عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-25, 05:15 PM   #63

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 146
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي






• مر الشهر وجاء يومها الغير مُنتظر •


بغرفتها الخاصه بهالقاعه المُستأجره لليلة زواجها جالسه بكامل زينتها لوحدها ما معها غير المصوره اللي أهلكتها تصوير وهي فقط تجاريها
دخلت أُختها أثير وقفلت الباب وراها تقول: يمممه أروى الحضور ما يخلصون ماشاءالله ، وكُل شوي وحده تقول ما عرفتيني ؟؟ يختي تعبت أضحك وأضيع الموضوع وربي ثلاث أرباعهم ما عرفتهم
هزت أروى راسها بصمت وهي تعدل مسكة الورد مثل ما طلبت المصوره
وقفت أثير قدام المرايه الطوليه تطالع بشكلها وتعدل خصلات شعرها وهي تكمل: الحمدلله على نعمة بنت عمنا هناء ، وربي هي اللي شايله الزواج شيل ، لو مو موجوده ما عرفت أنا أضبط كُل هالأمور
جلست عالكنب ونزلت كعبها وهي تكمل بصوت تعبان: رجلي أوجعتني من الكعب ، وربي طوله أوفر مدري وين كان عقلي لما إخترته
بدأت بإيدها تضغط على أطراف أصابعها تعمل مساج وسرحت بالتفكير شوي قبل لا تقول بهدوء: بابا كانت دعوته لعرس بنته كبيره ، كبيره مره يا أروى ، يعني حتى المعارف القدامى كلهم جو وحتى اللي ما أعرفهم أبد ، بس هي .... ما جت
رفعت راسها لأروى اللي كانت هالمره جالسه عالكنب والمصوره قريبه منها تحاول تلقط لها صوره لإيدها ماسكه الورد فوق الفستان
طالعتها أثير لفتره وسألتها: مو زعلانه ؟ لأنها ما جت ؟
ردت عليها أروى بدون لا تطالعها: مين قصدك ؟
ترددت أثير شوي قبل لا تنطق: أُمنا
ظلت أروى تطالع بالورد لفتره قبل لا تجاوبها بهدوء: لا مو زعلانه ، هذا ماضي منسي ، إقتنعي يا أثير إنها خلاص ماتت ، إن ما ماتت بالحقيقه فهي ماتت من حياتنا
رجعت أثير تطالع برجلها وهي حاسه بضيق ، معقوله بهالعائله هي الوحيده اللي تفقد أمها بالشكل هذا ؟
ليش مو قادره تتخطى ؟ ليش مو قادره يكون قلبها قوي زي كل أخوانها وتكرهها لأنها تخلّت عنهم بالشكل هذا ؟
يوجعها كونها متأكده لو رجعت أمهم بعد كل هالغياب وكان مبررها تافه حتسامحها ..
توجعها هالفكره كثير
دق جوالها معلن عن وصول رساله نصيه ، فتحتها لقتها من آسر؛
‏" إذا أروى صارت لوحدها خبريني أبغى أدخل عندها"
تنهدت ورفعت راسها للمصوره تقول: خلصتي ؟
المصوره: شوي باقي
بعدها طالعت بأثير تكمل: العريس جاي ؟
ردت أثير: لا بس أخوانها يبغون يجون عندها
المصوره: مافي مشكله خبريني قبلها وحأطلع
طالعت أروى بالمصوره تقول: ليه سألتي عن العريس ؟ حبيبتي أنا بس بأكتفي بصور لي ولعائلتي فقط
إبتسمت المصوره تقول: يا عيني على الخجل ، ولا يهمك راح أضبطك ومن عيني راح أراعي هالشيء فيك
أروى بحده: إنتِ ما تفهمين ؟! قلت لك ما أبغى !
إندهشت المصوره في حين وقفت أثير تقول: يمه أروى خلاص هدّي البنت ما قالت شيء غلط ، خلاص ما تبين فهمنا ماله داعي تفقدين أعصابك كذا
طالعتها المصوره بهدوء وهي أخذت بخاطرها من إنفلاتها بس بلعتها وقدّرت إن كثير عرايس يغلبها التوتر بمثل هالليله المُهمه فعلقت: خلاص مثل ما تبغين ، على كذا أعطوني ربع ساعه وأكون مخلصه
طالعت أثير بأروى لفتره بعدها لبست كعبها تقول: بنزل عمتي وهناء بيزعلون إذا سحبت عالزواج كثير
طلعت من الغرفه تمشي وهي تحس بضيق
فيه شيء خانقها
شيء مو أوكي
خايفه
خايفه إن أختها للحين ما تبي هالزواج !
أختها أخر اسبوعين مو طبيعيه ، تفقد أعصابها كثير وتنفلت على الناس كثير وهذه مو من عادتها أبد
ضعف كبير تحس فيه لأن لو كان هالشيء صحيح وأختها ما تبي الزواج فهي ما حيكون بإيدها أي شيء تسويه لها
حاولت تزرع على فمها إبتسامه لما وصلت للقاعه وتقدمت من الطاوله اللي فيها زميلتها هنادي مع زميلتين قدامى لها من أيام الجامعه

غِنى على قد ما كانت متحمسه لهاليوم إلا إنها حالياً جالسه بصمت على طاوله والأصوات السعيده من حولها وصلت لأعماق عقلها من علوها
أخذت نفس عميق تبعد التفكير السلبي اللي بدأ يراودها وهمست: الحمدلله ، الحمدلله ، خلاص يا غِنى الحمدلله مو شرط تشوفي كُل هذا بعينك أبد مو شرط

ومن جهه ثانيه ، كان أخوها غيث في أسوء حالاته
كيف ما يكون كذا وهو اليوم وبهالليله أُضطر إنه يشوف أمير ويسلم عليه ويقول له مبروك زواج أختك !
كان سلامه سريع جاف حاول فيه يبتسم بس كانت محاوله فاشله ولولا إن أمير كان مشغول بطابور المهنئين كان شاف تصرفه الجاف هذا
حالياً جالس على كرسي يطالع بالناس وهو ماله خلق حتى يجلس مع بعض الشباب اللي يعرفهم ، حتى آسر ماله خلق اللحين يتمصلح معه وياخذها فرصه يقرب منه
مرات ماسك جواله يقلب فيه بعشوائيه ومرات عينه تدور على المعازيم وكمية الحضور اللي جو
عدد الحضور أكثر مما يتخيل والكُل رجال أعمال انعرفوا من كمية الأجساد المُغطاه بالأطقم الرسميه والعطور الغاليه اللي فاحت بالمكان
جلس جنبه رجُل بعمر الخمسين او الستين ، رجُل ما يفرق عن كثير من رجال الأعمال الحاضرين نفس جلسة الثقه ونفس عطر البنك المفتوح
إبتسم لغيث يقول: ولد هناء ؟
عقد غيث حاجبه ولف عليه وشاف رجُل غريب ما يذكره أبد
بس دامه يقول ولد هناء مو ولد جاسر معناته أكيد من معارف أمه بالعمل
رد عليه بإبتسامه مُكرره من كاتلوج المجاملات: إيه يا عم أنا غيث جاسر
رد الرجل: والله وكبرت يا غيث ، أذكرك وأنت بالإبتدائي
غيث في نفسه: "اووه لا ! الاسطوانه الازليه ذي للحين ما إنقرضت"
رد عليه بنفس الإبتسامه الجاهزه: إيه يا عم الأيام تجري ماشاءالله
إبتسم الرجل ولف يطالع بالحضور وهو يلعب بإيده بسبحه ذات حبات كبيره بلون الياقوت الأزرق ، يعد حباتها بهدوء وعينه تفترس الحضور بنظرة تقييم رجال الأعمال
طالعه غيث شوي ووده يسأله مين إنت بس تأخر ، مو حلوه فجأه بعد ما إنقفل الحوار يسأله عن هويته
همس بداخله: "ياللا أصلاً مو مهم نهايته واحد من جماعة "كنت صغير وكبرت" !"


ومن بين الجميع ، كان إيهاب أكثرهم فرحاً
يمكن يوازي عريس الليله بفرحته
هذا زواج بنته ، وأغلب المعازيم معارف قدامى ذكّروه بكثير علاقات قديمه بعضها نسيها
والبعض الآخر علاقات عمل قدر يوطدها بهالعزيمه اللي حتقربهم أكثر وأكثر
دعوته كانت عامه ، عامه كثير حتى يسمح لكل معارفه بالحضور وكمان عشان يسمح لكل شخص وده يتعرف عليه يستغل الفرصه ويحضر
كثير جو يسلمون عليه ويعرّفون على نفسهم كرغبه في فتح علاقات بينهم
الإبتسامه ما عمرها إختفت من وجهه .... إلا لما جاء !
دخل رجل في نهاية الخمسين من عمره
وقفته ، مشيته ، نظراته .... كلها تبيّن وش شغلته
أي أحد فاهم بتقييم الشخصيات حيتأكد إنه شخص خدم بالسلك العسكري لأكثر من ثلاثين سنه !
إبتسم هالشخص وهو يقرب من إيهاب اللي إختفت إبتسامته لما شافه
حتى لو مرت عشرات السنوات على شوفته له إلا إنه عرفه
مد الرجل إيده يقول: بالمبارك يا بو أمير
لولا الناس والرجال الموجودين ولولا الذوق العام كان رد هالإيد اللي إنمدت !
بادله المصافحه بصمت وبوجه جامد فتنهد هالرجل ولما فتح فمه شافه أحد الحضور وقال بإبتسامه: العقيد عبدالعزيز !
وتقدم يسلم عليه بحراره فبادله عبدالعزيز السلام والكلمات المُنمقه
طالعهم إيهاب بعدها لف وجه يدور على عياله ، ما لقى أثر لآسر بعدها طالع بأمير اللي كان يبادله النظرات
إبتسم له أمير وكانه يقول "إبتسم الناس تناظرك"
طالعه إيهاب بهدوء بعدها إضطر يرسم على شفته إبتسامه لما تقدم منه رجل آخر يبارك له

خلص عبدالعزيز سلامه من كثير أشخاص تعرّفوا عليه وبعدها إلتفت وشاف إيهاب جالس على كرسي يكلم عن اللي بيمينه بينما الكرسي اللي بيساره فاضي ، دوّر بعينه على أمير بس ما شافه ، كبر الرجال وهو آخر مره شافه يذكره كان مُراهق بالمدرسه
كان وده يسلم عليه لكن أشغلوه بعض الحضور
تقدم وجلس بهدوء جنب إيهاب اللي خلص كلامه من الزميل اللي بجنبه بعدها طالع لقدام لما تقدم رجل على المنصه يفتتح الزواج بكلمه مُرتب لها مثل كُل شيء بهالليله
مرت لحضات من الصمت بينهم ، صمت ما كان ثقيل بقد ما كان مُمتلئ بما لم يُقال ، إلتفت أخيراً عبدالعزيز لإيهاب ، ناظره لفترات مو قصيره قبل يقول بهدوء: الله أكبر يا إيهاب ، للحين ماخذ بخاطرك ؟
إيهاب ما التفت له ، ظلّت عينه مثبه على المِنصه ، بصوت هادي وواضح قال: الخوّان نفسه دنيئه ، ما يتعاشر
عبدالعزيز ما رد ، أو يمكن ما كان فيه شيء ينقال أصلًا ، بس طالعه للحظة بعدها رجع نظره قدام لكن الكلمات ظلت تطن براسه ، ثقيلة كأنها علقت بين ضلوعه
ثواني بعدها إتجه إيهاب للمنصه حتى يلقي كلمته ويشكر الحضور على جيتهم
وبهالوقت وقف عبدالعزيز بهدوء ، بدون ما يلتفت أو يحدث أي جلبة غادر القاعة ، كأن وجوده هنا كان غلطة استوعبها متأخر

••


أمير يلف يدور آسر بعد ما لاحظ هو وأبوه إختفائه
أرسل له ودق عليه ومارد
مستغرب حركته ذي ومو لاقي لها تفسير
ليش يختفي بزواج أخته كذا ؟ لا يكون طايح له بمشكله ولا شيء !!
أنقذه من دوامة التفكير رساله من أثير كاتبه فيها "‏ ترى أروى محد عندها اللحين ، إذا تبي تجي إنت وأبوي لأن آسر جاء‏"
وقف عن المشي وأطلق تنهيده وهو يهمس: إنت عند أروى وأنا أدور ! طيب رد على جوالك عالأقل
وقف بمكانه شوي بعدها قرر يروح لها دامه كذا ولا كذا صار قريب من قسم النساء من كثر ما فر القاعه عشان آسر
دخل من الباب الخلفي وطلع الدرج حتى وصل للقسم الداخلي اللي كان فيه باب يفصله عن قسم النساء ومقفل
هذه أكيد أثير قفلته
تقدم من غرفة أروى ولما مد إيده بيفتح الباب وصله صوت أروى الحاد يقول: آسر أنت مجنون !!!
عقد حاجبه بينما بالداخل كانت أروى واقفه بوجه مصدوم وآسر لسى جالس على الكنبه يطالعها بهدوء
ما رد على تعليقها بينما هي ما لقت تعقيب آخر تقوله غير جملتها الإنفعاليه هذه
ثواني حتى جلست مره ثانيه وأخذت نفس عميق قبل لا تقول: آسر إسمعني ، أنت صدقني مو قاعد تفكر بعواقب الأمور ، خلّك عقلاني شوي
آسر: اللي عندي قلته لك وإنتِ بكيفك عندك لنهاية الزواج تفكرين ..
حط المفاتيح والبطاقه عالطاوله الفاصله وكمل: هذه مفاتيح السياره المُستأجره والشقه ، فكري ألف مره وبعدها روحي بالسياره للشقه ومحد حيلاقيك وحأحولّك بين فتره وفتره مبلغ لهالبطاقه ، هي فترة شهرين أو ثلاث بيزعل فيها أبوي بس كلنا نعرف إنه بالنهايه أب ، حيرضى ، غصب عنه حيرضى
ردت عليه: آسر ستين مره أقولك أنا راضيه
آسر بنفس الهدوء: إيه راضيه ، أدري ، كل شيء واضح إنك راضيه
تقدم بجسمه يقول: أروى ، ترى والله ما أهتم ، لو كُل اللي حولي أكلوني طقطقه على هروب أختي من ليلة زواجها والله ما أهتم وراح أخرس ألسنتهم من أكبرهم لأصغرهم ، لا تفكرين بأحد ، فكري بنفسك ومستقبلك وبس ، بنفسك فقط يا أروى !
بعدها قام وطلع من الغرفه بدون لا يترك لها فرصه للتعليق
خرج من القسم الداخلي ونزل من الدرج إلا وصوت أمير من وراه يناديه
وقبل حتى لا يتفاجئ قاله أمير: إلحقني
طلعوا من الباب نهاية الدرج وصاروا خارج القاعه تماماً
لف أمير على آسر وصرخ بوجهه: إنهبلت يا آسر !!
أشاح آسر بوجهه بعد ماشك إن أمير عرف
بنفس الوقت ما علق على أمل يكون سبب غضب أمير هو إختفائه وعدم رده على مكالماته
حاول أمير يكتم غضبه اللي نادر يطلع وقال بصوت بالقوه توازن: آسر طالعني وجاوبني
طالعه آسر وقال: أجاوبك على وشو ؟
أمير: على الهبل اللي قلتَه لأروى !
خلاص إنكشف أكيد ، رد بهدوء: مو هبل
أمير: إلا هبل !
إنزعج آسر وقال: أمير ما تهمك أروى ؟!
أمير بحده: إلا أكيد تهمني !
بعدها أخذ نفس عميق يهدي إنفعاله قبل لا يقول بهدوء: آسر ، خلّك عقلاني ، اللي إنت سويته والله غلط وألف غلط
آسر: الغلط هو إجبار أبوي لأروى بالزواج
أمير: مو أجبار
آسر بحقد: إلا إجبار ! أمير إنت أعمى ما تشوف !! واضح إن أروى مره مو راضيه ، تبيني أسكت عن مسرحيات أبوك الهزليه هذه ؟!! لا والله ما أسكت
أمير بهدوء: أروى لو رافضه فتعرف كيف تقنع أبوي بطريقتها ، أروى مليون بالميه إنها بس خايفه من التجربه ، وصمتها دليل محاولتها على تقبّل هالنقله بحياتها ، لا تطالع بأختك بنظرة إنها ضعيفه ، ترى أروى أقوى مني ومنك ، إسألني عنها أنا أعرفها أكثر منك
حط إيده على كتف آسر وكمل: واللي إنت سويته غلط ، لا تفكر بزاويه ضيقه ، لا تتأكد من شكوك وتبني عليها حلول غير منطقيه ، الهروب من الزواج مو حل ! هذا دمار كامل للعيله ، حتى لسيف وعيلته ، هذا دمار لأبوي وعلاقاته ، دمار لمستقبل أروى بالكامل ، يا عمي حتى أثير اللي مالها دخل بتدمر مُستقبلها ، ترانا بزمن عنصري يهتم للأصل والسمعه ، فلو السمعه تدمرت والله ما يطق بابنا إلا الطماع والمُستغل
آسر: بحريقه ..
تنهد أمير وقال: بحريقه هذه تقولها لما الموضوع يطولك لوحدك ، لا تتكلم نيابه عن حياة ومُستقبل كُل فرد من هالعيله ، إفهمني يا آسر ، فكر بعقلك مليون مره ، مليون مره يا آسر
أشاح آسر بنظره بدون تعليق فطالعه أمير لفتره بعدها تنهد وربت على كتفه قبل لا يلف ويرجع لقاعة الرجال
لف آسر عليه يقول: ما بتكلم أروى ؟
طالعه أمير يقول: ما يحتاج ، قلت لك أنا أعرف أروى أكثر منك
بعدها غادر من تحت أنظار آسر اللي مو مقتنع ، يعرف إنه كلام أخوه مُقنع بس يحس مو مقتنع
ما يدري سبب عدم إقتناعه هو هرباً من ضعفه بكونه ما قدر يمنع هالزواج أو بسبب آخر ؟
لف يطالع بهدوء بالباب اللي يؤدي لقسم النساء وهو يتمنى إن القرار اللي بتاخذه أروى تكون فيه الأولويه لمصلحتها فقط قبل كُل شيء آخر

••



بغرفتها الفارغه
جالسه بصمت ونظراتها ما إنشالت عن سبير السياره ومفتاح الشقه والبطاقه البنكيه
تطالعهم بهدوء تام وهي حرفياً مو جالسه تفكر بشيء
عقلها مغلق ، مجرد نظرات فارغه بدون هدف أو تفكير
مرت الدقايق ببطء وإندق الباب ومن وراه وصلها صوت سديم تسأل: أروى عندك أحد ؟
غمضت أروى عينها لفتره مو قصيره بعدها مدت إيدها وسحبت المفاتيح والبطاقه من على الطاوله وردت: أدخلي
دخلت سديم وبإيدها صحن فيه كوبين عصير طبيعي وحطته عالطاوله قدامها تقول: سيف بيمر يشوفك قبل الزفه ، قلت أجيب لكم شيء تشربونه ، تبين أجيب لك كيك او حتى فطاير من تحت ؟
هزت أروى راسها تقول: لا مشكوره
لفت سديم فقالت أروى: دقيقه سديم
طالعتها تقول: هلا
أروى: شنطتي الصغيره اللي جبتها معي وينها ؟
سديم: قصدك اللي فيها ملابس اليومين اللي بتجلسوها بالفندق ؟
أروى: إيه
سديم: نزلناها سيارة سيف ، ليه تبينها ؟ عادي أقول لأثير تكلم آسر ياخذ مفتاح سيف يجيبها
أروى: إيه ، أبيها
هزت سديم راسها وطلعت مقفله الباب وراها
ظلت واقفه عالباب لفتره قبل لا تهمس: أروى فيها شيء ، مو طبيعيه ! حتى إبتسامة مجامله ما أبتسمت

••


أخذ غيث نفس عميق وهو لتوه إستوعب إنه منكد على نفسه الليله بس عشانه شاف أمير
طلّع جواله يطالع بالساعه يحسب الوقت لعلّ وعسى الليله تنتهي قريب ، شوي اللي جنبه فتح موضوع عجيب !
رجُل الأعمال: ماشاءالله هذه صورتك ؟
عقد غيث حاجبه وطالعه فشافه مبتسم يطالعه
ما فهم للحضه بعدها إستوعب إنه حاط صوره خلفيه
طالع بالصوره وهو مو عارف هذا الرجال اللي من معارف أمه يستهبل ولا لا ؟
لأن واضح إنه الصوره الموجوده بالخلفيه ما تشبهه أبد !
الظاهر يبي يفتح حوار بطريقه مُبتكره
رد عليه: لا يا عم ، هذه مو صورتي
رجع الرجل يطالع لقدام وهو يقول: عجيب ، الشباب بعمرك فيهم حب للذات فإما يحطون صورتهم خلفيه أو على الأقل صوره لشيء يحبوه
إستنكر غيث منطقه الغريب هذا ، والمشكله من فين هذا إستنتج إن اللي بالخلفيه ما يحبه ؟!!!
كان بيرد عليه بس بطّل ، ماوده يدخل بنقاش مع رجل أعمال واضح إنه مُستعد يعطيه محاضرات فلسفيه وأبعاد نفسيه
والله ياهو الرِجال بهالعمر ما يفهمهم ، يذكّره بعمه إيهاب ما يفهم عليه ولا يفهم تفكيره
يا زين أبوه واضح ماله بالفلسفه ولا الحوارات الثقيله
تجاهله وما علق ورجع يطالع بالخلفيه لفتره حيث صورة صديقه أوس
وطبعاً من سابع المستحيلات هو حاطها لأن هالادمى ماهو شخصيه مهمه ولا مشهور حتى يقدسه ويحط صورته لكن أوس بنفسه حطها اليوم العصر لما كان معه يقالك ينرفزه وهو إنشغل بعدها بالتحضيرات للزواج ونسى يغيرها
فتح الجوال فكر يغيرها بس تراجع ، ما وده هاللي جنبه يحسبه أثر عليه بكلامه
شوي تكلم اللي بجنبه يلقي قُنبلته بصوته البطيء وهو يحرك حبات سبحته: اللي مثلك بيعيش وحيد ويموت وحيد
غيث إلتفت عليه بصدمه: ياعم وش هالفال !
الرجل إبتسم وكأنه قال حكمة العصر ورد عليه: لك ساعه جالس وكل اللي بعمرك مالين القاعه ولا شفتك رايح مع واحد منهم .
هيّا كيف يفهمه إنه كذا اليوم مزاجي ماله خلق حتى يحك شعره ؟؟
تنهد وقرر يتنفس الصُعداء وهو يقول: ادعيلي يا عم والله يعيني بهالحياة الصعبه .
الرجّال رجع لزاوية الفلسفه يعلق: الحياة مو صعبه للي يعرف كيف يديرها ويمشيها بمزاجه ، لا تخلي الحياة تمشيك على كيفها وتتنهد تتشكى منها .
هيّا خذلك ! سلّك له فصدق وقام ينصحه
يسكت أبرك له
بعد ثواني صمت علق الرجل وعينه على واحد جاي يصب له فنجان قهوه: حتى اللي إنفرض عليه يعيش حياة صعبه من نعومة أظفاره لزوم يطالع الحياة بنظره مختلفه ويستغلها قبل لا تستنزف كل قطرة دم منه .
همس بـ"سلمت" وهو ياخذ الفنجان وغيث معتمد استراتيجية "الصمت حكمه" ممكن يمل هالرجال ويسكت لأنه عارف لو فتح فمه بيجيب العيد وتوضح نرفزته
هو خلقه متنرفز مرره مو ناقص ..
رفع يده برفض لصباب القهوه فعلق الرجل: اذا ما تعتز بعروبتك وتشرب القهوه السعوديه بالزواجات فمتى تشربها ؟
غيث داخله: "ياخي لا تخلي شرب القهوة معيار للوطنية ! وإذا ما شربتها بيخلونها إلزاميه مثلاً ؟!"
قرر إنه لازم ينقذ نفسه من هالرجّال وبدأ يدور بعينه على أبوه ، يمكن يهرب له ويقعد معه أبرك !
لف راسه يدور يمين ويسار، لكن فجأة ثبت نظره ... أبوه كان جالس قريب جدًا من أمير !
همس بداخله: "لا، خليني مع هذا الشايب أهون من أشوف وجه أمير"
بعدها تنهد مستسلم ومُستعد يكمل فيلم "الموعظة التي لم أطلبها" مع معالي الحكيم اللي جالس جنبه


طالع أمير يساره لما حس بآسر أخيراً شرّف وجلس
إنحنى شوي على جهته وهمس له: تأخرت ! كثير من معارف الوالد سألوا عنك
همس آسر: وهذاني جيت ، لو مهتمين حيجوني
طالعه أمير ولما فتح فمه قام آسر أول ما لمح زميليه يزن ورشاد جالسين ، راح لهم وهو مستنكر إن محد منهم أرسل له إنهم وصلوا
تابعه أمير بنظراته لين أخيراً شاف الإبتسامه تشق حلقه وهو يحيي زملاه
أشاح بنظره وهو يهمس: لا حول ولا قوة إلا بالله

•••



توقف العقرب على الساعه الواحده تماماً
وبدأت تظلم القاعه دليل بدء مراسم زفة العروس
إشتغلت الموسيقى الخاصه وبدأت أولاً زفة عربية العروس المحمله بالهدايا وبالشبكه والدبل

أروى واقفه بهدوء عند باب غرفتها تنتظر العشرين دقيقه الأولى تمر حتى يبدأ دورها مع تسلسل معين بأغنية الزفه
هناء جنبها قايمه فيها وتعدل لها أي شيء يخرب وتعطيها من التعليمات الخاصه بهالليله حتى ما تجيب العيد بالمشي
أثير واقفه بعيد ، صوّرتها كم صوره خاصه للذكرى وبعدها ظلّت تتأملها بإبتسامه مُو مصدقه إن أختها عروس
الدمع بعينها وشعور إنها بتصير لوحدها بالبيت بدون أخت بدأ يخنقها من اللحين
إنتبهت أروى للمعة الدمع بعين أثير ، ولأول مره بهالليله إبتسمت وهي تأشر لها تبتسم كمان
وكأنها أعطتها إشاره لفك الحنفيه !
شهقت أثير ولفت وجهها بسرعه تكتم بكيتها وبالمنديل تحاول تجفف الدموع قبل لا تعدم مكياجها فجتها هناء مكشره تهمس لها: أثير مو وقت المشاعر اللحين ! لا تكدري خاطر العروس قبل زفتها ، إهجدي عندك الليل كله صيحي براحتك
بلعت أثير ريقها تقول: هنااء صدمتيني بقسوتك
تنهدت هناء وهمست: بس بس وقفي بكاء
أخذت أثير نفس طويل وعميق فإرتاحت هناء نسبياً ورجعت لأروى وقررت أثير إنها تنزل توقف تحت أفضل
نزلت ووقفت جنب سديم اللي همست لها: باكيه ؟
أثير: واضح ؟
سديم بهمس: جداً
تنهدت أثير وبدأت تنظم تنفسها وهديت لفتره وعينها معلقه بأم سديم
أو بالأحرى بأم العريس
طالعتها لفتره وما تدري هذه المره الكم اللي تمنت أمها تكون موجوده
لازم تكون موجوده كأُم للعروس !
رفعت شاشة جوالها وأرسلت لأمير " ليت ماما موجوده"
طالعت بالشاشه ، ما تدري ليش هي كذا نكديه تكدّر نفسها وتكدّر أخوانها معها
فـ .. حذفت الرساله


إنتبه للإشعار وعقد حاجبه بس إنشغل بواحد جاه يسلم ويودعه وبعد دقايق رجع يشيك على جواله ولقاها حاذفه الرساله
تنهد ورفع نظره وهو واقف عند صالة العشاء الشبه فاضيه والمعازيم بقى منهم قلة القليله
همس: اللحين وقت الزفه ، أكيد فاضت مشاعرها واشتاقت ، عاطفيه هالبنت بزياده
رجع لقاعة الرجال وتقدم لسيف اللي واقف يكلم له واحد من معارفه ، ودع سيف قريبه وإلتفت ينطق بإبتسامه لأمير: أشوف طاقتك بدأت تقفل !
ضحك أمير يقول: أما عاد واضح عليّ !
سيف: عروق عيونك بتنفجر ، شكلك من الفجر صاحي
أمير: ألّا من أمس الليل وإنت الصادق
ربت سيف على كتفه يقول: روح ريح أبوك وأخوك ما يقصرون وترانا عايله وحده أبد كفيت ووفيت
أمير: انسى ، ذي أختي الغاليه ، والله لو ما يخلص زواجهم الا على أذان الفجر حأوصّلها بنفسي للسياره .
رفع سيف كتفه بقلة حيله يقول: نصحتك وانت بكيفك .
بعدها إعتذر عشان يودع قريب آخر جاي يبارك له مره ثانيه قبل لا يمشي
لف أمير وتلفت فشاف آسر من باب القاعه جالس مع أخوياه بالساحه الخارجيه
هذه مشكلة العيله اذا فيها أخ كبير بمقام الوالد ، خلاص اي أخ بعده مستحيل يتحرك ويوجب الضيوف أو يكون حولهم عالأقل
أشاح بنظره رايح لأبوه بس إستوقفه وجه غيث اللي إنتبه له كان يراقبه
تلاقت عيونهم لثواني قبل لا يلف غيث ويطقطق بجواله
طالعه أمير لفتره بعدها تجاهل وراح لأبوه

مط غيث شفته بملل مقهور شوي ، أبوه قرر يتعشى ويمشي تارك له المهمة العظيمه؛ توصيل الأُم والأُخت
امه اليوم ما راحت بسيارتها صعبه تسوق بكامل كشختها وأبوه شرد من بدري متهرب من المسؤوليه اللي دايم تطيح على راس اي أخ كبير بالعيله !

تنهد وهو يحس صبره بينتهي ، الليلة كانت طويلة بما فيه الكفاية خصوصًا بعد ما واجه أعظم تحدي؛ "رجل الأعمال الحكيم"!
هو فعلاً فخور بنفسه على النجاة ، لكن من جانب ثاني خرج من النقاش بنقص في المعنويات وكمية مواعظ تكفي يكتب بها كتاب .
أخذ نفس عميق واسند ظهره عالجدار بتعب وطالع بالفراغ لفتره
كتمه ، اليوم يحس بكتمه رغم إنه زواج وفرح ما يدري ليه !
رفع جواله وأرسل لزميله: " بجيك البيت من الصبح ، طفشان وبفطر عندك"

••





• الساعة 2:30 بعد مُنتصف الليل •



حرك أمير السياره راجع للبيت بعد ما تبع سيف وأروى بسيارته ورافقهم لمدخل الفُندق
أخذ نفس عميق ، نفسُه مُجّهده جداً ويحس اللحين أخيراً إرتاح
لف نظره عالمقعد اللي جنبه حيث آسر اللي إسترخى بجلسته وعلى وشك النوم
رجع يطالع للطريق يقول: صحصح اللحين بنوصل البيت ونام على راحتك
همهم آسر بكلام ما فهمه بس واضح إنه رد بالإيجاب المليء بالتسليك
عم الصمت لفتره عالسياره المظلمه ليتكلم أمير بعدها: آسر إجلس زين بكلمك
آسر متكتف ومميل راسه عالشباك بمقعده الشبه مسدوح ، مغمض عينه ومن بعد جملة أمير ما تحرك ، قرر يتظاهر بالنوم لأنه عارف بيكلمه بإيش
رمى أمير نظره جانبيه قبل لا يقول: عارف إنك سامعني لذا خذ تحذيري هذا زين وإحفظه بعقلك ، التصرف الطايش اللي صار إياني وإياك تكرره ، وموضوع أروى وزواجها بالكامل خلاص لا تتدخل فيه ، حاس بشيء مو تمام تعال كلمني أنا ولا تتصرف من راسك ، حأمشي الموضوع هالمره بس صدقني ما أعدّيها المره الجايه ، فكر بنضج يا آسر
ما رد ولا علق وإستمر الصمت حتى وصلوا للبيت





••
••
••






دخلت بهدوء لجناح الفندق وشالت الطرحه من وجهها فطاحت أنظارها مُباشرةً على طاولة عشاء مجهزه من إدارة الفندق تحت الطلب
دخل سيف وراها وهمس بهمس ما سمعته قبل يقفل باب الجناح وهالمره إرتفع صوته أكثر يقول لها: نتعشى ؟ طلبت منهم يجهزون لنا عشاء
ما ردت وشافته يعلق البشت الاسود حقه على علاقة ملابس كانت عند المدخل فنزّلت عباتها بهدوء وعلقتها مع طرحتها وإبتسمت مجامله لما أشر لها تتفضل وهو ينطق بكلمات ما سمعتها إذنها
تقدمت وجلست بهدوء تطالع بأصناف الأكل المتعوب عليها
يا ترى قد إيش خسر عشان هذه الزواجه ؟
القاعه كانت فخمه ، الاستعداد بالداخل كان ميه بالميه من توزيعات وطاقم ضيافه مُتكامل ، هدايا أهل العريس كان شيء يشرّف وعليه القيمه وأخيراً هالفندق الفخم

سيف بعد ما لاحظها ما تحركت رغم كل محاولاته رفع صوته أكثر يقول: أروى !
رفعت عينها له فسألها: فيه شيء مو عاجبك ؟
سحبت ملعقتها بهدوء تقول: تسلم
وبدت تاكل ، ظلت عيونه معلقه عليها لفتره قبل لا ياكل وهو يفكر فيها
لا ، اللي فيها مو خجل مُبالغ
اللي فيها شرود وسرحان مُبالغ
من وقت ما جاها الغرفه لما خلصت الزفه وهي مو معه
مهما قال مهما تكلم ما تبدي أي ردة فعل إلا فيما ندر
حتى لما طلع أبوها وطلعوا أخوانها كانت هاديه
حاول يفسر الموضوع إنه خجل بس تعابير وجهها ما كانت تعابير وحده خجلانه
من أيام الخطبه ملاحظ فيها شيء مو طبيعي بس كان مفكر إنه رسميه زايده منها دامهم لسى بفترة الخطوبه

همس لها: أروى
ردت وهي تاكل بهدوء من غير لا تطالعه: همم
كرر مره ثانيه: أروى
إضطرت ترفع عينها له فظل يطالع بعيونها لفتره قبل يسألها بهدوء: فيك شيء ؟
نظراته ، نبرته الهاديه المليئه بالإهتمام ......
حست قد إيش هي حقيره
أشاحت بنظرها وقامت عن الطاوله تهمس: الحمدلله يعطيك العافيه
وإتجهت للغرفه
جلست على السرير وقدامها جنب التسريحه شنطتها الصغيره اللي مجهزتها من أول لليومين اللي بتجلس فيها هنا
إنتبهت على التسريحه جوازات سفره هو وياها فتذكرت تخييره لها أيام الملكه عن الدوله اللي تبي يقضوها فيها شهر العسل
ضيق شديد ينهش صدرها
ضيق كل يوم يزيد أكثر وأكثر
هو والله ..... ما يستاهل اللي يصير معه
وهي أبداً وحتى الآن ...
مو قادره تتقبل هذه الزواجه !
تحس بنفور شديد منه ومن الزواج ومن كل شيء
صدرها مخنوق لدرجة حتى النفس صاير أصعب وأصعب
حاولت تتقبل ، حاولت ترضخ للأمر الواقع بس ما قدرت
من أول ما كتبوا الكتاب وحتى الآن النفور يزيد
قلبها مو راضي ، مو مقتنع ، مو قادر يتقبل وهالشيء أثر على كُل حواسها
صارت مو قادره تبتسم بوجهه ، أو تطالع بعيونه أو يخاطب لسانها لسانه
شعور غريب عجز عقلها يفسره
حاولت تفكر بالمنطق وتتجهز للحياة الجديده كأي بنت بهالحياة لكن لا
لا
عقلها بدل ما يقتنع جالس يلوم
لامت أبوها على شخصيته الإستبداديه ذي وجبره لها
لامت سيف على إصراره التافه وحشره لها بعش الزوجيه
لامت حتى أمها اللي ما كانت موجوده بحياتها وساندتها
حتى أجدادها لامتهم لأنهم زوجوا أمها واحد مستبد مثل أبوها كرّها بشيء إسمه عائله وزواج
أمير اللي ماله خص لامته بسبب شغله اللي خلاه بعيد بدل ما يكرس جهده يعيش معهم يحاول يغير أطباع أبوهم دامه الأكبر والأقرب لقلب الوالد
حتى آسر اللي كان الوحيد اللي حاول يساعد لامته لأنه ما يقدر يسوي شيء أقوى
وهالتفكير الأناني .... جالس ياكل قلبها أكل
ما تستحق أخوان مثل أخوانها ، ما تستحق شريك حياة مثل سيف
هي أنانيه بشكل عمرها ما تخيلته يكون
رفعت يدها تسند راسها عليه وتضغط على عيونها تمنع دموعها من التجمع والبكاء
لا ، ما حتنفجر تبكي
تحملت وحتتحمل أكثر
لازم تتقبل وتفكر بمنطقيه
هي الفاهمه ، العاقله ، الأخت الكبيره اللي مسكت البيت من بعد سفر أمير
عشر سنوات وهي قد المسؤوليه ومتوليه زمام أمور حياتها وحياة أخوانها
مو صعب عليها تستمر
مو صعب عليها تعرف ترتب فوضى عقلها وقلبها
مشاعرها الخايفه والضايعه لازم تكبتها
عقلها وتفكيرها السيء ووساوس الشيطان لازم تحط لهم حد
لازم
واللحين لازم ترجع للواقع وللوضع اللي هي فيه !
تصرفاتها وقومتها فجأه من على العشاء ... لازم تفكر بتبرير منطقي
مستحيل تخليه يضن إنها مغصوبه
حتى لو ما تبي الزواج بس مستحيل تخليه يعرف
لازم تمشّي هالكم يوم لين تقدر تضبط نفسها ومشاعرها
لين تقدر تقرر وش حتسوي
لذا لازم تبرير منطقي
لازم تعصر مخها تطلع لها تبرير واقعي
لقتها !
أمها ، تبرر ضيقتها لكون إنها تمنت وجودها بمثل هاليوم المهم بحياة كُل بنت
رغم إنها بتظهر بصوره ضعيفه بس أهون بمئات المرات من إنه يشك بكونها مغصوبه
وبالنسبه لليله ولليالي القليله الجايه بتتعذر بالعذر الشرعي
هي بحاجه لمساحه
يمكن اذا جلست معه وجه لوجه لفتره من الزمن تتقبل الوضع
يمكن


راقبها سيف من عند باب الغرفه وهو يشوف صراعها اللي ذكّره بشيء واحد فقط طول الاسابيع الماضيه
ذكّره بسؤاله لها بالشوفه الشرعيه
وإجابتها له بالصمت
يعني هي فعلاً .... ما تبيه
ظلّت نظراته الهاديه معلقه عليها وعقله وقلبه بِصراع مُؤلم يكسّره تكسير

دقايق مرت قبل لا ترفع راسها تاخذ لها نفس عميق ، إنتبهت لوجوده وطالعته
جاء يسألها أكيد ، حتبرر له
هو ما يستاهل تصدمه وتحسسه أن تعبه وتكاليف زواجه وحماسه كان لشخص ما يبيه

إبتسم لها يقول: تعبانه أروى ؟
فتحت فمها بتبدأ تجاوبه وتتكلم بس قاطعها يتقدم من درج التسريحه يفتحه يقول: عندي بنادول إكسترا ، خذي لك حبتين وريحي عليهم
فتح الثلاجه الصغيره طلّع علبة مُويه وحط الحبوب والعلبه جنبها على كومدينه السرير يعلق: بدّلي وريحي وإن شاء الله بُكره الصُبح تكوني أحسن
أشّر لبرى يكمل: أنا بنام برى عشان تاخذين راحتك
وطلع قدام أنظارها وهي مِحتاره
هو حس بشيء ولا فعلاً يضنها أجهدت نفسها هالليله وتعبت ؟
تتمنى التوقع الثاني





••
••
••






• قبل أذان الفجر بدقائق •



فتح هالشاب الثلاثيني باب حوش بيتهم ساحب وراه شنطة السفر توه راجع من سفره شبه طويله أخذت منه ثلاث شهور
وقّف بعد ما كان حيتجه لباب البيت لما لاحظ لمبات المشب شغاله ، إبتسم أكيد ذا أخوه الصغير يلعب بلايستيشن
إتجه للمشب وفتح الباب وبالفعل لقى أخوه صُهيب ماخذ له متكى متكي عليه بوسط المشب وبين إيده يد البلاي ستيشن ولسى بفانيلته الداخليه وسروال السنه
فز صُهيب من الرعبه لما إنفتح الباب فجأه وإبتسم بعدها يقول: يقلع شكلك يا شيخ فجعتني !! ليه ما علمتني إنك جاي ؟
سلم على راس أخوه اللي رد بإبتسامه: قلت بفاجئكم
صُهيب: يقلعها من مُفاجئه ! حسيت جني داخل علي بهالوقت من الليل ! ضِرار يا ويلك تعيدها !!
ضحك ضِرار وقال: ألّا كيف الحال ووين الوالد ؟
صُهيب: البيت كُله نايم ، تونا راجعين من زواج والتعب ألف عندهم
عقد حاجبه وسأل: أي زواج ؟ غريبه ما أذكر أحد من الجماعه خطب أو نوى يتزوج !
رجع صُهيب يجلس وأخذ يد البلايستيشن يقول: خوي أبوي ، تعرفه ذاك اللي إسمه إيهاب
قفل ضِرار باب المشب وإسترخى متكي على الجلسات الأرضيه يقول بضحكه: لا تقولها ! أخيراً بعد كُل هالسنوات قرر يتزوج وينه يوم أبوي يعرض عليه يزوجه ، أذكر يومها هالإيهاب زعل منه
ضحك صُهيب على الذكرى وعلق: كان يزنّ عليه ليل نهار لين كره شيء إسمه جيره ، ما ألومه ما صار يجلس مع أبوي يشرد من الطاري
ضحك ضِرار وهو يسحب صينية ثلاجة الشاي وصب له في حين كمل صُهيب: بس للأسف ماهو اللي متزوج ، زواج بنته من ولد أخته ذاك اللي إسمه سيف إذا تذكره
شرب ضِرار رشفات من الشاي يقول: ما أذكره زين ، من زمان ما صرنا نتزاور ، بس مو كأن البنت شوي صغيره عليه ؟ على خبري وهو رجال كانت بزر
صُهيب وهو مُندمج بالقيم: وييين صغيره أسمع أمي بالسياره تعلق على حظها إنها كيف تظل مرغوبه وتتزوج أعزب وهي اللي سبق لها الإنفصال وصاك عمرها الثلاثين
إتسعت عيون ضِرار بصدمه يقول: قصدك أروى !! الزواج زواج بنته الكبيره !
صُهيب: اييييه ! ما أعرف إسمها بس إيه هي الكبيره ، سمعت أبوي وهو يبارك له ويقول عقبال الصغيره وولدك الـ....
قطع كلامه مفجوع من صوت إرتطام فنجان الشاي بالجدار جنب شاشة التلفزيون !!
لف على أخوه مفجوع بيستفسر بس بلع الكلمه وهو يشوف عيونه حمراء والعروق بتتفجر من شدة غيضه وغضبه
ظلت إيد ضِرار معلقه بالهواء بعد ما رمى بالفنجان وعيونه تطالع اللا شيء وهو غضبان مقهور ومو مستوعب !
تزوجت !
أروى تزوجت !!
طيب كيييف ؟!!!
رفس الصحن برجله وهو ينفجر بغضب يصرخ: يقلعها !!! خااينه ! والله خاينه شلوون !
لف على أخوه صُهيب وهو يضرب أصبعه براسه يكمل: شلون ؟!! علموني شلوووون !! بنجن والله بنجن !
ما عرف وش يرد عليه صُهيب وهو يشوفه منهبل والغضب وعدم الإستيعاب مسيطر عليه تماماً
ماهو فاهم شيء ولا فاهم وش سبب هالإنفعال وليه أصلاً يقول لوحده غريبه إنها خاينه !
ايه هو يذكر قبل سنين طويله تقدم لخطبة بنت إيهاب بس ما صار نصيب وإنفصلوا وهالسالفه إتنست بوقتها ، فقط لا غير فليش هالإنفعال كله ؟
مُستحيل يكون لأنها تزوجت غيره ، أخوه مُو سطحي كذا !! يمكن ثلاث مرات يخطب وما يصير نصيب سواءاً من جهته أو من جهة البنت
أقرب مثال بنت جارهم ما صار نصيب وتزوجت قبل سنتين وراح لزواجها حتى فشلون بنت إيهاب بالذات يقول عنها خاينه !
فتح فمه حاول ينطق شيء لكن وقف ضِرار ورفس ثلاجة الشاي الطايحه مره ثانيه وهو يصرخ بقهر: والله ما أخليها ! والله ما أخليها هالحيّه !
وطلع من باب المشب وصفق الباب بقوه خلت جسد أخوه ينتفض وهو مذهول !!
وقف بعدها بسرعه وطلع يلحق عليه ما بيخليه يطلع من البيت وهذه حالته لكن وقف عند الباب لما شافه دخل بيتهم ولا عاد طلع بعدها ..
ولا حتى أظهر وجهه بوقت صلاة الفجر




‏end





البارت القادم 10 شعبان - يوم الأحد





سُبحان الله وبحمده
سُبحان الله العظيم





صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس