عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-10, 06:35 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وطبعا كان ستيفن أول من تبرع بالأجابة:
"سنخبرك فورا يا عزيزتي , نجحت في الأمتحان".
ولم تدع بيللا أبنها يكما حديثه :
" هل سنبقى النهار كله واقفين نتحدث , تعالي يا كولبي , فلندخل المنزل".
وسبقتهم الى غرفة الجلوس , ووراءها كولبي , كم هي جميلة هذه الغرفة بمساحتها الواسعة التي يتوزع في أرجائها مزيج مدروس من الأثاث القديم والحديث , أشعة الشمس المحتضرة تسللت من النوافذ لتتكاسل على الخشب المتلهف لألتقاطها , ولتحيي الخطوط الصفراء الذهبية التي تزين الستائر وأقمشة المفروشات.
أشعلت بيللا الأضواء الكهربائية , فخرجت راشيل كينغ من الظلمة لتعود الى الحياة , رسمها يتصدر الغرفة ويسيطر عليها , صورة أمرأة جميلة في ثوب للسهرة بلون السماء , يتهدل شعرها الطويل الأسود حول وجهها الجذاب الذي تزيده بريقا عينان فيهما الكثير من السحر.
ولم تستطع كولبي أبعاد نظرها عن اللوحة , حتى تناهى اليها صوت بيللا:
" لا شيء يتغير أليس كذلك يا كولبي؟ آه نسيت أنك آتية من سفر طويل , لا بد أنك مرهقة".
" لا يبدو عليها ذلك يا أمي".
قال ستيفن مقاطعا والدته , فتجاهلته هذه الأخيرة لتتابع حديثها :
" سوزان سترشدك الى غرفتك , دارت أختارها لك , أعتقد أنها غرفتك القديمة , سيكون لديك متسع من الوقت للراحة ولأستبدال ملابسك قبل موعد العشاء , آمل أن يعود دارت باكرا".
" شكرا لك يا سيدة كينغ".
" أسمي بيللا , أو العمة بيللا أذا كنت تفضلين ذلك , , في أي حال أنت قريبة دارت , وبصراحة لا أعرف أين كنا نصبح لولا وجوده".
" سأدعوك أذا العمة بيللا".
ولحقت كولبي بسوزان الى الجناح الغربي , لم يتغير شيء , فعدا لمسة أو لمستين شخصيتين بقيت الأشياء كلها في مكانها , وقطبت كولبي حاجبيها وهي تتذكر لمحة القلق التي ظللت وجه بيللا عند ذكرها لأسم دارت , عرفت من محامي العائلة أن سيروس كينغ لم يغير الوصية التي كتبها مباشرة بعد ولادة دارت , وهذا يعني أن دارت ورث وحده كينغارا وكل الأراضي التابعة لها , أي زوجة والده وولداها يعتمدون الآن على طيبة دارت وأستعداده للأنفاق عليهم, أمر غريب فعلا , لكن سيروس كينغ كان معروفا بتصرفاته غير العادية توفي في وقت كان الجميع يظنون أنه سيعمر طويلا , وأغلقت كولبي ذهنها عن هذه الأفكار فهذه ليست مشكلتها.
فتحت سوزان باب غرفة كولبي وهي تبتسم هازئة:
" غرفة أبنة عم دارت لعزيزة".
ولم تنتبه كولبي لتعليقها الساخر , فالذكريات خطفتها على عتبة الباب لتعيدها سنوات عدة الى الوراء.
" لا تهتمي بي يا كولبي ,أعتقد أنك مغرمة به كسائر الفتيات , وأظن أنك تحبينه أيضا".
وأنتزعت كولبي نفسها من حصار الذكريات لتحاول التركيز على ما تقوله الفتاة.
" آسفة يا سوزان , لم أسمعك".
" قلت أنك أيضا مغرمة بدارت".
" لا أستطيع أن أقول بأنني مغرمة بأحد , لم أعرف معنى الحب بعد".
" طبعا لم تعرفيه , نسيت أنك من سلالة عائلة كينغ الصلبة".
" وهل هذا عيب".
" لا.... أحيانا , لا بد أنك كنت تقدسينه وأنت طفلة , دارت يقول أنك كنت تركضين في كل أرجاء المزرعة كغزال بري".
" هل قال ذلك فعلا؟ غزال بري؟".
" هل كنت كذلك؟".
" تقصدين برية الطباع ؟ نعم , ولست متأكدة من أنني أصبحت أليفة الآن".
" لا تتهربي من الجواب , أريد أن أحذرك منذ الآن بأن دارت وجد الفتاة المناسبة ونحن نوافقه أختياره".
" أتعنين أنك توافقين شخصيا على أختياره يا سوزان".
وأبتسمت كولبي وهي تتوجه الى طاولة الزينة بتماثيل رقيقة من الكريستال , تلمستها بنعومة , تحمل في شفافيتها شخصية العمة راشيل , ألوان الغرفة وحدها تغيرت من الوردي والأبيض الى االعاج المحلى بالذهب , الستائر ومفارش السرير تألقت بلون أخضر فيه شيء من عمق عينيها , وعلى الجدران أصطفت مجموعة رائعة من الزهور الأسترالية البرية سجينة في أطارات ثقيلة من الذهب.
" غرفة مترفة أليس كذلك يا آنسة كولبي كينغ ؟ دارت حرص على ذلك , لا بد أنه تذكر أخيرا عينيك الخضراوين , ولكن هذا لن يجديك شيئا , ستعرفين ما أقصد حين ترين روشيل تينانت".
" أنا في شوق لمعرفتها , وأود أن أذكرك هنا يا سوزان بأن دارت يبقى أبن عمي , مهما كانت درجة جاذبيته لدى الأخريات".
ولم تعد كولبي تحتمل أستفزاز هذه المراهقة لها , لقد مرت بفترة عصيبة خلال الأشهر القليلة الماضية وهي في حاجة الى الراحة والأستقرار , لكنها عادت لتضعف أمام حيرة سوزان وقلقها.
" أود أن نصبح صديقتين يا سوزان , أنا لن أبقى هنا الوقت الكافي لأعرقل مشاريعك يا عزيزتي".
" أنا صديقة روشيل , تخبرني بكل ما يحدث معها".
أصرار سوزان على متابعة الحديث دفع بكولبي لأن تكون أكثر صراحة :
" آسفة سوزان , أنا تعبة , هل تعذريني حتى موعد العشاء".
" لا شيء يسرني أكثر... يا آنسة كينغ!".
وألقت الكلمات الأخيرة وكأنها توجه أهانة كبيرة لكولبي , التي أغلقت وراءها الباب ضاحكة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس