عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-08, 05:16 PM   #2

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



- اسفة .. هل لك ان تكرري ما قلته؟
- لقد قلت ان اسمـه آنـدي .. واتساءل ما إذا كان
تغير صوت ولهجة الفتاه: اعذريني سيدتي .. هل قلت ان اسمه آنـدي ؟ آسفـة ولكن يجب أن اسألك هل انت احدى صديقات السيد .. صديقة له ؟

ردت بروك بجفاء: لا لست كذلك .. اريد فقط معرفة ما جرى بشأن ..
- لا حاجة للشرح سيدتي .. سأرى إذا كان موجوداً.
غاص قلبها وهي تغوص في المقعد .. هل خدعها الرجل بسحره وقبلته وترتيباته لتصليح السيارة !! وهل هذا آخر عهدها بسيارتها الثمينة؟؟
الصوت الوقور على الطرف الاخر من الهاتف اجفلها: من المتكلم؟؟
هذه المرة كانت السلطة تتكلم، ولا مجال للمزاح او السخرية .. من أين اتته هذه السلطة! وما الذي يعطيه الحق في أن يتكلم بهذا الاسلوب ؟
تنحنحت وتماسكت ثم قالت: انا .. انا بروك .. بروك ستون
مرت لحظات دون ان يرد عندئذ شعرت وكأنه رجل يختلف عن ذاك الذي تعرفه.
- آه الفتاه التي كانت في ورطة والتي انقذتها من بين فكي وحوش الطريق ! أتصور أنك تحاولين السؤال عن حالة سيارتك ؟
ارتبكت للتغير في الشخصية خلال ثوانٍ، فأجابت وكأنها طفلة: اجل ارجــوك !
بدا وكأنه يبتســم: حسناً لقد أعلمت بتكاليف إصلاح السيارة.
- قلت إنك ستتصل بي!
- صحيح .. لكن ثمة اسباب عديدة منعتي .. منها أن السيارة ستكلفك ثروة صغيرة
فصاحت: ولكن يا آنـدي .. ليس لدي هذا القدر من المال !! لقد قلت لك
- لم انس .. هل انت حرة هذا المساء؟
- انا حرة كل مساء .. عندما يستغني عني والدي
- إذن تعالي الى محطة تصليح لوكربي حوالي السابعة مساء لنتكلم بهذا الشأن
- وهل هناك ما يجب أن نتكلم به؟ من الافضل أن أبيعها بالقدر الذي استطيع الحصول عليه للكسر ..
- قلت لك تعالي هذا المساء .. هل آتي لآقلك ؟
- وهل سيكون هذا في شاحنة؟
- ماذا تفضلين المرسيدس؟
- ومن لا يفضلها! .. لا اريدك أن تأتي يا آنـدي لأن والدي قد اغتاظ عندما حدثته عن إيصالك إياي بعربة للوكربي، وقد أقنعته بعد جهد في النهاية بأن لا شأن لك فيما حصل ، ورغم اقتناعه النسبي لا احسبه سيرحب برؤية شاحنه لهم أمام منزله تهم ُ ابنته بركوبها!
طال الرد .. فقالت: أما زلت معي؟
- لا زلت معك .. في هذه الحالة ستضطرين للمجئ الى الكاراج وحدك! أراك عند السابعة إذن ..
و اقفل الخط قبل أن تشكره حتى !
عندما سارت بروك عبر باحـة محطة لوكربي، كانت متردده .. رأت الغرفة الزجاجية التي يصطف أمامها أصحاب السيارات من أجل دفع فواتيرها، وعندما جاء دورها نظرت إليها الفتاه في الداخل، فقالت بروك: ارجو المعذرة، لكن أيمكنك إخباري عن مكان وجود رجل .. أعني سائق يعمل لديكم يدعى آنــدي ؟
نظرت اليها الفتاه باهتمام وتابعت: هل اسمك بروك؟
- نعم .. كيف عرفت؟
نظرت اليها الفتاه باستغراب وقالت مشيرة بيدها : اذهبي من هنا الى الخلف، ثم سيري الى الامام مباشرة ولن تخطئي مركز التصليح.
شكرتها بروك وسارت بالاتجاه الذي وصفته لها الفتاه، كانت الامسية دافئة لكن النسيم البارد القادم من التلال أنذرها بدنو غروب الشمس، وعند نهاية محطة الخدمات رأت مقهى خلفه مساحة كبيره تمتد الى حيث تقف شاحنات في صفوف منتظمة مدموغة كلها بأحرف بارزة باسم لوكربي كما رأت. وهنا وهناك سيارات صغيرة تنتظر أصحابها.
كان الى يسارها فسحة مغظاه بسقف من التنك وجدت فيه سيارتها التي يبرز من تحتها ساقان طويلتان، تقدمت منها وقالت: أرجو المعذرةّ!
انطوت الساقان الطويلتان عند الركبة، وبعد لحظات وقف الرجل المدعو آنـدي أمامها، لم تتوقع أن تسر الى هذا الحد عند رؤيته!
- آنسة ستون .. من الخير لنا تحديد معرفتنا الصغيرة.
تعلقت عيناها في كل قسمات وجهه بحثاً عن السخرية .. أجل .. ها هي تطل من عينيه كما من صوته. مدت يدها آلياً لتضعها في يده, فهزها بقوه ثم تركها وهو يضحك!
نظرت الى يدها ثم صاحت: أوه انظر الآن ..
اظهرت له يدها ملطخة بالشحم وتابعت: لقد فعلت هذا متعمداً !!
- نعم ليتسنى لي متعة تنظيفها !
وأحضر خرفة بللها من زجاجة فيها سائل قوي الرائحة ثم شرع في إزالة الشحم الاسود عن يدها وعيناه تأسران عينيها، وابتسامته تشير الى أفكار جعلت قلبها يضرب متألماً.
وعندما انتهى شكرته، ثم أخذت تفتش عن مغسلة فقال: سأريك فيما بعد أين تغسلين يدك.
أخذ يمسح يديه بالخرقة المبلله، ثم مد إصبعه الى خصلة من شعرها فتراجعت بسرعة وقالت: ليس ويداك مليئتان بالشحم !
- وهل هذا يعني أن علي الانتظار الى ان انظفهما !
- لم أقصد ذلك !!
ارتد رأسه ضاحكاً فنظرت الى سيارتها: من الرائع ان اراها ثانية ! لماذا كنت تحتها ؟
كنت اضع اللمسات الاخيرة على التصليح
اللمسات الاخيرة؟ لكن آنـدي .. لقد قلت لك أنني لن استطيع دفع الكثير ! كيف مضيت قدماَ بالتصليح وأنت تعرف ..
مد يديه الملطختين امامه: قلت إنني كنت اضع اللمسات الاخيرة على التصليح.
- ومن قام بالتصليح ؟ أنت ؟
- لا تدهشي .. أما ذكرت لك أنني ولدت ومفتاح براغي فضي في يدي ، او في فمي ؟ أنا اصلح العربات، السيارات، الدراجات وشاحنات المؤسسة عندما يكون لدي الوقت .. ثمة ميكانيكيون طبعاً، لكنني اساعدهم في الحالات الطارئة، انها هوايتي
- ولكن ألست سائقاً ؟؟
- ماذا يفعل بحسب رأيك السائق عندما تتعطل شاحنته على بعد أميال ، حيث لا عامل يصلح الخطأ.. هل تظنيه قادراً على هجر مركبته التي كلفت المؤسسة الآلاف من الاموال دون ذكر الحمولة الثمينه التي هي ملك لشركة اخرى؟
- هذا يعني أن على السائق القيام بالتصليح بنفسه!
- وإذا لم يستطع عليه الوصول الى اقرب هاتف، أما إذا كان يجتاز الصحراء فعليه اعتلاء ظهر أول جمل يراه وصولاً الى هاتف.


ضحكت بروك فتأملت عيناه عينيها الزرقاوين ووجهها المصطبغ باحمرار جميل. قالت: إذن أصلحت سيارتي ؟ هذا لطف منك.
فهز رأسه ورفع حاجبيه: صحيح ؟
- الان .. ارجو منك أن تبعث الفاتورة لي .. لا الى والدي .. كما ارجو .. اعني آمـل ..
- تأملين الا تكون مرتفعة سعراً
- لا .. كنت اريد القول أنني آمل الا تمانع لو تأخرت قليلاً بالدفع .. وإن كنت بحاجة للمال فقد أجد وسيلة ما لتأمين المبلغ لك .. و
فابتسم: لعلك سترحبين الان بالاغتسال وبفنجان من الشاي؟
فتنفست الصعداء وهزت رأسها بالموافقة، فمد يديه الى رأسها وهزه الى الوراء والى الامام.
- دائماً تهزين رأسك .. ودائماً تقولين نعم !
فضحكت: لا أرجوك .. أبعد يديك الملوثتين بالشحم عن شعري ..
فانحنى فوق رأسها: يبدو نظيفاً ورائحتــه .. مم زكية ..هل يقدر مطلق رجل مقاومة اغراء وضع أول قدم على ثلج لم يمس بعد ؟ أو على ارض عذراء لم تمس ؟
- لكنني لست .. وصمتت ..
فسارع يقول مصطنعاً الدهشة: أو لست .. آه، لقد نسيت أنك مخطوبة.
- هل اضطررت الى شراء قطع جديدة لإصلاح السيارة؟
تغيير الموضوع فجأه أبهجها: وجدت كل ما أردته في مخازننا.
- وهذا يعني أنك دفعت ثمنها وأنني مدينة لك.
- لا تنسي الحسم الخاص بالموظفين.
- لا مانع إن لم تحسب لي الحسم .. سأكون شاكره لك كل ما قمت به من أجلي.
لمعت عيناه وهو يرد: سأرسل إليك الفاتورة.
- أرجوك أرسلها. متى ستنتهي سيارتي ؟
- غداً .. سأوصلها إليك بنفسي .. شكراً
بينما كانت تهم بالابتعاد شامخة الرأس أتاها صوته ناعماً خفيضاً:
- انزلي من عليائك قليلاً يا آنسة ستون!
تذكرت كل ما قام به لها .. فقالت وقد تغيرت تصرفاتها: متى ستأتي؟
ابتسامته، أخفاها عند استدارته نحو باب يقود الى غرفة صغيرة، وقال: في المساء عند الثامنة؟
تبعته موافقة فرأت في زواية الغرفة المليئة بالفوضى مغسلة، فسألته وهي تنظر الى يديها: هل لي أن اغسل يدي هنا؟
فابتسم وأخذ يشير الى ما تحتويه الغرفة: مغسلة، منشفة وسخة، صنبور ماء لا ماء ساخن فيه إذن لا .. إنها ليست بالمكان المناسب لتغسل سيدة يديها فيه.
خلع ثوب العمل وعلقه على مشجب فارغ، فبان عندئذ قميصه مفتوح عند العنق وجينزه ملطخاً ببقع الزيت. ابتسم لها وهو يمسك يدها: هل حللت شخصيتي جيداً ، تعالي معي يا فتاتي.
ابتسمت له فأمسكت يده المتسخة بالشحم يدها المتسخة أيضاً ثم سار بها عبر باحة تقف فيها شاحنات الى مقهى يقبع خلف محلات البيع، عندما وصلا مد يده الى جيبه فأخرج منه كومة من المفاتيح اختار منها مفتاحاً فتح به الباب الرئيسي، عندئذ نظرت اليه دهشة: هل تقدم الشركة الى كل سائقي شاحناتها مجموعة مفاتيح كاملة؟؟
- لا هذا يصعب حدوثه ولكن بما انني مضطر الى البقاء في أماكن متعدده في الشركة فقد أذن لي بحمل مفاتيح عده.
لم يشفي غليلها جوابه في معرفة الحقيقة لكنه لم يهتم بذلك بل جرها وراءه الى المطبخ الواقع في آخر المقهى ومنه الى غرفة صغيرة ذات بابين فتحهما بمفاتيحه:
- اغتسلي هنا .. كما تشير اللوحة ، وانا اغتسل هنا ..
عندما خرجت من الغرفة، نظيفة، منتعشة مسرحة الشعر، كان الابريق يغلي على النار وكان هو يضع فنجانين. بدا أنيقاً مسرح الشعر وقد استبدل الجينز الوسخ بسروال بني رائع وقميص العمل بقميص آخر نظيف.
وضع آنـدي الشاي في الوعاء, ثم صب الماء المغلي فوقه .. وارخى جنبه الى الطاولة فازدادت تعجباً من تصرفاته المستبده فنظر اليها ساخراً وقال:
- ابحثي جيداً .. تصلي في النهاية آنسة ستون.
- اصل الى أين؟
ولم يرد بالكلمات بل بابتسامة. أحرجتها وجعلتها تشيح بنظرها عن نظرته الممعنه المحملقة فيها .. فسألها: هل انت متأثرة؟
- بالنظافة، المعدات الحديثة ؟ نعم كثيراً.
- عظيم .. فهدفنا إرضاء القوانين كلها والوصول الى الأفضل.
- نحن؟
- أنت شديدة الملاحظة .. أعني لوكربي بالطبع. حتى وإن كنت لا أعدو سائقاً إلا أنني أملك ما يفتقده الناس في هذه الايام وهو الولاء.
كان تفسيراً لم تجد سبيلاً الى عدم القبول به. قالت: الشاي .. هل أصبه؟
سمح لها بإشارة من يده بالقيام بالمهمة. فصبت له فنجاناً لم تضع فيه سكراً بناءاً على طلبه ثم قدمته إليه. بعد أن استلم الفنجان منها دعاها للجلوس الى احدى الطاولات. وساد صمت مطبق دقائق معدوده حاولت خلالها إشاحة نظرها بعيداً عنه لأنها شعرت به يرمقها بنظرات ممعنة. وصب لنفسه بعض الشاي ، أما هي فرفضت المزيد منه وسألته: أنـدي .. هل يعيش أهلك في هذه المنطقة؟
- نعم ..
كان رده قاطعاً وكأنه يحذرها بألا تتمادى .. فغيرت أسلوبها:
- لقد قلت لي أنك غير متزوج .. ولست أفهم .. هل أنت مطلق؟
- لا لم يحدث قط أن ارتبطت بامرأه.
- آه .. هذا يعني ان هناك نساء .. لكن ..
كان يمكن أن يكون الصوت الخفيض تنهيده معاناه أو سخطاً: الا تطئين أرضاً خطره؟ فماذا يفترض بي أن افهم من أسئلتك؟
توترت وانزعجت من نفسها لأنها تسبر أغوار حياته بقدر ما انزعجت من تحذيره الفظ. وتابع هو : ربما كنت تتساءلين عن مدى نشاطي .. استطيع إثبات هذا لك .
وأقفل المسافة بينهما، وأحست بضغط جسده الخفيف عليها. بقيت لحظات جامده مكانها مع العلم انه افسح لها مجالاً للهرب لكنها وقعت في الفخ، فخ مشاعرها.. فخ قربه منها هذا القرب الذي كشف لها أدق التفاصيل في وجهه، آه لو تجرؤ على رفع يدها لتلامس هذا الوجه أو لتشعر بخشونه بشرته! ومع أنه بقي حيث هو .. ويداه على خصره .. فقد أحست به وكأنه يغلفها بذراعيه وبذاتها تنجذب إليه دون أن يتحرك.. فهمست: آنـدي ..
وعبثت اصابعها بقماش قميصه ، فمد يده ليفرد أصابعه على ظهرها .. كان في عينيها الباحثتين عن عينيه سؤال أجاب عنه بيسر : بروك .. هل سبق ان قلت لك بأنني اجدك آسـره..
أخذت تدفعه عنها بلطف: لكن هذا لا يعطيك المفتاح لتصل إليً !
- ألا يعطينيه؟ حسناً، إن لم استطع بشفتاي الوصول .. فلربما استطعت بهذا ..
وضمها اليه ضاماً رأسها بشده الى صدره.. ليرسل رعشات من القشعريرة في جسدها.. وأخذ يضغط باليد الاخرى على خصرها لتلتصق به أكثر .. فتسارعت أنفاسها وهي تقول:
لا .. لا ..لا !
اخذت راحتاها تدفعانه عبثاً وقال: إذن هكذا يجب أن يكون ما بيننا..
في البداية قاومت، محاولة جهدها التهرب منه.. لكن عندما اشتد عناقه، وجدت مشاعرها وأحاسيسها قد بدأت تخونها فكان أن استسلمت راضية بمتطلبات ذراعيه ويديه. وتصاعد في داخلها شعور بأن ما يجري كله خطأ.. وأن مثل هذا الامر الحميم يجب ألا يجري بينهما .. فلا شئ بينهما حقيقي .. ولا صداقة أو مشاعر .. فمعرفتها به قصيرة الأمد ومعرفته بها أقصر بكثير .. فليس بينهما إلا انجذاب من طرفه و .. نعم .. عليها الاعتراف .. ومن طرفها أيضاً ..
وبينما كانت تفكر شعرت بأنها تطير فوق السحاب.. دائخة وإلحاح مشاعرها يتعالى ويزداد مهدداً بتدمير دفاعاتها كلها .. لتبقى مكشوفة أمامه وتحت رحمة ذراعيه .
عندما شعرت بجسدها يضطرم تحت يديه اللتين تلمسانها وجدت أن عليها المقاومة .. وأجبرت نفسها على الاسترخاء التام دون أن تتجاوب معه ولما أحس بها فوراً تجمد بين ذراعيه تركها وهو يقول بتوتر: كما ظننتك تماماً .. رغم خطوبتك .. ما زلت أرضاً محظورة.
فقالت غاضبة: إذا كنت تحاول إغرائي لقول نعم او لا فلن تنجح فليس لك الحق في أن تفعل ما فعلته!
- الا يحق لي إطلاقاً ؟
- على كل .. لقد قلت لك .. لقد فسخت خطوبتي منذ فترة وجيزة لأتحرر ولا أريد الوقوع في شرك آخـر.
- من يتكلم عن الوقوع في شرك!
غضبت من نفسها لإفساحها المجال له في أن يضعها عند حدها:
- إذا كنت تظنني صيداً ثميناً عابراً ..
توقف عن الكلام قليلاً ثم أردف: إذن رغم تصريحك فأنت تسعين وراء علاقة دائمة؟ ألم أقل لك .. ليس لدي إراده لمقاومة أمور كهذه؟
أرسلت عيناها الشرر .. وتصاعد صدرها وهبط وقد وقعت في شرك الغضب.. قالت مقطوعة الانفاس: أنت .. أنت ! إنك مغرور حقاً فكيف تعتقد ولو للحظة أنني أريدك شريكاً دائماً!!
- بعد تجاوبك معي واستمتاعك بعناقي استطيع القول ان غروري قد أرضي كل الإرضاء !
- انت تراوغ وتلتف حول الامور ثانية.. أتذكر عندما اتهمتني بأني كنت ألعب لعبة القط والفأر على الطريق ..في وقت ما كنت أسعى فيه إلا للبتعاد عن طريق سائق شاحنة مجنون يتبعني كظلي.. أتذكر أيضاً كيف فسرت وقوفي على الشارع خطأً إذ خلتني أريد مطارحتك الغرام في مقعد سيارتي الخلفي!
فابتسم للذكرى وتابعت هي بصوتٍ عاصف: وكنت في كل مره مخطئاً وانت مخطى الآن.
وسمعت صوتاً رفيعاً داخل نفسها يقول: أنت كـاذبـــة ! أنت منجذبة إليه حد الجنون .. هذا الرجل سحرك وانت تخافين من اللحظة التي ستحرمين فيها من رؤيته للأبد !
تقدم منها بكل عفوية وأخذ يعيد ترتيب ياقة فستانها ثم شعرها .. فقالت بصوت مضطرب : اتمنى لو تحظر السيارة الى منزل والدي غداً لأدفع لك الفاتورة .. وشكراً لك على كل ما فعلت ..
ارتدت على عقبيها بسرعة لتخرد من المقهى، مجتازة الباحة أمام محطة بيع الوقود، وهى تأمل أملاً ضئيلاً بأن يناديها ويعرض عليها إيصالها .. فهنا وهناك باصات صغيرة تابعة لشركة لوكربي، ولن يضيره أن يستخدم إحداها ..
حتى وهي تدخل المنزل كان الغضب الغريب لا يزال يعتمر في نفسها : وبما أن من الضروري إخفاء انزعاجها عن والدها، كي لا يطلب تفسيراً تعجز عن إخفاء الحقيقة عنه، زجرت نفسها لتتوقف عن هذا السخف وتعود الى طبيعتها. طوال اليوم التالي لازمها الترقب والانتظار حتى وهي تتسوف في محلات القرية الصغيرة على ضفاف النهر. وهي تعمل في طباعة ملاحظات أبيها، تهتم بحاجاته .. تطبخ طعامه.. كان ذلك الشعور يلفها وكأنه الساري الشرقي الملون. وعندما طرق الباب كانت تجلس مع والدها في غرفة الجلوس فأسرعت الى النافذه التي تطل على الشارع فشاهدت سيارتها تقف عند المنعطف وعلى مسافة قصيرة منها تقبع سيارة أخرى، لها ضعف حجم سيارتها وقوتها دون أدنى شك.. قال لها والدها: هلا فتحت الباب يا عزيزتي لترى من هو الزائر..
وفتحت الباب فطالعها رجل طويل نحيل يرتدي ثوب عمل مطبوع عليه بالاحمر اسم لوكربي .. ولكنه لم يكن الرجل الذي توقعت .. فقد كان وجهها يبتسم لآنـدي .. وتنورتها الكحلية المزررة وبلوزتها الزرقاء المفتوحة الياقة .. كانت لآنـدي .. شعرها مغسول ومصفف خصيصاً كالحرير .. لآنـدي .. ومع ذلك .. لم يأتي !
وقال الرجل : لقد جئت لك بسيارتك يا آنسة. مع تحيات شركة لوكربي .
ولم تخرج منها كلمات الشكر .. تقطيبتها كانت لخيبة الامل .. لكن الرجل ظن أن هذا بسبب حيرتها فأضاف: لن تدفعي شيئاً .. أنها تسير كالطير الان .
واخيراً وجدت صوتها: شكراً جزيلاً لك .. لكن يجب أن ادفع .. لا يمكن أن اسمح .. وتلاشى صوتها .. كانت تفكر وهي تتكلم .. وتملكها عدم التصديق .. لقد قال أنه سيوصلها بنفسه .. واتفقا على الساعة الثامنة .. ثم سمعت صوت باب سيارة يصفق ورأت رجلاً بدأ يسير نحو المنزل بخطوات لينة فوق ممر الحديقة .. قال الواقد الجديد: تــوم .. حسناً ..
وأشار برأسه الى السيارة الكبيرة المتوقفة خلف سيارتها: انتظرني .. اتسمح ؟ سأوصلك بنفسي.
وهز الرجل رأسه، وتوجه ماراً بالوافد باتجاه السيارة.
- أنــدي ؟!
- ومن غيره ( اجاب مبتسماً )
على الاقل ابتسامته لم تتغير .. بالرغم من تغير كل شئ !
- السيارة .. الرجل .. انت ؟؟
ونظرت اليه صعوداً وهبوطاً وهي تلاحظ بعينين جاحظتين نوعية بذلته وتفصيلها الرائـع .. وطريقته في حمل نفسه وكأنه الآمر الناهي .. ومع ذلك ينام تحت السيارات .. ويلوث يديه بالشحم .. ويقود شاحنة الشركة .. وينقذ فتاة على الطريق .. ويطعمها السندويتشات والقهوة .. يتناول الغذاء بسهولة ويسر في مطعم جيد ومن طراز مرتفع ويدير ظهره للمقهى البسيط المخصص لسائقي الشاحنات.. ولم تكن تعلم اسم عائلته .. ومع ذلك فقد عانقها وقبلها على خدها .. فمن يكــون هذا الرجــل !!
مـــــن أنــــت ؟؟




monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس