عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-10, 05:37 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

عضت كارين شفتيها وقالت:
" يعتقد آرثر أنك غير سعيدة في تلك الشقة ".
"حسنا , أنا لست سعيدة هناك , ولست أدّعيأنني لم أكن أعاني من الشوق اللاهب لرؤية دلرسبك , ولكنني بدأت أشعر بالندم الآن لأنني لم أكن أحس نحوها بمثل هذه اللامبالاة من قبل , لقد أنطلق بي آرثر اليها بسرعة البرق , وفي خلال ساعات جعل الحركة تدب في كل شيء".
نعم بوسع آرثر أن يفعل ذلك , حدّثت كارين نفسها بمرارة وقد شرد ذهنها , على الرغم من الوحشية التي عاملها بها , وعلى الرغم من قساوة عمله , فقد كان يكن أحتراما وأخلاصا بالغين للمرأة التي منحته حبها وعنايتها في الوقت الذي حرمه العالم من أي عطف....
كثيرا ما أنتابها شيء من الفضول لمعرفة ذلك السر.. الجزء المغلق من حياة آرثر المبكرة ... ما لم يتحدث عنه ولو بكلمة واحدة حتى في أكثر الأوقات قربا ومحبة , الشيء الوحيد الذي كانت تعرفه هو أنه كان يتيما , وأن أليزابيت وزوجها أدخلاه بيتهما عندما كان في الحادية عشرة من عمره , وأن تلك اللحظات كانت المرة الأولى التي أحس بها بالحب والحنان في حياته , وفجأة هبّت كارين واقفة وأتجهت نحو أليزابيت , أنحنت وأحاطت كتفيها بذراعيها وقالت:
" أرجوك يا أليزابيت , حاولي ألا تشغلي بالك بهذه المسألة , وأتركي كل شيء لنا , وأنني أعدك ألا أدخر وسعا في جعل آرثر يتركك تعالجين الأمور بالطريقة التي تريدينها , سترين أن كل شيء يجري على ما يرام , أنا متأكدة من ذلك".
أبتسمت أليزابيت أبتسامة مرتعشة وقالت:
"باركك الليه , أنني أمرأة محظوظة أن يكون لدي أبن وكنة رائعان مثلكما".
وتناولت قفازيها وحقيبتها وتابعت:
" والآن يجب أن أعود وألا فأن ماجدا ستثور كالدجاجة العجوز".
" ماجدا لا زالت معك؟".
" نعم , بالطبع , لقد آن لها أن تتقاعد وترتاح , ولكنها ترفض أن تتركني ".
رافقتها كارين الى الباب وهي تؤاخذ نفسها لأنها أكتفت بسؤال لا مبال عن (ماجدا)تلك المرأة الأمينة التي بقيت في خدمة أليزابيت منذ زواجها قبل أربع وثلاثين سنة.
فجأة أستدارت أليزابيت وقالت:
" على فكرة يا عزيزتي , أود أن أشكرك على رسائلك الطويلة الجميلة التي كتبتها لي أثناء غيابك , أمتعني جدا أن أتلقى أخباركما بأستمرار , كانت مطبوعة بشكل أنيق , لا أدري لماذا يعتقد الناس أن طباعة الرسائل تجعلها أقل خصوصية وأقرب الى الرسمية , أنا أرى عكس ذلك , فهي أسهل للقراءة وخصوصا أن البعض تصعب قراءة خطهم".
أحست كارين بشيء من الحرج وهي تتلقى الثناء على شيء لا تستحقه , فماذا كان آرثر يكتب في تلك الرسائل يا ترى؟".
وقفت تراقب أليزابيت حتى توارت في سيارتها عن الأنظار ثم أغلقت الباب , أخيرا كانت قادرة أن تنزع قناع الحذر عن وجهها , لم يعد لديها أدنى شك بعد لقائها بأليزابيت في صحة ما أخبرها به آرثر , لقد أجتازت تجربتها الأولى بنجاح مع أليزابيت , ولكن ما يخبئه لها الأيام القريبة القادمة سيكون ولا شك أشد خطورة , ففي الأسبوع المقبل سيجتمعون جميعا في دلرسبك مع شبح المرض الماثل أبدا في وجه أليزابيت , ومع شظايا الزواج المحطم التي عليها أن تخفيها, وذلك بالأضافة الى ليزا ...
أحست كاترين بالبرودة تتسرب الى قلبها المتوجس خيفة من المستقبل ,ولكن هل من مفر؟ لقد أعطت وعدا وهي تشعر في قرارة نفسها أن ليس لديها الرغبة بأن تنكث بوعدها ,وهناك أمر آخر , فأنها شعرت بما كانت تقنع نفسهابه من أنها لم تعد تبالي بآرثر غير صحيح , وهذا معناه أنها ستعيش كذبة أخرى...
كانت الأيام الثلاثة التالية أشد أثارة للقلق من كل ما مر عليها من أيام , لم تسمع كلمة من آرثر ... وهذا طبيعي فهو لا يكلف نفسه بالأتصال الا أذا كان هناك شبب جديد.... ولا سؤال من ليزا ,وهذا لم يدهشها لأنها كانت تحس بالحاجز الذي يمنعهما من التقرب أحداهما الى الأخرى لتصبحا صديقتين حميمتين.
أتصلت أليزابيت مرتين أو ثلاثا , وفي المكالمة الثانية أعلمتها أن ليزا وزوجها سيحضران للعشاء معها في ذلك المساء , وتود لو أنها تحضر أيضا , شعرت كارين بهلع لا مبرر له ,وأعتذرت بأنها مرتبطة بموعد آخر , وقبلت أليزابيت أعتذارها : أرخت كارين السماعة من يدها وهي تشعر بحرارة خديها للكذب الذي بدأ ت تألف ممارسته , ومع ذلك كانت مرتاحة الباب لتأجيل أجتماعها بليزا الى أمد أبعد , ولكنها أحست بسخف عملها أذ ليس هناك سبب يحدوها الى تجنب ليزا .
قامت كارين بجولة أشترت أثناءها بعض الحاجيات ,وما أن عادت الى المنزل حتى فوجئت برنين جرس الهاتف , هرعت الى السماعة يخامرها شعور أنه آرثر , فسمعته يصيح متبرما:
" أين كنت؟ هذه المرة الثالثة التي أحاول فيها الأتصال بك".
فأجابته لاهثة:
" آسفة ,كنت في السوق , وكنت أتوقع أن تتصل بي في وقت متأخر من هذا المساء , هل الأمور تسير حسب الخطة؟".
" لا بأس , سأرجع الليلة , وأنا لا أرى سببا يحول دون أن نأخذ أليزابيت الى هناك غدا".
عبست كارين وقالت:
" هذا لا يعطيها وقتا كافيا لتستعد للأنتقال الى هناك يا آرثر , والساعة الآن قد جاوزت السابعة".
أجاب ببرود:
"يمكن أن نبدأ بعد الغداء ,والآن أسمعي , لديّ موعد في الثامنة , لا تنتظريني.... سأتأخر بعض الوقت , لهذا أستعدي أنت لأننا سنذهب صباحا الى أليزابيت لمساعدتها , أتصلي بها الآن وأعلميها , أن ذلك يوفر عليّ بعض الوقت".
أجابته كارين بالأيجاب وهي تسمعه يودعها ويضع السماعة .
أتصلت بأليزابيت وأعلمتها بما طلبه آرثر , ثم أخذت حوائجها اللازمة للأنتقال , وراحت تفكر , من الذي سيؤخر آرثر هذه الليلة؟ من المحتمل أن تكون أمرأة! ولكن هل هذا معقول؟ لا يمكن أن يكون أمضى السنتين بعيدا عن الجنس الآخر , لكنه لم يعد الا منذ أسبوع فقط, أمضى منها ثلاثة أيام في يورك شاير , وهي مدة غير كافية لأن يبني علاقة مع أحداهن.
هدأت أرجوحة عواطفها قليلا , ثم ما لبثت أن بدأت تتأرجح من جديد , أن مدة سنتين كافية لأنشاء علاقات كثيرة , ولكن لماذا تناقش نفسها بمثل هذه الأمور؟ حقا أن آرثر لا يزال زوجها ولكن أسميا فقط , وهذه العلاقة الجزئية ما هي ألا لمصلحة أليزابيت , ولهذا فكلما أسرعت في أثبات هذه الحقيقة , كلما كان أملها أكبر في الوصول الى راحة البال.
لم يجد النوم سبيلا الى عينيها مع أنها أطفأت النور , وأظلم البيت وخيم السكون خارج البيت , وعندما أنتصف الليل أشعلت النور وأخذت تقرأ في أحد الكتب , ولما أتمت قراءته كانت الساعة الواحدة وعشر دقائق , فركت عينيها المتعبتين وأستلقت تحاول أن تنام , وأذا بها تسمع الصوت الذي كانت تنتظره , صوت سيارة تدخل المرآب .المفتاح يدور في قفل الباب , ولكنها لم تر نورا ولم تسمع صوتا , كانت متأكدة من أنها لم تعد وحيدة في البيت , مرت خمس عشرة دقيقة وتلتها خمس أخر ,وبدأت أعصابها تخونها , لماذا لا يبدي آرثر أية حركة؟ لماذا لا يذهب الى سريره وينام حتى تتمكن هي أن تنام بسلام ؟
وفجأة نهضت من سريرها وهبطت بهدوء الى القاعة الخالية , لم تشاهد نورا في المطبخ ولا في غرفة الطعام , فأتجهت الى غرفة الجلوس ودفعت الباب بلطف , وهناك وجدته مستلقيا على أحد المقاعد , مستغرقا في النوم قرب الطاولة ,كان قدح الشرلب قريبا من مرفقه , وخصلة من سعره تتدلى على أحدى عينيه.
وقفت مكانها لحظة تتملكها الحيرة , أتتركه نائما هناك؟ وأن فعلت فقد يستيقظ في الصباح متشنج العضلات من البرد في حالة لا تسمح له بقيادة السيارة مسافة طويلة الى الشمال.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس