عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-24, 10:50 PM   #26

نورا كمال
 
الصورة الرمزية نورا كمال

? العضوٌ??? » 459278
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورا كمال is on a distinguished road
Rewitysmile9 فراشات



مساء حزين على قلوبنا منذ فارقنا الموت ..

الفصل الرابع عشر
****
يوم الحادث ..
في الثامنة صباحاً,,
كانت رنيم تغلق الباب بكل اقفاله وهي تقترب من باب منزله بقوة مناقده التوتر داخلها، لقد كانت تموت في كل خطوة تقتربها، لتهرع بدق الجرس بسرعة حتى لا تتراجع، لتمر ثواني وهي تستمع لصوت خطواته تقترب وهي تحاول تشتيت ترددها حتى فتح الباب ليصمت كل شئ حولها عدى ضجيج قلبها كاد يصم اذنها فجأة،
ليبادرها بسؤال مبتسم
" صباح الخير انتِ ايضاً .. هل انتِ بخير ؟؟ "،
لتجيبه بتعلثم
" اه .. اسفه صباح الخير .. لقد اقلقتك في الصباح دون خبر مسبق .. لكن ذلك الوقت الذي تغادر فيه فلم اجد انسب منه وقت لاخبرك بما اريد "،
لينظر لها بقلق وهو يفتح الباب على مصرعيها لها
" لتدلفي بدلاً من وقوفك هكذا .. واخبريني بما تريدين "،
لترفع يدها نحو عينه بدلايت المفاتيح وهي تقذف الكلمات مره واحده
" تفضل هذه مفاتيح المنزل الذي كنا نقطنه .. وهذا ايضاً مبلغ الايجار الاخير نعتذر اننا اخرناها كل ذلك الوقت "،
ليخفض عينه لجوار قدمها، لم يرى تلك الحقيبه الان هو لا يفهم شئ
" لماذا ؟؟ .. هل ضايقكم احد .. ام انا كنت ثقلاً عليكم .. اخبريني لما ذلك القرار الان "،
لتتنهد بأرتعاش لم يفهمه
" لأننا ارهقتنا الحياة .. لم يعد لدي احداً منا الوقت لتعمل وتأتي بأيجار المنزل في الوقت الحالي "،
ليحاول ان يقاطعها، لتسرع بالايجابه
" وقبل ان تخبرنا بكرمك انك لا تبالي واننا جيران واخوه ولاداعي .. سوف اجيبك قطعاً لا .. لن تكون انت الغريب احن من عوائلنا علينا .. ونحن اتينا هنا اعتمادنا على شقائنا لا مساندة احد .. ولن نقبلها الان "،
لتتحرك مسرعة نحو الدرج تاركه اياه متخبطاً، لا يفهم لما يشعر بصدره يغوص وقلبه يؤلمه كأنما لكمته بقوة، ذلك الشعور القوي الذي يؤكد انه فقدها يوجع روحه بلا سبب،
ليتحرك خلف طيفها بسرعة وهو يتذكر انه لم يعلم اين ذهبن ثلاثتهن الان، ليقف امام البناية وهو لا يجدها امام مرمي ناظريه، كأنها كانت مجرد شبح بل طيف خفيف ترك بصمته داخله ورحل، ليرفع يده وهو يكاد يقتلع خصلاته بحنق ليتذكر بدر ليرفع هاتفه وهو يحاول الاتصال بها لكن دون اجابه سوى تلك الرسالة المسجله ( الهاتف الذي تحاول الوصول اليه مغلق او غير متاح اترك رسالة صوتيه ).
على الجانب الاخر يكاد يكون قريب جداً ..
كانت تقف وهي تبحث عن ألما لتخرج الاخيرة من ذلك المبني تكاد تصارع شياطينها بغضب، لتوقفها وهي مبتسمه
" ماذا حدث يابنت لما هذا الاشتعال .. من ضايقك لاذهب واقتله لأجل عيناك "،
لتزفر ألما وهما تسيران
" ذلك المعيد الجديد الذي يمارس كل سلطاته الشريرة علينا .. من اعطاء مشاريع قصيرة المده وتسليمات في ايام معدوده .. لم يتوانى عن طردي لأنني تأخرت خمس دقائق فقط .. ليخبرني بكل عنجهيه وتكبر انه لا يقبل بدخول من يأتي بعده حتى بثواني .. لقد احرجني حرفياً امام المئات من زملائي بالقسم .. ذلك الشيطان "،
لتقفز بدر بسعادة وهي تغير مجري الحديث
" دعك من كل ذلك البؤس والكأبه .. هناك مقهي قريب بأول الشارع افتتح منذ ايام دعينا نذهب لنجربه ونتصل بالطبيبة المسحولة بالمشفى لتبتعد عن رائحة المرضى وتشتم هواء نظيف قليلاً "،
لم تكد قدمهما تطأ خارج اسوار الحرم الجامعي حتى اوقفهما ذلك العابث الاخر، كما تريد تلقبيه منذ اعوام مضت، وكما تردد خلفها الصغيرة،
لتنهره بقوة وهي تنظر نحوه بملل
" ما الذي جلبك الى هنا .. الم تنتهي سنوات دراستك منذ عام .. كيف تركك اباك تأتي هكذا هنا بكل سهولة "،
ليحاول الحديث بلامبالاه وعيناه تتلون بعبث
" انتِ تعلمين لماذا أتيت اليوم .. لقد اتيت لأراكِ ياسمرائي الجميلة "،
لتطلق عيناها شرارات حارقه بغضب
" انا لست سمراء احد .. ولن اكون ياهارون .. لذا ابتعد عن طريقي انت وجيشك الذي يخلفه والدك خلفك حتى لا يغضب منك يامدلل "،
لتسير بإباء دون ان تلتفت نحوه، تاركه اياه يموت كمداً من لسانها اللاذع ومن قلبه المُدله في عشقها، هي لا تعلم كيف تمنى لسنوات مضت الا تقع بحب غيره يوماً، هناك بركن قصي داخله يعلم انها لم تحب ذلك القذر عابد، لقد عاندت قلبها لتقبله، لذا يدعوا كل ليلة الا تدور في مدار غيره هي قمر حياته الفاتن...
اثناء تحركهما نحو ذلك المقهى,,
كانت ألما تمسك هاتفها بتخوف وهي تطبع بعض الكلمات في رسالة لأحد وبدر تسير جوارها صامته غير منتبه لحالة الصغيرة، لتلتفت نحوها فجأة
" لقد نسيت ان احادث رنيم بسبب ذلك البغيض الذي عكر مزاجي .. هل تراسليها يالومي ؟؟ "،
لتتعلثم الاخيرة وهي تغلق الهاتف
" ااه .. نعم ارسلت لها لكن لا تجيب .. دعينا نذهب وهي سوف تلحقنا حينما تستطيع "،
ماكادتا تصلنا نحو واجهة المقهى حتى وقفت ألما فجأة وهي تنظر نحو وجه بدر بأسف
" لا تغضبي مما فعلته ارجوك يابدر "،
لتنظر الاخيرة بعدم فهم ضاحكة
" ماذا تقصدين يافتاة .. ما المصيبة التى فعلتيها ها ؟؟ ، ليقاطعها صوت رجولي شل عقلها لثواني
" هل وجودي صادم لتلك الدرجة " ليوجه كلامه للغارقه في الذنب حتى اذنها
" اشكرك للمساعدة ألما .. لا اعلم لولاك ماذا كنت فعلت "
لتتجاهل كلماته وهي تنظر لصديقتها المتجمدة التى خرج صوتها بأرتعاش
" بدر لقد توسلني لادله على طريقك .. لقد كان عاجزاً وهو يبحث عنك في كل مكان يود غفرانك "،
لترفع نظراتها ظنت فيها ألما انها تقتلها " لا داعي للتبرير ياعزيزتي .. لنرى مابال المسكين الذي تؤرقه الليل في غيابي "،
لتكمل بصوت بارد نحوه
" اليس كذلك ياعابد .. ام ان زوجتك تركتك وتبحث عن احداهن ترضى بفُتاتك كالحمقاء تركض وراء سراب حبك المسموم؟؟ "،
لتنظر نحو ألما بصرامة
" ارحلي للبيت يا ألما او اذهبي لرنيم لعلها تبحث عنا هيا "
لتقف ألما عاجزة وهي تنظر لبدر، هل اخطأت حقاً حينما ساعدت عابد، الحقير لم تعلم انه تزوج، لكن لما لم تخبرهم بدر بذلك!!
لتبتعد عن محيط الاثنان ببطئ شاعرة بالذنب يثقل هاكلها غير راغبه في المغادرة، وليتها لم تغادرهم حينها،
****
في نفس الوقت في الجهة المقابلة ..
كان يقف منذ وصولها مع صديقتها، حتى انه للحظة واحده ابعد عينه عنها ليجيب ضجيج هاتفه
" ماذا تريد يا ابي ؟؟ .. لا يخص احد ما افعله لك ما اقدمه في عملى لذلك لا تظل تعاملني كالمسجون او المحكوم عليه بالمراقبة كل لحظة "،
لينتفض على صوت عالي لأطارات سيارة وارتطام قوي، لينظر حتى وجد جسدها يتطاير في الهواء بفعل الاصطدام ليركض غير عابئ بالطريق المليئ بالسيارات وهو يقترب من جسدها المسجي على الارض، كان يشعر بقلبه يغوص حينها فقط اعتقد انه من الصدمة سوف يتوقف قلبه في ثواني لكنه قاوم حالة الوهن والصدمة ليقترب منها ويجدها تبتسم نحوه كمن يحلم داخل نومه، ليصرخ بمن يحاول الاقتراب منها لقد كان يشبه المجانين في تلك اللحظة وهو يمسكها برفق بين يديه وملابسه تتلطخ بدمائها،
هل يمكن لنا ان نتمني الموت، حتى لا نرى الفقد بأعيننا او ندركه بحواسنا،
لأن من نحب يتألم .. نتمنى الألم اضعاف مايشعر ليعادل ذلك شعور الذنب الذي يكبلنا،
اخبريني وانتِ لا تدرين هل يمكنني منحك عمرى ياعمرى، فلا ارى فيك السوء يوماً،
لتسعدي وتضحكي لتنتعشي بصحتك ولأرقد انا مرقدك لأبات انا عليلاً وفداك انتِ كل الدنيا لأجل عينياكِ..
مرت ساعات وهو يقف في رواق المشفى، لا يشعر بشئ ولا حتى بوقفة رنيم امامه منذ علمت بالحادث، لم يشعر حتى بيد سراج الذي تساند كتفه، هو يشعر انه المسجي داخل غرفة العمليات ليست هي، هو الذي تتكالب عليه ايدي الاطباء لشفائه بل لجعله يحيا، لم يمر بذلك الشعور منذ وفاة والدته الحبيبه، لكن الان هو اكبر واكثر وعياً ليكون ذلك الألم اكثر تجبراً على روحه، فقط لتخرج له سالمه وسوف يفعل لأجلها اي شئ لتطلب السماء سوف يأتيها بها،
بعد اربع ساعات ..
كانت تغادر تلك الغرفة نحو غرفة الافاقة، بينما يقف ثلاثتهم بقلق امام الطبيب المسؤول عن حالتها، لتتحدث رنيم نحو الطبيب بسرعة
" هل هي بخير .. مامدي سوء اصابتها ؟؟ "،
ليتنهد الطبيب وهو يقوم بخلع الكمامة عن وجهه
" لقد مرت مرحلة الخطر لكن .. الاتى هو ماسوف يعتمد على قوتها للتعافى لقد نجت بصعوبة من شلل تام .. لكن اصابة قدمها من العجز شئ بسيط مقارنة بالمتوقع "،
لينتفض هارون وهو ينظر للطبيب بغضب حارق
" ماذا تقصد ايها الابله .. هل جلبتها هنا لأجل افضل عنايه فلا تصاب بمكروه لتخبرني بعجز قدمها .. وان ذلك ابسط شئ .. هل تعلم انت لا تستحق لقب طبيب .. بل انت غبي ولا تفقه شئ "،
ليمسكه سراج وهو يبعده عن محيط الطبيب ليترك رنيم تتفاهم معه على الوضع الجديد لبدر، ليحاول هارون الافلات من بين يدي سراج،
" توقف عن طريقتك تلك .. لن تستطيع ان تعيد الوقت لتمنع وقوع الحادث .. لقد كان مقدراً لها لا انت ولا الف شخص كان سيقدر على منعه هل تفهم .. لذلك تعقل لانها سوف تحتاجك جوارها هذا ما عليك التفكير به الان فقط .. توقف عن حماقتك"،
لينظرا نحو رنيم التى تتجه نحوهم بعيون غائمه حزينة
" لقد اخبرني انها قد تعود للسير بشكل طبيعي اذا وافقت على العلاج الطبيعي..ولكن كل ذلك يتوقف على حالتها النفسية قبل اي شئ .. لذلك سوف ننتظر لأفاقتها لنعلم كيف تطور الوضع "،
****
في الغرفة بالاسفل ..
كانت هي تتسطح فوق الفراش الابيض ولكنها تشعر بالآنين وذلك الحلم يراودها،
كانت ترى نفسها تلتفت مغادرة ليوقفها هو ممسكاً رصغها بقوة
" لم انتهي بعد لا تغادريني هكذا .. لم اصدق ان اراك اخيراً بعد جفائك ذلك .. ورحيلك عني بتلك الطريقة "،
لتنظر له غاضبه وحانقة على تغيره للوقائع بل وكذبه حتى الان، فلا يرى نفسه مخطئ او اجرم بحقها حقاً
" هل جننت يا عابد .. ومن ذاك الذي غادر من ايها الغبي "، لتضرب صدره بغل وبكل مايحمله قلبها من حزن كانت تصرخ بوجهه
" انت الذي غادرت حينما قررت حتي دون عناء اخباري انك وللمصادفه سوف تتزوج ابنة مديرك .. بل ظللت لاخر يوم قبل زفافك تردد على مسامعي انك تحبني بل لا تقدر على فراقي .. ورغم كل مارددته ذهبت لتتزوج في اليوم التالي .. كأنني مجرد خربه او قمامه تلقيها على قارعة حياتك وتسير دون اهتمام .. وتأتي بكل تبجح بعد زفافك لتتوسل تفهمي .. اي تفهم ذلك ايها الوغد الحقير "،
لتنظر نحوه باحتقار وتصغير
" ايها الوصولي الانتهازي هل تري الدنيا تدور حولك انت فقط .. تريد كل شئ وتريد تركي بحياتك معلقه بين سماء لا اصل لها .. وبين ارض لا اضع طرف اصبع عليها "، لتشير نحوه مهدده اياه
" سوف اخبرك للمره الاخيرة عابد .. ان لم تنسى انه قد جمعنا يوماً شئ وترحل نحو حياتك بعيداً عني سوف اخبر والد زوجتك السيد المبجل عبدالعظيم .. لذلك حافظ على كرامتك ولا تريني وجهك مره اخرى .. ولا تستخدم اساليب الحيه تلك وتتلفتت حول اصدقائي لتصل لي "،
وماكادت تتحرك للجهة الاخرى ودموعها تغرق عينيها حتى أتت سيارة مسرعة اطاحت بها كالدمية ثواني مرت وهي تجاهد لتظل عينيها مفتوحه مبتسمة وهي تراه يركض نحوها،
لتأن بصوت عالى وشعور ذلك الاصطدام يعاودها، محاولة فتح مقلتيها لكن ذلك الطنين والالم لا تستطيع فتح عينها بسهولة،
لتستمع لصوت يأتي من بعيد، لم يكن سوى صوت رفيقتها رنيم، لتهمس بصوت مبحوح ضعيف
" اااه .. رنيم ماذا يحدث !! "،
لتمسك يدها وهي تحسها بصوت حنون
" حاولي فتح عينياكِ لتعتادي على الاضاءة ياحبيبتي "،
لتحاول ببطئ فتح عينها، ليضرب نظرها السقف الابيض وتلك الاضاءة الساطعه للغرفة، لتهمس بحنق
" من يضيئ الكهرباء في الصباح هكذا .. اغلقيه يارنيم يزعجني "،
لتحاول الاعتدال لتشعر بألم جاسم فوق جسدها كمن سحقته مقطوره، ليمنعها صوت الطبيب
"من الافضل لك ان تلتزمي الراحة لا تتحركي .. حتى تستقر حالتك بعض الشئ "،
لتنظر نحوه بتركيز وهي تدرك انها ليست في المنزل بكل تأكيد، لتجيبه بقلق
" ماذا .. يحدث .. لا افهم ومابها حالتي "،
لتمسك رنيم يدها وعينها المتورمة من البكاء تنظر نحوها بحزن
" لقد اصبت بحادث الا تتذكرين .. انت هنا منذ ساعات طويلة .. لقد كنا نموت قلقلاً عليكِ "، لتكمل ضاحكة بتوتر " ولكن انتِ تنامين هنا دون اهتمام بقلقنا او بخوفنا عليكِ "،
لتصمت لثواني وهي تجد بدر تغرق في ذكرى ما اصابها من ساعات في بداية النهار، لتردد بدر بجمود
" من الذي جلبني هنا ؟؟ .. انا لا اتذكر سوى سقوطي وصراخ عالي بأسمي وبعد ذلك لا ادري ماحدث "،
لتتعلثم رنيم وهي تنظر نحو الباب المغلق
" لا اعلم من جلبك لكن .. ندعو له لانه احضرك وانقذك من خطر محقق .. ليس مهم الان من هو صحيح .. المهم انتِ هنا بخير وبأفضل حال صحيح "،
لتتسأل بصوت مكتوم
" انا لا ادري .. اخبريني انتِ ماذا حدث لي .. ولما الطبيب يشدد على عدم حركتي حتى تستقري حالتي .. مابها حالتي هاا ؟؟ "،
لتنظر رنيم نحو الطبيب برجاء، ليتحرك معتذراً بأنشغاله ويترك الشرح لرفيقتها، لتتنهد الاخيرة
" انظري .. انتِ تعلمين ان الحادث لم يكن بسيط او صغير لتكن اصابتك هينه لكن .. من رحمة الله بك كانت الاصابة اهون مما هم في حالتك .. لذلك ارجوك لا تقنطي مما اصابك "،
لتجيبها بصوت بارد
" دون مقدمات ياطبيبة اخبريني والقي مصابي في وجهي دون تردد هيا "،
لتجيبها سريعاً
" لقد كانت الاصابة في قدماكِ لذلك سوف تمرين بعلاج طويل .. لكن العلاج لن يؤتي ثماره دون حافزك النفسي .. ان تقرري الشفاء سوف تشفيين "،
لم يشعر احد منهما بالصمت خلف باب الغرفة وهي يكتم انينه يشعر بقلبه يسقط بل يود الخروج من بين صدره ليذهب نحوها ليربت فوق جروحها وسقمها لعلها تقف ولا تتألم من بعدها،
ليشعر بتربيت سراج فوق كتفه المتصلب
" ادع لها فقط ياهارون ليس بيدنا غير ذلك .. وايضاً اجلس قليلاً سوف تسقط من فرط الارهاق .. او ارحل لتبدل ثيابك انها موحله بالدماء وحالتك سيئه كفايه "،
ليجيبه بصوت قاطع
" لن ارحل دونها .. لن اتحرك قيد انمله قبل ان تُشفى هي .. لن اشعر بالراحة مادامت هي هنا تتلظى وجعاً .. وخساره ياسراج انها تتألم وانا هنا سليم اقف دون ان استطيع فعل شئ لها .. كم انا بشع دون فائده "،
ليحتد سراج
" ماذا ستفعل اكثر مما فعلته اخبرني .. هل ستعطيها الصحة ام قدماك .. توقف عن هذرك هذا وتحرك لترتاح قليلاً فأنت لن تنفعها بشئ مادمت مرهق هكذا .. ان كنت تريد مساندتها يجب ان تجدك اقوى واكثر صلابة لتستند عليك دون تخوف "،
ليتنهد الاخير وهو يجلس جوار الغرفة
" ليتها فقط تطلب وانا اقسم ان اجلبه لها وان كان اخر ما افعله في حياتي .. فقط لتصبح بخير .. ومن كان سبب ذلك الحادث سوف اجده واذيقه الويلات على كل خدش صغير اصابها فمابالك بألمها تلك "،
حينها فقط صمت وصمتت حتى ذرات الهواء لم يعد احد يسمع حتى لحثيث انفاس، لم تعلوى فوق دقات قلبهما الا الخوف الذي يعتليه، الخوف ذاك ماجعلهم يستمرون بل يقاومون حتى الان، لكن الخوف ليس عادل سوف ترتعب من كل شئ وينسيك هو بضحكته السامه ان ذلك قدرك..
****
انا العصفور الذي يرقص رقصة موته الاخيرة,,
بل تلك العنقاء التي احترقت ولا تدري كيف تستيقظ من مرقدها,,
لكنني اعلم انني لست تلك المرأة الخارقة من تستطيع تبدل حالها من الشقاء للرخاء ومن الضعف لكل القوة,,
لم اكن ولا استطع ان اكون..
كانت ألما تجلس بقلق في المنزل، هي لا تدري بأي مما يحدث الان هناك، لترفع هاتفها متردده من الاتصال ببدر ومعرفة لما تأخرت حتى الان، لتحاول اكثر من مره والاجابة خارج نطاق الخدمه لتزفر بتوتر
لتمر ثواني وهي تجد اتصال وارد من بسام ليشرق وجهها بأبتسامة فتيه، لتجيبه بسرعة وهي تتنهد براحة،
" كيف حالك ياحبيبي ؟؟ "،
ليرد بصوت هادئ
" اشتقت لك ياقلب حبيبك انتِ .. لم تحدثيني اليوم فقلت لاتصل انا .. لتعلميني كيف انا مراعي ومهتم "،
لتضحك على كلماته
" نعم حبيبي افضل رجل في الدنيا .. وانا اشتقت لك جداً .. الن اراك يابسام لقد مر على علاقتنا سوياً اربع سنوات .. ليس من المنطقي الا نتقابل حتى الان "،
ليزفر الاخير بحنق
" هل اتصلت بكِ لنتشاجر يا ألما .. هذا غير محتمل كلما احادثك تحولين لحظاتي السعيدة لكل تلك المناقشات والخلافات .. انتِ كتلة من النكد تسير على الارض حقاً"،
ليختم كلماته بأغلاق الاتصال بوجهها، لتنظر نحو الهاتف بصدمة من رد فعله المهول، لتفتح محادثته وهي تراسله بكلمات سريعه مقتضبه
" لا افهم حقاً ما سبب كل زعابيبك تلك .. كنت اسأل سؤال واحد من حقي معرفة اجابته .. لكنك تتحجج لأي شجار بيننا ولست انا .. كل مره نتحدث بهدوء تحول تلك اللحظة لخلاف بيننا لايام ولا ترضى حتى التفاهم .. انت المسبب لتوترنا لا انا .. ان استمررت على ذلك الحال سوف انهي علاقتنا سوياً لتكون تعلم فقط .. انا اكتفيت من اسلوبك ذاك "،
لتغلق الهاتف وهي تلقيه بعيداً بضجر وتتجاهل رنينه المتواصل، لتحاول النوم لعل يومها البأس ان ينتهي..
****
في الجانب الاخر ..
كان بسام ينظر للهاتف بصدمة،
لقد كبرت الفريسة على الصياد واصبحت تشكل نحو خطراً وتهديداً، لقد كان يشعر بالرعب ان تكون تلك الصغيرة فهمت اللعبة، يعلم انها طالت عما اراد، لكنه يخشى ان يعترف انه حقاً وقع بحبها تلك اللطيفة المسالمة التى لا تسطيع خدش طفل صغير، لكنه لن يتراجع عن اتفاقه مع شرين،
ليرفع هاتفه متصلاً بالاخيرة
" اسمعيني دون صراخ .. تلك الصغيرة تهددني بالرحيل .. هل تفهمين معنى ذلك سوف تفشل خطتك بأذيتها بالكامل .. اعتقد قد حان الوقت لننهي تلك اللعبة المملة"،
لتصرخ شرين بقوة وهي تأمره
" هل انت احمق بعد كل هذا الانتظار لا لن اسمح لك .. ان فكرت للحظة التراجع سوف اخبر اخاها وهو ان علم ماتفعله سوف يقتلك دون تردد .. لذلك كن مطيع واكمل تلك اللعة حتى اعلن انا عن نهايتها .. وارسل كل المحادثات بينكم واي شئ اخر هل تفهم ام اعيده عليك ايها الاحمق "،
لتغلق بغضب المكالمة دون ان تنتبه لمن يراقبها من خلف الباب وهي تكتم شهقتها الملتاعه مردده " ياصغيرتي يامسكينة لقد وقعت في جحر الافاعي .. لو علم اخاك لقتلك انتِ قبلهم .. ياللهي الهمني الحكمة في حلها "،
لتسير مضطربه لا تعلم هل تخبره فتوقفهم ام تتكتم وتصل لألما وتخبرها، لكن من سيصدقها ...
****
كانت تركض نحوه بخوف ورعب يتمثل في محياها الشاحب،
" انقذني يا ابي .. سوف يمسكون بي سوف امووت "،
ليتلقفها ابيها بين احضانها بتخوف
" ماذا حدث ياحبيبة ابيك .. لما كل ذلك الرعب .. اخبريني لا تخشين شئ ابداً مادام ابيك حياً يرزق "،
لتتشنج وهي تبكي حتى سال كحل عيناها فأصبحت تشبه الاشباح
" لقد .. لقد دهست احدهم بالسيارة عن طريق الخطأ .. لكنني ركضت دون ان انتظر لا اعلم كيف مصيرها الان .. انا لم اقصد .. صدقني يا ابي "،
ليربت على رأسها وهو يطمئنها
" لا تقلقي لن يحدث لك شئ ياميار .. لم يكن بقصد منك ياصغيرتي .. لا ترتعبي ان وصلوا اليك سوف اتصد لهم .. لا تخشي شيئاً .. اباكِ هنا لأجلك "،
لتجلس امامه بتوتر وهي تردد
" لكن لا تخبر عابد يا ابي .. تعلم انه لن يفهم سوف يتهمني بأنني مخطئة وانا لن احتمل "،
ليستعر وجهه غضباً
" لن يقدر على التفوه بشئ هل له عين ان يحزنك سوف انهي حياته ان فعلها .. لكن لا تقلقي لن يعلم بشئ ذلك سرنا الصغير "،
لتحتضن ابيها متلمسه امانها الاثير، لا تعلم دونه ماذا ستفعل، نعم هي ليست مخطئه لقد كانت تدافع عن زوجها لم تقصد قتلها هي اللعوب التى تتلفتت حوله وتريد افساد حياتها بل لم تدعها تهنئ معه، ينام جوارها كل ليلة وهو يردد في منامه اسمها الملعون، لو عاد الزمن لأعادت فعلها دون اي ندم..
هل تعلم من انا ,,
انا الصمت ان وجب الامر
بل انا الانتقام ان احزنت قلبي
انا الحب الذي سوف تقسم على خسارته سنوات
بل وانا القوة التى تساندك سراً وتدعمك علناً
انا اليد القابضة حول عنقك دون ان تدري
انا الموت ,,
****
يتبع...


نورا كمال غير متواجد حالياً  
التوقيع
يأتي الإبداع من عمق الألم ياعزيزي .. 🦋
رد مع اقتباس