عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-10, 04:37 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وقف آرثر وأومأ لها بالدخول بشيء من نفاذ الصبر , ودخلت كارين ببطء.
كان صندوق السنديان المعتم , هدية زواجها , لا يزال في مكانه من الفاعة بالقرب من كوة الهاتف التي صنعها آرثر بنفسه من الزجاج وخشب السنديان.
والباب في نهاية القاعة مفتوح جزئيا , ومن خلاله أستطاعت كارين أن ترى رفوف الأواني البيضاء والسوداء اللامعة في المطبخ العصري الكبير.
دخلت كارين المطبخ يتبعها آرثر الذي راح يتفقد الخزائن , وقال:
" سأجلب ما تسوقناه من مواد وستتولين ترتيبها في أماكنها".
أستدار ليخرج ولكنه توقف عندما سمعها تنادي:
" آرثر ... لا يوجد في المطبخ أي شيء على الأطلاق... ألم تكن هنا ليلة البارحة؟".
" كلا.... ذهبت الى الفندق".
قطبت حاجبيها قليلا وقالت:
"ولكنك ذكرت في رسالتك أنك ستكون في البيت!".
فنظر الى وجهها وقال:
" لم أجد ذلك ضروريا بعدما رأيتك ,أنبأت أليزابيت بأننا أقمنا في الفندق بضعة أيام , لأن مستأجري البيت لم يغادروه الا اليوم".
" ولكن لماذا؟".
بدا عليه نفاذ الصبر وهو يقول:
" بالله عليك كفي عن هذه الأسئلة , أليزابيت ستتصل بنا هاتفيا الآن وتريد أن تكلمك , أخبرتها بالأمس أنك ذهبت الى مكتب الشحن لتستفسري عن فقدان أحد الصناديق الذي كنا قد شحناه قبل مجيئنا , وهي واحدة من سلسلة الأكاذيب التي كان عليّ أن أشرح بواسطتها سبب عدم وجودك معي البارحة".
أبيض وجه كارين وهي تقول:
" لا تنظر اليّ نظرة أتهام, أنت تعرف أنها ليست فكرتي".
فأجابها عابسا:
" أنا أعرف ذلك, ولكنني أريدك أن تعتادي على هذه الفكرة , وما دمنا نتكلم في هذا الموضوع , فقد كتبت بعض النقاط التي عليك أن تذكريها جيدا".
حملقت كارين في وجهه بينما أخرج دفتر مذكراته من جيبه وأنتزع منه ورقة ناولها أياها وقال:
" العنوان الذي كنا نقيم فيه... أي العنوان الذي من المفروض أنك كنت تقيمين فيه معي في سان باولو , وأسماء بعض معارفي , وكذلك موقع مشروع العمل ,وبعض التفاصيل القليلة الأخرى , ولقد أحضرت مع أمتعتي دليلا سأعطيك أياه لتدرسيه بأمعان , وسأساعدك على تفهمه عندما أعود ,يجب أن يبدو عليك معرفة الأماكن والأشخاص الذين من الممكن أن يمر ذكرهم في أحاديثنا , عندما نجتمع جميعا مرة ثانية".
أدركت بوضوح ما كان يعنيه , فأجابت واليأس يتجلى في عينيها:
" ولكنني لم أكن قط في أميركا الجنوبية , ولا أعرف عنها أية معلومات أولية , فكيف أستطيع التحدث عن مدينة وبلاد كأنني عشت هناك مدة سنتين ؟ لا أستطيع ذلك يا آرثر".
فقال بفظاظة:
" لا أتوقع منك ذلك , فقط أسكتي وأومئي برأسك موافقة على ما أقول, سأجعل الأمر سهلا بالنسبة لك بقدر أستطاعتي , وعليك أن تستمري في هذه اللعبة ما دامت أليزابيت بحاجة الينا وسأجزل لك العطاء , وبعد ذلك.... وبعد ذلك لا يعنيني لو ذهبت الى الشيطان".
تراجعت كارين لاهثة أمام قسوة كلماته , وأمتلأت عيناها بالدموع وصاحت بصوت مختنق:
" كيف تستطيع أن تقول كلمة( بعد ذلك) كأنك تقيس الزمن المتبقي من عمر أليزابيت؟".
" ولماذا لا؟ هي الحقيقة التي يجب أن نواجهها ".
فصرخت:
"أنك عديم الأنسانية! وقولك أنك ستجزل لي العطاء , يعني أنك تريد أن تستأجرني لتنفيذ فكرتك!أنك.....".
فقاطعها صائحا:
"نعم, ذلك صحيح أيضا أذا رغبت في تفسير ما قلته على هذا النحو , فأنا على أستعداد أن أستأجرك , أستطاع ذلك رجل آخر , فلماذا لا يستطيع زوجك؟".
هزتها كلماته هزة أودت بكل أثر للون في خديها , ومن غير أن تدري ما تفعل عبرت الغرفة ورفعت يدها كأنها عصا السوط, وصرخت:
" كيف تجرؤ........".
ودوت صفعة راحة يدها على خده كالطلقة ثم خيّم الصمت , وبحركة بطيئة كرجل أصابه الدوار , رفع آرثر يده يتلمس أثر الصفعة على خده, ثم أستجمع قوته وأطلق ذراعه بأتجاهها وهو يصيح:
" أيتها الثعلبة الماكرة! أيتها الكلبة الحقيرة! أستطيع أن أقتلك.".
وأمسكت أصابعه بعنقها والشرر يتطاير من عينيه.
وفجأة رن جرس الهاتف فقطع الجو المشحون وأعاد شيئا من الهدوء , سقطت يدا آرثر الى جانبه , وتراجعت كارين مرتجفة الى الوراء واضعة يديها على عنقها , أستمر الرنين فهرع آرثر الى القاعة , سمعت كارين صوته خشنا غير متزن ثم بدأ يهدأ تدريجيا وهو يقول:
" نعم, نحن هنا , لقد وصلنا منذ قليل..... نعم يا عزيزتي , هي هنا..".
راقبته كارين وهو يعود صامتا , ينظر اليها ويمد يده بالسماعة , أحست بساقيها تكادان أن تخذلاها وهي تتجه نحوه , وأستندت الى الطاولة , أخذت منه الآلة وهمست:
" هالو!".
وتناهى اليها صوت أليزابيت الناعم :
" كارين يا عزيزتي . أخيرا! ما أجمل أن أسمع صوتك ثانية , كيف حالك؟".
راحت كارين تبحث عن الكلمات وهي تشعر بجسم آرثر الطويل , الممشوق الى جانبها , وكادت تلعت نفسها لكلماتها الجافة المتكلفة التي خرجت من بين شفتيها:
"أنا بخير , كيف حالك أنت؟".
وبدا أن أليزابيت لم تلاحظ التكلف في كلماتها فأجابت بحيوية:
" أحسن بكثير بعد عطلت الطويلة , ولكن عودتك أفضل من أي منشط أتناوله , هل أنت سعيدة بعودتك الى البيت يا حبيبتي؟".
وكأنما سمع آرثر ما كانت تقول , فتحرك من مكانه محذرا , وردت كارين بنفس همستها المختنقة:
" أوه نعم , لقد أفتقدتك كثيرا ... وأشتاق لرؤيتك , وكذلك آرثر".
فقالت أليزابيت بصوت حاد:
" باركك الله , لن أطيل الحديث معك فأمامك عمل كثير , في الواقع أتصلت بك لأن آرثر طائش ,كيف يرى أن نذهب جميعا الى يورك شاير؟ لا أرى ذلك عدلا , تشرعين بالرحيل ثانية قبل أن يتسع لك الوقت لأن تلتقطي أنفاسك , أخبريه أن هذه العجلة ليست ضرورية , أنه لا يسمع مني!".
" لا يسمع منك ؟".
وتنهدت كارين تحدث نفسها:
" ... ولا مني أيضا....".
ثم أزدردت لعابها وتبعت:
" لا تقلقي ...... سنعتني بك وبنفس الوقت نمنح نفسينا قسطا من الراحة , فلماذا لا نترك كل شيء الى آرثر يتصرف حسب رأيه؟".
فأجابت أليزابيت وفي صوتها لهجة أحتجاج طفيفة:
" نعم يا عزيزتي, حاولت أن أفهمه بأنني لم أعد بحاجة للعناية , ولكن أستحالة عليه فهم ذلك , أنا أحسن حالا الآن , صدقيني , وعلى الأنسان ألا يعتبر كل كلمة يقولها الأطباء صحيحة , هم أنفسهم يعترفون بأنهم يخطئون أحيانا , حقا حذروني بأنني لست على ما يرام, ولكن لن أدع هذا الأمر يزعجني , وأريد منكما , أنت وآرثر أن تعداني بألا تقلقا من أجلي ,على أية حال فأن ما يهم هو ما أشعر به أنا شخصيا , ألا تعتقدين ذلك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس