عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-08, 03:15 AM   #22

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



كان "وولف" واقعا تحت تأثير سحرها. لقد أعطته "بليندا" بكلمات بسيطة حياة لصور كانت موجودة بداخله ولكنه كان يجهل وجودها في حياته التي بلغت ثماني وعشرين سنة. لقد أعطت طعما ورائحة وجمالا لهذا العالم الذي لم يهتم أبدا بأن يحس به.
أخذا يتلذذان بتناول الفاكهة ويتحدثان ويثرثران بلا هدف. قلد "وولف" زقزقة العصافير وقلدت "بليندا" صوت قطرات المطر المتساقط على الصخور مما جعلهما ينطلقان في الضحك ثم غرقا في النوم وفي وقت واحد وكأنهما متفقان على لحظة معينة.
عندما فتح "وولف" عينيه والتقتا بزرقة السماء أحس بشعور من الانسجام التام وهو نائم بجوارها.
التقط ورقة شجرة ومررها على أنفها ليوقظها لم يسبق ل"بليندا" أن أحست بالهدوء والسكينة والكسل كما تحس الآن. أحس بأن حياتها لم تكن سوى سلسلة من العواصف الضارية منذ إصابة والديها بمرض قاتل أثناء رحلة صحراوية في إفريقيا. كانا قد أودعاها مدرسة داخلية حتى تتابع دراستها حيث وجدت فيها بعض الأمان. ولكن "هيكتور" بدأ يضايقها. لم يكن يكف عن أن يقول: لابد أن تتزوجه وتحتفظ له بميراثها قبل أن تنفقه.
لم تكن تحبه أثناء حياة والديها ولكنها سرعان ما بدأت تكرهه كره العمى بعد أن زادت سماجته بعد موتهما.ومن وقتها لم تعد حياتها سوى سلسلة من الهرب المستمر والمجنون.كان "هيكتور" قد بدأ ييئس ولكنها كانت مقتنعة تماما أنه لن يكف عن محاولة تدميرها ما لم تتمكن من قطع كل الجسور.ومن الآن فصاعدا لم تعد تثق بأحد وترفض الارتباط بأي شخص.ولكن "وولف" اكتشفت أنها في أمان واسترخاء. همست له:
- إن هذه السحابة تشبه الخروف وتلك تشبه النعجة.
رفع "وولف" ذراعه نحو سحابة ضخمة وقال معلقا:
- وهذا حمار على اليسار.
كان يحس بسعادة لا تصدق وهو بجوارها يتأمل السماء والسحاب المتفرق. كان يحس كأنه صبي صغير.
- يلزمك نظارات معظمة يا سيد "ويكفيلد" إن تلك السحابة لا تشبه الحمار وإنما تشبه القطار.
قال بإصرار وهو يشير إلى واحدة بطرف قدمه.
- ليست هذه إنما تلك.
بدآ يلعبان التخمين كما يفعل الأطفال ساعات وهم ينظرون إلى السحب وانهمك "وولف" في اللعبة بحماس حتى اضطرت في النهاية لتنبهه أنها مجرد لعبة.
سألته وهي تستلقي على بطنها لتتأمله أفضل:
- هل كنت محروما من اللعب في طفولتك؟
- في الحقيقة كان لدي كل المال واللعب التي أستطيع اللعب بها. لقد كان والداي يحبانني كثيرا وكانت حياتنا كلها رفاهية وربما كنت أفتقد فقط تلك المسرات البسيطة الكافية لإسعاد الطفل. لقد كنا غالبا في رحلات وسفر دائم وكنت أكتشف_ بلا انقطاعات _حضارات مختلفة وطرقا معينة متنوعة.
كان والداه يحبانه بطريقتهما وفي الحقيقة طريقة متقطعة تفرضها عليهما مسؤولياتهما نحو وطنهما. كان والداه دبلوماسيا وأمه تنحدر من أكثر العائلات البريطانية عراقة. وكانت السلطة هي الكلمة المسيطرة على وجودهم. ووجد "وولف" نفسه وحيدا نوعا ما. سألته "بليندا"
- وهل رآك والداك وأنت تمثل من قبل
- لقد مات والداي من مدة طويلة ولكنهما في الحقيقة شاهداني في دور أو اثنين.
كان "وولف" يحس بأن والديه لم يوافقا- في نفسيهما-على مهنته.
وكانا يأملان أن يصبح على شاكلتهما ولكنهما لم يحاولا أن يعارضا رغبته. لقد عرف "وولف" كثيرا من الناس وكان يحب بعضهم ولا يقبل البعض الآخر ولكن أحدا منهم لم يتجاوز قلعة أسراره. لم يستطع أحد أن يقترب من طبيعته إلى هذه الدرجة مثل "بليندا" رفع عينيه إلى السماء وأشار إلى سحابة:
- أترين هذه؟ إنها أنت
- لا
قال بإصرار وعيناه تخترقان عينيها:
- بل أنت.. هل أنت ساحرة يا "بليندا"
- لقد اعتبروني أسوا من ذلك.
لم يعرف "وولف" في أي لحظة بالضبط أمسك بيدها ورفعها ببساطة إلى شفتيه ثم قبلها ببطء.. كل أصبع على حدة.
ردت عليه الشابة بابتسامتها الرائعة التي كان لها على قلبه تأثير الصاعقة والذي أخذ ينبض بشدة في صدره بينما يهتز كل كيانه بفرح صامت لا يختلط به شيء.




monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس