عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-08, 05:41 PM   #6

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




الرجل الذي كانوا يحملقون فيه ابتسم ابتسامة ضعيفة، ولم يلبث أن مد يداً مرتجفة الى ابنته .. لكن عينيه كانتا كعيني رجل تلقى ضربة مميتة !
لم يشاهد آينر سوى الابتسامة، والمصافحة .. واليد التي ترتجف، وربما ظنها ترتجف من الفرح، انحنت بروك لتقبل خد والدها وهمست: انني احبه يا ابي .. لقد وقعت في حبه !
تقدم آنـدي آخذاً يد ستون، وقال بكل بساطة: شكراً لك
هز ستون رأسه، ثم طفقت ابتسامته تزداد اتساعاً وقبضته تشتد اثناء مصافحته الشاب وقال: أرجو أن تقدرها حق قدرها.
علم آنـدي، كما علم والده أيضاً، أن ستون قد خاض معركة وانتصر .. انتصر كي يحرر نفسه من كراهيته المتجذره في نفسه ضد عائلة لوكربي .. تعالى الضحك و تم تبادل التهاني وفي كل هذا كانت بروك تحاول اخفاء ارتباكها من تطور الاحداث، من الصداقة الجديدة العلاقة الامثلبين العجوزين. بقيت بروك تتساءل متى ستستفيق من هذا الحلم. فيما بعد، وخلال تناولهم القهوة سأل آينر: هل أخبرت بروك عن أمر غياب دايفد وحاجتنا إليها لتحل مكانه يا آنـدي ؟
نظرا الى بعضهما بعضاً ورفع آنـدي حاجبيه: هل ذكرت لك هذا يا بروك؟ دعيني أتذكر .. ماذا كان ردك؟
- أنت تعرفه جيداً !
فقال والده: دعك من المزاح يا ولد! هل كان ردها نعم أم لا ؟
ردت بروك محرجة: لقد قلت لا سيد لوكربي .. لكن أتعلم لم أكن أريد الابتعاد عن المنزل ساعات طويلة.
قال آينر: كنت تفكرين في والدك.. إنها لإبنة طيبة، أتمنى لو تصبح ابنة طيبة لي أيضاً.
ضرب ركبته بكفه الضخم وضحك: لن يمضي وقت طويل قبل أن يصبح لك والدان تهتمين بهما.
ضحك ستون وقد اعجبته الفكرة .. وهذا ما حير بروك .. إذا كان قد سامح الشركة فلماذا لا يسامح الابن؟؟
قال ستون لابنته : ساعديهما في المكتب يا بروك، لن أمانع .. فالسيده والسيد هاملتون لن يعترضا على مساعدتي قليلاً، فهما لا يقومان بهذا مجاناً وهما سعيدان بالمبلغ الصغير الذي يتقاضياه نظير خدمتهم لي.
سألها آنـدي: وما ردك الان؟ هل نبقى العمل في يد العائلة كما تقتضي التقاليد؟
- فليكن ضمن العائلة، فأنا أعرف الان ان ابي لا يعترض !
قال آينر: عظيم ! العمل سيكون في قسم النقل وحركة السير.. قد يبدو العمل معقداً في البداية ، لكن ديفيد بارع في الشرح .. الراتب المعتاد يا آنـدي .. هه؟
- حسناً فليكن أكثر قليلاً .. على كلٍ إنها مخلوقة خاصة .. صحيح انها مساعده جيده لكنها ستصبح زوجة الرئيس !
نظرت بروك الى والدها، فوجدته يبتسم، واستدار آينر إليه : كنت افكر يا ستون .. انت تؤلف كتاباً وبروك و آنـدي قد اصبحا خطيبين وهذا يعني أنهما بحاجة الى الانفراد في الأمسيات، لذا فكرت في أن أعرفك بامرأه تعيش في البلده وهي طابعة ممتازه عملت لدى المحامي المحلي، وقد تركت عملها لترعى أمها العجوز والتي ماتت بعد فتره وجيزة من المرض، وهذه السيده متضايقة من قلة العمل .. هذا ما قالته لي عندما التقيتها في مكتب البريد، انها ارملة في العقد الخامس من العمر ... مثلك تماماً يا ستون.
- تقريباً.
- هل توافق على قدومها لمساعدتك فهي معتاده على مساعده المقعدين.
اجفلت بروك منتظره رد والدها، لكنه لم يظهر ممانعة لما قاله صديقه .. يبدو و:انه يتقبل وضعه أخيراً. سأل ستون: وما اسمها؟
- اسمها مارغريت ويتشفيلد، وتسكن في بيت يبعد نصف ميل عن القرية، وهي تستخدم دراجة في تجوالها.
قالت بروك: أظنني رأيتها في السوق ، فهي تلوح لي كلما تجاوزتها بالسيارة.
فقال آينر بسعاده: هذه هي السيده ! وأنا واثق أنها ستعجبك. سأذهب لأراها وسأطالب منها الاتصال بك .. اتفقنا؟
فضحك ستون: ألست تضغط عليً يا آينر !
رد آنـدي هذه المره: ليس كثيراً .. فلوالدي شخصية قوية .. هيا بنا يا حبي تعالي أريك جناحي ودعي هذين العجوزين يدبران شؤون حياتهما .
وصلا الى جناحه فدخلا أولاً غرفة الجلوس العصرية التي حافظت على شئ من جو الماضي فتحولت المدفأه فيها الى كهف عريض وضع فيه جهاز تلفزيون وتحفاً صغيرة. أما الأرض فكانت مكسوه بسجاده لها ألوان الحريق والأرائك في الغرفة مغطاه بقماش مخملي ذهبي قربها طاولة مستديره منخفضة يظهر بوضوح أنها من الأثريات الثمينه، فسألها: هل أعجبتك؟
انتقلا منها الى الردهة حيث طلب منها أن تتبعه فلما وصلا الى غرفة فتح الباب قائلاً :
في هذه الغرفة أنام وإليها ستنضمين بعد أيام قليلة.
دنت من النافذه في محاولة منها الى اخفاء ارتباكها ولم تلبث أن استدارت متكأه الى النافذه متأمله ما تحويه، تذكرت غرفة نومها البسيطة وتنهدت .. اقترب منها: لم الحزن يا حبي؟ قريباً سيكون كل هذا لك.
وببطء استدارت بين يديه لتنظر من النافذه: لست واثقة يا آنـدي .. أنا قلقة مما قد يحدث لوالدي في المستقبل، لا استطيع تركه وحده يواجه ..
أدارها نحوه ووضع يده على فمها : والدي لديه فكره ما ولاشك في أنه يناقشه بها الآن .. سيقنعه بالمجئ للإقامة هنا ليشاركه في السكن. وأنا على يقين من أنه سيكون خير رفيق لوالدي، والعكس صحيح، هذا دون أن نذكر أن المكان هنا مريح أكثر من منزلكم الصغير.
- مازلت حائره يا آنـدي
- هل تعارضين سكن والدك هنا؟
- لا أبداً .. وكيف أعترض؟ لكن .. كل شئ يحدث بسرعة .. وأنا لا زلت أذكر كل الاشياء التي قالها والدي عن عائلة لوكربي، وكيف كان يحقد على الشركة التي فعلت به هذا .. ومع ذلك فها أنا خطيبة لك .. وها أنت تقترح بكل هدوء أن يجئ الرجل الذي سلبتموه الكثير الى هنا ليعيش معكم .. مع عائلة لوكربي .. أنت لا تعرف ماذا تطلب يا آنـدي !
- بل أعرف تماماً ما أطلب .. أنا أطلب من فتاه جميلة اسمها بروك ستون أن تشاركني حياتي، وفراشي .. أن تتزوجني !
صدمتها الفكره فشهقت: وأن احمل اسمك !
فأبعدها آنـدي عنه غاضباً، فقالت تدافع عن نفسها: أنت لا تفهم يا آنـدي ! منذ سنة ونصف وأنا لا أسمع إلا اللعنات تصب على آل لوكربي من فم والدي .. و اليوم أنا مطالبة بالاعتياد على استخدام هذا الاسم كاسمِ يخصني!
فرد عليها بمراره: لقد اعترفت أنك تحبينني! فهل هذا ما تدعينه حباً !!
قالت بأسى وصوت أجش: آنـدي .. اوه آنـدي ! اجعلني اصدق أن مخاوفي لا أساس لها من الصحة .. قم بشئ ما أي شئ !
اشتعلت النار في عينيه: لن أحتاج لتشجيع أكثر من هذا ..
امتدت يداه الى خصرها ليرفعها الى السرير، شعر بجسدها يهوى إليه وإذ به يرفع قدميها ليمدهما على هذا السرير ثم تمدد قربها. تسللت يداه اليها تدنيانها منه، ثم راحت أنامله تمر على طول عمودها الفقري لتدفعاها الى الاقتراب منه أكثر فأكثر ، أما يداها فأمسكتا كتفيه .. وراحت أناملها تضغط بإلحاح على عضلاته القوية، حتى شعرت بقساوة جسده تحت ملمسها، عندما أصبحت مداعبة حميمة جداً ، تلاشى توترها وتلامس جسدهما في عناقٍ قوي جعلها تشعر بصدرها يسحق فوق صدره .. وأبعدها عنه ليقول بخشونة: أحبك يا امرأه .. اعطني المزيد .. أين تلك الفتاه الدافئة التي عانقتني في الحديقة؟؟
هزها بقوه، ثم غطاها بذراعيه لتشتعل فيها كل مشاعر الرغبة من جديد.. أخذت نبضاتها تتسارع رويداً رويداً حتى أوصلتها حدود الارتجاف.
تراخى عنها قليلاً، وعيناه المبتسمتان تبرقان .. قال: لم هذا الجمود يا حبي؟ هل خاب أملك لأنني لم استجب لك؟
عاد إليها توترها بعد أن احست بالسخرية في كلامه، فامتقع وجهها لا من عناقه كما كان منذ قليل، بل من الغضب: أيه استجابة؟ .. إذا كان بدر مني شئ يدل على التشجيع فذلك وليد حرارة اللحظة ذاتها .. فلم أكن أعني شيئاً.
ابتعدت عنه وكأنها لا تطيق قربه.. وامتدت يده لتعيدها إليه بخشونه: بل كنت تعنين كل شئ .. أنت لي .. أتسمعين؟
أمسك يدها اليسرى: قريباً ستضعين في هذه خاتمي وستصبحين امرأتي ..
- المرأه الثانية بعد سيلينا التي تملك المال والمكانة الاجتماعية التي تحتاجها لأعمال عائلتك !
امسك يدها يلويها وراء ظهرها: أيتها ..
فصرخت من الألم: دعني أذهب ! أكرهك !
عاد الى معانقتها من جديد مجبراً إياها على الخضوع، ساحقاً بهمجية كل مقاومتها، عندما تصاعدت حرارة عنافه، خفت قبضة ذراعه عنها ثم أمسكت يده الحره، تحت نشوه عناقه خصرها فاستجابت له كل الاستجابه. أخيراً ابتعد عنها ثم مد قدميه الى الارض ووقف وهو يضع يديه على خصرها، تنفس بانتظام وعمق ثم ابتسم: أصحيح أنك تكرهينني؟
- وكيف أكرهك وأنا احبك؟
بدا عليه وكأنه ربح معركته، سار نحو المرآه والتقط فرشاه شعر ليمشط شعره المشعث .. ثم تقدم منها ومد يده: تعالي يا حلوتي .. فأنت تغرينني باستلقائك هكذا اكثر مما تتصورين.
ضحك عندما رأى انزعاجها الظاهر على وجهها الممزوج بكبرياء، وقالت: أنا لم أسع وراء رجل قط، ولن أفعل.
رد بصوت خفيض: صحيح؟ إذن يوماً ما ستكتشفين العكس .. لأنني سأجعلك تحبينني ثم أتركك، لتأتي إلىً جاثية متوسلة راجية أن ..
رفعت يديها لتغطي أذنيها، فضحك ونظرت الى المرآه وشهقت من منظرها المشعث، وسألته بخجل: ألديك مشط يا آنـدي؟
فتح درجاً أخرج منه مشطاً زهرياً وقال بسخرية: اللون الزهري للفتيات، وأنا احتفظ به خصيصاً للنساء اللواتي أدعوهن لغرفة نومي.
أخذته بروك ثم أسرعت تتفحصه فتابع ساخراً: هل تفتشين فيه عن شعرٍ بني طويل لفاتنة سمراء! لن تجدي شيئاً ، فمدبره المنزل تغسله بانتظام، لذا يبقى دائماً جاهزاً للمرأه التالية.
فرفعت رأسها بحده: أنت إذن تعني ما تقول .. أنت تستقبل النساء هنا.
- قوليها في صيغة الماضي يا حبي .. لقد قلت لك أنا لست مراهقاً لا تجارب له.
- وهذا يعني أن سيلينا إحدى نساؤك؟
- إذا كانت الغيره تعني أنك تحبينني حقاً فلا بأس بقليل منها، اعلمي أن كل ما حدث في حياتي قبل لقائنا لا شأن لك به.
- قبل لقائنا؟ لكنها كانت معك منذ يومين في محطه الوقود.
تناول منها المشط ليضعه في شعرها، ويسحبه حتى وصل الى أولى تموجاته، فآلمها:
- توقف .. أرجوك توقف!
- لن اتوقف حتى تعتذري!
- أنا اسفة لكنني لا أعرف على ماذا !!
فأرجع المشط، واخذ يراقبها وهي ترتب شعرها، قالت: أحتاج لبعض البودره
- لا أستطيع توفير هذا لك
- لم أكن اتوقع منك .. فكلك رجولة
ابتسمت له ابتسامة تعمدت أن تكون مثيره، فسارع إليها، لكنها راوغته وفتحت الباب مسرعة الى الطابق الارضي .. فأسرع إليها ليلف يده على خصرها: ستدفعين الثمن يوماً ما .. عندما تصبحين تحت رحمتي.
فأسكتته بإصبعها.
أثناء دخولهما غرفة الجلوس بادرهما آينر: وافق ستون على السكن هنا عندما تتزوجان!
التفت ذراعا بروك حول عنق أبيها: هل أنت متأكد؟ ألن تشتاق الى منزلك؟
- قد اشتاق إليه، ولكن هذا أفضل من العيش هناك في وحده أمقتها .. آه لو أستطيع السير ..
تلاشى صوته عند ذكر الموضوع المحرم فقاطعه آينر: لن تشتاق إليه يا صديقي فالمكان هنا هادئ ساكن، سترافقك فيه السيده مارغريت التي وافقت على العمل في طباعة كتابك بسرور وقد وعدت بعد أن اتصلت بها هاتفياً بزيارة والدك يوم الاثنين يا بروك أي في اليوم الذي ستستلمين فيه العمل في قسم النقليات .. هل فعلت الصواب يا آنـدي؟
- سأعود لمكتب هالفيكس يوم الاثنين.
بدت خيبة الامل على بروك: سريعاً هكذا !
التفت ذراعه حولها: آسف حبيبتي .. ما كان يجب ان اعود الى هنا حتى منتصف الاسبوع المقبل. لأنني وسط مفاوضات دقيقة .. لقد عدت ففط لأطلب يدك وهذا العمل أكثر المفاوضات دقة وأعظمها كسباً لي ( وغمز لها بعينه )
عم الضحك الغرفة وكان آينر أول الضاحكين إذ رد رأسه الى الوراء مستمتعاً بهذه النكتة.
عندما وصل آنـدي بعد ظهر اليوم التالي لزيارتها، كان الطقس حاراً .. قبل أن يخرجا، جر آنـدي كرسي الاستاذ الى الحديقة وقال ستون أن بإمكانه مناداه الجيران إذا اراد العوده للمنزل وبناءاً على ذلك تركاه.
أثناء الطريق سألته: الى أين؟
- الى تورنتو .. ثم الى منطقة البحيرات.
- ليتك أخبرتني سابقاً ! لأنني كنت سأنتعل حذاءاً آخر غير هذا الذي لا يصلح للسير!
- لن نبتعد كثيراً، لأنني لا أريد السير كثيراً بل أريد أن اكون مع خطيبتي وحبيبتي على انفراد في مكانٍ خاص أتمتع فيه بالكثير من الحب ..
- قبلة او قبلتان ستكفيانك حتى موعد سفرك.
- يوم الخميس بعيد ولن تكفيني قبلتين أبداً.
- فلندخل الى هنا ( قال ذلك بعد ان اوقف السيارة أمام مجمع تجاري)
- متظاهرين بأننا سواح؟
- ولما لا ؟! لقد مضى سنوات منذ أن جئت الى مكانٍ كهذا.
دخلا محلاً فيه قطع أثرية وحلى فضية وذهبية ذات أحجارٍ كريمة متعدده الألوان وهي قطع نادره فمن المعروف أن منطقة تورنتو هي المصدر الرئيسي لمثل هذه الانواع من الحجارة. والكهوف التي فيها هذه الاحجار اكتشفها السكان الاصليون.
قال لها آنـدي: اختاري خاتماً .. ليكون مؤقتاً خاتم خطوبة، حتى نجد وقتاً نشتري فيه خاتماً أصيلاً.
- أختاره من فضة؟
- بل من ذهب ..
تأمل الخواتم فأعجبه منها خاتماً تناوله من علبته ثم وضعه في إصبعها : إنه واسع قليلاً.
أعطته البائعة خاتماً مشابها أصغر منه قليلاً، يلمع فيه الذهب الذي يحمل حجراً بسيط التصميم، وضعه آنـدي في يدها فوجده مناسباً تماماً.
- وقلاده أيضاً .. من الذهب.
فسارعت تقول: لكن آنـدي ! هذا كثير!
- انا افضل حكم على هذا.
- هل تعرض ثراءك أمام الناس ( ردت مداعبة)
رد بجفاف: سأحاسبك فيما بعد.
ضحكت البائعة، ثم اختارت قلاده تناسب الخاتم. خرجا والخاتم في يدها والقلاده في علبة وضعها آنـدي في جيبه وعادا الى السياره لينطلقا الى منطقة البحيرات.
أوقف آنـدي السيارة بين الشجيرات في مكان مخصص للوقوف والتخييم. ونزلا منها ليسيرا متكاتفين الى مكان بعيد عن الطريق وعن الانظار. خلع سترته ومدها فوق العشب .. فجلست بروك عليها، ضامة ركبتيها الى جسدها، لافة ذراعيها حول ساقيها، شعرت بالسعاده لأنها ارتدت هذا الجينز وهذا القميص القصير الكمين، أخرج آنـدي من جيبه العلبة التي تحوي القلاده، ثم دنا منها فأدارت له ظهرها فرفع شعرها الاشقر وأقفل القلاده حول عنقها، ترك لأصابعه حرية التنقل على عنقها الغض مسبباً لها ارتجافاً وصل إليها تدريجياً وملك عليها عواطفها فكان أن ارتدت للخلف تسند ظهرها ورأسها الى صدره.
همست باسمه فتحركت ذراعاه لتلتفان بنعومة حولها ، وتأوهت ثم مدت يديها الى الوراء لتلفهما من خلف رأسها حول عنقه، تاركة نفسها تتمتع بمداعباته.
ثم لم تجد نفسها الا وقد ارتدت للوراء، مستلقية على العشب حيث لف جسده جسدها وراحت شفاهما تهمسان بروك .. آنـدي مراراً ومرارا وهما يتأوهان سعاده.. فجأه أحست بقساوه الارض تحتها وبالفضاء المفتوح حولهما، وبأصوات الضحكات الآتية من بعيد .. فقالت: لا حبيبي ... ليس الان .. لا نستطيع فعل هذا .. لا يجب ..
- انت لي وانا احبك! .. انت زوجتي فلم لا ؟
إنه لا يعي ما يقول !
- انتظر حتى نتزوج آنـدي !
- لسنا بحاجة للانتظار!
شفتاه الجائعتان ألهبتا كيانها .. لكنها مع ذلك أصرت على موقفها عندها فقط ابتعد عنها وقال: سأشفق عليك هذه المره فقط فمعك حق هذا ليس المكان او الزمان المناسبين .. لكن حذار .. فلست رجل صبور ، وما أريده آخذه .. وأنا أريـــدك.
تركيزه على الكلمات الاخيره جعلت قشعريره تتملكها، فمدت يديها تحيطه وتضمخ إليها .. فضحك: تريديني حيناً وترفضيني حيناً آخر
رفع نفسه عنها ليقف بعد ذلك ومد يده إليها ليمسكها ثم أخذ ينظف بنطالها وقميصها من قطع الاعشاب ..
أثناء عودتهما قال: غداً صباحاً ستذهبين لمقابلة ديفيد ، فهو المسؤول عن قسم النقل.
- هل هو لوكربي
- أجل .. هيا قولي مما تشائين عن إبقاء العمل ضمن العائلة.
فهزت رأسها مبتسمة وتابع هو : هو ابن أخ والدي ، أي ابن عمي الحقيقي .. يصغرني ببضع سنوات ويحمل رخصة قياده شاحنات نقل ثقيلة أيضاً. وأظنه مثلي يفضل قياده الشاحنات على الوظيفة المكتبية، لذا يضع نفسه دائماً على قائمة السائقين.
- وهذا يعني أن مسؤولياته في حال غيابه ستكون على عاتق مساعدته؟
- صحيح .. لكني واثق كل الثقة بالفتاه التي ستساعده.
غطت بروك يده بيدها ممتنة.
رفض دعوتها لشرب القهوة، وقبلها مودعاً بطريقة توحي بالتملك فقالت: أيعني هذا انك لي وحدي؟
فلكم فكها ممازحاً: بكل تأكيد حبيبتي .. تذكري هذا .
- لا أرغب فالنسيان حتى ! انا فعلاً أريد أن اكون لك وحدك.. كان عليك ان تعرف هذا!
أمسكت بيده الممسكة ذقنها وتظاهرت بعض أصابعه فتجنبها بسهولة: عفريته ! أتظنين نفسك آمنه وأنت في سيارة خارج منزل أبيك؟ ماذا يمنعني من متابعة القياده؟
- آنـدي .. علي أن انزل .. افترض أن احدهم يراقبنا!
- وما الخطأ في وداع رجل لخطيبته؟ على كل .. العالم كله يحب مشاهد الحب، خاصة عندما يكون للقصة نهاية سعيده.
لم يكن ديفيد لوكربي يشابه ابن عمه بأي شكل من الاشكال فشعره أحمر بينما شعر آنـدي وتود أسود، كما أن ديفيد متوسط الطول بينما آنـدي و تود طويلا القامة ..
استقبلها ديفيد بالترحاب قائلاً أنه لم يكن يعرف كيف سيدير نفسه بدونها.
شرح لها انه لا يفتقر لغياب المساعده بل لديه نقص في الموظفين فهو يحتاج لموظف نقل يتولى الشؤون المحلية.
قال لها: لدينا قسمان قسم المسافات الطويلة وهذا أنا أتولاه، وقسم التوصيلات المحلية، وحتى نحصل على موظف كفؤ وقادر سأبقى مرتبطاً بإدارته بنفسي ..
عاده يتصل بنا الزبائن ذاكرين تعليماتهم قبل يوم أو يومين من نقل الشحنة، ويرسلون تأكيد حجزهم بالبريد .. زبائننا الدائمون يعرفون كل شئ عن شروط النقل لذا لا يطلبون أي اعتراف منا .
- وماذا عن الزبائن الجدد؟
وفتح الباب بهدوء لكنها كانت مستغرقة جداً في الاحصاء فلم تستدر فتابع:
الزبائن الجدد أو كما نقول الطارئون نبلغهم بشروط النقل قبل بدء العمل .
- وماذا يحدث عندما تصلك الطلبات؟
- يقوم موظف النقل ، أي أنت في حال المسافات الطويلة بتحضير أربع نسخ من كل الوثائق تشمل الفاتورة أي نسخة المرسل إليه، ونسخة المؤسسة أو المستلم ورقم الوصل ونسخة كاملة للملفات.
سمعت صوتاً مألوفاً يأتيهم من الخلف فالتفتت مذعوره لتجد نفسها أمام آنـدي الذي يرتدي ثياباً أنيقة ويبتسم باسترخاء: السائق يعطي نسخة المرسل إليه والفاتوره، وعليها يحصل على توقيع بوصول الشحنة سليمة .. ويعطي الموظف السائقين الأوامر عندما يعودون والشاحنات فارغة خلال اليوم.. وهكذا أصبحت تعرفين يا حبي ولكن يبقى الكثير أمامك لتتعلمي.
قال ديفيد محذراً : لا تفزعها .. أحتاجها لمساعدتي.

- ولكن آنـدي .. لم أتوقع حضورك الى هنا!
- مفاجأه مفاجأه
قبلها أمام ديفيد المذهول وقال: لم استطع السفر دون وداعك .. ديفيد أحبك أن تلتقي بعروسي.
واتسعت عينا ديفيد وفغر فمه: أنت لا تعني .. أنك .. أنها
- هذا صحيح ، إنها خطيبتي
- الاشاعات خاطئة .. لن تتزوج سيلينا إذن.
- ليس سيلينا بالتأكيد.
نظر الى ساعته لينهي الحديث: يجب أن أذهب الان الى هالفيكس
سأله ديفيد: هل ستصل الى الميناء؟
- أجل لماذا؟
- ليتني علمت مسبقاً، إذ ثمة حمولة ستصل الى الميناء غداً. كان الافضل لنا لو قدمنا موعدها، لاننا نعاني من نقص في السائقين الذين أخذ معظمهم عطلات يقضونها مع عائلاتهم.
نظر آنـدي الى نفسه .. ثم الى بروك: بإمكاني أخذ بذلة معي .. سأذهب إذا ذهبت معي يا بروك.
فصاح ديفيد مغتاظاً: اسمع يا آنـدي! لا يمكنك مساعدتي بيد وسلبي المساعده باليد الاخرى!
- حسناً في كل الاحوال لن أصل في الموعد المحدد وعلى عاتقي شحنة علي إيصالها بدل ركوب سيارة سريعة تنقلني بلمح البصر برفقة فتاه تنسيني الوقت.
عانقها من جديد، فتعلقت به غير عابئة بوجود آخر.
وهمست له: عـد بسرعة!
سمعا إقفال الباب ترافقه ضجة مرتفعة .. وبعد لحظات أصبحت بروك وحدها فآندي انطلق الى ما يقصده.
عندما عادت بروك الى المنزل وجدت ان والدها ليس وحده بل برفقة مارغريت. ما أن سمعت المرأه صوت الباب يفتح حتى خرجت الى الردهة وهي امرأة ذات بنية قوية، وشعر مصبوغ مرتب، ووجه زهري مستدير.
امتدت يدها لتصافح يد بروك، وابتسمت بحراره: يسعدني الالتقاء بك .. لقد بقيت هنا لأتعرف بك.
دخلتا غرفة الجلوس، وكان والدها ينتظر رؤيتها فابتسم عندما شاهدها وكأنه وجد ما كان يبحث عنه وقال ببساطة: كنت أعلم أنك ستحبين مارغريت.
فقالت مارغريت وهي تضع سترتها: لقد اتفقنا معاً بشكل جيد! علي الان ان اعود لمنزلي الصغير وأطهو العشاء لنفسي.
- هل يمكنني ان اوصلك؟
- لا شكراَ لا أحب السيارات، تكفيني الدراجة، فهي تبقى جسدي في حال افضل ولا تكلفني شيئاً ، لكن شكراً حقاً .. سأعود صباح غد.
التفتت عندما بلغت الباب وقالت لبروك: أرجو لك التوفيق أيضاَ .. لقد علمت أنك خطبت منذ وقت قصير .. تهانيُ لك .. فتره الخطوبة رائعــة.
ورفعت يدها بالتحية وخرجت، تدفع دراجتها في ممر الحديقة.
قال ستون لدى عوده ابنته للداخل: يوم رائع .. واختيار جيد للمساعده، يجب أن اتصل بآينر لأشكره .
كانت ابتسامته موجهة لنفسه أكثر منها لابنته التي شعرت أنها بدأت تخرج رويداً رويدا من حياته فصداقته لا بد ستملأ عليه وقت الفراغ ومارغريت ستعطيه المساعده التي يحتاج.
كانا يصغيان للموسيقى في المساء عندما رن جرس الهاتف، فخفق قلب بروك بجنون وسمعت على الطرف الاخر:
- بـروك! كيف حال فتاتي؟
صوته العميق حرك مشاعر الاشتياق فيها ، واجابته بابتسامة وعيناها ترقصان:
- بخير حبيبي .. وكيف حال رجلي؟
سمعته يضحك ويقول: عادت لي الحياه عندما سمعت صوتك، يا الهي يا فتاه! لو أنك الآن على مقربة مني لما نجاك من ذراعاي سوى زحزحة الارض من مكانها في رحلة فضائية.
- انه لمن الروعة سماع صوتك حبيبي !
- ارى انك تحبينني بعيداً أكثر منه قريباً !
- بل افضلك قربي
- ما هو القرب الذي تقصدين؟ اهو الذي لا مكان حتى للهواء فيه!
- بل اقرب
حل الصمت متوتراً من الطرف الاخر فتنحنحت: أين .. أين انت مقيم الان آنـدي؟
- في احد افخم فنادق المدينة.
- هل .. انت وحدك؟
ما أن تلفظت بتلك الكلمات حتى ندمت عليها فقد سمعت رده الساخر: في الوقت الحاضر أجل .. وهل كنت تظنين انني اتصلت الخط الساخن؟ ألا تعتقدين ان الوقت لا يزال باكراً على ذلك؟ ربما بعد ساعة أو ساعتين .. عندما اشعر بالوحده.
اشتد احمرار وجهها فصاحت: آنـدي لوكربي ! سأراك في ..
فقاطعها بسرعة: لا يا قمري ، سترينني في منزلك حالما اتمكن من العوده، فهل هذا يرضيك؟
صمتت متعمده، ثم قالت بصوت منخفض: نعم
كسر الصمت قائلاً : ما الخطب؟ هل والدك يجلس قربك؟ بالله عليك! هل هذا مهم! يجب ان يرضى بوجودي عاجلاً أم آجلاً ! الا ان كان ينوى طردي في كل زيارة !
ردت بائسة: إنه أمر في نفسه، ليس موجهاً ضدك شخصياً، بل لآنك رئيس الشركة، كيف له ان يحقد عليك بشكلِ خاص؟
- لكن والدي هو رأس العائلة.. ومع ذلك لا يحمل له الا كل الحب!
- او ه يا آنـدي ! ارجوك .. دعنا من هذا الجدال .. انا احبك .. وإن لم يكن هذا يكفيك .. لتقل هذا ولنفترق قبل أن يحصل المزيد من الخصام.
- بالطبع يكفيني أيتها الحمقاء! حاولي فسخ الخطبة وسترين ما يحصل.
واقفل الخط .. وبقيت هي تحس بالفراغ وصوت دوي الخط المقطوع يدوي في أذنها.



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس