دخلت لغرفتها القديمة وهي تلقي حقيبتها بالزاوية بجانب الخزانة ، لتتابع سيرها بتثاقل وهي تخلع الوشاح عن شعرها وترميه عاليا حتى وصل للسرير قبلها ، جلست بعدها حيث وصلت فوق طرف السرير وهي تسكن تماما ، لترفع نظرها وتقابل صورتها على المرآة امامها وكأنها تدين نفسها وهي تضم قبضتيها على جانبيها بقهر صامت .
رفعت حاجبيها بارتجاف ما ان لمحت احمرار طفيف بخدها وهي ترفع قبضتها المضمومة لتلمس بأصابعها مكان الصفعة وهي تتابعها من انعكاس صورتها على المرآة ، مالت نظراتها وهي تخفض كفها امام نظرها وتفرد اصابعها ويظهر خاتمها الذهبي بأصبعها البنصر ، ثم اغمضت عينيها بشدة وهي تضم قبضتها وتخفضها على جانبها هامسة براحة
"لقد تخلصت من هذا العبء اخيرا !"
رمت نفسها على الفراش خلفها وهي تفك عقدة شعرها وتنثره حول رأسها ثم فردت ذراعيها على جانبيها ، لتفتح بعدها عينيها وهي تهمس بخفوت خاوي
"ولكن لما اشعر بالفراغ هكذا ؟ هل لأنني كسرت قلوب الجميع ؟ هل كنت عديمة الاحساس ؟"
تغضنت اطراف حدقتاها العسليتان بألم وهي تهمس بقهر
"وماذا عن قلبي انا عندما كسر ؟ كان يجب ان يفكروا بقلبي قبل فعلتهم"
غامت ملامحها وهي تضع كفها فوق جبينها هامسة ببهوت
"ماذا ستفعلين بعد هذه الخطوة ؟ كيف ستكملين حياتك يا سراب ؟"
دمعت عيناها بلحظة وانزلقت دمعة من طرف رموشها تسيل على العلامات الحمراء بخدها ، لتتنهد بعدها بأسى وقد تذكرت كلام بعيد كانت تسمعه من خالتها بأوقات شدتها وكربتها
(ما اغلق الله على عبد بابا بحكمته إلا وفتح له بابين برحمته ، لذا استعيني دائما بالصبر والإيمان بالله وستنجحين بالوصول لمسعاكِ !)
كورت شفتيها وهي تهمس من بينهما بارتجاف
"امي"
نهضت بسرعة عن الفراش وهي تدس يدها بجيب سترتها وتخرج هاتفها منه وتمسح دموعها بيدها الاخرى ، لتجري الاتصال على خالتها وتضع الهاتف بجانب اذنها وهي تسمع صوت الطنين من الطرف الآخر ، وما ان فُتح الخط حتى همست بسرعة بلهفة
"امي ، امي كيف حالك ؟ انا...."
قاطعها صوت سعال من الطرف الآخر اخترق اذنها وارجف قلبها بعنف ، لتسمع صوتها بعدها وهي تقول بخفوت منهك
"مرحبا ابنتي سراب ، كيف حالكِ ؟"
حركت رأسها بتشوش وهي تهمس بقلق
"خالتي ! خالتي ما به صوتك ؟ هل انتِ بخير ؟"
ردت عليها خالتها بهدوء متعب
"نعم انا بخير ، فقط اصبت بنزلة برد...."
قاطعتها سراب بسرعة وهي تقول بلا تفكير
"يمكنني المجيئ أليكِ بلمح البصر ، انتِ فقط اخبريني...."
قاطعتها خيرية بسرعة بجدية
"مجيئ ماذا بمنتصف الليل ! ليس لهذه الدرجة ! انا بخير انها مجرد نزلة برد بسبب الطقس المتقلب وحساسية الربيع"
تنفست براحة جزئية وهي تهمس بوجوم
"حسنا ولكن انتبهي على نفسكِ جيدا ، لا تهملي صحتك يا خالتي"
ردت عليها بخفوت رقيق
"بالطبع يا ابنتي ، لا تقلقي بشأني ، سأشرب الدواء واصبح بخير"
ارتسمت ابتسامة شاردة على محياها وهي تدس خصلاتها خلف اذنها ، قبل ان يقاطع افكارها صوت خالتها وهي تقول بمرح
"وايضا كيف تفكرين بالمجيئ إلي وترك زوجك ؟ هل انتِ مجنونة ؟ هل نسيتِ مسؤولياتك اتجاه زوجك ! هكذا سيفكر بأنكِ تهتمين بعائلتك اكثر منه"
مالت طرف شفتاها وهي تهمس بعدم حياة
"زوجي...زوجي غير موجود"
صمتت لحظات قبل ان تقول ببساطة
"يعني لم يعد من العمل بعد ، ومع ذلك فلا تستطيعين الخروج من المنزل بدون إذنه"
ردت عليها بخفوت منفعل
"ليس هذا مقصدي"
ساد صمت بينهما لبرهة قبل ان تبدده سراب هامسة بجدية
خالتي لقد اتصلت للحديث معكِ""
ردت عليها بخفوت حائر
"صحيح ما هو سبب اتصالك ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟"
ابتلعت ريقها باضطراب وهي تشد قبضتها الحرة على جانبها قبل ان تسبقها خيرية بالكلام هامسة بعطف
"اخبريني كيف اصبحت علاقتكما الزوجية ؟"
عبست ملامحها وهي تقول بجفاء
"ما زالت كما هي ، لم يطرأ تغيير عليها"
سمعت انفاسها الهادئة وهي تهمس بحنان
"ليست مشكلة ، المهم بأنها لم تسوء اكثر ولم تتعقد فأحيانا عدم حصول شيء افضل من حصوله"
تجمدت ملامحها وهي تصمت بشعور محبط قبل ان يجذبها صوتها ما ان تابعت بخفوت
"كيف حال زوجك ؟"
ردت عليها سراب ببرود جليدي
"بخير يا خالتي"
تنفست بارتجاف وهي تهمس بخفوت حرج
"وهل تخطى مشكلة كاسر ؟"
ادارت عيناها جانبا وهي تهمس بجمود
"لقد تخطاها ، ونسي كل شيء فعله"
تنهدت بارتياح وصلها بوضوح وهي تقول من فورها ببسمة ظهرت بصوتها
"لقد طمأنتني كثيرا ، ظننت بأنه سيحقد او يحمل الضغينة بقلبه وإذ هو شخص رحيم ومسامح ، وانتِ محظوظة لأنكِ حظيتِ بزوج مثله قليلون من يشبهونه ، واتمنى ألا تفترقان بحياتكما ويديم الله المحبة والوئام بينكما طول العمر"
كانت تقاسيمها جامدة وهي تستمع لكلام خالتها الذي بات صدى لروحها الفارغة ، لتهمس بعدها بابتسامة حزينة
"ليس هناك احد يملك قلب مثل قلبك يا خالتي ، الله لا يحرمني منكِ بحياتي"
ردت عليها خيرية بخفوت عاطفي
"حبيبتي صاحبة القلب الذهبي ، الله لا يحرمني من سماع صوتك"
ماتت ابتسامتها وهي تقبض بكفها على الهاتف قبل ان تسمع خالتها وهي تتابع كلامها بحنان
"هل اصارحكِ بالقول ؟ لقد كنت قلقة جدا عليكِ بسبب عدم تحملك للمسؤولية وعيشك بطيش وفوضوية ! وخاصة عندما كنت ارى حالة غرفتك كل صباح وهي تعم بفوضى عارمة وكأن اعصار دخل إليها ! حينها كنت افكر كيف ستتحملين مسؤولية منزل وعائلة وانتِ لا تجيدين فعل شيء سوى التسبب بالمشاكل ، ولكنني ارتحت الآن بعد زواجك وخروجك من عشك لعش آخر ، ودحضت شكوكي ومخاوفي نحوكِ ، واستطيع القول بأن ابنتي باتت تستطيع تحمل مسؤولية ورعاية عائلة"
شحبت ملامحها بلون الاشباح وتجمد الدم بعروقها وهي تشعر بانقباض حاد بقلبها وكأن كماشة تمسك به ، فلم تتوقع ان يكون هكذا تفكيرها نحوها ! وماذا ستكون ردة فعلها ازاء ما فعلته اليوم ؟ هل ستقف بصفها ام ستخيب توقعاتها نحوها ؟ بلا شك ستكسر قلبها وتترك غصة بروحها !
زمت شفتيها بعبوس تخفي كل انفعالاتها بداخلها وهي تهمس بهدوء ظاهري
"معذرةً يا خالتي لقد تذكرت بأنه يجب عليّ فعل شيء الآن ، لذا لنأجل حديثنا فيما بعد"
صمتت انفاسها لبرهة قبل ان يأتيها صوتها بقلق
"هل كل شيء بخير ؟"
اومأت سراب برأسها بدون ان تراها وهي تقول ببساطة
"نعم بخير ، لا تقلقي عليّ"
تنهدت بارتياح قبل ان تقول بتذكر
"ولكن لم تخبريني عن سبب اتصالك بي ، هل تريدين التكلم معي بشيء مهم ؟"
انفرجت شفتاها بارتجاف قبل ان تهمس بخفوت متحشرج
"كلا ليس مهم ، فقط انا....انا اشتقت إليكِ ، واردت ألقاء السلام عليكِ والاطمئنان قبل نومي"
ردت عليها خيرية بمحبة
"هل هذا كل شيء ؟ ظننته شيء مستعجل ، المهم انتبهي على نفسكِ يا ابنتي ، وكلميني بالوقت الذي تحبين انا دائما موجودة معكِ"
اتسعت ابتسامتها بسعادة برقت الدموع بعيناها وهي تهمس بخفوت
"إلى اللقاء يا خالتي ، ولا تنسي الالتزام بمواعيد الدواء ، احبك كثيرا"
اخفضت الهاتف وهي تفصل الخط وتشرد به قبل ان تهمس بخفوت حاسم
"لن اخبرها بشيء الآن ، ما ان اقرر ما سأفعل سأخبرها حينها"
سرق نظرها رنين هاتفها وهي تطالع رقم مجهول يتصل بها وقد عرفت هويته سريعا ، لترفع اصبعها ثواني على الشاشة قبل ان ترفض المكالمة ، ثم رمت الهاتف على السرير وهي تنهض وتتجه للحمام الملحق بصمت متجاهلة كل شيء حدث معها اليوم....
__________________________
صباح اليوم التالي....
عقد حاجبيه الكثيفين وهو يتململ على الفراش يشعر بارتخاء بأطرافه وكسل يمنعه من الخروج من حالة الاسترخاء مثل نمر خمد بعد حصوله على وجبة دسمة ، فهو يهنئ بالنوم لأول مرة ويحصل على استرخاء لم يحصل عليه قبلا ! فكيف يخرج منه الآن ؟ وكأنه حقق اكبر احلامه وفاز بالحياة والتي انهكته حتى الرمق الاخير منذ ولادته !
نام على جانبه وهو يمد كفه ويتحسس جانبه الفارغ من السرير ! ليغضن جبينه بحيرة وهو يفتح نصف جفنيه ويختلس النظر حوله ثواني قبل ان تتسع حدقتاه الرماديتان بإدراك ما ان تأكد من شكوكه ! ليقفز جالسا على السرير وهو يدور بنظره حوله ويكتشف بأنه وحده على السرير وبالغرفة التي بدت باردة وكئيبة كما كان يراها منذ يومين...
تنفس بتضخم وصدره العاري يرتفع بقوة تكاد عظام قفصه الصدري تخرج من مكانها ، ليرمي الغطاء جانبا وهو يلتقط البنطال الملقى جانبا ويرتديه بعجل وما ان قفز خارج السرير حتى فتح باب الغرفة وظهرت من كان يبحث عنها ، تلون وجهها بالحياء وهي تشيح بنظرها ما ان وجدته واقف بتأهب مثل الجندي ويرتدي البنطال فقط ، ليجذبها صوته الرجولي المرتخي والذي سمعته بأذنها طول الليل وهو يقول بانفعال
"اين كنتِ ؟"
ابتلعت ريقها بارتعاش وهي تتمسك بالعكاز بيدها وتهمس بخفوت مرتجف
"كنت...كنت بالمطبخ مع وداد ، اعد طعام الفطور لك"
انتبه الآن فقط للصينية بيدها الاخرى وهو يأخذ انفاسه ويقول بعدم تصديق
"انتِ غير معقولة ! انا ابحث عنكِ مثل المجنون بصباح زواجنا وانتِ تفكرين بالفطور ! اساسا كيف خرجتي من الغرفة ؟...."
تأملها لحظات وهو يلاحظ بأنها تنظر بعيدا عنه ليرسم ابتسامة ماكرة على محياه ويقول بخبث
"لما تنظرين بعيدا يا حبيبتي ؟ هل تخجلين مني ؟"
تسمرت بمكانها وهي تهمس بخفوت متلعثم تشد بقبضتها على العكاز
"لا انا فقط...لم اعتد على رؤيتك هكذا"
تقدم منها بخطوات سريعة وقبل ان تحرك رأسها كانت تشهق ما ان اصبحت محمولة فوق ذراعيه وسقطت العكاز ارضا ، ليهمس بعدها فوق رأسها بخفوت اجش
"يجب ان تعتادي ، فقد اصبحت زوجك قولا وفعلا"
زمت شفتيها بخجل وصدره بات مثل المرجل يحرقها حية وهي تتمسك بالصينية بحضنها ، ليسير بعدها عدة خطوات واسعة نحو السرير قبل ان يضعها فوقه برفق ، جلس بجانبها وهو يسند يديه خلف ظهره ويقول بخفوت باسم
"انتِ مدهشة ! كيف استطعتِ النهوض والذهاب لإعداد الطعام ؟ من اين جاء كل هذا النشاط ؟"
نهضت عن السرير وهي تضع الصينية فوق المنضدة وتفتح علبة الدواء هامسة بعفوية
"لقد استيقظت مبكرة قليلا ، ولم اعرف ما افعل ، لذلك قررت ان اعد لك طعام الفطور كي تستعيد عافيتك وتأخذ الدواء بعدها"
تغضنت طرف ابتسامته وهو يوجه كل تركيزه نحوها قائلا بجدية
"لما لم توقظيني كي اساعدكِ ؟"
عضت على طرف شفتيها وهي تدير نظرها نحوه هامسة ببراءة
"لقد كنت نائم بعمق مثل الطفل ، وكان شكلك بريء جدا ، لذا لم احب ان ازعجك او اضايقك"
رفع حاجبيه وهو يقول بنبرة ذات مغزى
"هل اصبحت هوايتك مراقبتي وانا نائم ؟"
حركت كتفيها وهي تعود بنظرها امامها هامسة بحياء
"ربما"
اقترب منها وهو يقف خلفها بضخامته مقارنة بحجمها الضئيل لينحني لطولها ويهمس بجانب اذنها بشغف
"ملاكي اصبح جريء"
اغمضت عينيها ما ان لامست شفتيه خدها بقبلة ناعمة قبل ان يصعد لأذنها ويهمس بقربها بحرارة
"صباح الخير يا اجمل مخلوق بهذا الكون ، شكرا على منحي هذه الليلة"
توردت وجنتيها باحمرار قاني وهي تومئ برأسها بصمت وقلبها ينبض بعنف منذ البارحة وكأنه نقش بات محفور به ، ليبتعد عنها بلحظة وهو يقول بلطف
"إذاً ماذا اعددتِ لنا على الفطور ؟"
رفعت الصينية وهي تستدير نحوه وتهمس بأمر
"اولاً اجلس امامي ودعني اقدم الفطور لك"
جلس على السرير بطاعة وهو يراقبها تعرج خطوتين نحوه حتى جلست بجانبه بدون اي مسافة تبعدهما عن بعضهما ، لترفع نظرها لصدره وهي تهمس بتزمت
"ألن ترتدي قميصك ؟"
ادار نظراته جانبا وهو يقول ببساطة
"نحن لوحدنا ليس هناك احد غريب !"
تبرمت شفتيها بعبوس وهي تقول بحزم
"اقصد بأنك ستصاب بالبرد فوق اصابة كتفك ، لذا هيا ارتدي قميصك"
زفر انفاسه بصوت مرتفع وهو يرمي نفسه على ظهره ويلتقط قميصه القطني من فوق الملاءة ، ليعتدل بجلوسه مجددا وهو يضع رأسه بالقميص ويدخل ذراعيه حتى انزله على صدره وبطنه ، حرك رأسه نحوها وهو يقول بتهكم
"هل انتِ راضية ؟"
اومأت برأسها بابتسامة لطيفة قبل ان يخفض نظره للصينية وهو يقول بدهشة
"هل هذه كفتة ؟"
رفعت الصينية نحوه وهي تقول بفخر
"نعم لقد اعددت لك كفتة فقد عرفت بأنها اكلتك المفضلة ، وقد اعددتها لي ذات مرة بالصباح لذا قررت ان اردها لك"
امسك بالصينية بيديه وهو يقول بابتسامة طفيفة
"لقد ظننت بأنني ممنوع عن اللحوم"
ضمت يديها امامها وهي تهمس برقة
"اعرف لذلك صنعتها لك بالخضار والبصل وقللت كمية اللحم بها ، اتمنى ان تعجبك"
وضع الصينية فوق ساقيه وهو يمسك الشوكة قائلا بحماس
"تبدو شهية جدا ، سأتذوقها الآن"
دس قطعة الكفتة بفمه بسرعة قبل ان تتسع حدقتاه وتتباطأ حركة شفتاه وهو يمضغ اللقمة ببطء ، لتعقد حاجبيها باستغراب وهي تهمس بتوجس
"ماذا ؟ ألم تعجبك ؟"
نظر لها بسرعة وهو يرفع قبضته قائلا بسعادة
"رائعة ! هذه اشهى كفتة اتذوقها بحياتي"
اشرقت ابتسامتها مجددا وهي تراقبه يتناولها بنهم قبل ان تمد كفها هامسة
"وانا اريد تذوق لقمة ، فلم اتناول...."
قاطعها بقوة وهو يرفع الطبق بعيدا عنها
"كلاااا ، لن تتناولي من هذا الطبق"
رفعت حاجبيها بدهشة وهي تهمس بوجوم
"لماذا ؟"
ابتلع ريقه بارتباك يتمالك نفسه قبل ان يقول بغرابة
"لأنه طبقي انا ، اذهبي واحضري طبق آخر لكِ غير الكفتة خاصتي"
كورت شفتيها بامتعاض وهي تهمس بقنوط
"وما لمانع لو تناولت من طبقك ؟"
اخفض الطبق امامه وهو يتمتم بوجوم
"لأنه...لأنه طبقي وقد احضرته لي وحدي"
رمقته بطرف حدقتيها لبرهة قبل ان تسرق حبة كفتة منه وهي تهمس بمرح
"سأتناولها الآن"
حدق بها بسرعة وقبل ان يوقفها كانت تقضم نصفها بأسنانها وهي تؤكلها بسعادة ، لتكشر ملامحها سريعا وهي تضع كفها على فمها هامسة باستياء
"يا إلهي مالحة جدا ! هل من الممكن بأنني اكثرت من الملح او التوابل ؟"
مالت طرف ابتسامته وهو يأخذ القطعة من اصابعها ويقول ببساطة
"نعم لاذعة قليلا ، ولكنها مع ذلك شهية جدا"
اخفضت كفها وهي تنكس برأسها هامسة بإحباط
"لقد فشلت بإعدادها ، واصبحت اسوأ كفتة تتناولها بحياتك"
رمى القطعة التي بقيت منها بفمه وهو يؤكلها ويقول بنشوة
"لا تقولي هكذا فهي تعجبني كثيرا ، وقد كانت تجربة لا مثيل لها"
رفعت رأسها وهي تعبس بغضب وتمد كفها هامسة
"توقف عن تناولها ، وتخلص منها...."
"لن افعل ذلك قطعا"
حدقت به باستغراب بعد كلامه وهو يرفع الطبق عن متناول يدها ويستمر بأكلها ببساطة ، لتخفض كفها وهي تهمس بتذمر
"ولكن هكذا ستؤلمك معدتك كثيرا وانت لم تخرج من المشفى سوى بالأمس ، ستضر صحتك"
حرك إلياس رأسه وهو يقول بابتسامة شقية
"لا امانع ذلك ، فكل شيء من صنع يديكِ يستحيل ان يضرني"
عضت على طرف شفتيها وهي تهمس بوجوم
"لما كذبت عليّ قبل قليل ؟ وقلت بأنها رائعة"
اخفض نظره للطبق وهو يقول بخفوت عميق
"لم اكن انوي كسر خاطرك بعد ان بذلتي كل هذا المجهود بصنعها لي ، فأنا اقدر كل شيء تفعلينه من اجلي"
ادارت عيناها جانبا بخجل قبل ان تعود بالنظر له هامسة بجدية
"ولكنك لست مضطر ان تتناولها كي تجاملني ، وايضا كيف تستطيع تحمل طعمها ؟"
تجمدت قطعة الكفتة امام فمه قبل ان يخفضها سنتمترات وهو يهمس بثقة
"انا املك مناعة عالية بجسدي ضد الكائنات المضرة ، لذلك اتحمل كل انواع الطعام من الحلو والاذع بدون ان يصيبني شيء"
حدقت به بعبوس بدون ان تقتنع حتى حرك الشوكة بيده وهو يقول بجدية
"هل تعرفين ماذا كنا نتناول بالمعسكر ؟"
حركت رأسها بالنفي حتى تابع بهمس واثق يشير بالشوكة للطبق
"كان طعام ولكن لا يشبه الطعام بشيء ، ربما طعام الحيوانات افضل من طعامنا ! عصيدة قديمة عمرها اعوام ، وخبز يابس ، بيض محروق ، ودجاج غير مسلوق ، ولحم نيء ، ومن شدة الجوع كنا نتناول ونلتهم بدون تذمر او اعتراض ، وبسبب هذه الحياة اكتسبت معدتي مناعة قوية واصبحت تتقبل كل انواع الطعام بالعالم مهما وصل مدى سوئه فلن يكون بسوء طعام المعسكر ، فكل ما كان يهمنا حينها هي غريزة البقاء اطول فترة والباقي لا يهم متنا او عشنا !"
تبرمت شفتيها بعبوس وهي تهمس بخفوت حزين
"يبدو بأنك قد تحملت الكثير بتلك الفترة ، من الجيد بأنك صمدت وبقيت على قيد الحياة"
دس اللقمة بفمه وهو يومئ برأسه ويقول بزهو
"ألم اخبركِ بذلك ؟ انا لدي مناعة قوية بجسدي لذا لا اموت بسهولة"
تنفست لورين بقوة وهي تسحب الطبق منه قائلة بجدية
"ومع ذلك لن اسمح لك بتناوله كله ، يكفي هذا القدر من ضر جسدك"
اخذ الطبق من كفها وهو يقول بابتسامة جانبية
"حسنا لقمة واحدة ، وبعدها اضعه جانبا"
تنهدت باستسلام وهي تراقبه يتناول لقمة كبيرة مثل الوحش لتلمح الندية على حاجبه الايسر احيانا تنسى وجودها واحيانا من تقطيب او انعقاد تظهر بوضوح ، كما ظهرت الآن وهو يعقد حاجبيه بتركيز ويظهر علامات الاستمتاع على وجهه ، لتقول بعدها بدون ان تمنع نفسها
"كيف حصلت على هذه الندبة ؟"
توقف عن تحريك فمه وقد شلت حركته ثواني حتى باتت تجزم بأنها لمحت بعينه اليسرى القريبة منها بريق ، لتراقبه وهو يضع الملعقة ويأخذ حبة الدواء حتى شرب كأس الماء ثم وضع الصينية فوق المنضدة الجانبية قائلا بهدوء
"هل تودين حقا ان تعرفي ؟"
اومأت برأسها وهي تقول بفضول
"نعم اريد ، فأنا فضولية جدا اتجاهها"
ارتفعت طرف ابتسامته وهو يعود بجلوسه قريب منها ويقول بدون وجود المرح على ملامحه
"وماذا يوجد بالمقابل ؟"
ردت عليه بخفوت حانق وهي تضرب مرفقه
"إلياس !"
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يرفع اصابعه ويضغط بأصبعه على حاجبه ثم قال بهدوء متزن
"الحقيقة بأنها حدثت معي بطفولتي حينها كانا والداي يتقاتلان بينهما كما بالعادة ، وانا تدخلت ودافعت عن امي امام غضب والدي ، كنت طفل ضعيف ولم اكن اقوى على فعل شيء كي افض الخلاف بينهما او اقف محامي لأحد منهما ، وبتلك المرة اشتد الخلاف بينهما حتى غضب والدي وسحبني بعيدا عن امي وسقطت فوق زجاج المزهرية المكسورة ، لتترك حينها ندبة عميقة عند حاجبي ولكن ليس بقدر الندبة التي تركها كلاهما بقلبي !"
ترقرقت عيناها بالدموع بحرارة وهي تشد بقبضتيها فوق ساقيها وكأنها تعصر الغصة بقلبها ، لتمسح بعدها تحت عينيها وهي تهمس ببحة مريرة
"انا آسفة ، يبدو بأنني قد آلمتك بذكرى قديمة لا تريد تذكرها"
ابتسم بعدم حياة وهو يهمس بخواء
"لا يفرق معي فهو شيء حدث بالماضي ، ولم يعد له تأثير بالحاضر"
نظرت له من خلف سحابات دموعها قبل ان تمسك بأصبعه على حاجبه وهي تخفضه ، ليلتفت نحوها بصمت ويراقبها وهي ترتفع على ركبتيها ثم وضعت كفها على كتفه وامسكت جانب وجهه بيدها الاخرى ، ليغمض بعدها عينيه براحة ما ان شعر بملمس شفتيها الناعمتين على حاجبه مكان الندبة تعطيها حب لم يحصل عليه بحياته حتى من والدته تداويه بمرهم خاص بها !
ما ان ابتعدت عنه وانخفضت حتى لف ذراعه حول خصرها وجذبها نحوه لترتمي بحضنه وبين ذراعيه ، رفعت حدقتيها الواسعتين بذهول وفغرت فاها الصغير حتى باتت اشبه للقطط بالأزقة بمشهد سلب عقله ! لينحني نحوها بسرعة تساعده ذراعه من تحتها بتقريبها وهو يقبلها بعنف يطبق على شفتاها الزهريتان يسحب كل ذرة هواء بجسدها يعبر عن امتنانه لها بطريقته الخاصة...لينزل لعنقها بسيل من القبلات المتلاحقة وذراعه تستمر برفعها نحوه وهي تبدو مثل القطة الوديعة بين يديه...حتى ضربت ذراعيه العضليتين بقبضتيها ما ان وصلت لهما وهو يرفعها سنتمترات بكل مرة هامسة بتذمر
"كف عن هذا واذهب للحمام فقد اصبح جسدك دبق ومليء بالعرق ، استحم وبدل ملابسك"
رفع رأسه عن عنقها وهو يلهث بانفعال ويقول برضا
"حسنا ، هيا بنا لنذهب إذاً"
اتسعت حدقتاها الخضراوان وهو ينهض حاملا إياها فوق ذراعيه بسهولة حتى تعلقت به بخوف ، لتشهق بذعر ما ان تحرك باتجاه الحمام وهو ينوي فعلها لتسارع بالقول بخوف
"لا لا اتركني ، انزلني يا إلياس ، انزلني اتوسل إليك !"
فتح الباب بقدمه وهو يدخل بها قائلا بعزم
"لقد اتفقنا على فعل كل شيء معا ، وهذا ما سيحدث من الآن وصاعدا ، واقسم لكِ بذلك"
__________________________
كان ينظر بالأوراق بين يديه قبل ان يشتت تركيزه ملف الاوراق الذي سقط امامه فوق الطاولة ، ليقول بعدها الواقف بجانبه بنبرة عملية
"لديك مؤتمر بعد يومين ، لذا استعد له"
تجمدت ملامحه وهو يسمع صوت خطواته تبتعد عنه قبل ان يقول بتصلب مفاجئ
"لن اذهب له"
توقف بهدوء وهو يستدير نحوه بنفس اللحظة التي نهض بها الجالس فوق الاريكة ، ليتنفس بعدها بعمق وهو يقول بجدية
"ماذا يعني لن تذهب ؟"
حرك رأسه وهو يقول بكل برود
"يعني لن اذهب"
مسد جبينه بإصبعيه وهو يقول بنفاذ صبر
"هيثم لا تختبر صبري ، انا لا اهرج معك ، انت يجب ان تذهب كي تمثلنا بالمؤتمر...."
قاطعه بسرعة ببساطة
"انا لا اريد ان امثل احد ولا اريد الذهاب للمؤتمر ، وقراري هذا نهائي"
نفض يده على جانبه وهو يقول بغضب منفعل
"انا لا اسألك عن رأيك ، انا اؤمرك وستنفذ ما اقول"
رفع ذقنه وهو يقول بخفوت ثابت
"وإذا لم انفذ امرك هل ستجبرني ؟"
عقد حاجبيه بقوة وهو يلوح بيده قائلا بضيق
"هذه ليست رحلة عمل عادية ، بل هي صفقة مهمة للغاية لشركتنا وعلاقاتنا ، وايضا مهم لك من اجل مستقبلك...."
"انا من يعرف الأصلح لي ولمستقبلي ، لذا اتركني افكر بمستقبلي بنفسي بدون تدخلاتك"
صدمت ملامحه ما ان قاطعه بقوة ليشير بعدها بأصبعه لنفسه قائلا باستنكار
"هل اصبحت انا من يتدخل بمستقبلك ؟"
ساد صمت بينهما لبرهة حافظ به هيثم على جمود ملامحه حتى تابع كلامه بتجهم وهو يلوح بذراعه بعيدا
"انا من يفكر بمصلحتك والأفضل لك دائما من كل شيء ، دراستك وطموحاتك ومستقبلك جعلتك تحقق كل ما تسعى له بحياتك ولم انقص عليك شيء ، كيف تقول بأنني اعارض طريقك ؟ هل لأنني اخطط لمستقبلك اصبحت اتدخل به ؟"
اخفض نظراته وهو يقول بنبرة باردة
"لا تفعل ، لا اريدك ان تفعل ذلك"
تلبدت ملامحه ولم ينتبه احد منهما للفرد الثالث الذي انضم لهما يشاهد بصمت ، ليقول سفيان بعدها وهو يضرب ذراعه على جانبه
"انت فقط ما كان ينقصني ، كان تبقى ان يكسر شقيقي كلامي ويتمرد عليّ وهذا ما حدث ! يا لسعادتي !"
رفع رأسه وهو يقول بوجوم
"هل اصبحت تنفث غضبك من زوجتك التي تركتك بي ؟"
قدحت عيناه بالشرار وهو يتقدم خطوتين صارخا بحدة
"هيثم !...."
اوقف حذيفة طريقه وهو يمسك ذراعه قائلا بتريث
"ليس هكذا يحل النقاش يا سفيان"
نفض ذراعه وهو يشير نحوه قائلا بغضب
"ألم تسمع وقاحة هذا !"
رفع هيثم ذقنه وهو يقول بنبرة متزنة
"لم اكسر كلامك بحياتي ولم اعترض عليه ، وبالمقابل عندما رفضت هذه المرة حضور المؤتمر اصبح لديك مشكلة معي ! إذا كان يهمك المؤتمر لهذه الدرجة اذهب انت إليه"
قطب جبينه بجمود وهو يبعد حذيفة عن امامه ويتقدم خطوتين قائلا بجفاء
"ولما لا تريد الحضور ؟ ما هو عذرك يا سيد ؟"
اشاح بوجهه جانبا وهو يقول بنقمة
"لم اعد استطيع تقمص ذلك الدور او تحمل الاجواء الرسمية هناك ، لا اريد ان اعمل عمل التلقين او الإرسال بعد الآن ، فأنا لست روبوت حتى اتحمل كل هذا العمل الذي يفوق مقدرتي"
امسك خصره بيديه وهو يقول بنبرة صلبة
"عليك التحمل والصبر إذا كنت تريد الوصول لمرتبة مرموقة بحياتك ، انا وحذيفة كافحنا وقاتلنا وهزمنا الكثير من الخصوم كي نصل لما نحن عليه الآن ، لم نستسلم للظروف او العقبات بطريقنا لحصد النجاح وصنعنا هوية لنا وصيت بعالم الاعمال ، هل تظن كل شيء يحدث بدون تعب او مشقة ؟"
عاد بنظره له وهو يقول بضيق يظهر لأول مرة
"ولكنكما لم تكونا بحياتكما تحت قيادة احد"
اطبق على اسنانه بشدة وهو يقول بتحذير
"هيثم لا تدعني اشتمك الآن على قلة ادبك ، هل فقدت صوابك ؟"
ردّ عليه من فوره بصوت ارتفع فجأة
"هذه ليست قلة ادب ، بل اتكلم عن حقوقي وواقعي بهذا المنزل"
رفع حاجبيه يراقبه بصمت حتى قال مجددا يتابع بجموح
"انا دائما لا اقول كلام فوق كلامكم ، لا ابوح برغباتي وما اريد فعله بحياتي لأن رغباتكم واهدافكم هي ما تهمني ، لم افعل شيء ضدكم ولم اعصي لكم امر وكل ما افعله هو من اجلكم ، توجهوني وتتحكمون بي كي ابقى بالمكان الذي رسمتموه لي بدون تخطي حدوده ، انتم امام الناس تظهروني بأني فرد من عائلتكم ولكنني بالواقع لست كذلك وبعيد جدا عنكم ! تقصوني من كل شيء بحياتكم ، الاحداث العائلية ، والمسؤوليات بالعمل ، ودوري كوريث بالشركة ، انتم لحد هذه اللحظة لم تعاملوني سوى معاملة الاستاذ للطالب الذي تستمرون باختباره ولا تدعونه يتخرج من مدرستكم ! وانا سئمت من كوني على هذه الحال !"
قست نظراته وهو يشعر حاله مشابه لحال كرم وقد بات يعامله بنفس الطريقة التي نفر منها وعارض عليها ، فهل اصبح مثل تلك العائلة التي تضحي بالجميع لمصلحتها الشخصية ؟
تنفس سفيان بقوة وهو يقول بخشونة
"متى فعلت ذلك ؟ متى اقصيتك وحرمتك من حقوقك...."
"عندما اخفيت عني قصة لورين ، وقصة المداهم ، والرصاصة التي اطلقها على زوج شقيقتي ، متى كنت تريدني ان اعرف ؟ لو اني لم اسمع من الناس مصادفة بمركز تدريب الشباب لبقيت جاهل عن الامور التي تحدث بالعائلة !"
ادار نظراته بعيدا وهو يقول بنبرة باردة
"انت ما تزال مراهق ، ولست مستعد لحمل اي مسؤوليات او هموم....."
قاطعه هيثم مجددا بدفاع
"المراهق هو الذي يتصرف بطيش وعدم مسؤولية ، وانا لست كذلك"
ضيق حدقتيه وهو يعود بالنظر له بسرعة قائلا بصرامة
"انا وحذيفة نتحمل كل الاعباء من مسؤوليات عمل وما يترتب من حل المشاكل بالعائلة ، انت فقط ركز بما يفيد مصلحتك ومستقبلك فلن ينفعك التفكير بهذه الامور من الآن ، ما دام كبار العائلة ما يزالون على قيد الحياة سيبقون هم من يمسكون زمام السيطرة والإدارة ، لذا لا تستعجل على امور اكبر منك ستكون عرقلة بطريقك واهدافك"
بادله النظر بجمود وهو يقول بثبات حاسم
"لن تستطيع ان تأخذ القرار عني او تفرض قوانينك عليّ ، انا من سيختار طريقة عيشه واين اريد ان اكون من بعد الآن"
رفع نظراته عاليا وهو يرمي كفه بالهواء قائلا بغضب
"لا حول ولا قوة إلا بالله ، هيا اغرب عن وجهي ، اغرب قبل ان تفقدني اعصابي"
بهتت ملامحه وهو ينقل نظراته لشقيقه الآخر الذي كان يحرك رأسه له يأمره بأن يغادر بصمت ، ليتحرك بعدها بآلية وهو يلتقط الاوراق من فوق الطاولة ويغادر بلحظة من امامهما ، ليقف بعدها على بعد خطوات منهما وهو يقول ببرود
"بعلمكما بأنني لن اذهب لأي مؤتمرات بحياتي ولن اكون بشاشة الاستعراض ، حتى تعترفا بي كفرد من العائلة يحق له ان يكون من طاقم العمل"
تنفس بصفير من بين اسنانه وهو يهمس بتهديد
"هيثم !"
اكمل سيره بسرعة باتجاه السلالم قبل ان يقترب منه حذيفة بسرعة ويمسك بكتفه قائلا بجدية
"ما بك ثرت عليه هكذا ؟ هل تخطط لمعاداة كل من حولك من اقربائك ؟"
نفض كتفه وهو يقول بنزق
"لا تبدأ الآن بمحاضراتك ! فآخر ما اريد سماعه هو فلسفتك !"
سحب كفه وهو يقول ببساطة
"إذا بقيت هكذا ستنفر الجميع منك ولن يبقى معك احد بنهاية المطاف"
رمقه بنظرات قاتلة حتى رفع كفيه عاليا وهو يقول باستسلام
"حسنا ، انا مغادر"
انسحب بعدها من جانبه بسرعة بدون ان يضيف كلمة اخرى ، تنفس بعدها بإنهاك وهو يسير عدة خطوات ويجلس على اقرب اريكة ، ليتكأ بذراعه على ذراع الاريكة ويمسد جبينه بإصبعيه وهو يتمتم بوجوم
"ماذا فعلتي بي يا سراب اشرف زيدان ؟"
يتبع.... |