عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-10, 08:51 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت الساعة تجاوزت السابعة عندما شرعت كولبي بالعودة الى المنزل , وعلى بعد أمتار من البيت الكبير رأت فارسا مقبلا نحوهال كان دارت.
حتى وهو منتصب على صهوة جواده , كانت تنبع مه قوة قيادية , يشعر بها العامل معه عن بعد ويطيعها.
وقفت كولبي في مكانها تتأمل الفارس والحيوان , الجواد يبدو رائعا , أسود اللون , حريري البريق , ذيله ورأسه يلمعان بلون الفضة , أما الرقبة فطويلة ومعتدة , والقوائم رقيقة وقوية , والكتفان صلبتان كل ما فيه ينم عن أصالة مميزة.
توقف دارت قربها , وبدون أن يتفوه بكلمة أنحنى برشاقة ليلتقطها بين ذراعيه ويضعمامه , وهمس لها ضائعا:
" عدت الى ألاعيبك القديمة , أليس كذلك يا أبنة العم؟".
" أتعني تسللي المبكر خارج المنزل؟".
" نعم , كنت أبحث عنك , لاحظت أنك تركت نافذتك مفتوحة ألا تستعملين الدرج أبدا ؟ سيكون لي حديث قصير معك يا عزيزتي , بعد الأفطار , علي أن أحد من بعض أساليب لهوك يا صغيرتي".
" لا يا عزيزي , ليس الآن , كنت بدأت أستمتع بوقتي".
ضحك ولم يعلق بشيء , أخذ يربت على ظهر الجواد ليشجعه على صعود التلة الصغيرة .
" كم هو جميل هذا الجواد يا دارت".
وأخذت تربت على رقبته البراقة:
" طبعا هو رائع , هذا جواد أصيل , ومن سلالة أصيلة".
" أعرف أنك كنت دائما تحب كل ما له شخصية مميزة ومستقلة يصعب السيطرة عليها ".
وصهل الجواد معتدا بنفسه , وكأنه يتابع الحديث الدائر بينهما , وضحك دارت مبعثرا بأنفاسه خصلة رقيقة من شعرها تطايرت قرب أنفه.
" ولذا أحب أبنة عمي الصغيرة كولبي".
ورفعت كولبي رأسها لتتأمل وجهه الأسمر الجذاب , قبعته العريضة كانت تضفي تلألأ داكنة على عينيه الواسعتين , وتبرز شبح أبتسامة أخذت تتلاعب على زاوية فمه المرسوم بدقة.
" أنت وسيم جدا يا دارت".
قالتها ببراءة يناقضها بريق الشقاوة في عينيها , وأتسعت أبتسامته :
علق قائلا:
" لا تظني بأنك تستطيعين التوصل الى مبتغاك عن طريق المدح".
" كنت أعرف أنني لا بد وأن أجد الطريقة المثلى للتعامل معك ".
وكادت تسمع الأبتسامة في صوته عندما علق قائلا:
" كنت أعتقد أن العكس هو الصحيح".
وشد اللجام بين يديه , فأسرع الجواد يشق طريقه بثقة بين تلال الرمل :
" لا بد أن روشيل تراك شديد الجاذبية ".
" نعم, لكن هذا الأمر لا يعني الفتيات الصغيرات".
" حسنا , لن أتكلم في هذا الموضوع بعد الآن".
وعادت لتغرق في جمال الصباح , وجسمها يتأرجح مع أختلاجات الجواد الذي كان يسابق الريح , وأنتهى الحلم بوصولهما الى البيت الكبير , ربط دارت الحصان في الأسطبل , وألتفت ليساعد كولبي على النزول.
" أما أنك أزددت وزنا , أو أنني أصبحت أكثر ضعفا".
وتألقت عينا كولبي تأثرا:
" حقا كانت نزهة ممتعة".
نظر اليها دارت بحنان:
" لم تتغيري يا أبنة عمي العزيزة , ما زلت كما الأمس".
" بأنفعالاتي ربما , لكنني لم أعد طفلة يا دارت , أصبحت شابة ناضجة ".
" لا يزال أمامك بعد طريق طويل للنضج".
وأنزعجت كولبي من الكلمات , لكنها تذكرت فجأة بوكا وتصرفه الغريب , كان دارت قد أنصرف ليتحدث الى أحد عمال المزرعة فأنتظرت بصبر عودته اليها ,وبعد دقائق عاد ليصطحبها الى المنزل.
" دارت ألتقيت اليوم قرب النهر أغرب طفل رأيته في حياتي , قال أنه ساعدك الأيمن".
" لا بد أنك تعنين بوكا , شخصية مميزة فعلا , أنه حفيد بن".
"خاف مني , لا تسلني لماذا , كنا نتحدث بهدوء , وفجأة فر هاربا كأنه رأى أمرا مرعبا".
" غريب , ماذا قلت له , هذه القصة تناقض طبيعة بوكا".
" لم أقل له شيئا ,كنا نتفرج على سمكة صغيرة , ألتفت ليبتسم لي , وفجأة صرخ بخوف , وفر يردد : (لعنة الشمس)".
تأملها دارت للحظات , قبل أن يرفع قبعتها عن رأسها ليراقب بريق الشمس على خصلاتها النارية.
" أعتقد أنني وجدت مفتاح اللغز".
أمسك بيدها , وقادها الى داخل المنزل , توقف برهة في الردهة وأكمل طريقه الى غرفة الجلوس , والى المرآة الكبيرة في الصدر , حيث ألقت الشمس بكل ثقلها على الأطار الذهبي.
" تعالي كولبي ,أنظري الى نفسك في المرآة".
وأقتربت كولبي من المرآة لتحدق في صورتها المنعكسة فيها :
"ما الأمر يا دارت , لا أرى شيئا يلفت النظر".
" بوكا رآه , وأنا لا ألومه , لون شعرك يلفت النظر في أي مكان , أما الصغير بوكا فأعتبره نوعا من السحر خاصا بالنساء".
مررت كولبي أصابعها في خصلاتها القصيرة:
"لم أكن لأعرف وحدي أبدا".
" كيف تفسرين أا مناداتي لك بعصفور الجنة".
" لأنني غريبة الأطوار أحيانا , وما من أحد يستطيع أن يتوقع ما سأفعله بعد دقيقة".
" هذا مزيج رائع يا صغيرتي".
ويبدو أن مزاج دارت كان يميل الى المزاح في تلك اللحظة , لكن كولبي لم تكن بالهدوء الكافي لتدخل في معركة معه.
" شكرا لأطرائك يا دارت هذا أذا كان ما قلته أطراء".
" فلنكف عن هذا العبث الآن , هيا أذهبي الآن لتناول الطعام , وأعد بأنني سأجد لك فرسا ممتازة لنزهاتك اليومية".
" على أن تكون مميزة الشخصية يا دارت , لا تنسى أنني فارسة ممتازة".
" وكيف أنسى يا صغيرتي , صرفت ساعات طويلة لتلقينك أصول الفروسية ".
" أعلم , لذا لا يمكنك الوثوق بأنني أستطيع السيطرة على الجوهرة السوداء".
وضاقت نظراته منذرة بالغضب:
" الجوهرة السوداء ! لا تقتربي منها يا كولبي , الفرس هذه نارية الطباع رأيتها في لحظات غضبها تلقي عن ظهرها بستة رجال , فتاة صغيرة مثلك لن تستطيع السيطرة عليها , أمنعك منعا باتا من الأقتراب منها ".
" ولكن يا دارت...".
" كفى يا كولبي , لا أريد سماع كلمة أخرى في هذا الموضوع , لا أريد حادثة أخرى في هذه المزرعة , أبتعدي عنها , هل سمعت؟".
" نعم , حسنا , دارت , أهدأ قليلا لاحاجة بك الى التهديد , رغباتك أوامر , الأمر في غاية البساطة , سأتقبل هزائمي على يديك بنظرة فلسفية".
" آه لو كان ما تقولين صحيحا".
ولم تجبه كولبي , بل تركته لتذهب الى غرفة الطعام , كان ستيفن وسوزان , قد شرعا في تناول طعام الفطور.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس