابتعدوا .. بدر !!! "،
لتجد صديقتها تمسكتها الفتيات وهي تحارب ايديهم " ابتعدوا عني اتركوني اريها كيف تتطاول بلسانها تلك الوقحه .. هل تظننين انني لن اصل اليك ايتها المعتوه "،
كانت الفتاة امامها تصرخ من الرعب " انتِ مريضة .. كل ذلك لانني اخبرتك بالحقيقة .. هارون لن ينظر نحو فتاة تأتي من الحقول انظري لوجهك بالمرآه "،
ثواني ووجدت رنيم تقف بوجهها وهي تنظر لعينيها بحده " سأعطيكي مهلة لخمس ثواني لترحلي من امامي حتى لا اصفع وجهك اللطيف .. انه لمن الافضل لكِ ان تركضي حتى لا اريكِ من هي فتاة الحقول يابقايا النساء "،
كانت تتراجع الفتاة للخلف بخوف وهي تسرع بخطواتها بعيداً عنهما، لتصرخ رنيم في الجميع " انتهي العرض ماذا تنتظرون ارحلوا"،
كان هارون يقف في الخلف بعيداً عن الجميع، لتراه بدر وهي تسرع نحوه بغضب اهوج " كنت اعلم ان البشر جميعهم سوء ومعرفتك ابلتني بتلك المصيبة .. لا اريد ان اراك مجدداً انسى انك كنت تعرفني يوماً .. انني العن اليوم الذي رأيتك بهِ "،
ليحاول التحدث اليها بصدمة " بدر انتظري "،
لتلتفت له صارخه " لا تقول اسمي على لسانك القذر .. لا اريد ان اراك في محيطي "،
لتمسك يد صديقتها وهي ترحلان، لتنظر رنيم نحو وتجده يتوسلها التفهم، لا تعلم ماذا حدث وكيف وصلت اخبار صداقة الاثنان ومافي ذلك مجرد صديقان، لا تشعر ان الاتي خير كأن بحياتهما لعنة لا تنتهي الا بجعلهم اضعف واكثر حزناً،
في مكان قريب لذلك المشهد كانت تترصدهم عين يملؤها الخبث بسعادة،
اخبرني احدهم ذات مساء : ان دخل بين اثنان ثالث افسد مابينهما، وان نقل مايقال اشعل النيران بقلبيهما، وان اراد اصلاحاً توارت خلف كلماته السموم،
فما عمل من دخل بينهما ونيته السوء والدمار، ماعدا يرانا بعضهما بعدها سوى اعداء بعدما كانا اعز الاحباب.
كانت تمسح رنيم على يدها بهدوء " هل انتِ متأكده انك تريدين دخول المكتبة؟؟"، لتربت على كتفها " دعينا نعود للمنزل .. لقد كان يوم مرهق "،
لتنظر لها بأرهاق وهي تحاول رسم ابتسامة " لا تقلقي لو شعرت بأرهاق سوف اهاتفك .. لكن اليوم يجب ان اكون موجوده فالعم فؤاد ليس موجود "،
لتحتضنها وهي تغادر نحو المكتبة،
لتقف امام الباب لثواني وهي تقوم بفتحه ببطئ، لتبتسم بمرارة وهي تتفحص المكان بعينيها، لتغمض عينيها وهي تتطفو مع ذكري كانت قريبة،
كانت في مساء مثل ذلك اليوم تجلس على كرسي العم فؤاد تمسك كتاب الشعر الجديد الذي وصل يومها، كانت تحرك قدمها برتابة وهي تلتهم اسطر الكتاب، لم تكُن تشعر بتلك الخطوات خلفها حتى رأت خيال ضخم يحجب الاضاءة لترفع رأسها بهدوء لترى عيناه الرماديه تغيم وهي تلتقط انتباهها " هل تعلمين ان وضعك ذلك فرصة جيدة لاي لص ياذكية "،
لترفع لها حاجبها بغيظ " هناك اولاً جملة مساء الخير يابدر كيف حالك .. ولا لن يدخل لص هنا سواك يااحمق "،
ليدير الكرسي لتصبح امامه " هل تدرين شئ انتِ اكثر البشر استفزازاً .. وليس لك مساء الخير ياانسة مثقفة "،
لتقف وهي تبعد الكرسي لتصبح المسافة بينهما اكثر راحة " اولاً تعلم التعامل مع الفتيات جيداً ايها الاجدب .. ثانياً انا لست المثقفة الوحيدة هنا بل انت ايضاً وان كانت الكلمة سبه لألتصقت بك ايضاً "، لتبتعد عن مرمي عيناه الضاحكة تلك العينان التى تربكانها تجعل عقلها موضع قدميها وقلبها يقف صريعاً بين يديها، لا تعلم لما ولا تريد لان التفسير الوحيد مرعب!!
لتشعر بضربه فوق رأسها " ها انتِ اين شردت احدثك هنا "،
" هل انت احمق بالفطرة ام هي مجهوداتك الشخصية "، لتزيحه من طريقها وهي تسير نحو الارفف خلفه " ابتعد .. ام اخبرك عد للمنزل لقد تأخرت ياحبيب والدتك "،
ليسير معها " لسانك ذاك اود قطعه .. ليست كلمات انسه رقيقة بته "،
لتخرج له لسانها بغيظ " ان قدرت يوماً قطعه ارني اذن "،
ليبتسم وعيناه تلمعان " سوف ترين سوف افعلها ياقصيرة "،
لتضطرب ملامحها وهي تمسح الاتربة عن بعض الكتب " هيا غادر يااخ ونم لترى امنياتك المستحيلة "،
لتعود بعقلها للوقت الحالي لتشعر بخطواته تقترب خلفها لتغمض عيناها بقوة " ليته مجرد ذكري .. لا قدرة لي على رؤيته "،
لتفتح الباب وتلتفت سريعاً مغلقه اياه بوجه القادم لينظر لها عبر الزجاج بملامح مغلقه وهو يغادر بصمت دون محاولة،
لتجلس على اقرب كرسي وهي تكتم شقتها بقوة واغنيتها تدور بين ارفف المكتبة كأنها تعاقبها او تذكرها وتجلدها بصمت،
الدنيى حلقة عم بتدور والقمر بالسما يدور
انت حولى وانا حولك فى شى جاذبنا ومندور
كانت رنيم لم تكد تصل للمنزل بأرهاق، لتنظر ألما نحوها بتساؤل " اين بدر لماذا عدت دونها!!
لتجلس بهم " لقد حدثت مشكلة في الجامعة اليوم .. لذلك اخبرتها انني سأعود مبكراً وهي ستتأخر اليوم "،
لتجاورها " ماذا حدث هل هي بخير ؟؟"،
لتمسح وجهها بضيق " لا اظن ذلك ابداً .. لقد كانت مشكلة كبيرة بسبب هارون لا اعلم كيف ولا من تلك الفتاة لقد وقفت امامها تسبها وتسيئ لسمعتها كل هذا بسبب صداقتها بهارون "،
لتضغط ألما على اسنانها بغضب " كنت اعلم ان صداقتها بذلك الطويل ستجلب لرأسها المصائب .. لم اكن اشعر براحة حينما رأيته "،
لتجيبها رنيم بغيظ " ألما كف كلاماً لا معنى له .. هارون ساعدك بالاخص عليك الامتنان له .. اما سبب المشكلة سوف نعلمه حينما تعود بدر "،
لتتركها وهي تتجه نحو غرفتها، كانت ألما ترفع هاتفها وهي ترسل كلمات سريعه بعصبيه : هل تعلم كنت محق بشئن هارون .. لقد احزن بدر وسبب لها الاذى
ليجيبها الطرف الاخر بأنتصار : اخبرتك ان معاملته وتصرفاته تشي بشئ سئ .. لي نظرة لأعرف حقاً ان كان الشخص جيداً او سئ
لتكتب بحزن : لكنني حزينة ومهمومة لا اعلم ماهي حالتها الان ولم تعد من العمل
ليجيبها : حينما تعود اخبريها ان لاشئ يهم حتى يجعلها تحزن .. لا يوجد على الدنيا ماهو بقيمة لجعل قلوبنا تغتم
لتكتب بابتسامة : لا اعلم ماذا سأفعل دونك .. شكرا انك موجود حقاً، لتشعر بمفتاح الباب يتحرك : سوف اغلقها لقد اتت .. وداعاً
كانت تدلف بصمت داخل المنزل، لترى صديقتها تقفان بسرعة كمن كانوا ينتظرون قدموها،
لتنظر نحوهم بأجهاد " ماذا حدث .. انتما الاثنان تجلسان بهدوء سوياً .. هل القيامة اقامت ام اخطئت الشقة ؟!"،
لتمسك يدها ألما وهي تجذبها نحو الاريكة " لن تجعلينا ننسى ماحدث بطريقتك تلك"،
لتنظر نحوها بسخرية " وماذا حدث ياانستي .. هيا ادخلي لتنامي الوقت تأخر للكتاكيت امثالك "،
لتحاول ايقافها لتجد رنيم تمنعها بعينيها لتصمت وهي تتركها ترحل نحو غرفتها،
ثواني مرت حتى خرجت لتجلس جوارهن على الاريكة " خير ان شاءالله .. ماهذا التجمع ان كنتوا تتنتظرن نميمه وحديث لتوفروا مجهودكن "،
لتجلس رنيم على الارضية وهي تقلب بمحطات التلفاز " لا نحن سنجلس لنشاهد مسرحية قديمة ونفصل من ارهاق تلك الدراسة البشعة .. الانسان كاد ينسى انسانيته رغم انها مهنة الانسانية لكن الاساتذة يتلززون بتعذيبنا "،
لتجلس ألما جوارها " لقد ارعبتني حقاً من فكرة تلك الكلية انها حلمي الوحيد "،
لتزيحهما بدر وهي تجلس بينهما " دعك منها يا لومي انها كتلة كأبة تسير بقدمان .. ضعي حلمك نصب عينيك وستصلين اليه لا تقلقي بعدها من شئ"،
لتهتف رنيم " انظري يابدورة مسرحيتك المفضلة (سك على بناتك) كل يوم بعد صلاة العيد كانت جلستنا المفضلة مع كوب الليمون البارد مع الكثير من المسليات .. يالله كم مرت تلك الايام سريعاً "،
لتتمتم بدر بحنين " اتركي المسرحية لنضحك قليلاً "، لتكمل بغيظ " وماهذه الايام التي مرت .. نحن مازلنا نقول للدنيا اهلا لا تغلقيها بوجهي .. سنحيا ايام اسعد مما مرت بنا حسناً "،
لتمر الساعتين وهن يجلسن حول المنضدة الصغيرة وهن يشاهدن تلك المسرحية، كانت بدر تتضحك بهسترية والفتاتان ينظرن نحوها بقلق، لتقترب منها ألما وهي تضع رأسها على كتفها وهي تحضتنها من جانبها الايمن لتفعل رنيم المثل وتحضتن جانبها الايسر، ظللن هكذا حتى استمعن لنهنهات بكائها المكتوم لتحثها ألما " ابكي يابدر ابكي لا تكتمي حزناً داخلك لا تتركي الحزن يأكل من داخلك .. لا شئ يستحق ان نصبح عجازء بسببه ابداً "،
لتنظر لرنيم لتكمل الاخيرة " ان تركتي الحزن يبتلعك وقررتي ان البكاء سيجعلك ضعيفة .. ستستيقظين يوماً وقلبك اصبح كهلاً من حمله لدموعك داخله .. ابكي ياحبيبت قلبي نحن هنا لأجلك فأن ضعفتي او سقطتي سنتلقفك دائماً"،
لتنام ثلاثتهن على وضعهن ذاك محتضنات بعضهن كالاطفال، يخشوا الفراق والغد وكل مستقبل غريب.
كانت ألما تستلقى فراشها مبتسمه وهي تمسك هاتفها، كانت تصلها صور كثيرة تنظر لها بهيام وهي تكتب لمرسلها : تعلم لم اظن انك وسيم بتلك الصورة
ليجيبها بغيظ : هل كنت تظنني انني بشع ام ماذا ؟
لتكتب بسرعة : لا اطلاقاً .. لكن لا اعلم لما اراك مبهر الهيئة لديك طلة مختلفة
ليرسل : اشكرك على اطرائك .. لكن ماذا كنت ستفعلين ان كنت بشع الهيئة مثلاً ؟
لتجيبه مازحة : كنت تركتك فوراً .. فانا جميلة ماعملي معك انك كنت بشع
ليرسل بأقتضاب : اذن كما ترين .. وداعاً
لترسل بسرعة : بسام .. اين ذهبت لقد كنت امزح !!
لترسل عشرات الرسائل حتى وجدت صورته الموضوعه اختفت لترمق الهاتف بقلق، لتمر دقائق وهي تقاوم شعورها بالنعاس لتغرق بهِ وجبينها يتغضن بحزن،
لن تعلمي ياصغيرة ان الذئب يتسلل نحو قلبك بخطوات صبورة، وانه سوف يفترسك بأنتصار حالما ينال قلبك،
لكن قبل ذلك سوف يرفعك على النار بهدوء حتى تلتهبين بين يديه، وحالما تكوني مستعدة سوف يلتهمك بجشع.