عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-24, 10:05 PM   #20

نورا كمال
 
الصورة الرمزية نورا كمال

? العضوٌ??? » 459278
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورا كمال is on a distinguished road
Rewitysmile9 فراشات

لأجل زفاف رفيقتي المقربة غداً
ادعو لها بالرفاء والبنين

رفيقتي ملهمتي في الحياة، اللهم اجعل زواجها بداية خير وسعادة وبشرها بكل الرضا

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
الفصل التاسع
وانا الذي كنت لاشئ قبلك كيف اكون من دونك احد، لكنك علمتني كيف اكون بجرحك العميق.
****
قابلت احدهم ذات يوم، فسألته حينها ان كان يعلم عن تحرش الاطفال شيئاً
اخبرني حينها انه مجرد كذب ولا يمكن ان يكون ذلك حقيقة تحدث،
وان الذين يرون قصصهم مع تلك الواقعة ماهم الا مدعين،
حينها صمت عن قولي وروايتي، فكيف اخبر من مثله انه يحدث بل وحدث امامي يا أحمق،
هناك من لا يستحق ان نخبره خبايا ارواحنا ابداً، كيف نشكو له بالاساس بل كيف يمكننا ان نترعى امامه بكل ضعف نحمله داخلنا، بل كيف والف كيف ان نأمن انفسنا معه!!
في اول يوم لأختبارات نهاية العام..
كانت تغادر المنزل مع رنيم وكلاً منهما تحمل من التوتر والتخوف ما يكفيها ويفيض، لتصعد كلتاهما في تلك العربة للنقل الجماعي حتى الجامعة، كانت تجلس بعيداً عن رنيم في المقعد خلفها، ليأتي رجل مريب الهيئة يرتدي جلباباً ليجلس جوارها دون المقاعد الفارغة، لم تلتفت نحوه بدر حتى شعرت بتحركه نحوها متعمداً كل لحظة لتحاول الالتصاق بالنافذة حتى نهاية المقعد بقدر استطاعتها وحينما هدأ تحركه قامت بتشغيل اغاني حتى لا تشعر بطول الطريق، مرت دقائق حتى شعرت بيد غاشمة تمتد وتتحسس فخذها لتتجمد حينها بعدم استيعاب، وشعور يتسلل داخلها بأن هناك امر خاطئ يحدث وان ماتشعره الا وهو وهم ليس حقيقة، لتحاول بخوف الابتعاد وتحريك قدمها بتوتر تمكن منها فرغم كل ماتسمعه من اصوات حولها واشخاص تراهم الا انها كمن انسلخ من جسده لحظتها،
ليدوي بعقلها تلك الذكرى البشعة حينما كانت لا تعي بشاعة الدنيا، كانت تجلس على ارضية البيت تفترش ألعابها وهي تحرك كل دمية بفرحة طفولية حتى استمعت لصوت عمها يناديها
" بدر حبيبة عمها .. تعالى هنا ياحبيبتي الجميلة "،
لتنظر نحوه بأبتسامة مشرقة تزين وجهها وهي تتجه نحوه
" نعم عمو صابر .. هل انا حقاً جميلة؟؟ "،
ليمسك ذراعيها الصغيرتان وهو يرفعها على ساقيه
" نعم انتِ جميلة جداً .. ولاثبت لك سوف اجلسك على قدمي واقوم بهزك كما كنت صغيرة .. انتِ تحبين ذلك "،
لتنظر نحوه ببراءة معترضة
" لكن ماما قالت الا اجلس على ساق احد .. لقد اصبحت فتاة كبيرة "،
ليربت على منابت رأسها
" انتِ خفيفة كالريشرة .. وانا لست احد انا عمو حبيبك .. وتلك هي لعبتنا التي لن يعلم عنها احد اليس كذلك ""،
لتهز رأسها طواعية دون ان تشعر ان هناك من يستغل برائتها وجهلها بالامور، بل ويلقنها سراً لا تعلم ان مدارته مصيبه لها،
لتستمع فجأة لصوت صديقتها وهي توقف العربة امام الجامعة، لتلتفت حولها بسرعة كمن ادرك مكان لتتحرك خلف صديقتها كمن يعدو في سباق،
ماكادت تترك العربة حتى امسكت بيد رنيم بقوة وهي تنظر نحوها بصدمة وانفاس لاهثة، لتسألها الاخيرة بقلق
" ماذا بك .. لما وجهك بلا حياة كمن رأى شبحاً؟؟ "،
لتحاول بدر التحدث لتجد ان لسانها ثقيل لا يخرج منها حتى همساً، لتهز رأسها في النهاية وهي تجيب بصوت خافت
" لا لكن .. هناك من حاول لمسي لا اعرف .. اظنني اتخيل "،
لتمسكها رنيم وهي تنظر صوب عينها بحده
" هل تظنين ام حدث ذلك وانفصلت عن الواقع يابدر .. اخبريني ما حدث ؟"،
ليرتعش جسد بدر بقوة
" ماذا تصدقين ها .. انني من الممكن ان اكون متوهمه ام جننت فأختلق "،
لتقترب منها وهي تغمرها بقوة متمتممة برفق
" لا يابدورة ليس ذلك ماقصدته .. بل اقصد ان الموقف ارعبك فجعل عقلك يتوقف عن عمله ليأمرك اطرافك في رد فعل سليم ليس الا .. لذا انتِ بخير ليس بك شئ سوى تبعات الصدمة حسناً "،
كانت تتمسك بها طفلة لا تعي ماحدث وماتقوله لها، لكنها الان منذ سنوات تشعر ان هنالك من يتفهم مابها يعلم انه لم يكن ابداً خطأها، كما اخبرها والدها منذ اعوام لم تكن تعي لتخطئ!!
لتغمض عينها بقوة لتحجب تلك السنوات العجاف عن عقلها وذاكرتها، لتهمس بضعف
" هيا لنتحرك نحو الاختبار حتى لا نتأخر .. لن اذهب للعمل اليوم "،
لتسير معها وهي تساندها بالمشي حتى مدرجاتها
" حسناً لا مشكلة سوف اذهب بعد الاختبار للعم فؤاد واخبره انك مريضه اليوم .. لكن هل ستتمكنين من العودة للبيت وحدك ؟! "،
لتتحسس جبينها بضيق
" لا تشغلي بالك بي الان لنرى بعد الاختبار ماذا سنفعل .. دعينا من هذا وهيا لنلحق الوقت "،
بعد ساعتان ..
كانت تغادر قاعة الامتحانات وهي تتخذ ظل الشجرة الضخمة استراحةً لها، كانت تستند برأسها على جذع الشجرة كمن يحمل الهم فوق كتفيه فأثقله، فلم تشعر بخطوات المقترب بجوارها حتى حجب ظله مرمى نظرها لترفع عينيها نحوه دون ان تتفاجئ بتواجده،
لينظر نحوها بتسأل غامض
" اين حاميك المغوار هل ملل ورحل .. لا اراه يحوم حولك حتى لا يقربك احد "،
لتتجاهله وهي تنظر نحو الفراغ، لتهمس بصوت خفيض
" هل يمكن للانسان ان ينسلخ من ماضيه ان تعود روحه شفافه لا تحمل من الطعنات شبراً .. بل كيف يعود المرء طفلاً همه وشاغله العابه فقط ؟ "،
كان يحاول فهم ماتهمس به، لينخفض لمستوى رأسها بصدمة
" بماذا تهمسين هل تسبيني ؟؟ "،
لتلقيه بنظرة ضائقة
" ارحل ياهارون .. الم اخبرك مئات المرات بذلك ام انك لا تفهم .. هل اقولها بلغة اخرى .. لا اريد رؤيتك بل لا اريد معرفتك فلن يجمعنا شئ .. انا لا اسامح من يمسني بأذي فما بالك بما سببته صداقتك لي .. هل فهمت الاان ارحل عني "،
لتلتفت حولها بحثاً عنه لتجده انه بالفعل رحل لتغمض عينها بضيق وهي ترفع رأسها للسماء،
" لماذا تقفين هكذا .. هل انت بخير ؟؟ "،
لتلتفت نحوه وهي تتحدث ببطئ
" لا لست بخير .. اشعر بارهاق .. هل يمكنك ايصالي للمنزل .. لست قادرة على السير بمفردي حتى "،
ليقترب منها بسرعة وهو يساند جسدها المتمايل من المرض، لتسير معه بتيه لتستمع حولها لهمهمات كثيرة لتسأله
" ماذا يحدث اليوم في الحرم الجامعي .. هناك حركة مريبة!! "،
ليجيبها بجهل وهو يتفحص الاجواء جولهما
" لا اعلم مثلك .. دعكِ من هذا سوف نعلم عاجلاً ام أجلاً "،
لتهز رأسها بتأيد وهي تحاول الاعتدال قليلاً من ميلها عن كتفه، دون ان تعلم ان هناك يقف هو يشتعل بناره ويكتوي بغيرته دون يدري به احد، ام كان الجميع يعلم حقيقة شعورهما رغم الانكار الذي هتف كلاً منهما،
ليستمع الواقف لصوت احد رفاقه ساخراً
" هل مازلت على ضلالك بها .. انها كالطير تحط اينما كان رحالها لماذا لم تفقد بها الامل ياهارون .. انها كما يقولون ليست بفتاة نحبها لنتزوجها بالاساس "،
ليلتفت للمتحدث وهو يندفع نحوه ممسكاً عنقه ومحياه ينقلب بسعير وعيناه تشتعل بغضب اعمى
" اسمع جيداً ايها الحثالة .. ان رأيتك تهمس حتى بينك وبين ذاتك بتلك البذائه عنها سوف اخنقك لتموت بأنفاسك العفنه .. لذا التزم الصمت ولا تتحدث عنها بقذارتك تلك مره اخرى "،
ليهز المختنق بسرعة ورعب هامساً بضعف
" حسناً .. اترك .. عنقي .. سوف اموت "،
ليتركه بقوة وهو يحذره بعينيه
" هذا تحذيرك الاول والاخير .. واخبر كل رفاقك بذلك فانا لا امزح بتهديدي "،
ليرحل نحو سيارته وهو يزرع الارض غاضباً، بل لاعناً ذلك المعتوه الملتزق به وجميع من ساعد في افتراقها عنه،
ليصعد السيارة وهو يفتح المسجل ليستمع لتلك الاغنية التي تذكره بحكاية قلبه معها،
****
كانت رنيم تغادر قاعة الامتحانات لتبحث عن بدر وهي تمسك هاتفها لتجده فارغ من الشحن، لتتأفف وهي تنظر حولها لعلها تجدها قبل ان تقرر المغادره، لتقترب من بوابة الجامعة دون ان تنتبه للواقف امامها، ليوقفها صوت رخيم
" الطبيبة .. انها صدفة سعيدة اذن ماذا تفعلين هنا الان "،
لترفع عينها نحو لتجده جارها المستفز، لتجيبه ببرود
" اه هي فعلاً صدفة لا اعلم ان كانت سعيدة ام لا .. انا طالبة طب هنا .. لكن ماذا تفعل انت هنا بالجامعة هل مازالت تدرس .. رغم ان شكلك يظهرك كبير بالعمر "،
كان ينظر نحوها بذهول من ردها الجاف، لتجده صمت وهو يحملق بها لتتوتر بدورها لتتحرك خطوة بعيداً عنه، ليوقف بصوت مصدوم
" لقد تخطيتي كل حدود اللياقه حتى الان منذ قابلتك يا انسة رنيم .. لا اجد تفسير واحد لكل تلك الكلمات اللازعة التي تلقيها كلما تصادمت طرقنا .. صدقاً "،
لتجيبه بتعلثم واضح
" انا لا اقصد .. لست بتلك الجلافة لكنني اكرهه المتملقين الذي يشبهونك .. يظنون دائماً انهم يعلمون كل شئ بالكون .. هاي انزل قليلاً للارض .. لذا لا اقصد قلة ذوق ابداً "،
لتتحرك مغادرة وهو يقف خلفها يبتسم ابتسامة صغيرة، لتستمع لصوته الهادئ
" اذن ان كنت مغادرة دعيني اوصلك فطريقنا واحد "،
لتشكره بضيق
" لا اشكرك على العرض .. طريقنا ليس واحد .. لا يمكنني الذهاب معك بالسيارة "،
ليقصفها بسخرية
" لكن يجوز ان تستقلي سيارة ذلك الطويل العابس دوماً .. ياللمفارقة انتِ مخادعة وبوجهان حقاً لا اصدق "،
ليرتفع وجهها نحوه وعينها تموج بالغضب وهي ترفع اصبعها بوجهه
" انا لا اسمح لك او لأي كان ان ينعتني بأنني مخادعه او بوجهان انا لا املك سوى مبدأ واحد ولا اتخلى عنه .. تلك المرات التى تذكرها كنت اركض خلف مصائب فكان اضطراياً .. وانت لا احد لأخبرك باي تبرير لتصرف اقوم به .. هل فهمت سيد سراج "،
لتتركه وهي تتحرك بسرعة نحو عربات النقل العام لتستقلها بعصبيه وعينها تغشاها دموع الاحراج والخيبة، هل هكذا يراهم الجميع ان كانت تلك نظرة جارهم الشهم لأحداهن، ياحسرتاه على مكانته التى أهتزت داخلها!!
الخيبة ياصغيري شعور لا يمكنه ان يمحى بين يوم وليلة،
الخيبة والكسرة لا تزول، مابالك لو كانت خيبتك من عزيز غالي،
روحك لا تشفى منه ولو شفت منه ذاكرتك يوماً،
ستظل تلك الذكرى على روحك لا تغادرك،
لذا لا تحمل البشر فوق مكانتهم، فتصدمك خيبتك منهم
كانت تقترب من البيت وهي تسير متنهده وارهاق التفكير يجتاحها، تفكر بكل شئ وكل شخص بحياتها ان كانت صديقتاها او هارون او جارها السمج ايضاً، كأنها تحمل على عاتقها كل الدنيا وحل مشكلاتها، لتقف فجأة وهي تجد سيارة هارون تقف بالقرب من البيت لتتحرك بسرعة نحوها وهي تحدق به لتطرق على شباك السيارة، لينظر نحوه بتوتر
" لقد كنت اقود فوجدت نفسي بجوار منزلكم "،
لتقف باستقامة وهي تحدثه بحده
" لا تفعل ذلك بنفسك ياهارون .. رغم معرفتي القليلة بك لكن عيني لا تخطئ معادن البشر .. ولمصلحتك اخبرك اتركها حتى يأتي اليوم التي تناديك للنجدة والعون واعلم انه قريباً سيحدث "،
ليغمض عينه بتجلد
" حسناً رنيم سوف افعل ذلك لكن لو وعدتني بشئ واحد .. ان تبعدي ذلك اللزج عن طريقها "،
لتمسح وجهها بأرهاق
" اعدك انني سأحاول بل اني احاول دون تحفيزك ذلك .. هيا وداعاً "،
ليقود هارون مبتعداً لتنظر نحو مدخل البيت لتجد سراج يقف كالطود غاضباً ويظهر على محياه، لتدخل المبني دون ان تلتفت نحوه وهي تصعد الدرج بسرعة كمن يهرب من مصيره، لتشعر بصوت خطواته خلفها، لتحاول الوصول لباب المنزل حتى امسك مرفقها حينها لتشهق بصدمة وهي تنظر نحوه بعصبيه
" كيف تجرؤ ابتعد عني قبل ان اصرخ ويفتضح امرك ليعلم الجميع انك لست بذلك الاحترام "،
ليشدد على احرفه بغضب
" بل كيف تجرؤين انتِ .. ترفضين عرضي لتوصيلك بكل جلافة لتقفين معه هو وبكل سلاسة تتحدثين .. انت منافقة حقاً .. تتهمينني بعدم الاحترام انا وانتِ ماذا ها؟؟ "،
كانت تعلو انفاسها وجرح كرامتها يأن تحت وطائة كلماته الحارقة، لترفع يدها الحره وهي تصفعه دون تفكير، ليترك يدها لحظتها وكلاهما ينظران لبعضهما بصدمة مما ألت اليه الاحداث، لتركض نحو الباب وهي تفتحه بسرعة لتغلقه بقوة بوجه الواقف خلفه، لتستند على اطار الباب وهي تضع يدها على فمها تكتم صوت نحيبها لتتحرك ببطئ نحو الاريكة تستلقى عليها لتغمض عينيها وهي تهمس داخلها
" كل هذا لم يحدث .. كان مجرد حلم بل كابوس بشع سوف ينتهي سوف اجد نفسي على فراشي واستيقظ فذعه خائفة "،
لتفتح عينيها وهي تنظر نحو يدها والسقف، لتنخرط ببكاء بصوت عالي وهي تغطي وجهها بكلتا يديها ودت لو تختفي فقط.
بعد ساعة ..
كانت تجلس بسرعة على الاريكة وهي تجد بدر تفتح باب الحمام، لتنظر كلتاهما لبعضهما بصمت قاطعه صوت رنيم الصارخ
" اين ذهبتِ .. لقد ظللت ابحث عنك كالبلهاء بجميع انحاء الحرم الجامعي .. لارى ان الهانم غادرت مع ذلك اللزج عابد .. لقد اخبرتك"، لتصمت وهي ترى عدم اتزان عين بدر، لتركض نحوها بخوف
" بدر ماذا حدث .. انتِ لست بخير .. تعالي اجلس سوف اقيس نبضك "،
لتسمع همس صديقتها الخافت بخواء
" اتعلمين لا اصدق ان البعض يرانا مجرد مخادعين .. بل وقصصنا تلفيق وكذب .. الم يعلم احد اننا نعاني .. الا يفقهون حقاً .. ام هم يكتمون اسماعهم عن صراخنا!!"،
لتحضتنها رنيم وهي تسألها برعب
" ماذا يحدث لك .. هل ذلك تأثير الصباح .. انت تعلمين ان هؤلاء القذرين يتواجدون بكل زمان ومكان لكن علينا التعلم كيف نأخذ حقنا الا نصمت "،
لتضحك بدر بخواء وهي تنظر نحو رنيم
" نعم متواجدين .. لكن الابشع البشر الاخرون الذين لا يصدقون قصص الناجين امثالنا .. ناجين من طفولة بشعه "،
لتربت رنيم على رأسها وهي تردد بحنان
" اخبريني فقط من احزنك هكذا "،
لتتنهد بقوة والدموع تتساقط من عينها دون ان تشعر
" اليوم انقلبت الجامعة بعد الاختبار حينما شاع على مقربه من اسوار الجامعة محاولت احد العمال للتحرش بطفلة من اطفال الشارع .. لم تكن تلك المشكلة فقط بل كان سخرية البعض ان قصص تحرش الاطفال ليست حقيقة وهي مجرد وهم يتخيله البعض ويرويه حتى صدقه الجميع .. اتصدقين يخبرونني ان ما رأيته منذ اعوام مجرد وهم طفلة غبيه لا تفقه شئ .. طفلة علمت ما لايجب ان تعلمه على يد قذر استغل برائتها .. يرددون ذلك وانا احاول اسكات شعوري بالدونية .. تعلمين كم مره تمنيت الموت منذ ذلك الحادث .. لكنني اضعف من ان افعلها بنفسي لا اقدر يارنيم "،
كانت تنظر نحو صديقتها وهي تنهار بالبكاء معها وكلتاهما تتمسك بأحضان الاخرى ولم تعلم منهما من بدأ وصلة البكاء،
من فرط الآلم باتت تضحك
وتصل ضحكاتها لأعشاش الطيور
بل حتى تطير معهم لعنان السماء
لكن لو دقق أحدهم داخل عينيها لوجدها ساكنة لا تهتز
لقد كانت ترقص رقصة الموت الأخيرة دون شعور بالحياة حقاً
يتهمها البشر بالانحلال ولايعلمون انها تناجي الحياة
تتمني الموت الف مره باليوم لعل الحياة تجيب يوماً
تسير سيرة المذبوح بدمائه ورغم البشاعة ينظرون نحوها بأشمئزاز لا شفقة!!
****
كانت تجلس على فراشها ساهمة وهي تفكر فقط ماذا سيحدث بعد شهر من الان بضعة ايام لتبدأ اختباراتها، هي لا تخشى تلك المخاوف التى يشعر بها جميع اقرنائها من خوف للعام الاخير بالثانوية، بل هي تخشى ما هو ابعد من ذلك، تفكر وتفكر ولا تستطيع ان يتنحى رعبها من رأسها وهي تظن ان غدر اخاها لن يتوقف عن كونه سيسلبها جميع حقوقها المادية والادمية،
لتقف امام المرأة وهي تتذكر ما قبل رحيلها من القرية ..
كان اخاها مثال جيد قد يكون سلبي لكنه لم يسبب اذاها يوماً، الا بعد زواجه من تلك الفتاة زميلة دراستها شرين لم تكن سوى فتاة لا تهتم بالدراسة يوماً فقط تتزين طوال الوقت، تتلذ بجعل الجميع يتلفت نحوها تشعر بالزهو حينما ترى الكثير يلهثون لوصالها، ومن سوء حظها تزوجها اخيها دون رجال بلدتهم والقرى المجاورة!!
بعد زواج اخيها بثلاث اشهر، قد عادت من بيت اخوالها بسعادة لقد بقى القليل سوف تسافر للعاصمة الكبيرة نحو حلمها، كانت تدلف البيت الكبير عن باقي المنازل،
" حامد هل انت هنا ؟؟ "،
ليعترض بحثها خطوات رنانه وصوت صاحبته الساخر
" الن تقولي اهلا يااهل الدار .. او كيف حالك ياشرين .. عيب عليك نحن زملاء دراسة .. الم يخبرك اهلك كيف تسلمين على صاحب البيت "،
كانت تنظر نحوها بحنق وهي تتخطاها بلامبالاه وهي تبحث عن اخيها
" ليس لدي وقت لاقف بأول النهار لاتشاجر معك كالماضي ياشرين .. ان كنت تبحثين عن سبب للشجار ابحثي بعيداً عني "،
لتجد اخيها ينزل درجات السلم الداخلي نحو البهو، لتركض نحوه مبتسمه
" حامد اخي .. هل جهزت اوراقي ؟"،
لينظر نحوها بعدم فهم
" اوراق ماذا يا ألما !! .. اخبريني لانني لا اتذكر "،
لتجيبه بخيبه وصوت خفيض
" اوراقي الرسمية حتى اتجهز للسفر للعاصمة نحو مدرستي!! .. الم تخبرني انك ستجهز كل شئ ينقصني بعد زفافك "،
ليرفع عينه نحو الواقفه خلفها وهي تغمز نحوه بلؤم، ليردد لألما
" لن تسافري الى اي مكان بالاساس .. لا اعلم مابها مدرستك التي هنا .. بالاصل لا اعلم لما تكملين دراستك يكفيك حتى هذا .. الفتاة مصيرها ان تتزوج وتخدم زوجها وتبني بيت جيد لها .. دعك من امور العلم وتفاهته لن يفيدك بشئ "،
كانت تنظر نحوه مصدومه وصوتها يعلو بأعتراض
" لقد وافق ابي .. لولا موته لكنت ذهبت منذ اشهر .. لكنه اقر بالموافقة ولم يتبقى سوى اوراقي واسافر .. لتأتي انت الان لتخبرني انني لن اذهب لن احقق احلامي .. تريد حرماني من الشئ الوحيد الذي احبه الا يكفي رحيل ابي .. لن اسمح لك بذلك سوف اذهب "،
ليرفع يده وهو يصفعها بقوة حتى ارتمت اسفل قدمه، لتركض الاخيرة بسرعة وهي تمسك مرفقه بمسرحيه
" لا ياحامد ماذا تفعل .. هي لا تقصد ذلك .. انها كلمات هوجاء سوف تنفذ كل ماتريده ياحبيبي .. لكن لا تعنفها هكذا انها اختك حبيبتك الباقيه من عائلتك "،
ليمسك يد زوجته وهو يقبلها وهو يهمس للمرميه على الارض
" لأجل شرين فقط .. سوف ادعي عدم سماعي لكلماتك عديمة التربية تلك .. سوف اذهب للعمل "،
ليرحل وهي يترك زوجته تنظر لاخته بشماته
" انظري كيف هو مقامك الان يا عزيزتي اسفل قدمي .. بأشارة اصبع اجعل اخاك يلقيك خارجاً .. اوف اصبح الجو خانقاً سوف اذهب لغرفتي لارتاح "،
كانت ألما تنظر حولها بتيه وتمني بأن يكون كل ماحدث مجرد حلم، اخاها صفعها بل دهس كرامتها وجعل تلك العلقة تشمت بها، لتقرر ان تفر بذاتها قبل ان تموت هنا، فالموت في ويلات الخارج اهون من هنا الف مره.
لتعود بذاكرتها ..
وهي ترتدي باقي ملابسها وهي تخرج نحو الممر امام غرف السكن متجه نحو المبني الاخر، لتقترب من فصلها الدراسي لتبحث عن صديقتها القصيرة، لتجد انها لم تحضر اليوم ايضاً، لتحدث المعلمة بقلق
" اين فيروز ذلك الشهر الثاني الذي لا تتواجد به او اجدها بالسكن هل هي بخير؟؟"،
لتخلع المعلمة نظاراتها الطبية وهي تجيبه بأرهاق
" نعم هي بخير لكنها اجرت عملية منذ مده لذا لن تحضر اختبارات هذا العام .. لا تقلقي سوف تعود ان سمح لها الطبيب بذلك "،
لتتسأل بقلق اكبر
" عملية وطبيب .. لماذا لا افهم لقد كانت بخير اخر يوم رأيتها به ماذا حدث لها "،
لتتنهد المعلمة بدهشة
" فيروز كان لديها عيب خلقي ولدت به بالعمود الفقري الم ترينه .. لقد كان يؤثر على طولها الطبيعي لذا كانت تقع بالشجار مع الباقين دوماً .. لكن منذ مده قدمت طلب مرضي لانها ستجري العملية الجراحية اخيراً بعد طول انتظار .. لذا سوف تظل اشهر حتى تشفى من تباعات العملية .. ادع لها ياصغيرة "،
لتغادر مكتب المعلمة وهي مصدومة، ألتلك الدرجة كانت ملهية بصراعها الدائم مع نفسها بل ومع ماحولها حتى لا تعلم عن ماتعانيه صديقتها الوحيدة التى دافعت عنها منذ وطئت قدمها المدرسة،
ماكادت تدخل لحجرتها بحزن حتى شعرت بأهتزاز هاتفها لتنظر وهي تجدها رسالة منه لتبتسم فجأة وهي تقرأ كلماته : لقد اشتقت لك اين انت؟؟ .. لم ترسلي الصورة بالمساء لقد كنت انتظرها بأحر من الجمر .. اريد ان ارى كيف تبدو حبيبتي بزيها المدرسي
لتكتب له والفراشات تتطاير من حولها : انا حبيبتك حقاً ؟؟ .. لا تعلم كيف احتاج لتلك الكلمات الان فانا بأسوأ حالاتي
لتجده يكتب لتستلقى الفراش وهي تقاوم ارهاق اليوم وسهرها الطويل منتظرة رسالته، لتسقط بعدها بالنوم دون ان تشعر، كانت رسائل كثيرة تتهافت على هاتفها وهي لا تشعر بشئ،
كان يكتب على الجانب الاخر بحنق : لقد تركتني مجدداً ونمتي .. هذا هو جزاء انتظاري لك كل ذلك الوقت .. ككل مره تقولين ستبقين ساهرة معي وفي النهاية تسقطين نائمة فجأة دون ان تخبريني حتى .. حسناً انت حره يا ألما،
ليغلق هاتفه بعصبيه وهو يردد
" يبدو ان قصتنا سوف تطيل معك ياابنة الشيخ "،
كانت هي وراء توعده تنام قريرة العين لا تعلم اي نفس خبيثة تنتظر اذلالها بأسم الحب.
في صباح اليوم التالي ..
كانت تستيقظ من نومها بفزع وهي تدرك بعد ثواني انها سقطت بالنوم وسط محادثتها معه مره اخرى، لتمسك هاتفها بسرعة وهي تجده يتوعدها بل يخبرها انه نادم على انتظار محادثتها، لتهمس بحزن
" حقه ان يفعل ذلك .. لم يكفي انني لم ارسل صورتي له حتى الان .. انه يتحملني زيادة عن العادي .. هل سيتركني الان بعد كل اهمالي له ذلك "،
لترسل له متوسله : لا تغضب مني ارجوك .. لم اقصد تركك لقد كان دون ارادتي لم اتقصد النوم وانا احادثك .. انت لا تعلم كيف انتظر الوقت الذي نتحدث به بفارغ الصبر .. بل اتحين الاوقات التي انتهي بها من الاستذكار لارسل لك بعض الرسائل .. انت تعلم انني لا اقصد اهمالك ولا تهميشك .. ارجوك لا تتركني هكذا .. تحدث اغضب افعل اي شئ لكن لا تصمت،
لتجلس بعدها دامعة العينين ممسكه بهاتفها وهي ترى تلك العلامة تؤكد قراءته لجميع رسائلها دون رد،
هناك ما يؤلمها، جانب صدرها الايسر يضغط على انفاسها تشعر انها تموت، كانت تتمنى لو يتفهم حالتها بل يطيب ألمها دون سؤال، الم يقولوا ان من يحبنا يشعر بنا!!
والحب الذي يذل صاحبه ليس بحب،
والحب الذي يجعلنا نترجى ونلهث خلفه ليس حب،
ومن يعذب ارواحنا بأسم الحب ليس بمُحب ابداً.
****
يتبع ..........


نورا كمال غير متواجد حالياً  
التوقيع
يأتي الإبداع من عمق الألم ياعزيزي .. 🦋
رد مع اقتباس