عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-10, 04:39 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تستطع كارين ألا أن تهز رأسها وتعبر عن موافقتها بصوت مكبوت.
تكلمت أليزابيت بصوت أكثر حدة:
" هل أنت بخير يا كارين؟ يبدو صوتك متوترا , هل أنت مريضة يا عزيزتي؟".
"كلا...كلا لا شيء , أنا.....".
أختطف آرثر السماعة من يدها وقال بصوت حاول أن يجعله هادئا:
" أمي , المرض الوحيد هو أن فاتولاة الهاتف التي سوف نستلمها ستكون مرتفعة أرتفاع البرج أن لم تكفي عن هذه الأحاديث الصبيانية , ستحضر كارين لتراك حالما ترتب أمورها , وسأراك أنا بعد يومين أو ثلاثة , هل هذا حسن؟".
من خلال غشاوة الدموه رأت كارين عبوسا غريبا على وجه آرثر وهو يستمع الى ما كانت تقوله أليزابيت , ثم ودعها ووضع السماعة ونظر الى كارين فشاهد دموعها التي لم تحاول أخفاءها , فتأوه بصوت ناعم:
" كفى بالله , يجب ألا تستسلمي".
هزت رأسها دون أن تنطق بحرف واحد, وهمت أن تتحرك مبتعدة , فأحست بيده تمسك بكتفها , حاولت أن تتملص فقال:
" كلا...... كلا يا كارين.......".
وشدها بعنف لتواجهه وتابع كلامه:
" أنني آسف , ما كان يجب أن أتفوه بما قلت قبل قليل.. كان ذلك...".
توقف عن الكلام ونظر اليها وعلائم العذاب تلوح في عينيه المظلمتين:
" وأنا آسفة أيضا ... آسفة أنني صفعتك, أنا لم.".
أشتدت قبضته على كتفها وقال:
" لا تقولي أي كلمة أخرى, علينا أن نحاول نسيان خلافاتنا. لن يكون ذلك سهلا ولكن يجب أن نحاول من أجل أليزابيت".
أرخى يديه وأستدار بحركة مفاجئة , ثم سار بخطى متثاقلة الى القاعة الخارجية , ووقفت كارين تراقب قوامه الطويل وهو يفتح الباب الخارجي ويتجه نحو السيارة , وعندما عاد بحقيبتها الأولى كانت قد تمالكت شيئا من رباطة جأشها ,ولكنها كانت تحس داخلها بقلق غريب , لقد ظنت منذ لحظات وهي تقف قرب الهاتف , بأن آرثر على وشك أن يضمها بذراعيه , ولكنه لم يفعل .... لم تكن تتوقع ذلك الفيض من الشوق المفاجىء .... لقد كانت قريبة منه وما كان عليه ألا أن يميل قليلا الى الأمام......
أخمدت جاهدة تلك الأفكار المزعجة , وأندفعت بحماس لتساعد في أدخال الأغراض من السيارة , لم يستغرق ذلك وقتا طويلا , وفي غمرة نشاطها راحت تبحث في صندوق المعلبات عن القهوة وعلبة الحليب , دخل آرثر الى المطبخ لا يبدو عليه أي أثر من آثار العاصفة العاطفية التي مرت قبل قليل , ورأها منحنية تجاهد لتفتح حنفية الماء فقال:
" دعيني".
أستقامت تاركة أياه يفتح الحنفية المستعصية بأصابعه القوية وقالت:
" سوف أعد قدحا من القهوة".
نفض الغبار من يديه وأصلح ربطة عنقه وقال:
" في الحقيقة لم يعد أمامي متسع من الوقت, علي أن أصل الى دلرسبك في الرابعة لتفقد المكان هناك, وأقوم ببعض الأتصالات الضرورية قبل أقفال الحوانيت".
" وماذا عن العشاء؟".
" سأتناول شطيرة في الطريق".
بدت عليه الرغبة في الأنصراف فرضخت على مضض , كانت تتوق الى تزويده ببعض الطعام يتناوله في الطريق , ولكنها آثرت الصمت , قاومت رغبتها في تجاوز حدود الكلفة بينهما , ما زال الوقت مبكرا , أو لعله فات الأوان ... ولاحت على وجهها علائم الحسرة وهي تفكر في ذلك , فجأة قال:
" هل تريدين شيئا قبل أن أذهب؟".
" لا أظن ذلك".
فرفع حاجبيه بأستخفاف وألقى على الطاولة بعض الأشياء وقال:
" لا تظنين ؟ وماذا عن هذه؟ مفاتيح أضافية للبيت .... في حال مفاتيحك لم تعد بحوزتك , بعض النقود , رقم هاتف دلرسبك ..... لقد غيروا الأرقام مؤخرا , وذلك الدليل!".
نظرت الى الأشياء الملقاة أمامها وألتقطت منها الأوراق النقدية وقالت:
" لست بحاجة الى هذه".
هز كتفيه وقال:
" ألقيها في الدرج أذن , ستجدينها هناك عند اللزوم".
بدا أنه لم يعد هناك ما يقال , وأحست بالألم من حاجتها الى بصيص من التفاهم , جسر واه للقاء في هذه العلاقة المنفصلة الغريبة التي أختار القدر أن يقحمها فيها.
خطا آرثر الى السيارة بعد أن ذكّرها بلهجة فاترة , أنها تستطيع الأتصال به على رقم دلرسبك أن جد شيء ما , والآن بعد أن أنهى المرحلة الأولى من خطته , لم يظهر عليه أنه يكترث بمشاعرها وهواجسها , ولكن لماذا يكترث؟ سألت كارين نفسها بعد أن أقفلت الباب , وأستدارت ببطء لتواجه الصمت الفارغ للدار التي كانت بيتها يوما ما , أن الأهتمام والمراعاة يتأتيان عن الحب , وآرثر لم تبدر منه أية بادرة عن شيء من ذلك , أنه لم يعد يحبها ,وتساءلت أن كان قد أحبها أصلا....


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس