عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-09, 04:48 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- العريس الضائع



"هل انت متأكده يا فتاتى ؟"
قالت السيده ماكغريغور ذلك و جسمها الممتلئ محشور فى رداء مزهر و هى تتوقف عن اعداد عجينة الكعكه و تحملق فى ذلك الجسم النحيل الواقف فى الجانب الاخر من طاولة المطبخ الكبيره.
قالت كاتريونا موير , بتأكيد كانت هى من ان ةتشعر به :
"موقنه تماما . لابد لى من الذهاب . ان ال ماكنتوش يريدون اخلاء ملكهم فى اقرب وقت . و اشعر بعد بيع البيت بعدم الانتماء لهذا المكان بأى حال "
قالت السيده ماكغريغور و هى تعكف على العجينه بعزم متجدد :
"لا تنتمين و هو منزل عمتك الذى نشأت فيه كطفله ؟"
" ان ال ماكنتوش يملكونه الان "
قالت كاتريونه ذلك و هى تشعر بغصه . فمجرد التفكير فى ذلك كان لا يزال يؤذى مشاعرها كان البيت الرمادى الضخم القائم خلف الطريق هو منزلها منذ وعت ذاكرتها بل فى الحقيقه منذ قتل والداها , انها تتمثلهما مجرد صور غامضه فى ذهنها عندما قتلا فى حادث سياره , و هبطت عليها عمتها شقيقة والدها غير المتزوجه و قريبتها الوحيده التى كانت على قيد الحياه وقتئذ, و حملتها عائده الى قرية تورفيج الصغيره على الساحل الغربى لاسكتلاندا ؟
الان , و بعد ذلك بثمانية عشر عاما , العمه جيسى ماتت ايضا , و كان بيت موير قد بيع كذلك الى زوجين من غلاسكو.
قالت السيده ماكغريغور , و هى ترد عليها :
- نعم انهم يمتلكونه . و لكن الى متى ؟اذا كانت ارأه عظيمه مثل جيسى موير لم تستطع ان تجعل المكان يدر دخلا , فليس من الارجح اذا ان تفلح فى ذلك تلك المرأه المشعثه ذات الاصباغ هى و زوجها . ان هذا يا عزيزتى هو المكان الخطأ لأستقبال رواد الصيف . هذه هى حقيقة الامر . نحن بعيدان جدا عن فورت ويليام و عن الاماكن التى يأتى القوم لرؤيتها .
عقدت السيده ماكغريغور ذراعيها , و صرخت فى كاتريونا بشده قائله :
- و كذلك انت انت تذهبين وراء الفتى الذى لم يفكر بك مره واحده طوال العام .
احمر وجه كاتريونا و بدت فى عينيها الخضراوين نذر عاصفه , و قالت محتجه :
- ليس هذا صحيحا اننى اعلم ان جيريمى لم يأت هذا الربيع . ولكنه كتب الى .
قالت السيده ماكغريغور بكل الثقه الهادئه التى تتمتع بها شقيقة مديرة مكتب البريد فى القريه :
- لم يكتب لكى لعدة اشهر لا يوجد احد فى هذه القريه الا يفكر فى صالحك. و هم جميعا يرددون عليك ما اقوله الان . ان عناقا بجوار البحر لا يصنع زواجا.
قالت ذلك و هى تومئ برأسها مؤكده عبارتها لكاتريونا , التى التهب خداها احمرارا .
ثم مضت تقول بلطف :
- لقد مررنا بهذا جميعا يا فتاتى . ان الحب الاول شئ عظيم و لكنه لا يدوم . و عندما يأتى الحب الحقيقي فستعرفين تماما كما عرفته مع السيد ماكغريغور .
تطلعت كاتريونا الى الوجه المستدير الملئ , و الشعر الرمادى الملتف فى خصلات , و تخيلت السيد ماكغريغور الاصلع الصموت . و كادت تفلت منها رغم ضيقها ضحكه لولا انها قمعتها .
ماذا تعرف السيده ماكغريغور عن ذلك السر الحلو الرقيق الذى شاركت فيه جيريمى خلال الاسابيع القليله السحريه من العام السابق . عندما جاء الى تورفينج فى جوله على قدميه . و بقى حتى اضطر الى الرحيل لكى يعود الى الجامعه ؟
و عندما تذكرت جيريمى بشعره الاسود المجعد و عينيع الزرقاوين الضاحكتين , غص حلقها و غامت عينيها . لقد تشاركا فى المشى و ركوب الزوارق و السباحه خلال تلك الايام الذهبيه التى بدت كأنها ستدوم الى الابد .
و فى احدى الليالى شهدا حفلا فى قريه مجاوره و ادت كاتريونا التى كانت لعب الغيتار و تغنى الاغانى الشعبيه بالانكليزيه و الاوسكتلنديه , فاصلا خلال هذا الحفل , و بعد ذلك عادا الى القريه فى سياره انغوس دنكاك عبر الطريق الضيق الذى تكثر فى وسطه مجموعات العشب , و كان الطريق الوحيد الذى يربط تورفينج بالعالم الخارجى عنالك جذبها جيريمى اليه و قال هامسا فى اذنيها :
- لم اكن اعرف ان فى وسعك الغناء هكذا .
احمر وجه كاتريونا التى اعتادت صراحة عمتها و اهل القريه و قالت فى ارتباك :
- انه لا شئ .
القى جيريمى بصره الى السماء قائلا :
-لا شئ انك يا حبيبتى ستكونين رائعه فى لندن . فلديك موهبه حقيقيه و انت لا تدرين , ان شركات الاسطوانات تواقه دائما الى الجديد . و تلك الاغانى التى غنيتها بتلك الهمجيه .
فصاحت فى غضب :
- الاسكتلنديه ليست لغه همجيه . و اود لو استطيع ان اتحدث بها باتقان بدلا منغنائى لبضع اغنيات فقط.

قال جيريمى يدئها :
- حسنا ولكنها تبدو غريبه عندما لا يعتادها المرء . و اعتقد انه لا يمكنك بالمسانده الملائمه و التعزيز المناسب ان تكونى رد اكتلندا على نانا موسكورى .,
قالت كاتريونا و هى تسند راسها الى كتفه :
-سوف اشعر بالثناء اكثر لو اننى عرفتها .
قال و هو يضع اصابعه تحت ذقنها , فيحملها على التطلع اليه :
- فى الحقيقه يا كاتريونا يجب الاتضيعى نفسك فى هذه البريه . ستكون لك فرصه اكبر فى لندن .
نظرت اليه فى حيره و قالت :
-بريه . كنت اظن يا جيريمى انك تحب تورفينج .
- اننى احبها , و لكن لأنك فيها . وما كنت اقضى بغيرك يوما ثانيا , فهى مفرطة الهدوء بالنسبه الى و انا احب الأثاره .
تذكرت كاتريونا ذلك الان فى دفء مطبخ ماكغريغور و شعرت بمعنوياتها تهبط كان هذا هو الخلاف الوحيد الذى وقع بينهما . و عندما رجع اخيرا الى لندن وعد بالعوده فى الربيع التالى اذا استطاع , لكن عيد الفصح اقبل و مضى ولم يظهر له اثر . ثم قبل عيد العنصره بقليل ماتت العمه جيسى متأثره بضعف قلبها .
كانت كلمات جيريمى و هما يفترقان هى التى تذكرتها كاتريونا فى غمرة حزنها . عندما ادركت فى غمرة حزنها عندما ادركت انه لا بد من بيع البيت سدادا لديون شتى , و للرهن الذى شعرت بأنها عاجزه عن تحمله .
اعطاها ورقه مطويه قائلا:
-هاك عنوانى . احتفظى به. فهناك ستجديننى اذا احتجت الى .
و عانقها و تعلقت به ووجهها مبتل بالدموع , و هى تعده بانتظاره . و توارت رسائله فى البدايه و بادلته المراسله بلهفه ثم بدأت تقل . ز ان ظل يتحدث عن الوقت الذى سيجتمعان فيه سويا و هى الان تسلم بأنه مرت خمسة اشهر من غير كلمه منه . ز كانت قد حافظت على كبريائها طمأنت نفسها بأن جيريمى مشغول بدراسته و ان امامه امتحانات هامه فيها كما قال فى احدى رسائله .
و كان هذا القول و العنوان الذى اكتنزته بعنايه فى صندوق حليها فى البيت , هما اللذان رسما لها طريق العمل بعد ان اصبحت وحيده .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس