الموضوع
:
روايتي الرابعة: سماسرة المصير
عرض مشاركة واحدة
04-02-25, 05:06 PM
#
62
صرخة المشتاقه
?
العضوٌ???
»
488976
?
التسِجيلٌ
»
Jun 2021
?
مشَارَ?اتْي
»
146
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
نُقآطِيْ
»
• على نهاية العصر •
هبطت الطائرة بسلام بالمطار الدولي قادمةً من الخارج تحمل على متنها أمير وعائلته ..
أو بالأصح -إبنيه- فقط ..
تكلمت بنته الكبيره بعمر 13 سنه: يمااممي رجعنا لأجواء الحر ..
وقفت سيارة سواق عائلة إيهاب بعد ما أعطى رنه لأمير يخبره أنه وصل ، تقدم أمير من السياره وخلفه موظف من المطار يدف عربية شنطهم الضخمه ..
ركب أمير قدام وركبو بنته وولده اللي يصغرها بعام واحد ورى والسواق برى جالس يرتب الشنط بشنطة السياره ..
تكلمت بنته تقول: بابا هالمره بنقضيها مع السواق أو شحنت سيارتك ؟
جاوبها أمير وهو يقلب بجواله: شحنتها ، إحتمال نجلس هالمره أكثر من شهر ..
سمع لتذمرها بدون أي تعليق ولف يطالع بالمرايه الجانبيه للسواق وهو يدخّل الشنط
دقايق حتى مشت السياره طالعه من مطار الملك عبدالعزيز الدولى متجهه مُباشرةً لبيت أبوه
علقت بنته بعد دقايق: بابا تودينا عند ماما ؟
رد: أبوي أول وبكره أوديكم لأمكم تشوفوها
سألت: بنقعد عندها كُل الشهر ؟
أمير: لا ، متى ما بغيتوها وديتكم لكن حتظلوا ببيت جدكم
إبتسمت فهذا اللي تبغاه في حين تكلم أخيراً ولده بصوت هادي يناسب شخصيته: أقدر أظل عندها دايم ؟
أمير: لا يا تيم
طالعته أخته بإستنكار: من جدك ؟ تقارن بيت خوالي ببيت جدو ؟!!
ما رد عليها تيم ورجع يطالع بالآيباد حقه بصمت
طالعه أمير بإنعكاس المرايه بعدها تنهد وقال: بأوديك لها يومياً إذا تبي بس النوم لا طيب ؟
هز راسه بصمت حاول فيه أمير إنه يعرف من ملامحه شيء إن كان راضي أو مو راضي بس ملامحه الهاديه الصامته هيه نفسها
تنهد مره ثانيه وطالع بهدوء بالشارع وإنقضى وقتهم على هالحال حتى وقفت السياره قدام فيلا أبوه
الشمس وقتها قرّبت تغرب فأنوار الفيلا كانت هالمره كُلها شغاله وكأنها تعلن عن قدوم ضيف مهم جداً
نزلت بنته رنيم وسبقتهم لداخل من قوة الشوق لجدها وأعمامها
بالداخل ، أثير من الظهر كاشخه وجالسه بالصاله تقضي وقتها عالتلفزيون تنتظرهم وأروى جنبها توها قبل دقايق جت بعد ما أخذت لها غفوه تريحها بعد دوامها
أما آسر رجع قبل فتره من برى لكن راح يريح بغرفته وأكيد بينزل بأي لحضه
فزّت أثير من شافت رنيم داخله واللي بالمُقابل من شافتها رنيم حتى ركضت لها وأعطتها أحلى حضن بغت تطيح فيه أثير على ورى من قوته
رنيم بصراخ: توتو حبيبي I miss you !!
ضحكت أثير ترد: miss you too ! وربي وحشتيني مره
لفت رنيم على أروى وضمتها بقوه فإبتسمت أروى تقول: كبرتي ما بغيت أعرفك !
بعّدت عنها رنيم تقول بحماس: تشوفييين ! خلاص طلعت من جو الطفوله اللحين أقدر ألبس اللي أبغاه بدون لا يقول بابا "لا ما يناسبك"
إنفتح الباب الخاص بمكتب أبوهم المُقدس وطلع منه بعد ما سمع صرخة رنيم الأشبه بجرس إنذار علّم البيت كله بقدومها
زادت إبتسامة رنيم وراحت له ركض وبنفس قوة ضمتها لأثير رمت نفسها على جدها اللي إبتسم أبتسامه واسعه نادر تطلع على وجهه
جت حفيدته المُفضله ! أكثر وحده يفضّلها بالعيله بعد بنت أخوه هناء
بقيت رنيم معلقه برقبته تقول: جدو إنت لازم تجي عندنا كاليفورنيا والله توحشني كثير
دخل أمير بهالوقت ولما شاف المنظر علق: بنت خلاص ترى مو طفله لا تعورين جدو
ضحك إيهاب يقول: خلها ، إلا رنيم لحد يقول لها شيء
إبتسم أمير بعدها تقدم وباس راس أروى وهو يقول: كيفك حبيبتي ، وألف مبروك الزواج
ردت له أروى الإبتسامه تعلق: الحمدلله طيبه بشوفتك
أمير: إعذريني ما كنت موجود بيوم مهم زي يوم الخطبه
أروى: شدعوه معذور ، بس لو ندري إن هالأمور تجيبك بنقضيها ننخطب ونفسخ
ضحك أمير ولف على أثير اللي ضمته تقول: وربي تقهر تقهر ! خلاص ما شبعت من برى ؟ تعال عيش معنا
إبتسم وقال: يا دلوعه ، فكي تعلّق شوي
بعدها راح يسلم على أبوه فإضطرت رنيم تترك جدها ولفت على أروى تسأل: وين آسر ؟
أروى: فوق بغرفته شكله للحين ما حس بجيتكم
إبتسمت رنيم وراحت ركض لفوق في حين تقدم تيم وسلم عليهم بإحترام وجلس بعدها على كنبه مستقله والآيباد بحضنه يطالعهم
إكتملت الجلسه بعد دقايق لما نزل آسر ورنيم وجتهم الشغاله تقدم عصيرات بارده مع صينيه شوكلت وأمير يسولف مع أبوه عن أحوال شغله بكاليفورنيا ورنيم تهرج على راس آسر قصصها المشوقه اللي صارت هناك وأثير تقاطعها بتعليقاتها بينما أروى نادت تيم يجلس جنبها وسولفت معه شوي قبل لا تدخل بالسوالف مع أبوها وأخوها
كانت جلسه عائليه هاديه جداً إستمرت لساعه تقريباً قبل لا يعتذر أمير بتعب السفر ويطلع يرتاح
إعتذر بعدها تيم بدقايق عشان ينام بينما عداد النشاط عند رنيم كان مليان ولا كأن رحلتها إستمرت لأكثر من عشرين ساعه ما تخللها غير محطة توقف واحده فقط
ساعه ثانيه وخفّت الجلسه أكثر وصارت فقط مكونه من آسر وأروى
إبتسمت أروى على رنيم اللي فصلت ونامت وهي دافنه نفسها بالكنب بوسط الخداديات ، قاومت لآخر لحضه ورفضت تطلع ترتاح وكأن ما قدامها غير هاليوم تشبع فيه منهم
علقت: ودي أصحيها ترجع غرفتها بس لو صحيتها بترجع تقاوم من جديد
آسر: خليها تخش بالنومه وبعدها حتكون سكرانه مستحيل تقاوم وبتطلع لغرفتها دايركت
هزّت راسها فطالعها آسر بهدوء ولما إنتبهت له أروى قالت: شفيه ؟
جاوبها: كنتِ واضحه ، لما يبدأ أبوي وأمير يتكلموا عن خطبتك والزواج تشغلين نفسك بتيم
طالعته شوي بعدها تنهدت وقالت: آسر علمني كيف أقنعك ؟ فعلاً ما أكذب كنت رافضه بس صدقني مو مغصوبه ، هذه فرصه حلوه لي لإني أتجاوز خوفي ، ومافي أحلى من هالعيله وهالزوج عشان أتجاوز لأنهم متفاهمين جداً وحيعطوني مساحتي ولما ما أقدر أتجاوز ما راح يضغطوا علي ولا راح يسيئوا لي لو مثلاً طلبت الإنفصال ، تكفى إقتنع وإفرح لي ، إنت الوحيد اللي للحين ما شفت الفرحه بعيونه لي
أشاح بنظره عنها ، كذابه كذابه !
هو عارف هالشيء !
قام بعدها وجلس جنبها وطالع بعيونها يقول: أبشري ما راح أتجادل مع أبوي مره ثانيه بخصوص هالموضوع دام إنك خايفه عليّ لكن أوعدك ألاقي لك طريقه ثانيه توقف هالزواج ، صدقيني حألقى شرايك ؟
عناده يكسّر الصخر !
ردت: ليش مو راضي تقتنع ؟
آسر: ليش مو راضيه تكوني صريحه ؟!
تنهدت بدون تعليق فعقد حاجبه وكأنه يفكر بعدها قال: إسمعي أقدر أدبر واحد يروح لسيف يقول له إنه زميلك بالعمل ويحبك ويبغاك وتأخر بالخطبه لأنه كان يجمع المهر وكذا مع حبتين دراما وشوية مسكنه ممكن يأثر عليه
رفعت أروى حاجبها فكمل آسر: بس سيف ... أوك هو متفهم وطيب بس مو فاتح جمعيه خيريه عشان يقول طيب أبشر بأتركها ، طيب شرايك بالعكس ؟ إنتي اللي تحبين زميلك بس لأنه تأخر بالتقدم للزواج قررتي توافقين على سيف عشان بس تسببين غيره له ويتشجع يخطبك ! لا تشيلين هم الأدله بأدبرها ، سيف شخص مستحيل يرضى يتزوج وحده تحب غيره صدقيني
أروى: حبيبي حتى لو بخاطري أفسخ الخطبه مستحيل أرضى بكذبه زي كذا
إبتسم آسر وقال: خلاص ما باقي غير أحلها بنفسي ، أول ما يجمع المهر بأسرقه بطريقتي فيتورط ، إما يكنسل الخطبه أو يمددها وكل ما جمعه بأسرقه لين هو يستحي على نفسه ، تطمني بس تنفسخ الخطبه بأرجعه له
أروى: آسر ترى أذن العشاء روح صل حبيبي
آسر: طيب أدبر بنت تجي تبكي عند أبوي تعلمه إنها على علاقه بسيف ؟
طلعت عيونها بدهشه فرد سريع قبل لا تهجم: بس أبوي يكنسل الخطبه حأخليها تنفضح إنها نصابه تسرق فلوس بالتمسكن والكذب يعني تشويه سمعه مؤقت لا تشيلين هم
أروى: بديت أخاف منك ! شلون بتدبر بنت ؟ ياولد ترى وضعك مو طبيعي ! أبعد عن زملاك إذا هذه هي أفكارك
طالعها شوي فعرفت من نظراته إن عقله شغال يفكر بخطه ثانيه ترضيها فتنهدت تقول: آسر إنت لو تشيل من مخك فكرة إني مو راضيه راح نعيش بسعاده صدقني
آسر ولا كأنه يسمع: يلاقوا بسيارته مهبطات ؟ سجن شهر ويطلع براءه لا تخافي
أروى بدهشه: لا لا بديت تخوفني ، ولد وش وراك ؟ إنت سربتتك برى وين تكون بالضبط ؟!
مدت يدها ومسكت كتفه تطالع بعيونه وكملت: آسر سألتك بالله تبعد عن زملاك ، لا تنغمس أكثر ووقف ترى القصص اللي تجيني بالشغل تشيب الراس
إبتسم آسر يقول: ياحليلك يا أروى ، هذا وإنتي محاميه ، ترى مجتمع الاولاد قذر يعني كوني أعرف بذي الأمور مو يعني إني وصلت قاع الوسخ بهالعالم وصدقيني القصص اللي توصلك ما تُعتبر من النوادر أبد
قام وكمل: لا تستبعدي شخص صالح من فوق لتحت ما يدخن أو يتعاطى مُهبطات وغيره من ورى أنظار عيلته ، بارعين بتقسيم حياتهم وشخصياتهم
بعدها راح من قدامها وطلع برى البيت للصلاه
تنهدت تطالع بالباب اللي إنقفل وراه وهمست: ربي يحفظك
وبداخلها حست بضيق ، ما تنكر كلامه
سمعت كثير قصص وهي بنفسها مسكت كثير ملفات
ناس طبيعين جداً ينمسكوا بأتفه طريقه ، واضح منتشر بينهم لدرجة حتى عند إشارات التفتيش ينمسك واحد بحضنه أقراص ممنوعه
دام ما يخفوها ببراعه هذا يعني إنهم بدوا يعاملوها معاملة الدخان وكأن تعاطيها طبيعي
فجأه طرى ببالها سيف ، هل ممكن يكون كذا ؟ رُغم ثناء كُل الجماعه عليه ؟
تذكرت قضيه مسكتها زميله لها عن شاب وحيد أمه إنمسك عند إشاره معه ممنوعات ، إنصدمت إن كل معارفه جو يدافعون مصدومين يقولون هذا أطيبهم وقايم بأمه وخالته المطلقه وما يغيب عن المسجد إلا إن كان برى البيت
محد صدق حتى لما طلعت نتايج التحليل إنه فعلاً مدمن ! قالوا أكيد غُرر به ، حتى بعد ما إعترف قالوا أكيد مُهدد
همست: دامه صالح لهالدرجه وش حاده على هالأمور ؟ كيف ما فكر بصدمة أمه فيه ؟!
تنهدت وقامت تصحي رنيم عشان تطلع فوق لكن نومها كان مو طبيعي لذا أضطرت تنادي الشغاله تساعدها يطلعوها لسريرها
ففي الأعلى جناح بسيط متكامل من غرفة نوم رئيسيه وغرفة أطفال مع صاله ومطبخ خدمه صغير
إنبنى بهالتصميم قبل لا يسكنوا بالفيلا حاسبين حساب أمير إذا جاء مع زوجته وعياله
لكن تغير الترتيب من بعد ما تعزّب أمير من سبع سنوات تقريباً فصارت غرفة النوم الرئيسيه له ولولده وغرفة نوم الأطفال لبنته
قفلت الباب بهدوء على رنيم وطلعت من الجناح ومشت بهدوء وهي تتذكر ذيك الأيام البعيده رغم كونها صغيره بالعمر وقتها
جلسات أمها وأبوها وهم يخططوا كيف يبنوا بيت العمر وجنبهم أثير البيبي اللي كل شوي تصيح وتعدم عليهم تخطيطاتهم
البيت إنبنى وسكنوا فيه لهم 15 سنه لكن ما تدري هل بنفس التخطيط اللي إتفقوا عليه أمها وأبوها من سنوات طويله ولا قرر أبوها يبني شيء مختلف تماماً من بعد طلاقهم ؟
تنهدت وهي عارفه إن جواب هالسؤال مستحيل تحصّله دام ذِكر أمهم وسيرته من المحرمات ذكرها بهالبيت !
: عمه أروى
إندهشت أروى ولفت ورى فشافت تيم صاحي ببجامته يطالعها ، ما إنتبهت له يلحقها
تقدمت منه وقالت بإبتسامه: هلا حبيبي ، غريبه صحيت توك مالك ساعتين من نمت
كان واضح على وجهه التردد فشجعته تسأل: شبغيت مني ؟
شتت نظره شوي قبل يقول: أطلبي من بابا يخليني أنام عند ماما
أروى: إنت طلبته ؟
طالعها يهز راسه بالإيجاب وجاوب: ايه بس رفض
تنهدت وهي نفسها تعرف سبب طلاق أمير وورد !
كانوا أحلى إثنين ومافي مثلهم وتغربت معه طول دراسته بالخارج لكن فجأه قبل سبع سنوات تطلقوا !
وكعادة أمير صامت بشكل يفجع مستحيل يتكلم ، حاولوا يعرفوا السبب بس رفض يتكلم
لكن الشيء الوحيد اللي هي عارفته إن الغلط كان من ورد ! والواضح إن الغلط كبير جداً !
لأن من بعد طلاقهم العيال معه وهي ولا مره طالبت بحضانتهم ، صحيح هو رافض هالشيء كأي أب متعلق بعياله لكن لو ترفع عليه قضيه تكسبها بسهوله فالقضاء ينصف الأم بأمور الأطفال
بس ما رفعت رغم إشتياقها الكبير لهم ، والسبب الوحيد لعدم رفعها ما بيكون غير لأنها عارفه بأنها الخسرانه !
ليش خسرانه ؟ مو عارفه ولا تبي تسرح بأفكارها منعاً لسوء الضن والطعن بالشرف
لكن الأكيد فيه شيء صار بسفرتهم حتى الأطفال ما يعرفوه
ظلت تطالع بتيم شوي ولا عارفه كيف تصارحه إنها ما بتقدر على هالشيء ..
تذكر لما جو آخر مره قبل ست شهور وجلسوا حول الأسبوع الواحد كيف حاولت معه ذيك الليله يخلي الأطفال عند أمهم ، كان رفضه غريب وكأنه خايف على عياله من شيء
إيش بيكون مثلاً ؟!
إبتسمت وقالت لتيم: أبشر بكلمه لك
ما رد لها الإبتسامه وكأنه مو واثق من قدرتها ، هز راسه بهدوء ورجع على غرفته
إختفت إبتسامتها تدريجياً من عدم ثقته اللي كانت واضحه بردة فعله
ثوانٍ قبل يطرى ببالها إنها هالمره لو رفض أمير طلبها بتجرب توديه ينام من وراه بس خايفه يصير شيء وتتحمل هي مسؤولية هالشيء بالكامل !
لكن ..
الليله التاليه ..... سوتها
••
مر اليوم التالي وكأنه عيد
أفطروا فطور جماعي بعدها وصّل أولاده لأمهم وراح يشتري له بعض الأغراض وخلال أربع ساعات بس أخذهم وراح يتغدا معهم بمطعم ورجع
كانت العصريه مُمتعه والكل حاضر ما عدا إيهاب اللي كان مشغول شوي ، سولفوا ولعبوا بلايستيشن ولعبوا ورق كمان
عالمغرب آسر اللي تعذر وراح لأصحابه وبعدها بساعتين طلع أمير لشغله
وما بقي غيرها هي وأختها والأطفال
واللي لاحظته طول هاليوم إن تيم متضايق عكس حماسه الصباح وهو رايح لأمه
هالولد عكس أخته ، متعلق بأمه كثير
طقت باب الغرفه ودخلت على تيم اللي تركهم تحت متعذر بالنوم فشافته جالس عالسرير يطقطق بالآيباد
جلست على طرف السرير وطالعته شوي بعدها قالت: تبغى ماما ؟
رفع راسه لها بعدها رجع يطالع بشاشة الأيباد يهمس: عادي ما يهم
طالعته شوي بعدها قالت: ايش اللي تبغاه من ماما غير شوفتها ؟
هز بكتفه بدون إهتمام ونظرته الحزينه لسى على شاشة الايباد
تنهدت وهو مقطع قلبها جداً
تذكر اليوم لما شافت أمير راجع مع أولاده بعد الغداء قالت كبدايه على فتح موضوعها: غريبه توقعتك بتخليهم عند أمهم اليوم
رد بهدوء بالغ بعد ما إختفت إبتسامته فجأه: لا !
ومشى بدون حتى لا يكمل الحوار معها وكأن النقاش بهالموضوع ممنوع تماماً
فما قدرت تفاتحه بموضوع تيم أبد
ترددت كثير قبل لا تقول بهدوء: لو أخليك الليله تنام عند ماما توعدني تبتسم دايم وتنبسط معنا ؟
رفع عيونه المتشككه ناحيتها يقول: بابا مستحيل يوافق
أروى: وإذا قلت لك من ورى بابا ؟
إتسعت عيونه بدهشه وكأنه ما توقع هالحل أبد
فز متقدم منها يقول بنبره من زمان ما سمعتها منه: جد جد يا عمه ؟؟ صدق بأنام عندها ؟!!
صوت متهدج مليان عبره مخنوقه !
معقوله تكون أبسط أمانيه النوم عند أمه ؟
إيه معقول ولا راح تنتدهش ، الأم شيء مقدس وطبيعي يحس بكُل هالشوق لها
إبتسمت وهزت راسها تقول: إيوه بأوديك الليله بس ترى على بكره الصبح بأرجعك عشان لا يكشفنا بابا ، لما يرجع الليله بأخبره إنك نايم بغرفتي عشان ما يشك تمام ؟
هز راسه بكُل طاعه يقول: حاضر
أشرت بنظرها على الدولاب تقول: ياللا بدل ملابسك عشان يمديك تجلس مع ماما أكثر
رمى نفسه يحضنها بقوه فمسحت على شعره قبل لا يبعد بعيون مليانه دموع ويفتح الدولاب يدور له ملابس
خرجت من الغرفه وتنهدت تطلع جوالها ودورت عالأرقام حتى وقفت على رقم ورد
طالعته وهي ما تتذكر متى آخر مره دقت عليها
كانوا زمان من أقرب الاصدقاء لبعض لكن الان علاقتهم شبه مقطوعه ، يتراسلون بس أوقات يكونوا الأطفال هنا وتكون غالباً سؤال ورد عن أحوالهم خاصةً إذا أحد منهم كان مريض ما توقف تسأل ليل نهار
دقت وحطت الجوال على إذنها وجاها الرد سريع من ثاني رنه وصوت ورد فيه شوي قلق وهي تقول: هلا أروى !
إبتسمت أروى تقول: أهلين ورد ، كيفك ؟
ورد ولسى مسيطر عليها القلق لأن إتصال أروى غريب: الحمدلله طيبه
ولا رجّعت السؤال وكأنها تقول ياللا علميني وش صاير بالضبط !
مشت أروى متجهه لغرفتها تقول بهدوء: ما بطول عليك ، تيم بصراحه خاطره يقضي الليله عندك بس أمير رافض وأنا ودي أنفذ رغبته ، إذا تقدري تحافضي على السر حأجيبه شرايك ؟
إندهشت ورد لكن ضبطت صوتها تقول بهدوء: إيه أكيد حياه والله يعطيك العافيه حبيبتي ما تقصري
إبتسمت أروى وقالت: أجل مسافة الطريق
ورد: حياك
وأنهوا المكالمه بهدوء فأرسلت أروى لأثير تطلب منها تدخل هي ورنيم أي غرفه ويبعدوا عن الصاله بحجه إنها تبغى تطلع ولا ودها رنيم تطلب تطلع معها
دام الموضوع بيكون سر فالأفضل يكون سر عالجميع تحسباً لأي زله ممكن تصير
دخلت غرفتها وأخذت عباتها وبس طلعت شافت تيم جاهز وواقف ينتظرها فإبتسمت على حماسه ونزلوا .
تجرأت وسوتها وخالفت رغبة أمير وهي تتمنى يعدي الموضوع على خير
لكن هالجُرئه الغريبه كانت غصب عنها ، ورد جمايلها عليها زمان كثيره وكانت محتاجه فرصه تقدر ترد لها بعض منها
وجتها هالفرصه لحدها
••
••
••
• بعد إسبوعين •
كان سيف واقف بالدور الثاني من بيتهم يشرف على العمال اللي بدوا يركبوا غرفة النوم وأعصابه شبه تلفانه لأنهم تأخروا كثير وبنفس الوقت متوتر وشايل هم يكون إختياره مو على نفس ذوق أروى
بعد مكالمتها ذيك رجع لهم ثاني يوم وإتفق مع خاله إيهاب على كُل شيء وكان الإتفاق سلس جداً دام أعمامه مو موجودين
لكن أدهشه كون خاله قرر الزواج والملكه بنفس اليوم وبعد شهر ونص كمان ! والسبب إن أمير بيجي بعد أسبوعين وما يقدر يقعد غير شهر
فحس بضغط رهيب وقدّم دايركت على قرض عشان يقدر ينهي كُل شيء بالوقت المناسب
رُغم إنه شخصياً يكره القروض لأنها شيء حيكسر ظهره أقل شيء عشرين سنه قدام بس ما كان قدامه غير هالحل وإستحى يطلب من خاله تأجيل الزواج خاصةً بعد ما فهم أروى غلط وكنسل الخطبه وحط نفسه وخاله بموقف مُحرج
يذكر راسل أروى بعد الأتفاق بيومين يسألها عن البيت والأثاث ورايها ، بدأ مُباشره لأنه مو عارف كيف يسولف معها والوقت بعد ما كان يسمح لسوالف المخطوبين أبد لكن ورطته لما قالت "على ذوقك"
هذا أصعب شيء لأنه مستحيل يقدر ياخذ على ذوقه ، بكُل مره يجي يختار شيء يفكر هل بيعجبها ؟ هل يناسب ؟
تنهد بعد ما خلصوا العمال تركيب الغرفه وراحوا فطلعت أمه ووراها بنتها سديم اللي صفرت تقول: إكششخ !
طالعها يقول: صدق حلو ؟!
سديم: بصراحه لا مُمل بس هالكلمه لازم تنقال عند رؤية أي شيء جديد
مرره مو فايق لها !!
طالع بأمه ينتظر رايها واللي هي بعد رفضت تساعده بإختياره تقول إنت وزوجتك بكيفكم مابي أتدخل بشيء وبعدين تلوموني أنا
ظلت أمه تقيّم الغرفه بعينها وتفتح الدواليب تشوف تقسيمه من داخل وتضرب لباد السرير تشوف سمكه وقوته بعدها تكتفت تقول: حليو مو شين ، عجبني التخزين
هيّا خذلك ! محد معطيه الرد اللي يبيه
يبي أحد ينبهر صدق !!
ضحكت سديم على وجهه المندهش واللي بينفجر من قو الضيقه وقالت: أحس أحس إنه بعد ما تفرش المفرش وتضيف كماليات هنا وهناك حيطلع حلو
طالعها يقول: كماليات مثل إيش ؟
أشرت على جدار فاضي وقال: مثلاً هنا تعلق لوحه ، قبل كم يوم شفت بالمول لوحه خذت عقلي أحس لو ...
قاطعتها أمها: بس يا بنت ! قلت لا تتدخلي ، لما تتزوجي تشرطي عند زوجك
سيف: يرحم امك يايمه خليها تقول شيء ، تطمني انا بختار اللوحه بس خليها تساعدني شوي إرحمي ولدك
الأم بصرامه: لا !
تنهد فرجعت سديم خطوتين ورى عشان لا تشوفها أمها وغمزت له بمعنى بضبطك !
ما عرف يثق فيها ولا لا لكن فكر يصور الغرفه وياخذ راي أروى لعلها هالمره تفيده بردها
لكن الرد حيره أكثر ، صور لها الغرفه وسألها عن رايها وجاوبته "
كويسه
"
كويسه ايش بالضبط ؟!!
كويسه تمشّي ؟
ولا كويسه مناسبه ؟!
فيه كذا تفسير لها وكل واحد مختلف عن الثاني !
ما توقع إن الزواج يتعب ويحير كذا والضغط كل يوم يزيد عليه !
موعد الزواج ما باقي عليه غير شهر وهو لسى ما خلص تأثيث البيت
بيت أهله فيه دور ثاني كان فيه قسم كامل لأمه أما هو وأخته كل واحد غرفه
لكن من بعد خطبته قررت أمه تاخذ غرفته وتعطيه قسمها وتحط باب عالممر اللي يودي لغرفتها عشان يصير مثل الشقه الصغيره المتكامله
كان فيها غرفة نوم كبيره مع صاله وحمام وغرفه كانت مقفله ومليانه أغراض قديمه وغرفه صغيره عباره عن غرفة غسيل
غرفة الغسيل غيّر ديكوره بالكامل وخلاه مطبخ مصغر في حال بغت تسوي لها شيء ومو حابه تنزل لمطبخ العائله تحت
مع إنه سابقاً كان ناوي يستأجر لهم شقه عشان الخصوصيه بس رفضت !
تحيّر حتى بطلباتها ! تشترط شبكة ألماس وزواج فخم لكن المسكن تبي مع أهله ؟! غريبه جداً
الغرفه الزايده بعد ما فضوا الاشياء اللي فيها ما عرف بإيش يفرشها لذا غير بويتها وخلاها فاضيه في حال بغت تحوله مجلس أو غرفة أطفال أو غرفة جيم أو أي غرفه على ذوقها
واللي بقو اللحين الصاله وإحتار بتأثيثها ولا فيه من يساعده
سأل أمه اللي فتحت الغرفه الفاضيه تشوف راحت ريحة البويه ولا لا: وش أشتري مفرش للسرير ؟ نازل السوق ومحتار أشتري واحد ولا إثنين
جاوبته: واحد عشان لو ما عجبها تنزل تشتري
أخيراً فادته فسأل: وش لونه ؟
ردت: بكيفك
كتمت سديم ضحكتها تقول: أخوي تكفى أبعد عن الأحمر والأبيض
طالعها منزعج ما يدري إنها للحين موجوده فقال: شرايك تفكيني من تعليقاتك وتنقلعي ؟
هزت كتفها وتقدمت منه تلف جوالها عليه: هذا وأنا فاتحه برنامج الديكورات عشان أقترح عليك ديكور يناسب صالتك
إندهش وتقدم فلفت الجوال لجهته وهو وقف جنبها يطالع ويقول: عاد شرايك أخليه مودرن ولا كنب أمريكي ؟
سديم تقلب بالتصميم اللي صممته للصاله وقلبت بقائمة الكنب تقول: شوف الأمريكي حلو كجوده بس تراكم عرسان يعني تدلعوا شوي لاحقين تهتموا بالجوده واللون كأن عندكم بزران
طلعت من البرنامج وفتحت قوقل تكمل: شف مثلاً كنب البوكليه حالياً ترند يجنن نفسسي بواحد مثله
فتحت وحده من الصور وكملت: المنفرده اشكالها تاخذ العقل لكن الثُنائيه إنتبه تاخذ اللي يكون مقوس مره خايس خذ هذا الطقم مثلاً ، شرايك حلو ؟
طالع سيف فيها ولاحظ سعرها الشاطح بس ما عليه هو ماخذ قرض لذا مو خساره يصرف كل شيء على أروى
سحبت أمهم الجوال من قدام عيونهم تقول: سديم شقلت لك !
خلخل سيف إيده بشعره يرجع على ورى وهو حرفياً خلاص منغبن فلف وطلع من المكان كُله فمطت سديم شفتها تقول: يمه شوية مساعده ما تضر !
رجعت لها أمها الجوال تقل: اصه إنتي ليه ما تسمعين الكلام ! طول عمرك عاصيه
وراحت فتنهدت سديم وخرجت وهي تفتح تطبيق الديكور تجرب تصمم واحد وإذا عجبها بترسله لسيف بدون لا تدري أمها لأنه خلاص كسر خاطرها وهي بعد نفسها تأثث شيء على ذوقها ولو لمره !
••
••
••
صرخة المشتاقه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى صرخة المشتاقه
البحث عن كل مشاركات صرخة المشتاقه